سؤال: ما هي معايير تقييم الكتب والبحوث الإسلامية؟

إنضم
23/01/2007
المشاركات
1,211
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
كندا
الموقع الالكتروني
www.muslimdiversity.net
اقترح أن يتم تحت هذا العنوان مناقشة المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الحكم على قيمة الكتب والبحوث الإسلامية، حتى نبتعد عن الذاتية في التقييم ونقترب من الموضوعية.

فكثيرا ما يواجه القارئ حيرة شديدة وصعوبات لمعرفة قيمة الكتاب أو البحث أو المقال في الموضوع الذي يتطرق إليه. وتزداد حيرته حين يبحث أو يعثر على آراء تعرضت لهذا الكتاب أو البحث أو المقال بنقد أو بعرض، خصوصا إذا كانت هذه الآراء لأشخاص غير متخصصين.

ولعل السمة العامة الملاحظة هي استسهال إطلاق الأحكام التعميمية التي ترفع بعض الكتابات أو بعض الكتّاب إلى أفضل مراتب العلم والفائدة والأهمية، أو على العكس من ذلك، تضعهم إلى أدنى المراتب..

وتتجلى هذه الظاهرة خصوصا في الكتابات المتخصصة في علوم الدين.

ولا يخلو هذا المنتدى وما يطرح فيه، من هذه الظاهرة.

لذلك، فأرجو أن يدور حديث مفيد حول هذا الموضوع. وأطرح هنا جملة من التساؤلات التي قد تساعد على توليد الأفكار، وترتيب الأسئلة غير مقصود، وإنما أطرحها بالترتيب الذي وردت به في خاطري :

* ما الذي يعطي قيمة علمية للكتاب؟ هل هو اسم كاتبه؟ أم المدرسة العقائدية التي ينتمي إليها ؟ أم جدة الأفكار أو منهجية الطرح ؟ أم ماذا؟

* هل يفيد النظر إلى محتوى الكتاب بدون اعتبار اسم الكاتب، أو انتمائه الفقهي أو العقائدي حتى نبتعد عن إطلاق حكم تعميمي؟

* هل يمكننا تعداد كل العوامل التي يتوجب الاهتمام بها عند الحكم على قيمة الكتاب؟ وكيف نرتب أهمية هذه العوامل في ما بينها حتى لا نسقط في تضخيم عامل على حساب آخر ؟

* هل هذه المعايير مشتركة بين الكتابات التاريخية والكتابات المعاصرة؟

* كيف نميز بين كتاب عادي لم يأت بجديد؟ وكتاب بالغ الأهمية؟

أكتفي مؤقتا بهذا القدر من التساؤلات. وأرجو ممن لديه تساؤلات أخرى مشابهة أن يضيفها هنا.
 
أضيف هنا تساؤلات أخرى:

* هل تعطي الدرجة العلمية للكاتب قيمة مضافة لعمله مقارنة بغيره ممن هم أقل درجة علمية منه؟ وهل لكثرة كتبه وبحوثه العلمية ومشاركاته في المؤتمرات قيمة مضافة؟
* هل من المفيد تحديد معايير عقائدية في البحث في علوم الدين؟ ويحضرني هنا جملة من عناوين الكتب والبحوث والرسائل الجامعية، مثل: "كتابات فلان الفلاني في ميزان الإسلام"، و"فلان في ميزان أهل السنة والجماعة"...
* هل ثناء بعض الدعاة والمشايخ أوذمهم كاف للحكم على قيمة كتاب أو كاتب؟

...

وأعترف مقدما بصعوبة الحديث عن هذه الأمور خصوصا في سياقات الكتابات الإسلامية التي يتم التعامل فيها بحرارة وحمية وغيرة إيمانية، فيصبح المقياس فيها (كل كلامي صواب لا يحتمل الخطأ في أي جزء منه، وكل كلام مخالفي خطأ لا يحتمل الصواب في أي جزء منه).

ولست أدري إن كان من المفيد عرض أمثلة لتقريب الأفهام.. وأرجو أن لا تؤدي إلى مفعول عكسي، والله المستعان:

* لماذا تعتبر كتابات ابن تيمية أفضل الكتب العلمية وأهم منبع لعلوم الدين عند البعض؟ في حين يتبرم البعض الآخر منها؟
* لماذا يعتبر البعض د. يوسف القرضاوي من أفضل من كتب في الدراسات الإسلامية المنهجية؟ في حن يحذر آخرون من القراءة له؟ وقل مثل ذلك عن الألباني، والغزاليين، وسيد قطب، وغيرهم؟
* لماذا يبحث لبعض عن كل ما كتبه أحد الكتاب الذين تأثر بهم، فلا يرى مثلا له في ما كتب.. حتى أنه لا يرى لاي علم أن يقوم سوى بما كتبه هذا العالم، وإن كان بعض كلمات أو أفكار لا يصلح أن تساق دليلا على مساهمته في بناء هذا العلم؟
وقد حضرني هنا سؤال قرأته في أحد المنتديات: "لماذا نسينا دور ابن القيم في علم البديع؟" وكأن صاحبه يعجب من التقصير في إعطاء ابن القيم حقه وإبراز فضله في هذا العلم؟

...
 
دفعة أخرى من الأسئلة:
* ما الفرق بين بحث منشور في مجلة محكّمة وبحث منشور في مجلة غير محكّمة؟ هل للبحث الذي تعرض للمراجعة والتقييم قبل نشره أكثر من قيمة من البحث الذي نشر دون مرور على نقد أو تقييم؟
* ما الفرق بين كتابين أحدهما رسالة ماجستير أو دكتوراه، والآخر منشور بدون أن يمر على مراجعين ونقاد؟
* هل تشفع الخبرة المنهجية الناتجة عن الدراسات العليا (ماجستير أو دكتوراه...) لوحدها كي نحكم على جودة التأليف؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية عطرة إليك أخي محمد:
هي أسئلة في غاية الأهمية، وأضيف:
ما علاقة أي تأليف بحاجة الأمة، وكيف يتم تحديد هذه الحاجة، هذا بالنسبة للدراسات الإسلامية المعاصرة...
وأما بالنسبة للتراث والعناية بتحقيقه ونشره، ما هي المعايير المعتمدة في تقديم مخطوط على مخطوط...؟
 
الأخ الفاضل ابن جماعة ود. فوضيل رغم جزمى بأهمية ما تم طرحه إلا أن كثرة الأسئلة التي تفضلتما بطرحها قد ذهب

بالفكر يمنة ويسره لأننا على كل حال نتناقش على شاشة الكمبيوتر وهذه الأسئلة تحتاج إلى كراسة مكتوبة أو طبع

للأسئلة ثم الإجابة عنها مما يؤخر مجرد الرد عليها والإفادة منها ، لذا أقترح التفضل بإجمال الأسئلة واختصارها لتتم

الفائدة للجميع مع تحياتي.
 
أحسن الله إليكم جميعا.

وجوابا على ما طلبه د. عبد الفتاح خضر، أقول: إنني استعملت أسلوبا معروفا في طرح المواضيع للحوار، تسمى
Brainstorming ولا أدري إن كانت ترجمتها للعربية صحيحة (العصف الذهني أو التفاكر).

وهذا الأسلوب يستخدم عادة للوصول إلى أفكار جديدة لحل مشكلة قائمة أو لتطوير منتج ما أو للوصول إلى أفكار جديدة لاستخدام شيء ما. فعصف الذهن يساعد على توليد أفكار جديدة ولذلك فاستخداماته عديدة.

ومن ميزات هذا الأسلوب في التفكير بصوت عال:
1- أنه يعتمد على التفكير الجماعي، مما ينتج عنه عدد من الأفكار أكبر مما لو فكر شخص واحد في حل المشكلة.
2- أنه يتطلب تأجيل عملية تقييم الأفكار إلى ما بعد توليد جميع الأفكار مما يساعد على سيلان الذهن والوصول إلى أفكار كثيرة.
3- أن فائدته ناتجة عن إشراك أشخاص ذوي تخصصات وخبرات مختلفة في هذه العملية، مما يشجعهم على دعم القرار أو الحل النهائي.

لذا، فأقترح ترك هذه التساؤلات كما هي، لفترة زمنية قبل البدء في تنظيمها. إلا إذا رأيتم رأيا أصوب.

وبما أننا ذكرنا هذا الأسلوب في التفكير الجماعي: يوجد مقال مفيد عن طريقة (العصف الذهني) وفوائدها، يمكن الاطلاع عليه في هذا الرابط.
 
من الأسئلة المتعلقة:
* هل التحيز مذموم مطلقا؟ أو ممدوح مطلقا؟ كيف أميز كطالب العلم في تقييمي لما أقرأ بين ما يمثل تحيزا مسبقا ومذموما، وما يمكن تسميته وعيا نقديا؟
* ومن ناحية أخرى، عند وقوفي على آراء الآخرين، كيف أعرف إن كانوا متحيزين في نقدهم تحيزا سلبيا أو إيجابيا؟

وقد قرأت مقالا جيدا للدكتور عبد الوهاب المسيري بعنوان (فقه التحيز) في هذا الرابط يعرض فيه جملة من الأفكار المفيدة، ألخصها هنا:
- التحيز حتمي لأنه مرتبط ببنية عقل الإنسان ذاتها ولأنه لصيق باللغة الإنسانية نفسها
-ولكنه ليس بنهائي، بل يمكن تجريده من معانيه السلبية، وعندها لا يصبح نقيصة
والتحيّز أنواع:
1 ـ هناك التحيّز لما يراه الإنسان على أنه الحق، وهذا هو الالتزام. والإنسان المتحيز للحق والحقيقة يمكن أن يتحمس لهما وينفعل بهما، ولكنه على استعداد لأن يخضع ذاته وأحكامه للمنظومية القيمية وللحق الذي يقع خارجه. كما أنه على استعداد لأن يختبر ثمرة بحثه، فهو لا يعتقد أن أحكامه (المتحيزة) هي الحكم النهائي المطلق إذ أن أحكامه أولاً وأخيراً اجتهاد، وهو يدرك ذلك تماماً.
2 ـ وهناك التحيّز للباطل وهذا يأخذ أشكالاً مختلفة، فهناك التحيّز للذات حين يجعل الإنسان نفسه المرجعية الوحيدة المقبولة، ولذا تسقط فكرة الحق المتجاوز ولا يمكن محاكمة الإنسان من أي منظور. يرتبط بهذا فكرة التحيّز للقوة، فإن كان الإنسان منتصراً فإنه يفترض إرادته، أما إذا انهزم فإنه يتحول إلى واقعي (برغماتي) يرضي بأحكام الآخر ويخضع له دون إيمان بأن ما يقوله الآخر هو الحق، فالقوة هي المرجعية الوحيدة ( ولذا فهو في حالة تربّص دائمة في انتظار تغير موازين القوى لصالحه). ويرتبط بكل هذا التحيّز للسلطان، فهو تحيز يعبّر عن التخلـّي الكامل عن ذاتية الإنسان وعن اختياراته الحرة، بحيث يصبح السلطان هو المرجعية، وما يقول الجالس على الكرسي يصبح هو الحق، رغم إدراكنا أنه ليس كذلك. وفي جميع الأحوال، من يتحيز للباطل ليس على استعداد أن يخضع ذاته وأحكامه لمنظومة قيمية أو مرجعية تقع خارجه، كما أن أحكامه لا تقبل الاستئناف فهي نهاية مطلقة.
3 ـ هناك أيضا تحيز واع واضح، وآخر غير واع كامن. أما التحيّز الواعي فهو تحيز من يختار عقيدة بعينها (أيديولوجية) ثم ينظر للعالم من خلالها، ويقوم بعمليات دعاية وتعبئة في إطارها. أما التحيّز غير الواعي، فهو أن يستبطن الإنسان منظومة معرفية بكل أولوياتها وأطروحاتها، وينظر للعالم من خلالها دون أن يكون واعياً بذلك.
والتحيّز الواضح عادة ما يفصح عنه نفسه، كما هو الحال في (البروباجندة)، أي الدعاية الصريحة الرخيص... أما التحيّز الكامن، فإن المتلقي له يتأثر به دون وعي من جانيه.
4 ـ ويمكن تصنيف التحيّز من ناحية حدّته، فيمكن أن يكون التحيّز حاداً واضحاً، ويكون أقوى ما يكون عادة في ميادين العقائد الدينية والتقاليد والعلاقات الإنسانية، وما يعبر عنها من فنون وآداب وفكر وثقافة. أم الميادين التي تكون درجة تعرضها للتحيز متوسطة القوة فنجدها في التكنولوجيا والتنمية الصناعية، أما أقل اليادين تعرضاً للتحيز فهي العلوم البحتة مثل الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والتاريخ الطبيعي ومع هذا فهي تحوي قدراً من التحيّز.
5 ـ وهناك تحيّز داخل التحيّز، أي حين ينبني الباحثُ رؤية معينة محدودة من داخل نموذج معرفي متكامل تصبح تحيزاته أكثر اتساعاً. ويظهر التحيّز داخل التحيّز في عملية التركيز على أفكار بعينها دون غيرها داخل المنظومة موضع البحث.
6 ـ وهناك العكس أيضاً، أي أن يتحيز البحث لعدد من الأفكار تنتمي إلى أنساق معرفية مختلفة متناقضة ولكنه يتبناها كلـّها دون تمييز أو تفريق بسبب غياب الرؤية المعرفية العميقة.
7 ـ هناك تحيز جزئي وآخر كلّي، والتحيّز لعنصر واحد أو لشيء ما.
ويمكننا القول أن النوع الجزئي من التحيّز هو تحيز الشخص الواثق من نفسه ذي الهوية الواضحة الذي يدور في إطار رؤيته ويقف على أرضيتها، وله تحيزاته المحددة، ثم ينتظر إلى العالم ويأخذ منه ما يريد. فهو يمسك بالميزان ولا يخاف أن يستورد الأفكار والأشياء من الخارج ولكنه يزن ما يستورده بميزانه، ويعيد صياغته بما يتفق مع معاييره، أي أن هذا الشخص ليس ضد الوافد، وليس ضد الاستفادة من الآخر، وليس ضد الانفتاح عليه، ولكنه ضد أن يضع أحدُهم ميزاناً مستورداً في يده ليزن به الأشياء، وضد أن يتحدث عن نفسه بضمير الغائب، وضد إغلاق باب الاجتهاد بالنسبة للآخر...
 
