سؤال وجواب في علم الوقف والابتداء

إنضم
22/05/2006
المشاركات
2,554
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
59
الإقامة
الرياض
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
فقد أعددت بفضل من الله تعالى بعنوان ( سؤال وجواب في علم الوقف والابتداء) وهو يتضمن أسئلة إثرائية جامعة لطلبة هذا العلم ، سأقوم بإنزالها على فترات بعون الله تعالى سائلا الله العلي الكبير أن يتقبل منا ومنكم سائر العمل هو ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وأصحابه أجميعن، أخوكم جمال القرش الرياض/ 18/ ربيع ثان 1438

السؤال 1/ ما أوجه الاتفاق والاختلاف بين الوقف ( التام والكاف والحسن) من حيث التعريف وحكم الابتداء بعده؟
من حيث التعريف:
أوجه الاتفاق : .................................................
أوجه الاختلاف : ..............................................
التام: ........................................................ ...
الكافي: .......................................................
الحسن : ........................................................
من حيث حكم الابتداء بعده:
التام والكافي : .............................................
الحسن: .........................................................

الإجابة س1/ : أوجه الاتفاق بين التام والكافي والحسن :الوقف على كلام ادى معنى صحيحًا
أوجه الاختلاف :
التام: لا يتعلق بما بعده معنى ولا لفظا
الكافي: يتعلق بما بعده معنى لا لفظا
الحسن : يتعلق بما بعده معنى ولفظا
التام والكافي : يحسن الوقف والابتداء بعدهما
الحسن: يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بعده إلا إذا كان بعد رأس أية .
 
سؤال 2/ ذكر علماء الوقف في كتب الوقف أن هناك علامات للوقف التام وعلامات للوقف الكافي، فمن علامات الوقف التام أن يكون ما بعده (ياء) نداء فهل يعني هذا الحصر أم الغالب ؟، مع الاستشهاد على ذلك .
ج2/ في الغالب : مثال ذلك الوقف على (النبي) والابتداء بعده بـ (ياء النداء) في قوله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56 فالوقف كاف لاتصال المعنى.
,ومن ذلك الوقف على ( يابسات) وقف كاف في قوله تعالى : ( وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }يوسف43

 
سؤال 3/ ذكر علماء الوقف أن من علامات الوقف الكافي أن يأتي بعده (ألا ) المخففة فهل يعني هذا الحصر ؟
ج: لا يستلزم الحصر ، مثال ذك:
الوقف الكافي : كالوقف على ( حزب الله) والابتداء بعده بـ (ألا) في قوله : (أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22
الوقف التام : كالوقف على (عظيم) والابتداء بعده بـ (ألا) في قوله ليوم عظيم * {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ }المطففين4
 
