سؤال هام حول كتاب الأخفش

لطيفة

New member
إنضم
15/07/2007
المشاركات
471
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
ذكر السيوطي في كتابه (الإتقان في علوم القران) أن لأبي الحسن الأخفش كتابا ذكر فيه "جميع" ما وقع في القرآن مفردا، ومفرد ما وقع جمعا،وبودي أن أعرف ما الكتاب الذي عناه السيوطي ، أهو كتاب (معاني القران) وإن كنت قد تصفحت الكتاب ولم أجد فيه أثرا لما ذكره السيوطي .. أم أنه يعني كتابا آخر .. وهل هذا الكتاب خاص بالإفراد والجمع ، أم أن هذين الموضوعين وردا في ثناياه ,, وهل هو مطبوع أم لا يزال مخطوطا..؟
الحقيقة أن هذه الأسئلة تشغلني لارتباطها بقضية مهمة أبحث فيها هذه الأيام .. وأجزم بأني لن أعدم إفادة من الإخوة الكرام (إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا) .. ولكم مني صادق الدعاء ووافر الامتنان.
 
وقع تصحيف في النسخة المنقول منها
والصواب ( .... كتابا ذكر فيه جمع ما وقع ... ) إلخ
والذي يظهر أن هذا الكتاب ليس هو معاني القرآن، وطريقة السيوطي في ذكر الكتب تأبى هذا الافتراض.
ويبدو أنه أحد الكتب الكثيرة التي فقدت من نفائس الكتب التي ينقل عنها السيوطي، فجزاه الله خيرا.

وهذا المبحث من المباحث الصرفية المتعلقة بالقرآن، ولعلي أوافيكم ببحث فيه قريبا.
 
جزيت خيرا أخي (أبو مالك) للتنبيه على ذلك التصحيف ..
مع أنه لا يخل بالمعنى الذي أريده ، فأنا أبحث عن كتاب تناول المفردات في القرآن الكريم وجمْعها ، سواء كانت استقصاء لـ (جميع) ماورد في القرآن أم مجرد إشارة ، وسواء من كتاب الأخفش أو غيره
وفي انتظار إفادتك ، رعاك الله .
 
لم أجد لكتاب يدل عنوانه على هذا المعنى المقصود في كلام السيوطي ضمن مؤلفات الأخفش سعيد بن مسعدة المعروف بالأخفش الأوسط المتوفى 215هـ ذكراً في مؤلفات التي ذكرها له ابن النديم وهو أوثق من ذكر مؤلفاته ، وقد نقلت كلامه الدكتورة هدى قراعة في تحقيقها لمعاني القرآن للأخفش . فلعله من الكتب المفقودة التي صنفها الأخفش الأوسط . وربما يكون المقصود أخفش آخر غير الأوسط فيمكن التحقق من ذلك بمراجعة ما نسب إلى الأخفش الأكبر والأصغر ، ومن لقب بالأخفش كثيرون كما هو معروف لديكم .
ولعل كتاب الدكتور الأمين الخضري يؤدي شيئاً من المقصود حيث هو يبحث في (الإعجاز البياني في صيغ الألفاظ - دراسة تحليلية للإفراد والجمع في القرآن الكريم) .

ولعل الصديق الكريم الدكتور حازم حيدر يتكرم بالتعقيب هنا لكونه قام بتحقيق كتاب الإتقان للسيوطي في مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة ، فلا شك أنه علق على هذا الموضع من كلام السيوطي ، وذكر ما وصل إليه بشأن كتاب الأخفش .
 
شكرا الله لك (د. عبد الرحمن)

أما صاحب الكتاب فلم يذكر السيوطي إلا أنه (أبو الحسن الأخفش) ..

أتمنى ألا يكون مفقودا فأنا في حاجة ماسة إليه لإحصاء المفرد والجمع في القرآن الكريم ..

وإن كان كذلك فأسأل الله أن يـيسر كتابًا آخر يؤدي الغرض المطلوب ..

