سؤال مستعجل (لطفا): قوله تعالى (كطي السجل للكتب)

إنضم
23/01/2007
المشاركات
1,211
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
كندا
الموقع الالكتروني
www.muslimdiversity.net
ورد في سورة الأنبياء قوله تعالى ﴿يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَاءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾
ووجدت في التفاسير أقوالا مختلفة عن معنى (السجل). قيل: (الرجل) وقيل: (ملك مكلف بالكتب)، وقيل: (اسم أحد الصحابة كان من كتبة الوحي للنبي (ص))، وقيل: (الصحيفة).
وفي الطبري: (كطي السجل (أي الصحيفة) على ما فيه من الكتاب)
يقصد بالكتاب: النص المكتوب.

فما هو القول الأقرب للصواب؟
هل يوجد من كتبة الوحي فعلا من يسمى (السجل) هكذا بالألف واللام؟ أم أنه نعت لأي كاتب وحي؟
وإن قلنا (الصحيفة): فما معنى أن تطوي الصحيفة الكتب؟

وهل هناك فرق لغوي بين العبارتين: (كطي السجل للكتب)، أو (كطي السجل على الكتب)؟

سؤالي مستعجل (رجاء)
جزاكم الله خيرا.
 
محمد بن جماعة;
]ورد في سورة الأنبياء قوله تعالى ﴿يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَاءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾
ووجدت في التفاسير أقوالا مختلفة ).
وفي الطبري: (كطي السجل (أي الصحيفة) على ما فيه من الكتاب)
يقصد بالكتاب: النص المكتوب.

فما هو القول الأقرب للصواب؟

سؤالي مستعجل (رجاء)

حسب فهمي ، هو قول الطبري .
وحتى نتصور المعنى ، علينا أن نعود إلى الوراء ونتخيل أسلوب الكتابة وادواتها زمن نزول القرآن وقبله ، سنجد السجل قطعة من الجلد ، ( السجل ] يكتب عليها النص ، وبعد تطوى بشكل أسطواني ( طي ودوران والتفاف ] .. هذه هي الصورة المشبه بها .. فالسماء يقابلها قطعة الجلد ( السجل ) وما في السماوات والأرض (المخلوقات ] يقابلها النص المكتوب .. فكما يتم طي قطعة الجلد بشكل دائري - دوران ، عل النص المدون فيها ، يتم طي السماء على ما فيها بحركة مماثلة ..
والله اعلم .
 
قال ابن عاشور رحمه الله :
(والطّيُّ : رَدُّ بعض أجزاء الجسم الليِّن المطلوق على بعْضه الآخر ، وضدّه النشر .
والسجل : بكسر السين وكسر الجيم هنا ، وفيه لغات .
يطلق على الورقة التي يكتب فيها.
ويُطلق على كاتب الصحيفة ، ولعله تسمية على تقدير مضاف محذوف ، أي صاحب السجل.
وقيل سجل : اسم ملك في السماء ترفع إليه صحائف أعمال العباد فيحفظها .
ولا يحسن حملهُ هنا على معنى الصحيفة لأنه لا يلائم إضافة الطيّ إليه ولا إردافه لقوله { للكتاب } أو { للكتب ، } ولا حملهُ على معنى المَلَك الموكَل بصحائف الأعمال لأنه لم يكن مشهوراً فكيف يشبه بفعله . فالوجه : أن يراد بالسجل الكاتب الذي يكتب الصحيفة ثم يطويها عند انتهاء كتابتها ، وذلك عمل معروف . فالتشبيه بعمله رشيق ) .

وإن كانت لفظة السجل في اللغة تطلق على هذه المعاني كلها فكل قول له وجه . ويحتاج إلى مراجعة كلام اللغويين حول كلمة السجل في اللغة . ولاحظت أن معظم المفسرين يذهبون إلى أن السجل هو الصحيفة التي في الكتاب ، أي الصفحة الواحدة من الكتاب والسجل هو الكتاب نفسه بصفحاته ، فمعنى الآية كطي الكتاب لما فيه من الصحائف والله أعلم .
وتوجيه ابن عاشور توجيه مناسب فيما يبدو لي بحسب فهمنا للمقصود بالسجل والكتاب اليوم ، وإن كان للسجل وقت نزول القرآن معنى غير مطابق تماماً لمعناه اليوم .
 
