سؤال للمشايخ : عن ذكر الكفار حين الوعيد في القرآن ؟

إنضم
11/04/2006
المشاركات
20
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دائما الوعيد ما يرتبط بالكفار في القرآن الكريم أو المنافقين ..
فكثير من الناس ينطلي عليهم أنهم ليسوا مقصودين فكيف نقنعهم لإن القرآن أصلا انزل على المؤمنين وهو نذارة وبشارة لهم وغيرهم ..

وما هو الكتاب الذي يربطني بالواقع حين ألقي درساً في التفسير او التوحيد للمرحلة الثانوية أو حتى و إن كان درساً عاما لعامة الناس ..

جزاكم الله خير
 
دائما الوعيد ما يرتبط بالكفار في القرآن الكريم أو المنافقين ..
فكثير من الناس ينطلي عليهم أنهم ليسوا مقصودين فكيف نقنعهم لإن القرآن أصلا انزل على المؤمنين وهو نذارة وبشارة لهم وغيرهم ..
سبحان الله لقد سألت شيخي أيا عثمان حفظه الله تعالى عن هذا الأمر فقلت له: لماذا يقتصر الوعيد في القرآن غالبًا على الكافرين؟ أين الفاسقين؟
فقال لي: الله تعالى إنما يذكر الصالحين ووعدهم والكافرين ووعديهم حتى ينظر كل إنسان أين هو بين هذين القطبين، أأقرب هو إلى الصالحين أم إلى الكافرين؟ وحتى تبقى الرغباء والرهباء في صدور الناس، الرغباء والمنافسة على الوصول إلى مرتبة هؤلاء الصالحين، والخوف والوجل من الاقتراب من مرتبة الكافرين فيلحق بهم.
 
أما بالنسبة للكتاب المسؤول عنه فمن الكتيبات التي أعجبتني وصيغت صياغة عصرية وضمنت وقائع معاصرة كتاب (أين الله) لراغب السرجاني، وكذا كتاب (الله يتجلى في عصر العلم) لمجموعة من العلماء الأجانب.
 
نص ابن عاشور في أكثر من موضع أن الآيات وإن كانت في الكافرين إلا أن للعاصي منها نصيباً بقدر مشباهته لهم في الصفات المذكورة في الآيات- إذ الغالب أن تذكرمع الكفر صفات مذمومة أخرى كالكبر والخوض مع الخائضين...إلخ -، ولعل مما يفيد هنا قول الزمخشري عند الآية 11 من سورة الشعراء: "وكم من آية أنزلت في شأن الكافرين وفيها أوفر نصيب للمؤمنين ، تدبرا لها واعتبارا بموردها".
 
كل وعيد ورد بحق الكفار فهو خاص بهم ولا يجوز أبدا أن يُتجاوز به إلى أحد من المؤمنين إلا بدليل
أما المؤمنون فقد وردت بخصوص وعيدهم نصوص خاصة فيجب الوقوف عندها وهي في الغالب في حق أصحاب الكبائر
وأهل الكبائر إذا وافوا الله غير تائبين من كبائرهم فهم تحت المشيئة إن شاء الله عذبهم وإن شاء تجاوز عنهم
وإن عذبهم فعذابهم ليس هو كعذاب الكفار والمشركين والمنافقين، وليسوا هم مخلدين في النار.
ولو تأملت نصوص الوعيد في القرآن لوجدتها شديدة في حق الكفار والمشركين بخلاف أهل التوحيد
ويجب أن يُعرف بأن لأهل التوحيد مكانة عند الله حتى وإن قارفوا الكبائر، وحتى وإن عُذبوا.
 
خَيْرُ مَن يُجيبُنا على هذا السؤال شيخُنا العزيز الأستاذ الدكتور عيسى بن عبدالله السعدي أستاذ العقيدة بجامعة الطائف وزميلنا في هذا الملتقى ، فبحوثه القيمة في هذا الموضوع من أجود المراجع العلميَّة حسب اطلاعي .
 
أحيي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري والأخوة الكرام وأشكره على ثقته الغالية وأود أن أقول ان طريقة القرآن الغالبة هي ذكر السعداء الخلص والأشقياء الخلص دون المخلط صاحب الشائبتين ؛ لتحقيق مبدأ الوعد والوعيد على أكمل وجه ! ولكن هذا لايعني أن الله لم يذكرهم كلية ؛ فقد ذكروا في مثل قوله تعالى : ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم ) ! وهذه الطريقة لاتعني أيضا أنه لم يرد بحقهم وعيد ؛ فقد ورد الوعيد في شأنهم بطريق الخصوص ؛ كقوله تعالى :( ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ) ، وقوله : ( ياأيها الذين آمنوا لاتأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا ) !
وكذلك ورد الوعيد في شأنهم بطريق العموم ؛ كقوله تعالى : ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) ، وقوله : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا ) ؛ فهذا الوعيد يعم الكافر الأصلي والفاسق الملي . ولهذه النصوص نظائر تعرف بالاستقراء ، ونصوص السنة المطهرة حافلة بوعيد العصاة ، ومن نظر في الترغيب والترهيب للمنذري رأى من وعيد الكبائر الكثير والكثير ، فنسأل الله لنا وللإخوة الكرام السلامة والعافية ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
 
عودة
أعلى