سؤال: مفهوم الثقة في علوم الدين

إنضم
23/01/2007
المشاركات
1,211
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
كندا
الموقع الالكتروني
www.muslimdiversity.net
لعل أهل الجرح والتعديل في مجال علوم الحديث هم أول من استعملوا وصف (الثقة) في تحديد من يؤخذ عنهم العلم. وحسب ما يبدو لي فإن الثقة حسب تعريف المختصين في هذا العلم هو من مَن جمع بين العدالة في الدين والضبط في الرواية.

ولكن هذا التعريف يثير لدي سؤالين :
1- إذا سلمنا بوجود العدالة في الدين، ألا يكون مفهوم (ضبط الرواية) امرا يصعب الجزم به في بعض الأحيان، حين يكتفي الراوي (عن قصد أو غير قصد) بنقل نص الحديث دون بيان السياق الذي قيل فيه هذا الحديث، أو بعض الحيثيات المساعدة على الفهم الدقيق لمراد النبي صلى الله عليه وسلم منه (كشخصية المخاطَب، وطبيعة المجلس الذي قيل فيه، وهل كان رد فعل أو تعليقا على حادثة معينة، أم كان جوابا على سؤال، وكيف كانت نفسية النبي صلى الله عليه وسلم حين قالها: هل كان غاضبا، أو مبتسما، أو قالها بحزم، أو غاضبا...
ففي بعض الأحاديث تفطن الرواة لأهمية أن ينقلوا لنا ملامح النبي صلى الله وسلم في سياق حديثه، مثل التي نقلت تبسمه، أو اعتداله بعد أن كان متكئا، أو احمرار وجهه إلى غير ذلك.
ألا يمكن أن يكون بعض الرواة قد غفلوا عن نقل مثل هذه التفاصيل المساعدة في فهم سياق الأحاديث الأخرى ؟

2- أما السؤال الثاني فيتعلق بمستوى ثالث في مفهوم الثقة. فهل كل ثقة في دينه، ثقة في ضبطه، يكون بالضرورة ثقة في فهمه ؟
 
[align=center]أخي محمد بارك الله فيك 000 لا أدري كيف أقحمت هذا المسألة هنا ؟!!

ولكن00

ما ذكرت في تساؤلك0(ألا يمكن أن يكون بعض الرواة قد غفلوا000 ) ؟ هذا ممكن وهو راجع إلى ضبط الراوي ولأهل الحديث طرق يعرفون بها ضبط الراوي ليس هذا مجال بسطها فإذا كان خفيف الضبط أثر ذلك في الحكم على ماروى00


وأما تساؤلك الثاني: فلا يلزم من كان ثقة في دينه أن يكون قويا في ضبطه , ولايلزم من كان ثقة في دينه وقوي في ضبطه أن يكون قوياً في فهمه فإن الله قسم على أهل العلم أفهامهم كما قسم عليهم أرزاقهم 0

ومن كان ثقة في دينه فهو ثقة في ضبطه ثقة في فهمه 0 والله أعلم 0

(لاحظ بارك الله الفرق بين التعبيرين "الثقة-القوة) 0 [/align]
 
لا أدري كيف أقحمت هذا المسألة هنا ؟!!

أقحمتها بواسطة لوحة مفاتيح الحاسوب، وبعض روابط الإنترنت :) (أقولها للدعابة فقط)

ولعل ما يجول في ذهن أخيك لم يصلك طرفه، فلا تسألني عن سر وضع هذا السؤال في هذا القسم من المنتدى، فالموضوع ذو صلة مباشرة به، رحمك الله.

ولي ملاحظة، أرجو تقبلها: يمكن الكتابة بالخط العادي، ولا يستدعي الأمر أن تكتب بحجم 6.

ويبقى السؤال مطروحا، وأرجو الاستفادة منكم.
 