أحسن الله إليكما على حسن الإجابة وسرعتها.
وقد أفادني تصوير د. جلغوم للمشهد. كما أعجبني نقد ابن عاشور لحمل المعنى على الصحيفة لأنه لا يلائم إضافة الطيّ إليه ولا إردافه لقوله (الكتب)، وهو في الحقيقة ما جلب انتباهي وجعلني أطرح السؤال. وأجدني أميل إلى قوله بأنه (تسمية على تقدير مضاف محذوف ، أي صاحب السجل).
إلا إذا رأى أحدكم غير ذلك.
 
[align=center]
في كتاب :
البدء والتاريخ ؛ لابن المطهر المقدسيّ :


( ويدل خبر علي بن أبي طالب أن الأرض من الدنيا حيث قال للذي يسمعه يذم الدنيا مهبط وحي الله ومصلى ملائكته ومتجر أوليائه ويدل أن السماء من الدنيا قوله تعالى يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب فلو كانت من الآخرة لم تطو لأن الآخرة غير فانية ) .

(ذكر طي السماء قال قوم طيها تغيير شمسها وقمرها ونجومها وهيأتها وهي باقية وكذلك الأرض واحتجوا بقول الله تعالى في بقاء الجنة والنار مادامت السماوات والأرض قالوا وليس في القول ببقائهما نقض للدين فقد قلنا ببقاء العرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار والأرواح والأعمال الصالحة ومن خالفنا ألزمه أن يكون الأرواح إذا أفنيت فأعيدت غير ما كانت لأنها لو كانت هي لما أفنيت وإن كانت أفنيت ثم أعيدت أرواحاً آخر كان الثواب والعقاب واقعين على غير استحقاق منها وكذلك الأجساد قد تعاد من تربتها التي كانت خلقت منها ثم تبقى في الجنة والنار على الأبد السرمد وزعم قوم أن السماء ليست بجسم ولا يكون معنى طيها إلا ما ذكرنا وقال آخرون بل هي جسم يطوى كطي الكتب بطاهر قول الله سبحانه "كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا" وقوله "الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه" حتى روى بعضهم وأشار بكفه وقد قبضها أنها يفضل من ها هنا ومن ها هنا شيء وتختلف أحوال السماء وتصير كالمهل وكالولادة وتنشق وتصير أبواباً ثم تطوى بعد ذلك فهذا من القول ظاهر وذلك ممكن وقد قال قوم ممن يذهب مذهب الطائفة الأولى كما ذكر من أمر السماء والأرض وتغيير أحوالهما فإنه يراد به أهلهما وهما مقرران كما هما والله أعلم ) .
[/align]
 
[align=center]
لطيفة من كتاب :
صبح الأعشى ؛ للقلقشنديّ :



في طي الكتاب وختمه :

أما طيه فمعروف، وهو أن يلف بعضه على بعض لفاً خاصاً. والطي في اللغة خلاف النشر، ويقال: طوى الكتاب يطويه طياً، ومنه قوله تعالى: "يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب" والترتيب في ذلك أن تكون الكتابة إلى داخل الكتاب، لأن المقصود صون المكتوب فيه.

ثم للناس في صورة الطي طريقتان: الطريقة الأولى أن يكون لفه مدوراً كأنبوبة الرمح، وهي طريقة كتاب الشرق من قديم الزمان وإلى الآن.

