سؤال: ما حكم تطبيق أحكام التجويد على غير القرآن الكريم

محمد فال

New member
إنضم
15/06/2007
المشاركات
66
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المدينة المنورة
درج كثير من الأئمة والخطباء على تطبيق أحكام التجويد من الإخفاء والإدغام والمدود وغيرها من أحكام التجويد على خطبهم وأدعيتهم، حتى إن العامى لا يدري أيتلون قرآنا، أم يلقون خطبة، فهل هذا عمل محمود، أم إن تلك الأحكام خاصة بالقرآن الكريم، أرجو من المشايخ الكرام الإفادة وبارك الله فيكم
 
درج كثير من الأئمة والخطباء على تطبيق أحكام التجويد من الإخفاء والإدغام والمدود وغيرها من أحكام التجويد على خطبهم وأدعيتهم، حتى إن العامى لا يدري أيتلون قرآنا، أم يلقون خطبة، فهل هذا عمل محمود، أم إن تلك الأحكام خاصة بالقرآن الكريم، أرجو من المشايخ الكرام الإفادة وبارك الله فيكم
اختلف أهل العلم في حكم تجويد القراءة بالحديث الشريف وغيره من الكلام ، على نحو ما يفعل في قراءة القرآن ، على قولين :
القول الأول : أنه عمل غير مشروع .
ذهب إليه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، والشيخ بكر أبو زيد رحمه الله ، وبعض العلماء المعاصرين .
واستدلوا على ذلك بأدلة ، منها :
قالوا : هذا العمل محدث ، والأصل في المحدثات المتعلقة بالعبادات أنها من البدع حتى يثبت الدليل على مشروعيتها .
في ترتيل قراءة الحديث النبوي الشريف والأذكار النبوية إيهام أنها من القرآن الكريم ، والأصل صيانة كتاب الله عن الاختلاط بغيره من الكلام .
ترتيل غير كلام الله من عادات أحبار اليهود والنصارى ، وقد نهينا عن التشبه بهم .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هل يجوز استخدام التجويد في غير القرآن ، كقراءة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها ؟
فأجاب :
ذكر بعض المتأخرين في تفسير قوله تعالى : ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَاب ) آل عمران/78
ذكر بعض المتأخرين : أن من ذلك أن يتلو الإنسان غير القرآن على صفة تلاوة القرآن ، مثل أن يقرأ الأحاديث - أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم - كقراءة القرآن ، أو يقرأ كلام أهل العلم كقراءة القرآن .
وعلى هذا : فلا يجوز للإنسان أن يترنم بكلامٍ غير القرآن على صفة ما يقرأ به القرآن ، لا سيما عند العامة الذين لا يُفَرِّقون بين القرآن وغيره إلا بالنغمات والتلاوة .
ويقول الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
" بدعة التلحين والتطريب في الأذان ، وفي الذكر ، وفي الدعاء ، وفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والترنم في خطبة الجمعة ، والجهر بالذكر والدعاء والصياح به مع الجنائز في عدة أحوال ، والذكر بالجوقة – وهي الذكر الجماعي بين كل ترويحتين – والجهر بالذكر عند سفر الحجاج وعند قدومهم ، ورفع الصوت بالتعريف في الأمصار ، والزعاق بالتأمين في الصلاة ، ورفع الصوت جماعة بعد الصلاة بقراءة آية الكرسي ، وقول المؤذن بصوت مرتفع بعد الصلاة : اللهم أنت السلام ...ورفع الصوت بعد الصلاة بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، وغيرها مما يكون توصيفه بدعة ، والتصويت به بدعة مضافة إليها ، أو أن التصويت والجهر به مبتدع .
وقد عرف رفع الصوت باسم : " التقليس " ، وذكر الطرطوشي في "الحوادث والبدع/63" أن الإمام مالكا رحمه الله تعالى أنكر " التقليس " في الدعاء ، وهو رفع الصوت به .
كما جاء النهي عن : " التقليس " في القراءة ، أي : رفع الصوت بها في وصف الإمام الشافعي رحمه الله تعالى للإمام أبي يوسف رحمه الله تعالى قال : كان أبو يوسف قلاسا .
أي : يرفع صوته بالقراءة ، وقد بينته في " بدع القراء " (ص/15-16)
والله أعلم.
منقول بتصرف
 
جزاك الله خيرا يا أخي تيسير الغول على هذا الجهد المبارك بإذن الله، لكن هناك إشكال، وهو أن بعضهم يقول: إن هذه الأحكام التي تسمى بأحكام التجويد ليست خاصة بالقرآن الكريم، بل هي قواعد للنطق بالكلام العربي، فأي كلام عربي ينبغي أن يلتزم في نطقه هذه القواعد، يستوي في ذلك القرآن الكريم، وغيره!!
 
