ستُّ وقفاتٍ مع قراءة القرآن بالألحان الموسيقيَّة

إنضم
25/01/2013
المشاركات
94
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
مصر
ستُّ وقفاتٍ مع قراءة القرآن بالألحان الموسيقيَّة
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا هو، وأنَّ محمدًا  عبده ورسوله، وبعد؛
***
موضوعٌ ما أكثرَ ما كُتِبَ فيه وقيل، ومن العجب أن ترى الاختلاف فيه لا بينَ مجوِّزٍ ومُحرِّزٍ، بل بينَ مُوجبٍ ومُبدِّعٍ! ومن العجبِ – كذلك - أنَّك ترى الدليلَ الواحدَ يحتجُّ به الفريقانِ، ولكلٍ مأخذٌ ومنزعٌ. وملخَّص الداء والدواء: «لو سكت مَن لا يعلم لقلَّ الخلاف».
ولا شكَّ أنَّ هناك جملةَ أمورٍ، هي أقربُ ألا يختلف فيها أحدٌ بإذن الله، ومن شأن البدايةِ بهذه الأمور – في تقديري - أن يحسمَ كثيرًا مما يُعدُّ خِلافًا في المسألةِ.
وسوفَ أعرضها في نقاطٍ، بغضِّ النظر عن اعتقادي الشخصيّ في حكم القراءة بالألحان، وأرجو ألا يتسرَّع القارئُ فينسبني إلى قولٍ لم أقلْ به. وتذكَّر: لازم القول ليس بقولٍ إلا بعد عرضه وقبوله.
والآن إلى الأمور التي إخالنا لن نختلفَ عليها بإذن الله:
***
أوَّلًا: مَنْ أحقُّ أهل العلم بالنَّظَر في حُكم القراءة بالألحان؟
وللإجابة عن هذا السؤال أقدِّم بهذه المقدِّمة القصيرة: الأصل أنَّ العلم النظريَّ بالشيءِ – ولو كان هذا الشيء حرامًا – خيرٌ من الجهل به؛ وذلك لمَنْ تعلَّمه ليعرف حقيقته فيستطيع أن يحكم عليه، فهذا محمودٌ. وأما إن تعلَّمه لِيستعمله في باطلٍ فهذا حرامٌ اتِّفاقًا.
وفي مسألة القراءة بالألحان؛ إن تعلَّمها عالم متبحِّرٌ في علوم القرآن وخصوصًا ما كان منها وثيق الصلة بأدائه وتجويده رواية ودرايةً، وهو في الوقت نفسه ضليعٌ من علوم الفقه أصولًا وفروعًا= فمثلُ هذا العالِم – إن وُجِدَ – هو الجدير أن يقال فيُسمع له ويُعتبَر قولُه في مسألة القراءة بالألحان. هذا العالم سيكونُ قد أوتي حظًّا من العلم في مجالات النظر المتعلقة بمسألة القراءة بالألحان: القرآن وعلوم التلاوة ، والفقه، وقواعد علم الموسيقى النظرية.
ولا يجوز بحالٍ أن يتصدَّى لتلك القضية مَن لا يُتقن التجويدَ نظريًّا وعمليًّا، ومَن لم يحصِّل من الفقه ما يعصمه عن تنكُّب منهج البحث، ومَن لم يُحصِّل من اللغة ما يفهم به مواقع الأدلة وفروق المصطلحات..إلخ.
أمَّا اشتراطُ أن يُضيفَ المتصدِّي لتلك المسألة إلى ما سبق شيئًا من العلم بقواعد الموسيقى، فتأمَّل الكلام الآتي، وقِسْ عليه قياسًا مع الفارق تعلمْ ضرورة هذا التأصيل:
قال ابن العربي رحمه الله في أحكام القرآن (1/48): «... وقال الشافعي رحمه الله: السحر معصيةٌ إن قتل بها الساحر قُتِلَ، وإن أضرَّ بها أُدِّبَ على قدر الضرر.... ثم قال ابن العربي مُتعقبًا الشافعيّ: وهذا باطل من وجهين: أحدهما: أنَّه لم يعلم السحر. وحقيقته أنَّه كلامٌ مؤلَّف يُعظَّم به غير الله تعالى....» إلى آخر ما قاله رحمه الله.
فابن العربيِّ يُبيِّن – من وجهة نظره – من أين أُتِيَ الشافعيُّ فيما قال به، ذلك أنَّه لم يعلم حقيقة السحر، وإن كان بها عالِمًا لَمَا توقَّف في تكفير الساحر؛ لأنَّه لا سِحرَ إلا بِكُفر، وتلك حقيقةٌ يعرفها كلُّ مَن عَلِمَ السحر، أفلا يقال: إنَّ العالِمَ إذا تعلَّم الجزءَ النظريَّ من السحر دون أن يصل إلى أفق التطبيق العمليِّ، مثلُ هذا العالِم هو الجدير بأن يتكلم في الأحكام الفقهية المتعلقة بالسحر؟
وأكرِّر أنِّي لا أقصد من كلامي التسوية بين السحر والمقامات الموسيقية، فهو كما قلتُ قياسٌ مع الفارق، نحاول أن نصل من خلاله إلى ردّ بعض الأمور إلى نصابها، وذلك بتقرير مَنْ أحقِّ الناس وأجدرهم بالكلام في هذه المسألة، ولا يُطعنُ في صدره بالقول الـمُسبَّق: إنَّ المقامات الموسيقية حرامٌ، وإنَّ الموسيقى بها وبها.... فهل بلغتْ مبلغ السِّحرِ؟ كلُّ ما في الأمر أنَّ الحكم على الشيْء فرعٌ عن تصوُّره، فكيفَ يحكم عليه مَنْ لا يعلم حقيقته، وإن كان أفقه الناس إجمالًا؟!
وللتوضيح العمليِّ؛ فإنَّ أحد الأدلة التي يستعملها المانعون للقراءة بالألحان قولهم: إنَّ القراءة بالألحان والالتزام بقواعدها يحمل القارئ على الإخلال بأحكام التجويد، ويمثِّلون على ذلك بتلاوات مُسجَّلة – صوتًا وصورةً - لمشاهير القرَّاء يخرجون فيها عن أحكام التجويد، فيمدُّون أربع الحركات ستًّا، وربمَّا أطول من ذلك، ويَغُـنُّون ما مقداره الطبعيُّ حركتان أربعًا وربَّما أطول، وقِس على ذلك...
ويُجيب الـفريق الآخر بأنَّ ذلك ليس لزامًا، ولا يعني الخطأ في التطبيق أنَّ النظريَّة فاسدة، وإلا فإنَّ الشيخ فلانًا – وهو ممن يُحذى على منوالهم في الأداء القرآني – لا تصدر عنه مثل هذه السقطاتِ والهناتِ، وهو في الذروة تحفُّظًا عن النشاز.
فأين الحقُّ في ذلك؟
لا يُمكن أن نحسم النزاع في هذه القضيَّة الفرعية إلا بتحديد موضع النزاع فيها تحديدًا دقيقًا، وموضع النزاع هو: لزوم تأثير الالتزام بقواعد الموسيقى حال القراءة على الالتزام بقواعد التجويد.
ولتقريب المقصود؛ نقول: هل من الممكن أن يُبحث في الالتزامات التي يجب ألا يحيد عنها الموقِّع على المقامات في قراءته، بحيث لو تركها لكانت قراءته في عُرف التغني (نشازًا)؟ وهل من الممكن أن يتأتَّى - لزامًا - مواقفُ يكون فيها الملتزمُ مقامًا معيَّنًا عرضةً للإخلال بحكم تجويديٍّ معين إن صادف وجوده في الآية المقروءة بهذا المقام؟
وهو بحثٌ راودتني فكرته منذ أمد بعيد، ولكن لم تسعفني معرفتي القليلة بالموسيقى في إتمامه، وإن كانت آلياته متخيَّلةً في ذهني..
وأذكر أنَّ بداية التفكير بهذا الأمر أنِّي سمعتُ قارئًا يتلو قوله تعالى: (يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن) فقرأ: (كالـمُوهْل، كالعِيهن)؛ بإطالة ضمة الميم وكسرة العين القصيرتين لتصيرا طويلتين بمقدار ثلاث حركات على الأقل يُلاحظها كل مُبتدئ في التجويد. ولـمَّا ذكرتُ ذلك لأحد أصحابي ممَّن لهم إلمامٌ بالقواعد الموسيقية أجاب بما معناه أنَّ التزام القارئ بتقصير الحركة - كما يقتضي الصواب – كفيلٌ بأن يجعل قراءته نشازًا؛ لأنه يقتضي منه تسريع المقام في غير موضع التسريع أو شيئًا من هذا القبيل لا أعلمه تفصيلًا. فالقارئ ليس جاهلًا بأنَّه أخلَّ بالحكم التجويديّ، ولكنه بين مطرقة النشاز وسندان اللحن! والواضح أنَّه اختار الثاني على الأولى!
فإنْ أُمكن إتمام مثل هذا البحث الموثَّق بأدلة لا يُماري فيها مَانعٌ أو مُبيحٌ؛ كان للباحثه القولُ الفصلُ الذي يُغلق الباب (بالضَّبَّة والمفتاح كما يقول المصريون) على كلِّ اجتهادٍ غير منضبطٍ، بَلْهَ كلّ كلام مرسل على عواهنه... وهذا لن يكون إلا إذا جَمَع ذلك الباحث العلم بالفقه والقراءة شيئًا غير قليلٍ من العلم بالموسيقى.
أيضًا؛ من القضايا الجديرة بالتأصيل العلميّ المتأنِّي: هل هناك فارق بين المقامات الموسيقية كحقيقةٍ كُليَّةٍ، وبين مقامات الأعاجم؟ وهل هناك فارقُ بينها – أو بينهما – وبين مقامات أهل الخنا والفسق؟
وإذًا؛ فنحن مطالبون بضبط تلك المصطلحات ضبطًا علميًّا دقيقًا، يُستعانُ فيه بقواعد الموسيقى ذاتها؛ لتبيين ما بينها من فروق، كما يُستعان بالتقطيع العروضيِّ لبيان ما بين البحور من فروق:
1. المقامات الموسيقية.
2. مقامات الأعاجم.
3. مقامات أهل الغناء وأهل الفسق والخنا.
وهل الفروق جوهريةٌ؟ وهل هي كيفيةٌ أم كمِّيَّةٌ؟ إلخ....
كما يجب بيان الفرق بين المقامات الموسيقية وبين التغنِّي. وبعبارة أخرى: هل يمكن أن يقرأ قارئٌ قراءةً رصينةً وقُورًا لا يصفها أصحاب الأذواق المستقيمة بالنشاز وهي في الوقت نفسه لا تستقيم على أيِّ مقامٍ موسيقيٍّ معروف؟
لو نظم ناظم على أحد أوزان الخليل المهملة، أو نظم كلامًا مستقيمًا على وزنٍ غير خليليٍّ؛ فهل يعتدُّ به الشعراء؟ قد يُقال: نرجع إلى الذوق فإن قَبِلَ به وإلا فلا يُعتدُّ بذلك.
فإن كانت الإجابة (نعم)؛ قد يستقيم في الذوق قراءةُ قارئ بغير مقامٍ معروف، فساعتها قد يقال: هلمَّ نبحثْ في علم جديدٍ نستنبط من خلاله قواعد للتغني القرآني قسيمةً للمقامات الموسيقية المعروفة... وإن كانت الإجابة (لا) فما معنى قول بعضهم باختراع علم التغني بالقرآن، بمجرَّد الانتقاء من بعض المقامات ما يصلح للقراءة واستبعاد ما لا يصلح، ثمَّ استبدال بعض الأسماء بأسماء تلك المقامات؟ لو جاز ذلك لجاز لبعض المحافظين أن يقول – مثلًا : سأنتقي من بحور الشعر بعض البحور الرصينة، ولتكن تلك البحور المتباينة التفعيلة: الطويل والبسيط والمديد والخفيف والمنسرح...إلخ.. ثمَّ أنا مستبدلٌ الهطيل بالطويل، والمبسوط بالبسيط، والـمُفرِح بالمنسرح ...إلخ، ثمَّ أنا – بعد ذلك - مخترعٌ لكم علمًا اسمه علم عروض الرصانة! ففيمَ تباينَتْ قواعد هذا العلم المخترَع عن العروض الخليليِّ؟ وعلى أيِّ أساس، وبأيَّة معايير انتقيتَ واستبعدتَ؟ وهل يُسمَّى هذا الفعل اختراعًا؟
إنَّ في التأنِّي السلامة، ولو سكت مَن لا يعلم لقلَّ الخلاف، بل ولانعدمَ... وبتأصيل مثل تلك المسائل الجزئية؛ تتكامل النظرة إلى القضية، ويصير ساعتئذ الحُكمُ في القضيَّة – بإذن الله – من قبيل الحقِّ الذي هو أحقُّ أن يُتَّبع.
***
ثانيًا: التغنِّي بالقرآن وسيلةٌ أم غايةٌ؟
إنَّ أصل الالتذاذ إنَّما يكون بمحض الألحان والتوقيع الموسيقيّ على المقامات بغضِّ النظر عن المقروء ومعناه، وكلُّ بصيرٍ يرى ذلك من نفسه؛ إذ إنَّه يتأثر باللحن المعزوف المجرَّد عن الكلمات. ويتراوحُ نوع هذا التأثر ما بين النشوة والشوق والحزن والطرب وغير ذلك من ضروب التأثر، وإنَّما كان ذلك كذلك بسبب تغيُّر المقام الموسيقيّ، وتغيُّر طبيعة النغمة المعزوفة صعودًا وهبوطًا.
ويمكننا أن نذهب بعيدًا في إثبات هذا الزعم؛ إلا أنَّنا لسنا في حاجة إلى تأكيد المؤكَّد، وتجلية الواضح البيِّن، واكتفِ بأنْ تسمعَ لحنًا مُميَّزًا لأغنية بِلُغةٍ لا تجيدها، فإن فعلتَ فقد تتأثَّر تأثُّرًا بالغًا مع كونكَ لا تفقهُ كثيرًا ولا قليلًا مما تسمع.
ومما يؤثرُ في ترجمة الفارابي أنَّه كان في مجلس سيف الدولة، فأخرج عودًا وضرب عليه ففرح كلُّ أهل المجلس، وضحكوا من الطرب، ثمَّ غيَّر الضرب فنام كلُّ مَن هناك حتَّى البوَّاب. وربَّما كان غيَّر الضرب فبكوا جميعًا.
كان صاحبي الشابُّ طريحَ خَشَبَة الغُسْلِ، ولَطالما تواصيْنا – تفكُّهًا – مَن يمُتْ أوَّلًا فيُحسنْ صاحبُه غسلَه، ولا يتهاونْ فيما قد يأتي به البعضُ من بِدَعٍ يُلبسها العقلُ الخرافيُّ لُبسة الشرعِ، وما أكثر ما يفعلون، وما أكثر ما يفعلْنَ في الجنائز!
وها أنا أتذكَّرُ، فتعتمل الخواطرُ وتموج السرائرُ، وتبقى العبراتُ عييَّةً فهيهةً لا تُعربُ، وهكذا هي دائمًا: تخذلكَ أحوج ما تكون إليها. أتذكَّر – كذلك – طفلتيه الصغيرتين اللتين خَلَّـفَهما نَـبْـتـَتينِ لم تكادا تظهرانِ على وجه الأرضِ. أقلِّبُ الذاكرةَ الجموحَ بمداعباتٍ وضحكاتٍ مرحةٍ، فلا يظفرُ خدَّايَ إلا بدمعتينِ ضحلتينِ.
وها نحن ننطلقُ بالجنازةِ، فإذا بباكيةٍ ثكلى تُوقِّعُ بصوتٍ يتقاطرُ حزنًا على نياطِ آلاف القلوب، فتتصدَّع المآقي بسيولٍ من الدمعِ؛ ما كنتُ أظنُّ أنَّ في مساحة العينينِ متَّسعًا لأمثالها.
والسؤال الآن: هل الحاصل من التأثُّر عند قراءة القرآن مُوقَّعًا على المقامات بسبب المعاني نفسها، أم بسبب المقامات؟ فإن كان بسبب المقامات فلا يختلف التأثُّر حينئذٍ في كونه قد حدث بالاستماع للقرآن أو بالسماع للألحان المجرَّدة. وأمَّا إن كان بسبب معاني القرآن؛ فالتأثر والتدبُّر سيحدث بمجرَّد إمرار هذه المعاني على الذِّهن بأية وسيلة سواءً بالترتيل أو الحدر أو حتى القراءة الصامتة بالعين.
وقد يُقال: إنَّ القرآن حين يُسمع من شيخ ذي صوتٍ شجيٍّ فإن الانجذاب يحصل بذلك ما لا يحصل بالاستماع إلى مُهذرمٍ أو إلى غير ذي صوتٍ شجيٍّ. وتلك حقيقة لا يُمارَى فيها، ولكنَّ الإنصاف يقضي بأن نقول: إنَّ الصوت الشجيَّ كان وسيلةً لإمرار المعاني على الذهن، فإن فَهم السامع تلك المعاني وفَقِهَها حصل التدبُّر، وإلا فما عدى السامعُ طور التأثُّر بالصوت والالتذاذ باللحن.
إذًا؛ هناك درجتان من الانتباه يمرُّ بهما المستمع؛ الأولى: التأثُّر، وهذا التأثُّر يحصل بالاستماع إلى النغم سواءً صاحبه كلامٌ أم لم يصاحبه، وإن كان مجرَّد صوتٍ ملحونٍ يُخرجه العازف من بين شفتيه، وهذا ملاحظٌ مستفيضٌ.
الدرجة الثانية: وهي درجة التدبُّر، وتحصل بإعمال الفكر فيما تنطوي عليه الكلماتُ والعبارات من مقاصدَ ومعانٍ، وما تحمله في ثناياها من ضروبِ البيان والبديعِ. وهذا لن يكون إلا بإدراك معاني المفرداتِ قبل تركيبها، ثمَّ فهمها في سياقاتها، ثمَّ فهم التراكيب والجُمَل والعبارات. ويبقى التغنِّي مُجرَّد وسيلةٍ لإيقاظ التأثُّر وبعثه ومن ثمَّ توجيهه وتهيئته لتمام التدبُّر، على أنَّه ليس الوسيلة الوحيدة لذلك.