أسئلة وأجوبة من كتاب معالم النبلاء في معرفة الوقف والابتداء
س 1 ما اوجه الاتفاق بين التام والكافي والحسن من حيث معناه وحكم الوقف والابتداء؟
أوجه الاتفاق من حيث معناه: هو الوقف على كلام أدى معنى صحيحا
أوجه الاتفاق من حيث الوقف والابتداء:
يتفق (التام والكافي والحسن)، في حسن الوقف والابتداء بما بعده إذا كان رأس أية .
يتفق (التام والكافي) في حسن الوقف والابتداء بما بعده إذا كان ليس رأس أية .
س 2/ ما اوجه الاختلاف بين التام والكافي والحسن من حيث معناه وحكم الوقف والابتداء؟
أوجه الاختلاف
من حيث معناه:
· التام: لا يتعلق بما بعده معنى ولا لفظا
· الكافي: يتعلق بما بعده معنى لا لفظا
· الحسن: يتعلق بما بعده معنى ولفظا
من حيث الوقف والابتداء:
الحسن: يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بعده إلا إذا كان بعد رأس أية
س 3/ ما وجهة نظر من وضع (صلى) بعد قوله تعالى وما يعلم تاويله الا الله؟
ج3/ من وضع (صلى) رجح عطف (والراسخون) على لفظ الجلالة ، على معنى دقائق التفسير، مع جواز الوقف على استئناف ما بعده على معنى (حقائق الغيب، وما تؤول إليه الأشياء)
س 4 /ما وجهة نظر من وضع (قلى) بعد قوله تعالى وما يعلم تاويله الا الله؟
ج3/ من وضع (قلى) رجح استئناف الواو في ( والراسخون) على معنى (حقائق الغيب، وما تؤول إليه الأشياء) مع جواز عطف (الراسخون) على لفظ الجلالة، على معنى دقائق التفسير، وهو الذي عليه أكثر المفسرين وعلماء الوقف والابتداء.
س5/ ما حكم الوقف على يعلمون الناس السحر؟
ج5/الوقف كاف: إن اعتبرنا (مَا ) نافية، وليس بالوجه الجيد .
والوجه المختار عدم الوقف على تقدير أن ( ما) بمعنى الذي فتكون معطوفة على:
1- على (مَا) في قوله: + وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ " .
2- أو على: + السِّحْرَ " في قوله: + يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ " أي والذي أنزل.
وهو الذي عليه عموم أهل الوقف واللغة والتفسير والمصاحف.
س 6/ من يتفق مع ابن الجزري من علماء الوقف في اقسام الوقف تام كاف حسن ؟
ج6/من يتفق مع ابن الجزري هو (ابو عمرو الداني) ، وأما النحاس فعنده( تام ، وكاف، وحسن، وصالح) إلا أن الحسن يقابل الكافي والصالح يقابل الحسن عند ابن الجزري.
س 7 متى يجوز الابتداء ب الا الذين ظلموا من قوله تعالى :( وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ )( البقرة: 150)
ج7/ إذا كان الاستثناء منقطع بمعنى (لكن) ويكون الوقف كاف، أي لكن الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم .
أما من راى أنه استئناء مما قبله فلا وقف على تقدير: إلا أهل الظلم والعناد منهم, فسيظلُّون على جدالهم, فلا تخافوهم ، وهو الذي أميل إليه والذي عليه عموم المصاحف.
س 8 /ماذا يقصد بالتام عند العلامة ابن الانباري ؟
ج8/التام عند ابن الانباري الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ويقصد به (التام والكافي) لانه في تقسيمه للوقف كاف بل ( تام، وحسن، وقبيح).
س 9 ماذا يقصد بالمطلق عند العلامة السجاوندي ؟
ج9/ المطلق عند السجاوندي: يقصد به (التام والكافي) وهو ما يحسن الابتداء بما بعده ، لأنه لم يدرج مصطلح الكافي في أقسامه، لكنه تارة يعبر عنه بالمطلق وتارة يعبر عنه بالجائز والمـجـوز بوجـه.
س 10 ماذا يقصد بالوقف الحسن عند العلامة زكريا الانصاري؟
ج10/يقصد بالحسن التام، إلا أنه مرتبة دون التام، وهو الذي يستغني عما بعده.
وكتبه /جمال القرش
 
س 11 هل الوقف في القرآن الكريم وقف توقيفي؟ وما مصلطحات الوقف عند السلف؟

لم يثبت – فيما أعلم – نص ثبت عن النبي في يبين فيها ، كيفية الوقف على الكلام على كل آية ، فليس فيه شيء وارد عن جبريل ولا عن النبي​، ولا يوجد موضع يجب الوقف عليه، كما قال ابن الجزري:
وليس في القرآن من وقف وجب .... ولا حرام غير ما له سبب
وإذا كان الأمر كذلك، فليس هناك ما يمكن الحكم عليه بأنه وقف توقيفي.
إنما يرتبط علم الوقف والابتداء ارتباطا وثيقا بعلم بالتفسير، واللغة العربية ، فالوقف أثر من أثار فهم المعنى، وعلى هذا بُنيت كتب الوقف والابتداء، وذلك يمكن أن نجد في الوقف ثلاثة آراء كاف على تقدير وتام على تقدير ولا وقف على تقدير .
وأما الوقف على رأس الأية فمختلف فيه وقد جعله بعض العلماء سنة كالبيهقي والداني وابن الجزري ، واستدلوا على لذلك بما ثبت متصل الإسناد إلى أم سلمة- رضي الله عنها
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​- أَنَّهَا سُئلَتْ عَنْ قِرَاءةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​: فَقَالَتْ: « كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​، {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​، {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​الرَّحْمَنِ الرَّحِيم}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​، {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​مَالِكِ يَوْمِ الدِّين}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
[1]
قال الإمام ابن الجزري- رحمه الله
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​-: [TABLE="align: center"]
[TR]
[TD] [/TD]
[TD] [/TD]
[TD]إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ فَالْحَسَنْ[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
واستدلوا بلفظ (كان يقطع قراءته آية آية) .
ولم يظهر في آثار السلف رحمهم الله
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ تك المصطلحات المتعددة مثل تام وكاف وحسن، إنما كلمات مثل عبارات مثل (مفصولة، انقطع، استأناف)، ومن الأمثلة الواردة عنهم ما يأتي:
أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​أسلم من في السموات}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ قال: هذه مفصولة . {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ومن في الأرض طوعا وكرها}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​)).
وعن ابن عباس في قوله: {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ قال: هذه مفصولة {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ .
وعن أبي الضحى: {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​أولئك هم الصديقون}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​، ثم استأنف الكلام فقال: {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​والشهداء عند ربهم}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​.
وصح عن الشعبي أنه قال: إذا قرأت: {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​كل من عليها فان}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ فلا تسكت حتى تقرأ: {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​. أخرجه ابن أبي حاتم)) .
وقال الطبري: ((حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة: {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​فأولى لهم}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ قال: هذه وعيد، {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​فأولى لهم}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​، ثم انقطع الكلام، فقال: {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​طاعة وقول معروف}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​)).
وعن السدي قال: ((هذا من الموصول والمفصول؛ قوله: {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​جعلا له شركاء فيما آتاهما}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ في شأن آدم وحواء، ثم قال الله: {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​فتعالى الله عما يشركون}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​، قال: عما يشرك المشركون، ولم يعنهما)).
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال: هذه مفصولة، أطاعاه في الولد . {
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​فتعالى الله عما يشركون}
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ هذه لقوم محمد)).