هذا الموضوع مهم بلا ريب ، لكن سيقع فيه اختلاف موازين النقد ( الجرح والتعديل ) ، فهل كل هذه الموازين متفق عليها ، أو لا ؟
وما هي الموازين التي نتفق عليها لنحكم بها ، فننطلق من المتفق عليه إلى المختلف فيه ، ونحرر مناط المتفق عليه ، لتقلِّ دائرة الاختلاف في النقد .
فمثلاً : لا نختلف في أن الاتباع أصل الدين ، لكن تحقيق مناط هذا الاتباع سيقع فيه خلاف ، فهل هذا المؤلف متبع أو غير متبع ، فميزان الاتباع قد يختلف فنكون في دور لا ينتهي ، وتلك من مشكلات النقد والتقويم للكتب والأشخاص والجماعات ؛ لذا نحتاج إلى ضبط مثل هذا الميزان في الاتباع لنسلم من اتساع الاختلاف ، وهكذا غيرها من موازين النقد والتقويم ، والله يوفقنا إلى ما يحب ويرضى .
 
هذا الموضوع يعد نواةً لوثيقة عمل بحثية في غاية الجودة لما يثيره من الأسئلة الدقيقة التي ينبني عليها أمر إعادة النظر في موضوع تقويم الكتب والبحوث الإسلامية ، وفي ظني أن ما طرحه الأستاذ المبدع محمد بن جماعة من أسئلة لو استثمر على وجهه في مراكز البحوث لعاد بأحسن عائدة على مسألة التقويم العلمي للمؤلفات والبحوث .
وبهذه المناسبة أود الإشارة إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ستعقد ندوة علمية تحت عنوان :(التحكيم العلمي : أحكام موضوعية أم رؤى ذاتية) وهو موضوع وثيق الصلة بموضوعنا هذا ، وذكر من أهداف هذه الندوة :
1- التعرف على المعايير العلمية والأخلاقية للتحكيم العلمي .
2- التعرف على المشكلات التي يواجهها التحكيم العلمي في المؤسسات الأكاديمية المحلية والدولية
وسوف تعقد هذه الندوة يومي 9-10 من شهر ذي القعدة المقبل 1428هـ .
محاور هذه الندوة :

المحور الأول: المعايير العلمية للتحكيم:
1- ضوابط ومعايير التحكيم لأغراض الترقية في الجامعات السعودية.
2- ضوابط ومعايير التحكيم للنشر العلمي في المجلات والدوريات العلمية في المؤسسات الأكاديمية المحلية والدولية.
3- ضوابط ومعايير التحكيم لأغراض تمويل المشروعات البحثية
4- ضوابط اختيار المحكمين في المؤسسات الأكاديمية والبحثية.
5- التجارب الدولية في وضع معايير التحكيم العلمية وتطبيقاتها.

المحور الثاني: مشكلات التحكيم العلمي:
1- المشكلات التي تواجه المحكم.
2- المشكلات التي تواجه المؤسسات الأكاديمية والبحثية.
3- المشكلات التي تواجه المحكم له.

المحور الثالث: أخلاقيات التحكيم العلمي:
1- الدراسات الميدانية لأراء المحكم لهم حول الممارسات الأخلاقية للمحكمين
2- الدراسات التحليلية للأبعاد الأخلاقية لتقارير المحكمين
3- مدونات مقترحة لأخلاقيات التحكيم العلمي

المحور الرابع: واقع تحكيم الرسائل الجامعية في الجامعات المحلية والدولية:
1- معايير تحكيم الرسائل العلمية في التخصصات المختلفة.
2- مشكلات تحكيم الرسائل الجامعية.
3- النماذج العربية والدولية في تحكيم الرسائل العلمية.

ويمكن الاطلاع على تفاصيل هذه الندوة ومواعيدها من خلال موقع الجامعة على هذا الرابط .

أما مناقشة هذا الموضوع مناقشة علمية هادئة فكل سؤال من الأسئلة المطروحة جدير بموضوع مستقل لنقاشه ، وعسى أن يأخذ حظه من الوقت والتأمل ، وتتعاون وتتعاضد عقول الزملاء الباحثين في الملتقى للحوار حوله والكتابة فيه ، وأكرر شكري للزميل العزيز الأستاذ محمد بن جماعة على طرحه الذي يثري الملتقى دوماً في جوانبه العلمية والتقنية والإدارية زاده الله توفيقاً ، ونفع به أينما كان ، حيث يصلنا بره ونفعه وهو في أوتاوا بكندا وبيننا وبينه مسافات قربها الدين والتقنية فالحمد لله رب العالمين حمداً يملأ ما بين السماء والأرض .
 
هذا الموضوع مهم بلا ريب ، لكن سيقع فيه اختلاف موازين النقد ( الجرح والتعديل ) ، فهل كل هذه الموازين متفق عليها ، أو لا ؟
وما هي الموازين التي نتفق عليها لنحكم بها ، فننطلق من المتفق عليه إلى المختلف فيه ، ونحرر مناط المتفق عليه ، لتقلِّ دائرة الاختلاف في النقد .
فمثلاً : لا نختلف في أن الاتباع أصل الدين ، لكن تحقيق مناط هذا الاتباع سيقع فيه خلاف ، فهل هذا المؤلف متبع أو غير متبع ، فميزان الاتباع قد يختلف فنكون في دور لا ينتهي ، وتلك من مشكلات النقد والتقويم للكتب والأشخاص والجماعات ؛ لذا نحتاج إلى ضبط مثل هذا الميزان في الاتباع لنسلم من اتساع الاختلاف ، وهكذا غيرها من موازين النقد والتقويم ، والله يوفقنا إلى ما يحب ويرضى .


في تقديري: من الوسائل التي ستوصلنا إلى قدر كبير من الدقة والصواب في التقييم، أن نفصل بين أمرين: معايير (الجرح والتعديل) للأشخاص، ومعايير (الجرح والتعديل) للأفكار والآراء.

فما ذنب الحق إن ورد على لسان من ليسوا من أهله؟ وما ذنب الفكرة الجيدة والرأي السديد إن وردت على لسان من لا يعجبنا بقية آرائه؟

وفي المقابل، ما ذنبنا إن أخطأ من نعده من أهل الحق، في إصابة الحق في مسألة من المسائل.

إضافة إلى هذا، يوجد سؤال آخر هام: هل نحتاج لتطبيق نفس معايير (الجرح والتعديل) على الرجال ونفس معايير (الجرح والتعديل) على الآراء في كل التخصصات الشرعية؟ أم أن من الضروري التمييز بين التخصصات؟ ويحضرني هنا: موقف بعض المفسرين من الأخذ بالروايات المختلف في درجتها في أسباب النزول مثلا، وعدم تطبيقهم لنفس قواعد الجرح والتعديل...

وما دام الحديث عن (الجرح والتعديل) قد فتح، وهو من المداخل اللازمة للحديث في موضوعنا، فأرجو أن يتسع صدركم لفكرة عنت لي من خلال تجربتي البحثية في مجال نظريات اتخاذ القرار (Decision Making)، وأعتقد أنها ستكون مفيدة لو تم تطبيقها في (الجرح والتعديل) و(درجات الحديث):

فمن الملاحظ أن الألفاظ المستعملة لوصف الأشخاص في علم الجرح والتعديل تندرج جميعها (تقريبا) في إطار التقييم الذاتي، الذي يعطي الحرية للناقد أن يصف الرجل بالألفاظ التي يرى أنها صالحة لوصفه.

ومن هذه الأوصاف المستعملة في التعديل:
(أوثق الناس، أثبت الناس، إليه المنتهى في التثبت، ثقة ثقة، ثقة حافظ، ثبت حجة، ثقة متقن، ثقة، ثبت، إمام، حجة، عدل حافظ، عدل ضابط، لا بأس به، ليس به بأس، صدوق، خيار، محله الصدق، شيخ، مقارب الحديث، صدوق له أوهام، صدوق يهم، صدوق إن شاء الله، أرجو أنه لا بأس به، ما أعلم به بأساً، صويلح، صالح الحديث...)

ومن الأوصاف المستعملة في الجرح:
(أكذب الناس، إليه المنتهى في الكذب، هو ركن الكذب، وضاع، كذاب، يضع الحديث، يختلق الحديث، لا شيء، متهم بالكذب، متهم بالوضع، يسرق الحديث، ساقط، هالك، ذاهب الحديث، متروك الحديث، تركوه، فيه نظر، سكتوا عنه، ليس بثقة، ردوا حديثه، ضعيف جداً، واه، تالف، لا تحل الرواية عنه، منكر الحديث، ضعيف، ضعفوه، مضطرب الحديث، لا يحتج به، ليس بالقوي، ليس بحجة، ليس بالمتين، سيئ الحفظ، لين، تعرف وتنكر، ليس بالحافظ...)

وهذه الأوصاف في أغلبها أوصاف ذاتية، نجدها كثيرا منها متكررا عند علماء الجرح والتعديل، بدون أن يقصدوا به نفس الحكم أو نفس القيمة.

وقد بدر لي السؤال التالي: لم لا يفكر المتخصصون في هذا العصر، في أن يطوروا (بطريقة جماعية) نظاما موحدا جديدا لدرجات الجرح والتعديل، يعتمد الأعداد وليس الألفاظ الوصفية. فيصبح مثلا تقييم الرجل من خلال عدد يسند إليه من 0 إلى 20 (أو إلى 100)، ويكون هذا العدد ناتجا عن جملة من الأعداد الممنوحة حسب بعض المعايير المحددة سلفا.
فلو منحنا الرجل: 2 على المعيار الأول، و10 على المعيار الثاني، و12 على آخر، إلخ، فنجد أننا منحناه في آخر المطاف (مثلا) 72 نقطة؟

وأقول نفس الشيء عن درجات الحديث ومراتبه. فماذا لو أصبح لدينا ترتيب جديد (متفق عليه بين أهل الاختصاص) لدرجات الحديث يعتمد أيضا على الأعداد عوض ألفاظ (صحيح، حسن، ضعيف، آحاد، متواتر...). فيكون لنا سلم ترتيب من إلى 20 (أو 100) يسمح بإعادة تقييم جميع الأحاديث التي وصلتنا.

لا شك في أن الموجود حاليا في هذين العلمين وصل غلى درجة جيدة من الدقة، غير أننا نحتاج للوصول إلى نظام أكثر دقة مما نملكه حاليا، وأكثر حساسية للاختلافات الدقيقة..
ولتقريب الأفهام: فكأننا نستعمل حاليا ميزانا تقليديا، يزن الأمور بالرطل والكيلو، في حين أننا نحتاج لميزان إلكتروني جديد يسمح بتحديد الوزن على مستوى الجرام. ومثال آخر
ومثال آخر: كأننا نحكم على الألوان من خلال قائمة ألفاظ عامة، لا تسمح لنا بالتمييز بين درجات الزرقة داخل نفس اللون الأزرق. فلا يكون حكمنا دقيقا.


في ذهني مجموعة من الأفكار المفيدة جدا في هذا الموضوع، وقد استغرق مني جهدا ذهنيا طويلا، وأشعر أنني قد اقتربت لما يسمى في لغة البرمجة (Algorithm) قد يصل بنا إلى حل نهائي لاختلاف تقييم الأحاديث من هذا المنطلق. وللأسف، فإن كثرة الاهتمامات، وعدم عثوري (في المدينة التي استقررت بها) على باحثين يهمهم العمل في هذا الاتجاه، جعلني أؤجل يوما بعد يوم كتابة كل الأفكار المتعلقة به.

