سؤال محير:هل يوجد بالفعل إعجاز علمي في القران الكريم أم ان المسألة ليست كذلك؟

إنضم
29/04/2015
المشاركات
44
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
فلسطين


بسم الله الرحمن الرحيم
هل يوجد بالفعل إعجاز علمي في القراّن الكريم؟
لقد شغل هذا الموضوع النقاد،والباحثين ، والدارسين، وكثيراً من العلماء تخصصوا فيه في هذا العصر حتى طغى عندهم على سائر العلوم المرتبطة بالقراّن الكريم حتى لقد طغى على التفسير فلم يعد التفسير أهم من الإعجاز العلمي،فكثرت الأبحاث والكتب المؤلفة والرسائل المتعلقة( بالإعجاز العلمي)وملأت الاّفاق وصفحات(النت) وعقدت المؤتمرات،وهناك لجنة البحوث العلمية يرأسها د.زغلول النجار متخصصة في موضوع الإعجاز العلمي وتعقد ندوات واجتماعات دورية في هذا الشأن...الخ. وللوقوف على حقيقة هذا الأمر رأيت أن أتطرق إليه من خلال الزوايا التالية:
أولا:قبل الخوض في موضوع الإعجاز يجب أن نبين ما هو أو ما معنى الإعجاز؟ ومن خلال تعريفه وتعريف ما المقصود بالإعجاز العلمي عند القائلين به يتبين مدى انطباق الثاني على الأول،ومن ثمّ يتبين الخطأ في أساس البحث أو صحته.
ثانيا:يجب التنويه إلى أن القراّن الكريم ابتداءً كتاب هداية وإعجاز وليس كتاب علوم وأبحاث لان جعله كتاب علوم وأبحاث يصرفه عن المغزى الذي اُنزل من أجله قال تعالى
L((إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناسب بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما)).
ثالثا:يوحي مصطلح(الإعجاز العلمي)بوجود وجوه أو مصطلحات أخرى تندرج تحت مسمى الإعجاز قبل أن تثبت أنها من الإعجاز فظهر ما يسمى الإعجاز العددي والإعجاز التربوي، والإعجاز الكوني، والإعجاز الغذائي، والإعجاز التشريعي ،والإعجاز الغيبي....الخ وكل ذلك قياسا على (الإعجاز العلمي)فاختلطت الأمور وكثر اللغط وغابت الحقيقة .
رابعا:هناك خلط واضح بين العلوم التي تُكتشف ولها أصل في القران الكريم وبين الإعجاز فصار كل علم يُكتشف وله دلالة قراّنية ينسحب مباشرة على الإعجاز الذي هو موضوع أّخر.
خامسا:إن نفس مصطلح (الإعجاز العلمي)يتألف من كلمتين:الإعجاز والذي سنبين معناه في البحث-والعلمي كذلك،فهل هناك ربط صحيح بينهما؟. وتفصيل كل ذلك ما يلي:
1. معنى الإعجاز:جاء في معجم لسان العرب في معنى(العجز)من:عَجَز يعجز وعَجِزَ يعجز عجْزاً:الضعف وعدم القدرة قال تعالى
L((قال يا ويلتى أعجَزتُ أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين)). وقال الليث : أعجزني فلان أو الشيء إذا عجزت عن طلبه وإدراكه،ويقال عجِز عن الأمر إذا قصَر عنه،قال الشاعر: جعلت عُزاتَ خلفهم دليلا===وفاتوا في الحجاز ليعجزوني وفي حديث عمر:ولا تُلِثّوا بدارمَعْجَزة.أي لا تقيموا ببلدة تعجزون فيها عن الاكتساب والتعيش،وهكذا نلاحظ أن معنى العجز:الضعف وعدم القدرة على فعل شيء ما أو الإتيان بمثله،ومن هنا جاءت (المُعجِزة):وهي الأمر الخارق للعادة الذي يظهره الله تعالى على يد النبي أو الرسول ليثبت به النبوة أو الرسالة وما تحويه، أن ذلك كله من عند الله تعالى.وقد جرت العادة أن يتحدى النبي أو الرسول قومه بأبرز شيءٍ برعوا وبلغوا القمة فيه، ولما كان العرب قد برعوا في الفصاحة والبلاغة في اللغة وبلغوا القمة في ذلك تحداهم الله تعالى على لسان النبي عليه السلام أن يأتوا بمثل هذا القراّن قال تعالىL((وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين))(البقرة )وإعجازه إنما هو في تعبيره بهذا اللفظ أي بعربية اللفظ والأسلوب،وإنه وإن كان الإعجاز في اللفظ والمعنى معا لا ينفصل احدهما عن الاّخر فليس المراد من إعجازه في المعنى هو الإعجاز بما جاء به من معانٍ وموضوعات ،فإن السنة النبوية جاءت بهذه المعاني وتلك الموضوعات وهي ليست معجزة وإنما إعجازه في المعنى حالة كونه مُعبراً عنه بهذا اللفظ وهذا الأسلوب،فالتعبير عن هذا المعنى بهذا اللفظ وهذا الأسلوب هو المعجز فيكون الإعجاز إنما هو باللفظ العربي المعبِر عن المعنى بالأسلوب العربي،أي أن قوله تعالىL((وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين)) معجزة للناس كافة أن يأتوا بمثلها وإعجازها اّتٍ من روعة التعبير بهذه الألفاظ عن المعاني التي أداها هذا السبك بهذا الأسلوب،فكانت عربية اللفظ وعربية الأسلوب التي أدت هذه المعاني هي المعجزة وهي محل التحدي أن يأتوا بمثله. وبناءً على ذلك فإن ما يسمونه (الإعجاز العلمي)لا ينطبق على هذا التعريف للإعجاز لا في اللغة ولا في الحقيقة-حقيقة محل الإعجاز- وإنما هو يدخل في باب التفسير لاّيات القراّن الكريم،ولتوضيح ذلك نضرب المثال التالي من أمثلة كثيرة استدلوا بها على(الإعجاز العلمي) قال تعالىL(( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}. [الأنعام: 125] آية محكمة تشير بكل وضوح وصراحة إلى حقيقتين كشف عنهما العلم.

