سؤال مهم لأساتذتنا الأفاضل؟

غنية عمر

New member
إنضم
25/02/2011
المشاركات
45
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي هو حول خلاف الصحابة في التفسير:


فالخلاف بين الصحابة
1024alsh3er.gif
م في التفسير قليل و معظم ما رُوي عنهم يعود إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد و ذلك نوعان:

الأول: أن يفسر كل منهم الآية بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتّحاد المسمى. وهذه واضحة.
الثاني: أن يذكر كل منهم من الإسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه و خصوصه.
النوع الثاني لم أفهمه جيدا أرجو منكم شيوخنا شرح المراد من الكلام لأنني أحتاجه جدا في دراستي .
بارك الله فيكم و أحسن إليكم.
 
المقصود أن يفسر بعض الصحابة مثلا اسما عاما ببعض أمثلته ؛ فيأتي آخر فيفسره بمثال آخر ، وهكذا .
وكمثال على ذلك أن يقول مثلا واحد منهم في قوله تعالى : "ففسق عن أمر ربه " كفر ؛ فيقول آخر : خرج عن طاعة ربه ؛ فيقول ثالث : عصى ربه ...
فالمؤدى واحد ؛ والعبارات مختلفة ؛ والاسم عام يشمل جميع التفاسير المذكورة .
والله تعالى أعلم .
 
الثاني: أن يذكر كل منهم من الإسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل
الحد المطابق للمحدود في عمومه و خصوصه.


الحد ما المقصود من ذلك؟
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل.

 










لعل السؤال عن هذه الجملة
لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه و خصوصه.
فالمقصود بالحد هنا هو التعريف
يعني أن المفسر يعرف الكلمة التي يفسرها بذكر مثلها ليوضح المراد وليس غرضه حصر هذا التعريف بل يفسر حسب الحاجة فيقول لمن يسأل عن البر فيقول القمح ليفهم ولغيره هو الحنطة وهكذا كلما احتاج إلي شرح وتوضيح يذكر المثال
فمن فسر " أمن هو قانت آناء الليل" بسيدنا عثمان إنما يذكر مثلا لمن ينطبق عليه هذا الوصف
وليس غرضه أن القانت هو عثمان رضى الله عنه فقط فيكون الخلاف هنا لمن يذكر قانتا كسيدنا عمار بن ياسر أو ثالثا فيكون من باب التمثيل وليس من باب التعريف بالحد الذي يخرج كل من لم يذكر في التفسير " وينظر باب التعريف في علم المنطق ففيه بيان التعريف بالحد وبالرسم وأقسامهما
 
لا زيادة على ما ذكر الأخ عبد الحميد ، ولكن من باب التوضيح :
الحد : هو تعريف الشيء تعريفا جامعا لجميع ما يدخل فيه ، مانعا من دخول غيره فيه .
ولذلك يقول أهل العلم الحد الجامع المانع .
فلو وضعت حدا للصوم مثلا فقلت : هو الإمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس تعبدا لله تعالى لكان هذا حدا جامعا لمعنى الصوم مانعا من دخول غيره فيه كالصلاة والحج مثلا ؛ لأنهما لا ينطبق عليهما حد الصوم السابق .
ولو أهملت واحدة من تلك العبارات لكان في الحد بعض الخلل .
والله تعالى أعلم .
 
جزاكم الله خيرا
والله أفدتموني كثيرا.
بارك الله فيكم و أحسن الله إليكم.
 
السلام عليكم
و ما ذكره الإخوة مشكورين هو الذي يسميه بعض أهل العلم " بالتفسير بالمثال " و لقد استعمله النبي صلى الله عليه و سلم في تفسيره للقوة في آية الأنفال بالرمي حيث قال عليه الصلاة و السلام : " ألا إن القوة الرمي , ألا إن القوة الرمي , ألا إن القوة الرمي" و الدليل على عدم إرادته - عليه الصلاة و السلام - التخصيص هو عدم اقتصاره على الرمي في جهاده بل كان يستعمل أيضا السيوف و الخيول و غيرهما كآلة حرب و لهذا جاءت عن السلف عبارات مختلفة في تفسير القوة دالة على أن المقصود " أن يذكر كل منهم من الإسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه و خصوصه " يقول الإمام ابن جرير : " ... فإن قال قائل : فإن رسول الله قد بين أن ذالك مرادا به الخصوص , قيل له : إن الخبر و إن كان قد جاء بذالك , فليس في الخبر ما يدل على أنه مراد به الرمي خاصة دون سائر معاني القوة عليهم , فإن الرمي أحد معاني القوة ... " .
و هذا الأصل في التفسير يعين المفسرين المعاصرين في تنزيل الآيات على الواقع و تكيف معانيها بحسب الوقائع طبعا بالنسبة للألفاظ التي جاءت مطلقة - غير مقيدة - و عامة - غير مخصصة - فمثلا يمكننا تفسير الآية المذكورة على أن القوة - إلى جانب ما ذكره السلف - هي القوة الإقتصادية و المالية أو القوة العلمية و المعرفية إلى غير ذالك من القوى التي باتت تسيطر على النظام العالمي الجديد ... و هذا المجال - أقصد الآيات المحتملة - هو المقصود في التجديد في التفسير لا أن نأتي إلى المسلمات و المحكمات ثم نريد أن نفسرها بحجة " التجديد " ... نعم هو تجديد لكنه في تحريف الآيات ... و الله أعلم
 
عودة
أعلى