وقد نبعت لدي هذه الفكرة من خلال اطلاعي ومساعدتي لأحد الأصدقاء في تطوير برنامج أكاديمي مندرج ضمن رسالة الدكتوراه قدمها سنة 2004، وحصل بها في ذلك الحين على جائزة الدولة لأفضل رسالة دكتوراه تمت على مستوى الجامعات الكندية. وقد توصل فيها الباحث وهو مسلم تونسي يدعى (خالد جابر) إلى وضع (خطوات عامة لمساعدة أعضاء مجموعة ما في الوصول إلى نتيجة توافقية في الحكم على أمر ما)، في واقع متعدد المعايير ومتعدد الخصائص. ويمكن تطبيق نتائج هذه الدراسة في مجالات عديدة من البحث.

وقد ألح هذا الموضوع علي طويلا، لقناعتي التامة بأن اعتماد مثل هذه الأبحاث العلمية سيحدث ثورة جديدة في علوم الدين (وخصوصا علوم الحديث، والفقه) لتضييق الخلاف. ولذلك، ورغم عدم وجود الإطار الذي يساعدني على الاقتراب من التخصصات الشرعية (من خلال الدراسة الجامعية)، إلا أنني تمكنت بفضل الله، من دراسة عدد من المسائل بواسطة الدروس العلمية الصوتية المتخصصة الموجودة في عدد من الشبكات الإسلامية. وأصبح لدي إلمام نسبي بهذه المباحث الدقيقة، واطلعت على الصعوبات الكامنة فيهان مما لن يقدر المتخصصون فيها على تجاوزها لحد الآن. وأنا أعذرهم في ذلك، لأنني أعتقد ان الحل يكمن في الاستنجاد بأهل الاختصاص في مجال غير مجالهم، في علوم الكمبيوتر (ميدان التحليل والبرمجة الآلية)، وفي علوم الإدارة (نظريات وأنظمة اتخاذ القرار...)، لأن هؤلاء وصلوا في القرن العشرين (ووهم مستمرون في الوصول) إلى فتوحات كبيرة في وضع معايير أقرب إلى العدل والدقة والصواب في إطلاق الأحكام واتخاذ القرارات الجماعية.

وأرجو ألا يبدر إلى ذهن أحد أن ما أدعو إليه هو دعوة إلى ترك ما قام به علماء السلف، بل أنا أشهد (ومن خلال تخصصي في علوم الكمبيوتر، أي من خلال بحث علمي بحت) أن ما قام به علماء الجرح والتعديل وعلوم الحديث، يمثل ثورة عظيمة متقدمة تبعث على الفخر والاعتزازا، وفي نفس الوقت على العَجَب كيف توصل إليها هؤلاء العلماء في تلك القرون الماضية؟

على كل، أرجو ألا أكون قد أطلت الحديث في ما لا فائدة فيه. وأعتذر سلفا، لتشعب المواضيع التي أطرحها أو اعلق عليها، فأنا لست متخصصا في مجالكم، وإنما أستفيد كثيرا منكم في مجالكم، وأحاول لفت انتباهكم كمتخصصين في علوم الدين إلى زوايا نظر جديدة ستفتح لكم مجالات أوسع من البحث العلمي.

أسأل الله أن يلهمنا جميعا الرشد والصواب والإخلاص والسداد والحكمة في كل أعمالنا.
 
هذا الموضوع يعد نواةً لوثيقة عمل بحثية في غاية الجودة لما يثيره من الأسئلة الدقيقة التي ينبني عليها أمر إعادة النظر في موضوع تقويم الكتب والبحوث الإسلامية ، وفي ظني أن ما طرحه الأستاذ المبدع محمد بن جماعة من أسئلة لو استثمر على وجهه في مراكز البحوث لعاد بأحسن عائدة على مسألة التقويم العلمي للمؤلفات والبحوث .
وبهذه المناسبة أود الإشارة إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ستعقد ندوة علمية تحت عنوان : (التحكيم العلمي : أحكام موضوعية أم رؤى ذاتية) وهو موضوع وثيق الصلة بموضوعنا هذا ...
...
أما مناقشة هذا الموضوع مناقشة علمية هادئة فكل سؤال من الأسئلة المطروحة جدير بموضوع مستقل لنقاشه ، وعسى أن يأخذ حظه من الوقت والتأمل ، وتتعاون وتتعاضد عقول الزملاء الباحثين في الملتقى للحوار حوله والكتابة فيه ، وأكرر شكري للزميل العزيز الأستاذ محمد بن جماعة على طرحه الذي يثري الملتقى دوماً في جوانبه العلمية والتقنية والإدارية زاده الله توفيقاً ، ونفع به أينما كان ، حيث يصلنا بره ونفعه وهو في أوتاوا بكندا وبيننا وبينه مسافات قربها الدين والتقنية فالحمد لله رب العالمين حمداً يملأ ما بين السماء والأرض .

أخي الحبيب د. عبد الرحمن،
لا تدرك مقدار سعادتي بتسجيلي في منتداكم. وأرجو أن تقبل اعتذاري عما وعدتك به (أنت ود. مساعد الطيار) عندما طلبت الإذن بتسجيلي، حيث قلت إنني لن أثقل عليكم في هذا المنتدى بالمشاركات.

وبخصوص المؤتمر المذكور، ليتكم تسعون للحصول على ورقاته وإفادتنا بها.

كما أرجو أن يلقى هذا الموضوع الاهتمام المأمول، ليقيني بفوائده.
 
ما زلت أتطلع للاستفادة منكم في هذا الموضوع، وأرجو أن يكون هذا السكوت ناتجا عن التفكير والتأمل أو الانشغال بمهام أخرى.

والله الموفق.
 
أضيف بعض الأفكار في هذا العرض غير المرتب:

فقد عدت لتصفح تقرير التنمية العربي، المخصص لموضوع (مجتمع المعرفة) على هذا الرابط، فوجدت بعض العبارات والإحصائيات التي تستدعي التأمل وربطها بواقع البحث والكتابة في مجال علوم الدين، أسوقها هنا:

1- إن نفع المعرفة لا يتوقف على مضمونها المجرد، وإنما على مدى إسهام هذا المضمون في إيجاد حلول لقضايا يجري الاهتمام بها في مجتمع معين وفي وقت معين.

2- عبارة أخرى وردت في التقرير على لسان د. أدوارد سعيد: لا نريد المعرفة كمنتج أو سلعة، ولا نريدها كعملية إصلاح تعني مكتبات أكثر أو عدد أكبر من الحواسيب فقط. المعرفة التي نريد تختلف نوعيا، وتقوم على الفهم عوضا عن السلطة، والتكرار غير الناقد، أو الإنتاج الآلي.

3- التعلم الجمعي سبيل تنمية رأس المال المعرفي

4- البشر هم صانعو المعرفة، ولكنهم أيضا صنيعتها

هذه العبارة من أكثر العبارات جلدا للذات، وحري بنا دراسة الجزء الثاني منها، لمعرفة دور العلماء في تردي واقعنا الراهن. وفي تقديري: من الضروري الاعتراف بذلك كشرط أول للخروج من أزمتنا.

5- إن المجتمع الذي لا يكافئ، بشكل واضح، اكتساب المعرفة وتوظيفها، من خلال التعليم والتعلم والبحث والتطوير التقاني وجميع صنوف التعبير الأدبي والفني، إنما يحكم على نفسه بتردي المعرفة.

6- ينطوي ترك منظومة اكتساب المعرفة لحافز الربح على خطر قلة إنتاج المعرفة، وحرمان الأضعف اجتماعيا من امتلاكها

7- يتطلب تحويل الثروة المعرفية إلى رأس مال معرفي وتوظيف رأس المال المعرفي بكفاءة في إنتاج معارف جديدة، عمليتين مجتمعيتين مترابطتين: محور الأولى نشر المعرفة المتاحة، بينما تنصب الثانية على العمليات المباشرة لإنتاج معارف جديدة في مجالات المعرفة جميعها

8- يعد السياق التنظيمي لنشر المعرفة وإنتاجها أحد أهم محددات إقامة مجتمع المعرفة.

9- تقوم في اللحظة التاريخية الراهنة معوقات مجتمعية تؤدي إلى الإحجام عن إنتاج المعرفة

10- إن أكثر أساليب التنشئة انتشارا في الأسرة العربية هي أساليب التسلط والتذبذب والحماية الزائدة، مما يؤثر على بصورة سلبية على نمو الاستقلال والثقة بالنفس والكفاءة الاجتماعية

يبدو لي أن هذا ليس واقع الأسرة العربية فقط، وإنما ينطبق أيضا على واقع التدريس والبحث العلمي، خصوصا في علوم الدين.

11- يكمن التحدي الأهم في مجال التعليم في مشكلة تردي نوعية التعليم المتاح، بحيث يفقد التعليم هدفه التنموي والإنساني من أجل تحسين نوعية الحياة وتنمية قدرات الإنسان الخلاقة

12- تكرس المناهج الدراسية العربية الخضوع والطاعة والتبعية، ولا تشجع التفكير النقدي الحر. ويتجنب محتوى المنهاج تحفيز التلاميذ على النقد، ويقتل فيهم النزعة الاستقلالية والإبداع

13- يفسر تدني تمويل البحث العلمي من قبل القطاعات الإنتاجية والخدمية في البلدان العربية محدودية النشاط الابتكاري

14- هناك نوع من التمحور حول الذات لا يكاد يتخلص منه مجال من مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية.. ولم يتراكم رصيد علمي عربي عن (الآخر)

15- يتسم إنتاج الكتب في البلدان العربية بغزارة في المجال الديني، وشح نسبي في الأدب والفن والعلوم الاجتماعية

16- عملية نشر المعرفة تعتريها صعوبات عديدة في البلاد العربية، من أهما: غياب الرؤية الاستراتيجية التي تعمل على إرساء قواعد متينة في مجالات نشر المعرفة (التعليم، الإعلام، الترجمة) بحيث تصبح هذه المجالات فعالة ومؤثرة في تهيئة المناخ الثقافي والعلمي لإنتاج المعرفة. ويمكن القول: إن الاهتمام الواعي بعنصري (النوعية) و(التميز) في مجالات نشر المعرفة المختلفة، أي التعليم والإعلام والترجمة، هو المفتاح الحقيقي لإرساء أسس مجتمع المعرفة في البلدان العربية.

17- هناك فقر شديد في إنتاج الكتب في البلدان العربية مقارنة بعدد السكان، وأسوق هنا بعض الإحصائيات اللافتة للانتباه:
* إنتاج الكتب في البلدان العربية لم يتجاوز 1.1 % من الإنتاج العالمي، رغم أن العرب يشكلون نحو 5 % من سكان العالم
* معدل ترجمة الكتب إلى العربية: أقل من كتاب واحد لكل مليون ساكن عربي في السنة (في حين أن هذا المعدل يبلغ: 519 كتابا في المجر، و920 كتابا في إسبانيا، وحوالي 380 كتابا في إسرائيل، لكل مليون ساكن في السنة)
* يتراوح العدد المعتاد لنشر أي كتاب ما بين 1000 و3000 نسخة. ويعتبر الكتاب الذي يوزع 5000 نسخة ناجحا نجاحا باهرا.
* التوزيع النسبي للكتب المنتجة في الدول العربية وفي العالم:
- العلوم: 20 % في الدول العربية (مقابل 21 % في العالم)
- العلوم الاجتماعية: حوالي 18 % (مقابل 22 % في العالم)
- الآداب والفنون: 22 % (مقابل 30 % في العالم)
- الدين: 17 % (مقابل 5 % في بقية العالم)

18- معوقات انتشار الكتاب العربي عديدة أهمها (انظر ص 82 من التقرير، وفيه بعض المسائل المفيد الاطلاع عليها):
* الرقابة
* العزوف عن القراءة
* سقوط المشروعات الفكرية الكبرى
* نظم التربية والتعليم
* القوة الشرائية
* عدم وجود خطط للتنمية الثقافية
* الاتجاه للاعتماد على وسائل الإعلام عوض المطالعة
 
أواصل طرح الأسئلة في هذا الموضوع، وما زلت أتطلع للاستفادة منكم حوله:

