سؤال مهم حول قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام

أحمد الطعان

مستشار
إنضم
15/12/2005
المشاركات
452
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
سوريا - دمشق
عندنا موضوع مسجل لرسالة ماجستير بعنوان : قصة إبراهيم عليه السلام بين القرآن الكريم والدراسات الإناسية المعاصرة ...
وكما يعلم البعض فإن هناك تياراً أركيولوجياً ! ينكر وجود إبراهيم عليه السلام ويعتبره أسطورة .. وقد كان الهدف من البحث هو الرد على المنكرين سواء من الأوربيين أم العلمانيين العرب الذين هم بطبيعة الحال أذناب لأولئك ...
نرجو من الإخوة ممن لديهم اهتمام بهذا الجانب أن يمدنا ببعض المصادر ، أو يفيدنا بأسمائها لنبحث عنها ..
عندنا نقص في المادة العلمية التي تناقش المنكرين ... والقائلين بالأسطورية ..
نرجو الفائدة من المهتمين ... وفقكم الله وبارك فيكم ..
 
le théologien luthérien Peter von Bohlen déclara qu’Abraham était un personnage mythique et que le récit de l’invasion menée par Kédorlaomer n’avait aucun fondement historique.

قال عالم اللاهوت اللوثري ( بيتر فون بوهلين ) : " إن إبراهيم شخصية أسطورية ، وقصة الغزو بقيادة " كيدورلاومر " (Kédorlaomer ) لا أساس لها تاريخياً " .

De son côté, le professeur Julius Wellhausen écrivit: “Il vaudrait peut-être mieux considérer Abraham comme le fruit d’une imagination fertile”.

من جانبه قال البروفيسور ( جوليوس ويلهوزن ) : " قد يكون من الأفضل النظر إلى إبراهيم بوصفه ثمرة الخيال " .

DE PURY Albert ; The choice of the ancestor, in Theologische Zeitschrift , IOSOT-Kongress Basel 2001 No17, Basel , ALLEMAGNE (05/08/2001)
2001, vol. 57, no 2 (192 p.) , pp. 105-114

يذهب الباحثون في التاريخ التوراتي إلى أن كلاً من إبراهيم وموسى يمثلان انعكاساً للأساطير التأسيسية ، وإذا كانت التوراة تؤكد أن إبراهيم سبق كلاً من يعقوب وموسى فإن ( DE PURY Albert ) يؤكد أن طور يعقوب هو الأقدم تاريخياً ثم يليه موسى، وأن إبراهيم هو الأحدث تاريخياً .

ويذكر عبد المجيد الشرفي في كتابه باللغة الفرنسية : ( الفكر الإسلامي ، قطيعة ووفاء ) منشورات ( albino michel) 2008 م ص 22 ـ 23

(la pensée islamique, rupture et fidelité)

أن :
علماء الإحاثة يؤكدون أن آدم هو مجرد صورة ميثية صاغتها المخيلة البشرية في فترة ما في تاريخ الشرق الأوسط لتفسير أصل الإنسان.
وفي ضوء العلم فإن آدم هو رمز الجنس الإنساني عندما تطور من مرحلة لم يكن يختلف فيها عن الجنس الحيواني ليصبح جنساً أرقى عاقل بتطوير قدراته الذهنية. اهـ
 
وهناك كتاب بعنوان ( النبي إبراهيم والشرعية السياسية ) تأليف جمال عبد الرزاق البدري

5826238995.jpg
 
بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت أحد علماء التاريخ يتكلم عن هذه القضية كما ظننت في قناة دليل ( برنامج قصة الصراع ) ، وهو ما يسمى بالعرب البائدة ، ومنهم قوم إبراهيم عليه السلام ، يقولون أنهم من أساطير العرب ، ربما أحد علماء التاريخ رد على هذه الافتراءات ، وفي الغالب يكون أهل هذا الاتجاه من العلمانيين ، لأنه وكما أظن هناك ذكر لإبراهيم عليه السلام في كتب أهل الكتاب المتواجدة الآن ، والله أعلم.
 
السلام عليكم،

1. ورد في الأخبار هذا العام أن القوات الأمريكية سلمت مقام إبراهيم عليه السلام في مدينة أور الأثرية للعراقيين. وهذا الخبر مفتاح مناسب للأخ الباحث.

2. الدراسات التي ناقشت طه حسين في كتابه الشعر الجاهلي تفيد في هذا الباب.

3. الأسطورة لها أساس، ولها حقيقة تبدأ منها. ومن هنا عندما يزعم البعض أن شخصية ما هي أسطورة فعليه أن يفسر لنا كيف يمكن أن تنشأ الشخصية الأسطورية من فراغ.

4. إذا كان الإثبات يحتاج إلى دليل فإن النفي أيضاً يحتاج إلى دليل.

5. بنو إسرائيل يرجعون نسبهم في كتبهم القديمة إلى إبراهيم عليه السلام. والعرب في الجزيرة العربية يتحدثون عن إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام. ومثل هذا يعتبر من الأدلة التاريخية على وجودهم عليهم السلام.

6. الكعبة صرح مادي ويُجمع العرب القدماءعلى نسبته إلى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.

7. عدم وجود آثار مادية كالنقوش وغيرها لا يصلح دليلاً على النفي للآتي:

أ. لم يكن إبراهيم عليه السلام ملكاً حتى يُخلّد ذكره في صروح ونقوش.

ب. هاجر عليه السلام إلى الأرض المقدسة، وكان يجوب البلاد داعياً إلى الله تعالى، وكانت حياتهم أقرب إلى البداوة:" وجاء بكم من البدو".

ج. يقر علماء الآثار أن ما تم اكتشافه من آثار حتى الآن هو أقل القليل.
 
العجيب أن يجزم بعض الأفراد بنفي وجود فلان أو علان!
ولست أدري أطلعوا الغيب فكشفوا كل تاريخ البشرية حتى يتكلموا بلهجة المتعالين المتعالمين: إبراهيم أسطورة وليس حقيقة تاريخية!
هناك رأي يقول أن سيدنا إبراهيم وأولاده وحتى سيدنا موسى كانوا في المرحلة السابقة للتاريخ الفرعوني, وأن قصة أوزوريس الأسطورية إشارة إلى عزير!
وبغض النظر عن صحة هذا الرأي الغير مشتهر من عدمه, فهل ينتظر هؤلاء العباقرة من الكافرين أن يسجلوا تاريخ المؤمنين؟!
إن التاريخ يكتبه المنتصر, وحتما انتصر سيدنا إبراهيم ومن معه وكانت لهم دولة وسجلوا ولن يكفي أن تأتي دولة كافرة بعده لتمحو وتبيد كل هذا!
فكيف ننتظر أن تبقى أثارا كبيرة للمؤمنين!
ثم يجب ألا ننسى نقطة هامة وهي أن الدول والممالك المتجبرة هي التي كانت تهتم عظيم الاهتمام بالمباني فيشيدون ويبنون رغبة منهم في تخليد ملوكهم, ويبنون المعابد الهائلة لتقديس أوثانهم!
فهل نتوقع صدور مثل هذا من دولة مؤمنة تسعى لبناء الإنسان لا الأوثان؟!!
 
مراجع لاهوتية ونقدية تتكلم عن ابراهيم عليه السلام

مراجع لاهوتية ونقدية تتكلم عن ابراهيم عليه السلام

دائرة المعارف الكتابية
الجزء الاول_(أ)
صدر عن دار الثقافة_ص.ب162_11811_البانورما القاهرة
10/264 ط2/5_5.5/1988_2003
رقم الايداع بدار الكتب: 10360/2003
طبع بمطبعة سيوبريس

حرف (ا) _ابراهيم
صفحة (20-26)


إن المصدر الأساسي لتاريخ إبراهيم هو ما جاء في سفر التكوين ( 11 : 26 - 25 : 18 ) ومما يسترعي الانتباه أنه في باقي أسفار العهد القديم يذكر إبراهيم بالاسم أكثر من أربعين مرة ، ومرات الإشارة إليه في العهد الجديد تزيد عن السبعين . وكثير من الاكتشافات الأثرية ، وبخاصة في القرن الأخير ، قد زودتنا بثروة من المعلومات لفهم الخلفيتين الثقافية والتاريخية للعصر الذي عاش فيه إبراهيم . وهناك آرء كثيرة عن أصل اسم إبراهيم واشتقاقه ، ولكننا نفهم من الكتاب أن معنى الاسم هو " أب لجمهور " ( تك 17 : 5 ) .