جزاك الله خيرا يا أخي تيسير الغول على هذا الجهد المبارك بإذن الله، لكن هناك إشكال، وهو أن بعضهم يقول: إن هذه الأحكام التي تسمى بأحكام التجويد ليست خاصة بالقرآن الكريم، بل هي قواعد للنطق بالكلام العربي، فأي كلام عربي ينبغي أن يلتزم في نطقه هذه القواعد، يستوي في ذلك القرآن الكريم، وغيره!!
أخي الفاضل
هناك تشابه واحد بين اللغة والقرآن. وهو التشابه في النطق الصحيح للحرف العربي من مخرجه وتطبيق ذلك النطق من مخرجه الصحيح أثناء قراءة القرآن. ولكن أحكام التجويد من غنة وإخفاء وأظهار ومدود فالقرآن وحده الذي ينفرد بها . فهي منقولة من جبريل الى النبي عليه الصلاة والسلام ثم الصحابة . فالترتيل خاصيّة من خواص القرآن . وانظر الى ديوان العرب الشعري فلو طبقنا أحكام التجويد في الشعر العربي لاصبح مختل الميزان وفقدت قوافيه وذهبت تفعيلاته . ولما أصبح مغنىً كما نقرأه ونسمعه.والله أعلم . وبارك الله بك أخي .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعلومات المتعلقة بالأصوات العربية وهي التي سجلها علماء اللغة وعلى رأسهم الخليل بن أحمد رحمه الله كانت وما تزال هي الأساس لِما عُرف بالتجويد ، وباب الإدغام في نهاية كتاب سيبويه يتضمن تلك المعلومات وهو يتحدث عنها باعتبار أنَّها تنطبق على كلام العرب كله وإن تميزت قراءة القرآن وإلقاء الشعر بالحرص على اتباع النموذج الصوتي المثالي من قلْب في : بَلْعَمْبَر ( بني العنبر ) والنون الخفيَّة ( الإخفاء ) والإدغام ( النون الساكنة في الميم واللام والراء ) وسائر الأمور المعروفة في التجويد .
ولا أستطيع أن أقدّم فتوى تتعلق بالتزام بعض هذه الأمور في أداء الحديث النبوي ، أما في الكلام المعتاد فإن تقبّل ذلك فيما يبدو أمر نسبي ؛ فربما قبِله قوم وتخلّى عنه آخرون ، وربما تجد شيئا منها يشيع فيصير مُتّبَعًا ( الأمْباء = الأنْباء ) .
 
تعقيبا على كلام الإخوة الفضلاء

من أحكام التجويد ما هو قواعد صوتية لغوية لا يصح الكلام إلا بها كالإدغام والإخفاء والإظهار والقلب والمد الطبيعي مد الصلة والبدل والعوض وإظهار اللام الواقعة في الفعل وامتناع إدغام النون الساكنة في داخل الكلمة وتأكيد إيضاح بعض الحروف السواكن كما يعرف بحروف القلقلة والكاف، لكن من أحكام التجويد ما هو خاص بالقرآن كإطالة المدة الزمنية للإخفاء والإدغام والقلب بالغنة وكالمدود الزائدة على الطبيعي فتطبيق قواعد علم التجويد بهيئاتها المخصوصة بالقرآن على غيره لا تجوز على ما يأتي
- الحديث الشريف والحديث القدسي/ قال ابن حجر إنهم إنما نُهوا عن كتابة الأحاديث كما ثبت في صحيح مسلم خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم/ فإذا صحّ ما قال ابن حجر أنه التعليل الوحيد للنهي أو حتى أحد أسباب النهي كان ذلك أصلا يقاس عليه في وجوب التفريق بين كلام الله تعالى أداء وبين سواه، ويُتعقب بكون القرآن العظيم قد تم حفظه ولم يعد يخشى عليه الاختلاط بسواه
- الشعر
عند أدائه غناء أو أشبه بالغناء يراعى من أحكام التجويد ما هو من قواعد أداء الصوت اللغوي ، فكما تقدم فإن الأداء في التجويد القرآن يكون بطول معين وبهيئة مخصوصة لكن أداء ما سواه يكون بحرية في النغمات والمقامات مع الاقتصار على ما هو من خصائص أداء الصوت اللغوي فقط
- من خصائص الثقافة العربية أن (كان العلم المتعلق بالتنغيم والأداء الصوتي هو علم التجويد) الأمر الذي قاد إلى شحة المصادر في الأداء الصوتي لاكتفاء الناس بما هو مفصل ومقرر في علم التجويد، ومن هنا مشروعية هذا التساؤل من الأخ فال لأن علم التجويد فيه جانب خاص وجانب عام.