وأما الوقف اللازم فلم يكن في عهد النبوة ولا الصحابة ولا التابعين شيئا اسمه الوقف اللازم، لكن ما ورد هو العناية بفصل الكلام بعضه عن بعض حتى لا يحدث الخلط في المعاني ، فمن ذلك ما روي عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قال: جاء رجلان إلى رسول الله r فتشهد أحدهما فقال: مَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا ( * * ) فقال رسول r : ( قُمْ أَوْ اذْهَبْ بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ ) رواه مسلم.
قال الحافظ أبو عمرو الداني -رحمه الله
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ -: ففي هذا الخبر إيذان بكراهية القطعِ على المستبشعِ من اللفظ المتعلِّق بما يُبيِّنُ حقيقَتَه ، ويدلُّ على المراد منه ، لأنَّه عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ إنَّما أقام الخطيب لمَّا قطع على ما يقبُح ، إذ جمع بقطعه بين حال من أطاع وحالِ من عصى ، ولم يفصل بين ذلك ، وإنَّما كان ينبغي له أن يقطع على قوله: (( فَقَدْ رَشَدَ )) ، ثم يستأنف ما بعد ذلك ، ويصل كلامه إلى آخره ، فيقول: (( وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوى )) .
وإذا كانَ مِثل هذا مَكروهًا مستبشعًا في الكلام الجاري بين المخلوقين، فهو في كتاب الله عز وجل
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ ، الذي هو كلام ربُّ العالمين أشدُّ كراهيةً واستبشاعًا ، وأحقُّ وأولى أن يُتجنب [1]

ومن خلال تتبع كتب الوقف والابتداء قبل الإمام السجاوندي كالإمام بن الأنباري (ت 328 هـ) وابن النحاس (ت 328 هـ) والإمام الداني (ت444 هـ) تبين أن الوقف اللازم لم يكن مسلط عليه الاهتمام مثل ما اهتم به السجاوندي وقعد له وبرر له، وذلك على ذلك أنهم لم يذكروا مصطلح الوقف اللازم، وبذلك يظهر أن أول من أطلق مصطلح الوقف اللازم هو العلامة السجاوندي-رحمه الله
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ – (ت 560 ) في كتابه علل الوقوف، وتبعه من جاء بعده.
وقد بقيت هذه الوقوف إلى عصرنا هذا، وهي المعمول بها في المصاحف المشرقية الموجودة بين أيدنا في (مصر والمدنية والشام والمغرب).
ومن يتتبع الوقفات اللازمة في المصاحف ويجري بينها مقارنة بين مصاحف الشام ومصر والمدينة المنورة والباكستاني والمغاربة سيجد أن بين غالبها في خلاف وأن المواضع المتفق عليها قليلة مقارنة بالمختلف فيها وذلك يدل أيضا على أن اعتبارات الوقف اللازم اجتهادية فيما يغلب الظن به أنه يوهم توهم معنى غير مراد فهذا يرى التوهم والأخر لا يراه فالوقف اللازم في أصله يصنف بالتام والكافي والحسن ولكنه يزاد عليه دفع التوهم حسب التقدير