حياة إبراهيم : كانت أور الكلدانيين ، والتي يرجح أن موقعها الآن هو تل المكير ، على بعد تسعة أميال من الناصرية على نهر الفرات في جنوبي العراق ، هي مسقط رأس إبراهيم بن تارح من نسل سام ، وقد ارتحل مع تارح أبيه وعائلته مسافة 600 ميل إلى الشمال الغربي من أور ، واستقروا في حاران على البلخ أحد روافدنهر الفرات ( تك 11 : 26-32 ) . وفي سن الخامسة والسبعين ارتحل إبراهيم وزوجته ساراي وابن أخيه لوط وكل ممتلكاتهـما ، تلبية لدعوة الله ، إلى أرض كنعان على بعد 400 ميل إلى الجنوب من حــــاران . وتوقفوا في طريقهم ، في شكيم وبيت إيل ، وأخيراً استقر إبراهيم في النقب أي في الجنوب ، ولكن حدث جوع فانحدر جنوباً إلى مصر ، وعندما استرعى جمال سارة فرعون ، أرسل الله عليه الضربات مما جعله يطلق إبراهيم وساراي . فعاد إبراهيم ولوط بعد ذلك إلى النقب أي الجنوب ( تك 12 : 1 -20 ) . ومن ثم انتقلا إلى بيت إيل ، وكانت ثروتهما قد ازدادت مما رأيا معه أنه من الأفضـــل أن يفترقا ، وترك إبراهيم - في شهامة - الخيار للوط ، فاختار لوط الإقامة في وادي الأردن في مدينة سدوم المملوءة بالشر . وعندما استقر إبراهيم في دائرة حبرون ، أعطاه الله الوعد بأرض كنعان له ولنسله الذي سوف لا يعد من الكثرة ( تك 13 : 1-18 ) . وعندما سبى غزاة الشمال لوطاً وملوك وادي الأردن معه ، لحق بهم إبراهيم وحلفاؤة في دان وطاردوهم إلى شمالي دمشق واسترجعواكل الأسرى . وعند عودة إبراهيم ، أبى أن يأخذ الغنائم ، ولكنه أعطى العشور لملكي صادق الذي كان كاهناً لله العلي وملكاً لشاليم ( تك 14 : 1 - 24 ) . ومع أن أليعازر الدمشقي كان الوارث المنتظر ، إلا أن إبراهيم تلقى بالإيمان وعد الله بأن يكون له ابن ، سيكون نسله كنجوم السماء في الكثرة ، وأنهم سيمتلكون أرض كنعان . وبعد تقديم إبراهيم لذبيحة أمره بـــها الله ، أنبأه الله بأن نسله سيتغربون في مصر ويستعبدون للمصريين وبعد ذلك ينقذهم الله . وكان عهد الله مع إبراهيم يؤكدله بأنه سيعطى كل أرض الموعد لذريته ( 15 : 1-21 ) .

وبعد عشر سنوات من إقامته في كنعان دون أن تبدو بادرة على أن يكون له ابن ، أشارت عليه سارة - بعد أن نفذصبرها - بأن يدخل على جاريتها المصرية هاجر ، وإذ حبلت هاجر بإسماعيل ، صغرت مولاتها في عينيها ، وسخرت من عقم ساراي ، مما أدى إلى نفيها إلى البرية ، حيث ظهر لها ملاك الرب لنجدتها . وبعد عودتها ولدت إسماعيل عندما كان إبراهيم ابن ست وثمانين سنة . ومن الأمور الهامة أن الله ظهر لإبراهيم بعد ذلك بثلاث عشرة سنة ، وأيد له الوعد قائلاً له إن أمماً وملوكاً منه يخرجون ويرثون هذه المواعيد الأبدية ، وغير اسم أبرام إلى إبراهيم ، الذي يعني أنه سيكون أباً لجمهور من الأمم ، وأعطاه الختان كعلامة العهد الأبدي ، والوعد بمولد إسحق ، وتغير اسم ساراي إلى سارة ، ومن ذلك الوقت أصبح الختان فريضة في بيت إبراهيم ( 17 : 1 - 27 ) . وأقام إبراهيم في حبرون حيث ظهر له الرب مرة أخرى وأيد له الوعد بولادة إسحق . وعندما علم إبراهيم بقضاء الله على سدوم وعمورة توسل من أجل لوط فأنقذه الله مع ابنتيه ، واستطاع إبراهيم من سهول ممرا أن يرى الدمار الرهيب الذي أصاب سدوم وعمورة . هرب لوط إلى صوغر حيث ولدت ابنتاه موآب وعمون ، سفاحا من أبيهما ، ومنهما جاء الموآبيون والعمونيون ( 18 : 1 - 19 : 38 ) .

ومن هناك انتقل إبراهيم إلى قادش وتغرب في جرار حيث حذر الرب أبيمالك ملك جرار من أن ينجس سارة ، بل أمره أن أن يطلب من إبراهيم كنبي أن يصلي من أجله ، وقد أجزل أبيمالك العطاء لإبراهيم فاتسعت ثروته ( تك 20 : 1 - 18 ) . ولد إسحق الوارث الموعود به من سارة عندما كان إبراهيم ابن مئة سنة ، وعلى خلاف العادات السائدة ، أمر الله إبراهيم أن يطرد هاجر مع ابنها إسماعيل ، الذي كان يسخر من إسحق ، وقد فعل إبراهيم ذلك على مضض منه ، وقد أنقذ الله هاجر وإسماعيل بمعجزة منه ، وسكن إسماعيل في برية فاران ، وأعطاها الله الوعد بأن إسماعيل سيصير أمة عظيمة . وبعد ذلك عقد إبراهيم معاهدة مع أبيمالك لكي يضمن حقوقه في بئر سبع كمستقر له ( تك 21 : 1-34 ) .

وكان امتحاناً قاسياً حاسماً لإبراهيم أن يطلب منه الله أن يقدم ابنه الوحيد إسحق ذبيحة . وفي طاعة كاملة شرع إبراهيم في تنفيذ ذلك الأمر على جبل المريا . وفي اللحظة الأخيرة أرشدة الله إلى الكبش الممسك بقرنية في الغابة ليقدمه فدية عن إسحق . وهناك تأيد الوعد مرة أخرى لإبراهيم . وعندما ماتت سارة اشترى إبراهيم مغارة المكفيلة في حبرون لتكون مقبرة لعائلته ( 22 : 1 - 23 : 20 ) .

وعندما بلغ إسحق الأربعين من عمره ، أرسل إبراهيم عبده أليعازر الدمشقي إلى مدينة ناحور فيما بين النهرين فأخذ رفقة بنت بتوئيل زوجة لإسحق . وقد عين إبراهيم إسحق وارثاً لكل ماله ولوعود العهد ، أما باقي أولاد إبراهيم فقد أعطاهم عطايا وصرفهم شرقاً قبل موته . وعندما مات إبراهيم في الخامسة والسبعين بعد المائة دفنه ابناه إسحق وإسماعيل في مغارة المكفيلة ( 24 : 1 - 25 : 18 ) .

البيئة الجغرافية التي عاش فيها : تنقل إبراهيم في المنطقة الممتدة من الخليج العربي إلى الهلال الخصيب إلى وادي النيل في مصر ، على أن مقره الرئيسي كان في أرض كنعان ، وكان من الشائع في عهده أن ينتقل التجار والمبعوثون السياسيون وغيرهم بين مصر وما بين النهرين . وواضح من كتابات الألف الثانية قبل الميلاد ، أن آخرين أيضاً قد أرسلوا لاتخاذ زوجات لهم من أماكن بعيدة كما فعل إبراهيم لابنه إسحق . والاكتشافات الأثرية الحديثة تثبت أن الأماكن تثبت أن الأماكن الجغرافية الواردة أسماؤها في تاريخ إبراهيم ، كانت مأهولة بالسكان في ذلك العصر . فقد كانت مدينة أور في وادي الفرات الأسفل مركزاً سكانياً كبيراً ، وقد حصلنا على فيض من المعلومات من القبور الملكية التي اكتشفتها البعثات الأثرية التي قادها سير ليونارد وولي تحت إشراف المتحف البريطاني ومتحف جامعة بنسلفانيا ، ومع أنه لا دليل فيها على إقامة إبراهيم هناك ، إلا أن تاريخ أور يمتد إلى ما قبل إبراهيم بكثير ، وكانت لديهم معرفة كبيرة بالكتابة والتعليم ، والحسابات الرياضية والسجلات الخاصة بالإعمال والديانة والفن . مما يدل على أن أور كانت إحدى المدن الكبرى الغنية في وادي الدجلة والفرات عندما هاجر منها إبراهيم إلى حاران . ويبدو أن بقعة حبرون على بعد نحو تسعة عشر ميلاً جنوبي أورشليم كانت مكاناً ملائماً لسكنى إبراهيم فيها ، ويظهر أن تلك المدينة التي كانت تعرف في عهد الآباء باسم " قرية أربع " قد تأسست في زمن مبكر كما يظهر من اكتشافات البعثة الأمريكيـــــــة ( 1964 ) التي اكتشفت أسواراً من اللبن على أساس من الصخر يعود إلى سنة 3000 ق.م. وكثيراً ما يطلق الكتاب المقدس على هذه اسم " ممراً" . وتقع بئر سبع على بعد 48 ميلاً في الجنوب الغربي من أورشليم على منتصف المسافة من البحر المتوسط والطرف الجنوبي للبحر الميت - تقريباً - على حدود " النقب " التي معناها " جاف " أو " يابس " ، وتوجد آبار كثيرة هناك مما سهل لإبراهيم ولنسله الإقامة في تلك المنطقة مع قطعانهم ومواشيهم . والطريق المسماة في الكتاب طريق شور كانت تمتد من مرتفعات اليهودية مارة ببئر سبع إلى مصر .