وليست هذه المسائل من خاص الفقه للاشتراك الذي ذكر في موضوع هذا العلم أو لثنائية موضوع علم التجويد.
كان هناك رجل قدم برنامجا في إذاعة بغداد في نهاية التسعينات اسمه جلال الحنفي يسعى إلى جعل علم التجويد علم الأداء اللغوي بشكل عام فكان يقدم القاعدة ويستشهد عليها بأخطاء المغنين في أداء النص اللغوي وقراءة الشعر ، فكانت الناس تستغرب وتمتعض.
لكن من الناحية العلمية لم يكن هو مجانفا للصواب ولم يكن بمنأى عن اللوم بسبب الثنائية الموجودة في علم التجويد. لكني رأيت له كتابا في علم التجويد والأداء الصوتي يدل على طول باعه في القضية وأنه غير لصيق في العلم.

وها أنت قد ذكرتنا بموضوع دراسة وبحث مفصل لتفصيل القول في مجال علم التجويد يمكن للطالب أو الباحث فيه أن يفصل بين القضيتين، قضية قواعد أداء الصوت اللغوي المكملة للخط والمتضمنة في علم التجويد من خلال كتاب سيبويه ومصادر النحو الأولى وقضية ما يمتاز به أداء النص القرآني مما تُلقي أداء زيادة على قواعد الصوت اللغوي. والله أعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعلومات المتعلقة بالأصوات العربية وهي التي سجلها علماء اللغة وعلى رأسهم الخليل بن أحمد رحمه الله كانت وما تزال هي الأساس لِما عُرف بالتجويد ، وباب الإدغام في نهاية كتاب سيبويه يتضمن تلك المعلومات وهو يتحدث عنها باعتبار أنَّها تنطبق على كلام العرب كله وإن تميزت قراءة القرآن وإلقاء الشعر بالحرص على اتباع النموذج الصوتي المثالي من قلْب في : بَلْعَمْبَر ( بني العنبر ) والنون الخفيَّة ( الإخفاء ) والإدغام ( النون الساكنة في الميم واللام والراء ) وسائر الأمور المعروفة في التجويد .
ولا أستطيع أن أقدّم فتوى تتعلق بالتزام بعض هذه الأمور في أداء الحديث النبوي ، أما في الكلام المعتاد فإن تقبّل ذلك فيما يبدو أمر نسبي ؛ فربما قبِله قوم وتخلّى عنه آخرون ، وربما تجد شيئا منها يشيع فيصير مُتّبَعًا ( الأمْباء = الأنْباء ) .
أخي الفاضل: فإن هناك فرق بين التطبيق الكامل لأحكام التجويد في اللغة وبين تطبيق جزئي كالإدغام والذي يكون أحياناً على السليقة لتقارب الأحرف أو التماثل أو أي صفة أخرى تسهّل على اللسان النطق بالدمج . أما باقي الأحكام فلا أظن أن اللغة دخلت في نواحيها . والله أعلم
 
قواعد التجويد ـ كلّها ـ ترتبط بالقرآن خاصة وبالنطق العربي عامة

قواعد التجويد ـ كلّها ـ ترتبط بالقرآن خاصة وبالنطق العربي عامة

بسم الله الرحمن الرحيم
خلاصة المداخلة :

