سؤال [ متعلق بحوار دار بيني وبين نصراني حول إشكال في فهم بعض الآيات ]

حسام مجدي

New member
إنضم
11/02/2005
المشاركات
15
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاه و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبة و من اتبعة بهدى إلى يوم الدين ...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ...

كنت أتحاور في الفترة الأخيرة مع أحد النصارى ... و سألني ثلاثة أسئلة عن ترتيب خلق السموات و الأرض في القرآن الكريم ..

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
سورة البقرة 29

أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا
رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا


وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا

النازعات 27 : 32


السؤال الأول : استفسر عن مسأله وجود اشتباه تعارض بين ترتيب الخلق في الآيتين ..

فكان جوابي بتوضيح معنى " الدحي " في اللغة و أنة يختلف عن " الخلق في الآية الأولى ... مع توضيح ترتيب الخلق الصحيح كما أوردة " ابن عباس " رضي الله عنهما ..

فكان سؤاله الثاني :

قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ

ألا يعني هذا أنها ثمانية أيام ؟

فأجبتة بتوضيح ذلك له و لله الحمد و زال اللبس ( لا أريد كتابة الرد حتى لا أطيل )

فكان سؤاله الثالث ..

هذه الايات من سورة فصلت توافق ما جاء في سورة البقرة
ولكنها تخالف ما جاء في سورة النازعات

هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
سورة البقرة 29

أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا
رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا


وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا

النازعات 27 : 32

اذ ان سورة النازعات كما ترى ، فانها تقول ان الله خلق السماء وبناها وفعل كذا وكذا ، ثم الارض ( بعد ذلك ) دحاها واخرج منها مائها ومرعاها والجبال ارساها ، هذا هو ( تقدير اقواتها ) الذي من المفترض انه تم قبل الاستواء الى السماء ليدعوها وهي دخان ؟؟؟


فأوضحت له أن تقدير الأقوات في الأرض قد تم في اليومين الثانيين بعد يومين خلق الأرض و ذلك يختلف عن ما ذُكر في سورة النازعات من اخراج الماء و المرعى فلابد من تهيئة السماء أولا لنزول المطر لخروج المرعى و الماء و ذلك من اعجاز القرآن .....

فاحتج علي بأن الله تبارك و تعالى يقول في الآية الكريمة بسورة فصلت " و جعلنا فيها رواسي " ..
و في سورة النازعات قال تبارك و تعالى .. " و الجبال أرساها " ...

مما يدل في نظرة بأن التقدير في اليومين المكملين للأربعة في سورة فصلت هو ذاتة ما في سورة النازعات ..

فرددت علية بأن كلمة " رواسي " لا يقصد بها هنا " الجبال " و انما الطبقة التكتونية التي تُثبت بها الجبال tektonic plates .. أما الجبال فقد أُرسيت " و الجبال أرساها " على تلك الرواسي .. و هذة النقطة اجتهاد شخصي ...

فأريد أن أعرف من شيوخنا هل أصبت فيما قلتة أم لا .. و هل يتعارض هذا مع الشرع .. ؟

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ...
 
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الرد ليس جواباً لسؤال الأخ الكريم ، وإنما هو تتمة له ؛ فقد وجدت في كتاب " تفسير سور فصلت " للدكتور محمد صالح علي مصطفى ما نصه :
( إن عامة المفسرين - وأعني من اطلعت على تفاسيرهم - يقولون : إن الرواسي هي الجبال . وهم بقولهم هذا يدخلون الجبال في الخلق الأول ، وهو قبل تقدير الأقوات وخلق السماوات .

والذي أراه أنها غير الجبال ؛ إذ أن الرواسي هنا ما أرسى الأرض كلها ، ما فيها وما عليها بما يثقلها في نفسها ، ويفصلها عن غيرها .
وهي بهذا المعنى موجودة مذ تكونت الأرض ، مستقرة فيها من داخلها ، مسلطة عليها من فوقها . وليس كذلك الجبال ؛ فإنها بذاتها تحتاج إلى ما يرسيها كما قال تعالى : { والجبال أرساها } ، ولم يقل أرسى بها ؛ فهي مرساة ، وليست مرسية .

