ساعة من النعيم في حضرة الدكتور غانم قدوري الحمد

إنضم
26/12/2005
المشاركات
770
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد..



فقد أحسن إلي القائمون على مركز تفسير ،وأخص بالذكر مديره الشيخ عبد الرحمن الشهري،والشيخ مساعد الطيار ؛إذ دعوني لحضور اللقاء الخامس عشر لمركز تفسير،والذي كان بعنوان: المصاحف المخطوطة قيمتها التاريخية والعلمية والفنية،والذي عقد مساء أمس الأربعاء بديوانية الشيخ عبد الله الشدي بالرياض.



ولم يبق إلا أن أذكر أن محاضرنا في هذا اللقاء كان فضيلة الشيخ الدكتور المبدع غانم قدوري الحمد،ذلك العلامة النابغ الذي يظن بعض أقرانه أنهم قضوا أوطارهم من العلم والشرف والوجاهة فيتكئون على أربعين سنة خلت من العلم والعطاء يشكرون عليها،أما هو فمعين لا ينضب ونهر جار لا يتوقف لا يزال يُرفد قنوات الباحثين والأساتذة بأفكاره الإبداعية واقتراحاته التي تفرزها نفس تتوثب شوقاً لكل إضافة علمية،وله في ذلك شركاء من طبقة علمية لا يزالون يفيدون الطلبة والباحثين على طول العمر ووهن الأيام،وبهم يبقى العلم فلا تخبو جذوته فلله درهم.



ولعلي ألخص أهم أفكار المحاضرة في النقاط التالية:



(1) افتتح الشيخ محاضرته بالحديث عن قدم الجمع المكتوب للقرآن ورجع به لزمن النبي صلى الله عليه وسلم ذاكراً استكتاب النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن ثابت وغيره،مع إشارة نفيسة إلى دلالة حرص الصحابة على الكتابة مع صعوبة أدواتها = على كون الكتابة مقصودة لذاتها قد حثهم عليها النبي صلى الله عليه وسلم.



(2) ثم إشارة سريعة للجمعين الأول والثاني.



(3) ثم تدرج في ذكر المصاحف وتقسيمها من حيث النقط والشكل والزخرفة وفواصل السور وعد الآي إلى أجيال ثلاثة.



(4)ثم استعراض مصور على شاشات العرض لنماذج من المصاحف كمصحف الجامع الحسيني ومصحف البواب ،وبمصاحف أخرى،وذكر فروق ما بينها.



(5)ثم دخول في صلب الموضوع بذكر القيمة التاريخية للمصاحف والتي يأتي على رأس مكوناتها دلالتها على حفظ الله للقرآن وسلامته من النقص والزيادة والتحريف،واستحالة حدوث ذلك على مر العصور واختلاف الكتبة وقيام الدواعي للتحريف إلا مع حفظ الله للقرآن.



(6)ثم ذكر للقيمة العلمية في أبواب القراءات والرسم وعد الآي،وترتيب السور،مع إشارات نفيسة إلى وجود نماذج من الرسم في تلك المصاحف تثبت رسم عدد من الحروف والكلمات على غير الشائع عندنا الآن،ومثله في عد الآي وطريقته.



(7)ثم ذكر للقيمة الفنية الراجعة للتذوق الجمالي لأشكال التلوين والزخرفة ودلالتها على تأنق الكتاب في كتابة المصحف مع إشارة سريعة لسواغ القول بعدم منع الزخرفة.



(8)ثم حديث عن أهمية المصاحف المخطوطة ووجوب الاعتناء بها واعتماد دراستها في رسائل جامعية تتناول كل مصحف من جوانب الرسم والقراءات ونحوها.



(9)وأجاب الشيخ عن سؤال لأخينا محب القراءات بأن قرر احتياج الجامعات السعودية لأن تولي مزيد عناية بهذا الباب.



(10)وعن سؤال عن عدم اتصال سند القراءات التي في هذه المصاحف وانقطاعه عنا هل يعد مرتكزاً للقول بشذوذها= أجاب باستثقال ذلك مع حاجة المسألة للبحث.


(11)وعن سؤال الشيخ مساعد الطيار حول الضوابط المعيارية للاحتجاج بما في المصاحف بتقرير احتياج ضبط هذا لبحث وتحرير علمي مع عدم قوله بمعيارية جنس المصاحف.



(12)وعن إشكال لأحد الدكاترة الأفاضل حاصله أن إعادة طبع المصاحف المخطوطة يناقض مقصد عثمان بإحراق المصاحف = أن الأمر في وجهة نظر الشيخ أضيق من هذا ؛فالعامة لا تطلع على مثل تلك الطبعات،وإنما تطبع بكميات قليلة للمتخصصين.



وبعد..



فقد فاتني من فوائد المحاضرة الكثير ولا شك؛فأنا أكتب من الذاكرة،ولكني لم أصبر على تلك المتعة والنشوة التي ملأت نفسي باستماع هذه المحاضرة حتى شركتكم في شعبة منها،والمؤمن من أحب لإخوانه ما يحب لنفسه.



والحمد لله رب العالمين.
 
جزاكم الله خيرا أبا فهر السلفي ، وها أنت من حين لآخر تلتقط قلمك وتنفض التراب عن لوحة المفاتيح لتسعدنا بما لقيت وسمعت ، وحقيق بك أن تقول: ساعة من النعيم ، وحقيق بنا أن نقول بعد قراءة مقالك : لحظة من النعيم.
نفع الله بك ، وليتك عدت إلى زيارتنا بالإسكندرية مرة أخرى ، نزيل خير إن شاء الله.
 
ونحن استمتعنا وسعدنا بلقائك يا أبا فهر في الرياض, ولعلنا نظفر مرة أخرى بلقياك في المدينة النبوية, بارك الله في جهدك ونفع بك.
 
عودة
أعلى