* هل القدرة على التمييز بين الكتاب الجيد المتميز والكتاب العادي أمر يعود إلى موهبة فطرية في القراءة والتفكير، أم هي مكتسبة من خلال الدربة؟ فإن كانت مكتسبة فما هي العوامل المساعدة على اكتساب هذه الملكة؟
* في علوم الحديث، يكثر الحديث في علم العلل تشبيه النقاد القادرين على التمييز بين صحيح الحديث وسقيمه، ومعوجه، ومستقيمه، بالصيرفي البصير بصناعته الذي يستطيع التمييز بين الجياد والزيوف والدنانير والفلوس. وعند الحديث عن المحدثين الكبار كالبخاري وغيره، تذكر كتب التراجم حفظهم لعشرات أو مئات الآلاف من الأحاديث، رغم اكتفائهم بتصحيح بضعة آلاف.
كما تذكر كتب الأدب، أن الأديب والشاعر لا يكتسبان ملكة الكتابة أو الشعر إلا بكثرة المطالعة والحفظ مع تنويعهما.
فمن أين تولدت ظاهرة التحذير من المطالعة وتنويعها، والاكتفاء بما يزكيه الشيخ أو الأستاذ؟ وهل هذه الظاهرة تساعد في تكوين قراء لديهم ملكة التمييز بين الغث والسمين؟
 
بارك الله في الجميع ..
ان الموضوع المتكلم عنه من الاهمية بمكانة .... لان الاشياء تعرف بما تنسب اليه تحديدا عندما نكتب عن الاسلام والدراسات القرانية .. يبقى السؤال امامنا : هل يوجد تناسب بين العنوان والمحتوى ؟ هل يدرك الباحث الفرق بين المنهج والخطة ؟ .
والسؤال الذي يكون امانة فيما يكتب : لماذا تكتب البحوث وتولف الكتب؟ هل من اجل عرض الحياة الدنيا او من اجل ان يقال وقد قيل .
سؤالي : متى يكون الموضوع ذا هدف ومغزى موضوعي اي الطرح الموضوعي وواقعية المعالجة والمعالجة الواقعية والبناء الفكري البناء لما هو افضل واحسن .
جعلنا الله والاخوة الاعزاء جميعا في الملتقى ممن اثنى الله تعالى عليهم بقوله: ( الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه)...
وبارك الله في الجميع .. واحسن العاقبة لنا في الامور كلها.
 
ومن الأسئلة المفيدة في هذا الموضوع:

* هل القيمة العلمية للكتاب أو للبحث الإسلامي تختلف باختلاف المستوى العلمي للقارئ؟
* هل يفيد تخصص دور النشر لمعرفة قيمة الكتب من خلال ناشره؟
* كيف نميز بين أسلوب علمي متجه لتبسيط المفاهيم للعامة، وأسلوب علمي متجه إلى من لهم إلمام متوسط، وأسلوب علمي متجه إلى المتخصصين، وأسلوب رابع غير علمي؟

حضرني هذا السؤال وأنا أقرأ بعض التعليقات في المنتدى على كتابي الدكتور عايض القرني (لا تحزن) و(التفسير الميسر). وتذكرت بعض سلاسل الكتب المنشورة بالإنجليزية والفرنسية، والتي تذكر في الغلاف نوعية القراء الذين يمكنهم الاستفادة من الكتاب.
كما تذكرت أيضا أن بعض الكتب تعرف قيمتها من خلال اسم الناشر، نظرا لتخصص دور النشر، فعندما تجد كتابا منشورا من قبل دار Macgraw Hill مثلا، يسهل عليك معرفة الطبيعة الأكاديمية للكتاب. وعندما تجد كتابا منشورا من قبل دار Mirco Applications تعرف أن الكتاب يتجه لتبسيط العلوم لمتوسطي المعرفة (الطلبة والتلاميذ والموظفين الإداريين...)، كما توجد سلسلة شهيرة من الكتب ذات عنوان مستفز (for dummies) أو بالفرنسية (pour les nuls) ومعناها (لمن ليس له أي معرفة)، وتتجه لمن يريد معرفة المسائل الأولية في تخصص ليس له به أي علاقة.

فهل يفيد تشجيع دور النشر على التخصص؟ أو على الأقل نشر كتبها تحت سلاسل واضحة العنوان وتحدد المستوى العلمي لمحتوى الكتاب المنشور ولمن يتجه، حتى يتم التمييز بين الكتب المطروحة ونتجنب الظلم في التقييم.
 
أخي الكريم الأستاذ محمد بن جماعة . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأهنيك على طرح هذا العنوان الشيق، وعلى خلاصته المركزة،وأرى أن طرحكم له جاء في وقته، ومكانه المناسبين.
أخي الكريم سؤالكم هو: ما هي معايير تقييم الكتب والبحوث الإسلامية؟
والفكرة ملخصها: مناقشة المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الحكم على قيمة الكتب والبحوث الإسلامية، حتى نبتعد عن الذاتية في التقييم ونقترب من الموضوعية....
وأرى أن المعايير التي تساءلت عنها ينبغي أن تكون بحسب :
1- مؤلفات القدماء،
معايير تقييمها يبدو لي أنها تحتاج إلى مجامع علمية ترسم خطوطا لهذا التقييم، تراعي فيها منهج تقييم الأشخاص، وإعادة قراءة المادة العلمية وفق خطة معتمده لدى هذه المجامع، مع التزام ضوابطها التي وضعتها خاصة لهذا الغرض.
هذه المعايير قد تحل مشكلة لدى كثير من الباحثين اليوم عند حكمهم على بعض المؤلفات القديمة بأنها كتاب قيم في بابه، أو فيه مايدعو إلى قراءته،
بناء على إعطاء هذا الحكم ينبغي أن تعمل المجامع العلمية،علىذلك مع تأييد مرئياتها بأدلة ثابتة.

-فبالنسبة لمعايير تقييم الأشخاص القدماء، من خلال استحداث قياس رقمي لرسم درجات الجرح والتعديل، فهذا شيء غير منطقي في حالتهم ولاننسى أن هذه الأوصاف متفاوتة من مؤلف إلى مؤلف، ثم إن العمل بها قد توقف عند زمن معين كما نص عليه محققو اهل الحديث،
ثم أطرح سؤالا في خاطري، هل هناك علاقة بين معايير الجرح والتعديل،وبين تقيم مؤلف كتاب عرف بروايته للحديث، وأدى حسن تاليفه إلى رفع درجته في الجرح والتعديل؟
لذا ارى أن يتجاوز هذا التقييم مرحلة القدماء ،بتركها على ماهي عليه،
اللهم إلا إذا كان سيستفيد منها في وضع درجات سلم معين، بترقيم معين يصل به التقييم إلى أرقام حقيقة غير قابلة للتغيير (كما هو الحال في تقييم طلاب مقرر القرآن الكريم فكل سؤال عليه درجة من كذا إلى كذا، وإذا استكمل الطالب الدرجة حصل على الرقم،والمعدل وليس وزن الطالب بالكيلو حين تقييمه).

أما بالنسبة لمعايير تقييم مؤلفات المتأخرين من القرن الرابع عشر فمابعدها..
-فالذي يظهر أن التقييم السابق وإلى اليوم يكون بحسب ماصنفه صاحبه (رسالة علمية أوبحث ترقية، قام مؤلفه بتحكيمه ،أو بعرضه على دار نشر فطبعته،أو استغلته دار نشر فطبعته،
هذه المؤلفات تقييمها يرجع إلى التحكيم العلمي،الذي له خطواته المتبعة في الجهات التعليمية، ودور النشر،
ومن المؤسف أن معايير هذا التحكيم كثير منها لازال غامضا؛ فلايوجد له مؤلف يعتني به، ولاتوجد طائفة من المحكمين تقوم على بيانه للباحثين أوتأليفه في مذكرات مساعدة،
بل في كثير من الأحيان مايترك الأمر في التحكيم، للمحكم الخارجي الذي لايعرف فيه هذا المحكم شيئا عن الباحث، وذلك عن طريق وسيط معروف هو المؤسسة العلمية،أو دار النشر، وكثيرا ماتتفاوت التقييمات من محكم لاخر، ومن جهة لجهة، وفي احوال كثيرة تتدخل الجهة الوسيطة لحل بعض إشكالات التحكيم، وهذا مقرر ومعروف عند الباحثين.
وبالنسبة لمعايير تقييم الأشخاص في هذه الحالة،أي حالة الأكاديميين فهي معروفة فهي إدارية، وعلمية وفي مقترح ان يكون التقييم بحسب درجات الاداء فهذا لعله الأسلوب المستخدم حاليا،وإن كنت لاأعلم حقيقته بالتأكيد، لكن ماسمعته من البعض أن هناك معاناة كثيرة من درجات هذا القياس وعدم إدراكهم لحقيقتهم وبالتالي عدم فهمهم لمبررات انخفاض درجاته.
وأما في حالة العلماء المشهورين والمؤلفين البارزين المشهود لهم بجودة التأليف فمعايير تحكيم بحوثهم تأخذ اشكالا مختلفة معروفة لدى دور النشر المسؤولة عن طباعة كتبهم، وهي كذلك معايير تحتاج إلى التأليف والتعريف .
أخيرا: لعل في ماسبق إجابة عن سؤالكم، والعنوان قيم جدا، جزاكم الله خيرا على طرحه في هذا الملتقى.والله أعلم.
ملخص :
- لتقييم الكتب القديمة، وبيان درجات تعديل وجرح القدماء، من المناسب اليوم،إحالة هذا الموضوع بأسئلته إلى المجامع العلمية للإجابة عنه ثم تبني فكرة إعادة تقييمه.
- لتقييم الكتب المؤلفة حديثا من القرن الرابع عشر،وحتى اليوم، فمن المناسب قيام مجموعة من المتخصصين بتاليف معايير هذا التقييم، وطلبه في عدد من الجهات، أوطلب تلك الجهات مبادئه ممن تتعاون معهم في تحكيم البحوث، ثم يكون رسم خطوط معقولة للتعريف بأفضل هذه المعايير، وأكثر جهاتها تطبيقا لجوانبها المميزة،
وأما معايير تقييم الأشخاص فمن المناسب أن تبادر الجهات إلى تعريف منسوبيها ببعض ملامح هذه المعايير المتبعة لديها ,وأن تحاول وتسعى لتطويرها، وفق أفضل الدراسات المعتمدة في هذه المعايير. والله الموفق.
 
جزاك الله خيرا أخي د. أمين الشنقيطي.
وفعلا من الضروري التمييز بين الكتابات المعاصرة والكتابات السابقة، مع الانتباه إلى أن تقييم الكتابات المعاصرة لا يمكن فقط من خلال التحكيم العلمي الذي لا يمكن تطبيق معاييره إلا على البحوث الأكاديمية. أما الكتابات غير الأكاديمية، فتحتاج هي الأخرى إلى معايير، ولكن أقل دقة وصرامة.

أما إعادة استحداث قياس رقمي لرسم درجات الجرح والتعديل، فاسمح لي أن أخالفك في الحكم بعدم منطقيته، رغم إدراكي للمصاعب الذاتية والموضوعية التي يمكن مواجهتها في مثل هذا المشروع. غير أنه ليس مستحيلا. وأقولها من خلال معرفتي العلمية بتقنيات علوم الكمبيوتر وعلوم الإدارة التي تعرضت لنفس المواضيع التي يخوض فيها علم الجرح والتعديل، ولكن في سياقات أخرى (القرار الإداري في الشركات متعددة الجنسيات، في الشركات الكبرى، في المجال العسكري، ...).

وأما على يقين تام (وأعني ما أقول) بأن توجه بعض الطلبة والأساتذة نحو هذا الموضوع، سيؤدي إلى ثورة جديدة نحو تصحيح الأحاديث، وما سينعكس من خلاله من تقليص هوة الخلاف في مجالات الفه والعقيدة. وإن كان القرن الثالث للهجرة قرن الفتوحات العلمية في تدوين الحديث وتقعيد قواعده، فإن المرور عبر الاستفادة من علوم الكمبيوتر والإدارة سيؤدي إلى ثورة جديدة تنهي (أو لنقل: تقلص إلى أدنى حد ممكن) حجم الاختلافات في هذه العلوم.

وما تذكره عن اختلاف الأوصاف وتفاوتها من مؤلف إلى مؤلف، فله حلوله من الناحية المنطقية والتقنية. ويمكن تخطي هذه العقبة.

ملخص رأيي: أعتبر أن علوم الحديث والفقه والعقيدة لا يمكن حل الخلافات فيها وقياس حجمها إلا من خلال استنباط مناهج جديدة تستفيد من علوم الكميوتر وعلوم الإدارة.

وسأعود لهذا الموضوع الذي يقض مضجعي منذ أكثر من خمس سنوات، بمزيد من التفاصيل، بإذن الله. وأزعم أنني توصلت إلى بدايات حلول لا أشك في صوابيتها ونجاعتها.
 
