بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب أبو ابراهيم، شكر الله لك..
وقد أنكر ذلك مالكٌ على أهل الشام. قال زيدُ بنُ عبيدٍ الدِّمشقيُّ: قال لي مالكُ بنُ أنسٍ: بلغني أنَّكم تجلِسونَ حِلَقاً تقرؤون، فأخبرتُه بما كان يفعلُ أصحابنا، فقال مالك: عندنا كان المهاجرون والأنصار ما نعرِفُ هذا، قال: فقلت: هذا طريف؟ قال: وطريفٌ رجل يقرأ ويجتمعُ الناس حوله، فقال: هذا عن غير رأينا.
قال أبو مصعب وإسحاق بن محمد الفروي: سمعنا مالكَ بن أنسٍ يقول: الاجتماعُ بكرة بعدَ صلاة الفجر لقراءة القرآن بدعةٌ، ما كان أصحابُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا العلماء بعدَهم على هذا، كانوا إذا صلَّوا يَخْلو كلٌّ بنفسه، ويقرأ، ويذكرُ الله - عز وجل -، ثم ينصرفون من غير أن يُكلِّم بعضهم بعضاً، اشتغالاً بذكرِ الله، فهذه كلُّها محدثة. وقال ابن وهب: سمعت مالكاً يقول: لم تكن القراءةُ في المسجد من أمرِ النَّاسِ القديم، وأوَّلُ من أحدثَ ذلك في المسجد الحجاجُ بن يوسف، قال مالك: وأنا أكره ذلك الذي يقرأ في المسجد في المصحف. وقد روى هذا كلَّه أبو بكر النَّيسابوري في كتاب " مناقب مالك رحمه الله ".
يفهم من كلام مالك رضي الله عنه أن القراءة جماعة في المسجد بدعة وربما التزم هؤلاء بهذا الرأي..
لكني أسأل :
كيف بنا وبعض من يتقدم للإمامة لا يحسن قراءة الفاتحة وإن كان يحفظها.. لكنه يهذها هذ الشعر ؟
أليس أمر مالك في المدينة مع أناس أهل عربية ؟ فكيف بنا مع أناس عجم ؟
ولأي سبب حكم عليها مالك بالبدعة ؟ ألا تكون من السنن الحسنة ؟
أنا سأشرح لكم طريقتنا :
يبدأ أحدنا بقراءة المقطع الذي نريد حفظه.. فيفسره مما يعلم من كتب التفسير.. لنفهم بعض المعاني والدروس والعبر المستخلصة منه.. ثم يقرأ هو ويردد الجماعة بعده.. ثم بعد ذلك.. يتخير بعضنا ليقرأ.. فإذا أخطأ في حرف أقامه له..
وكان أكثرنا متحمسا وكانوا يتنافسون.. حتى خرج علينا من قال أن ذلك بدعة.. فتفرق شملنا.. فمنا من بقي يحفظ وحده ببيته لا يدري أيقرأ على الوجه الصحيح أم لا.. ومنا من هجر ذلك.. وكله بسم البدعة..
فأنا عن هذا أسأل..
ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم القرآن عشرا عشرا ؟ أليس ذلك في المسجد ؟ كيف كان يعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
إن كان في ما نفعل بدعة فأعلموني عاجلا.. وإن كان من العمل الطيب الذي نؤجر عليه فثبتوني عليه..
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول