سؤال: هل الأنثى مفضلة على الذكر في قوله تعالى: "وليس الذكر كالأنثى"؟

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
cleardot.gif


قال أحدهم :
بحكم قواعد اللغة العربية
إن الأنثى مفضلة على الذكر في قول الله تعالى:

(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ِۖ)

قلت : غير صحيح
اللغة والسياق في الآية كلاهما يدلان على أن الذكر مفضل.

قال: ألا تعلم أن البلاغة تقتضي وتستوجب أن يكون المشبه به أعظم من المشبه؟!

قلت: أعلم ذلك، لكن ألا ترى النفي السابق على التشبيه؟!
إن النفي هنا نفى أفضلية المشبه به وجعل الأفضلية للمشبه.
كقولك لمن يجادل:
ليس العالم كالجاهل في منفعة الناس.
فهل يمكن أن تقول هنا أن المشبه به أعظم في المنفعة؟!
بالطبع لا.
لأن النفي والسياق أبطلا القاعدة البلاغية هنا فجعلا الأفضلية للمشبه وليس للمشبه به.

قال: فكيف دل السياق في الآية على أن الافضلية للذكر؟!

قلت: إن حَنَّة زوجة عمران كانت تتأمل وترجو ذكرا ليقوم على خدمة وسدانة بيت المقدس
فلما وضعتها أنثى قالت "رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ .......... وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ" بشيء من الحسرة.

ولم تكن تعلم أن الأنثى التي وضعتها خير وأكرم من أمة من الرجال.
ودلَّ على ذلك الجملة الاعتراضية الجميلة العظيمة التي ذكرها وقالها الله عز وجل في سياق كلام زوجة عمران:

(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ: رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَت -ْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ )
فجملة : ( وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَت) تدل على عظم ورفعة ما وضعت،عليها السلام .

والله أعلم
أخوكم د. محمد الجبالي
 
بارك الله فيك أخي الكريم
لو تفضلت وأفدتنا أكثر عن وجه الشبه المنفي في الآية الكريمة.
جازاك الله كل خير
 
وبارك الله فيك أختنا الفاضلة:

أختنا : إن النفي ليس لوجه الشبه إنما النفي لأفضلية المشبه به [الأنثى] على المشبه [الذكر] في الصفة المشتركة التي هي وجه الشبه
حيث إن التشبيه هو: عقد مشابهة بين شيئين اشتركا في صفة زادت في أحدهما على الآخر

ذلك أن الأصل في التشبيه أن تكون الصفة في المشبه به أقوى منها في المشبه أو على الأقل مساوية
مثل قولنا: العالم كالبحر سِعَةً.
أو قولنا إن كان المشبه به مساويا: عمر مثل أحمد في العمر.

وتقدير الكلام في الآية: ليس الذكر كالأنثى في القدرة على خدمة بيت المقدس
فلو حذفنا النفي من التقدير:
صار الكلام: الذكر كالأنثى في القدرة على خدمة بيت المقدس.
وهذا المعنى مناقض للحقيقة والواقع فجاء النفي لتحقيق المطابقة للواقع.

ولابن عاشور كلام جميل في هذا الأمر:
قال رحمه الله: وَجَعَلُوا نَفْيَ الْمُشَابَهَةِ عَلَى بَابِهِ مِنْ نَفْيِ مُشَابَهَةِ الْمَفْضُولِ لِلْفَاضِلِ.
وَنَفْيُ الْمُشَابَهَةِ بَيْنَ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى يُقْصَدُ بِهِ معنى التَّفْصِيل فِي مِثْلِ هَذَا الْمَقَامِ وَذَلِكَ فِي:
قَوْلِ الْعَرَبِ: لَيْسَ سَوَاءً كَذَا وَكَذَا،
كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9
وَقَوْلِ السَّمَوْأَلِ: "فَلَيْسَ سَوَاءً عَالِمٌ وَجَهُولُ"
وَلِذَلِكَ لَا يَتَوَخَّوْنَ أَنْ يَكُونَ الْمُشَبَّهُ فِي مِثْلِهِ أَضْعَفَ مِنَ الْمُشَبَّهِ بِهِ إِذْ لَمْ يَبْقَ لِلتَّشْبِيهِ أَثَرٌ،
وَلِذَلِكَ قِيلَ هُنَا: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}،
وَلَوْ قِيلَ: وَلَيْسَتِ الْأُنْثَى كَالذَّكَرِ لَفُهِمَ الْمَقْصُودُ. وَلَكِنْ قَدَّمَ الذَّكَرَ هُنَا لِأَنَّهُ هُوَ الْمَرْجُوُّ الْمَأْمُولُ فَهُوَ أَسْبَقُ إِلَى لَفْظِ الْمُتَكَلِّمِ.

وللخازن رحمه الله رأي آخر
قال: "وفي الكلام تقديم وتأخير تقديره وليس الأنثى كالذكر،
والمراد منه تفضيل الذكر على الأنثى لأن الذكر يصلح للخدمة للكنيسة ولا تصلح الأنثى لذلك لضعفها، وما يحصل لها من الحيض لأنها عورة ولا يجوز لها الحضور مع الرجال".
 
جازاك الله كل خير أخي الفاضل على المعلومات القيمة التي أفدتنا بها.
 
لاشك ان السياق كله يقول انها طلبت ذكرا ليقوم بخدمة بيت المقدس كما ان هناك انباء عند هذه الاسرة الكريمة عن قدوم نبي من بني اسرائيل تمنى زكريا عليه السلام ان يكون من صلبه " فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من ال يعقوب واجعله رب رضيا " وطلبته امراة عمران عندما وجدت نفسها حاملا فلما وضعتها وجدتها انثي فعلمت ان لله في ذلك حكمة فكان مقتضى الادب في الخطاب مع الله ان تقول وليس الذكر الذي طلبتُ كالانثي التي وهبتَ فان لك حكمة تفوق عقولنا وقد كان ذلك فكانت الانثى هي ام النبي المنتظر لكن بآيات عجيبة الخلاصة تقديم الذكر على الانثي ادب في الخطاب وثقة في حكمة الله وتسليم له لاغرابة فالله قد اصطفاهم على العالمين
 
وفق قواعد اللغة العربية يتضح تفضيل الأنثى على الذكر؛ لأن الاسم الذي يتعرض لضربة سيف (ليس النافية) يتحول إلى مفضول، أما الاسم الذي يأتي بعد رافعة “كاف التشبيه” يفوز بشرف الفاضل.
وهذا ما جرت عليه العادة في لغة العرب، حين يقولون: ليس الثرى كالثريا، ليس القول كالعمل ، ليس الأعمى كالبصير فالمشبه به الواقع بعد كاف التشبيه هو الفاضل وليس العكس.
الإمام الشوكاني يشرح الآية باستفاضة وافية؛ إذ يرى أن قوله: “وليس الذكر كالأنثى” خطاب من الله لأم مريم يقول لها فيه وليس الذكر الذي طلبتِ كالأنثى التي وضعتِ، فإن غاية ما أرادت من كونه ذكراً أن يكون نذراً خادماً للكنيسة، وأمر هذه الأنثى عظيم وشأنها فخيم.
وهذه الجملة اعتراضية مبينة لما في الجملة الأولى من تعظيم الموضوع ورفع شأنه وعلو منزلته، واللام في الذكر والأنثى للعهد، هذا على قراءة الجمهور، ويعتبر الشوكاني الرأي الآخر في تفسير الآية بأفضلية الذكر رأياً مخالفاً لقراءة الجمهور وسياق الآيات.
ويشرح الإمام الرازي سر تفضيل الأنثى على الذكر في هذا السياق بناء على القراءة التي تفيد أن الكلام في الآية لأم مريم بقوله: إن المقصود من هذا الكلام ترجيح هذه الأنثى على الذكر، كأنها قالت: الذكر مطلوبي وهذه الأنثى موهوبة الله تعالى، وليس الذكر الذي يكون مطلوبي كالأنثى التي هي موهوبة لله، وهذا الكلام يدل على أن تلك المرأة كانت مستغرقة في معرفة جلال الله، عالمة بأن ما يفعله الرب بالعبد خير مما يريده العبد لنفسه”.
ولا يعني ذلك أن الآية تطلق التفضيل بصورة عامة للأنثى على الذكر؛ فالتفضيل هنا لأنثى مخصوصة هي مريم عليه السلام، حيث أكدت الآية أن الأنثى - مريم عليها السلام - أفضل بكثير من الذكر الخادم للمعبد الذي نذرت به أم مريم، وتفاجأت عندما جاء المولود أنثى؛ لأن بني إسرائيل كانوا يحرمون إقامة المرأة في المعبد بسبب فترات الحيض،”إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم”، فالتفضيل هنا خاص بمريم.
ثقافتنا الاجتماعية هي التي تجعلنا نسارع إلى تفسير الآية بكونها تعني تفضيل للذكر على الأنثى، أما السياق اللغوي للآية فلا علاقة له بما فهمه العقل البدوي الاجتماعي من النص، وفقاً لثقافة احتقار الأنوثة الموروثة لا وفق قواعد اللغة وأصول التفسير.
وإن عجبي لكبير من بعض المفكرين الإسلاميين الذين يحاولون تفسير الآية بطرق متكلفة لتفضيل الذكر على الأنثى، ومن هؤلاء المفكر الإسلامي خالص جلبي الذي بذل جهداً مضنياً ليثبت أن سياق الآية للمغايرة! وليس للمفاضلة ويذهب راشد الغنوشي إلى ترجيح القراءة المخالفة لقراءة الجمهور ليؤكد أن الكلام هنا كلام أم مريم وليس كلام الله، ولا مبرر لمثل هذا التكلف إلا تأثرهم بالتفسير السطحي للآية، ولو توقفوا لقراءة الآية وفق قواعد اللغة لاكتشفوا أن جهودهم ذهبت هباء منثوراً؛ إذ لا داعي لها البتة.
 
إنني أثق بدِقة الله تعالى في كتابه كدقته في خلق كونه . و على ذلك بحسب قواعد اللغة العربية فالأنثى تكون أفضل وذلك لوقوعها في موضع المشبه به في النفي.

ومما يظهِر ثبوت هذا الاستدلال أن الله تعالى أراد تعظيم نفسه فنفى الشبه عن مثله وقال: "ليس كمثله شيء"
وبالقياس تكون الأنثى هي أفضل .

 
قولنا أن الذكر أفضل من الانثي أو الانثي افضل من الذكر هكذا باطلاق في ظني لايستقيم ولايصح ، لقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (سورة الحجرات ) ، فالافضليه بين الذكر والانثي هي التقوي فقط .

ثانيا:
تكلم المفسرون حول قوله تعالى( وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ) (سورة آل عمران 36) وكانت أقوالهم تدور حول مهام وظيفيه كل مسخر لتاديتها ولايصح إستنباط أفضليه مجردة أو مطلقه هكذا من الاية ، فلابد إذن من الرجوع للسياق لتحديد ماهية (الكاف ) هل هي للتشبيه أم تعليله ولمزيد من النظر ...


إحتماليه (الكاف ) للتعليل

{ إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) } (سورة آل عمران 35 - 36)

جملة إعتراضيه وهي من قول الله سبحانه وتعالى ، تعلمنا بحقيقة قول أم مريم (أني وضعتها أنثي )
1- انها ماقالت لتخبر الله بجنس ماوضعت فهي تعلم أن الله سبحانه وتعالى بكل شي عليم وقوله تعالى ({ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ } (سورة آل عمران 36)
2- أن قولها يتعلق بنذرها فهي تعلل نذرها وتصححه ، فقد نذرت وفي نيتها (الولد ) وقوله تعالى { وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى } (سورة آل عمران 36) .


والله اعلم
 
سؤال: هل الأنثى مفضلة على الذكر في قوله تعالى: "وليس الذكر كالأنثى"؟

سؤال: هل الأنثى مفضلة على الذكر في قوله تعالى: "وليس الذكر كالأنثى"؟

لم يقل بتفضيل الأنثى على الذكر أحدٌ فيما أعلم لا ذكر ولا أنثى، والسبب أن مثل هذه الجملة "وليس الذكر كالأنثى" إنما هي جملة حالية والحال فضلة فهي جزء من سياق لا يصح أخذها مستقلة بنفسها ووضع القواعد لفهمها. الأمر الآخر المهم: أن في الجملة قلبا فهي تعني وليس الأنثى كالذكر. والدليل أن العرب تقلب في ترتيب الجملة التشبيهية كقول بني إسرائيل (إنما البيع مثل الربا) وهم يعنون إنما الربا مثل البيع. كما قال المفسرون. فبطل استدلاله. والله أعلم.
 
أختنا الفاضلة : سامية الروقي
بارك الله فيك ونفع بك

أختنا : إن التشبيه بين متناقضين ليس كالتشبيه بين متفاضلين
وعادة ما يكون لهذا التشبيه غرض بلاغي آخر غير الغرض الأصلي للتشبيه.
إذ ليس الغرض التشبيه ، وإنما الغرض إنكار التشابه بين المشبه والمشبه به
وإن أردت دليل ذلك فارفعي النفي من التشبيه وتأملي:
الثرى كالثريا / القول كالعمل / الأعمى كالبصير وغير ذلك

فقد أوتي بالنفي قبل التشبيه لإنكار المشابهة بينهما.
وعلى هذا - مع احترامي الشديد رأيك - يبطل ما قدمت.

ثانيا : ليست مريم هي المقصودة بالأنثى في الآية (وليس الذكر كالأنثى) وإنما قصد عموم الجنس وكذلك لفظ (الذكر)
فإن مريم عليها السلام تفضل أمما من الرجال.
والتفاضل بين المراة والرجل قائم في شتى النواحي تزيد المرأة وتفضل الرجل في بعضها ويزيد الرجل ويفضل في بعض آخر

ولعل في التفاضل والتفاوت فيما بين الرجل والمرأة حكمة بالغة أرادها الخلاق العليم حتى إذا ما اجتمعا زوجين تكاملا.

أما التقوى فهي ميزان التفاضل عند الله لا تنفع معها الذكر ذكورته ولا تبخس فيها المرأة انوثتها
انما التفاضل حينها بسلامة القلب والتقى والعمل الذي سلف وليس التفاضل بالذكورة أو الأنوثة او غيرهما
ولعل أنوثة المرأة ترجح كفتها برحمة الله لضعفها.
و لتهنأ الأنثى بأنوثتها إذ قد يشفع لها ضعفها وقت لا ينفع الذكر ذكورته وفحولته.

بارك الله فيكم جميعا
 
عودة
أعلى