وتقع جرار ( 21 : 32 و 34 ) في أرض الفلسطينين . ومع أن تل جامنة على بعد ثمانية أميال جنوبي غزة ، إلا أن و.ج. أدامز ( 1922 ) وو . م. فلندرز بيتري ( 1927 ) كانا يعتبرانه موقع جرار القديمة ، إلا أن الأبحاث الحديثة التي قام بها أهاروني ترجح أنه تل أبي هريرة الذي يقع على بعد 11 ميلاً جنوبي شرقي غزة . وتدل الآثار الفخارية التي وجدت فيه على أنه كان مأهولاً منذ العصر الحجري مع ازدهار شديد في منتصف العصر البرونزي الذي عاش فيه إبراهيم والآباء . ونرى في سفر التكوين من العلاقات بين إبراهيم وإسحق وأبيمالك ملك جرار مدى اهتمامهم المشترك بآبار بئر سبع . ومع أن الفلسطينيين لم تكن لهم السيادة المطلقة على هذه المنطقة قبل القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، لكن كانت لهم مراكز تجارية في الجنوب الغربي في فلسطين في عصر الآباء . ولسدوم وعمورة مكانة فريدة في تاريخ إبراهيم ، وتسمـــى " مدن الدائرة "شرقي بيت إيل وحبرون في فلسطين . وفي سدوم استقر لوط بعد انفصاله عن إبراهيم . ويرجح و.ف. ألبريت أن هذه المدن كانت في المنطقة الضحلة في الطرف الجنوبي للبحر الميت . وواضح أنه كان سهلاً خصباً يذخر بالقرى حوالي 2000 ق.م. ومن المحتمل أن أطلال سدوم وعمورة قد غمرتها مياة البحر الميت .

تحديد التاريخ : إن الجمع بين المعلومات التاريخية وبين سفر التكوين يدفعنا إلى تحديد تاريخ إبراهيم في القرن التاسع عشر قبل الميلاد تقريباً ، والانخفاض الحاد في عدد السكان الذي حدث في تلك الفترة ، يرجعه بعض العلماء إلى الحرب المدمرة المذكورة في الأصحاح الرابع عشر من التكوين . وأسماء هؤلاء الملوك هي أسماء نموذجية للعصر البابلي القديـــــــــــم ( 2000 - 1700 ق.م) وإن كان من المحتمل أن أمرافل شخص آخر غير حمورابي . كما أن التحالف بين أربعة ملوك ضد خمسة (تك 14 ) يطابق تماماً التحالفات السياسية والعسكرية التي كانت في ذلك العصر ، إذ بعد ذلك كانت التحالفات تتم بين أعداد أكبر من الملوك .

كما أن أسماء إبراهيم وسائر الآباء تشابه الأسماء المذكورة في جداول القرون من التاسع عشر إلى السابع عشر قبل الميلاد . كما أن الإقامة الموسمية في النقب ( الجنوب ) التي نراها في قصة سفر التكوين نجدها أيضاً في الاكتشافات الأثرية عن الفترة مـــــــــــــن 2100 - 1800 ق.م . ولم يكن الوضع كذلك في الألف سنة السابقة أو في الثمانمائة سنة اللاحقة لهذه الفترة . يقول بعض العلماء إن إبراهيم عاش بعد ذلك بعدة قرون ، ولكن هذا الافتراض الذي يستخلصونه من بعض جداول الأنساب في الكتاب هو افتراض ضعيف . إن تاريخ عصر إبراهيم يرتبط إرتباطاً مباشراً بتاريخ خروج الشعب القديم من مصر الذي ينحصر في الفترة ما بين 1450 - 1250 ق.م تقريباً . فإذا كان إبراهيم قد عاش قبل الخروج بحوالي 600 سنة ، فيكون تاريخ وصوله إلى كنعان هو ما بين 2050 - 1850 ق.م .

الاكتشافات الأثرية : لقد ألقت الاكتشافات الأثرية الكثير من الضوء على تاريخ إبراهيم كما هو مذكور في التكوين ( 12 - 25 ) فالقوانين والعادات التي كانت سائدة في العالم في العصر الذي عاش فيه إبراهيم قد كشفت لنا عن أسلوب الحياة المذكورة في الكتاب . فالقوانين الكثيرة المتعلقة بالوراثة التي كشفت عنها الحفائر الأثرية في " نوزو" على نهر الدجلة تفسر لنا اهتمام إبراهيم بأن يكون له وارث ، فبناء على تلك الشرائع كان يمكن للإنسان أن يتبنى خادماً أو عبداً ويجعله وارثاً شرعياً له إذا لم يكن له ابن ، وفي هذه الحالة كان يجب على الابن بالتبني أن يعني بسيده ، وأن يقوم بدفنه عند موته ويرث كل ممتلكاته وأن يحافظ على اسم العائلة . فإبراهيم كان يتصرف حسب قوانين عصره في اعتباره أليعازر الدمشقي وارثاً له ( 15 : 2-4 ) . وإذا ولد ابن بعد ذلك فإن الابن يلغي كل هذه الإجراءات ويصبح هو الوارث الشرعي . كما كان يمكن وجود وارث عن طريق جارية ، فعندما ولدت هاجر جارية سارة إسماعيل ، كان من الطبيعي أن يعتبره إبراهيم وارثاً شرعياً له ( أصحاح 16 ) وظل إسماعيل - من وجهة النظر البشرية - مدة ثلاث عشرة سنة هو الوارث الشرعي لإبراهيم ، مع أن الله قال لإبراهيم أن أليعازر الدمشقي لن يكون الوارث له بل سيكون له ابن ، وعندما بلغ إسماعيل الثالثة عشرة من عمره ، أعطى الله الوعد لإبراهيم محدداً بأنه سيكون له ابن من ســــــــــــــــارة ( أصحاح 17 ) وفي ذلك الوقت أعطاه الختان علامة عهد لإبراهيم ونسله . ومع أن الختان كان يمارس عند شعوب كثيرة ، ولكنه أصبح لإبراهيم وذريته علامة مميزة في علاقة عهد من الله .

تبين قوانين حمورابي أن الجارية أو السرية التي تلد ابناً لسيدها ، لاتحل في البيت محل الزوجة العاقر ، وفي نفس الوقت ليس للزوجة أن تطرد الجارية وابنها . وعندما سخرت هاجر من سيدتها ، عاملتها بقسوة ، فهربت إلى برية شور في الطريق إلى مصر ، فأمرها الملاك بأن ترجع إلى مولاتها وتخضع تحت يديها ، فعادت إلى بيت إبراهيم حيث ولـــــــــدت إسماعيل ( أصحاح 16 ) . ولم يكن لإبراهيم الحق - حسب المألوف في ذلك العصر - في أن يطرد هاجر وابنها ، ولكنه فعل ذلك بعد أن أمره الله بذلك ( 21 : 12 - 21 ) ومع هذا الأمر وعد الله بأن إسماعيل سيكون أمة عظيمة .

