سؤال للشيخ : عبدالرحمن الشهري ، كيف تستخدم معامل اللغة لتدريس مخارج الحروف ؟؟؟

إنضم
02/07/2004
المشاركات
65
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
ذكر الشيخ عبدالرحمن حفظه الله في لقائه بقناة المجد أن مما يحسن استخدام معامل اللغة لتدريس مخارج الحروف للطلاب لتحسين الأداء
سؤالي : كيف يتسنى ذلك عمليا وفقكم الله ؟؟
 
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

أخي العزيز طالب المعالي وفقه الله
كانت الحلقة عن مبادئ علم التجويد ، ودعوت فيها بعد طول تدريسي لهذه المادة إلى التجديد والابتكار في تدريسها باستخدام الأجهزة التقنية الحديثة التي يستخدمها علماء الأصوات والأطباء المتخصصون في الصوتيات (الحنجرة والأحبال الصوتية) . والذي دعاني لذلك أسباب :
- عدم القدرة على إيصال وصف مخارج الحروف وصفات الحروف لأذهان الطلاب ، وبالتالي عدم استيعاب الطلاب للموضوع . وهذا يقع بنسبة كبيرة.
- عدم وجود حيوية في تدريس هذه المادة بشكلها النظري بخلاف دراستها بطريقة تطبيقية عملية.
- أن هذه الطريقة في التدريس مطبقة بصرامة في تدريس مادة اللغة الانجليزية وغيرها ، وتهيئ معامل صوتية في هذه الكليات والأقسام ، بخلاف أقسام علوم القرآن مع أنهما في جامعة واحدة غالباً. فما الذي جعلنا نحرص على مخارج الحروف الانجليزية مع عدم ارتباطها بكتاب مقدس عندنا ، واللحن في مخارج حروفها لا يترتب عليه حكم شرعي ، ونهمل دراسة مادة التجويد بهذه الطرقة الممتعة مع أنه ألصق علوم القرآن بالقرآن لارتباطه بلفظه ؟
وقد كنت بدأت في محاولة عملية لتدريس هذه المادة مستعيناً في ذلك ببعض الأجهزة المتاحة في كلية اللغة العربية في جامعة الملك خالد عندما كان قسم اللغة الانجليزية تابعاً لها ، ثم انفصلت كلية اللغات والترجمة عن كلية اللغة العربية فابتعدت المعامل عن كلية الشريعة فتركت الأمر إلى حين . ثم لما طرحت هذه الأفكار في البرنامج ، أردت العودة لكتابة مقالة موسعة في ملتقى التفسير هذين اليومين حول الموضوع ، وسأفعل إن شاء الله ، بيد أن سؤالك دعاني لتقديم هذه اللمحة الموجزة ، تلبية لطلبك ، فاقبل هذه اللمحة الموجزة
وقد وجدت بعض الأجهزة التي يمكن الاستفادة منها في هذا الغرض ، في معرفة مخارج الحروف بدقة ، ومعرفة صفات هذه الحروف من الشدة والجهر ونحوها ، ثم معرفة مقادير الغنة ومخرجها ، ومدى الإخفاء في النون الساكنة والتنوين عندما يليها حرف من حروف الإخفاء الخمسة عشر ، فإن علماء التجويد قد تنبهوا لهذا قديماً ، فقالوا : إن إخفاء الغنة في حروف الإخفاء ليس على درجة واحدة . وإنما هو يزيد وينقص بالنظر إلى مخرج الحرف الذي يلي النون .
ومن الشركات التي رأيتها عنيت بتصنيع هذه الأجهزة شركة KayPENTAX ، وهي شركة أمريكية تعمل في هذا المجال منذ أكثر من أربعين عاماً ، ولها موقع على الانترنت به صور للأجهزة وكيفية استعمالها ، وهذا موقعها :http://www.kayelemetrics.com/ . وخاصة تحت Product Information .
[line]
ومن الأجهزة التي تنفعنا في هذا :
1- جهاز Stroboscopy لتصوير الحنجرة . وهذه صورته .