الأولى: أن التغير الهائل في ضغط الجو الذي يحدث عند التصاعد السريع في السماء، يسبب للإنسان ضيقاً في الصدر وحرجاً.

الثانية: أنه كلما ارتفع الإنسان في السماء انخفض ضغط الهواء وقلت بالتالي كمية الأوكسجين، مما يؤدي إلى ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس.
ففي عام 1648 م أثبت العالم المشهور بليز باسكال ( Blaise Pascal ) أن ضغط الهواء يقل كلما ارتفعنا عن مستوى سطح البحر. جاء في الموسوعة العالمية ما ترجمته : إن الكتلة العظيمة للجو غير موزعة بشكل متساوٍ بالاتجاه العامودي، بحيث تتجمع خمسون بالمئة من كتلة البحر،(50 %) مـا بين سطح الأرض وارتفـاع عشريـن ألف قدم (20.000 ft) فوق مستوى البحر، وتسعون بالمئة (90 %) ما بين سطح الأرض وارتفاع خمسين ألف قدم (50*000 ft) عن سطح الأرض.

وعليه: فإن الكثافة ( Density ) تتناقص بسرعة شديدة كلما ارتفعنا بشكل عامودي، حتى إذا بلغنا ارتفاعات جدا عالية، وصلت كثافة الهواء إلى حد قليل جداً. فإذا وجـد على ارتفاع ما بين عشـرة آلاف وخمس وعشرين ألف قـدم (10*000 - 25*000 ft) سيكون التنفس في مثـل هذا الارتفـاع ممكنـاً، حيث يستطيع الجهـاز التنفسي للإنسـان (respiratory system) أن يتأقلم بصعوبـة وبكثير من الضيق. وعلى ارتفاع أعلـى لن يستطيع الإنسان أن يتنفس مطلقاً مما يؤدي -في العادة- إلى الموت بسبب قلة الأوكسجين هذا، ومن المسلم به أن الإنسان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على أية معرفة بتغير الضغط وقلته كلما ارتفع في الفضاء، وأن ذلك يؤدي إلى ضيق في التنفس((Oxygen Starvation ، بل إلى تفجير الشرايين عند ارتفاعات شاهقة. فهذا الاكتشاف يعتبر إعجازا علميا للقراّن الكريم سبق به البشر قرونا طويلة ((