كما أن مجموعة قوانين الحثيين تلقي الضوء على موضوع شراء إبراهيم للمقبرة من عفـــــــرون ( أصحاح 23 ) . ومع أن مجموعة القوانين الحثية التي اكتشفت في بوغازكوي عاصمة الحثيين في آسيا الصغرى ترجع إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد ، إلا أنه من الواضح أنها كانت سائدة عند الحثيين منذ القرن التاسع عشر قبل الميلاد . وتبين هذه القوانين الالتزامات الاقطاعية التي كانت تتبع عند بيع قطعة أرض بكاملها ، فكانت تختلف عن تلك التي كانت تتبع عند بيع جزء منها . ومع أن إبراهيم كان يريد شراء المغارة فقط ، إلا أن عفرون اشترط بيع الحقل كله ، وبذلك نقل جميع المسئوليات والالتزامات الاقطاعية إلى إبراهيم . كما أننا نلاحظ نقل ملكية الشجر وهذا يطابق ماكان يجري في مثل هذه الحالات عند الحثيين ( تك 23 : 17 ) .

إيمان إبراهيم : مع أن إبراهيم جاء من أسرة تعبد الأوثان ( يش 24 : 2 و 14 ) إلا أنه استجاب لدعوة الله له بالذهاب إلى أرض كنعان . وقد أعلن الله نفسه لإبراهيم مرات كثــــيرة ، ولكن لا يذكر الكتاب كيفية الإعلان في كل مرة . ويذكر استفانوس ظهور الله لإبراهيم وهو في مابين النهرين ، وأمره له بأن يخرج من أرضه ومن عشيرته إلى أرض كنعان ( أع 7 : 2 ) .

في بعض الحالات تذكر كيفية إعلان الله نفسه لإبراهيم : " ظهر الرب لإبراهيم " ليعطيه الوعد بأرض كنعان له ولنسله ( تك 12 : 7 ) ، كما ظهر الله في النار التي التهمت الذبيحــــــة ( 15 : 17 ) . كما " ظهر الرب لإبراهيم " ليؤكد له الوعد كاملاً ثم " صعد الله عن إبراهيــم " ( 17 : 1 و 22 ) . وأبلغ ظهور كان عندما استقبل إبراهيم ثلاثة رجال - كان أحدهم هو الرب نفسه - ( تك 18 : 1 ) . وفي أثناء هذه الظهورات كان إبراهيم يخاطب الله وجهاً لوجه ، ولذلك كثيراً ما نقرأ عن الله أنه إله إبراهيم . كما أن الرسائل كانت تعلن بواســـــطة " ملاك الرب " ، وقد ساوت هاجر بينه وبين " الرب " ( 16 : 1 - 14 ) ، كما فعل إبراهيم نفس الشيئ (تك 22 : 1-19 ) .

كانت نتيجة طاعة إبراهيم لله أن نشأت علاقة وثيقة بينة وبين الله , وقد بين إبراهيم إيمانه وثقته في الله بطاعته في الهجرة إلى كنعان والإنفصال عن عشيرته . ومن خلال المذبح الذي كان يقيمه في كل مكان يستقر فيه ، كان يشهد بعبادته لله في وسط العالم الوثني ، وكانت معرفته بالله تزداد بتتابع إعلانات الله له عن خطة الله لنسل إبراهيم مستقبلاً .

ومن مميزات إبراهيم ,أنه " آمن بالرب " فحسب له براً ( تك 15 : 6 ) . ولإيمان إبراهيم وطاعته وشركته ، قويت علاقته بالله حتى دعي " خليل الله " ( يع 2 : 23 ، إش 41 : 8 ، 2 أخ 20 : 7 ) .

كانت الصلاة جزءاً هاماً في علاقة إبراهيم بالله ، فقد ارتبطت الصلاة بالذبيحـــــة ( 12 : 8 ، 13 : 4 ) . التي كان يقدمها على المذابح التي أقامها في الأماكن المختلفة في كل كنعان . وبالصلاة عبر إبراهيم عن اهتمامه العملي بمواعيد الله له ( 15 : 4 ) . وعندما طلب إبراهيم من الله أن يكون إسماعيل هو النسل الموعود به ، استجاب الله طلبته بأن أكد وعده له مرة أخرى بأن الابن الموعود به سيولد له من سارة ( 17 : 19 ) . ويظهر سمو إبراهيم في صلاته التوسلية عندما أخبره الله بقضائه على مدن سدوم وعمورة ، فحاج إبراهيم الله على أساس أن الله ديان كل الأرض لا بد أن يكون عادلاً، ومع أن مدن الدائرة قد دمرت ، إلا أن الله أنقذ الأبرياء القلائل الذين كانوا يعيشون فيها . وفعالية الصلاة تظهر بوضوح في علاقة إبراهيم بأبيمالك ، فقد أكد الله لإبيمالك أن حياته تتوقف على صلاة إبراهيم من أجلــــــــه ( 20 : 7 ) . والإرشاد الإلهي عن طريق الصلاة يتجلى في اختبار عبد إبراهيــــــم ( أصحاح 24 ) . ولا شك أن هذ العبد يعكس موقف إبراهيم من انتظار إرشاد الرب في كل خطوة لاختيار زوجة لإسحق ، فقد عبر عن اتكاله على الرب بالصلاة ، كما صلى شاكراً الرب الذي أنجح طريقه . كان مفهوم إبراهيم عن الله شاملاً وعملياً ، فقد كان الله هو " الإله العلي مالك السموات والأرض " ( 14 : 22 ) أو " الرب إله السماء " ( 24 : 7 ) ، وكانت قدرة الله المطلقة حقيقة عملية أكيدة في حياة إبراهيم ، كما بدت في سيادة الله على نواميس الطبيعة في إعطاء إبراهيم ابناً ( 18 : 13 و 14 ) . وعندما تعرضت حياته للخطر على يد فرعون مصر ، ظهرت قوة الله في إنقاذ إبراهيم . كما أن علم الله المطلق تجلى في تأكيده الوعدلإبراهيم بابن من سارة قبل أن يولد إسحق بسنين عديدة ، فعلى مدى خمس وعشرين سنة من إطاعة إبراهيم لله بالهجرة إلى كنعان ، ظل وعد الله بمولد إسحق يزداد وضوحاً أمام إبراهيم ، كما عرف الله شر سدوم وعمورة ( 18 : 20 ) ، كما أن دينونة تلك المدن جعلت إبراهيم ييقن فوق إيقان - أن الله البار العادل لايمكن أن يسمح بأن يستمر هذا الشر إلى ما لا نهاية . ومع أن ذنب الأموريين لم يكن قد كمل في زمن إبراهيم ( 15 : 16 ) إلا أن القضاء على تلك المدن كان قد آن أوانه ، ولكن حتى بالنسبة لهذه المدن ، سبقت الرحمة الدينونة بالنسبة للوط البار الذي عاش بين هؤلاء الناس بعض الوقت . لا شك أن حياته كانت تعكس بر الله وقداسته ، ولكن دعوته للآخرين لم تجد استجابة ، وهكذا نجا هو وبيته فقط قبل وقوع دينونة الله .

ومحبة الله وعنايته وقصده وإرشاده كانت كلها أموراً واضحة في حياة إبراهيم بصورة دائمــة . وفي الوعد السداسي لإبراهيم عندما دعاه الله ( 12 : 2 و3 ) أدرك إبراهيم أن محبة الله ستغمره بالبركة حتى إن نسله سيكون أمة عظيمة كما ستكون سبب بركة لكل أمم الأرض . وإذ عرف إبراهيم خطة الله وقصده من نحوه ، ترك إبراهيم - بكل شهامة - للوط أن يختار ما يشاء عندما كان لابد من أن ينفصلا ( 13 : 8 ) . وكذلك رفض قبول المكافأة من ملك سدوم وشهد له بأن إلهه هو " مالك السموات والأرض " ( 14 : 22 ) . ثم أن إبراهيم أعطى العشور لملكي صادق كاهن الله العلي ( 14 : 18 - 20 ) . كان إبراهيــــــــم يخاف الله ( 22 : 12 ) ، وكان حبه واحترامه وإجلاله لله أموراً واضحة في موقف الإيمان والطاعة والتسليم القلبي الكامل لله إلى حد تقديم ابنه محرقة . وكان مستوى حياة إبراهيم الأدبي والأخلاقي يعكس حقيقة أنه يعبــد " الله القدير " ( 17 : 1 ) وهكذا شهد الله عنه : " لأني عرفته لكي يوصي بنيه وبيته من بعده أن يحفظوا طريق الرب ليعملوا براً وعدلاً ، لكي يأتي الرب لإبراهيم بما تكلم به " ( 18 : 19 ) .