أصول أحكام التجويد كلّها من كلام العرب وما اختصّ به القرآن ـ بسبب الإتباع والرواية ـ منها هو المقادير (مقادير المدود الغنن) والتقيّد بما وردت الرواية به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحرف التي نزل بها القرآن ولم تنسخ في الختمة الأخيرة دون غيرها من عموم أحكام العربية ...كما اختصّ القرآن بسبب التعبّد بالتغني وهو غير التجويد كما لا يخفى على ذي لبّ ...
اختصاص القرآن ببعض أصول أحكام التجويد دون بعض غير صحيح لماذا ؟

1. هذه الأحكام التي يزعم أصحابها أنّها مختصة بالقرآن كالمدود والغنن هي داخلة في ما سماه الأخ الكريم (النطق الصحيح للحرف العربي) .................. فكما لا ينطق بالسين إلاّ مستفالا فكذلك حروف المدّ لا تلفظ إلاّ ممدودة والنون إلاّ بغنّة وكما تختلف مقادير التفخيم في نحو الطاء والضاد باختلاف حركاتها وتختلف أحكام الراء واللام باختلاف أحوالها فكذلك مقادير المدّ والغنّة... فجميع هذه الأحكام من (النطق الصحيح للحرف العربي) ...
2. هذا الزعم أنّ بعض أحكام التجويد عربية وأخرى خاصة بالقرآن نزل بها جبريل عليه السلام لم يقل به أحدٌ من السلف ـ حسب علمي القاصر ـ ويا حبذا لو أردف الإخوة الكرام مداخلاتهم بنصوص قديمة تثبتها ... وهو تفريق يحتاج إلى دليل واضح صحيح من سنّة المصطفى عليه الصلاة والسلام ...
3. هذا الزعم مخالف لعموم قوله تعالى : {إنّا أنزلناه قرآنا عربيا} {قرآنا عربيا غير ذي عوج} والحديث هنا عن القرآن كلّه ليس عن بعضه دون بعض ...
4. هذه الأحكام التي يزعم بعض إخواننا الكرام أنّها ليست من العربية بل نزل بها جبيرل عليها السلام وكأنهم استغربوا مدّ العرب بالطويل أو الغنن في كلامهم (ولهذا السبب أنكروها في الشعر) ..........هذه الأحكام لا تكاد تخلو لغة من لغات العالم منها (مثل الإدغام الإخفاء القلب المدّ الغنّة ...) بل وتجد في بعضها من أحكام التلفظ بها الشيء العجيب كبعض لهجات جنوب إفريقيا المعروفة بظاهرة [Tic] وفي بعض لهجات شمال إفريقيا صوت شبيه بالشخير ...
5. وقد أشار كثير من الإخوة في مداخلاتهم إلى أنّ جلّ هذه الأحكام قد تناولها علماء اللغة بالشرح والبيان بل إنّ من مصادر علم التجويد في جانبه النظري كتب اللغة وقد كانت هذه الأحكام مدوّنة فيها وفي كتب القراءات قبل أن يستقل علم التجويد بنفسه نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس ...
6. فرق إخوتي الكرام بين التغني والتجويد ....و الذي عناه الشيخ ابن عثيمين بالمنع والشيخ بكر أبو زيد بالبدعة ـ عليهما رحمة الله الواسعة ـ هو التغني بالقرآن وليس التجويد, فهو مختص عبادةً بالقرآن الكريم دون سواه لقوله صلى الله عليه وسلم "من لم يتغنّ بالقرآن فليس منّا , وما أحدثه البعض من التغني بالأدعية والأذكار يتعبدون الله بها في صلواتهم وقنوتهم قد أنكرها غير واحد من أهل العلم ...
ما اختصّ به القرآن من الأحكام :


بسبب العبادة : لورود النصّ يقيّدنا ببعض الأحكام كالاستعاذة والتغني فلا ينبغي استعمالها في غير القرآن ...
بسبب الرواية والاتّباع : مقادير المدود والغنن محدّدة في القرآن والأمر فيها واسع في غير القرآن...
بسبب الالتزام بما نزل دون سواه : نزل القرآن على سبعة أحرف اختلف العلماء في تفسيرها وتحديدها لكن جماهيرهم على أنّها متعلقة بالنطق والتلفظ أي بالجانب الصوتي من كلام العرب ... وقد عدل القرآن عن غيرها من الأحرف فلا يؤخذ في القرآن بمطلق كلام العرب بل بما ثبت منه دون سواه ...
بسبب النسخ : بعض هذه الأحرف السبعة أو بعضا منها نسخ في الختمة الأخيرة فينبغي في تلاوة القرآن الالتزام بما ورد في الختمة الأخيرة دون سواها ... بينما في الكلام العربي يؤخذ بمطلق ما ثبت في القرآن وفي غير القرآن من كلام العرب...
 