ومن الأدلة على ذلك اختلاف العلماء في مصلطح الوقف والابتداء
ومن الأمثلة على ذلك
- الوقف عند ابن الأنباري- رحمه الله
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​- ثلاثة: ( تـام، حسـن، قـبـيـح ). [1]
فالتام عنده يقصد به (التام، والكاف)، والحسن عنده يقصد به ( الحسن والكافي).
2- عند النحاس - رحمه الله
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​خمسة: ( تـام، كاف، حسن، صالح، قبيح ) [2]
فالتام، يرمز له بالتام، والكاف والحسن واحد، والصالح يقصد به الحسن
3- الوقف ينقسم عند الإمام الداني- رحمه الله
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​ إلى أربعة أقسام»: « تام - وكاف - وحسن - وقبيح » أ هـ [3]. وهي نفس أقسام الإمام ابن الجزري
4- الوقف عند السجاوندي - رحمه الله
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​- خمسة: (لازم، ورمز له بـ (مـ)، مطلق، ورمز له بـ(ط) جـائـز، ورمز له بـ (ج) مـجـوز بوجـه، ورمزه (ز) مرخـص ضـرورة، ورمزه (ص) [4]
5- الوقف عند الأنصاري - رحمه الله
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​- ثمانية: ( تـام، حسـن كـافٍ، صـالـح، مفـهوم، جـائـز، بـيـان، قـبـيـح والبيان ) [5]

وقد اعتبرالعلماء أن الوقف والابتداء بحر لا يدرك ساحله
قال الدكتور عبد العزيز القاري في التقرير العلمي لمصحف المدينة المنورة أن الوقف والابتداء بحرٌ لا يدرك ساحله، ولا يوصل إلى غوره، وإنَّ اللجنة بذلَتْ جهدها قدر الوسع والطاقة، وحرَّرتْ ما أمكن لها تحريره من الوقف دون أن تدعي حصر ذلك ولا بلوغ الكمال فيه، إذ بقي فيه مجال لأهل العلم ممن أوتي حظًا من العلوم التي ذكرها ابن مجاهد، أن يتكلم فيه اهـ التقرير العلمي لمصحف المدينة النبوية: 1405هـ ص: 49.

وكل ما ذكر يدل على أن هذه العلم يغلب عليه كما يظهر الطابع الاجتهادي والبحثي حسب الأدلة والترجيح خاصة في مجال التفسير واللغة وهذا هو شأن العلماء عبر العصور كل يدلي بدلوه حسب ما توصل إليه من أدله وقراءن وشواهد
والله تعالى أعلى وأعلم
وكتبه جمال بن إبراهيم القرش
[1] رواه أبو داود/4001، والترمذي/2927.وصححه الألباني في الإرواء (2/60)
[1] إيضاح الوقف والابتداء: ص: 149.
[2] القطع: ص: 19.
[3] المكتفى: ص: 57.
[4] علل الوقوف: 1/62.
[5] المقصد للأنصاري: ص: 18.
 
كيف نحرر مسألة في الوقف والابتداء؟
هل هناك مراحل معينة وخطوات ؟
 
كيف نحرر مسألة في الوقف والابتداء؟

هناك أربع مهارات مهمة لكل من يرغب في تحرير وتحقيق مسألة في الوقف والابتداء د

أولا: معرفة النحو خاصة اكتشاف الجمل المستأنفة وترجيح مسائل الخلاف النحوي
ثانيا: الألمام بأساسيات تعلم التفسر وترجيح مسائل الخلاف في التفسير
ثالثا: الاطلاع على مصطلحات علماء الوقف والابتداء ومعرفة المشكل منها
رابعا: الاطلاع على مصطلحات المصاحف
خامسا: الجمع بين كل ما سبق واختيار الراجح منها وفق الدليل والبرهان
 
س 13 لماذا تم تقديم الوقف في قولنا: " الوقف والابتداء " مع أن الابتداء قبل الوقف؟

ج/ لأن الحكم يكون على الوقف، وأما الابتداء فالمقصود به الابتداء بعد وقف، وهو تابع ومتعلق بالوقف فإذا كان الوقف تاما أو كافيا جاز الابتداء بما بعده ، وإذا كان حسنا لا يحسن الابتداء بما بعده إلا إذا كان على رأس أية على رأي أكثر العلماء، وليس العكس بمعنى أن الوقف لا يتعلق بالابتداء، لذلك كان الابتداء بالحكم أولا وهو الوقف ثم ما يتعلق به وهو الابتداء
مثال ذلك على جواز ابتدء بعد وقف
الوقف على (ختم الله على قلوبهم وعلى سمهم) ، الوقف جائز ، والابتداء تلقائيا يكون جائزا ، بـ (وعلى أبصارهم غشاة) فصلا بين الختم الذي هو للقلوب والسمع ، والغشاوة التي هي للأبصار،
ومثال عدم جواز الوقف والابتداء
الوقف على ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى) ، والابتداء بـ للمتقين فلا يجوز الوقف وعليه فلا الابتداء لتعلق الجار والمجررور في للمتقين ، بما قبله
والله تعالى أعلى وأعلم .
 