وهذا هو جوهر المسألة الذي يجب ألا يُغفل عنه: أنَّ التغنِّي وتزيين الصوت في القراءة وسيلةٌ لتحصيل التأثُّر الذي هو بدوره وسيلةٌ مُوصلةٌ إلى التدبُّر الذي هو غاية القراءة لقوله تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته وليتذكر أولوا الألباب)[ص:29].
وعمومًا؛ فمن الوسائل المساعدة على التدبُّر نفسه: كلُّ ما من شأنه أن يفهمَ به القارئُ المعنى؛ مثل سَعَة الحصيلة اللغوية، والإلمام بقواعد علم البيان والبديع، والوقوف على أسباب النزول، ومعرفة الوقف والابتداء، وما إلى ذلك.
أمَّا من أسباب التأثُّر: فالاستعداد النفسيُّ، وتهيئة المكان المناسب للتلاوة بعيدًا عن الشواغل والصوارف، والطهارة بأنواعها، والتغنِّي الذي أمر به النبي .
ومن هنا نقف على منزلة التغنِّي، فهو وسيلة من وسائل التأثُّر الذي هو بدوره محفِّزٌ للتدبُّر. فاتَّضح أنَّ هناكَ أمورًا أكثر أهميةً بكثيرٍ من التغنِّي بدونها لا يحصل للقارئ كمال التدبُّر. ولا يُماري منصفٌ في أنَّ التدبُّر يمكن أن يحصل بدون التغنِّي، ولكنَّه لا يمكن بحالٍ أن يحصل بدون أن يكون القارئ مُدركًا لمعنى ما يقرأ. وبعبارة أخرى: فالتدبُّر يفتقر إلى أمورٍ ليس من بينها التغنِّي، وقد يكونُ التغنِّي ولا تدبُّر.
وجرِّب أن تُسمعَ سامعًا من عوامِّ الناس سورة (العاديات) مثلًا؛ بأجمل الأصواتِ، وأكثرها تقيُّدًا بقواعد التلاوة، وأكثرها إيفاءً بمتطلبات النغم والتوقيع الموسيقي، وذلك كلّه بعد أن تُهيِّئَ له الجوَّ المناسبَ للاستماع، والآن وقد انتهيتَ من التلاوة لا نشكُّ كثيرًا في أنَّه قد تأثَّر، وربَّما ذرفت عيناه بالدموع، سلْهُ إذًا عن المعنى الإجمالي للسورة، وما الذي تدبَّره؟ وما الذي استنبطه من القَسَمِ الربانيّ بالعادياتِ في هذا السياق؟ إلى غير ذلك...
ومرةً أخرى؛ جرِّبْ أن تكون رفيقَ أحد طُلَّاب علم التفسير الـمُجدِّين في سَفرةٍ صاخبةٍ مُضْنيَةٍ، وسله عن مناسبةِ القَسَمِ بالعادياتِ لِكَوْن الإنسان لربِّه كنودًا. غالب الظنّ أنَّه سيجيبُكَ – من اطِّلاعه أو من وجهة نظره – إجاباتٍ مُرضيةً.
والآن؛ قد يقال: ما الفائدةُ العمليَّةُ لهذا التقرير؟
الفائدةُ أن يتبوَّأ التغنِّي منزلته الحقَّيقية في أذهاننا على أنَّه وسيلةٌ لِوسيلةٍ لِغايةٍ؛ فلا يُقدَّم على الغاية. يقول تعالى: (الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان) [الشورى:17]، فأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان بوضع الأمور في غير نصابها بتقديم تعلُّم المقامات على تعلُّم معاني القرآن وتفسيره وأحكامه. فهل أُقيمَ الميزانُ بآلاف المسابقات والبرامج التي تتمحورُ حول الأصوات والتغنِّي في مقابل ما لا يذكرُ – قلَّةً – من مسابقاتٍ وبرامجَ تهتمُّ بالتفسيرِ والتدبُّر؟
وليسمح لي القارئ الكريم بشيءٍ من الاستطراد؛ إذ يلفتُ النظرَ ختامُ الآية الكريمة: (وما يدريك لعل الساعة قريب)[الشورى:17]، فكأنَّها – والله أعلم - إشارة ربَّانية إلى أنَّ الميزانَ إذا اختلَّ فلتنتظروا الساعة.
وهذا مُوافق ومنسجمٌ مع ما صحَّ عن النبي  إذ قال: «بادروا بالأعمال ستًّا – فذكر منها - ونشأً يتخذون القرآن مزامير، يقدِّمونه يُغنِّيهم؛ وإن كان أقلَّ منهم فقهًا». وفي رواية : (لا يقدَّمون لأنَّهم فقهاء؛ ولكن ليُغنُّوا).
فكأنَّ من علامات الساعة اختلال الميزان؛ إذ يطغى الاهتمام بالوسيلة على الاهتمام بالغاية، وتُقدَّم الوسيلةُ لتؤمَّ الغايةَ!
وبهذا الميزان الحسَّاس يُمكنكَ أن تُثمِّنَ التجويد والتغنِّي كلًّا بثمنه الحقيقيِّ، فلا شكَّ أن القرآن والتجويدَ – الذي هو ضدُّ اللحنِ - وجهان لحقيقةٍ واحدةٍ، أمَّا القرآن والتغنِّيي فليس الشأن فيهما كذلك. فليُقَمْ بالتجويد أوَّلًا، ثمَّ إن كان التغنِّي نقصًا من التجويد وعبئًا عليه؛ فليكن التجويد وإنْ بغير تَغَنٍّ.
وبهذا الميزان – أيضًا - يمكنكَ بلا تردُّد = أن تصنِّف القرَّاءَ في التمكُّنِ؛ فأعلاهم رتبةً هو الماهر بالتجويد المتقن أداءً في حسن صوتٍ، ويظلُّ كلُّ مُجوِّدٍ أفضلَ من كلِّ مَن ليس كذلك، وإن أوتيَ مزمارًا - أو أكثر - من مزامير آل داود.
***
ثالثًا: حول مناداة البعض بتغيير أسماء المقامات الموسيقية:
ولا شكَّ أنَّ ذلك لا يحلُّ أصل الإشكال، ولا هو في موضع النزاع من قريبٍ ولا من بعيد، فالعبرة بالمسمَّيات لا بالأسماء، يقول : «يَشْرَبُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الخمرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا...» الحديث.
وهذا عامٌ في ضروب المعاصي. ومَن ظنَّ أنَّ مَن ذهب من العلماء إلى تحريم توقيع القراءة على الألحان أو كراهته؛ إنما ذهب لذلك بسبب الاسم = فقد أساء الظنَّ بعلمهم ودقة استنباطهم.
فإن فرضنا فرضًا جدليًّا أنَّ القراءة بمقام (عجم) أو (نكريز) أو غيرهما؛ حرامٌ مُجمعًا على ذلك، أفهل تكونُ حلالًا إن سمَّيْناهما مثلًا: (عرب) بدل (عجم)، و(تبريز) بدل (نكريز) مع احتفاظهما بنفس أبعادهما؟! ما أظنُّ عاقلًا يقول بذلك.
أفهل يحلُّ الإشكال أن نسمِّيَ القراءة الحزينة من مقام (صبا) نغمةَ حزنٍ؛ إن كان مقام (صبا) نفسه - بتركيبته المعروفة - حرامًا؟
نحن بين احتمالين لا ثالث لهما: إمَّا أن تكون القراءة بهذه الطريقة حلالًا، وإمَّا أن تكون حرامًا، فإن كانت حلالًا فلا أبالي ما اسمُها، وإن كانت حرامًا؛ فلن يُغنيَ عنِّي تسميتها بتأويبِ الجبال وترصيع اللآل...
وغاية ما في أسماء المقاماتِ أنَّ لبعضها أسماءً أعجميةً؛ مثل: (رست)، (نهاوند)، (سيكاه)، (كار كرد) ... ونحو ذلك، أو أنَّ بعض تلك الأسماء مما لا يليقُ بجلال القرآن ووَقار قارئيه وحامليه؛ مثل (عُشَّاق)، (صبا) ونحو ذلك. فأمَّا الأسماء الأعجمية فلم يزل العرب يستخدمونها في وصف كثيرٍ من مفردات بيئتهم، وخصوصًا بعدما اختلط العرب بالأعاجم فرسًا ورومًا وغير ذلك. وأمَّا مفردات العشق ونحوه فيُمكن تغييرها بهذا الاعتبار.
ما أريد أن أقوله – ها هنا – إنَّ تصوير المشكلة على أنَّها مشكلة تسميةٍ وأسماءٍ فهذا اختزال مُخلٌّ، وبُعدٌ - كلَّ البعد - عن موضع النزاع لا يليقُ بعالمٍ أن يتورَّط فيه، بل يجب أن يُبحث في كُنه تلك المقامات بحثًا مُجرَّدًا عن أسمائها، فإن كانت حقيقتها تقضي بجوازها أُجيزت، ثمَّ بعد ذلك يأتي النظر في أسمائها، فما كان منها غير لائقٍ غُيِّرَ إلى ما يليق. وأمَّا إن أدَّى النظر الدقيق إلى أنَّ حقيقة تلك المقامات مما يجب أن يُنزَّه عنه القرآن؛ فمن الخيانةِ أن تُصوَّرَ القضيَّةُ على أنَّها قضيةُ أسماءٍ وألقابٍ.
ويمكن أن نُصعِّد الأمر إلى رموز السلَّم الموسيقي ذاته [دو ري مي فا صو لا سي ]، وهي الوعاء التي تُقدَّم من خلاله وجبةُ الموسيقى، فهل هي كأسٌ من الذهب والفضة يُقدَّمُ فيها الشراب العذب الزلال الحلال، أم يُقدَّم فيها الخمر؟ فأمَّا إن كان الذي يُقدَّم فيها الخمر فلا يصح أن نَدَع (دو ري مي) وأخواتهنَّ، ونرتشفُ بالشاليموه، وأما إن كان الشراب حلالًا فحينها يحق لنا أن نتساءل: هل (دو ري مي) فعلًا إناء من الذهب والفضَّة؟
***
رابعًا: إن كانت القراءة بالمقامات جائزةً، فكيفَ نتعلَّمها؟
نحن – كما قلنا - بين احتمالين لا ثالث لهما: إمَّا أن تكون القراءة بالألحان الموسيقية حلالًا، وإمَّا أن تكون حرامًا، فإن كانت حلالًا فإنَّ تعلُّمها بفهمٍ خيرٌ من تعلُّمها بالتقليد المجرَّد. وهذا حقيقةٌ لا يُمارَى فيها. أنت أمامك قصدٌ وبين يديكَ وسيلةٌ؛ فإن كان القصد والوسيلة مشروعَين كلاهما؛ فلا تُبالِ: امتطِ مطيَّتكَ واطرُق قصدكَ، أمَّا إن كان أحدهما أو كلاهما غير مشروعٍ؛ فقِفْ حيث أنت.
طبِّقْ هذه البدهيَّة على تعلُّم المقامات الموسيقية؛ فإن كانت القراءة بها مشروعةً؛ فتعلُّمها مشروعٌ ما التُزِمَ فيه بالوسيلة المشروعة.
أمَّا التعلُّم بمجرد التقليد بالمحاولة والتجربة، فيخطئ المقلد مرة، ويُصيب مرة حتى يُتقن فيقرأ قراءة مستقيمة غير نشازٍ = فإنَّ هذا يصير تورُّعًا في غير محلِّه ما دامت القراءة بالألحان مشروعة، ويصير تحايُلًا لا يليق بمسلم – فضلًا عن رجل من أهل القرآن - إن كانت القراءة ممنوعة، ولا ثالث لذينك الفرضين.
والمعروفُ المتواتر أنَّ لكثير من العلوم شقَّين: شقًا نظريًّا وشقًّا عمليًّا، وقد يُعبِّر عنهما المختصون بطرق التدريس والتربية: بالمجال المعرفي والمجال المهاري، وثالثهما المجال الوجدانيّ ولكنَّه لا يهمنَّا الآن. ومتى ما أتقن الطالب الجانب المعرفيّ كان أكثر قدرةً على التطبيق بمهارةٍ، فضلًا عن أنَّه يصير قادرًا على تعليم غيره وتوريث مهارته ومَلكتِه، كما يصير أكثر قدرة على ضبط الهَنَاتِ والتنبُّه لها. واعتبر بالتجويد، فمَن أخذه تقليدًا مجرَّدًا - وإن كان يقيمه إقامة القدح - لا يُقارن في القيمة العلمية بمَن أخذه نظريًّا وأتقنه عمليًّا في الوقت نفسه.
فإن علمتَ ذلك؛ يُصبح – في تقديري – من التورُّع الفاسد أن يُقال: المقامات لا تؤخذ ولا تُتعلَّم إلا تقليدًا بدون الخوضِ في قواعد الموسيقى النظرية وقوانين النغم وأبعاد المقامات وما أشبه ذلك مما يعرفه المختصون.
وإذا اتفقنا على ما سبق يمكن أن ننتقل إلى جزئيَّةٍ فرعيَّة، وهي وسائل التعليم، فلا يُطلب هذا العلم من الملحِّنين الموسيقيين ونحوهم من أهل الغناء، ولا يُطلَب بآلات الموسيقى، ولا يُطلَبُ بتوقيع ما لا يليق من كلام الأغاني السائرة في عصرنا مما طفح بساقط الإشارات وفاحش العبارات.
فإن قيل: لا نجدُ هذا العلمَ إلا عند هؤلاء الموصوفين. وهذه الفرضية على ما فيها من (الفنقلة) التعجيزية؛ يُجاب على (مُفنقلها)، بالقواعد الفقهية التي تضبط الضروريات وما تبيحه من المحظورات، فيقال: هل هذه ضرورة؟ وما مبلغها في الضروريَّات؟ وهنا يتبيَّن أهمية تقرير: هل التغنِّي وسيلة أم غاية. ويقال: هل الفائدة المرجوَّة من أمثال هؤلاء المعلمين من مُلحِّني الأغاني لا تتحقق إلا بهم؟ فإن قيل (نعم): يمكن الأخذ عنهم بشروط وتقييدات؛ أهمها: ألا يطلب بآلات، ولا يُطلب باختلاطٍ مع طُلَّاب الموسيقى للغناء، ولا يُطلب باختلاطٍ بين الرجال والنساء، ولا تمكَّن منه النساء وإن كنَّ قارئاتٍ، ولا يُمكَّن منه مشتهَرٌ بالتردُّد بين القرآن والغناءِ من باب سدِّ الذريعةِ... وغير ذلك من الضوابط والتقييدات التي تتأتى بالنظر والتجريب وجدَّة الجديد.
خامسًا: إن كانت القراءة بالمقامات جائزةً، فهل يُمكن أن يتخصص في طلبها وتعليمها بعضُ طلَّاب العلم ممن لديهم المَلَكَة الموسيقية؟
التخصص في العلوم مطلوبٌ، وكم أبدع المختصُّون وأضافوا بدقة نظرهم في الجزئيات التي لا يسبر غورها إلا مَنْ عاناها السنين ذوات العدد، فهل يمكنُ لبعض طُلَّاب العلم الشرعيِّ ممَّن ألـمُّوا بقدر كافٍ من علوم القرآن، وخصوصًا التفسير والتجويد واللغة أن يتخصصوا في التغنِّي بالقرآن تنظيرًا وتطبيقًا؟
لا تنسَ أنَّ الإجابةَ عن هذا السؤال فرعٌ عن القول بجواز تعلُّم المقامات الموسيقية بغرض إتقان التغنِّي بالقرآن. وأمَّا مَن لا يقول بالجواز فلا معنى عنده لهذا السؤال أصلًا.
وأمَّا عند القائلين بالجواز - وربَّما ذهبوا لأبعد من هذا الجواز = فيبقى التخصُّص في هذا الفرع مطلوبًا؛ على أن يُتنبَّه إلى ما يأتي:
• أنَّ شرف هذا التخصُّص لا ينهض للمقارنة بشرف التخصُّص في التفسير أو القراءات أو التجويد أو التعليم القرآني أو نحو ذلك.
• أنَّ المتخصِّص في هذا الفنِّ لابدَّ أن يُحصِّل قدرًا كافيًا من الفقه والتجويد والتفسير واللغة؛ لأنَّ هذا التخصُّص لم يُطلب لذاته وإنَّما طُلِبَ للتدبُّر المعتمد على التفسير، على ألَّا يُمسَّ التجويدُ بسوءٍ. وهذا ما لا يقوم به إلا من وُصِفَ من ذوي الـمَلكاتِ.
• أنَّ المتخصِّصَ مطالَبٌ بأن يجيبَ – بحثًا وتنظيرًا – على كثيرٍ من الأسئلة المطروحة في ثنايا هذا الكلام، وغيره مما يعتمل في الفكر؛ مثل:
 ما الفرق بين المقامات الموسيقية وبين مقامات الأعاجم، وبينهما وبين مقامات أهل الغناء وأهل الفسق والخنا؟
 ما الفرق بين التغنِّي وبين المقامات الموسيقية؟ وهل يمكن أن يقرأ قارئٌ فيأتي بما ترتضيه الأذواقُ وهو في قراءته تلك لا يسير على مقامٍ من المقامات المعروفة لا أصلًا ولا فرعًا؟
 هل من الممكن أن يُبحث في الالتزامات التي يجب ألا يحيد عنها الموقِّع على المقامات في قراءته، بحيث لو تركها لكانت قراءته في عُرف التغني (نشازًا)؟ وهل من الممكن أن يتأتَّى - لزامًا - مواقفُ يكون فيها الملتزمُ مقامًا معيَّنًا عرضةً للإخلال بحكم تجويديٍّ معين إن صادف وجوده في الآية المقروءة بهذا المقام؟
 هل يمكن تطوير آلياتٍ غير السلَّم الموسيقي لضبط قواعد التغنِّي؟ على أن تكون ذات فائدة عمليَّة في إكساب تلك المهارة فهمًا وأداءً؟
وغير تلك الأسئلة كثيرٌ....