مكانته : لقد شغل إبراهيم مكانة رفيعة وفريدة في كل العالم منذ نحو أربعة آلاف سنة . فعند اليهود هو أبو أمة إسرائيل ، كما يعتبره العالم الإسلامي ثاني الأنبياء ويذكر في القرآن 188 مـــرة ، كما يعتبر عند المسيحيين من أعظم رجال الإيمان في كل العصور . وكثيراً ما يطلق على الإسرائيليين " نسل إبراهيم " ، وفي كل عصور العهد القديم تأكدت حقيقة أن إبراهيم كان الأب الذي منه جاء الشعب المختار ( إش 51 : 2 ، حز 33 : 24 ) وما أعظم أهمية تلك الحقيقة أن الله اختار إبراهيم ( نح 9 : 7 ) وفداه ( إش 29 : 22 ) وباركه بركة خاصــة ( ميخا 7 : 22 ) .

والإعلان السماوي الذي أعطاه الله لإبراهيم بالغ الأهمية في تاريخ إسرائيل . فقد أعلن الله نفسه لموسى ولشعب إسرائيل في مصر بأنه " إله إبراهيم " ( خر 2 : 24 - 6 : 8 ) . وعليه فبعد خروج إسرائيل من مصر طلب موسى الرحمة على أساس عهد الله لإبراهيـم ( 32 : 13 ) . وفي كل سفر التثنية يذكر موسى الشعب بأن الله أحب أباءهم وقطع عهداً معهم وطلب منهم أن يطيعوا حتى يتمم الله لهم العهد الذي أعطاه لإبراهيم ( تث 1 : 8 ، 6 : 10 ، 9 : 9 و 27 و 28 ، 29 : 13 ، 30 : 20 ) . كما أن كنعان التي كانوا على وشك أن يمتلكوها ، هي الأرض التي وعد الله بها إبراهيم ( 34 : 4 ) . كما ناشد داود إله إبراهيم في صلاته من اجل سليمان ( 1 أخ 29 : 18 ) ، وكذلك فعل يهوشافاط وهو يدرك أن شعبه هو نسل إبراهيم ( 2 أخ 20 : 7 ) ، كما يخاطب إيليا في تحديه لكهنة البعل ، إله إسرائيل بأنه إله إبراهيم ( 1 مل 18 : 36 ) . وفي أيام يهو آحاز تحنن الله على الشعب ورحمهم ونجاهم من يد حزائيل ملك آرام لأجل عهده مع إبراهيم ( 2 مل 13 : 23 ) . فالمرنمون في المزامـــــــير ( 47 : 9 ، 105 : 6 و 9و 42 ) وأشعياء ( 29 : 22 ، 41 : 8 ، 51 : 2 ، 63 : 16 ) ، وإرميا ( 33 : 26 ) ، وحزقيال ( 33 : 24 ) ، ميخا ( 7 : 20 ) جميعهم يذكرون مكانة إبراهيم كأبيهم الذي قطع الله معه عهداً وصنع معه الرحمة بصورة خاصة .

كما يذكر إبراهيم في أسفار الأبوكريفا وفي الكتابات المتأخرة كنبي عظيم ، أعطاه الله إعلانات عظيمة وثبت معه العهد ( انظر يشوع ابن سيراخ 44 : 20 - 23 وكذلك يوسيــفوس 1 : 7 و 8 ) . كما تذكر بعض القصص الأسطورية عن إبراهيم في سفر يهوديت ، وكذلك في يوسيفوس . ويقول التلمود إن إبراهيم كان فلكياً أو منجماً من الطبقة الأولى ، وقد علم الحكمة لملوك الشرق والغرب .

وفي المسيحية أيضاً يحظى إبراهيم بمكانة عالية كبطل من أبطال الإيمان ، كما أن يسوع جاء من نسل إبراهيم ( مت 1 : 1 ) ، كما أنه في تعاليمه وأحاديثه أقر بمكانة اليهود كنسل إبراهيم ، ولكنه أكد أيضاً أنه أعظم من إبراهيم ( متى 1 : 1 و 2 و 17 ، 3 : 9 ، 8 : 11 ، 22 : 32 ، مرقس 12 : 26 ، لــــو 1 : 55 و 73 ، 3 : 8 و 23 - 34 ، 13 : 16 و 28 ، 16 : 22 - 30 ، 19 : 9 ، 20 : 37 ، يو 8 : 33 - 58 ) .

كما أن الرسل كثيراً ماذكروا إبراهيم في أقوالهم لليهــــود ( أع 3 : 13 و 25 ، 7 : 2 - 32 ، 13 : 26 ) كما ذكر بولس إبراهيم كمثال بارز للتبرير بالإيمان ( رو 4 : 1 - 16 ) وفي رسالته إلى غلاطية يؤكد بولس أن الذين للمسيح هم نسل إبراهيم الذي قبل بالإيمان كل إعلانات ومواعيد الله . كما أن كاتب الرسالة إلى العبرانيين يشير إلى إبراهيم كمن خرج من صلبه الكهنوت اللاوي ( عب 7 : 5 ) ، ويخص إبراهيم باعتباره رجل الإيمان العظيم في علاقته بالله والمواعيد التي أعطيت له . ومن زمن العهد الجديد ما زال إبراهيم مثالاً للإيمان والطاعة في علاقته بالله .

حضن إبراهيم : هو عبارة مجازية استخدمها الرب يسوع في مثل لعـــــازر والغني ( لو 16 : 22 و 23 ) في وصف حالة الأمن والسعادة التي أكرم بها لعازر عند موته . وهذه الصورة المجازية مأخوذة عن العادة في الشرق القديم من الاتكاء في الولائم على وسائد ، الواحد إلى جانب الآخر ، وكانت الصورة التي يجلس عليها المتكئون ، هي أن تصل رأس الواحد إلى صدر الجالس بجانبه ، وعند الحديث كان الواحد يسند رأسه على صدر الآخر ، وكان من دواعي الشرف أن يجلس أحدهم إلى جانب ضيف مرموق ، والأكثر أن يجلس بجوار المضيــــــــــــــف ( صاحب الوليمة ) ، فجلوس شخص بجوار ضيف عظيم أو بجوار المضيف وإسناد رأسه إلى صدره ، كان معناه الحظوة والصلة الوثيقة بهذا الشخص ( انظر يو 13 : 25 ، 21 : 20 ) . فلعازر - الذي كان في حياته على الأرض مريضاً يستجدى ما يسد به رمقه ، بجانب هذا الرجل الغني الذي كان يعيش عيشة مترفة - نراه ينعم في عالم السعادة في مكان الكرامة العظمى إذ يتكيء في " حضن إبراهيم " .

وفي هذه القصة يذكر حضن إبراهيم بالمقابلة مع الهاوية ، فما أروعه موطناً لهذا المسكين البـــار ، بينما الهاوية هي مكان العذاب للغني الشرير .

وكلمة " هاوية " ( " هادز " باليونانية ) ، في المفهوم اليوناني واليهودي ، هي المكان الذي يذهب إليه جميع الأموات ، ولكنه ينقسم إلى قسمين أحدهما مكان للسعادة والآخر مكان للعذاب . ولكن هذا غير الموجود هنا ، فرغم أن المكانين يبدوان قريبيين ، حتى يمكن الرؤية وسمع الكلام ، إلا أننا نجد أن الهاوية هي مكان العذاب ، علاوة على أن هناك هوة عظيمة قد أثبتت بين الهاوية ( هادز ) وحضن إبراهيم ، وأنه لا يمكن عبور هذه الهوة في أي من الاتجاهين ، مما يدل على أن كلا منهما قد استقر في مكانه الدائم وليس كمحطة في الطريق في انتظار الدينونة .

رؤيا إبراهيم : وهو كتاب خارج دائرة الأسفار القانونية ، موجود في نسخة سلافية قديمة نقلت عن ترجمة يونانية لمؤلف عبري أو أرامي حيث يظهر ذلك في الأسماء السامية للأصنام . والكتاب نفسه موضوع ، يخصص ثلثه الأول ( ثمانية أصحاحات ) للأساطير عن شباب إبراهيم . ولعل هذا الجزء كتب قبل سنة 50 م . أما الرؤيا فتشغل باقي الكتاب ، ويبدو من محتوياتها أنها ترجع إلى 100 م . وهذه الرؤيا من قبيل التعليقات اليهودية على الأصحاح الخامس عشر من سفر التكوين ، فقد رافق أحد الملائكة واسمه يهوئيل إبراهيم إلى السماء السابعة حيث شاهد الأحداث الماضية كسقوط آدم وحواء ( بسبب خطية الجنــس ، وبناء على إغواء عزازيل ) ، كما شاهد مأساة قايين وهابيل ، ورأى أحداثاً مستقبلية مثل خراب الهيكل ومجيئ المسيا . وقد صاحب ذلك وقوع عشر ضربات على الأمم . كما رأى اجتماع شعب إسرائيل في أرض الموعــد ، ودينونة الأشرار .
والكتاب مزيج من التوحيد والثنائية . وقد باحث إبراهيم الله في مشكلة الشر ، ولما سأل إبراهيم الله لماذا يصبر على عزازيل ، قال له الله إن الشر يأتي من إرادة الإنسان الحرة . وقد استنتج البعض من التضارب في هذا المفهوم اللاهوتي أن المؤلف قد جمع بين جملة مصادر . ويسمى الشيطان في رؤيا إبراهيم عزازيل ، وأنه هو الحية في تك 3 . ويظن البعض أن أجزاء من هذه الرؤيا كانت تستخدم عند الغنوسيين وكذلك عند بعض الهراطقة من اليهود في بداية العصر المسيحي .