وهكذا كل الأمثلة التي استدلوا بها على الإعجاز العلمي هي من هذا القبيل،وعلى هذا النحو،مثل الإعجاز العلمي في البعوضة وفي الإبل وفي اختلاط مياه الأنهار بالبحر...الخ، وعند التدقيق فيها يتبين أنها مما لم يتحدَ الله تعالى به العربَ وغيرَهم لأنها مما يتعلق بالخلق والإبداع وخواص المواد،وهذه الصفة(صفة الخلق) لا يشارك الله تعالى بها أحد مطلقا لأنها إيجاد من عدم والإنسان نفسه مخلوق والمخلوق محالٌ أن يخلق،هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد جرت عادة التحدي أن يكون في أبرز ما برع فيه قوم النبي أو الرسول -عليه السلام-والعرب عندما نزل عليهم القران لم يكونوا بارعين في معرفة مثل هذه العلوم أو اكتشافها،بل كانوا بارعين في الفصاحة والبلاغة في اللغة ووصلوا فيها إلى القمة فجاءهم التحدي فعجزوا أن يأتوا بمثل هذا القران بل أن يأتوا بسورة من مثله فبقي التحدي وسيبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لكل البشر،ومن ناحية أخرى فإن اكتشاف مثل هذه العلوم في القراّن الكريم ليس إعجازا لان معانيه ليست معجزة بل في مقدور البشر أن يفهموها مثلما أن اكتشاف محل الإعجاز في القران الكريم-(وهو: عربية اللفظ وعربية الأسلوب التي أدت هذه المعاني هي المعجزة وهي محل التحدي أن يأتوا بمثله )-لا يسمى إعجازا كذلك ،ومن ناحية أخرى فإن اكتشاف مثل هذه العلوم إضافة إلى انه يدخل في باب التفسير يُعتبر من القدر والذي هو باختصار (ما سبق في علم الله)فالله تعالى خلق ويعلم ما خلق((ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)و((وقدر فيها خواصها)) فعلمُ الله تعالى سابق لعلم الإنسان حيث جاء في الحديث الشريف:أن الله تعالى كتب مقادير الأشياء وخواصها واّجالها قبل الخلق بخمسين ألف سنة لما خلق القلم، وبناء على ذلك فإن اكتشاف العلوم والنظريات في القران هي من الأدلة على علم الله تعالى المسبق بها قبل ان يهتدي إليها البشر،مما يجعل المكتشِف يؤمن ويزداد إيمانا بعظمة هذا الخالق، إن كان مسلما،وإن كان من غير المسلمين فعليه قامت الحجة وعليه أن يفكر بان وراء هذا الكون خالقا خلقه فأحسن وأبدع ومن ثم عليه أن يُسلم خاصة إذا علم أن القران الكريم قد اخبر عن هذا العلم المُكتَشف قبل اكتشافه بأربعة عشر قرنا ويزيد ،ومن هنا يأتي دور علماء ومفكري المسلمين في الدلالة والإرشاد. ثم إن مصطلح(الإعجاز العلمي)يتألف من كلمتين(الإعجاز)وقد بينا معناها،و(العلمي) نسبة إلى العلم، والعلم :هو المعرفة اليقينية التي يتوصل إليها الإنسان عن طريق الملاحظة والتجربة والإستنتاج، فيكون معنى (الإعجاز العلمي) :الضعف وعدم القدرة على ماذا؟على اكتشاف العلم ، أم عدم القدرة على الإتيان بمثله! فإن كان على اكتشاف العلم في القراّن فليس إعجازا لأن الإنسان قد اكتشف الكثير منه بالفعل، ،وإن كان من قبيل عدم القدرة على الإتيان بمثل هذه العلوم، فإنه ليس محل التحدي في القراّن الكريم، وقــد بينا كل ذلك في هذا البحث،كما بينا محل التحدي.
وبناءً على ما تقدم أرى أن مصطلح(الإعجاز العلمي)فيه مغالطة واضحة وخلط للعلوم وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، والصحيح أن يسمى (أسرار القراّن الكريم)، التي تقود مباشرة إلى معرفة وتعظيم الخالق الواحد جلَّ في علاه. اللهم إن أخطأت فمن نفسي وإن أصبت فالفضل لك.

بقلم:داود العرامين/فلسطين
 
إثراء

إثراء

أخ داود بارك الله فيك على هذه الكلمة، وأود أن أضيف إلى أن الدكتور عبد السلام اللوح يذهب إلى أن التسمية الأنسب لما يسمى بوجوه للإعجاز أدلة على صدق الوحي والنبوة.
 
التعديل الأخير:
فعلا، حري أن تعدل التسمية إلى ( الدلائل العلمية على صدق الوحي والنبوة ) فهي من باب دلائل النبوة.
والله أعلم.
 