أواصل طرح الأسئلة:

* من أساليب الكتابة عند المؤلفين الاسترسال في الحديث، دون توضيح توضيح الأهداف والمنهجية المتبعة منذ البداية. فأيهما أفضل علميا: وضوح المنهجية والأهداف في ذهن الكاتب فقط، مع ترك القارئ يكتشف لوحده المراد من الكتاب؟ أم توضيح الأهداف والمنهجية؟ وهل تتأكد هذه الأفضلية في جميع علوم الدين؟
وهل يفيد معرفة هذا للحكم على جودة الكتاب؟

* هل يمكن الحكم على زلات الأفكار بدون التنقيص من القيمة العلمية للكاتب؟ تذكرت هذا المر عند قراءتي لمقال ذكر صاحبه ضرورة التمييز بين بعض الزلات التي لا تحمل معنى، والزلات الزاخرة بالمعاني. فكيف ينمي القارئ قدراته على التمييز بين هذين النوعين من الزلات؟

* ما تأثير عدم وجود أفكار إبداعية في الكتاب على جودته ؟ وكيف نتأكد من أن كتابا ما ذو محتوى إبداعي أم لا؟

للاقتراب من مفهوم الإبداع، وجدت في شبكة الإترنت ملخصا مفيدا لمعرفة خصائص المبدع، أنقله هنا:

=========

خصائص الشخص المبدع

1- الخصائص العقلية:

1. الحساسية في تلمس المشكلات:
يمتاز المبدع بأنه يدرك الأزمات والمشكلات في المواقف المختلفة أكثر من غيره، فقد يتلمس أكثر من أزمة أو مشكلة تلح على البحث عن حل لها، في حين يرى الآخرون أن "كل شيء على ما يرام"!!، أو يتلمسون مشكلة دون الأخريات.

2. الطلاقة:
وتتمثل في القدرة على استدعاء أكبر عدد ممكن من الأفكار في فترة زمنية قصيرة نسبياً. وبازدياد تلك القدرة يزداد الإبداع وتنمو شجرته. وهذه الطلاقة تنتظم:
- الطلاقة الفكرية: سرعة إنتاج وبلورة عدد كبير من الأفكار.
- طلاقة الكلمات: سرعة إنتاج الكلمات والوحدات التعبيرية واستحضارها بصورة تدعم التفكير.
- طلاقة التعبير: سهولة التعبير عن الأفكار وصياغتها في قالب مفهوم.

3. المرونة:
وتعني القدرة على تغيير زوايا التفكير (من الأعلى إلى الأسفل والعكس، ومن اليمين إلى اليسار والعكس، ومن الداخل إلى الخارج والعكس، وهكذا) من أجل توليد الأفكار، عبر التخلص من "القيود الذهنية المتوهمة" (المرونة التلقائية)، أو من خلال إعادة بناء أجزاء المشكلة (المرونة التكيفية).

4. الأصالة:
وتعني القدرة على إنتاج الأفكار الجديدة - على منتجها - بشرط كونها مفيدة وعملية.
وتشكل هذه الخصائص بمجموعها ما يسمى بالتفكير المنطلق (المتشعب)، وهو استنتاج حلول متعددة قد تكون صحيحة من معلومات معينة، وهذا اللون من التفكير يستخدمه المبدع أكثر من التفكير المحدد (التقاربي)، وهو استنتاج حل واحد صحيح من معلومات معينة.

5. الذكاء:
أثبتت العديد من الدراسات أن الذكاء المرتفع ليس شرطاً للإبداع، إنما يكفي الذكاء العادي لإنتاج الإبداع.

2- الخصائص النفسية:
يمتاز المبدع نفسياً بما يلي:
1. الثقة بالنفس والاعتداد بقدراتها، ولكن بلا غرور.
2. قوة العزيمة ومضاء الإرادة وحب المغامرة.
3. القدرة العالية على تحمل المسؤوليات.
4. تعدد الميول والاهتمامات.
5. عدم التعصب.
6. الميل إلى الانفراد في أداء بعض أعماله، مع اجتماعية وقدرة عالية على اكتساب الأصدقاء.
7. الاتصاف بالمرح والأريحية.
8. القدرة على نقد الذات والتعرف على عيوبها.

3- خصائص متفرقة:
1. حب الاستكشاف والاستطلاع بالقراءة والملاحظة والتأمل...
2. الميل إلى النقاش الهادئ.
3. الإيمان غالبا بأن "بالإمكان أفضل مما كان".
4. دائم التغلب على "العائق الوحيد": وهو العائق الذي يتجدد ويتلوّن لصرفك عن الإنتاج والعطاء.
5. البذل بإخلاص وتفان، وعدم التطلع إلى الوجاهة والنفوذ، بمعنى أن تأثره بالدافع الداخلي (كالرغبة في الإسهام والعطاء، تحقق الذات، لذة الاكتشاف، والانجذاب المعرفي ونحوها) أكثر من الدافع الخارجي (المال، الشهرة، المنصب ونحوها).

4- هل يلزم توافر هذه السمات جميعها في الإنسان كي يكون مبدعاً؟
1. الخصائص العقلية يلزم توافرها كلها بدرجة معقولة.
2. أما الخصائص الأخرى فيكفي أغلبها..
 
السلام عليكم
تحية اخوية .. لقد انست كثيرا لما قرات حول هذا الموضوع المطروح من كثرة الاسئلة وقلة الاجابة ....
ارى والله اعلم ان الموضوعية اليوم في الكتابة اساس كل ذلك... ثم لابد من انسجام عنوان الكتاب المولف مع محتواه .
اود ان اجد الاجابة الشافية ....
اشكركم.
 
إعادة نظر ..

إعادة نظر ..

أرى أن هذا الموضوع قد كثرت فيه الأسئلة ولم يعط حقه من النقاش، بل لم يعطه القراء شيئا يذكر، ولعل السبب والله أعلم سعة الموضوع وتشعبه، وكثرة الأسئلة التي طرحها الكاتب جزاه الله خيرا..
والأولى تتميما للفائدة إفراد جزء معين بالنقاش ... مثلا: (مواصفات الرسائل العلمية) (الماجستير ، الدكتوراه)، المنهجية في الأبحاث العلمية المحكمة .. لتكون دليلا لمن أراد ذلك، وللوصول إلى صيغ متقاربة في أسلوب الكتابة ومنهجها.
ونحو ذلك مثل: تقييم كتب التفسير ..
وسرني كثيرا الندوة التي أشار إليها الدكتور عبدالرحمن الشهري، ونحن متطلعون لنتائجها وما يطرح فيها، وكم أتمنى حضورها ... ولكن المسافة بعيدة ، والوقت لا يسمح ...
وجزى الله الجميع خيرا
 
أرى أن هذا الموضوع قد كثرت فيه الأسئلة ولم يعط حقه من النقاش، بل لم يعطه القراء شيئا يذكر، ولعل السبب والله أعلم سعة الموضوع وتشعبه، وكثرة الأسئلة التي طرحها الكاتب جزاه الله خيرا..
والأولى تتميما للفائدة إفراد جزء معين بالنقاش ... مثلا: (مواصفات الرسائل العلمية) (الماجستير ، الدكتوراه)، المنهجية في الأبحاث العلمية المحكمة .. لتكون دليلا لمن أراد ذلك، وللوصول إلى صيغ متقاربة في أسلوب الكتابة ومنهجها. ونحو ذلك مثل: تقييم كتب التفسير ..

الأسئلة فعلا متشعبة، وتستدعي مواضيع مختلفة. ولكن ألا ترى، يا د. صالح، أن هناك قواسم مشتركة في الأفكار المعروضة من خلال الأسئلة؟
في تقديري (وقد أكون مخطئا) أن طرح الأسئلة المطروحة بهذا الشكل المتشعب له فوائد عديدة أعرضها باختصار:
1- تشجع على النظر من زوايا مختلفة في نفس الوقت، مما يعطي فكرة أقرب للاستيعاب عن الموضوع
2- تسمح بتوسيع مجال النظر إلى أقصى حدوده الممكنة، عوض الاكتفاء بمساحة محدودة قد يؤدي التركيز عليها إلى إضاعة تفاصيل ومساحات محيطة لها أهميتها وتأثيرها على تلك المساحة المحدودة مما يجعل نظرتنا للمساحة المحدودة قاصرة مهما اعتقدنا شدة التركيز وعدم إضاعة تفاصيلها الداخلية.
(وقد ذكرتني هذه النقطة بعبارة جميلة لبيل جيتس، مدير شركة مايكروسوفت عبر بها عن فلسفته في العمل: Think Global, Act Local. أي: فكّر على نطاق عالمي واسع، ثم اعمل في إطارك المحلي).
3- تحث على اكتشاف الروابط بين الأفكار، وتوليد الأفكار الجديدة

على كل، لا أشك في أن طرح المزيد من الأسئلة يسير نحو النقصان حتى نرى أننا أحطنا بكل جوانب الموضوع في أقصى مداه. وقد بدأت أشعر بذلك لأنني عندما حاولت ترتيب هذه الأسئلة وجدت أن العناصر الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار لاكتمال الصورة موجودة في ما طرحته، وألخصها (في غير ترتيب مقصود) في ما يلي:

- الكاتب
- التكوين العلمي الكاتب
- الخصائص النفسية للكاتب
- الموضوع
- منهجية الكتابة
- أسلوب التحرير
- وضوح الأهداف في إطار رؤية متكاملة
- التأليف الجماعي
- الموضوعية/الذاتية
- التخصص/عدم التخصص
- الناشر (التخصص/العائد المادي...)
- القارئ (مستواه العلمي، خصائصه النفسية، ...)
- تصنيف القراء ووضوح الشريحة المستهدفة
- تصنيف مادة الموضوع بشكل تصاعدي من مستوى مبتدئ إلى مستوى متقدم
- الإطار الاجتماعي والسياسي ( التشجيع على البحث العلمي، التشجيع على الكتابة والنشر، العائد المادي، الحوافز...)
- تعديد مصادر القراءة
- المقارنة بين أساليب الكتاب ومناهجهم في عرض الأفكار
- القواعد العامة للتفكير
- القواعد العامة للقراءة
- القواعد في مقارنة الأفكار
- ...
 
... وبهذه المناسبة أود الإشارة إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ستعقد ندوة علمية تحت عنوان : (التحكيم العلمي : أحكام موضوعية أم رؤى ذاتية) وهو موضوع وثيق الصلة بموضوعنا هذا...
ويمكن الاطلاع على تفاصيل هذه الندوة ومواعيدها من خلال موقع الجامعة على هذا الرابط .
أما مناقشة هذا الموضوع مناقشة علمية هادئة فكل سؤال من الأسئلة المطروحة جدير بموضوع مستقل لنقاشه ، وعسى أن يأخذ حظه من الوقت والتأمل، وتتعاون وتتعاضد عقول الزملاء الباحثين في الملتقى للحوار حوله والكتابة فيه....

هل من جديد بخصوص هذه الندوة؟ فالرابط الذي أحال إليه د. عبد الرحمن الشهري لم يقع تحديثه منذ فترة، وليست هناك أي إشارة إلى الورقات المشاركة.
 
الموضوع قيم جداً وأشكر الأخ الفاضل محمد جماعه على طرحه
وأوأكد على أهمية ما ذكره الأساتذة الفضلاء: د. خضر ود. صالح صواب
فلو أن إدارة االملتقى بالتعاون مع الكاتب الكريم طرحت الموضوع وفق محاور محددة تستطلع فيها الآراء لكان أوفق وأكثر نفعاً

لكني أحب أن أذكر بالنقاط التالية:
1: ينبغي أن يدرك الفرق الكبير بين الواقع والمفروض في تقييم البحوث ولا سيما المعاصرة منها.

2: التقييم الموضوعي المتجرد عزيز جداً ، وغالباً ما يكون غير معلن.

3: من الباحثين من لديه القدرة على النقد، وتمييز البحوث الجيدة من غيرها حسب رؤاه وانتفاعه من بعضها، وعدم انتفاعه من البعض الآخر،
فيعرف الكاتب المتميز الذي يحسن إعداد بحوثه، وتحريرها فتجده يراعي المعايير العلمية المتبعة عرفاً ويتحاشى الوقوع فيما وقع فيه غيره من الأخطاء الجارحة .
كما يعرف الباحث غير المتمكن من خلال استقرائه لبحوثه ....

ومنهم من لا يستقل بالنقد بل تجده يستطلع آراء النقاد قبل أن ينظر في الكتاب ، ومن كان هذا حاله فلا يسعه إلا تقليد من يثق فيه حتى يتمرس في البحوث ويكتسب الملكة النقدية.

هذا بالنسبة للنقد الفردي.