س 14 ما هو وقف البيان ؟
ج / وقف البيان هو الذي لا يتبين المعنى إلا بالوقف عليه لئلا يوهم معنى غير مراد، وهو أشبه بالوقف اللازم ،
وقسمه بعض العلماء إلى بيان تام، إذا انقطع المعنى والإعراب، وبيان كاف إذا اتصل المعنى وانقطعت العلاقة اللفظية ، أي الإعراب، وهو نفس ما يطلق على اللازم، فقد يكون تاما على تأويل وكافيا على تأويل، لكنه اكتسب خاصية اللزوم نظرا لما يترتب عليه من احتمالية توهم معنى غير مراد في حال الوقف، والله تعالى أعلى وأعلم
 
س16 / لماذا لم يجعل الوقف اللازم فاصل آيات؟
ج/ مسألة الوقف اللازم مسألة اجتهادية في غالبها، ولم يكون في عهد الصحابة شيئا اسمه الوقف اللازم ، وأول من اطلق هذا المصطلح هو العلامة السجاوندي، و إذا تتبعتم رموز الوقف اللازم في عموم المصاحف الموجودة فستجد أن القليل من المواضع التي اتفق عليها، وغالبها فيه ختلاف لأن مبني على قناعة مراجعي المصاحف بتوهم معنى غير مراد حال الوصل ، فما يراه البعض موهم ربما لا يراه الأخر، بل ربما يرى أن الوصل أولى، والله تعالى أعلى وأعلم
 
س 19- ما حكم الوقف على قوله :
من (قبلكم )
من قوله تعالى : ( (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
​183
وعلى ( أياما معدودات ..
من قوله تعالى : (أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{184}

الإجابة تابع الرابط التالي :
https://vb.tafsir.net/forum/القسم-ا...م-القرآن/51181-الوقف-والابتداء-في-آيات-الصيام
}
 
ما سبب اختلاف الوقف والابتداء ؟
الإجابة : من أبرزها
1- اختلاف التوجيه الإعرابي
2- اختلاف توجيه المفسرين
3- اختلاف تقدير اتصال المعنى من عدم اتصاله
4- اختلاف القراء في اعتبار التوهم للوقف اللازم
5- اختلاف مذاهب القراء في الوصل والوقف
والله الموفق والهادي إلى صراط مستقيم
 
س/ ماذا يعني مصطلح الوقف المطلق عند السجاوندي؟
الوقف المطلق: هو ما يحسن الابتداء بما بعده، كالاسم المبتدأ به، نحو قوله تعالى: (الله يجتبي إليه من يشاء)، وهو بهذا المعنى يكون تعريفه واسعا فيشتمل على الوقف التام والكافي، لانهما يحسن الابتداء بما بعدهما، بمعنى أنه يمكن أن يكون الوقف المطلق تاما، ويمكن أن يكون الوقف المطلق كافيا حسب التقدير والتوجيه. لكنه لا يذكر تاما وكافيا إنما يكتفي بذلك المطلق.
والله تعالى أعلى وأعلم
 
كيف أحرر مسألة في الوقف والابتداء ؟
الإجابة :
أولا : معرفة سبب المشكلة أو علة الاختلاف ، على سبيل المثال:
هل هو اختلاف بسبب تعدد توجيه الإعراب؟
هل هو اختلاف بسبب تعدد أوجه التفسير ؟
هل هو اختلاف بسبب تعدد توجيه القراءات ؟
هل هو اختلاف بسبب تنوع العلة ؟
ثانيا : النظر في آراء علماء الوقف والابتداء وما استدلوا به، ومن وافقه من علماء الوقف والابتداء
ثالثا: النظر في آراء علماء الإعراب وما استدلوا به، ومن وافقه من علماء الإعراب
رابعا: : النظر في آراء علماء التفسير وما استدلوا به، ومن وافقه من علماء التفسير
خامسا: الترجيح بناء على قوة دليل كل فريق وعلة الترجيح لدى الباحث واستخدام قواعد الترجيح المعروف لدى علماء التفسير واللغة.
والله الموفق والهادي إلي صراط مستقيم
 
س 23 / ما حكم الوقف على الوقف على: {من خيرٍ مُّحْضَراً }[ آل عمران: 30 ].
من أطروحة / مشكل الوقف والابتداء دراسة وجمعا لأخيكم الفقير .