[align=center]
Stroboscopy.gif
[/align]

وهذا يساعد على معرفة مخارج الحروف الحلقية ، وتحقيق كلام العلماء في ذلك ومدى دقته ، ومعرفة معنى قولهم : أقصى الحلق ، ووسطه ، وأدناه ، ويكشف هذا الجهاز عن وضع الأوتار الصوتية أثناء الكلام ، مما يساعد في معرفة كيفية حدوث صفة الجهر والهمس . وكيف تكون هذه الصفات. ومن أفضل ما رأيته في هذا الجهاز أيضاً أنه يكشف عن وضع غضروف الحنجرة المسمى بالغلصمة أثناء نطق الحروف المفخمة كالصاد والظاء ، واسمه بالانجليزية (Epiglottis) .
حيث يذهب علماء الصوتيات الحديثة إلى أن التفخيم للحروف يحدث بتقعر لوسط اللسان مع تضييق في الحلق ، وكشف منظار الحنجرة أن مكان هذا التضييق يكون عند غضروف الغلصمة هذا. ولهذا الجهاز فوائد تظهر بالتجربة والتطبيق ، وله صور واضحة جداً لكل هذه المراحل التطبيقية. ومما أعجبني أن هناك تفاوت طفيف في نطق الحرف الواحد عند المتكلمين ، بحسب درجة الصوت. ولعلي إن شاء الله في بحث موسع أبين هذا بالصور الموضحة ، والجداول المبينة في المستقبل.
[line]
2- جهاز Nasometer وهو مفيد لقياس الغنة ومخرجها ، وهو من أهم الأجهزة لمعرفة مقادير الغنة في الحروف الأنفية كالميم والنون ، وفي معالجة بعض العيوب النطقية كمن يتكلم من أنفه ، أو يخرج بعض الحروف غير الأنفية مختلطة بالغنة. كما يساعد وهذه من أهم وظائفه في تحديد نسة غنة النون عند حروف الإخفاء الخمسة عشر ، وقد أشار المتقدمون إلى تفاوت غنة النون عند حروف الإخفاء الخمسة عشر بحسب قرب هذه الحروف إلى النون أو بعدها عنها. قال أبو عمرو الداني:(وإخفاؤهما على قدر قربهما وبعدهما ، فما قربا منها كانا عنده أخفى مما بعدا عنه)[التحديد في الإتقان والتجويد 115]. وفي هذا تجارب ممتعة يسر الله كتابتها وبيانها.
[line]
3- جهاز Palatometer لقياس مخارج حروف الحنك اللسانية ، وهو مخرج القاف والكاف والجيم والشين والياء . والجهاز موجود في موقع الشركة السابق.
[line]
4- جهاز Spectrogram لتحليل الطيف. وهو من أهم الأجهزة التي تساعد في عملية تصحيح النطق وتجويد الحروف ، حيث يقوم بعرض صورة مرئية للنطق تكشف عن خصائص الكلمة المنطوقة . وهذا ينفع في معرفة صفات الحروف وخاصة التفخيم والترقيق ولإطباق ونحوها.
ولا أشك أن هناك أجهزة أخرى مهمة في هذا الموضوع ، وبعضها ربما يكون يجمع هذه الوظائف كعادة الشركات التي أصبحت تصنع جهازاً يجمع وظائف متعددة كما نرى في الطابعات التي تشتمل على فاكس وآلة تصوير وسكانر معاً .
وقد تحدثت مع أحد الزملاء في كلية اللغات والترجمة ممن تخصصوا في هذا الجانب الصوتي للغة الانجليزية ، فسعد بهذا سعادة غامرة ، ووعدني بأن يشرح لي كيفية عمل الأجهزة المتوفرة لديهم في الكلية ، والبحث عن أفضل الطرق للاستفادة منها في باب تدريس التجويد ، وقال : لقد كنت أتعامل مع هذه الأجهزة تعاملاً آلياً من قبل هذا ، ولم يخطر ببالي توظيفها في تدريس تجويد القرآن ، فلعلك تفتح لنا باباً إلى هذا النفع . قلت : نسأل الله التوفيق والعون ، ولا أشك أن غيري من الفضلاء قد سبقني إلى بحث مثل هذه المسائل ، وللدكتور غانم قدوري الحمد قصب السبق في هذا الجانب ، وكل من تصدى بعده لإنشاء مقامة ، ولو أوتي بلاغة قدامة ، لا يغترف إلا من فُضالته ، ولا يسري ذلك المسرى إلا بدلالته ، وكنت عزمت على عرض كتابه القيم (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) في الحلقة التي عرضت في قناة المجد ، ولكن ضاق الوقت عن ذلك وعن غيره فالحمد لله.
وأختم جوابي المختصر لأخي طالب المعالي بالإشارة إلى كتاب قيم في هذا الموضوع ، اطلعتُ عليه على عجل ، وأنوي إعادة دراسته لعرضه عرضاً دقيقاً ، عنوان :
[align=center]التجويد القرآني - دراسة صوتية فيزيائية
للدكتور محمد صالح الضالع
أستاذ علم الصوتيات بكلية الآداب بجامعة الاسكندرية[/align]
وقد صدرت طبعته الأولى عن دار غريب للنشر بالقاهرة عام 2002م . وهذه صورة غلافه .
[align=center]
tajwsound.jpg
[/align]
ويضم هذا الكتاب أربع دراسات تناولها الباحث على مدى سنوات من العمل والتطبيق ، وهي :
- الغنة .
- الإخفاء .
- القلقلة .
- الاختلاس.
ولنا عودة له إن شاء الله إن كتب الله في العمر بقية .
 