فرق إخوتي الكرام بين التغني والتجويد ....

بارك الله فيك ، لو تفضلت فأفدتنا بتفصيل القول في ذكر الفرق بينهما ، وجزاك الله خيرا .
 
ردّاً على مداخلة الأخ الكريم : حسين بن محمد
بارك الله فيك ، لو تفضلت فأفدتنا بتفصيل القول في ذكر الفرق بينهما ، وجزاك الله خيرا .
أخي الكريم حسين بن محمد التفصيل في التفريق بين التغني والتجويد كما طلبت يحتاج إلى بسط تجده في هذا الرابط
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=21371
وهو عبارة عن بحث لصاحب هذه المداخلة يحاول من خلاله تعريف التجويد تعريفا علميا دقيقا يتميّز به عن غيره من العلوم والفنون كالقراءة والتغني ...
ولكن بعجالة أنقل لك فصولا منه بشيء من التصرف يقتضيه المقام
أهم الفروق بين التغني والتجويد ما يلي:
التغني متعلق بطبع الإنسان ولا يمكن تحصيله إلاّ إذا حبا اللهُ تعالى صاحبَه بشيء من حسن الصوت ولطافته ... بينما التجويد أحكام تُتعلم وأداء يُتلقى يبلغ فيه القارئ الذروة بالرياضة والتطبيق المستمر حتى ولو لم يكن ذا صوت عذب شجيّ
 التغني مُفتقر للتجويد فلا يعدّ تغنيا حسنا صالحا إذا خلا من التجويد , ولا يفتقر التجويد للتغني
 من حيث الحكم الشرعي التغني مستحب والتجويد واجب
 التغني إنّما يتمّ ببعض القرآن كحروف المدّ والغنن ونبر الصوت وهيئته من رفع وخفض وقوة وضعف ...بينما التجويد يطال جميع حروف القرآن دون أن يكون له علاقة بصفة الصوت وهيئته باعتبار القوة والضعف ونحو ذلك ...والله أعلم...
 التجويد هو علم يبحث في الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحروف حقّها ومستحقّها , وحقوق الحرف هي صفاته اللازمة كالهمس والشدّة والاستعلاء والانحراف والغنّة والقلقلة ونحوها بينما مستحقات الحرف فهي صفاته العارضة التي تطرأ عليه في حالات دون أخرى كالمدّ الفرعي والتفخيم والترقيق والزيادة في الغنّة ونحوها ... بينما التغني مجرد تزيين الصوت بالقرآن الكريم