وآية النازعات تشير إلى تأخر الجبال في الظهور ، أي أنها لم تكن في الخلق الأول ، وإنما ظهرت مع الماء والمرعى في عملية الدحو متاعاً للإنسان والأنعام ، قال تعالى : { أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ [ وهي الأرض المخلوقة قبل السماء كما قدمنا ] بَعْدَ ذَلِكَ [ بعد خلق السماء ] دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ } ......) إلى آخر كلامه في الكتاب المذكور ص128-131 .
 
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ...

بارك الله فيك أخي الحبيب ... و زادك الله تعالى علما ... و أرجوا من الأخوة أن يفيدونا بالتعقيب ..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ...
 
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين ...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ...

جزاك الله خيرا كثيرا أخي ... و لكن هذا الترتيب يخالف قول " ابن عباس " ... فهل في ذلك اشكال ؟

و ألفت نظر الأخوة جميعا في منتدى التفسير أن شبكة التوحيد لحوار الملحدين تحتاج إلى اخوة كثيرين هذة الأيام نظرا لكثرة عدد الملحدين فيها ..

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ..
 
أعتقد أنك الأخ الحبيب " رحيم " ... أليس كذلك أخي ؟
 
بلى أخي الفاضل

وبالنسبة لحديث ابن عباس رضي الله عنهما هل تتكرم بذكره

وجزاك الله خيراً
 
أخي الفاضل: إن كنت تبحث عن نص يؤيد ما ذهبت إليه فالنص موجود في صحيح الإمام مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً: " خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ ..".
بحسب الحديث الشريف: التربة قبل الجبال، ثم غُرِزت ( ألقيت ) الجبال (( في )) التربة.
ولكنه معلول سنداً ومتناً:
ففي صحة رفع الحديث إشكالات معلومة في علم علل الحديث، لعل الإخوة في ملتقى أهل الحديث يبينونها ، إن أردت الاستشهاد به فاطلع عليها لزاماً، فلها علاقة بالإسرائيليات..
وفي متنه مخالفة لعدد أيام الخلق في القرآن الكريم، فالأيام المذكورة فيه سبعة !!!

ولهذا أرجو التكرم بمراجعة استنتاجك ..

--------------
أما حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، روي بعدة روايات أشهرها ما رواه الإمام البخاري في التفسير باب تفسير سورة حم السجدة مطولاً: " خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ثُمَّ دَحَا الْأَرْضَ وَدَحْوُهَا أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالْجِمَالَ وَالْآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ دَحَاهَا وَقَوْلُهُ خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ فَجُعِلَتْ الْأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ وَخُلِقَتْ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ ".

أولاً: الحكم على الحديث سنداً:
الحديث موقوف على ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ، ذكره إجابة لزعيم الخوارج نافع بن الأزرق في سؤالاته المعروفة (انظر نصها كاملة في الإتقان للسيوطي / النوع السادس والثلاثون : في معرفة غريبه ).
وقد رواه البخاري في تفسير القرآن أول سورة حم السجدة [أي: فصلت] معلقاً ـ ثم وصله ـ . كما وصله ابن حجر في تغليق التعليق4/301 وفتح الباري8/559، وحكم بصحته. وذكره عبد الرزاق الصنعاني بسنده في تفسيره 1/160-161 والطبري في تفسيره 4/96-97، والحاكم في المستدرك2-494-495 وصححه ووافقه الذهبي ورواه الطبراني في الكبير ( وفي إسناده راو متروك ) وابن أبي حاتم.. كلهم عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مطولاً بنحوه.

ملاحظة هامة: لا يعد كل حديث مذكور في صحيح البخاري حديثاً له القوة ذاتها لما اشتهرت به أحاديث صحيحه، فللبخاري إشارات في صحيحه تدل على أن الحديث ليس على شرطه ومنها هذا الحديث.