والطريقة الثانية أن يكون طيه مبسوطاً في قدر عرض أربعة أصابع مطبوقة، وعلى ذلك كان الحال جارياً في الدولة الأيوبية بالديار المصرية. فقد ذكر عبد الرحيم بن شيث من كتاب دولتهم، أن طي الكتب السلطانية، يكون عرض أربعة أصابع، وكذلك من العلية إلى من دونهم، أما الكتاب من الأدنى إلى الأعلى فلا يتجاوز به عرض إصبعين، وهذا ظاهر في أن الطي يكون عريضاً لا مدوراً، وهي طريقة أهل المغرب والروم والفرنج.
[/align]
 
[align=center]
وفي كتاب :
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي ؛ للعصاميّ ؛
في الباب الذي ذكر فيه :


(( مواليه وخدامه وكتابه وأمرائه
ومؤذنيه وخطبائه وجداته وشعرائه وخيله وسلاحه وغنمه ولقاحه وما يتبع ذلك )) :



ومنهم السجل رضي الله عنه.
روى أبو داود والنسائي عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول في هذه الآية "يَومَ نَطوِي السماء كطي السِجِل"ِ الأنبياء: 104، قال:
السجل كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم.
وروى ابن مردويه وابن منده من طريق حمدان بن سعيد عن ابن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يقال له السجل، فأنزل الله تعالى "يَومَ نَطوي السماء كطي اَلسِجِلِ للكتب" الأنبياء: 104، والسجل هو الرجل بالحبشية ورواه أبو نعيم لكن قال:
حمدان بن علي، ووهم ابن منده في قوله ابن سعيد. قال ابن منده: تفرد به حمدان. قال الحافظ: فإن كان هو ابن علي فهو ثقة وهو معروف، واسمه محمد بن على مهران من أصحاب أحمد، ولكن رواه الخطيب في ترجمة حمدان بن سعيد فترجحت رواية ابن منده.
ونقل الخطيب عن البرقاني أن الأزدي قال: تفرد به ابن نمير من كبار الثقات. فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق، وغفل من زعم أنه موضوع. نعم إنه ورد ما يخالفه، فروى الربعي والعوفي عن ابن عباس قال في هذه الآية: كطي الصحيفة على الكتاب. وكذلك قال مجاهد وغيره. قال الحافظ ابن كثير:
وعرضت هذا الحديث - أي حديث ابن عباس السابق - على الحافظ المزي فأنكره جداً، وأخبرته أن ابن تيمية كان يقول:إنه حديث موضوع وإن كان في سنن أبي داود، قال المزي: وأنا أقوله.
انتهى. قال الحافظ: وهذه مكابرة.
[/align]
 
[align=center]
وفي كتاب أسد الغابة ؛ لابن الأثير المؤرخ :


سجل.

د ع، سجل كاتب النبي صلى الله عليه وسلم، مجهول. روى أبو الجوزاء عن ابن عباس، في قوله تعالى:
"يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب"
قال: السجل كاتب كان للنبي صلى الله عليه وسلم.
وروى نافع عن ابن عمر قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يقال له:
السجل، فأنزل الله تعالى "يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب": الأنبياء 104.
هذا غريب تفرد به حمدان بن سعيد، عن ابن نمير، عن عبيد الله، عن نافع.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
[/align]
 
جزاك الله خيرا يا د. مروان على هذه النقول.

والروايات المنقولة، إن كانت هي أوثق ما نقل عن المجهول الذي سمى السجل، تجعلني لا أطمئن إلى صحة الرواية ووجود هذه الشخصية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بكاتب للوحي، بما يعني ملازمة الصحابي للرسول، فكيف يكون شخص كهذا مجهولا؟
 
[align=center]
هذا بحث عندي ضمن الملفات على سطح مكتبي ، وأجهل مصدره الآن ، وسوف أبحث عنه ، وأثبت مصدره ـ بمشيئة الله ـ وقيدته عندي من أجل حاشية ؛ لعلي أضعها ، في كتابي :
(( موسوعة الأسماء والأعلام المبهمة في القرآن الكريم )) ،
وهو حول تسمية كتاب الوحيّ :



- أدلة القائلين بأن " السجل " كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم :

دليل القائل بهذا القول :

‏عَنْ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏قَالَ ‏: ‏‏السِّجِلُّ كَاتِبٌ كَانَ لِلنَّبِيِّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

رواه أبو داود (2935) ، والنسائي في الكبرى (6/408 ح 11335) من طريق نوح بن قيس ، عن يزيد بن كعب ، عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس به .