من قوله تعالى: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ }آل عمران30
التوجيه النحوي:
توجيه الوقف يكون بالنظر إلى ما يلي:
1- توجيه (ما) من قوله (وما عملت من سوء تود لو أن بينها ..)
2- عامل (يوم) من قوله ( يوم تجد كل نفس..)
أولا: توجيه ( وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ ) على ثلاثة أقوال:
الأول: معطوفة على جملة الصلة (مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ) [1]
الثاني: (ما) مرفوعةً بالابتداء، وخبرُها «تود»[2]
الثالث: جواز العطف، والاستئناف.
الدراسة والمناقشة:
اختار القول الأول: الفراء، والسمرقندي، وابن كثير، والألوسي، ورجحه الزجاج. والواحدي، وأبو السعود، وابن عاشور وغيرهم. رحمهم الله جميعا [3]
والتقدير: يوم تَجِدُ كل نفس مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ محضرا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ كذلك.
وعلى هذا فلا وقف على ( محضرا) لئلا يفصل بين العطف والمعطوف.
وتكون ( تود) إما أن تكون حالا للضمير في ( علمت) ، أو صفة للسوء[4]
فتقدير الحال: يَوْمَ تَجِدُ مَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ مُحْضَرًا حَالَ مَا تَوَدُّ بُعْدَهُ عَنْهَا
وتقدير الصفة: وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ الَّذِي تَوَدُّ أَنْ يَبْعُدَ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ،
وَالضَّمِيرُ فِي (وَبَيْنَهُ) يَعُودُ إِلَى اليوم، تود لو أن بينها وبين ذلك اليوم أمدا بعيدا[5]
واختار القول الثاني: الحسن ، ومقاتل، والسعدي رحمهم الله جميعا. [6].
وتقدير الكلام: يوم تَجِدُ كل نفس مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ محضرا، أي تجد تواب عملهم، أو صحائف أعمالهم، كقوله تعالى: ووجدوا ما عملوا حاضرا.
قال الحسن: (110 هـ): «وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا قَالَ: يَسُرُّ أَحَدَهُمْ أَنْ لَا يَلْقَى عَمَلَهُ ذَلِكَ أَبَدًا يَكُونُ ذَلِكَ مُنَاهُ، وَأَمَّا فِي الدُّنْيَا فَقَدْ كَانَتْ خَطِيئَتُهُ يَسْتَلِذُّهَا »[7].
وعلى هذا فيجوز الوقف على ( محضرا) لاستئناف ما بعده
وجوز القول الثالث: مكي، والثعلبي، والبغوي، والزمخشري، والفخر الرازي، والعكبري، والنسفي، وأبو حيان، والسمين الحلبي، والشوكاني رحمهم الله جميعا.[9].
ثانيا: توجيه الْعَامِلِ فِي: (يَوْمَ) اختلف فيه على خمسة أقوال:
1. وَيُحَذِّرُكُمْ، وَرَجَّحَه الزَّجَّاجُ.
2. وإليه الْمَصِيرُ. جوزه الزجاج
3. تودُّ، قاله الزمخشري.
4. شيء قَدِيرٌ،[29] جوزه مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.
5. فِيهِ مُضْمَرٌ تَقْدِيرُهُ اذْكُرْ، أو اذكروا َقَالَه: ابن جرير، وابن جزي، والعكبري[10].
فعلى التوجيه الأول يكون المعنى: ويحذركم الله نفسه يوم تجد كل نفس ما عملت وعليه فلا وقف على (محضرا) للتعلق اللفظي بين العامل والمعمول، وضعف من جهة اللفظ: طول الفصل بين العامل والمعمول، قاله بن جرير.ومن جهة المعنى: أن تحذير الله للعباد إنما يكون في الدنيا دون الآخرة
قال ابن عاشور: وَهُوَ بَعِيدٌ، لِأَنَّ التَّحْذِيرَ حَاصِلٌ مِنْ وَقْتِ نُزُولِ الْآيَةِ[11]
وعلى التوجيه الثاني يكون المعنى: وإليه المصير يوم تجد كل نفس ما عملت ...وعليه فلا وقف على ( محضرا) للتعلق اللفظي بين العامل والمعمول.