لعل أهل الجرح والتعديل في مجال علوم الحديث هم أول من استعملوا وصف (الثقة) في تحديد من يؤخذ عنهم العلم. وحسب ما يبدو لي فإن الثقة حسب تعريف المختصين في هذا العلم هو من مَن جمع بين العدالة في الدين والضبط في الرواية.

ولكن هذا التعريف يثير لدي سؤالين :
1- إذا سلمنا بوجود العدالة في الدين، ألا يكون مفهوم (ضبط الرواية) امرا يصعب الجزم به في بعض الأحيان، حين يكتفي الراوي (عن قصد أو غير قصد) بنقل نص الحديث دون بيان السياق الذي قيل فيه هذا الحديث، أو بعض الحيثيات المساعدة على الفهم الدقيق لمراد النبي صلى الله عليه وسلم منه (كشخصية المخاطَب، وطبيعة المجلس الذي قيل فيه، وهل كان رد فعل أو تعليقا على حادثة معينة، أم كان جوابا على سؤال، وكيف كانت نفسية النبي صلى الله عليه وسلم حين قالها: هل كان غاضبا، أو مبتسما، أو قالها بحزم، أو غاضبا...
ففي بعض الأحاديث تفطن الرواة لأهمية أن ينقلوا لنا ملامح النبي صلى الله وسلم في سياق حديثه، مثل التي نقلت تبسمه، أو اعتداله بعد أن كان متكئا، أو احمرار وجهه إلى غير ذلك.
ألا يمكن أن يكون بعض الرواة قد غفلوا عن نقل مثل هذه التفاصيل المساعدة في فهم سياق الأحاديث الأخرى ؟

2- أما السؤال الثاني فيتعلق بمستوى ثالث في مفهوم الثقة. فهل كل ثقة في دينه، ثقة في ضبطه، يكون بالضرورة ثقة في فهمه ؟

ضبط الرواية ليس صعبا ، والصحابة من أفقه الناس أختارهم الله تعالى لتحمل هذا الدين عن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإن كانوا يختلفون في قوة الحفظ ودرجة الفهم إلا إنهم في الجملة قد بلغوا هذا الدين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أكمل صورة.
وليس بالضرورة أن ينقل الصحابي كل ما ذكرت إلا بقدر ما يحتاج إلى نقله ومن تتبع المناسبات التي روية فيها الآحاديث يدرك ذلك بكل سهوله.

على أي حال فقد نقل الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما تحتاجه الأمه في دينها حتى أنهم نقلوا اضطراب لحيته في الصلاة أثناء القراءة.
 
اخي محمد لقد تلقيت دعابتك بالأحضان 00 وأسأل الله الذي جمع قلوبنا في هذا الملتقى أن يجمعها في الفردوس الأعلى 00آمين 0

وأما كتابتي بالخط العريض(6 ) فقد أرشدني إليه النبي صلى الله عليه وسلم (أحب لأخيك ما تحب لنفسك ) وأنا أحب أن يكتب غيري به 0

ولكن إن كان يؤذيكم فمن الآن أعلانها توبة 000
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :

أخي الفاضل من خلال دراستي على يد مشايخ هذا الفن أو متابعتي لدروسهم أو قراءتي لكتب أو بحوث الأفذاذ من أرباب هذا الفن أستطيع أن أجيبك بما يلي والله المستعان وعليه التكلان :


لعل أهل الجرح والتعديل في مجال علوم الحديث هم أول من استعملوا وصف (الثقة) في تحديد من يؤخذ عنهم العلم. وحسب ما يبدو لي فإن الثقة حسب تعريف المختصين في هذا العلم هو من مَن جمع بين العدالة في الدين والضبط في الرواية.