بارك الله فيك وحقق لك آمالك وبلغك فوق ما ترجو ، أنا أتفق معك تماماً في مسألة السعي للتخلص من الرتابة التي حاقت بأساليب تقديم العلوم الشرعية ، وخاصة علم التجويــد ، وهو علم حاز به علماءنا الأوائل قصب السبق ، وهو علم قائم بنفسه يدرس باسم (phonetics) وما يتعلق بكيفيات ومعالجات الأصوات (phononlgy) ، ومكتب دعوة الجاليات بالجبيل له مجهود يشكر عليه ، فقد وظف مجموعة متقدمة من الأجهزة والمعامل الصوتية لتعليم الداخلين في الإسلام النطق المتقن للغة العربية وتلاوة القرآن الكريم ولكني أتذكر أنها ليست من ضرب الأجهزة المتطورة التي ذكرت في مقالك اعلاه ، ولكنها على الأقل محاولة شجاعة لكسر حاجز العادة المستحكمة على كثير من انماط التعليم لدينا وقد آتت ثمراً يانعاً ، وعلماً نافعاً ، ولله الحمد ، والأمل معقود في أمثالكم لفعل مثل ذلك وأجود على مستوى التعليم الجامعي.
 
أحسن الله إليكم جميعاً ، وشكراً لأخي الكريم عبدالله الشهري على تشجيعه وإضافته. وما تفضلتم به عن مكتب دعوة الجاليات في الجبيل قد رأيته وسعدت به ، وأخي سعادة العميد فؤاد قاضي ممن خطط لمثل هذه الإبداعات ، وقد أطلعني عليها أيام التخطيط لذلك المركز الرائع الذي أسأل الله أن ينفع به وبالقائمين عليه ، وهو مشروع متكامل سابق لغيره في كثير من التفاصيل.
وأما التجديد في جوانب تدريس علم التجويد فله مسوغات ، ومبررات تدعو إليه ، ويجب أن يكون القائمون عليه ، والمتخصصون فيه مبادرين إلى إقامة علاقات أخوية وعلمية مع الزملاء المتخصصين في اللغة وخاصة في علم الأصوات الحديث ، وفي الفيزياء ولا سيما الصوتية ، وفي الالكترونيات وهندستها ، وفي طب الأنف والأذن والحنجرة وتشريحها ؛ لأن هناك قطيعة بين المتخصصين في هذه التخصصات ، فلا تجد من مراجع المؤلفين في الأصوات كتاباً في التجويد ، ولا من مصادر المؤلفين في التجويد كتاباً في الأصوات ، وهكذا بقي الانقطاع بين هذه الحقول العلمية المتصلة ببعضها ، ونتج عن ذلك الحرمان من نتائج رائعة توصلت إليها الدراسات الصوتية الحديثة ، كانت ستساعد في إيضاح كثير من وصف القدماء لبعض الظواهر الصوتية كالإخفاء والغنة ، وكانت ستقطع الخلاف في بعض المسائل التي من هذا القبيل ، ولا سيما أن الدراسات الصوتية العربية زاد عمرها الآن عن الخمسين عاماً أو تزيد.
وقد حرصت على اقتناء الكتب ذات العلاقة في معظم هذه التخصصات ، وقرأتها بتدبر ، وحاولت استخراج كل ما يمكن أن يخدم علم التجويد من كل هذه التخصصات ، فوجدت على سبيل المثال أن كثيراً من الرسومات التي يستخدمها المؤلفون في كتب التجويد المعاصرة لإيضاح مخارج الحروف ليست دقيقة ، وأن هناك صوراً ادق منها عند المتخصصين في التشريح ، وغير ذلك من الفوائد التي يضيفها الاطلاع على هذه المؤلفات.
 