عهد إبراهيم :
هو مؤلف يهودي ابوكريفي يبين اختبارات إبراهيم عند موته فيقول لنا إن الملاك ميخائيل قد أخبر إبراهيم الشيخ العجوز بأنه يجب أن يموت ، ولكن إبراهيم يمتنع عن تسليم روحه ، فيأخذه الملاك في مركبة في طبقات الجلد ، وعندما يشاهد شر الناس على الأرض ، يستمطر الدينونة عليهم . وعندئذ يظهر لإبراهيم - في رؤيا - الطريق الرحب الذي يؤدي إلى الهلاك ، والطريق الضيق الذي يؤدي إلى الفردوس ، ثم يرى وزن النفوس في الدينونة ، وقد نجت نفس بشفاعة إبراهيم وأخيراً - وإبراهيم مازال ممتنعاً عن تسليم نفسه - يأخـــــذه " ملاك الموت " ويأتي به إلى الفردوس . ومازال هذا السفر موجوداً في المخطوطات اليونانية ، منها سبع مطولة وثلاث مختصرة . ولعل أقدمها يرجع إلى القرن الثالث عشر ، وقد عرف أوريجانوس شيئاً عنه ، مما يحتمل معه أن يكون بعضه قد كتب في القرن الأول الميلادي . وتوجد فيه بعض الإضافات ذات الصبغة المسيحية ، ولكنه أساساً مؤلف يهودي . ولعل الرأي القائل بأنه كان أصلاً سفراً يهودياً ثم قام أحد المسيحيين بترجمته إلى اليونانيــــة ، أقرب إلى الحقيقة ، ولو أن البعض يظنونه إسكندري الأصل . وبجانب المخطوطات اليونانية توجد منه مخطوطات بالسلافية ولغة رومانيا ، والعربية والحبشية والقبطية ، وهناك وجوه للشبه بيه وبين " عهد أيوب " و "رؤيا إبراهيم " ويستقي أفكاره من ينابيع يهودية . ويظهر الملاك ميخائيل كثيراً في الكتاب ، ويشغل مكانة سامية تنسب إليه عادة في كتابات اليهود في ذلك العصر . " وملاك الموت " في ذلك المؤلف يحمل سمات غريبة لعلها مصرية أو بابلية أو فارسية . وبناء على ذلك المؤلف توجد ثلاث دينونات ، أولها بواسطة هابيل ، والثانية بواسطة أسباط إسرائيل الإثنى عشر ، والإخيرة بواسطة الله في اليوم الأخير . ولا يظهر المسيا في أي من هذه الدينونات ، فالكتاب كله يدور عموماً داخل دائرة الفكر اليهودي .
 
قاموس الكتاب المقدس
تأليف نخبة من الاساتذة ذوي الاختصاص ومن اللاهوتيين
هيئة التحرير
د / بطرس عبد الملك
د / جون الكسندر طمسن
د/ابراهيم مطر
دار مكتبة العائلة
Family Book Shop
الطبعة الرابعة عشر
ص ب 2213_ القاهرة 11511
بالتعاون مع جمعية الكتاب المقدس في لبنان
وبالاتفاق مع رابطة الإنجيليين بالشرق الأوسط
طبع بمطبعة الحرية_ بيروت_ لبنان 2005
(9_13)