***
سادسًا: هل يقاس التغنِّي على علم التجويد والعروض والنحو وغيرها؟
يُحاجج بعض المنظرين للتغنِّي بأنَّ علومًا لم تكن معروفةً للصحابة صارت من العلوم التي لا غنى عنها بحالٍ، مثل التجويد والنحو والعروض وغير ذلك، فهل يُقاس التغنِّي على هذه العلوم؟
المدقِّقُ قد يرى فروقًا جليَّةً بين هذه العلوم من جهة وبين التغنِّي من جهة أخرى؛ من أهمِّ هذه الفروق:
1. أنَّ القواعد الضابطة لهذه العلوم أُخِذَت باستقراءِ ما هو ثابتٌ في الميراث العلميِّ عن العرب قبل البعثة ثمَّ عن النبي  وعن أصحابه  وعن كبار تابعيهم. ولا مجال للتشكيك في المصدر التي استُنبطت منه تلك العلوم، فالنحو مأخوذٌ عن العرب الاقحاح وعن القرآن الثابت بالتواتر القطعيّ لفظًا وخطًّا، والتجويد مأخوذٌ بالتلقِّي المتواتر قطعًا، والذي لا مدخل للطعنِ فيه بحال، والعروض مستنبطٌ باستقراء آلاف الأبيات التي لا مطعن فيها - كذلك - اللهم إلا من (مرجليوث) و(طه حسين) ومَن سار على ضربهما ممن تهافت في هذه المسألة. مع العلم أنَّ هذا الطعن لا يؤثر على صحة الاستقراء والتقعيد للعروض.
أمَّا التغنِّي بالقرآن فلا يُمكن نسبة كيفيَّةٍ معيَّنةٍ منه إلى النبي  وأصحابه، ولا يمكن نسبة كيفيةٍ معيَّنةٍ منه إلى العرب إبَّان نزول القرآن، فكيف يُقال بإمكان وضع قواعدَ للتغنِّي القرآنيّ على أصولٍ لا يمكن إثباتها؟!
إذًا؛ لا سبيلَ بحالٍ إلى نسبة هذا العلم إلى السلف، أو إلى قياسه على النحو أو التجويد أو العروض، ولا يعني هذا القولُ أنَّ – بالضرورة – بدعةٌ.
2. أنَّ ثمرة علمي النحو والتجويد كانت ظاهرةً بالسليقة في كلام الصحابة والتابعين وقراءتهم للقرآن قبل أن يفسد اللسان، أما علم النغم ( وأعني به – بالطبع – علم الموسيقى عامَّةً لا التغني بالقرآن) فليس عربيًّا – على الترجيح - حتى يقال: قد فسد بمخالطة العجم، بل نسبته إلى القراءة السليقيّة كاللحن إلى الفصاحة، لا كالنحو إلى العجمة. وحينئذٍ؛ يكون التصنيف فيه والتقعيد محافظة على اللسان الأعجميّ لا العربيّ. ويؤكِّد ذلك أنَّ السلف لم يفعلوه، في الوقت الذي ظهر تحذيرهم من كيفيات معيَّنة من التغنِّي، إذًا؛ فالدافع الذي دفعهم إلى وضع النحو والتجويد كان موجودًا مثلُه في حالة التغنِّي، فَلِـمَ لمْ يضعوا لنا علمًا في التغنِّي القرآني؟ إنَّ مسلكهم هذا يدلُّ على أنَّهم لم يروا لحفظ نمط التغنِّي العربيّ – إن جاز الاصطلاح - ضرورةً؛ إذ فهموا أنَّ المطلوب هو القراءة على السجيَّة، مع محاولة تحسين الصوتِ وتجميله على إمكانات كل قارئ وقدراته، ولو كان الأمر يتطلب أكثر من ذلك لفعلوه، كما فعلوا بوضعهم النحو والتجويد والعروض وغيرها من العلوم. وعندها يسعُنا ما وسعهم.
وقد يقال: إن ما سبق صحيح ولكننا صرنا الآن – والآن فحسب – إلى الضرورة التي لو صاروا إليها في زمانهم لفعلوا ما نريد أن نفعله الآن. فيقال: اثبت العرش ثمَّ انقش!
ومهما يكن من أمرٍ؛ فقد ظهر أنَّ قياس التغني على النحو والتجويد لا يستقيم. والله أعلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
***

 
لقد تمت مناقشة هذا الموضوع في عدة مشاركات في هذا الملتقى وفي غيره ...
واليك بعض الروابط :
الرد الشافي من هنا :
http://vb.tafsir.net/tafsir36528/
اول كتاب يضع قواعد لعلم التغني بالقرءان الكريم تدرس كما تدرس قواعد التجويد وعلم القراءات.. - ملتقى أهل الحديث
أعرف أنه تمت مناقشة (كذا) هذا الموضوع في عدة مشاركات، وأصارحك القول أن هذا الرد الشافي (؟؟؟؟) هو أحد أسباب كتابة بعض ما في هذه المشاركة، فإن كنت تتفق معها أو مع بعضها فأنصحك بمراجعة كثيرٍ مما كتبتَ في موضوع التغني، وإن كنتَ تختلف مع بعضها فأبِنْ وأَدْلِ بحجتكَ، ودعكَ من الإحالاتِ، لأنه موضوعٌ لا ينتهي، ولو كنتُ أُحبُّ مثل هذه المجادلات التي لا تنتهي لشاركتُ في الحوار هناك في الموضوعات التي تُحيل عليها.
 