رجـــــال الإسنــــاد :

- نوح بن قيس :

قال عنه الحافظ في التقريب : صدوق رمي بالتشيع .

- يزيد بن كعب العَوْذي :

قال عنه الذهبي في الميزان (4/438) : راوي حديث : إن السجل كتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم ، أخرجه النسائي ، وأبو داود لا يُدْرَى مَنْ ذا أصلا . رواه عن عمرو بن مالك النُّكري . انفرد عنه نوح بن قيس الحُدَّاني .

وقال عنه الحافظ في التقريب : مجهول .

وذكره ابن حبان في الثقات .

- عمرو بن مالك النُّكري :

قال بشار عواد في تحقيقه لكتاب تهذيب الكمال (22/212) عند قول الحافظ المزي : ذكره ابن حبان في الثقات . وبقية كلام ابن حبان : ويعتبر حديث من غير رواية ابنه عنه … وقال ابن حجر في التهذيب : وقال ابن حبان : يخطىء ويغرب ، ولم نجد هذا القول في المطبوع من ابن حبان فلعله سقط .ا.هـ.

وقال الحافظ ابن حجر في التقريب : صدوق له أوهام .

- أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الرَّبَعي :

قال أبو زرعة ، وأبو حاتم : ثقة . وقال الحافظ في التقريب : يرسل كثيرا ، ثقة .

فإسناد الحديث ضعيف وذلك لجهالة يزيد بن كعب العَوْذي .

وقال ابن كثير في البداية والنهاية (5/301 – 302) :

ومنهم السجل – أي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم – كما ورد به الحديث المروي في ذلك عن ابن عباس – إن صح – وفيه نظر … وقد عرضت هذا الحديث على شيخنا الحافظ الكبير أبي الحجاج المزي فأنكره جدا ، وأخبرته أن شيخنا العلامة أبا العباس ابن تيمية كان يقول : هو حديث موضوع ، وإن كان في سنن أبي داود . فقال شيخنا المزي : وأنا أقوله .ا.هـ.

وقال الألباني في ضعيف سنن أبي داود (630) : ضعيف .

والحديث رواه أيضا الطبراني في الكبير (12/170 ح 12790) من طريق يحيى بن عمرو بن مالك عن أبيه به .

وفي إسناده يحيى بن عمرو بن مالك النُّكري وقد ضعفه يحيى بن معين ، وأبو زُرعة ، وأبو داود ، والنسائي . وقال ابن الجنيد عن يحيى : ليس بشيء . وقال أبو زرعة في موضع آخر : واهي الحديث .

وقال الحافظ الذهبي (4/399) : ورماه حماد بن زيد بالكذب . وذكر الحافظ الذهبي هذا الحديث من مناكيره فقال :

وبه : كان للنبي صلى الله عليه وسلم كاتب يسمى السجل . تابعه فيه يزيد بن كعب العوذي عن عمرو بن مالك ، ويزيد – مجهول .

وقال الحافظ ابن حجر : ضعيف ، ويقال : إن حماد بن زيد كذبه .

قال ابن كثير في البداية والنهاية (5/302) : ويحيى هذا ضعيف جدا فلا يصلح للمتابعة والله أعلم .ا.هـ.

وقد جاء الحديث من رواية ابن عمر - رضي الله عنهما - رواه الخطيب البغدادي قي تاريخ بغداد (8/175) من طريق حمدان بن سعيد عن عبد الله بن نمير ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر .

وفي إسناد الحديث حمدان بن سعيد .