ولكن هذا التعريف يثير لدي سؤالين :
1- إذا سلمنا بوجود العدالة في الدين، ألا يكون مفهوم (ضبط الرواية) امرا يصعب الجزم به في بعض الأحيان، حين يكتفي الراوي (عن قصد أو غير قصد) بنقل نص الحديث دون بيان السياق الذي قيل فيه هذا الحديث، أو بعض الحيثيات المساعدة على الفهم الدقيق لمراد النبي صلى الله عليه وسلم منه (كشخصية المخاطَب، وطبيعة المجلس الذي قيل فيه، وهل كان رد فعل أو تعليقا على حادثة معينة، أم كان جوابا على سؤال، وكيف كانت نفسية النبي صلى الله عليه وسلم حين قالها: هل كان غاضبا، أو مبتسما، أو قالها بحزم، أو غاضبا...
ففي بعض الأحاديث تفطن الرواة لأهمية أن ينقلوا لنا ملامح النبي صلى الله وسلم في سياق حديثه، مثل التي نقلت تبسمه، أو اعتداله بعد أن كان متكئا، أو احمرار وجهه إلى غير ذلك.
ألا يمكن أن يكون بعض الرواة قد غفلوا عن نقل مثل هذه التفاصيل المساعدة في فهم سياق الأحاديث الأخرى ؟

هذا الحديث فيه نوع من الدور ، فعندما ينقل لنا أحدهم عبارة ما قالها شخص ما لابد أن ينقل لنا شعوره لا محالة ،إلا في حالتين :
الأولى: أن يتعمد إخفاء الحقيقة .
الثانية : أن يكون عقله فيه خلل .
فالغضب معروف ، والحزن معروف ، والفرح معروف ، والحكمة معروفة ، وكان الصحابة رضي الله عنهم والذين نقلوا لنا القرآن والسنة ، أناس ذوي أمانة وعقل وفطنة وبلاغة، ومقدرين لحقيقة الأمر وخطورته مما يستدعي منهم الانتباه الكامل ، وهذا واضح جدا ولا يحتاج لتفصيل ، فلم يستطع الأعداء أن يثبتوا خلاف ذلك ، ولا المحبين أن يغطوا على غير ذلك ، والحمد لله الحافظ دينه والذي يعرف من هو الأجدر بحمل الأمانة .



2- أما السؤال الثاني فيتعلق بمستوى ثالث في مفهوم الثقة. فهل كل ثقة في دينه، ثقة في ضبطه، يكون بالضرورة ثقة في فهمه ؟

هنا سأنتقل إلى الفئات التي بعد فئة الصحابة رضي الله عنهم فقد تكلمت عنهم سابقا والحمد لله ، وبالنسبة لقضية أن يكون الراوي ثقة في فهمه ، فأنت تتكلم عن قضية الضبط فكيف للراوي أن يكون ضابطا إن لم يكن ثقة في فهمه ، فالتاريخ ينقل لنا بوضوح ( رحلة الحديث ) والمقصود طبيعة تعليم العلماء للسنن ، فالمجلس يضم نخبة من طلبة العلم جابت الأرض وعرفت بالطلب وتوثق منها الناس ، وبعد ذلك للطلاب وحدهم مجلس مراجعة ، وبعد ذلك لأرباب هذا الشأن مقارنة بين روايات طلاب الشيخ ، وهناك ما يسمى بالقرائن ، وأيضا هناك أمر يصل له نقاد الحديث وهم في المرتبة الأولى من حيث تنقيح هذا الأمر وضبطه وهنا تبرز قضية تكامل الشريعة وعدم تضادها ، فهؤلاء قد وصلوا لمرحلة علمية متقدمة جدا تسمح لهم بالوصول إلى نتائج وترجيحات يدعما أساس قوي من العلم المشهود له ، وهذا ما يسره الله تعالى لأمته ،فقد هيأ الرجال الأفذاذ لذلك، وهم من يستطيع مقارنة ذلك بعد كل ذلك بالقرآن على أساس قضية تكامل الشريعة وعدم تضادها وهذا أظن الذي تريده مما كتبت ، والحمد لله القائل في كتابه :
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } (الحجر:9)
وهذا ما تيسر ، والله أعلم وأحكم.
 
عودة
أعلى