2. أنَّ ثمرة علمي النحو والتجويد كانت ظاهرةً بالسليقة في كلام الصحابة والتابعين وقراءتهم للقرآن قبل أن يفسد اللسان، .............هذا يدلُّ على أنَّهم لم يروا لحفظ نمط التغنِّي العربيّ – إن جاز الاصطلاح - ضرورةً؛ إذ فهموا أنَّ المطلوب هو القراءة على السجيَّة، مع محاولة تحسين الصوتِ وتجميله على إمكانات كل قارئ وقدراته، ولو كان الأمر يتطلب أكثر من ذلك لفعلوه
السلام عليكم
أستاذنا الكريم ..لا أعتقد أنه سيأتي من يحسم الخلاف الدائر في هذه المسألة ؛ لأن العلماء القدامى وأصحاب المذاهب اختلفوا فيها بين مجيز ومانع ومفصل في المسألة ( وهو من الخلاف المعتبر ) .
وتأمل هذا النقل (السؤال: عندما قال الصحابي الجليل: ((لَحَبَّرْته لَك تَحْبِيراً))(1) كيف يُجاب عن هذا؟

الجواب:

أبو موسى، سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- لقراءته ومدحه: ((أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ))(2) صوته جميل جداً في القرآن، وهذا ليس له أثر على الإخلاص، يعني مزيد تحسين الصوت ليس له أثر على الباعث على أصل القراءة، فالباعث أنه يقرأ لله -تعالى- لكن كونه يزيد في تجميل الصوت هذا قدر زائد على القراءة، ما يقول: أزيد لك قدر آيات لو علمت لزدت قدر آيات، القدر المقروء لله -تعالى- يزاد في حسن صوته، وهذا لا أثر له، القدر المقروء لن يزيد فيه أبو موسى من أجل النبي -صلى الله عليه وسلم-، إنما يزيد في تحبير الصوت وتزيينه، أما المقروء لله -تعالى- ما يزيد فيه أبو موسى من أجل أحد، ولذا ما أنكر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولو كان هذا مما يُنكر لأنكره، ولو كان قادحاً في الإخلاص لأنكره عليه. )
ا.هـ
*ألا يتعارض هذا القول مع قولك (إذ فهموا أنَّ المطلوب هو القراءة على السجيَّة ) ؟
فإذا كنت تقرّ بقولك (مع محاولة تحسين الصوتِ وتجميله على إمكانات كل قارئ وقدراته) ،فما المانع من أن يحاول القارئ تحسين صوته بتعلم هذه المقامات بدون مخالفات شرعية ؟؟
*أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يخبره النبيصلى الله عليه وسلم بأنه بلغ الغاية في جمال الصوت والأداء ..فما الداع لزيادة تجميله ؟
سيدي الفاضل .. هناك كثير من العلماء يأخذون بالقراءة بالمقامات ولا يتعارض هذا مع أحكام التجويد ، فأحكام التجويد فيه جزء من التسامح فيه من حيث زيادة المد أو الغنة قليلا سواء قرأ بالمقامات أم لا . المهم ألا يخرج عن غير المألوف .
والله أعلم
والسلام عليكم
 
السلام عليكم
أستاذنا الكريم ..لا أعتقد أنه سيأتي من يحسم الخلاف الدائر في هذه المسألة ؛ لأن العلماء القدامى وأصحاب المذاهب اختلفوا فيها بين مجيز ومانع ومفصل في المسألة ( وهو من الخلاف المعتبر ) .
وتأمل هذا النقل (السؤال: عندما قال الصحابي الجليل: ((لَحَبَّرْته لَك تَحْبِيراً))(1) كيف يُجاب عن هذا؟

الجواب:

أبو موسى، سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- لقراءته ومدحه: ((أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ))(2) صوته جميل جداً في القرآن، وهذا ليس له أثر على الإخلاص، يعني مزيد تحسين الصوت ليس له أثر على الباعث على أصل القراءة، فالباعث أنه يقرأ لله -تعالى- لكن كونه يزيد في تجميل الصوت هذا قدر زائد على القراءة، ما يقول: أزيد لك قدر آيات لو علمت لزدت قدر آيات، القدر المقروء لله -تعالى- يزاد في حسن صوته، وهذا لا أثر له، القدر المقروء لن يزيد فيه أبو موسى من أجل النبي -صلى الله عليه وسلم-، إنما يزيد في تحبير الصوت وتزيينه، أما المقروء لله -تعالى- ما يزيد فيه أبو موسى من أجل أحد، ولذا ما أنكر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولو كان هذا مما يُنكر لأنكره، ولو كان قادحاً في الإخلاص لأنكره عليه. )
ا.هـ
*ألا يتعارض هذا القول مع قولك (إذ فهموا أنَّ المطلوب هو القراءة على السجيَّة ) ؟
فإذا كنت تقرّ بقولك (مع محاولة تحسين الصوتِ وتجميله على إمكانات كل قارئ وقدراته) ،فما المانع من أن يحاول القارئ تحسين صوته بتعلم هذه المقامات بدون مخالفات شرعية ؟؟
*أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه بلغ الغاية في جمال الصوت والأداء ..فما الداع لزيادة تجميله ؟
سيدي الفاضل .. هناك كثير من العلماء يأخذون بالقراءة بالمقامات ولا يتعارض هذا مع أحكام التجويد ، فأحكام التجويد فيه جزء من التسامح فيه من حيث زيادة المد أو الغنة قليلا سواء قرأ بالمقامات أم لا . المهم ألا يخرج عن غير المألوف .
والله أعلم
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورجمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل: لو دققت في كلامي فلن تجد ثمة تناقضًا فيه، وقد أكدتُّ أنني - ها هنا - لستُ في مقام مَن يُدلي بحُكم فقهيٍّ، وإنما غاية الأمر أننا نحاول ترسيم حدودٍ تؤطر للخلاف وتحاصره، وليس معنى أن في أصل الأمر خلافًا؛ أنَّ بعض جزئياته كذلك؛ بل من المتخيَّل جدًّا أن يكون هناك إجماعٌ على كثير من مسائله الجزئية التي قد تساهم في تقريب وجهات النظر، وفي تفصيل القول فيه.
وعودةً إلى الاقتباس الذي اقتبستَه فضيلتكم من كلامي؛ فإنَّ قولي ((محاولة تحسين الصوتِ وتجميله على إمكانات كل قارئ وقدراته)) يدخل فيه ما نوَّه أبو موسى رضي الله عنه به من التحبير لو علِمَ مقام النبي صلى الله عليه وسلم مُستمعًا... فلا تعارُض إن شاء...
أمَّا قولكم بأنَّ كثيرًا من علماء التجويد والقراءات يأخذون بالقراءة بالمقامات ولا يتعارض ذلك مع أحكام التجويد = فحسنًا قلتم وهذا لا خلاف عليه أيضًا وقد ذكرتُ معناه في كلامي، ولكن أعيد على فضيلتكم هذا التساؤل الذي تساءلتُه من قبل:
هل من الممكن أن يُبحث في الالتزامات التي يجب ألا يحيد عنها الموقِّع على المقامات في قراءته، بحيث لو تركها لكانت قراءته في عُرف التغني (نشازًا)؟ وهل من الممكن أن يتأتَّى - لزامًا - مواقفُ يكون فيها الملتزمُ مقامًا معيَّنًا عرضةً للإخلال بحكم تجويديٍّ معين إن صادف وجوده في الآية المقروءة بهذا المقام؟
وأرجو التمهُّل؛ لأنَّ الإجابةَ تحتاجُ إلى بحثٍ تطبيقيٍّ لا إلى كلام عاطفيٍّ يؤيد أو يعارض...
***
مع خالص تقديري وامتناني، وجزاكم الله عني كلَّ خير...
 
السلام عليكم
أستاذنا الكريم ..لا أعتقد أنه سيأتي من يحسم الخلاف الدائر في هذه المسألة ؛ لأن العلماء القدامى وأصحاب المذاهب اختلفوا فيها بين مجيز ومانع ومفصل في المسألة ( وهو من الخلاف المعتبر ) .
وتأمل هذا النقل (السؤال: عندما قال الصحابي الجليل: ((لَحَبَّرْته لَك تَحْبِيراً))(1) كيف يُجاب عن هذا؟

الجواب:

أبو موسى، سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- لقراءته ومدحه: ((أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ))(2) صوته جميل جداً في القرآن، وهذا ليس له أثر على الإخلاص، يعني مزيد تحسين الصوت ليس له أثر على الباعث على أصل القراءة، فالباعث أنه يقرأ لله -تعالى- لكن كونه يزيد في تجميل الصوت هذا قدر زائد على القراءة، ما يقول: أزيد لك قدر آيات لو علمت لزدت قدر آيات، القدر المقروء لله -تعالى- يزاد في حسن صوته، وهذا لا أثر له، القدر المقروء لن يزيد فيه أبو موسى من أجل النبي -صلى الله عليه وسلم-، إنما يزيد في تحبير الصوت وتزيينه، أما المقروء لله -تعالى- ما يزيد فيه أبو موسى من أجل أحد، ولذا ما أنكر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولو كان هذا مما يُنكر لأنكره، ولو كان قادحاً في الإخلاص لأنكره عليه. )
ا.هـ
*ألا يتعارض هذا القول مع قولك (إذ فهموا أنَّ المطلوب هو القراءة على السجيَّة ) ؟
فإذا كنت تقرّ بقولك (مع محاولة تحسين الصوتِ وتجميله على إمكانات كل قارئ وقدراته) ،فما المانع من أن يحاول القارئ تحسين صوته بتعلم هذه المقامات بدون مخالفات شرعية ؟؟
*أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يخبره النبيصلى الله عليه وسلم بأنه بلغ الغاية في جمال الصوت والأداء ..فما الداع لزيادة تجميله ؟
سيدي الفاضل .. هناك كثير من العلماء يأخذون بالقراءة بالمقامات ولا يتعارض هذا مع أحكام التجويد ، فأحكام التجويد فيه جزء من التسامح فيه من حيث زيادة المد أو الغنة قليلا سواء قرأ بالمقامات أم لا . المهم ألا يخرج عن غير المألوف .
والله أعلم
والسلام عليكم
بارك الله فيكم شيخنا الكريم عبد الحكيم عبد الرزاق
جواب شافي وكلام حكيم
 
أعرف أنه تمت مناقشة (كذا) هذا الموضوع في عدة مشاركات، وأصارحك القول أن هذا الرد الشافي (؟؟؟؟) هو أحد أسباب كتابة بعض ما في هذه المشاركة، فإن كنت تتفق معها أو مع بعضها فأنصحك بمراجعة كثيرٍ مما كتبتَ في موضوع التغني، وإن كنتَ تختلف مع بعضها فأبِنْ وأَدْلِ بحجتكَ، ودعكَ من الإحالاتِ، لأنه موضوعٌ لا ينتهي، ولو كنتُ أُحبُّ مثل هذه المجادلات التي لا تنتهي لشاركتُ في الحوار هناك في الموضوعات التي تُحيل عليها.
فلماذا تترك مشاركتك ويتم حذف الاحالة موضوع التاصيل وغيرها من المواضيع ...هل عجز من في الملتقى عن دحض تلك الحجج ام هناك امر اخر..للاسف لايمكنني ان اناقشك ..لان سياسة الملتقى لا تكفل الحق للجميع..
 
وعليكم السلام ورجمة الله وبركاته
أستاذي الفاضل: لو دققت في كلامي فلن تجد ثمة تناقضًا فيه، وقد أكدتُّ أنني - ها هنا - لستُ في مقام مَن يُدلي بحُكم فقهيٍّ، وإنما غاية الأمر أننا نحاول ترسيم حدودٍ تؤطر للخلاف وتحاصره، وليس معنى أن في أصل الأمر خلافًا؛ أنَّ بعض جزئياته كذلك؛ بل من المتخيَّل جدًّا أن يكون هناك إجماعٌ على كثير من مسائله الجزئية التي قد تساهم في تقريب وجهات النظر، وفي تفصيل القول فيه.
وعودةً إلى الاقتباس الذي اقتبستَه فضيلتكم من كلامي؛ فإنَّ قولي ((محاولة تحسين الصوتِ وتجميله على إمكانات كل قارئ وقدراته)) يدخل فيه ما نوَّه أبو موسى رضي الله عنه به من التحبير لو علِمَ مقام النبي صلى الله عليه وسلم مُستمعًا... فلا تعارُض إن شاء...
أمَّا قولكم بأنَّ كثيرًا من علماء التجويد والقراءات يأخذون بالقراءة بالمقامات ولا يتعارض ذلك مع أحكام التجويد = فحسنًا قلتم وهذا لا خلاف عليه أيضًا وقد ذكرتُ معناه في كلامي، ولكن أعيد على فضيلتكم هذا التساؤل الذي تساءلتُه من قبل:
هل من الممكن أن يُبحث في الالتزامات التي يجب ألا يحيد عنها الموقِّع على المقامات في قراءته، بحيث لو تركها لكانت قراءته في عُرف التغني (نشازًا)؟ وهل من الممكن أن يتأتَّى - لزامًا - مواقفُ يكون فيها الملتزمُ مقامًا معيَّنًا عرضةً للإخلال بحكم تجويديٍّ معين إن صادف وجوده في الآية المقروءة بهذا المقام؟
وأرجو التمهُّل؛ لأنَّ الإجابةَ تحتاجُ إلى بحثٍ تطبيقيٍّ لا إلى كلام عاطفيٍّ يؤيد أو يعارض...
***
مع خالص تقديري وامتناني، وجزاكم الله عني كلَّ خير...
اقول لك اخي الكريم ان لدي من الحجج النظرية والتطبيقية ما استطيع الرد به على مشاركتك لكن هل تضمن لي ان لا يتم حذفها
فقد تم حذف عدة دروس من الملتقى لا ادري لماذا ..للاسف ..
 