وممّا جاء في مبحث آخر من مباحث هذه الدراسة متعلق بالتفريق بين التغني والتجويد:
" ليس التغني من التجويد بل هو وصف زائد وبعضهم يعتبره فنّاً وعلماً آخر منفصل ومستقل عن باقي العلوم هو فنّ المقامات أو فنّ الطبوع له أحكامه وضوابطه التي تخصّه وتميّزه ... وهو يختلف عن التجويد من وجوه شتّى ومناحي عدّة تقدم بحثها وبيانها فلا داعي للإعادة والتكرار..."
التفريق بين تجويد القرآن الكريم خاصة وتجويد الكلام العربي عامة :
1) نعم علم التجويد كعلم خاص بمباحثه ومسائله إنّما يتناول بالدراسة الكلمات القرآنية دون سواها , وهذا الوصف لا بدّ من ذكره وإيراده في التعريف ... ولكن لا ينبغي أن ننكر أنّ التجويد إنّما هو مأخوذ من أصل كلام العرب من خلال طريقة تلفظهم ونطقهم بلغتهم ... وهو يختلف عن التجويد الخاص من جهات عدّة ونواحي شتّى أهمّها :
 الأولى : تجويد القرآن واجب على الصحيح الراجح ـ كما سيأتي ـ بينما تجويد باقي الكلام العربي فمستحب عند الجمهور وقال بعضهم بوجوب تجويد الحديث فقد ذكر شيخ مدينة تطوان المغربية العلامة محمد بن الأمين المغربي – إجازة بالمكاتبة -عن شيخه عبد الحي الكتاني عن عبد الله السكري عن الوجيه الكزبري عن الشمس الحفني عن العلامة برهان الدين ابن الميِّت الشامي أنه ذكر في شرحه على ( البيقونية ) أنه:
"سأل شيخه النور عليّ الشبراملسي [ والشَّبْرامَلِّسي هذا: هو قمر الشافعية في القرن الحادي عشر الهجري، وهو صاحب الحاشية المشهورة على نهاية الشمس الرملي في فقه الشافعية] عن حكم قراءة الحديث مجوداً كتجويد القرآن: من إمكان النون الساكنة، والتنوين، والمد والقصر، وغير ذلك، هل هي مندوبة؟ فأجابه بالوجوب! ونقله له عن كتاب ( الأقوال الشارحة في تفسير الفاتحة ) قال: وعلَّل الشيخ ذلك: بأن التجويد من محاسن الكلام، ومن لغة العرب ومن فصاحة المتكلم، وهذه المعاني مجموعة فيه -صلى الله عليه وسلم- فمن تكلم بحديثه -عليه السلام- فعليه مراعاة ما نطق به عليه السلام." اهـ [ نقلا عن ملتقى أهل الحديث على العنوان التالي: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=183186] وقد يستدلّ على وجوب ذلك بكون اللحن في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبٌ عليه وتقوّل لما لم يقله... ولا يبعد أن يقول بعضهم في اللغة العربية عموما بالوجوب الكفائي للحفاظ على نقل أصل الكلام العربي كما كان في الزمن الأوّل ... ولكن المعروف عند جماهير أهل العلم أنّ التجويد واجب في القرآن الكريم مستحبّ فيما سواه من الكلام العربي الفصيح ...
 الثانية : التجويد في كلام العرب أعمّ منه في القرآن الكريم ؛ فكلّ حكم تجويدي في القرآن لا بدّ وأنّ العرب تكلمت به فهو من التجويد العام وذلك لأنّ القرآن إنّما بلسانهم نزل قال سبحانه وتعالى ﴿إنّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون﴾وقال أيضا ﴿قرآنا عربيا غير ذي عوج ﴾ وقد اشترط أهل العلم في القراءة لكي يصحّ التعبّد بها وتسمى قرآنا أن توافق وجها لغويا ولو لم يكن هو الأفصحّ , ولا يقال في مسائل ومباحث التجويد العام تجويد الكلام العربي عموما أنّها جميعا ثابتة في القرآن الكريم , لا يصحّ هذا باعتبار أنّ اللغة تشمل لفظ القرآن وزيادة ومن هذه الزيادة بعض مسائل التجويد التي لم ترد في القرآن الكريم ومنها كثير من أحكام الهمز كتسهيل الهمز المضموم بعد آخر مكسور وإبدال الهمز المفتوح في الوصل بعد كلّ ضمٍّ ومن ذلك الزيادة في المدّ لكثير من الأسباب المعنوية كالمبالغة في الإسماع والنداء والتحذير ... ومن ذلك إمالة الراء مع الحفاظ على تفخيمها ... وغيرها كثير
 الثالثة : يزعم بعض علماء التجويد أنّ القرآن الكريم اختصّ ببعض الأحكام التجويدية دون عموم اللغة العربية ويمثِّلون لذلك بغنن النون والميم في حالة الإدغام والإخفاء بل ويزعم آخرون أنّ الزيادة في المدّ من هذا القبيل ... فأما المدّ فلا !... بل هو ثابت بما ذكرناه في العنصر السابق وبما ورد في كثير من الأشعار والأقوال المأثورة عن العرب , وبكونه ظاهرة صوتية لا تخلو منها أيّ لغة من لغات البشر ولهجاتهم ...وسوف نخصصّ مطلبا مستقلاً للغنّة نبحث فيه عن أصلها ومبدأها أهو القرآن خاصة أو لغة العرب عامة ونكتفي ها هنا بالإشارة إلى وجهٍ ومن وجوه الاختلاف بين تجويد القرآن الكريم خاصة وتجويد كلام العرب عامّة ـ حتى وإن كان وجها مختلفا فيه ـ
 تجويد القرآن دون غيره من الكلام العربي الفصيح يجوز مصاحبته بالتغني
فلعل هذا القدر من البسط كاف للتفريق بين تجويد عموم كلام العرب وبين تجويد القرآن الكريم المقصود بهذا العلم بالدراسة والبحث ...
 