وأتمنى أن يكون أهل هذا المنتدى المبارك هم من يقودني إليه..

في انتظار ك يا أبامالك العوضي ..

في انتظارك يا د.حازم حيدر

والشكر موصول لك د. عبد الرحمن الشهري

وللفائدة العامة ، ولتلمس خيوط الحقيقة أورد كلام السيوطي رحمه الله :










قاعدة في الإفراد والجمع من ذلك السماء والأرض حيث وقع في القرآن ذكر الأرض فإنها مفردة ولم تجمع، بخلاف السموات لثقل جمعها وهوأرضون، ولهذا لما أريد ذكر جميع الأرضين قال ومن الأرض مثلهن - وأما السماء فذكرت تارة بصيغة الجمع وتارة بصيغة الإفراد لنكت تليق بذلك المحل كما أوضحته في أسرار التنزيل. والحاصل أنه حيث أريد العدد أتى بصيغة الجمع الدالة على سعة العظمة والكثرة نحو سبح لله ما في السموات - أي جميع سكانها على كثرتهم تسبح له السموات: أي كل واحدة على اختلاف عددها - قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله - إذ المراد نفي علم الغيب عن كل من هوفي واحدة من السموات، وحيث أريد الجهة أتى بصيغة الإفراد نحو وفي السماء رزقكم - أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض - أي من فوقكم. ومن ذلك الريح ذكرت مجموعة ومفردة، فحيث ذكرت في سياق الرحمة جمعت، أوفي سياق العذاب أفردت. أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن أبي بن كعب قال: كل شيء في القرآن من الرياح فهي رحمة، وكل شيء فيه من الريح فهوعذاب، ولهذا ورد في الحديث اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا. وذكر في حكمة ذلك أن رياح الرحمة مختلفة الصفات والهيئات والمنافع، وإذا هاجت منها ريح أثير لها من مقابلها ما يكسر سورتها، فينشأ ريح من بينهما ريح لطيفة تنفع الحيوان والنبات، فكانت في الرحمة رياحا. وأما في العذاب فإنها تأتي من وجه واحد ولا معارض لها ولا دافع، وقد خرج عن هذه القاعدة قوله تعالى في سورة يونس - وجرين بهم بريح طيبة - وذلك لوجهين: لفظي وهوالمقابلة في قوله (جاءتها ريح عاصف - ورب شيء يجوز في المقابلة ولا يجوز استقلالا نحو ومكروا ومكر الله . ومعنوي وهوأن إتمام الرحمة هناك إنما تحصل بوحدة الريح لا باختلافها، فإن السفينة ال تسير بريح واحدة من وجه واحد، فإن اختلفت عليها الرياح كان سبب الهلاك والمطلوب هنا ريح واحدة، ولهذا أكد هذا المعنى بوصفها بالطيب، وعلى ذلك أيضا جرى قوله (إن يشأ يسكن الريح فيظلن رواكد - وقال ابن المنير: إنه على القاعدة لأن سكون الريح عذاب وشدة على أصحاب السفن. ومن ذلك إفراد النور وجمع الظلمات، وإفراد سبيل الحق وجمع سبل الباطل في قوله تعالى - ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله - لأن طريق الحق واحد وطريق الباطل متشعبة متعددة، والظلمات بمنزلة طرق الباطل، والنور بمنزلة طريق الحق، بل هما هما ولهذا وحد ولي المؤمنين وجمع أولياء الكفار لتعددهم في قوله تعالى - الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات - ومن ذلك إفراد النار حيث وقعت، والجنة وقعت مجموعة ومفردة لأن الجنان مختلفة الأنواع فحسن جمعها، والنار مادة واحدة، ولأن الجنة رحمة والنار عذاب فناسب جمع الأولى وإفراد الثانية على حد الرياح والريح. ومن ذلك إفراد السمع وجمع البصر، لأن السمع غلب عليه المصدرية فأفرد، بخلاف البصر فإنه اشتهر في الجارحة، ولأن، متعلق السمع الأصوات وهي حقيقة واحدة، ومتعلق البصر الألوان والأكوان وهي حقائق مختلفة، فأشار في كل منهما إلى متعلقه. ومن ذلك إفراد الصديق وجمع الشافعين في قوله تعالى - فما لنا من شافعين ولا صديق حميم - وحكمته كثرة الشفعاء في العادة وقلة الصديق. قال الزمخشري: ألا ترى أن الرجل إذا امتحن بإرهاق ظالم نهضت جماعة وافرة من أهل بلده لشفاعته رحمة وإن لم يسبق له بأكثرهم معرفة؟ وأما الصديق فأعز من بيض الأنوق. ومن ذلك الألباب لم يقع إلا مجموعا لأن مفرده ثقيل لفظا. ومن ذلك مجيء المشرق والمغرب بالإفراد والتثنية والجمع، فحيث أفردا فاعتبارا للجهة، وحيث ثنيا فاعتبارا لمشرق الصيف والشتاء ومغربهما، وحيث جمعا فاعتبارا لتعدد المطالع في كل فصل من فصلي السنة. وأما وجه اختصاص كل موضع بما وقع فيه ففي سورة الرحمن وقع بالتثنية، لأن سياق السورة سياق المزدوجين، فإنه سبحانه وتعالى ذكر أولا نوعي الإيجاد وهما الخلق والتعليم، ثم ذكر سراجي الشمس والقمر ثم نوعي النبات ما كان على ساق وما لا ساق له وهما النجم والشجر، ثم نوعي السماء والأرض، ثم نوعي العدل والظلم، ثم نوعي الخارج من الأرض وهما الحبوب والرياحين، ثم نوعي المكلفين وهما الإنس والجان، ثم نوعي المشرق والمغرب، ثم