أخي محمد الوادي: بيّنتُ لك سابقًا سبب حذف بعض موضوعاتك، وهو خروجها عن تخصص الملتقى، أضف لذلك ما يعتري طرحك لها من الحَرَج الشرعي؛ لمبالغتك في شأنها، وغلوّك في التنظير لها، وتقليلك من شأن القارئ الذي لا يجيدها.
بإمكانك أن تناقش في هذا الموضوع أو غيره، وتدافع عن رؤيتك للمقامات، ولكن دون إحالة على روابط أو برامج أو تسجيلات، أريد كلامًا علميا محررًا بقلمك.
 
أخي محمد الوادي: بيّنتُ لك سابقًا سبب حذف بعض موضوعاتك، وهو خروجها عن تخصص الملتقى، أضف لذلك ما يعتري طرحك لها من الحَرَج الشرعي؛ لمبالغتك في شأنها، وغلوّك في التنظير لها، وتقليلك من شأن القارئ الذي لا يجيدها.
بإمكانك أن تناقش في هذا الموضوع أو غيره، وتدافع عن رؤيتك للمقامات، ولكن دون إحالة على روابط أو برامج أو تسجيلات، أريد كلامًا علميا محررًا بقلمك.
المواضيع التي اطرحها هي بصوتي ما المانع ...انا لا ابالغ اخي الكريم الادلة التي اطرحها ادلة واضحة وقاطعة وموثقة وكلام علماء ووو..فاين الحرج ..من يعارض فعليه بالاتيان بالحجة ..
من المفروض ان تشجعوا البحث العلمي وان يحصل للملتقى الشرف في انه ساهم في التاسيس لعلم التغني بالقرءان الكريم من خلال السماح بمناقشة الموضوع بكل حرية وفي اطار النقاش العلمي البناء
التغني بالقرءان الكريم هو تفسير صوتي للقرءان اليس اسم ملتقاكم ملتقى اهل التفسير ..لايوجد خروج على تخصص الملتقى
واعيدها للمرة الالف ان طرحي لعلم التغني بالقرءان الكريم هو اشمل ومن الخطا حصره في الانغام .
هناك امور في علم التغني تحتاج الى تطبيق صوتي كيف سادرجها ..
بارك الله فيكم اخي الكريم ضيف الله
 
التعديل الأخير:
التغني بالقرءان الكريم هو تفسير صوتي للقرءان اليس اسم ملتقاكم ملتقى اهل التفسير ..لايوجد خروج على تخصص الملتقى
فالأولى به الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن، وليس ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه.
 
أخي محمد الوادي: لا أتدخَّل في سياسة المنتدى، ولكني في الوقت نفسه متيقِّنٌ أن القائمين عليه من العلماء في تخصصاتهم، وأنهم أدرى بما يُنشر وما يُحذف، ولا يحجرون على (علمٍ مؤيَّد بالدليل والبرهان) وكذلك هم بشرٌ يصيبون وقد يخطئون في قرارٍ..
وأنا أختصر لك من الموضوع بعض الاسئلة أرجو أن تتمهل في الإجابة عنها، وأرجو كذلك ألا تُحيل إلى روابط خارجية أو داخلية، ومهما التزمتَ بالمنهج العلمي في الردِّ فأنا أضمن لك - إن شاء الله - ألا يُحذف ردُّك...
السؤال الأول: هل من الممكن أن يُبحث في الالتزامات التي يجب ألا يحيد عنها الموقِّع على المقامات في قراءته، بحيث لو تركها لكانت قراءته في عُرف التغني (نشازًا)؟ وهل من الممكن أن يتأتَّى - لزامًا - مواقفُ يكون فيها الملتزمُ مقامًا معيَّنًا عرضةً للإخلال بحكم تجويديٍّ معين إن صادف وجوده في الآية المقروءة بهذا المقام؟
السؤال الثاني: هل هناك فارق بين المقامات الموسيقية كحقيقةٍ كُليَّةٍ، وبين مقامات الأعاجم؟ وهل هناك فارقُ بينها – أو بينهما – وبين مقامات أهل الخنا والفسق؟ وهل يمكن ضبط تلك المصطلحات ضبطًا علميًّا دقيقًا، يُستعانُ فيه بقواعد الموسيقى ذاتها؛ لتبيين ما بينها من فروق، كما يُستعان بالتقطيع العروضيِّ لبيان ما بين البحور من فروق:
1. المقامات الموسيقية.
2. مقامات الأعاجم.
3. مقامات أهل الغناء وأهل الفسق والخنا.
وهل الفروق جوهريةٌ؟ وهل هي كيفيةٌ أم كمِّيَّةٌ؟ إلخ....
السؤال الثالث: هل يمكن أن يقرأ قارئٌ قراءةً رصينةً وقُورًا لا يصفها أصحاب الأذواق المستقيمة بالنشاز وهي في الوقت نفسه لا تستقيم على أيِّ مقامٍ موسيقيٍّ معروف؟
السؤال الرابع: إن كانت الإجابة عن السؤال السابق بـ(لا) فما معنى قول بعضهم باختراع علم التغني بالقرآن، بمجرَّد الانتقاء من بعض المقامات ما يصلح للقراءة واستبعاد ما لا يصلح، ثمَّ استبدال بعض الأسماء بأسماء تلك المقامات؟ لو جاز ذلك لجاز لبعض المحافظين أن يقول – مثلًا : سأنتقي من بحور الشعر بعض البحور الرصينة، ولتكن تلك البحور المتباينة التفعيلة: الطويل والبسيط والمديد والخفيف والمنسرح...إلخ.. ثمَّ أنا مستبدلٌ الهطيل بالطويل، والمبسوط بالبسيط، والـمُفرِح بالمنسرح ...إلخ، ثمَّ أنا – بعد ذلك - مخترعٌ لكم علمًا اسمه علم عروض الرصانة! ففيمَ تباينَتْ قواعد هذا العلم المخترَع عن العروض الخليليِّ؟ وعلى أيِّ أساس، وبأيَّة معايير انتقيتَ واستبعدتَ؟ وهل يُسمَّى هذا الفعل اختراعًا؟
هذه بعض الأسئلة - وهناك غيرها - ولكن لنُجِبْ عن هذه أوَّلًا؛ لأنَّ الاسئلة الجديدة متوقفة على تلك الإجابات....
وبالله التوفيق....
 
محمد الوادي;204730 التغني بالقرءان الكريم هو تفسير صوتي للقرءان اليس اسم ملتقاكم ملتقى اهل التفسير .. [/QUOTE قال:
التغني بالقرآن هو تفسير صوتيٌّ للقرآن الكريم(؟؟؟؟؟؟؟؟؟)
ما هذا الكلام؟
التفسير الذي هو بيان مراد الله من كلام الله، والتغني هل هو بيان كيفية التغني التي يريدها الله حال قراءة القرآن؟!!!
لا يبعد أن يقال بذلك!!! وعليه يُصبح الخارج عن قواعد التغني التي تسوضع لنا يُصبح مُسيئًا مأزورًا غير مأجور وربَّما قيل بأبعد من ذلك!!
تمهَّل أخي الكريم ولا تُطلق الاصطلاحات كهذا على عواهنها، حتى لا يُقوِّلك أحدٌ أشياء لم تفكِّر ولم تحلم بها...
 
و
هل من الممكن أن يُبحث في الالتزامات التي يجب ألا يحيد عنها الموقِّع على المقامات في قراءته، بحيث لو تركها لكانت قراءته في عُرف التغني (نشازًا)؟ وهل من الممكن أن يتأتَّى - لزامًا - مواقفُ يكون فيها الملتزمُ مقامًا معيَّنًا عرضةً للإخلال بحكم تجويديٍّ معين إن صادف وجوده في الآية المقروءة بهذا المقام؟
وأرجو التمهُّل؛ لأنَّ الإجابةَ تحتاجُ إلى بحثٍ تطبيقيٍّ لا إلى كلام عاطفيٍّ يؤيد أو يعارض.....
السلام عليكم
أخي الكريم من يقرؤون بالمقامات لا ينظرون إلى التنسيق في الأداء ، فالمقام لديهم سليقة (من شدة تمرنهم ) وهذا واقع وجدته من إخواننا المهرة ، ولكن المبتدئ يعيقه الربط بين المقام والأداء ، وهذا مثل متعلم التجويد للوهلة الأولى فقد يحدث له خللا في بداية أدائه بسبب تركيزه الشديد ..وهذا لا يقدح فيهما .
وعلى ما تقدم فقراءة المهرة في المقام والأداء لا يحدث خللا لهم .
والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف كنا نطلب منه في الصلاة الربع الفلاني بالمقام الفلاني ، وكان حفظه الله يؤديها باقتدار لا يخل في الأداء ولا في المقام .
وأقول لك أمرا آخر مع فرض صحة قولك بوجود الخلل .
القارئ الذي يتقن التجويد ولا يعرف المقامات إذا خشع في آية تجده في أغلب الأحيان يعتريه الخلل في الأداء بسبب تفاعله الشديد مع الآية ..وهذا موجود .
والذي أقصده أن الواقع يقول : بعدم التعارض بين الأداء والمقام عند المهرة ..والله أعلم .
والسلام عليكم
 
أستاذي الكريم؛ حيَّاك الله وبيَّاك
أولًا: افترضتم أنني أقول بالخلل حين قلتم:
السلام عليكم
وأقول لك أمرا آخر مع فرض صحة قولك بوجود الخلل .
مع أنني أقول بأن الأمر يحتاج إلى بحث تطبيقيٍّ لا إلى كلام عاطفيٍّ. وحتى هذه اللحظة لا أقول بوجود الخلل أو عدمه.
ثانيًا: فضيلتكم لم تجب عن سؤالي، ويبدو أنَّ سؤالي غير واضح – رغم أني حاولتُ توضيحه قدر المستطاع – فأرجو أن تقرأه مرة أخرى، فكلامكم ليس في موضع النزاع بصورة مباشرة، ولا أختلف معكم فيه، بل مضمونه بعبارة أو بأخرى مصرَّحٌ بها في أصل موضوعي.
ثالثًا: على فرض أنَّ البحث التطبيقي المتأني أثبتَ عدم صحة هذا الافتراض (وهو احتمال قائم نسبته 50%) فإنَّ كلام فضيلتكم سيترتب عليه أنَّ تعلُّم المقامات والدربة فيها = شيءٌ حسنٌ؛ لأنه يعصم من الإخلال بالتجويد، ومن النشاز معًا...
وحينها يتأتي ما أشرتُ إليه سابقًا من أمور؛ ألخصها فيما يأتي:
1- التعليم بالتقعيد من خلال القوانين الموسيقية يصير أفضل من التعليم بالتقليد المجرَّد مهما التُزمت الالتزامات المشار إليها.
2- لا بأس بالتخصص في تعليم المقامات للقرأة؛ بل قد يكون مطلوبًا؛ حتى لا يتهافت القرأة على مُطرِّبي الأغاني وملحنيها كما هو حادثٌ الآن. وكلُّ ذلك مشروطٌ بإخلاص النية، واتِّخاذ القراءة الحسنة زادًا ليوم المعاد، لا لقراءة الجنائز والسرادقات، ولا للتأكل بالقرآن، ولا للمسابقات الشكلية التي يُبتغى منها تحصيل عرضٍ من مالٍ أو شهرةٍ.
3- لا معنى للانتقاء من هذه المقامات ما يصلح للقراءة وما لا يصلح؛ إلا إذا أثبتنا أنَّ بينها خلافًا يجعل بعضها مستساغًا وبعضها منهيًّا عنه.
4- لا معنى لتغيير أسماء المقامات؛ ولا معنى كذلك لأن يستبدل بها أسماء نغمات؛ مثل: نغمة الحزن ونغمة الحبور ..إلخ؛ لأنَّ المقام الواحد قد يعطي أكثر من معنى من هذه المعاني، كما هو واضح في مقام (نهاوند) مثلًا، فضبط القارئ لتصوير هذه المشاعر والتنقل الدقيق بينها من خلال قوانين واضحة أيسر مئات المرات من ضبطها والتنقل بينها بالتقليد والمحاولة بالتجربة والخطأ.
5- لا معنى للقول باختراع علم للتغني القرآني، بل غاية الأمر أنَّه (فنّ) لا ينفكُّ عن فنّ الأداء بصفة عامةٍ، ولن يعدم المدقق أن يجد كلامًا كثيرًا لعلماء التجويد فيه.
6- على كلِّ حالٍ؛ فإنَّ رتبة التغني أدنى من رتبة التدبر، وما التغني إلا وسيلة لتحصيل التأثر الذي هو وسيلة من وسائل للتدبر... وأكرر القول: « التدبُّر يمكن أن يحصل بدون التغنِّي، ولكنَّه لا يمكن بحالٍ أن يحصل بدون أن يكون القارئ مُدركًا لمعنى ما يقرأ. وبعبارة أخرى: فالتدبُّر يفتقر إلى أمورٍ ليس من بينها التغنِّي، وقد يكونُ التغنِّي ولا تدبُّر».
والله المستعان...
 