أبرام-إبراهيم

ومعنى أبرام ((الأب الرفيع)) أو ((الأب المكرّم)) ومعنى ابراهيم ((ابورهام)) أي ((أبو جمهور)) (تك17: 5). وتدرس تحت هذا العنوان المواضيع التالية: أولاً: تاريخ حياته. 1- حياته وهو فيما بين النهرين، 2- ومدتهما خمسة وسبعون عاماً. وهو ابن تارح من نسل سام بن نوح وقد عاش ابراهيم الجزء الأول من حياته مع أبيه واخوته في أور الكلدانيين وقد تزوج من ساري وكانت أخته بنت أبيه وليست بنت أمه كما نعرف ذلك من تك 20: 12. وبعد موت أخيه هاران، 3- رحل هو وزوجته وتارح ابوه ولوط ابن أخيه من أور ليذهبوا إلى أرض كنعان(تك11: 27-31) بناء على أمر الرب كما اشار على ذلك استيفانوس انظر أعمال7: 2-4 فأتوا وأقاموا في حاران حيث مات تارح(تك 11: 31?4- 32) ولما كان ابراهيم في الخامسة والسبعين من عمره رحل هو وزوجته ولوط من حاران إلى أرض كنعان بناء على أمر الرب(تك12: 1) ويحتمل أنهم ذهبوا عن طريق دمشق لأن أليعازر الدمشقي الموكل على بيتِه كان من هناك(تك15:2). 2-تنقلاته في كنعان ومصر. أقام ابراهيم أولاً في شكيم( تك 12: 6) ثم ذهب إلى بيت إِيل (تك12: 8) وارتحل منها إلى أرض الجنوب(تك 12: 9) وحدث جوع في الأرض فارتحل من هناك إلى مصر(تك12: 10) وهناك، خوفاً على حياته، ذكر لفرعون أن ساراي أخته دون أن يذكر أنها زوجته(تك12: 11-20) ثم من هناك عاد إلى أرض الجنوب في فلسطين(تك13: 1) وذهب من هناك إلى بيت إِيل(تك13: 3) ثم افترقا هو ولوط بسبب كثرة أملاكهما. فاختار لوط أن يذهب إلى أرض دائرة الأردن(تك13: 5-12) أما ابراهيم فسكن في أرض كنعان ونقل خيامه وأتى وأقام عند بلوطات ممرا وبقي هناك سنوات عديدة(تك13: 12?13?18). وأثناء إقامته عند بلوطات ممرا عمل عهداً مع ملوك الأموريين(تك14:13). وشن كدرلعومر ملك عيلام وحلفاؤه حرباً على ملوك الأموريين فانتصر عليهم وسبى لوطاً وأملاكه، ولكن ابراهيم كسرهم واسترجع لوطاً والنساء وكل الأملاك(تك14: 1-16) وعند عودته استقبله ملكي صادق ملك شاليم، فأعطاه ابراهيم عشراً من كل شيء وبارك ملكي صادق ابراهيم(تك14: 17-24) وقد وعده الرب حينئذ بوارث فصدق وعد الرب وآمن به فحسبه له براً وقد وعده الرب بميراث ارض كنعان وايد له هذا الوعد بعهد(تكص15) وأخذ ابراهيم هاجر جاريته المصرية زوجة فولدت له اسماعيل(تك ? 16) ولما كان ابرام ابن تسع وتسعين سنة ظهر له الرب وغير اسمه من أبرام إلى ابراهيم ووضع له الختان علامة للعهد، وغير اسم ساراي امرأته إلى سارة، وكشف له مضمون العهد أن النسل الوارث سيكون من سارة وسيدعى اسمه اسحاق ويقيم الرب معه العهد(تك ? 17). ثم أعلن الرب لإبراهيم خراب سدوم وعمورة بسبب شرهما فتشفع ابراهيم لأجل الأبرار هناك فأنقذ الرب لوطاً بيد ملاكين(تك ? 18?19). ومن عند بلوطات ممرا انتقل ابراهيم على أرض الجنوب وهناك أرسل أبيمالك ملك جرار وأخذ سارة لأن ابراهيم قال انها أختي ولكن الرب ظهر لأبيمالك في حلم ولم يدعه يمسها ولما عاقبه الرب على أخذه سارة ردها إلى ابراهيم. وصلى ابراهيم لأجله ولأجل بيته فرفع الرب العقاب عنه(تك ? 20). وافتقد الرب سارة فحبلت وولدت لابراهيم ابناً في شيخوخته لما كان ابن مئة سنة.ودعا اسمه اسحاق، وختن ابراهيم اسحاق ابنه(تك21:1-8). وقد ألحت عليه سارة من جهة هاجر وابنها فسمح له الرب فأبعدهما بابعادهما(تك21: 9-21) وبعد ذلك عمل ابراهيم عهدا مع ابيمالك عند بئر دعيت فيما بعد بئر سبع(تك21: 22-34). ولما كبر اسحاق أراد الرب أن يمتحن ابراهيم فأمره بان يذهب إلى أرض المريا ويصعد ابنه محرقة هناك. وإذ كان على وشك تقديمه ذبيحة ناداه ملاك الرب قائلاً ((لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل شيئاً)) فرفع ابراهيم عينيه ونظر ? إذا كبش وراءه ممسكاًً في الغابة بقرنيه فأخذ ابراهيم الكبش وأصعده محرقة عوضاً عن ابنه وبعد ذلك ذهبا معاً إلى بئر سبع(تك22: 1-9). ثم رجعوا إلى حبرون وهناك ماتت سارة وكانت سنو حياتها مئة وسبعة وعشرين ودفنها ابراهيم في قبر في مغارة المكفيلة التي اشتراها من بني حث(تك ?23). وبعد ذلك أرسل ابراهيم أليعازر الدمشقي إلى ما بين النهرين لكي يحضر لابنه زوجة من عشيرته فأحضر له رفقه بنت بتوئيل. وقابلها اسحاق عند بئر لحي رئي، فاتخذها اسحاق لنفسه زوجة، وكان حينئذ ابن أربعين سنة(تك ?24?25: 20). وبعد موت سارة أخذ ابراهيم لنفسه زوجة اسمها قطورة(تك25: 1-5) ومات ابراهيم لما كانت أيام سني حياته مئة وخمسا وسبعين سنة ودفن في مغارة المكفيلة( تك25: 7-10). ثانياً: إيمان ابراهيم كان آباء ابراهيم يعبدون آلهة غير الرب(يشوع 24: 2?14) فكانوا في اور الكلدانيين يعبدون آلهة كثيرة وبنوع خاص ((نانار)) إله القمر وزوجته ((ننجال)) وكان في أور على مرتفعة عالية بناء يشبه الهرم يسمى باللغة البابلية ((زجوراة)) وفوق ((الزجوراة)) معبد للإله ((نانار)) . أما ابراهيم فقد آمن بالإله الواحد مالك السماء والأرض وإلههما (تك 14: 22? 24: 3) وديان الأمم وكل الأرض(تك 15: 14?18: 25) والذي كل قوات الطبيعة طوع أمره ولا يستحيل عليه شيء(تك 18: 14?19: 24?20: 17?18) وهو الإله العلي المرتفع( تك14: 22) وهو سرمدي أبدي (تك21: 33) ولم يكن الله لإبراهيم الإله الواحد فحسب بل كانت لإبراهيم معه علاقة شخصية وشركة روحية قوية(تك24: 14) ولذلك نال ابراهيم لقب ((خليل الله)) الذي ذكر في الكتاب ثلاث مرات(2 اخبار 20: 7 واش 41: 8 ويع2: 23) أما صفات الله التي نسبها ابراهيم إليه فهي: العدل(تك 18: 25)? البر(تك 18: 19)? الأمانة واللطف والحق(تك 24: 27)? الحكمة والرحمة(قارن تك 20: 6) وقد آمن ابراهيم ان الله يطلب من البشر أن يتصفوا بالصفات الخلقية التي لله(تك 18: 19) وقد أعلن الله ذاته لإبراهيم في الرؤى والأحلام(تك 15: 1?20: 3) والظهور في شكل إنسان أو في شخص ملاك الرب(تك18: 1?22: 11) وحيثما سكن ابراهيم كان يقيم مذبحاً للرب ويدعو باسمه(تك 12: 7?8) وقد قدم صلوات تشفعية لأجل الآخرين ففي تك 17: 20 صلى لأجل اسماعيل وفي تك 18: 23-32 تشفع لأجل لوط، قارن هذا مع تك19: 20? وفي تك 20: 17 صلى لأجل أبيمالك وذلك لأنه عرف بأنه نبي. وقد عمل ابراهيم عهوده ومواثيقه واقسامه باسم الرب(تك14: 22? 21: 23? 24: 3) وقد قدم عشوره لملكي صادق كاهن الله العلي(تك14: 20) وقد مارس الختان كعلامة للعهد مع الرب(17: 10-14) وكان إيمان ابراهيم عظيماً إلى الحد الذي عنده كان مستعداً أن يقدم ابنه وحيده ذبيحة للرب ولكن الرب منعه من ذلك(تك 22: 2?12). وقد كانت حياة ابراهيم مع الناس مظهراً لإيمانه بالله وقد ظهر هذا في كرمه(تك13: 9? 14: 23 الخ.) وإضافة الغرباء(تك 18: 2-8)? وإخلاصه ووفائه وأمانته، وحنوه ورقة عاطفته(تك 14: 14? 24?18: 23-32? 23: 29 وشجاعته(تك14: 14-16) إلا أنه أظهر ضعفاً مرتين عندما لم يقل الحق كله في ذكر علاقة سارة زوجته به(تك12: 18?20: 11). ثالثاً : مكانته في الكتاب المقدس: 1- في العهد القديم: فإنه من زمن اسحاق وما بعده كان الرب(يهوه) يلقب بأنه ابراهيم(خروج3: 15) ويذكر الكتاب المقدس ان الرب ظهر لإبراهيم(خروج6: 3) واختاره(نحميا9: 7) وفداه(اش29: 22) وباركه هو ونسله واسطة بركة لجميع أمم الأرض(تك12: 3? 17: 18? 22: 17?18) ودعي ابراهيم خليل الله(2 اخبار20: 7? اش 41: 8). 2- في العهد الجديد: يدعى ابراهيم في العهد الجديد أباً لبني اسرائيل(أعمال 13: 26) والكهنوت اللاوي(عب7: 5) وأباً للمسيح(مت 1: 1)? وغلاطية(3: 16) وأباً لكل المسيحيين كمؤمنين(غلاطية 3: 29? ورومية 4: 11) أما البركات التي بورك بها فقد وردت في العهد الجديد بأسماء متنوعة منها ((الوعد)) (رومية4: 13) ((وبركة)) (غلاطية3: 14) ((ورحمة)) (لوقا 1: 54?55) ? ((القسم)) (لوقا 1: 73) ((والعهد)) (أعمال 3: 25) وقد قال المسيح ان ابراهيم رأى يومه وفرح(يوحنا 8: 56) ويذكر العهد الجديد ابراهيم كمثال للتبرير بالإيمان (رومية4: 3?11? 18) وكذلك ذكره كمثال للأعمال الصالحة التي بها أكمل الإيمان(يع 2: 21-23) وطاعة الإيمان(عب 11: 8?17) وقد أشار المسيح إلى مكانته السامية بين القديسين في السماء(مت 8: 11 ولو 13: 28? 16: 23-31). رابعاً: ابراهيم والكشوف التاريخية الحديثة: لا يمكن أن نعين على وجه التحديد التاريخ الذي عاش فيه ابراهيم ولكنه ولد، وفقاً للتاريخ الذي حسبه الأسقف اشر، حوالي سنة 1996?.?. وقد اكتشفت آثار ونقوش في بابل ترجع إلى ذلك العصر ووجد عليها اسم ابراهيم في هذه الصيغ ((ابرامو)) . ((ابمرام)) ? ((ابمراما)) . وقد أظهرت الكشوف التاريخية الحديثة الحالة التي كانت عليها مدينة أور التي خرج منها ابراهيم كما كانت حينئذ. ويمكننا الآن أن نعرف من تلك الكشوف مقدار ما كانت عليه هذه المدنية من تقدم في المدينة، وكذلك يمكننا ان نعرف نوع الوثنية التي نشأ فيها ابراهيم في أور والتي خرج منها بناء على دعوة إلهية. ويمكننا أن نعرف العلاقة التي كانت بين أور وحاران لأن المدينتين كانتا تعبدان إلهاً واحداً هو إله القمر. وكذلك أظهرت الكشوف أن بعض المدن القديمة القريبة من حاران كانت تحمل أسماء أفراد أسرة ابراهيم كما ورد ذكرها في الكتاب المقدس، فمن ضمن هذه مدن فالح وسروج وناحور وتارح (قارن هذه مع تك 11: 16-26) وقد أظهرت عقود الزواج التي اكتشفت في مدينة نوزي في شمال ما بين النهرين أن العلائق التي كانت بين ابراهيم وسارة وهاجر كانت وفقاً للنظم ? القوانين التي كانت سائدة في ذلك الحين في تلك البلاد. ومع أن أسماء الملوك المذكورين في تك ?14 لم تكتشف بعد إلا أن الكشوف التي وجدت دلت على أن كثيرين من ملوك بابل كانوا يقومون بحملات على كنعان في ذلك الحين. وكذلك دلت الكشوف والبحوث التاريخية على أن الأقاليم المجاورة للبحر الميت أي (( أرض دائرة الأردن)) كانت عامرة آهلة بالسكان إلى حوالي سنة 2000 قبل الميلاد وبعد ذلك وقعت كارثة مروعة وصفها بعضهم بأنها شبيهة بانقلاب بركاني أو بانفجار ذريع في جوف الأرض اندلعت منه نيران ولهب ارتفعت في الجو ثم نزلت على الناس نزول المطر ونتيجة لذلك خربت تلك البقاع وبقيت بلقعاً خالياً خاوياً مدة قرون عديدة.
 