وضعف أبو حيان تعلق (يوم) بـ (وإليه المصير): قال: وَيَضْعُفُ انْتِصَابُهُ: بِالْمَصِيرِ، لِلْفَصْلِ بَيْنَ الْمَصْدَرِ وَمَعْمُولِهِ،[12]
وعلى التوجيه الثالث يكون المعنى: تَوَدّ كل نفس لَوْ أنّ بينهَا وَبيْن ما عملت من سوء أمداً بعيداً يومَ تَجِدُ كل نفس مَا عملت من خير مُحْضراً، وعليه فلا وقف على ( محضرا) للتعلق اللفظي بين العامل والمعمول،
وضُعِّف لأنه َيَلْزَمُ مِنْ هَذَا التَّقْدِيرِ تَقَدُّمُ الْمُضْمَرِ عَلَى الظَّاهِرِ، وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ. [13]
وعلى التوجيه الرابع يكون المعنى: والله على كل شيء قدير يوم تجد كل نفس ..
وهذا التقدير لا علاقة له بالوقف على ( محضرا) لأن التعلق هنا بما قبله.
وضعفه أبو حيان: قال: وَيَضْعُفُ نَصْبُهُ: بِقَدِيرٍ، لِأَنَّ قُدْرَتَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لَا تَخْتَصُّ بِيَوْمٍ دُونَ يَوْمٍ، بَلْ هُوَ تَعَالَى مُتَّصِفٌ بِالْقُدْرَةِ دَائِمًا [14]
وقال ابن عاشور: وَلَا يَحْسُنُ أَنْ يُجْعَلَ عَامِلَ الظَّرْفِ فِي الْآيَةِ الَّتِي قَبْلَ هَذِهِ لِعَدَمِ الْتِئَامِ الْكَلَامِ حَقَّ الِالْتِئَامِ[15]
وعلى التوجيه الخامس يكون المعنى: واذكروا ، واتقوا، واحذروا .. يوم تجد .. [16]
وبعد هذا العرض يتضح أن القول الراجح في ذلك هو القول الأخير، وهو أن يكون العامل فِيهِ مُضْمَرٌ تَقْدِيرُهُ اذْكُرْ: واذكروا يوم تجد، أو واتقوا يوم تجد، أو واحذروا يوم تجد كل ، لأنه الأكثر استعمالا في القرآن الكريم ، وحمل الأية على الأسلوب الكثير هو الأولى،[17].
قال الطبري: لِأَنَّ الْقُرْآنَ إِنَّمَا نَزَلَ لِلْأَمْرِ وَالذِّكْرِ، كَأَنَّهُ قِيلَ لَهُمُ: اذْكُرُوا كَذَا وَكَذَا؛ لِأَنَّهُ فِي الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَاتَّقُوا يَوْمَ كَذَا وَحِينَ كَذَا[18]
وقال ابن جزي: منصوب على الظرفية والعامل فيه مضمر تقديره: اذكروا أو خافوا[19]
أقوال علماء الوقف والابتداء:
اختلف علماء الوقف والابتداء في الوقف على ( محضرا) على أقوال:
القول الأول: تام، وهو قول نافع[20].
القول الثاني: التفصيل بين (التام، وعدم الوقف) وهو قول النحاس، والأنصاري والأشموني[21].
القول الثالث: التفصيل بين (الكافي، وعدم الوقف)، وهو قول الداني، ورجح الوصل[22].
القول الرابع: التفصيل بين( الحسن، وعدم الوقف) وهو قول.ابن الأنباري[23]
القول الخامس: جائز، وهو قول السجاوندي، والأجوز الوصل[24].
القول السادس: لا وقف: وهو قول الأخفش [25].
وتوجيه التام: على استئناف ما بعد ( محضرا) واختلاف المعنى فالأول عن الخير والثاني عن السوء، وهو قول نافع وجوزه النحاس، والأنصاري والأشموني.
وتوجيه الكافي: إن كان ما بعده مستأنف مبتدأ وخبر، والمعنى متصل عن حال النفس يوم القيامة عندما تجد عملها من خير ، ومن شر وهو قول الداني.
وتوجيه الجائز: باعتبار جواز الاستنئاف والعطف وهو قول السجاوندي.
وتوجيه عدم الوقف باعتبار عطف (ما) الثانية على ( ما عملت) الأولى، ولا يفصل بين العطف والمعطوف، وهو قول الأخفش، ورجح الوصل: الداني، والسجاوندي.
ترجيح الأقوال:
وبعد استعراض أقوال النحاة والمفسرين والوقف والابتداء ، يظهر أن الراجح هو العطف، على تقدير واذكروا يوم تَجِدُ كل نفس مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ لما يلي:
1. أن الوقف على (محضرا) يعني حضور الخير، وعدم حضور الشر، ولا معنى لحضورالخير دون الشر.
2.أن إحضار الشر من مقتضيات الحكمة التشريعية[26]