أخي محمد الوادي: لا أتدخَّل في سياسة المنتدى، ولكني في الوقت نفسه متيقِّنٌ أن القائمين عليه من العلماء في تخصصاتهم، وأنهم أدرى بما يُنشر وما يُحذف، ولا يحجرون على (علمٍ مؤيَّد بالدليل والبرهان) وكذلك هم بشرٌ يصيبون وقد يخطئون في قرارٍ..
وأنا أختصر لك من الموضوع بعض الاسئلة أرجو أن تتمهل في الإجابة عنها، وأرجو كذلك ألا تُحيل إلى روابط خارجية أو داخلية، ومهما التزمتَ بالمنهج العلمي في الردِّ فأنا أضمن لك - إن شاء الله - ألا يُحذف ردُّك...
السؤال الأول: هل من الممكن أن يُبحث في الالتزامات التي يجب ألا يحيد عنها الموقِّع على المقامات في قراءته، بحيث لو تركها لكانت قراءته في عُرف التغني (نشازًا)؟ وهل من الممكن أن يتأتَّى - لزامًا - مواقفُ يكون فيها الملتزمُ مقامًا معيَّنًا عرضةً للإخلال بحكم تجويديٍّ معين إن صادف وجوده في الآية المقروءة بهذا المقام؟
ذ محمد الوادي : لقراءة القرءان بالانغام -وانا افضل لفظ انغام بدل لفظ مقامات لان اللفظ الاخير كثيرا ما يستعمله اهل الموسيقى -
شرطان اساسيان هما:
-1- الا يطغى ذلك على احكام التجويد وصحة الاداء.
2- الايتعارض النغم مع جلال القرءان ووقاره .
هذان الشرطان جزا من قواعد التغني بالقرءان الكريم ..فهناك قواعد تتعلق بالتدبر واخرى بالصوت الى غيرها من المجالات ..

السؤال الثاني: هل هناك فارق بين المقامات الموسيقية كحقيقةٍ كُليَّةٍ، وبين مقامات الأعاجم؟ وهل هناك فارقُ بينها – أو بينهما – وبين مقامات أهل الخنا والفسق؟ وهل يمكن ضبط تلك المصطلحات ضبطًا علميًّا دقيقًا، يُستعانُ فيه بقواعد الموسيقى ذاتها؛ لتبيين ما بينها من فروق، كما يُستعان بالتقطيع العروضيِّ لبيان ما بين البحور من فروق:
1. المقامات الموسيقية.
2. مقامات الأعاجم.
3. مقامات أهل الغناء وأهل الفسق والخنا.
وهل الفروق جوهريةٌ؟ وهل هي كيفيةٌ أم كمِّيَّةٌ؟ إلخ....
ذ محمد الوادي : المقام في علم الموسيقى هو السلم او مجموعة سلمية من النغمات المتتابعة تقدر بسبع نغمات او درجات والمقام هو الاساس الذي تبنى عليه الالحان الموسيقية ..ويتكون المقام غالبا من جنسين جنس الفرع وجنس الاصل والجنس عبارة عن اربع درجات صوتية وشخصية المقام تتضح اذا اتينا بالجنسين معا ...
السلم الموسيقي الغربي [ الاعجمي ]يتكون من من سبع علامات تسمياتها كالتالي دو ري مي فا صول لا سي
اما السلم الموسيقي العربي فيتكون من سبعة اصوات يكاه دوكاه سيكاه جهاركاه بنجكاه ششكاه هفتكاه وهي اسماء فارسية ..
استبدل العرب بعض اسماءها فاصبحت : راست دوكاه سيكاه جهاركاه نوا حسيني اوج كردان ..
لكن الاسماء الغربية هي المستعملة حديثا في تدريس وكتابة الموسيقى لسهولة كتابتها والنطق بها ..
وبين هذه الاصوات او الدرجات ابعاد متنوعة من المسافات مرتبة ترتيبا خاصا بحسب طبيعة المقام ولونه اللحني وبمعنى اوضح ان المقامات تتميز عن بعضها البعض وتتغير الحانها بفعل تغيير المسافات التي بين اصواتها ...
و المقامات كثيرة يقول بعض المتخصصين انها تبلغ المئات والبعض يقول بانها 95 مقام والفارابي استخرج ما يربو على 1400مقام ..
قد تختلف اسماء بعض المقامات من بلد الى بلد لكنها هي الحقيقة مقامات متشابهة مثال :
مقام الشوري كما يسميه العرب في حلب والشام ولبنان و مصر هو بذاته مقام القارجغار عند الاتراك
مقام النيرز هو مقام فارسي لكنه هو مقام البياتي عند العرب
مقام العشاق التركي هو نفسه مقام البياتي والعراقيون يسمونه عرب عربيون
ومقام عشاق ممصري يسمى في تركيا وحلب والشام ولبنان مقام حسيني بوساليك ..
اما بالنسبة لمقامات اهل الفسق والخنا ..فيقصد به استعمال المقام في الغناء الماجن الذي يصاحب شرب الخمور وتعاطي الزنا واللواط وغيرها من الرذائل ...فقد يستعملون نغمت الرست او النهاوند او ...وماذنب المقام اذا عصى اهل المقام ..فالسيف قد يستعمل في السرقة وقتل الابرياء وقد يستعمل في جهاد اهل الكفر والردة وتطبيق الحدود . وتقطيع الفاكهة ..
هذا في الموسيقى .
لكن الانغام في تلاوة القرءان الكريم تختلف ا عن استعمال المقامات في الموسيقى وقد بينت بعضا الجوانب من هذا الموضوع في درس مصطلحات مهمة في علم التغني بالقرءان الكريم ..


السؤال الثالث: هل يمكن أن يقرأ قارئٌ قراءةً رصينةً وقُورًا لا يصفها أصحاب الأذواق المستقيمة بالنشاز وهي في الوقت نفسه لا تستقيم على أيِّ مقامٍ موسيقيٍّ معروف؟

ذ محمد الوادي : اي انسان يقرا القرءان كما قلت لا بد ان تكون بنغمة معينة .
السؤال الرابع: إن كانت الإجابة عن السؤال السابق بـ(لا) فما معنى قول بعضهم باختراع علم التغني بالقرآن، بمجرَّد الانتقاء من بعض المقامات ما يصلح للقراءة واستبعاد ما لا يصلح، ثمَّ استبدال بعض الأسماء بأسماء تلك المقامات؟ لو جاز ذلك لجاز لبعض المحافظين أن يقول – مثلًا : سأنتقي من بحور الشعر بعض البحور الرصينة، ولتكن تلك البحور المتباينة التفعيلة: الطويل والبسيط والمديد والخفيف والمنسرح...إلخ.. ثمَّ أنا مستبدلٌ الهطيل بالطويل، والمبسوط بالبسيط، والـمُفرِح بالمنسرح ...إلخ، ثمَّ أنا – بعد ذلك - مخترعٌ لكم علمًا اسمه علم عروض الرصانة! ففيمَ تباينَتْ قواعد هذا العلم المخترَع عن العروض الخليليِّ؟ وعلى أيِّ أساس، وبأيَّة معايير انتقيتَ واستبعدتَ؟ وهل يُسمَّى هذا الفعل اختراعًا؟
هذه بعض الأسئلة - وهناك غيرها - ولكن لنُجِبْ عن هذه أوَّلًا؛ لأنَّ الاسئلة الجديدة متوقفة على تلك الإجابات....

ذ محمد الوادي :لاينبغي ان نحصر علم التغني بالقرءان الكريم في الانغام ..وهذا واضح من خلال مقدمة كتاب التبيان في قواعد التغني بالقرءان .
ثم ان تسميات وانتقاء الانغام جاء ايضا انطلاقا من تحليل قراءات القراء سواء اكانت تلك القرءات بالتحقيق او الحدر
...
كثير من الاجوبة تحتاج الى تطبيقات صوتية لكن القائمين على المنتدى يفضلون الكتابة...
...
 
السلام عليكم
القارئ الذي يتقن التجويد ولا يعرف المقامات إذا خشع في آية تجده في أغلب الأحيان يعتريه الخلل في الأداء بسبب تفاعله الشديد مع الآية ..وهذا موجود .
والذي أقصده أن الواقع يقول : بعدم التعارض بين الأداء والمقام عند المهرة ..والله أعلم .
والسلام عليكم
كلام جامع وصحيح 100 ب100
حياك الله شيخنا الجليل عبد الرزاق
 
6- على كلِّ حالٍ؛ فإنَّ رتبة التغني أدنى من رتبة التدبر، وما التغني إلا وسيلة لتحصيل التأثر الذي هو وسيلة من وسائل للتدبر... وأكرر القول: « التدبُّر يمكن أن يحصل بدون التغنِّي، ولكنَّه لا يمكن بحالٍ أن يحصل بدون أن يكون القارئ مُدركًا لمعنى ما يقرأ. وبعبارة أخرى: فالتدبُّر يفتقر إلى أمورٍ ليس من بينها التغنِّي، وقد يكونُ التغنِّي ولا تدبُّر».
والله المستعان...
السلام عليكم
رتبة التغني عند المهرة يعادل رتبة التدبر ؛ لأن القارئ لا يأتي بمقام يخالف المعنى ،وإلا خرج عن كونه من المهرة . ( لا يأتى بمقام مفرح في موضع الحزن والعكس )
ولابد أيضا في هذا المقام أن نفرق بين التدبر والتفسير ،فالتدبر عام لكل الناس ، والتفسير خاص بأهله .
والسلام عليكم
 
ريم
مع أنني أقول بأن الأمر يحتاج إلى بحث تطبيقيٍّ لا إلى كلام عاطفيٍّ. وحتى هذه اللحظة لا أقول بوجود الخلل أو عدمه.

ذ محمد الوادي : القائمون على المنتدى لا يسمحون يادراج مقاطع صوتية وقد تم حذف مجموعة من الدروس الصوتية قمت بادراجها في الموضوع ..
وعلم التغني لايمكن تعلمه من الكتب فلا بد من استاذ او شيخ كما هو الحال بالنسبة لعلم التجويد والقرءات .

ثانيًا: فضيلتكم لم تجب عن سؤالي، ويبدو أنَّ سؤالي غير واضح – رغم أني حاولتُ توضيحه قدر المستطاع – فأرجو أن تقرأه مرة أخرى، فكلامكم ليس في موضع النزاع بصورة مباشرة، ولا أختلف معكم فيه، بل مضمونه بعبارة أو بأخرى مصرَّحٌ بها في أصل موضوعي.
ثالثًا: على فرض أنَّ البحث التطبيقي المتأني أثبتَ عدم صحة هذا الافتراض (وهو احتمال قائم نسبته 50%) فإنَّ كلام فضيلتكم سيترتب عليه أنَّ تعلُّم المقامات والدربة فيها = شيءٌ حسنٌ؛ لأنه يعصم من الإخلال بالتجويد، ومن النشاز معًا...

ذ محمد الوادي : نعم تعلم علم التغني بالقرءان الكريم -وليس تعلم المقامات - ولولا ان علماءنا الفوا في علم التجويد لقلنا بان علم التغني اشمل.