(1/222)


--------------------------------------------------------------------------------

نوعي البحر الملح والعذب، فلهذا سن تثنية المشرق والمغرب في هذه السورة، وجمعا في قوله (فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون - في سورة الصافات للدلالة على سعة القدرة والعظمة.وعي البحر الملح والعذب، فلهذا سن تثنية المشرق والمغرب في هذه السورة، وجمعا في قوله (فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون - في سورة الصافات للدلالة على سعة القدرة والعظمة.
فائدة حيث ورد البار مجموعا في صفة الآدميين قيل أبرار، وفي صفة الملائكة قيل بررة، ذكره الراغب. ووجهه بأن الثاني أبلغ لأنه جمع بار وهوأبلغ من بر مفرد الأول، وحيث ورد الأخ مجموعا في النسب قيل إخوة، وفي الصداقة قيل إخوان، قاله ابن فارس وغيره. وأورد عليه في الصداقة - إنما المؤمنون أخوة - وفي النسب - أوإخوانهن أوبني إخوانهن - أوبيوت إخوانكم .
فائدة ألف أبو الحسن الأخفش كتابا في الإفراد والجمع ذكر فيه جميع ما وقع في القرآن مفردا، ومفرد ما وقع جمعا، وأكثره من الواضحات، وهذه أمثلة من خفي ذلك: المن لا واحد له. السلوى لم يسمع له بواحد. النصارى قيل جمع نصراني وقيل جمع نصير كنديم. وقيل العوان جمعه عون. الهدى لا واحد له. الأعصار جمعه أعاصير. الأنصار واحده نصير كشريف وأشراف. الأزلام أحدها زلم، ويقال زلم بالضم. مدرارا جمعه مدارير. أساطير واحده أسطورة، وقيل أسطار جمع سطر. الصور جمع صورة، وقيل واحد الأصوار. فرادى جمع فرد. قنوان جمع قنو، وصنوان جمع صنو. وليس في اللغة جمع ومثنى بصيغة واحدة إلا هذان، ولفظ ثالث لم يقع في القرآن قاله ابن خالويه في كتاب ليس الحوايا جمع حاوية، وقيل حاويا. نشرا جمع نشور. عضين وعزين جمع عض وعز. المثاني جمع مثنى. تارة جمعها تارات وتيرا. يقاظا جمع يقظ. الأرائك جمع أريكة سرى جمعه سريان كخصى وخصيان. أناء الليل جمع أنا بالقصر كمعا، وقيل أني كقرد، وقيل أنوة كفرقة. الصياصي جمع صيصية. منسأة جمع مناسي. الحرور جمعه حرور بالضم. غرابيب جمع غربيب. أتراب جمع ترب. الألى جمع إلى كمعا، وقيل إلى كقفى، وقيل إلي كقرد، وقيل ألو. التراقي جمع ترقوة بفتح أوله. الأمشاج جمع مشيج. ألفاف جمع لف بالكسر. العشار جمع عشر. الخنس جمع خانسة وكذا الكنس. الزبانية جمع زبنية، وقيل زابن، وقيل زبان. أشتاتا جمع شت وشتيت. أبابيل لا واحد له، وقيل واحده أبول مثل عجول، وقيل أبيل مثل أكليل.
فائدة ليس في القرآن من الألفاظ المعدولة إلا ألفاظ العدد مثنى وثلاث ورباع ومن غيرها طوى فيما ذكره الأخفش في الكتاب المذكور. ومن الصفات آخر في قوله تعالى - وآخر متشابهات - قال الراغب وغيره: وهي معدولة عن تقدير ما فيه الألف واللام، ولس له نظير في كلامه فإن أفعل إما أن يذكر معه من لفظا أوتقديرا فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث وتحذف منه من فتدخل عليه الألف واللام ويثنى ويجمع وهذه اللفظة من بين أخواتها جوز فيها ذلك من غير الألف واللام. وقال الكرماني في الآية المذكورة: لا يمتنع كونها معدولة عن الألف واللام مع كونها وصفا لنكرة، لأن ذلك مقدر من وجه غير مقدر من وجه.
 
