سؤال

إنضم
28/08/2014
المشاركات
7
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
المملكة العربية
ما سبب ذكر الشيخ بن تيمية رحمه الله لأنواع القلوب في مقدمة رسالته " الاكليل في المتشابه و التأويل " أو ما علاقة ذكر أنواع القلوب و المخبتة منها على وجه الخصوص = بموضوع التأويل ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

زيغ القلوب وعلاقته بالتاويل
قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)
بالقلب يكون الفقه والفهم
قوله تعالى (
وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)
القلب وتدبر القران
قوله تعالى (
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)


وفي ظني : ان بين مرض القلب وقسوته وتدبر القران ( علاقة عكسيه ) فكلما زاد الاول نقص الثاني ، وختاما جزاك الله خيرا أخي / ايوب ، لم انتبه لكتاب ابن تيميه رحمه الله من قبل ، والدال على الخير كفاعله ، اللهم انا نعوذ بك من القسوه والغفلة ، اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، اللهم امين.

والله اعلم

 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

بوركت أخي عمر ، إجابتكم مفيدة جدا ..

لكن في رأيك ما علاقة الاخبات بالتأويل ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي / ايوب
لم اطلع على كتاب ابن تيميه رحمه الله بعد ، ولكن قد لايخفى عليك التقارب بين (خبت وخشع ) فلعل الشيخ رحمه الله يقصد ذلك والعلم عند الله ، ..اذا تبين لي شيئا شاركتك انشاء الله تعالى ، ويبقى سؤالك محل تدراس ونظر ، لعل الاخوة الافاضل يشاركونا بالرأي .

قوله تعالى ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) الحديد
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي ايوب
استدل الشيخ رحمه الله بايات سورة الحج قوله تعالى ( لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) الحج .
فكلامه في مقدمه كتابه لم يكن عن ( مسألة التاويل ) تحديدا ، ولكن كان ، في بيان وتقسيم امزجه القلوب في تقبل القران والعلم والايمان

في المشاركة الثالثة : كان سؤالك اخي / ايوب ..ما علاقة الاخبات بالتاويل

الاخبات : له علاقة بالتاويل من حيث سلامه قلب المتلقى :
فقد جاء الاخبات في مقابلة القلوب القاسيه والمريضه المفتونه ( فساد المحل ) ، فقلب المؤمن المخبت خالي من القسوة والمرض فيعلم به ويعقل به كلام الله ( صلاح المحل ) ، ولان هذا القلب على هدى من ربه، وجاءت معه صفات اخرى مقرونه معه كالعلم والايمان ،دلتنا على كمال هذا القلب واستعداده لاستقبال وفهم ايات الله سواء كانت محكمه او متشابهه

فالاخبات : في تصوري هو الخشيه مع تاكيد على سلامه القلب من الافات ، فكلما سلم القلب من الزيغ (القسوه والمرض ) زاد فهمه ومعرفته بايات الله ، وبالتالي تاويلها ، كما يحب الله ويرضى
لماذا ؟؟ لقول الله سبحانه وتعالى ( وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يهدهم في الدنيا والاخره ، يهدهم في الفهم ، يهدهم في القول والعمل ، فالله سبحانه وتعالى هو وليهم ، جعلنا الله واياكم منهم انشاء الله تعالى .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله اعلم

 
جميل جميل بوركت أخي عمر ..

فالتأويل الباطل يتنافى و الاخبات و هذا مراد الشيخ رحمه الله .

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
 
بسم الله الله الرحمن الرحيم
وبارك الله فيك اخي / ايوب . . ونفع بك ، ولاتنسنا من صالح الدعاء
 
بسم1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته​

أظنك ستتفهم السبب إذا قرأت الرسالة إلى نهايتها ..

أولًا: الغالب في طريقة شيخ الإسلام رحمه الله تعالى أنه لا ينفذ إلى المسألة محل البحث مباشرة، وإنما يُقدّم لها ويمهد.
ثانيًا: الغالب في طريقته أيضًا رحمه الله تعالى أنه ينطلق من كتاب الله جل وعلا في مناقشة القضايا والمسائل المتنوعة، وكذلك فإنه رحمه الله يكثر الربط بين صنوف العلوم وبين التزكية وفقه القلوب.

وشيخ الإسلام رحمه الله تعالى انطلق في هذه الرسالة من قوله جل وعلا: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (53) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54)}

والله جل وعلا قد جعل القلوب في هذه الآيات ثلاثة أقسام، وكانت هذه الأقسام تبعًا لتعامل تلك القلوب مع (المتشابه) من آيات الله جل وعلا، وهذا هو موضوع الرسالة، فالعلاقة واضحة.

ونظير هذه الآية قول الله تبارك وتعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ }

فالقلوب القاسية والمريضة تغتر بما تلقي الشياطين، فتُفتن بالمتشابه من كتاب رب العالمين سبحانه وتعالى، فيأولونه تأويلًا فاسدًا باطلًا؛ اتباعًا لأهوائهم وأمراضهم.

وأما القلوب المخبتة - قلوب أهل العلم - فإنهم يسلّمون بما جاء من عند ربهم من الحق، ويؤمنون به على مراد ربهم سبحانه وتعالى بغير تأويل ولا تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه.

فهذا الرابط بين أقسام القلوب وبين قضية التشبيه والتأويل ليس من عند شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، وإنما من عند الله جل وعلا.
 
عودة
أعلى