وحينها يتأتي ما أشرتُ إليه سابقًا من أمور؛ ألخصها فيما يأتي:
1- التعليم بالتقعيد من خلال القوانين الموسيقية يصير أفضل من التعليم بالتقليد المجرَّد مهما التُزمت الالتزامات المشار إليها.
ذمحمد الوادي : نعم التعليم من خلال قوانين علم التغني بالقرءان الكريم افضل من التقليد ..كماهو الحال بالنسبة لقواعد علم التجويد والقرءات فهناك من يقلد لكن الافضل منه من يتعلم .
2- لا بأس بالتخصص في تعليم المقامات للقرأة؛ بل قد يكون مطلوبًا؛ حتى لا يتهافت القرأة على مُطرِّبي الأغاني وملحنيها كما هو حادثٌ الآن. وكلُّ ذلك مشروطٌ بإخلاص النية، واتِّخاذ القراءة الحسنة زادًا ليوم المعاد، لا لقراءة الجنائز والسرادقات، ولا للتأكل بالقرآن، ولا للمسابقات الشكلية التي يُبتغى منها تحصيل عرضٍ من مالٍ أو شهرةٍ.
ذ محمد الوادي : لطالب علم التغني شروط سنتناولها في درس مستقل منها حسن الصوت ....وقاريء القرءان الكريم وخصوصا بعد صدور كتاب التبيان في قواعد التغني بالقرءان لايحتاج الى علم موسيقى او الى الدخول الى معهد موسيقي بل يحتاج الى شيخ او استاذ .متقن لهذا العلم ..
3- لا معنى للانتقاء من هذه المقامات ما يصلح للقراءة وما لا يصلح؛ إلا إذا أثبتنا أنَّ بينها خلافًا يجعل بعضها مستساغًا وبعضها منهيًّا عنه.
ذ محمد الوادي : هذا الامر يعرفه اهل علم التغني بالقرءان الكريم لاانهم هم اهل التخصص.
4- لا معنى لتغيير أسماء المقامات؛ ولا معنى كذلك لأن يستبدل بها أسماء نغمات؛ مثل: نغمة الحزن ونغمة الحبور ..إلخ؛ لأنَّ المقام الواحد قد يعطي أكثر من معنى من هذه المعاني، كما هو واضح في مقام (نهاوند) مثلًا،
ذ محمد الوادي :الاسماء المتداولة بين القراء ومن يعلمون الانغام هي نفس الاسماء التي يتداولها اهل الموسيقى ..وهذا خطا واضح لان :
- استعمال الانغام في تلاوة القرءان يختلف عن استعمال الانغام في الموسيقى او الغناء لان الاول منضبط بعلم اخر ويخضع لايقاعاته الا هو علم التجويد ام الثاني فيخضع لقانون الموسيقى وايقاعاتها .
- لابد ان يستقل علم التغني بمصطلحات خاصة به بعيد عن لغة اهل الغناء والطرب .
- اغلب - وليست كلها - اسماء المقامات المستعملة في الموسيقى هي اعجمية تركية او فارسية بسبب اهمال العرب لثراثهم النغمي مثل النيروز والرست ... ولا تعرف اصولها ومعانيها وان عرف فلا علاقة بين شخصية روح المقام واسمه ...ماعلاقة روح مقام النهاوند باسم تلك المدينة في ايران ماعلاقة الحزن الذي يمتاز به مقام الصبا بمعنى كلمة الصبا ..ماعلاقة شخصية وروح مقام اثر كرد بهذا الاخير مامعنى كلمة نكريز ..اذا كنا نسمي مقام الحجاز نسبة الى ارض الحجاز فهل اذا استعمله اهل المغرب يتغير اسمه ..لا توجد معايير او قانون تخضع له تلك الاسماء ...
-الاسماء التي وردت في كتاب التبيان في قواعد التغني بالقرءان للانغام
- هي اسماء عربية
- اسماء تعبر عن روح المقام
- اسماء واسعة المعاني اي انها مفتوحة على معنى معين وليست مقيدة في اطار واحد
نقول نغمة الاستعراض يطرح السؤال استعراض ماذا ...نغمة التعظيم تعظيم ماذا ..نغمة التامل تامل ماذا ...يبقى تاويل القراءة بالنغمة مفتوحا لاجتهاد القاريء تبعا للاحساس الذي يحس به ولطبيعة الايات التي يقراها وهذا هو سر التسميات الجديدة وبه ندحض قول المخالفين بان تعلم علم التغي او هم يقولون علم المقامات بان التسميات الجديدة هي محدودة ...


فضبط القارئ لتصوير هذه المشاعر والتنقل الدقيق بينها من خلال قوانين واضحة أيسر مئات المرات من ضبطها والتنقل بينها بالتقليد والمحاولة بالتجربة والخطأ.
ذ محمد الوادي : الان انت تتفق معي .
5- لا معنى للقول باختراع علم للتغني القرآني، بل غاية الأمر أنَّه (فنّ) لا ينفكُّ عن فنّ الأداء بصفة عامةٍ، ولن يعدم المدقق أن يجد كلامًا كثيرًا لعلماء التجويد فيه.

ذ محمد الوادي : ايضا علم التجويد هو فن ..وعلم التغني هو علم من علوم الاداء..

6- على كلِّ حالٍ؛ فإنَّ رتبة التغني أدنى من رتبة التدبر، وما التغني إلا وسيلة لتحصيل التأثر الذي هو وسيلة من وسائل للتدبر... وأكرر القول: « التدبُّر يمكن أن يحصل بدون التغنِّي، ولكنَّه لا يمكن بحالٍ أن يحصل بدون أن يكون القارئ مُدركًا لمعنى ما يقرأ. وبعبارة أخرى: فالتدبُّر يفتقر إلى أمورٍ ليس من بينها التغنِّي، وقد يكونُ التغنِّي ولا تدبُّر».

ذ محمد الوادي : نحن نتحدث عن التدبر اثناء تلاوة القرءان الكريم جهرا ..
راجع درسي مصطلحات مهمة في علم التغني بالقرءان الكريم والمرتكزات الاساسية لعلم التغني بالقرءان الكريم .

والله المستعان...
 
التغني بالقرآن هو تفسير صوتيٌّ للقرآن الكريم(؟؟؟؟؟؟؟؟؟)
ما هذا الكلام؟
التفسير الذي هو بيان مراد الله من كلام الله، والتغني هل هو بيان كيفية التغني التي يريدها الله حال قراءة القرآن؟!!!
لا يبعد أن يقال بذلك!!! وعليه يُصبح الخارج عن قواعد التغني التي تسوضع لنا يُصبح مُسيئًا مأزورًا غير مأجور وربَّما قيل بأبعد من ذلك!!
تمهَّل أخي الكريم ولا تُطلق الاصطلاحات كهذا على عواهنها، حتى لا يُقوِّلك أحدٌ أشياء لم تفكِّر ولم تحلم بها...
بارك الله فيكم اخي الكريم
على القاريء ان يجتهد في فهم معاني مايقرا ليترجم ذلك الى صوت ولحن جميل يؤثر في السامع
القاريء الماهر والمتقن هو الذي يمكنه ان يعبر بلحن جميل عن مختلف المعاني القرءانية ويؤديها اداء بارعا بحيث يحس بها هو و المستمع ويتذوقها ويحيى في ظلالها..
هناك فرق بين التغني بالقرءان الكريم وعلم التغني بالقرءان الكريم ...
 
أخويَّ الكريمين د.محمد الوادي والشيخ عبد الحكيم عبد الرازق: بارك الله فيكما
بعض ما ذكرتما نكاد نتفقُّ فيه، وبعضه الآخر أُرانا ندور فيه في حلقة مفرغةٍ...
وعمومًا؛ إن لم يكن لنا من هذه الكلمات إلا تأطير الخلاف ومحاصرته لكفانا، ونسأل الله الإخلاص والقبول...
بقيَ أمرانِ أخيران:
هناك فرق بين الفنِّ والعلم ما إخاله خافيًا على أخي محمد الوادي بعدما قرأتُ تخصصه (علوم تجريبية)، ومن هنا فالتغنِّي أحد فنون الأداء، ولا يُجاوز...
الأمر الثاني: سيظلُّ – من وجهة نظري – التغنِّي وسيلة للتأثر الذي هو بدوره وسيلة للتدبُّر، ولا يمكن أن يُقال بأنَّ رتبة التغني تعادل رتبة التدبر حتى عند المهرة؛ لأنَّ التدبر يتجاوز معرفة المعنى والإلمام به = إلى فقه المعنى والاستنباط منه. وهذا يُعيدنا إلى حديث (( ونشوًا اتخذوا القرآن مزامير ...)) فقد أثبت لـمَن قدّموه التغني ولم يثبت الفقه فتأمل!
ولا أدَّعي أنني أتيتُ بالقول الفصل؛ فما زالت أفكارًا تحتاج لمزيد من التروِّي.
وأنصح أخي محمد الوادي: أنت إمَّا مُعبِّدٌ طريقًا وعرةً؛ فمأجورٌ بإذن الله، وإمَّا مفتتحٌ باب ضلالة، فانظر لمواضع قدمكَ، وتمهَّل، وحرِّر، واستشر مَنْ تتوسَّم فيهم العلم والبصيرة، فإنَّ المسألة أكبرُ من أن يُحيطَ بها من تفنَّن في بابٍ، وأهمل أبوابًا.
والله أسأل أن يرزقنا وإياكم علمًا نافعًا ورزقًا طيِّبًا وعملًا مُتقبلًا..
 
بارك الله فيكم اخي الكريم محمود وشكرا لكم على المشاركة في النقاش
 
وأنصح أخي محمد الوادي: أنت إمَّا مُعبِّدٌ طريقًا وعرةً؛ فمأجورٌ بإذن الله، وإمَّا مفتتحٌ باب ضلالة، فانظر لمواضع قدمكَ، وتمهَّل، وحرِّر، واستشر مَنْ تتوسَّم فيهم العلم والبصيرة، فإنَّ المسألة أكبرُ من أن يُحيطَ بها من تفنَّن في بابٍ، وأهمل أبوابًا.
والله أسأل أن يرزقنا وإياكم علمًا نافعًا ورزقًا طيِّبًا وعملًا مُتقبلًا..
أحسنتم بارك الله فيكم.
 
أشكر صاحب الموضوع على هذا التجرد في البحث ،وانا بدات الاهتمام بهذه القضيه والقراءه عنها حيث سابدا قريبا في دوره لتعلم المقامات .
 
أخي الكريم من يقرؤون بالمقامات لا ينظرون إلى التنسيق في الأداء ، فالمقام لديهم سليقة (من شدة تمرنهم ) وهذا واقع وجدته من إخواننا المهرة ، ولكن المبتدئ يعيقه الربط بين المقام والأداء ، وهذا مثل متعلم التجويد للوهلة الأولى فقد يحدث له خللا في بداية أدائه بسبب تركيزه الشديد ..وهذا لا يقدح فيهما .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الكريم حياكم الله وبياكم
هناك فرق بين "علم المقامات" الذي تجادل عنه وبين "علم التغني" الذي اخترعه الشيخ محمد الوادي.
فقراءة القرآن بالمقامات مسألة قديمة، وقد اختلف فيها أهل العلم، وأصح الأقول إن شاء الله أنه لا بأس بها إن لم يخرج صاحبها عن دائرة التجويد.
ثم إن المقاميين - وأنت منهم طبعا - لا يجبرون القارئ باختيار مقام معين لآيات معينة، فمن يقرأ سورة الإخلاص يجوز له أن يقرأها بأي مقام شاء، حجاز، سيكا، العجم، نهاوند، بياتي، صبا.. إلخ
أما عِلم الشيخ محمد الوادي، "علم التغني" فلا يسمح لك أن تقرأ سورة الإخلاص إلا "بنغمة التعظيم" ولا يسمح لك أن تقرأ سورة القارعة إلا "بنغمة التخويف والترعيد".
إذن: فهل أنت متفق مع الشيخ محمد الوادي تخصيص آيات القرآن بنغمات معينة؟ كنغمة الإبتداء، ونغمة الخطاب، ونغمة بشارة النداء، ونغمة التأمل، ونغمة النداء، ونغمة عاظفة التعظيم، ونغمة التنفير والترعيب - نعوذ بالله أن ننفر الناس ونرعبهم من سماع القرآن - وغيرها من النغمات؟؟
فإن كانت الإجابة "نعم" - ولا أظن ذلك - فما دليلكم على هذا؟ وهل سمعتم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأمر أصحابه مثل هذه النغمات، وهل سمعتم الصحابة رضوان الله عليهم وهم يطلبون من أبي بكر رضي الله عنه أن ينتقل بين تلك النغمات، وأن يترك البكاء - وهي نغمة الحزن عند الشيخ محمد الوادي - الذي اعتاده عند قراءة القرآن، حتى لا يكاد أن يُسمع الناس من البكاء، كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
وإن كانت الإجابة "لا" فهل لا تعتزل عن الشيخ محمد الوادي وتنقلب عليه لنرميه عن قوس واحد!!
 
اخي الكريم
1- انا لم اقل بان على القاريء قراءة سورة الاخلاص بنغمة التعظيم فقط او سورة القارعة بنغمة التخويف والترعيد ...هذا خطا
اختيار النغمة يخضع لعدة ضوابط لم اتحدث عنها بعد ...ولا توجد نغمة سميتها بنغمة التنفير او التخويف او الترعيد او الترعيب ..
2-هل سمعت او قرات ان النبي صلى الله عليه وسلم يامر اصحابه بالقلقلة والصفير ...او المد اللازم المثقل والمخفف او يعلمهم علم الحديث او علم اصول الفقه كما يدرس الان ...بالطبع لا ...لكل علم اسباب لظهوره .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي د.محمد الوادي حيَّاه الله؛ كيف حالكم أخي الفاضل؟ بارك الله فيكم...
تقول:
اخي الكريم
2-هل سمعت او قرات ان النبي صلى الله عليه وسلم يامر اصحابه بالقلقلة والصفير ...او المد اللازم المثقل والمخفف او يعلمهم علم الحديث او علم اصول الفقه كما يدرس الان ...بالطبع لا ...لكل علم اسباب لظهوره .
وقد أجبتُ عن هذا السؤال في الوقفة السادسة، وأنقلها لك مرة أخرى..
«الوقفة السادسة: أنَّ ثمرة علمي النحو والتجويد كانت ظاهرةً بالسليقة في كلام الصحابة والتابعين وقراءتهم للقرآن قبل أن يفسد اللسان، أما علم النغم ( وأعني به – بالطبع – علم الموسيقى عامَّةً لا التغني بالقرآن) فليس عربيًّا – على الترجيح - حتى يقال: قد فسد بمخالطة العجم، بل نسبته إلى القراءة السليقيّة كاللحن إلى الفصاحة، لا كالنحو إلى العجمة. وحينئذٍ؛ يكون التصنيف فيه والتقعيد محافظة على اللسان الأعجميّ لا العربيّ. ويؤكِّد ذلك أنَّ السلف لم يفعلوه، في الوقت الذي ظهر تحذيرهم من كيفيات معيَّنة من التغنِّي، إذًا؛ فالدافع الذي دفعهم إلى وضع النحو والتجويد كان موجودًا مثلُه في حالة التغنِّي، فَلِـمَ لمْ يضعوا لنا علمًا في التغنِّي القرآني؟ إنَّ مسلكهم هذا يدلُّ على أنَّهم لم يروا لحفظ نمط التغنِّي العربيّ – إن جاز الاصطلاح - ضرورةً؛ إذ فهموا أنَّ المطلوب هو القراءة على السجيَّة، مع محاولة تحسين الصوتِ وتجميله على إمكانات كل قارئ وقدراته، ولو كان الأمر يتطلب أكثر من ذلك لفعلوه، كما فعلوا بوضعهم النحو والتجويد والعروض وغيرها من العلوم. وعندها يسعُنا ما وسعهم.
وقد يقال: إن ما سبق صحيح ولكننا صرنا الآن – والآن فحسب – إلى الضرورة التي لو صاروا إليها في زمانهم لفعلوا ما نريد أن نفعله الآن. فيقال: اثبت العرش ثمَّ انقش!
ومهما يكن من أمرٍ؛ فقد ظهر أنَّ قياس التغني على النحو والتجويد لا يستقيم. والله أعلم».