"ولعل الصديق الكريم الدكتور حازم حيدر يتكرم بالتعقيب هنا لكونه قام بتحقيق كتاب الإتقان للسيوطي في مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة ، فلا شك أنه علق على هذا الموضع من كلام السيوطي ، وذكر ما وصل إليه بشأن كتاب الأخفش" .
قلت :
نقلت للدكتور حازم صباح هذا اليوم الأربعاء 4/7/1428خلاصة هذا الموضوع وسألته هل الكتاب للأخفش فقال : هناك قرائن تدل على أنه له ، وعدم ذكر بعض المصادر ليس دليلاً فيصلاً في المسألة .
والشيخ على وجه سفر فلعله يتحفنا بأكثر من ذلك .
 
الحمد لله ، وبعد ..

لأبي الحسن الأخفش كتابٌ في ذلك ، وَسَمَه بـ : ( الواحد والجمع في القرآن )

وانظر :

المزهر ( 2/ 149 )
همه الهوامع ( 1/ 27 )

قاله محقق معاني القرآني للأخفش د. عبد الأمير الورد . ط: دار عالم الكتب
 
تكملة

تكملة

الحمد لله ، وبعد ..

أيضاً أيتها الفاضلة :
لو تصفحتِ كتاب المعاني ، ونظرتِ في بعض ما يذكره الأخفش في كتابه ( معاني القرآن ) ؛ فإنه كثيراً ما يذكر جمعاً ويقول وواحده كذا .
ولو جمعتِ ذلك كله من الكتاب لربما خرجتِ بأوراق جيدة .

وبما أن الكتاب في عداد المفقود ؛ فلعلك تستفيدي مما ذكره الأخفش في كتابه ، وتتأملي في ذلك ، فقد يفيدك في دراستك . وهذا ميسور لا يسقط بالمعسور .

والله أعلم
 
شكر الله للأخوين الفاضلين : (الجكني ) و (أبي العالية) على ما تفضلا به من إفادة ..

ولا بأس من إضافة كتاب آخر (غير كتاب معاني القرآن) يتحدث عن مفردات القران وجموعه.

وللجميع وافر الامتنان،،
 
عودة
أعلى