3. أنه تقرر فيما سبق أن الأرجح عدم تعلق (يوم تجد) بـ ( ويحذركم الله نفسه) أو ( وإلى الله المصير) ، أو (تود) .
4.أنه قول أكثر النحاة والمفسرين وأهل الوقف والابتداء.
5.موافقته لأكثر المصاحف فلم تشر بعلامة وقف دليل على ترجيح العطف. سوى مصحف التهجد أشار بالرمز (ج)
6.الذي أره أن يكون علامة الوقف هي (صلى) والتي تعني أولوية الوصل.
7. قال الفراء207هـ: « (وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ) فإنك تردّه أيضا على (ما) فتجعل (عملت) صلة لها فِي مذهب رفع لقوله (تودّ لو أنّ بينها)، ولو استأنفتها فلم توقع عليها (تجد) جاز الجزاء.[27]
[1] انظر: فتح القدير 1/ 381 ، الجدول: 3/154،
[2] وقد تكونَ وما عملت من سوء شرطا، منقطعة، على قراءة ابن مسعود «من سوء ودت» وكذلك قرأ ابن أبي عبلة،
وهي قراءة شاذة، قال ابن عطية: ولا يجوز ذلك على قراءة «تود» لأن الفعل مستقبل مرفوع والشرط يقتضي جزمه اللهم إلا أن يقدر في الكلام محذوف «فهي تود» وفي ذلك ضعف، انظر: المحرر الوجيز: 1 / 421. والبحر المحيط: 3/ 99
[3] انظر: معاني للفراء: فراء: 1/206. معاني القرآن وإعرابه للزجاج: 397 التَّفْسِيرُ البَسِيْط: 5/ 178 وابن كثير: 2/ 31 اتفسير أبو السعود:2/ 24، تفسير ابن عاشور:3 / 223
[4] انظر: مفاتح الغيب: 8/ 196
[5] انظر: تفسير ابن عاشور:3 / 223
[6] انظر: تفسير الطبري: 6/321 تفسير مقاتل: 270 السعدي: 128
[7] تفسير الطبري: 6/321
[8] تفسير مقاتل: 270
[9] [1] انظر: مشكل إعراب القرآن: 155 ، الكشف والبيان: 2/ 50 ، معالم التنزيل : 429، والدر المصون: 3 /117، مفاتح الغيب : 8/ 196، العكبري :1/ 252، فتح القدير 1/ 381
[10] انظر: تفسر الطبري: 5/322، والعكبري:1/ 252
[11] اتفسير ابن عاشور:3 / 223
[12] البحر المحيط: 3/ 97- 99
[13] انظر: البحر المحيط: 3/ 97- 99
[14] البحر المحيط:: 3/ 101، والدر المصون: 3/ 122
[15] تفسير ابن عاشور: 3 / 223
[16] انظر: ما لم ينشر من الأمالي الشجرية: 1/ 51
[17] انظر: ترجيحات ابن جزي د. عبد العزيز اليحى: 127.
[18] الطبري: 5/322
[19] التسهيل لعلوم التنزيل: 1/149.
[20] انظر: القطع والإتناف: 131: 132
[21] انظر: القطع والإتناف: 131: 132 المنار مع المقصد: 163
[22] انظر: المكتفى: 199
[23] انظر: إيضاح الوقف والابتداء:2/ 574
[24] انظر: علل الوقوف: 368.
[25] انظر: القطع والإتناف: 131: 132
[26] انظر: روح المعاني: 4/ 301 .
[27] معاني القراء: فراء: 1/206.
[28] معاني القرآن وإعرابه للزجاج: 397
[29] المكتفى: 199
[30] التَّفْسِيرُ البَسِيْط: 5/ 178
[31] علل الوقوف: 368.
[32] ابن كثير: 2/ 31
[33] اتفسير ابن عاشور:3 / 223
 
س 24 ، ما هو العمل عندما يصعب علي وصل الآيات الطوال التي لم يرمز لها بعلامة وقف
الإجابة وله يوقف مضطرا ويبدا قبله لكن حاول أن تقف على معنى مناسب يفهم منه معنى صحيحا وتبدأ قبله بداية يفهم منها فهما صحيحا أو جملة متكاملة قدر المستطاع والله الهادي والموفق إلى سواء السبيل
 
س / 25 : كم وقفا كافيا أو تاما في سورة الفلق
الإجابة : لا يوجد ، فجميع الجمل مرتبطة بمقول القول والله الموفق والهادي إلى سواء السيبيل
 
س/ 26 ما حكم الوقف على ذلك الكتاب
الإجابة : جائز إذا اعتبر أن ذلك خبرها مقدر أي ذلك الكتاب العظيم أو الذي أعجز كفار قريش ..
ولا وقف إذا اعتبر أن ذلك خبرها جملة لا ريب فيه ويكون الكتاب حينذ بدلا من ذلك والأولى الوجه الثاني والله تعالى أعلى وأعلم
 
عودة
أعلى