***
وبعد؛ فأؤكد القول بصريح العبارة: نعم؛ من لوازم ما أدَّته إلينا المشافهة التي نقلت إلينا القرآن الكريم= أن أدَّت إلينا القلقلة والصفير والمدَّ اللازم، وهي مصطلحات مُحدثة لمسميَّات معروفة ذات حقيقة لا نشكُّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم قد علَّمها لأصحابه في جملة ما علَّمهم إليه من القرآن، وإن لم يكن باصطلاحنا ولا طريقتنا لأنَّ سليقتهم العربية كانت تغنيهم عن كثيرٍ من ذلك... وقل هذا على باقي علوم الشريعة أصولًا وفروعًا... وهو أمرٌ مقرَّرٌ معروفٌ عند العلماء الذين تكلموا على علم السلف والخلف....
فأين التغني من ذلك؟
وأمَّا اختيار النغمة وخضوعه لعدة ضوابط لم تنتهِ أنت منها بعدُ فأسألك:
هل هذه الضوابطُ من كيسكَ أم بدليلٍ؟
فإن كانت من كيسكَ فهي ليست أكثر من اجتهادٍ تحسينيٍّ، قد يصيب وقد يُخطئ، وغايته كما أكرِّر أمرٌ تحسينيٌّ ، هناك ما هو أهمُّ منه عشرات بل مئات المرات...
وهي - على كلٍّ - لا تلزم أكثر من صاحبها...
وأما إن كانت بدليلٍ وأنت لم تزد على الاستقراء والتصنيف، فلننتظر وننظر حين تنتهي - فضيلتكم - من ضوابطك هذه، وساعتها يكون لكلِّ مقامٍ مقالٌ، إن قدَّر الله لنا البقاء...
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين...
***
 
فأسألك:
هل هذه الضوابطُ من كيسكَ أم بدليلٍ؟
فإن كانت من كيسكَ فهي ليست أكثر من اجتهادٍ تحسينيٍّ، قد يصيب وقد يُخطئ، وغايته كما أكرِّر أمرٌ تحسينيٌّ ، هناك ما هو أهمُّ منه عشرات بل مئات المرات...
وهي - على كلٍّ - لا تلزم أكثر من صاحبها...
وأما إن كانت بدليلٍ وأنت لم تزد على الاستقراء والتصنيف، فلننتظر وننظر حين تنتهي - فضيلتكم - من ضوابطك هذه، وساعتها يكون لكلِّ مقامٍ مقالٌ، إن قدَّر الله لنا البقاء...
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين...
***
أحسنتم شيخنا الفاضل.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الكريم حياكم الله وبياكم
هناك فرق بين "علم المقامات" الذي تجادل عنه وبين "علم التغني" الذي اخترعه الشيخ محمد الوادي.
فقراءة القرآن بالمقامات مسألة قديمة، وقد اختلف فيها أهل العلم، وأصح الأقول إن شاء الله أنه لا بأس بها إن لم يخرج صاحبها عن دائرة التجويد.
ثم إن المقاميين - وأنت منهم طبعا - لا يجبرون القارئ باختيار مقام معين لآيات معينة، فمن يقرأ سورة الإخلاص يجوز له أن يقرأها بأي مقام شاء، حجاز، سيكا، العجم، نهاوند، بياتي، صبا.. إلخ
أما عِلم الشيخ محمد الوادي، "علم التغني" فلا يسمح لك أن تقرأ سورة الإخلاص إلا "بنغمة التعظيم" ولا يسمح لك أن تقرأ سورة القارعة إلا "بنغمة التخويف والترعيد".
إذن: فهل أنت متفق مع الشيخ محمد الوادي تخصيص آيات القرآن بنغمات معينة؟ كنغمة الإبتداء، ونغمة الخطاب، ونغمة بشارة النداء، ونغمة التأمل، ونغمة النداء، ونغمة عاظفة التعظيم، ونغمة التنفير والترعيب - نعوذ بالله أن ننفر الناس ونرعبهم من سماع القرآن - وغيرها من النغمات؟؟
فإن كانت الإجابة "نعم" - ولا أظن ذلك - فما دليلكم على هذا؟ وهل سمعتم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأمر أصحابه مثل هذه النغمات، وهل سمعتم الصحابة رضوان الله عليهم وهم يطلبون من أبي بكر رضي الله عنه أن ينتقل بين تلك النغمات، وأن يترك البكاء - وهي نغمة الحزن عند الشيخ محمد الوادي - الذي اعتاده عند قراءة القرآن، حتى لا يكاد أن يُسمع الناس من البكاء، كما ورد في الأحاديث الصحيحة.
وإن كانت الإجابة "لا" فهل لا تعتزل عن الشيخ محمد الوادي وتنقلب عليه لنرميه عن قوس واحد!!
السلام عليكم
أخي الكريم ..الكلام فيه تحامل وتغيير لمقصد أ. محمد الوادي ؛ لأن المسميات لا يناقش فيها أحد (لا مشاحة في الاصطلاح إذا عرفت الحقائق ) .
وقول أبي موسى الأشعري ( لحبرته لك تحبيرا ) فيه معنى زائدا عن كونه سليقة أو حسب الطباع وهو واضح من نصه .
والشيخ محمد رفعت وغيره من الشيوخ يعملون بهذا المذهب مناسبة النغمة لمعنى الآية ، وقد ذكرت لكم خلاف الأئمة في مسألة المقامات ..فلماذا لا تضعون لهذا الخلاف اعتبارا ؟
ولاحظ إطلاقهم للخلاف (اختلف السلف في القراءة بالإلحان ) يعني كلمة ( المقامات ) أحسن حالا من كلمة( الألحان ) لما توحي الأخيرة بالطرب وغيرها .
الأمر واضح والكل يقرأ بما شاء مادام يضبط الأحكام . والله أعلم
والسلامك عليكم
 
ردا على الاخ الفاضل محمود عبد الجليل رزون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي د.محمد الوادي حيَّاه الله؛ كيف حالكم أخي الفاضل؟ بارك الله فيكم...
-[FONT=&quot]ذ محمد الواد ي: الحمد لله بارك الله فيكم وانتم كيف حالكم[/FONT]

«الوقفة السادسة: أنَّ ثمرة علمي النحو والتجويد كانت ظاهرةً بالسليقة في كلام الصحابة والتابعين وقراءتهم للقرآن قبل أن يفسد اللسان، أما علم النغم ( وأعني به – بالطبع – علم الموسيقى عامَّةً لا التغني بالقرآن) فليس عربيًّا – على الترجيح - حتى يقال: قد فسد بمخالطة العجم، بل نسبته إلى القراءة السليقيّة كاللحن إلى الفصاحة، لا كالنحو إلى العجمة. وحينئذٍ؛ يكون التصنيف فيه والتقعيد محافظة على اللسان الأعجميّ لا العربيّ.
-[FONT=&quot]ذ محمد الوادي :كلام غير صحيح ..علم الموسيقى الذي يدرس بشكله الحالي في المعاهد الموسيقية وغيرها ماخوذ من العجم ..لكن المقامات او الانغام موجودة في التراث النغمي العربي .. العرب كانوا يتغنون بالشعر كانت هناك مقامات عربية ..الذي حصل هو انه جاءت فترة من التاريخ أهمل العرب تراثهم النغمي –الموسيقي- ولم يدونوه اما الغرب فقد اهتموا بموسيقاهم ودونهوها ..لهذا السبب تدرس المقامات العربية بطريقة غربية عجمية ..لكن هذا في الموسيقى اما نحن فنتحدث عن التغني بالقرءان الكريم نتحدث عن صوت بشري نغمة طبيعية تمتزج بجرس الكلمات القرءانية .[/FONT]

ويؤكِّد ذلك أنَّ السلف لم يفعلوه، في الوقت الذي ظهر تحذيرهم من كيفيات معيَّنة من التغنِّي، إذًا؛ فالدافع الذي دفعهم إلى وضع النحو والتجويد كان موجودًا مثلُه في حالة التغنِّي، فَلِـمَ لمْ يضعوا لنا علمًا في التغنِّي القرآني؟ إنَّ مسلكهم هذا يدلُّ على أنَّهم لم يروا لحفظ نمط التغنِّي العربيّ – إن جاز الاصطلاح - ضرورةً؛ إذ فهموا أنَّ المطلوب هو القراءة على السجيَّة، مع محاولة تحسين الصوتِ وتجميله على إمكانات كل قارئ وقدراته، ولو كان الأمر يتطلب أكثر من ذلك لفعلوه، كما فعلوا بوضعهم النحو والتجويد والعروض وغيرها من العلوم. وعندها يسعُنا ما وسعهم.
[FONT=&quot]ذ.محمد الوادي[/FONT]

[FONT=&quot]ان الدارس لتاريخ العلوم بصفة عامة والعلوم الإسلامية بصفة خاصة منذ نشأتها ومسالك تطورها لابد وان تستوقفه ملاحظات أساسية من بينها :[/FONT]

[FONT=&quot]ان أغلب هذه العلوم بدات في نسق عملي وظيفي ، بعيداً عن التنظير[/FONT][FONT=&quot]..[/FONT][FONT=&quot]ما إن تطور بها الزمن وتشعب، واشتدت حاجة المسلمين اليها ، واحتاج الناظرون فيها من العلما ء الى الوقوف على أمور لم يقف عليها من تقدمهم، الا واشتدت الحاجة إلى وضع قوانين تساعدهم عند النظر فيها وتحفظ تلك العلوم من التبديل والتغيير فكان نتاج ذلك نشاة علوم ،مؤصلة لقواعدها وملازمة لصيرورتها التاريخية..[/FONT]....
[FONT=&quot]وبداية علم التجويد مثلا كانت كذلك فعند اتساع رقعة الدولة الإسلامية في القرن الثالث للهجرة، حيث كثر الخطأ واللحن في القرآن بسبب دخول كثير من غير العرب في الإسلام. اضطر العلماء الى تدوين أحكام التجويد وقواعده حفظا للسان من الخطا في تلاوة القرءان ...وكذلك علم التغني بالقرءان الكريم فنلاحظ ان كثير من القراء خصوصا الشباب يبالغون في تلاوة القرءان الكريم بالانغام وايضا هناك بعض العلماء الذين لا حض لهم من الصوت يخوضون في علم الانغام بغير علم ويمنعون قراءة القرءان بالالحان .واشتداد الخلاف بين العلماء في هذا الامر ..ومع توفر المواد الصوتية لقراء القرءان الكريم –وهذا اهم مصدرمن مصادر وضع قواعد علم التغني بالقرءان الكريم - مما لم يكن لدى علمائنا الاوائل وسهولة التواصل مع العلماء مع توفر جهاز التلفاز والهاتف وغيرها من الاجهزة وايضا الشبكة العنكبوتية ...هذه الاسباب وغيرها ساهمت في ظهورعلم التغني بالقرءان الكريم[/FONT]
-
وقد يقال: إن ما سبق صحيح ولكننا صرنا الآن – والآن فحسب – إلى الضرورة التي لو صاروا إليها في زمانهم لفعلوا ما نريد أن نفعله الآن.

-ذ محمد الوادي : كلام صحيح ..


وبعد؛ فأؤكد القول بصريح العبارة: نعم؛ من لوازم ما أدَّته إلينا المشافهة التي نقلت إلينا القرآن الكريم= أن أدَّت إلينا القلقلة والصفير والمدَّ اللازم، وهي مصطلحات مُحدثة لمسميَّات معروفة ذات حقيقة لا نشكُّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلَّم قد علَّمها لأصحابه في جملة ما علَّمهم إليه من القرآن، وإن لم يكن باصطلاحنا ولا طريقتنا لأنَّ سليقتهم العربية كانت تغنيهم عن كثيرٍ من ذلك... وقل هذا على باقي علوم الشريعة أصولًا وفروعًا... وهو أمرٌ مقرَّرٌ معروفٌ عند العلماء الذين تكلموا على علم السلف والخلف....

-[FONT=&quot]ذ محمد الوادي: وكذلك علم التغني فيه مصطحات لمسميات معروفة ذات استمدت هذه حقيقتها من تلاوات القراء والشيوخ المعتبرين- واستمدت اصولها من السنة النبوية المطهرة كماهو واضح في حديث عبد الله بن مغفل رضي الله عنه ..وان لم يكن باصطلاحاتنا و طريقتنا لان سليقة الصحابة النغمية العربية كانت تغنيهم عن كثير من ذلك [/FONT]

وأمَّا اختيار النغمة وخضوعه لعدة ضوابط لم تنتهِ أنت منها بعدُ فأسألك:
هل هذه الضوابطُ من كيسكَ أم بدليلٍ؟
-ذ محمد الوادي :[FONT=&quot]لاتستعجل اخي الكريم ...ترقب الجواب قريبا في سلسلة دروس التبيان لان الامر يحتاج الى تطبيقات عملية[/FONT].....
***
 
عودة
أعلى