شكرا لكم على هذا التعليق البناء الذي يصب في ضرورة تغيير المصطلح المغلوط،ولكم ودي واحترامي
شكرا لكل من مر على الموضوع وكم مني اطيب المنى
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...جزاكم الله تعالى خيرا أستاذ داود على أسهاماتكم
في الملتقى وأرجو من حضرتكم أن تسمحوا لي بهذه المشاركة أدعو الله تعالى أن يبارك
بها وأن يٌجلي الحقيقة عن هذا الموضوع الذي كثر فيه الاختلاف أرى والله تعالى أعلم
ما يلي-
1- أرى أن بعض أهل العلم يتعصب لما يعتقد به ويٌجرد من يختلف معه من كل دليل
وان المسألة ليست بتلك الحدية التي تتطلب ذلك فمن جانب من لايٌؤيد الإعجاز العلمي
نجده لا يقبل حتى أسمه!!!أي الإعجاز العلمي...ومن جانب آخر نجد أن انصار
الإعجاز يتعصبون لإي مسألة علمية صغيرة أو كبيرة فيجعلونها منه وهي ليست
كذلك.
2- قال الاستاذ داود(...
من ناحية أخرى فإن اكتشاف مثل هذه العلوم في القراّن الكريم ليس إعجازا لان معانيه ليست معجزة بل في مقدور البشر أن يفهموها مثلما أن اكتشاف محل الإعجاز في القران الكريم-(وهو: عربية اللفظ وعربية الأسلوب التي أدت هذه المعاني هي المعجزة وهي محل التحدي أن يأتوا بمثله )-لا يسمى إعجازا )...ياأستاذ ما هو الضير أن نسمي الآيات المتعلقة بالاكتشافات العلمية بالإعجاز العلمي لكون منزل القرآن سبحانه ذكره بكتابه في وقت لم تكن هناك إكتشافات
علمية ولا يعرفها أحد...وذلك من باب التحدي الذي تحدى به الله سبحانه الجن والانس
أن يأتوا بمثل هذا القرآن...فمثل ما تحداهم بلغة الكتاب تحداهم بأنه سبحانه جعل فيه
أسرارا سيكتشفونها تباعا وهذا مصداقا لقوله تعالى(
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ( 53 )ص
ذكر ابن كثير في تفسير الآية(قال مجاهد ، والحسن ، والسدي : ودلائل في أنفسهم ، قالوا : وقعة بدر ، وفتح مكة ، ونحو ذلك من الوقائع التي حلت بهم ، نصر الله فيها محمداوصحبه ، وخذل فيها الباطل وحزبه .

ويحتمل أن يكون المراد من ذلك ما الإنسان مركب منه وفيه وعليه من المواد والأخلاط والهيئات العجيبة ، كما هو مبسوط في علم التشريح الدال على حكمة الصانع تبارك وتعالى ....)
فالذي يسمي هذا الامر بالإعجاز يربط هذه الاكتشافات بالإعجاز
اللغوي الذي تحدى به الله تعالى الخلق بإن يأتوا بكتاب مثل كتابه.
3- قال الاستاذ داود(...
من ناحية أخرى فإن اكتشاف مثل هذه العلوم في القراّن الكريم ليس إعجازا لان معانيه ليست معجزة بل في مقدور البشر أن يفهموها مثلما أن اكتشاف محل الإعجاز في القران الكريم
....) ياأستاذ ان من يٌسمي الاكتشافات إعجازا لايقصد اللغة بل يقصد حقيقة الامر الذي
غاب عن عقول البشر أن يفهموه في القرون السابقة فمثلا قوله تعالى(
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا )النساء-57
في زماننا أكتشف الاطباء ان الاحساس بالألم يكون في منطقة الجلد...ولهذا فإن أنصار
الإعجاز أعتبروا هذا الاكتشاف من ضمن الوعد الذي جاء في آية سورة ص السابقة
ولهذا فإنهم أعتبروه إعجازا.
والله تعالى أعلم.
















 
أخي البهيج السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:فإن محل التحدي في القران الكريم هو في قوله تعالى:((وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ))البقرة(23)فهذه هي علامة التحدي(أن ياتوا-كل البشر-بسورة من مثله))بغض النظر عن الموضوع الذي جاءت به المعاني (علميا ،اجتماعيا،تشريعيا،أخلاقيا،إنسانيا،فلكيا...الخ)أما إكتشاف العلوم التي أشار إليها القران الكريم قبل أن يهتدي إليها البشر بمئات السنين،فهذا يتعلق بالقدر وهو ما سبق في علم الله اي ما خطه في اللوح المحفوظ قبل الخلق ب50 ألف سنة كما ورد في حديث شريف لما خلق الله تعالى القلم،إذا فاكتشاف العلوم والإشارة اليها في القران الكريم هو من دلائل قدرة الله تعالى واحاطة علمه بكل شيءكان أو كائن أو يكون ،وليس هذا مما تحدى به الله تعالى البشر لانه يتعلق بالغيب عموما وببديع صنع الله تعالى فيما خلق،وعلى من اكتشف علما في مجال ما ثم عرف ان الله تعالى قد أشار إليه في القران الكريم قبله بمئات السنين فقد أقام على نفسه الحجة أو قامت عليه فيدرك أن هذا القران هو من عند الله ولا يستطيع احد ان ياتي بمثله وعلى ذلك عليه ان يسلم لوجود الدليل القاطع امامه
شكرا لكل من مر على الموضوع
 
عودة
أعلى