عندنا موضوع مسجل لرسالة ماجستير بعنوان : قصة إبراهيم عليه السلام بين القرآن الكريم والدراسات الإناسية المعاصرة ...
وكما يعلم البعض فإن هناك تياراً أركيولوجياً ! ينكر وجود إبراهيم عليه السلام ويعتبره أسطورة .. وقد كان الهدف من البحث هو الرد على المنكرين سواء من الأوربيين أم العلمانيين العرب الذين هم بطبيعة الحال أذناب لأولئك ...
نرجو من الإخوة ممن لديهم اهتمام بهذا الجانب أن يمدنا ببعض المصادر ، أو يفيدنا بأسمائها لنبحث عنها ..
عندنا نقص في المادة العلمية التي تناقش المنكرين ... والقائلين بالأسطورية ..
نرجو الفائدة من المهتمين ... وفقكم الله وبارك فيكم ..

لماذا تعطى قيمة للمجانين
الرد على المنكرين لوجود الشمس أظنه من السفه.
هل كل من قال شيئاً من الهراء يرد عليه؟
إذا كان إبراهيم عليه الصلاة والسلام أسطورة فليكن محمد صلى الله عليه وسلم أسطورة!!!
إن الرد على مثل هؤلاء رفع من أقدارهم وترسيخ لمرادهم من التشكيك في الثوابت المتواترة عند البشر.
هناك مثل يقول : عالجها تبرأ بل اقطعها تبرأ
 
الأخ حجازي :
لعل هؤلاء الذين ينكرون الشمس عميان ، نريد أن نعالج لهم أبصارهم حتى يبصرونها . أو نقنعهم بوجودها بالعقل بدلاً من البصر .
 
الأخ حجازي :
لعل هؤلاء الذين ينكرون الشمس عميان ، نريد أن نعالج لهم أبصارهم حتى يبصرونها . أو نقنعهم بوجودها بالعقل بدلاً من البصر .

وفقك الله وأنار بصيرتك وسدد خطاك ونفع بك
 
أشار الشيخ سفر إلى هذا في برنامجه تاريخ العقيدة ...

ولكنه لم يركز كثيرا على المنكرين بقدر ما ركز على (المحرفين ) لسيرته ...

وهم (علماء أهل الكتاب ) الذين يتجاوزون نبوته وهجرته وقصته مع الملك وقصة إحراقة التي لم تذكرها إلا الكنائس الشرقية دون الغربية ـ يتجاوزون كل هذا إلى قصته مع (ملك صادق) لأنه بارك له وأعطاه موعود الرب بالأرض ( أرض الكنعانيين ) له ولذريته ....
وكثيرا ما يشير الشيخ إلى كتاب العقاد (إبراهيم أبو الأنبياء) لأن العقاد كثيرا ما يستدل بكتبهم وينقل عنها نصوص نادرة ...
وخلص الشيخ :
بأن إنكار من أنكر إبراهيم جاء ردة فعل لمن (حرف قصته ) عليه السلام ،،، وحرف قصص الأنبياء ...
ولعل (الفوائد االعوالي من تاريخ العقيدة للشيخ الحوالي ) يفيدكم شيخنا .
 
منكروا ما لا يرونه الآن ولا وقفوا له على أثر مذهب قوم يعرفون بمنكري الشرائع وقد وقفت على رد عليهم بليغ سطره الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في كتاب الفصل وفي رسالته في مراتب العلوم وفي كتب له أخرى ورده بديع يستفيد منه النبيه و يصلح إن شاء الله للرد على أصل الشبهة التي يقيس عليها منكروا وجود إبراهيم وموسى وغيره من أنبياء الله تعالى.


وسأوافيكم بكلامه لتنظروا فيه وتأصلوا أجوبتكم نسجا على منواله بعد حين
 
كلام ابن حزم

كلام ابن حزم

قال أبو محمد ابن حزم في الجزء الأول من كتاب الفصل:
[align=justify][[...الأشياء لها طرق توصل إلى صحة اليقين بها عند من لم يشاهدها كصحتها عند من شاهدها ولا فرق وهي نقل الكافة التي قد استشعرت العقول ببدائهها والنفوس بأول معارفها أنه لا سبيل إلى جواز الكذب ولا الوهم عليها وأن ذلك ممتنع فيها. فمن تجاهل وأجاز ذلك عليها خرج عن كل معقول ولزمه أن لا يصدق أن من غاب عن بصره من الانس أحياء ناطقون.
ويلزم من لم يصدق خبر الكافة ويجيز فيه الكذب والوهم أن لا يصدق بأن أحداً كان قبله في الدنيا ولا أن في الدنيا أحداً إلا من شاهد بحسه. فإن جوز هذا عرف بقلبه أنه كاذب وخرج عن حدود من يتكلم معه لأن هذا الشيء لا يعرف البتة إلا من طريق الخبر لا غير.
فإن نفر عن هذا وأقر بأنه قد كان قبله ملوك وعلماء ووقائع وأمم وأيقن بذلك ولم يكن في كثير منها شك بل هي عنده في الصحة كما شاهد ولا فرق سئل من أين عرفت ذلك؟ وكيف صح عندك؟
فلا سبيل له أصلاً إلى أن يصح ذلك عنده إلا بخبر منقول نقل كافة.
فنقول له حينئذ فرق بين ما نقل إليك من كل ذلك وبين كل ما نقل إليك من علامات الأنبياء ولا سبيل له إلى الفرق بين شيء من ذلك أصلاً.
فإن قال الفرق بينها وبينها أنه لا ينكر أحد هذه الأمور وكثير من الناس ينكرون أعلام الأنبياء.
قيل له: إن كثيراً من الناس لا يعرفون كثيراً مما صح عندك من الأخبار العارضة لمن كان قبلهم في بلادك فليس جهلهم بها ودفعهم لها لو حُدِّثُوا بها مُخرجاً لها عن الصحة .
وكذلك جحد من جحد أعلام الأنبياء ليس مخرجاً لها عن الوجوب والصحة.
فإن قال: إنه ليس نجد الناس على الكذب فيما كان قبلنا من الأخبار ما نجدهم على الكذب في أعلام النبوة.
قيل له: هذا كذب بل الأمران سواء لا فرق بينهما, ومن الملوك من يشتد عليهم وصف أسلافهم بالجور والظلم والقبائح ويحمي هذا الباب بالسيف فما انتفعوا بذلك في كتمان الحق. قد نقل ذلك كله وعرف كما نقلت فضائل من يغضب ملوك الزمان من مدحه ...وقد رام المأمون والمعتصم والواثق على سعة ملكهم لأقطار الأرض قطع القول بأن القرآن غير مخلوق فما قدروا على ذلك.
وكل نبي فله عدو من الملوك والأمم يكذبونهم فما قدروا قط على طي أعلامهم ولا على تحقيق ما زادوا على ذلك... فصح أن الأمرين سواء وأن الحق حق.]] نقلته بتصرف يسير لا يخل بالمعنى[/align]
 
هناك أيضاً رسالة بعنوان: ( إبراهيم عليه السلام في أسفار اليهود ـ عرض ونقد ) تقدمت بها الباحثة فاطمة بنت خالد ردمان لنيل درجة الماجستير عام 2001م في جامعة أم القرى ـ قسم العقيدة، والرسالة متوفرة على الشبكة.
 
عودة
أعلى