الأستفادة من علم الصوتيات والأجهزة الحديثة فى تعليم التلاوة

الأستفادة من علم الصوتيات والأجهزة الحديثة فى تعليم التلاوة

هذه رسالة من أحد الأساتذة الفضلاء وفقه الله ، وصلتني على بريدي قبل أيام لها صلة بهذا الموضوع طلب مني مرسلها نشرها هنا جزاه الله خيراً.


الشيخ الفاضل الدكتور/ عبد الرحمن بن معاضة الشهرى
تحية طيبة وبعد،
أطلعت منذ يومين على رد قصير منكم فى ملتقى أهل التفسير عن " كيف تستعمل معامل اللغة فى تدريس مخارج الحروف ؟ " بتاريخ 02 ـ 15 ـ 2006 م . و وعدتم بالعودة لمناقشة الموضوع بالتفصيل لأهميته، وياليتكم تسارعون.

ورغم الإيجاز إلا إنه إنجاز كما يقولون، فردكم فيه الكثير مما يشجع المهتمين على الولوج فى مضمار إستخدام كل ماهو حديث لتعليم تلاوة القرآن الكريم . فديننا الحنيف لا يمنع التطوير طالما نلتزم بالقواعد العلمية الأصولية، وفى نطاق الشرع خصوصا بالنسبة لتلاوة القرآن فيما يتعلق بالتلقى عن شيخ متقن. فالمحافظة على التلاوة كما أنزلت على رسول الله (صلعم) بالرواية لا يمنع الشيخ المعلم ولا الطالب المتعلم من إستخدام العلوم الحديثة كلهاـ وليس الصوتيات فقط ـوأيضا الأجهزة الحديثة صوتية وطبية وحاسوبية... إلخ فى التعليم والتعلم (أى الدراية) بحيث يكون الحكم على سلامة التلاوة للشيخ المعلم، على فترات طوال مراحل الدراسة وطبعا فى النهاية لإعطاء الإجازة.وبذلك نخفف العبء عن الجميع

ويسعدنى إرسال فكرة بحث علمى و عملى لتيسير التلاوة للأعاجم أحاول الترويج لتطبيقه منذ سنتين وفائدته،بل فوائده، أجمع عليها معظم من أرسلته إليهم. والقليل الباقى يرون أنه ضخم! رغم أن ضخامته تتضاءل أمام نتائجه المرجوة التى لا مثيل لها. كما أنه موسوعى يمكن تقسيمه إلى مسارات تتكامل مع بعضها فى النهاية بإذن الله، ونتائج وحدات كل بحث يمكن استخدامها فى التعليم التقليدى.
فى الواقع لا يمكن أن نجارى المتطلبات العلمية للعصر الرقمى إذا لم نقم بمثل هذه البحوث !

أرجو نشر الفكرة فى ملتقى أهل التفسير وتشجيع من ترونه مهتما فى أى تخصص بالتراسل معى.

و تفضلوا بقبول وافر الاحترام،

د.م./ إسماعيل احمد أبوالنجاه

الإسكندرية فى 52 / 11 / 2007
العنوان البريدي: 77 عبد المنعم سند- الإبراهيمية
21321 الإسكندرية- مصر
ت: +20(3)5910773 دكتوراه في "الخلو من العيوب" كمنهج إداري
[email protected]
 
معذرة نسيت إرفاق ملفه الذي بعث به مع الرسالة . وتجدونه في المرفقات ، ولم أتمكن من قراءته بعدُ ، فلعلكم تطلعون عليه وتفيدون برأيكم فيه مشكورين رعاكم الله وشكر الله للباحث الكريم اهتمامه بالموضوع ، وإرسال بحثه .
 
عودة
أعلى