نص كلام الإمام ابن الجزري في (النشر، 2/ 331):
"واتفقوا على (ما زكى منكم) بفتح الزاي وتخفيف الكاف إلا ما رواه ابن مهران عن هبة الله عن أصحابه عن روح من ضم الزاي وكسر الكاف مشددة انفرد بذلك وهي رواية زيد عن يعقوب من طريق الضرير وهي اختيار ابن مقسم ولم يذكر الهذلي عن روح سواها فقلد ابن مهران وخالف سائر الناس ووهم" اهـ .
وقال الشيخ الدمياطي في (إتحاف فضلاء البشر):
" وعنه - أي الحسن - (ما زكى) بتشديد الكاف، وأما ضم الزاي مع تشديد الكاف مكسورة فانفرادة لابن مهران عن هبة الله عن أصحابه عن روح كما في النشر لا يقرأ بها ولذا تركها في الطيبة" اهـ.
بينما قال ابن مهران في (المبسوط في القراءات العشر، ص 317):
"روح وحده عن يعقوب (ما زكى منكم) مشددة الكاف، الباقون (زكى) خفيفة" اهـ.
وفي الكامل للهذلي:
"(ما زكى) مشدد ابن مقسم، وروح، وزيد طريق الضرير...الخ".
فالذي يظهر أن ابن الجزري رحمه الله قد وَهِمَ بذكره الضم في الزاي والكسر في الكاف، وذلك لأمرين:
1. أن الموجود في كتب الأئمة الذين عزا إليهم هذه القراءة إنما هي القراءة بالتشديد بدون ذكر تغيير في الحركات.
2. لو كان في هذه الكلمة قراءتان على وجه التشديد لذكرهما، فلما اقتصر ابن الجزري على وجه واحد فقط وهو ضم الزاي وكسر الكاف تبيَّن أن المقصود هو الوجه المذكور عند ابن مهران والهذلي، والمذكور عندهما هو التشديد فقط، فكان ذكر تغيير الحركات زائداً عن الموجود عندهما.
والله تعالى أعلم.