4: وأما شيوع الكلام على باحث دون غيره سواء كان مدحاً أو غيره فهذا راجع إلى عدة عوامل أغلبها خارج عن النقد الموضوعي

ومن أعظم المؤثرات فيه ما يمتلكه أولئك النقاد أو أتباعهم من قوة إعلامية ونفوذ،
وهذا أمر معلوم مشاهد ، فتجد بعض الكتاب المجيدين لا يعرفهم إلا أصحاب الاختصاص!!
وهذا أمر لا يمكن إلقاء اللوم فيه إلا على أصحاب النفوذ الإعلامي من النقاد الذين يبرزون بعض غير المجيدين من باب تشجيعهم أو استجابة لمطالب بعضهم من كتابة تزكيات علمية ونحوها، وترك الإشادة بالكتاب المجيدين وتعريف الناس بهم،
لأن الناس يتلقون منهم معرفة الكتاب الجيدين والتحذير من السيئين في بحوثهم ومقالاتهم.
وكثير من أولئك لا يستشعرون هذه المسؤولية بل لا يرون أنهم يلزمهم التنويه بالبحوث الجيدة ويقع التواكل في هذا الأمر كثيراً والتنصل منه بهضم النفس والإحالة إلى غير معلوم.
هذا عامل من العوامل، وهناك عوامل أخرى:
منها: ما يجعله الله لبعض الباحثين من القبول وذيوع الصيت وإن لم يكونوا على درجة كبيرة من الإتقان في بحوثهم
ولكن ربما يكون لتحريهم الحق وصلاح نيتهم أو لأعمال صالحة أخرى يعملونها دور في اشتهار كتبهم وبحوثهم.
ومنها: عدم الموضوعية لدى بعض النقاد وهذا أمر وإن كان مشاهداً إلا أنه لا ينبغي تعميمه، فيلاحظ منهم التحامل على بعض الباحثين، وإقصاء بعضهم، وتلميع البعض الآخر، وهذا في نظري أنه يسقط الناقد فلا يلبث أن يكون الناقد غير معتد بنقده ولا يؤبه له مع أنه ربما يكون متقناً لفنه مجيداً فيه.


الخلاصة: أن الذي أحببت أن يتنبه له هو التفريق بين النقد الفردي وبين شيوع النقد واشتهاره وجريان الألسنة به، وأن لذلك أسبابه وعوامله.

أما المعايير التي يتميز بها الباحث المجيد عن غيره فيمكن تلخيصها من وجهة نظري في النقاط التالية:
1: إلمامه بمراجع العلم الذي يبحث فيه، ومعرفته بمناهج مؤلفيها، ومراتبها في الأهمية.
2: معرفته بأئمة هذا الفن الحاذقين به ومراتبهم في ذلك.
3: اكتمال علوم الآلة لديه.
4: سعة الاطلاع وكثرة الاشتغال بهذا العلم.
5: حسن الفهم والقدرة على التحرير العلمي والترجيح
6: تحريه للدقة في العزو والنقل .
7: سلامة بحوثه من الأخطاء العلمية الجارحة وهي كثيرة متنوعة

وهذه أمور يتفاوت الباحثون المجيدون في تحصيلها.


والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
 
هذه قائمة لمجموعة من الأسئلة، أصدرتها المكتبات الأمريكية، لتمكين القارئ من استخدامها كدليل مساعد لتقييم المعلومات التي يجدها في أي كتاب، أو بحث، أو خبر، أو مصدر معلومات، بهدف الحكم على جودته. وقد استقيتها من ملحق موجود في كتاب بعنوان (المعلومات والتفكير النقدي) من تأليف حسين عبد الرحمن الشيمي، ويمكن تحميله من شبكة المصطفى للكتب المصورة (اضغط بالزر الأيمن للفأرة لتحميله):


أولا- حدد حاجاتك من المعلومات:
1- ما هي المعلومة التي تحتاجها؟
2- ما الذي تعرفه حاليا عن الموضوع بالفعل؟
3- هل لديك أفكار مسبقة أو قناعات عن الموضوع؟ هل تنحاز إلى وجهة نظر معينة؟
4- هل أنت بحاجة إلى معلومات عامة أم تحتاج إلى معلومة تتسم بالتخصص؟
5- ما هي نقطة الارتكاز فيما تحتاج إليه من معلومات؟
6- ما حجم المعلومات التي تريد أن تجمعها؟

ثانيا- قيّم مصدر المعلومات:
1- ما هي رؤيتك لمصدر المعلومات (يسير الاستخدام - واضح الأسلوب - صعب الاستخدام – غامض...)؟ هل استخدمت كشافا (Index) أو مراجعة (Review) أو إحالات موجودة في أعمال أخرى؟
2- إلى أي نوع ينتمي المصدر؟ هل هو من الأعمال الخاصة، أو من الكتب المتخصصة، أو المكتوبة في إطار الوظيفة البحثية، أو من الكتابات الحرة، أو من الكتابات الرسمية أو الحكومية التي تمثل موقفا من المواقف أو رؤية مؤسسة...؟
3- متى نشرت المعلومات؟ هل هذه هي الطبعة الأولى منها، أم أنها طبع تمت مراجعتها، أو مجرد إعادة إصدار (RePrint)؟
4- في أي بلد نشرت أو أنتجت؟
5- هل يتمتع الناشر أو المنتج بسمعة طيبة؟ هل القائم بالنشر: جامعة أو مطبعة جامعية، أو مؤسسة خاصة، أو جهة سياسية...؟
6- هل تم مراجعة المادة المكتوبة أو تحريرها قبل النشر؟
7- هل يبدي المصدر، أو يعرف عنه تحيز عقائدي، أو فكري، أو سياسي، أو ثقافي من نوع ما؟
8- هل يشتمل الكتاب على توثيق بيبليوغرافي أو أي شكل آخر من أشكال التوثيق؟
9- ما هي أحسن الأشكال (formats) (مطبوع، إلكتروني، سمعي بصري...) للوصول إلى المعلومات آخذا في الاعتبار التكلفة والزمن ويسر الاستخدام؟
10- هل التنظيم المتبع في المصدر يمكّن من الوصول بسهولة إلى المعلومات؟

ثالثا- حدد مدى ملاءمة المصدر (الكتاب) لاحتياجاتك:
1- ما مدى سعة أو تغطية العمل الفكري؟ وما هدفه؟
2- أي نوع من الجمهور يستهدف؟ الجمهور العام؟ أم الطلاب؟ أم المتخصصين؟ أم الأصحاب المهنة؟...
3- هل تعرض المعلومات في الشكل الأكثر ملاءمة للموضوع (طباعة، شريحة أداة سمعية، استعمال جداول، رسوم، تصميمات، ترتيب العناصر...)
4- هل تقدم المعلومات بوضوح وموضوعية؟
5- هل هي مناسبة لمستوى فهمك للموضوع؟ أم هي مبسطة للغاية؟ أم أنها على درجة كبيرة من الصعوبة؟
6- هل يمكنك العثور بسهولة على المعلومات المطلوبة في الكتاب من خلال فهرس المحتويات، أو الكشافات الموضوعة فيه، أو الوسائل الأخرى لتحديد مواضع المعلومات؟
7- هل تتوفر في المصدر (الكتاب) الملامح التي تحتاجها مثل الخرائط والجداول والرسوم التوضيحية...؟
8- هل يحتوي الكتاب على المعلومات التي تبحث عنها؟
9- هل تتسم المعلومات بدرجة من الحداثة تكفي لتغطية موضوعك؟ أم أنك تحتاج لمعلومات تاريخية؟ وما هي حدود التغطية الجغرافية...؟

رابعا- قيّم المحتوى المعلوماتي (محتوى المصدر من المعلومات)
1- ما هو هدف الكاتب من هذا العمل؟ أو ما هي أطروحته؟
2- ما هي النقاط أو المفاهيم الرئيسية؟
3- ما هي الحقائق والآراء التي تم عرضها؟
4- هل عرض الكاتب وجهات نظر مختلفة؟ وهل كان عرضه لوجهات النظر بطريقة أمينة عادلة؟
5- هل يعد هذا العمل تقريرا عن بحث أولي (مسح، تجربة، ملاحظة...)؟
6- هل يمثل العمل تجميعا لمعلومات تم استقاؤها من مصادر أخرى؟
7- هل اعتمد المصدر (الكتاب) تنظيما منطقيا للموضوع الذي يتضمنه؟
8- ما هي أهم النتائج التي توصل إليها؟
9- هل تجد النتائج ما يبررها في المعلومات المطروحة أو المعروضة؟
10- هل يوجد توثيق ملائم (بيبلويغرافيا، ملاحظات، تزكيات، اقتباسات، استشهادات...)
11- هل هذا العمل (الفكري) يسهم في تحديث المعرفة، أو دعمها، إضافة جديد لها في ذلك الموضوع؟
12- هل تم تحقيق المعلومات المذكورة في مصادر أخرى؟
13- هل تحظى النتائج التي تم الوصول إليها بموافقة خبراء آخرين في هذا الموضوع؟
14- هل يمكن نقل البيانات أو معالجتها بطريقة إلكترونية؟
15- هل تدعم النتائج التي توصل إليها المصدر (الكتاب) أفكارك الأصلية عن الموضوع؟ أم تخالفها وتناقضها؟
 
ورد في الكتاب الذي أشرت إليه في مداخلتي السابقة بعض الأفكار المفيدة.
وأنصح بالاطلاع خصوصا على فصل متعلق بتنمية مهارات التقييم النقدي من ص 173 إلى ص 181. وهو من أهم ما وجدته في هذا الكتاب متعلقا بموضوعنا.. وسأكون شاكرا لو تطوع أحد الإخوة أو الأخوات بنقل هذه الصفحات هنا، حتى تتوفر المادة النصية. وله خالص الشكر والدعاء.

وقد وضعت الكتاب في المرفقات لتسهيل الحصول عليه.

===

وأذكر هنا استشهادين من الكتاب، يستدعيان التأمل:

"هناك فريق من الناس يؤمنون بكل ما تكتبه الصحف والمجلات وتذيعه وسائل الإعلام المختلفة، إيمانا يسد عليهم سبل تفكيرهم، ويضع غشاوة على بصرهم وبصيرتهم. فإذا اختلفوا فيما بينهم استشهدوا على صحة آرائهم بما ورد في صحيفة معينة..." (الدمرداش سرحان ومنير كامل) (كتاب: "المعلومات والتفكير النقدي"، ص 167)

تعليق: ألا يمكن أن ينطبق هذا الكلام على واقع البعض في التعامل مع بعض الكتب الدينية أو بعض الكتّاب بعينهم؟

* * *

"إنني إذا قرأت كتبا عديدة كما يفعل أكثر الناس، فإنني سأكون محدد الذكاء مثلهم. إن عظماء الكتّاب كانوا دائما قراء عظاما. لكن ذلك لا يعني أنهم قرأوا كل الكتب التي كانت مدرجة في أيامهم كشيء لا غنى عنه. وفي حالات عديدة نجد أن كمّ ما قرأوه يقل عما تتطلبه الدراسة في معظم كلياتنا، ولكنهم أجادوا قراءة ما قرأوا.. ولأنهم أتقنوا قراءة هذه الكتب فقد أصبحوا أنداد لكتّابهاـ وتوافرت لديهم القدرة على امتلاك قدراتهم الشخصية.. وعندما تسير الأمور في مجراها الطبيعي، فغالبا ما يصبح الطالب الجيد أستاذا، ويصير القارئ الجيد كاتبا.." (توماس هوبز، فيلسوف أنجليزي، صاحب فلسفة تجريبية ترد المعلومات إلى الخبرة الحسية وما يحدث لها من روابط) (كتاب: "المعلومات والتفكير النقدي"، ص 171)
 
عقدت ندوة التحكيم العلمي التي أشرتُ إليها في جامعة الإمام مطلع هذا الأسبوع في 28-29/12/1428هـ . ولم أتمكن من حضور جلساتها للأسف - مع حرصي على ذلك - لتعارضها مع أوقات العمل .
ويمكن الاطلاع على كل البحوث المقدمة وتحميلها على جهازك على صيغة PDF من خلال هذه الصفحة .

[align=center]بحوث ندوة التحكيم العلمي[/align]

في 1/1/1429هـ
 
نفعكم الله بما تفضلتم به يا أبا عبد الله وجزاكم الله خير الجزاء ، ولعل هذه البحوث ـ التي هي لا شك قيمة ـ تقوم بحل كثير مما يحتاج إلى تدبر في طرح الأخ الفاضل ابن جماعة وغيره من الأفاضل المشاركين .
 
عقدت ندوة التحكيم العلمي التي أشرتُ إليها في جامعة الإمام مطلع هذا الأسبوع في 28-29/12/1428هـ . ولم أتمكن من حضور جلساتها للأسف - مع حرصي على ذلك - لتعارضها مع أوقات العمل .
ويمكن الاطلاع على كل البحوث المقدمة وتحميلها على جهازك على صيغة PDF من خلال هذه الصفحة .

[align=center]بحوث ندوة التحكيم العلمي[/align]

في 1/1/1429هـ

جزاك الله خيرا على الرابط، والعناوين توحي بدسامة المادة وكثرة الفوائد.
 