قال عنه الذهبي في الميزان (1/602) : حمدان بن سعيد . عن عبد الله بن نُمير . أتى بخبر كذب عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر : كان كاتب النبي صلى الله عليه وسلم اسمه سِجل .

وتعقبه الحافظ ابن حجر في اللسان (2/433) بقوله : وهذا المتن لا يجوز أن يطلق عليه الكذب ، فقد رواه النسائي في التفسير ، وأبو داود في السنن من طريق أخرى عن ابن عباس . وأما هذه الطريق فتفرد بها حمدان ، لكن لم أر من ضعفه قبل المؤلف .ا.هـ.

قال ابن كثير في البداية والنهاية (5/302) : وأغرب من ذلك أيضا ما رواه الحافظ أبو بكر الخطيب وابن مندة … قال ابن مندة : غريب تفرد به حمدان . وقال البرقاني : قال أبو الفتح الأزدي : نفرد به ابن نمير – إن صح - . قلت – ابن كثير - : وهذا أيضا منكر عن ابن عمر كما هو منكر عن ابن عباس .ا.هـ.

وممن ذكر السجل من أسماء الصحابة : ابن مندة ، وأبو نعيم الأصبهاني ، وابن الأثير في أسد الغابة . وزاد الحافظ في الفتح (8/437) ابن مردويه أيضا ممن عده في الصحابة .

وذكره الحافظ ابن حجر أيضا في الإصابة (3/33) ورد قول من قال أن الحديث موضوع ، بل إنه ذهب إلى تصحيح الحديث فقال :

فهذا الحديث صحيح بهذه الطرق ، وغفل من زعم أنه موضوع .
[/align]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين: بداهة هناك فارق بين طي السجل للكتب وطي السجل على الكتب, ففي الجملة الأولى السجل هو الذي يطوي فهو الفاعل أما في الأخرى فالفاعل غير معلوم.
أما مسألة معنى طي السجل للكتب فلا بد من تحديد معنى السجل أولا. تفضلتم بذكر بعض المعان الواردة للسجل ولكن إذا نحن نظرنا في معاجم اللغة وجدنا أن معنى السجل - بسكون الجيم- هو الانصباب بعد الامتلاء كما ورد في المقاييس لابن فارس:
السين والجيم واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على انصبابِ شيءٍ بعد امتلائِهِ. من ذلك السَّجْل، وهو الدَّلو العظيمة.
ويقال سَجَلت الماءَ فانسجَلَ، وذلك إذا صَبْبَته. ويقال للضَّرْع الممتلئ سَجْل. اهـ ( ونجد نفس المعنى في اللسان كذلك)
إذا يكون المراد من السجل شيء ممتلأ حتى يفيض فنخرج من هذا بأن المراد من السجل هو لا محالة الكتاب -بمصطلحاتنا المعاصرة- وليس الصحيفة الفرد, ونحن نستعمل مصطلح السجل عندنا في مصر للدفتر الذي يحتوي البيانات الكثيرة .فالله تعالى يقول -وهو أعلم بمراده- يوم نطوي السماء كما يطوي السجل - الدفتر أو الكتاب المليء - الكتب , والمراد بالكتب هنا ليس المكتوب ولكنه الكتب. والكتب جمع كتاب والكتاب هو اسم لما يضم تحته فصولا عديدة في موضوع واحد كما نقول كتاب العلم , كتاب الصلاة. فالقرآن مثلا يحتوي كتبا عديدة قيمة " رسولا من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة" فهناك كتاب العقيدة وكتاب الأحكام وكتاب العلم وكتاب التاريخ وكتاب النبؤات إلخ .

فالسجل طوي هذه الكتب في داخله أي أنه احتواها وجمعها وأدخلها في وعاء صغير الحجم (كتاب) كبير المحتوى, فكما جمع وأسر هذا الدفتر صغير الحجم كل هذه الكتب المختلفة فكذلك سيجمع الله عزوجل السماء ويطويها ويضمها على بعض حتى تصير جد دقيقة والله أعلى وأعلم.
 
عودة
أعلى