فالناظر إلى الحديث في البداية يظنه معلقاً، ولكن عندما يكتمل متن الحديث يجد الإسناد ووصل المنقطع منه..
فبعد أن روى البخاري الحديث قال: " حَدَّثَنِيهِ يُوسُفُ بنُ عَدِيّ حدثنا عُبَيْدُ الله بنُ عَمْرٍ وَعَنْ زَيْدِ بنِ أنَيْسَةَ عَنِ المِنْهالِ بِهذَا ".
أي جعل إسناده في نهايته !!
دليلاً على كونه ليس على شرطه..
ذكر ذلك ابن حجر في فتح الباري وأيده العيني في عمدة القاري بقوله: " أسند الحديث المذكور بعد أن علقه كما ذكرناه قال الكرماني لعله سمع أولاً مرسلاً وآخراً مسنداً فنقله كما سمعه وفيه إشارة إلى أن الإسناد ليس بشرطه واستبعد بعضهم كلام الكرماني هذا وليت شعري ما وجه بعده وما برهانه على ذلك بل الظاهر هو الذي ذكره وقول الكرماني وفيه إشارة إلى آخره يؤيده كلام البرقاني حيث قال ولم يخرج البخاري ليوسف ولا لعبيد الله بن عمرو ولا لزيد بن أبي أنيسة مسنداً سواه وفي مغايرته سياق الإسناد عن ترتيبه المعهود إشارة إلى أنه ليس على شرطه وإن صارت صورته صورة الموصول ".
وعلى هذا فالحديث صحيح، ولكنه ليس بقوة صحة الأحاديث التي رواها البخاري وكانت على شرطه.
وتستطيع الاستزادة في ذلك من خلال علم علل الحديث أيضا...

ثانياً: فهم الحديث متناً:
1. الحديث موقوف على ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فهو من قول (اجتهاد) الصحابي. وللاحتجاج به تفصيل في علم أصول الفقه.
فإن تعارَض ظاهر كلامه ( بخلق الأرض قبل السماء ) مع نص قرآني صريح بأنهما كانتا معاً " كانتا رتقاً ".. فمن نقدم ؟!

2. لعلك تتساءل: ما توجيه هذا التعارض بين ظاهر القول المنسوب لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مع ما ذكرته في الرابط أعلاه ـ عند الرد رقم 4 ـ ؟
الجواب: تساءل الإمام الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه: دفع إيهام الاضطراب عن كتاب الله ص7 قبلك عن ذلك.... ومما قال: " وقد مكثت زمنا طويلا أفكر في حل هذا الإشكال حتى هداني الله إليه ذات يوم ففهمته من القرآن العظيم, وإيضاحه أن هذا الإشكال مرفوع من وجهين كل منهما تدل عليه آية من القرآن:
الأول-إن المراد بخلق ما في الأرض جميعا قبل خلق السماء الخلق اللغوي الذي هو التقدير لا الخلق بالفعل الذي هو الإبراز من العدم إلى الوجود والعرب تسمي التقدير خلقا ومنه قول زهير: ولانت تفري ما خلقت وبعـ ### ـض القوم يخلق ثم لا يفرى
والدليل على أن المراد بهذا الخلق التقدير أنه تعالى نصّ على ذلك في سورة فصلت حيث قال: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا} ثم قال: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} الآية.
الوجه الثاني: أنه لما خلق الأرض غير مدحوه وهي أصل لكل ما فيها كأنه خلق بالفعل لوجود أصله فعلا والدليل من القرآن على أن وجود الأصل يمكن به إطلاق الخلق على الفرع وإن لم يكن موجودا بالفعل . قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَة} الآية. فقوله خلقناكم ثم صورناكم أي بخلقنا وتصويرنا لأبيكم آدم هو أصلكم.
وجمع بعض العلماء بأن معنى قوله والأرض بعد ذلك دحاها, أي مع ذلك فلفظة بعد بمعنى مع ونظيره قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} وعليه فلا إشكال في الآية... ". ا.هـ

3. دقق في كلام ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، فمراحل بدء الخلق بحسب (( ظاهر حديثه )) كما يلي:
أ) خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ.
ب) ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ .
ج) ثُمَّ دَحَا الْأَرْضَ وَدَحْوُهَا أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالْجِمَالَ وَالْآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ .
د) فَذَلِكَ قَوْلُهُ دَحَاهَا وَقَوْلُهُ خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ فَجُعِلَتْ الْأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ .
هـ) وَخُلِقَتْ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ.