كما توقعت، فمادة البحوث كثيرة الفوائد، والحمد لله.

ولدي ملاحظة حول مصطلح (المحكّم) و(التحكيم). فقد ذكرت بعض البحوث تعريفات لهذا المصطلح، منها:

1- المحكم: اسم مفعول من (حكّم يحكّم تحكيما).
و(حكم): الحاء والكاف والميم أصل واحد وهو المانع (ينظر: معجم مقاييس اللغة، مادة (حكم)). والحكم: القضاء وهو المنع. يقال: حكمت عليه بكذا إذا منعته من خلافه فلم يقدر على الخروج من ذلك، ومن هذا قيل لمن يحكم بين الناس (حاكم)، لأنه يمنع الظالم من الظلم.
و(التحكيم) لغة مصدر حكّمه في الأمر والشيء: أي جعله حكما، وفوّض الحكم إليه، وحكّموه بينهم أي طلبوا منه أن يحكم بينهم، فهو حكَم، ومحكَّم (ينظر: المصباح المنير، مادة (حكم)).
2- المحكّم: خبير مؤهل ومستقل (يجري أبحاثا وينشرها في التخصص ذاته) بتقويم البحث من حيث الأصالة والأهمية والصدق والوضوح.
3- ... وقيل: صاحب الحكمة الذي يضع الأمور في نصابها
4- أما أكثر الورقات تفصيلا في المعاني اللغوية للفظ (حكم)، فهي ورقة د. عبد الرزاق حسين بعنوان (مدونات مقترحة لأخلاقيات البحث العلمي)، وفيها عرض لكثير مما ذكره صاحب (لسان العرب)، ص 5-7. غير أنه، مال في الأخير إلى القول بأن التحكيم يعني: القضاء، أي الحكم والفصل والبت في القضية المعروضة من خلال العلم والفقه بها.

وقد نظرت في جميع البحوث، فوجدت أن الباحثين فاتهم أن من المعاني اللصيقة بمادة (حكم) : الإتقان والإحكام. ومن معاني اسم الله عز وجل (الحكيم): أي المتقن للأمور، والمحكم للأشياء. وكذا وصف القرآن الكريم بالمحكم. (ينظر: لسان العرب، مادة (حكم)).

وأجدني أميل إلى تعريف (المحكّم)، بأنه: "شخص خبير مؤهل ومستقل يساعد على إتقان البحث وإحكام محتواه"، أكثر منه قاضيا.

فما رأيكم؟
 
أرى أن هذا الموضوع قد كثرت فيه الأسئلة ولم يعط حقه من النقاش ،
بل لم يعطه القراء شيئا يذكر ،
ولعل السبب والله أعلم سعة الموضوع وتشعبه ، وكثرة الأسئلة التي طرحها الكاتب جزاه الله خيرا ..
...
...

بصراحة .. لن يشتغل أحدٌ [ ببلاش

كما يقال : ما في مصلي إلاّ وطالب مغفرة ]

مثل هذه الأعمال التقعيدية التأصيلية والتغييرية العميقة تحتاج إلى تكاليف معنوية وفكرية وتطبيقية ومادية ضخمة

لا يحققها إلاّ مركز أبحاث ودراسات مدعوم بقوة ، وله أهداف استراتيجية بعيدة ..

ولذلك تجدها مهجورة ولا تتبناها مثل هذه الملتقيات والمنتديات

التي ينشط مرتادوها لاستعراض قدراتهم المقتضبة والانتقائية بين الفينة والأخرى ..
 
مثل هذه الأعمال التقعيدية والتأصيلية تحتاج إلى تكاليف معنوية وفكرية وتطبيقية ومادية ضخمة. لا يحققها إلاّ مركز أبحاث ودراسات مدعوم بقوة ، وله أهداف استراتيجية بعيدة ..

صدقت.. ولكن مسير الألف ميل يبدأ دائما بخطوة..

1- في اعتقادي أن المشكلة ليست فقط في المال، وإنما أيضا وبشكل أهم، في اختلاف وجهات النظر، وفي تقييم بعض الاعتبارات..
بالمختصر المفيد: ((تحسبنا جميعا، وقلوبنا شتّى)).
ولذلك، تسمع عن كثير من المؤسسات والمراكز والجمعيات والهيئات التي يطمح أصحابها في رؤيتها ذات إشعاع عالمي، في حين أنها تغرق في المحلية.
هذا الصباح، قرأت بيانا لهيئة عالمية للسنة النبوية، لم يمض على بيانها سوى خمسة أشخاص. وقبلها بيانا لهيئة عالمية للعلماء لا يوجد فيها سوى 20 شخصا من المحسوبين على تيار واحد، ومثله تقريبا في في مكان آخر، وهلم جرّا.

2- أما الأموال: فتلك مشكلة أخرى، حيث عادة ما يتوفر المال لدى من ليس له مشروع، ويغيب عمن لديه مشروع. والمشكلة ليست مالية، وإنما معرفية، حيث يغلب على أصحاب المال التبرع للمشاريع السهلة والتي يظنون أن جزاء التبرع لها أعظم من التبرع للمشاريع المعرفية، مثل بناء المساجد والتوزيع المجاني لبعض الكتب الدعوية أو سهلة الانتشار، إلخ..

3- الحل باختصار: يتمثل في المراكز البحثية التي تجمع أصحاب الاختصصات المختلفة، والتي تستطيع إقناع أصحاب المال بجدواها وقيمتها الحضارية.
وهذا الأمر يحتاج لأشخاص يتحلون بقدرات مختلفة ومتكاملة، وبروح عالية من الصبر والتعاون والانفتاح، والثقة بالنفس وبالآخرين، والرؤية البعيدة.
أما المشاريع الفردية أو قليلة العدد، أو ذات اللون الواحد، فمآلها النهائي الفشل.
...

والله المستعان.
 
صدقت.. ولكن مسير الألف ميل يبدأ دائما بخطوة..

1- في اعتقادي أن المشكلة ليست فقط في المال، وإنما أيضا وبشكل أهم، في اختلاف وجهات النظر، وفي تقييم بعض الاعتبارات..
...
...
والله المستعان.

لم أقصد المال فقط بل أردت المحفز أيّاً كان ، ولذا أوردت المثل.

حتى لو اختلفت وجهات النظر ، وتقييم بعض الاعتبارات

فلتعرض كل مدرسة جهدها وإبداعها ، وللقارئ الباحث النظر والمقارنة

ولكن أين أولئك الجبال ؟

كما أشرت حفظك الله - أتصور أن ما قام به السلف الصالح رحمهم الله - من ضبط وتقنين للعلوم: مددٌ رباني لا يتكرر

مع الخلف حتى يعتصموا بالحبل ذاته الذي أمدهم بتلك الطاقات التي نعجز في هذا العصر

مع ما وصل إليه ونعجب كيف قاموا به في تلك الظروف الصعبة بالنسبة إلينا !
 
بارك الله في أخي محمد بن جماعة ، فهذا الموضوع قيم جداً، ولكن العقبات المذكورة تعوق التقدم وإن كانت عزيمة التطوير قائمة لدى الكثير .
 
أحسن الله إليكم د عبد الرحمن..
لعل إعادة تنشيط هذا الموضوع في الملتقى يساعد في استكماله، من خلال التعليق على الأسئلة التي تم طرحها.. فالموضوع أشار لعدد من النقاط الهامة، ولكن الأسئلة بقيت بدون جواب.
 
صدقت يا أبا أحمد .
الملتقى مليئ بالأفكار والمشروعات الرائعة التي تنتظر تحقيقها أو بعضها، نسأل الله أن ييسر لنا جميعاً الارتقاء بهذه الجوانب، وأن يعيننا على أنفسنا وتقصيرها وشرودها .
ولي عودة لهذا الموضوع القيم فهو موضوع دسم يحتاج إلى هدوء بال ، وطول تأمل .
 
استاذ محمد بن جماعة: يسعدك ربك و يرضى عليك.


قرأت المشاركة الاولى لك يا اخي محمد، و ألقيت نظرة سريعة على المشاركات التأليه لها.
من المشاركات التي لفتت انتباهي، مشاركة رقم: ٣٤،
(( بصراحة .. لن يشتغل أحدٌ [ ببلاش


كما يقال : ما في مصلي إلاّ وطالب مغفرة ]


مثل هذه الأعمال التقعيدية التأصيلية والتغييرية العميقة تحتاج إلى تكاليف معنوية وفكرية وتطبيقية ومادية ضخمة))