كلمة آمين ليست من القرءان.. السؤال هل تخضع لأحكام التجويد ؟
من الأئمة يمد البدل زيادة عن حركتين والعارض للسكون حركتين أو أقل
( بحال ) فرضنا أنها تخضع لأحكام التجويد هل هذا جائز؟؟
 
تجويد كلمة آمين

تجويد كلمة آمين

بحسب ما تقدم ... إذا لم يوجد في السنة ما يحدد صفة قراءة آمين من مدّ أو قصر جهر أو خفض فإنّها تقرأ بأحكام التجويد العامة المتعلقة بالكلام العربي سواء ما ثبت منها في القرآن الكريم وما ثبت صحيحا في غير القرآن الكريم ... لأنّها ليست من القرآن ...
ولا يقال في قراءتها أنّها بدل تقرآ بحسب القارئ إذا كان يمدّ فيه أو لا وبحسب العارض للسكون ومقدار مدّه ...لأنّ المفروض التفريق بينها وبين ما هو من القرآن الكريم
والله أعلم ... أرجو منكم التصويب وأنتظر التعقيب
 
والله أعلم ... أرجو منكم التصويب وأنتظر التعقيب

مشكور على الرد السريع
والعفو استاذ ان اقوم بالتصويب لكم
ولكن سألت عن هذه الكلمة وهي ليست من القرآن
والآذان أيضا ليس من القرآن
لكن هذه الكلمات ( الآذان , آمين ) من الامور الشرعية المتلقاة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكما ينبغي على المؤذن
أن يجود الآذان والإقامة ويطبق بهما ما يطبق في تجويد القرآن - الا يجب تطبيقه على كلمة آمين ؟..والله اعلم
بارك الله في الجميع
 
نعم لا بدّ من تجويد آمين وتجويد الآذان إذ لا ينبغي عبادة الله باللحن إعرابا كان أو تجويدا ...
ولكن السؤال هل نستعمل في تجويدها القواعد الخاصة بتجويد القرآن أم لنا أن نتوسع فنستعمل ما ثبت عند القراء وعلماء التجويد وغيرهم من علماء اللغة ... ؟
الذي أعتقده والله أعلم أنّ تجويدها جائز إن لم يكن مستحب (لأنّها عبادة يُتخير لها أحسن وأفضل الأحوال) بما ثبت من أحكام تجويد القرآن وبم صحّ عند علماء اللغة ممّا لم يرد في القرآن فلك أن تمدّ لفظ الجلالة في الآذان (الله أكبر الله أكبر) على خلاف الفتوى المشهورة والمنتشرة بالمنع للمبالغة في النداء وهو سبب معروف معمول به في جميع لغات البشر لا في لغة العرب فقط رغم أنّه غير ثابت في مثل هذا الموضع في أحكام تجويد القرآن والله أعلم بالحق والصواب
 
نعم لا بدّ من تجويد آمين وتجويد الآذان إذ لا ينبغي عبادة الله باللحن إعرابا كان أو تجويدا ...
ولكن السؤال هل نستعمل في تجويدها القواعد الخاصة بتجويد القرآن أم لنا أن نتوسع فنستعمل ما ثبت عند القراء وعلماء التجويد وغيرهم من علماء اللغة ... ؟
الذي أعتقده والله أعلم أنّ تجويدها جائز إن لم يكن مستحب (لأنّها عبادة يُتخير لها أحسن وأفضل الأحوال) بما ثبت من أحكام تجويد القرآن وبم صحّ عند علماء اللغة ممّا لم يرد في القرآن فلك أن تمدّ لفظ الجلالة في الآذان (الله أكبر الله أكبر) على خلاف الفتوى المشهورة والمنتشرة بالمنع للمبالغة في النداء وهو سبب معروف معمول به في جميع لغات البشر لا في لغة العرب فقط رغم أنّه غير ثابت في مثل هذا الموضع في أحكام تجويد القرآن والله أعلم بالحق والصواب


جزاك الله خيرًا استاذتنا
ونفع بك وبعلمك وبما تقدم لنا من فوائد
 
عودة
أعلى