ولكن.... كان ذاك نص حديثه حرفياً وهو يحتاج إلى توضيح عند التدقيق بما فيه ...
والآن إلى التوضيح:
ـ اسنتنتاج ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ والمشار إليه بالحرف ( د )، توصل إليه عن طريق جمع المرحلة (أ) مع المرحلة (ج).
أي الأيام الأربعة تساوي: يومي خلق الأرض مع يومي تقدير الأقوات.



ـ المرحلة ( ب ) لا تختلف أبداً عن المرحلة ( هـ)
ودليل ذلك، أنهما لو كانتا مرحلتين مختلفتين لكانت أيام خلق السماوات والأرض ثمانية.

يومين لخلق الأرض ( المرحلة (أ))
ويومين للمرحلة ( ب )
ويومين للمرحلة (ج)
ويومين للمرحلة (هـ)

ومحال أن يقول ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بذلك
فالحديث أصلاً للرد على ذلك
أليس كذلك !!!

--------------------------------------

وعلى هذا يكون تقدير كلام ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ :
" خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاءَ فِي يَوْمَيْنِ.
ثُمَّ دَحَا الْأَرْضَ ـ وَدَحْوُهَا أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالْجِمَالَ وَالْآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا ـ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ.
أي: أتمَّ خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ فَجُعِلَتْ الْأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ .
ثُمَّ أتمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ بأن َسَوَّاها وخَلَقَ السَّمَوَاتُ السَّبْعِ فِي يَوْمَيْنِ ".


لعل رواة الحديث ( الذين لم يرو لهم البخاري إلا هذا الحديث ) تصرفوا في كلام ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بخاصة إن علمت أن الإمام البخاري يرى جواز رواية الحديث بالمعنى.. ولهذا علقه في صحيحه !!
على كل حال.. أين كلام الله تعالى المحكم من كلام العباد والعبيد مهما علا شأنهم !!
وسبحان من أعجَزَ بكلامه، سائر العقلاء، إنسهم وجنهم، صالحهم وطالحهم، عالمهم ومتعالمهم...

ويأبى الله أن يكون الكمال لغير كلامه جل في علاه

ففي كل شيء له آية ### تدل على أنه واحد.

-------------------- -----------

ملاحظة: الإجابة عن تلك الشبهة في مشروع أطروحتي كما يلي:
الله تعالى خلق السماء والأرض معاً ( قبل الانفتاق الكوني الكبير )
عندها: " كانتا رتقاً ففتقناهما ".
وبعد الانفتاق تمايزت الأرض عن السماء، وكانت الأرض غير مدحوة، والسماء واحدة غير مسوية سبع سماوات.
ثم دحا الأرض بعد ذلك وجعل فيها الرواسي والأنهار وغير ذلك، ويدل لهذا أنه قال: " وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا " ولم يقل: " خلقها ", ثم فسر دحوه إياها بقوله: " أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ".
ثم استوى إلى السماء فسواهن سبعاً في يومين.

فاكتمال خلق الأرض وتسويتها، تم قبل اكتمال خلق وتسوية السماء.. وإن بدءا في أصلهما معاً.
وفي ذلك تكريم للإنسان ومزيد عناية.

والله تعالى أعلم

مع محبتي
 
انظر

فائدة حول حديث خلق التربة الذي عند الامام مسلم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24189

مثال على ان ابا هريرة كان يروي الاسرائليات عن كعب ولا يبين ذلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=68858#post68858

هل أخذ ابو هريرة حديث التربة عن كعب؟!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22728&highlight=%C7%E1%CA%D1%C8%C9

حديث خلق الله التربة يوم السبت ) أرجو التفاعل والمشاركة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14644&highlight=%CE%E1%DE+%C7%E1%CA%D1%C8%C9
 
أخي رحيم ... بارك الله فيك و أحسن الله إليك ... و شكرا للأخ ابن وهب على الفوائد الرائعة ... !
 


===================
أقول:
===================


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



جزاكم الله خيرا

و جزاك الله خيرا يا أخي الفاضل " ابو مجاهد العبيدي "

فالكلام بخصوص الجبال و كونها رواسي -- كلام جميل مقنع

و لكن يا أخي - كيف نوفق بين هذا الإستنتاج - و الدليل بآيات قرآنية

و بين من يزعم أنه أثبت علميا بأن الجبال هي مرسى للأرض


/////////////////////////////////////////////////
 
عودة
أعلى