باختصار:
الموضوع قيم، و يحتاج الى جهود متنوعة، لكن من حيث المبدأ ، عنوان المشاركة يعطي الخطوط العريضة للإجابة عليها:
(( سؤال: ما هي معايير تقييم الكتب والبحوث الإسلامية؟))
توجد معايير مشتركة عامة لتقييم الكتب، و توجد معايير مشتركة عامة لتقييم الأبحاث ، و هذا المعايير موجودة بوفرة في الكتابات الغربية.
بالنسبة للكتب الاسلامية، ففيها مجالات متنوعة، و اعتبارات متنوعة للحكم عليها تبعا لتشعب مجالات العلوم الاسلامية ، فقه، اصول فقه،... بالاضافة الى وجود اعتبارات اخرى مثل المذاهب و غير ذلك من الاعتبارات،
و هذا التنوع الثري في العلوم الاسلامية في القديم أنتج اعمال خالدة ان صح التعبير، و مثال عليه : تفسير الزمخشري، الذي رغم ما فيه من اعتزال لا يزال عمل فريد في تخصصه، و اذا رغبنا في تقييم كتاب مثل هذا الكتاب سنجد سلسلة طويلة من الأفكار عنه ، تبعا لقيمة الكتاب و في نفس الوقت تبعا لمذهب مؤلف الكتاب.
واعتقد انه من خلال إعطاء عنواين فرعية للكتب الاسلامية بحيث يراعي فيه وضع قواعد أساسية للتقييم سيكون مفيد في هذا المجال.
و في الختام ، و فقك الله اخي و سدد خطاك، اشعر بروح الإصرار و المثابرة في مشاركتك الاخيرة ، و هي روح رائعة .
(( موضوع ما زال يحتاج للنظر فيه، في تقديري.))
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرحٌ مميَّز للغاية ومبدع، وهذا ليس بغريب على كاتب مبدع مثل فضيلتكم أ.محمد بن جماعة، ونحن في مسيس الحاجة إليه، لإعادة ضبط دفَّة كثير من المشروعات الواعدة التي لمستُ فيها انحرافًا عن مسارها الـمرتجى بسبب عدم إحكام آلية التقويم بمعناه الشامل، والذي يمثِّل تحكيم المحرجات البحثية أحد أهمِّ عناصره.
ومما أعجبني للغاية فكرة الحكم (الكمومي) على درجة الأحاديث النبوية، وكل متخصِّص في العلوم التجريبية يعلم أهمية هذا التكميم فضلًا عن أنَّه ممكن للغاية، وبحكم تخصصي في الكيمياء الحيوية، وفي كيمياء الأغذية؛ فإننا نتعامل باستمرار مع مسائل من هذا النوع، بل إنَّ موضوع الألوان التي ضربتم به المثل على الأحكام الوصفية يتم تكميمه بطرق علمية فيما يُسمَّى بالنظام الدولي للألوان system) (CIE ، ولولا ذلك النظام الكمومي ما أمكن التعامل العملي التطبيقي مع الطابعات الملونة، ولا مع أجهزة التحليل اللوني والطيفي التي لا يخلو منها معمل من معامل التحليل، ولا مع الخطوط الآلية لإنتاج الغذاء والدواء وغيرها. وقل مثل ذلك في قياس الطعم والرائحة والملمس ...وغير ذلك من صفات المواد في الطبيعة التي ترصدها حواسّ الإنسان، فإنَّ التعامل العلمي العملي معها يكون كموميًّا. وإنما ضربتُ هذا المثال لأدلل على أنَّ الموضوع ممكنٌ، ولكنه يحتاج إلى من جمع بين قدر كافٍ من علوم الحديث، وقدر كافٍ من علوم الحاسوب وخصوصًا البرمجة، ويمكنني – إن شاء الله - أن أُسهم ببعض الأفكار إن توفرت الرغبة الصادقة في ذلك.
أمَّا مردوده التطبيقي العملي فقد يمثِّل فتحًا عظيمًا بكل ما تحمله الكلمة من معنىً ليس على علم الحديث فحسب؛ بل على العلوم الشرعية ككل؛ وهذا متوقِّفٌ على دقَّة التأصيل، ودقَّة التنفيذ، وإذا كانت الثانية سهلة نسبيًّا، فإنَّ الأولى صعبة، ولكنها ليست مستحيلًا.
***
أما بقية طرحكم المميز فالإحاطة بمعظم جوانبه تحتاج لمناقشات مستفيضة، قد يضيق الوقت عنها، ولكن ما لا يدرك كلُّه لا يترك جلُّه. وسوف أركِّز مداخلتي في بعض الموضوعات ذات الصلة بالطرح. وهي:
1. معايير تصنيف المجلات العلمية المحكمة.
2. قياس أهمية الكتب بشُهرة مقدِّميها ومقرِّظيها بغضِّ النظر عن قيمتها الفعلية، وإضافتها العلمية.
3. جناية المكتبة الشاملة على جودة البحوث الشرعية، والحاجة لبرمجية قياس نسبة الاقتباس المرجعيّ.
الموضوع الأول: معايير تصنيف المجلات العلمية المحكَّمة:
من المعروف أنَّ المجلات العلمية العالمية المحكَّمة في العلوم التطبيقية والإنسانية تخضع للتصنيف لتحديد قيمتها العلمية تبعًا لما يُسمَّى بـمعامل التأثير Impact factor، والذي يلاقي كثيرًا من الانتقادات والاعتراضات الواسعة، وأصبحت تصنيفات أخرى مثل Eigen factor أكثر اعتمادية منه في كثير من الجامعات. وهي تصنيفات ترتَّب – بالدرجة الأولى – وَفقًا للتأثير العلمي للمجلة، والذي يخضع أساسًا لعدد مرات الاستشهاد بالأبحاث التي نشرتها المجلة في آخر عامين مقسومًا على إجمالي عدد المواد التي نشرتها المجلة والتي يمكن الاستشهاد بها.
وكنا نأمل أن يكون هناك مشروع عربي مشترك لتوحيد معايير التقويم والتصنيف للمجلات العلمية في الدراسات الشرعية. وهو مشروع تكلفته أقل بكثير من عشرات المشروعات الشكلية التي لا تُقدِّم ولا تؤخِّر، والتي لا تعدو أكثر من كونها حبرًا على ورقٍ.
ومن المعايير المقترحة لتقويم المجلات العلمية في الدراسات الشرعية خلافًا لمعامل التأثير:
· ضيق نطاق التخصص: فمجلة متخصصة في الدراسات القرآنية، ستكون ذات تصنيف أعلى للباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية من مجلة أخرى منفتحة على نشر الأبحاث الشرعية بصفة عامة. فكلما كانت المجلة أكثر تخصصًّا وأضيق نطاقًا فهي ذات تصنيف أعلى لبحوث التخصص. وحبذا لو وجدنا المجلة المتخصصة في فرع معين من فروع الدراسات القرآنية؛ كالأبحاث التفسيرية أو التعليم القرآني أو الإعلام القرآني أو نحو ذلك. ولعل مجلة (تطوير) تُلبي بعض هذه الحاجة، وتكون فاتحة خير في هذا الباب.
· القيمة التطبيقية للبحوث المنشورة في المجلة خلال آخر فترة معينة (آخر سنتين مثلًا). وتتحدد القيمة التطبيقية بناءً على: المردود التطبيقي الآني والآجل، وإمكانية التطبيق.
· الثقل العلمي للمحكمين. ويتحدَّد الثقل العلمي للمحكمين بقيمة إنتاجهم العلمي كمًّا وكيفًا، ويُهتمُّ بالنظر في درجة إتقانهم للعلوم البينية المشتركة مع تخصصهم الدقيق، وتتضح من خلال اتجاهاتهم البحثية. كما يتحدد الثقل العلمي بخبراتهم العملية؛ وخصوصًا في مجال التحكيم العلمي، وإتقان علوم الآلة الشرعية، بالإضافة لإتقان أكثر من لغة وعلوم الحاسب، ونحو ذلك.
· مساحة الانتشار الورقي والإلكتروني للمجلة. وإتاحة تحميل الأبحاث الكاملة أو الملخصات الوافية من قواعد البيانات الرقمية مقابل رسوم معينة كما هي الحال في Elsevier .
· الاهتمام الجديّ باختيار المحكمين في الأبحاث النوعية الدقيقة: إذ يترتب على اتساع نطاق النشر في المجلة إيكال التحكيم إلى مُحكِّم معروف بقيمته العلمية في تخصص قريبٍ من تخصص البحث، ولكنَّه ليس هو هو، مما ينتج عنه سوء تصوُّر لمسائل البحث، فتكثر اعتراضات المحكم الدالة على عدم إلمامه بفكرة البحث، أو تكون تعليقاته سطحية، مما يُهدر على الباحث فرصة الاستفادة من ملحوظات التحكيم.
· اختيار عدد المحكمين الكافي في الأبحاث البينية: وهو أمرٌ تهتمُّ به المجلات العالمية في العلوم التطبيقية، إذ فضلًا عن الاهتمام باختيار المحكم المناسب المتخصص في هذه المنطقة البينية بعينها؛ تهتمُّ تلك المجلات باختيار محكم واحد على الأقل في كلِّ تخصصٍ من التخصصات التي تكتنف هذه المنطقة البينية. فإذا كان البحث – على سبيل المثال - في تقنية التعليم القرآني، فإنَّه يجب أن يُحكِّم البحث ثلاثة محكمين، وليس اثنين كما هو المعتاد في السواد الأعظم من مجلات الدراسات الشرعية، على أن يكون أحدهم متخصصًّا تخصصًا دقيقًا في تقنية التعليم القرآني، والثاني متخصصًا في تقنية التعليم، والثالث متخصصًا في التعليم القرآني. ولو كان المجال والوقت يتسعان للإفاضة في شرح أهمية ذلك والتدليل عليه لفعلتُ.
· إتاحة التغذية الراجعة من الباحث. وهو أمر يُميِّز المجلات العالمية. ومن المجلات القرآنية التي لمست فيها تميُّزًا في هذا الجانب في الفترة الأخيرة: مجلة تبيان للدراسات القرآنية.
***
الموضوع الثاني: قياس أهمية الكتب بشُهرة مقدِّميها ومقرِّظيها بغضِّ النظر عن قيمتها الفعلية.
وهو موضوع طرحته قديمًا، وتجده على هذا الرابط:
تقديم من لا يُحسن لمن لا يستحقّ، وأثره على الإبداع النقدي.
***
الموضوع الثالث: جناية المكتبة الشاملة على جودة البحوث الشرعية، والحاجة لبرمجية قياس نسبة الاقتباس المرجعي:
لا شكَّ أنَّ مشروع المكتبة الشاملة من أفضل المشروعات العلمية الإسلامية في نصف القرن المنصرم على الأقل، ولكنّها كانت سببًا غير مباشر في ظهور كتابات علمية ليست على المستوى العلمي الكافي من التحرير والتدقيق. والسبب الذي لمسته بنفسي أن كثيرًا من الباحثين يكتفون بإدخال كلمات بحث معينة، ثمَّ يقرؤون ما يخرجه لهم محرك بحث المكتبة، ثم ينقلونه حرفيًّا، بما يتضح للمدقق أنَّهم أخذوه نسخًا ولصقًا Copy & Paste بدون أن يقرؤوه قراءة متمعنة! إي والله.
ولعل ذلك يُعلمنا: لِـمَ كان بعض السلف ينقم على مُخترع فهرسة الكُتب؛ لأنه يركن بطالب العلم إلى الدَّعة، والاقتصار من الكتاب على قراءة الموضوع المراد استلالًا من سياق الكتاب؛ فكيف لو عاش ليشهد ما نحن فيه من رفاهية؟!
وقد صرتُ أمسكُ بكتابٍ لبعض المشاهير المشار إليهم، فلو كان للكلام المزبور آذانٌ صاغية وقيل له: ارجع من حيث أتيتَ = لم يَبق للمؤلف إلا الورق الأبيض!
ولقد وقفتُ على أخطاء ناجمة عن سوء توظيف المكتبة الشاملة ونحوها يمكن تقسيمها إلى أربعة مستويات من الخطورة:
الأولى: من ينسخ ويلصق بدون أن يقرأ قراءة متأنية مدققة، فيأتي كلامه ناقضًا أوله لآخره، مليئًا بالأخطاء العلمية، خاليًا من التحرير والفائدة. وهذه أخطرها.
الثاني: من يكتفي بقراءة ما تخرجه له المكتبة من نصوص تَصادَف أن وُفِق في كتابة اللفظ المبحوث به، فأخرجت له نصوصًا ذات علاقة بموضوعه، ولكنها أغفلت نصوصًا أكثر منها أهمية وصلة ببحثه، لأنَّ المؤلف لم يفطن إلى أنَّه سيأتي بعده أقوامٌ يبحثون بلفظٍ معيَّن، فعبَّر عن مراده بعباراتٍ صفرًا من هذا اللفظ! وما أُشبِّه هذه الحال إلا بحامل كَنْزٍ يسعى خلفه مطاردوه بكلب بوليسيٍّ شمَّموه قطعة من ثياب حامل الكَنزِ، فلما أحسَّ صاحبنا منهم ذلك خلع ثيابه وتركها مستبدلًا بها، ومضى في سبيله حاملًا كنزه، فلم يُدركه الرصد، لأنَّ الكلب مال بهم إلى الملابس الخاوية! ولو شئت لأتيتُ على ذلك بمئات الأمثلة من مؤلفات المشاهير.
الثالثة: من ينقل النصَّ كما هو بأخطائه الإملائية والنحوية، وأغلاطه الناتجة عن إغفال مقابلة المطبوع. وقد يُنشِّط خيار الضبط بالشكل الكامل المتَّبع في كثير من كتب الشاملة، -وهو مما يحتاج إلى وقفة مع القائمين على المشروع؛ لأنَّ الضبط بالشكل الكامل غير مستحبٍّ في غير القرآن؛ وإنما اصطلح المحقِّقون على الاكتفاء بشكل ما يُوهِم غالبًا. وهو أمرٌ نسبيٌّ، ولكنه لا يعني أنَّ الشكل الكامل هو الخيار الأمثل، فضلًا عن أنَّ الأخطاء الناتجة عن التزام الشكل الكامل قد تتجاوز – في كثير من الأحيان – التقصير الناتج في ضبط الألفاظ الـمُوهِمة. أضف إلى ذلك الجهد والوقت المبذولين في الضبط الكامل. المهم أنَّ صاحبنا يُنشِّط هذا الخيار فيبدو بعض كتابه مشكولًا شكلًا كاملًا بعُجره وبُجره، وبعضه خلوًا من الشكل تمامًا. بل قد تجد نقلًا عن أحد العلماء مشكولًا وحديثًا نبويًّا شريفًا غير مشكول.
الرابع: أخطاء في العزو والتخريج؛ ناتجة عن عدم المقابلة بالمطبوع.

ولا أريد أن يفهم أحدٌ من كلامي غير مُراده ولا أن يُحمِّله ما لا يحتمل، فللمكتبة الشاملة يدٌ بيضاء على كلِّ طالب علم جادٍّ، ولكنَّها في الوقت نفسه أتاحت للمتسوِّرين مرتقىً ذلولًا، وحملتْ بعض طلبة العلم على الدَّعة.
والخلاصة أن استخدام المكتبة الشاملة في البحث العلمي له حدود وضوابط وأصول يجب ألا يتجاوزها طالب العلم الجاد. وهو موضوع مطروح للمناقشة.
والسؤال المتعلق بموضوعنا الأساسيّ حول جودة الأبحاث الشرعية: هل يمكن ابتكار برمجية تُقيس حجم الاقتباس في الأبحاث النظرية من الإنترنت ومن الأبحاث المسجلة في قواعد البيانات الرقمية، ومن الكتب الإلكترونية في الشاملة، وغير ذلك من النصوص الإلكترونية؟ وأمَّا فائدة ذلك فمن وجوه:
الأول: اتخاذ نسبة الاقتباس كدالَّة على جودة البحث وأصالته في كثير من الأحيان، والعلاقة بينهما عكسية.
الثاني: الوقوف على الأفكار غير المعزوَّة. وهذا يجعل كثيرًا من الباحثين يُفكر ألف مرة قبل أن ينتحل أفكار غيره. وكثيرةٌ هي المعارك المثارة حول سرقة الأبحاث العلمية من طروحات المدونين وروّاد الملتقيات العلمية الجادَّة؛ اتكالًا على أنّ المجلات العلمية التي تنشر فيها هذه السرقات لا يطَّلع عليها إلا المحكمون وأعضاء لجان الترقيات!
الثالث: دفع الباحثين إلى زيادة مساحة مناقشة النصوص وتحليلها وتحريرها رغبةً في تقليل النسبة المشار إليها، ومنع الباحثين من الاستطراد والتضخيم الكمِّي للبحوث.
ولا شكَّ أن مجموع هذه الأمور يجعل البحوث الشرعية تتجه تصاعدًا نحو الجودة النوعية المرغوبة.
***
ملحوظة: رابط تحميل بحوث الندوة المشار إليها لا يعمل، فنرجو إعادة تحميلها ممن عنده نسخة منها.
 
عودة
أعلى