سؤال للدكتور عبد الرزاق ابن اسماعيل هرماس حفظه الله

طارق منينة

New member
إنضم
19/07/2010
المشاركات
6,330
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
رأينا الدكتور عبد الرزاق ابن اسماعيل هرماس تكلم مرات عن الإستشراق وإنه أمر تجاوزه الزمن أو كُتب عنه كثيراً ولذلك إعادة الكلام عليه كثيراً لايفيد فقد تجاوز الزمن الاستشراق (ربما فهمت هذا خطأ ؟)، وأن البحوث الجديدة هي التي يجب الإهتمام بها لأن مراكز البحوث الجديدة لها مهمات جديدة ومادة في البحث جديدة(وأيضاً هكذا فهمت من كلامه وقد يكون مافهمته هو : خطأ، وعلى كل فالإجابة إن شاء الله سوف تفتح الأذهان على تنبيهات جديدة ولذلك سألت سؤالي الاستفزازي لعلنا نخلص إلى تنبيهات ملفتة ووعي جديد بمسائل معاصرة.
سأرجع لموضوع أركون مرة أخرى.
فقد فهمت من كلام الدكتور أن أركون مشروع لايجب منحه اهتماماً فوق مكانته الفقيرة فهناك مشاريع بحثية فردية وجمعية أمكر منه.
ولاشك أن مكانة أركون فقيرة إلا أن المذاهب والفلسفات بل حتى التطبيقات التي أقامها أركون على القرآن إذا قارناها بما تقوله البحوث الحديثة التي هي من بعض اهتمامات استاذنا هرماس(في نقده وعرضه لها) فسنجد أنها أقل قيمة وعمقاً ومكراً من مشروع اركون، بل انها قد لاتتجاوز الاهتمامات الاستشراقية القديمة حتى زمن نولدكه، بل هي في أغلبها تكرار ساقط لما مضى من كلام المستشرقين الحاقدين أو الضالين!
أتمنى أن يحظى استفزازي لمعلومات وخبرات الدكتور هرماس حفظه الله بما يفيد الباحثين ويلفت انتباههم لأمور قد لايكون الدكتور تطرق اليها من قبل
والله الموفق
 
الجواب على ما اعتبره الأخ الأعز منينة "استفزازا" من ثلاثة أوجه:

الأول- يجب على دراستنا للاستشراق بأنواعه أن تخرج من بوثقة تخلفها الناتج بالأساس على أننا حتى في جل الأبحاث الجامعية ننتظر الى أن تترجم بعض اعمال المستشرقين الى لغة الضاد كي نشغل أنفسنا بها...
في كلامي أحاول دائما اثارة الانتباه الى آثار مستشرقين أحياء مثل نويفرت و لونيج وناجيل في ألمانيا وديروش و أمبيرت و كريستيان في فرنسا فأمثال هؤلاء هم الذين يشرفون على مراكز البحوث عن القرآن بالغرب...
ان الحسرة والأسى تبلغ مني مبلغا لا يعلمه الا الله حين أقتني في الرياض مثلا كتاب "ماذا يريد الغرب من القرآن"الذي طبعته هيئة خيرية 2006م،وأجد جل مضامينه أكل عليها الدهر وشرب وتجشأ...بل فيه من الأغلاط حتى في ترجمة النصوص الكثير...
كنا في حياتنا قبل أربعين سنة حين يريد الواحد أن يبني بيتا يستعين بمختص في "الهندسة المدنية"...الآن في زمن الأبراج أصبح الواحد لا يقبل بأقل من "البناء المقاوم للزلازل"...
لقد تقدمنا في المدنية لكننا لا زلنا متخلفين في البناء الفكري ومواكبة البحث الأكاديمي في مجال الاستشراق...


الوجه الثاني- فائدة ما سميته "البحوث الجديدة"،وأوضحها بالمثال...خذوا مثلا كتاب ريجيس بلاشير تـ1973م "مدخل الى القرآن"صدرت طبعته الأولى 1958م وأعيد طبعه بالفرنسية مرارا،واقرأوا ما كتبه في فصل: critiques soulevées par le texte reçu dans la vulgate "صص 182-195.
ترجمته "الانتقادات التي وجهت للنص القرآني المجموع في المصحف" سعى في الفصل الى الاحتجاج على ما انتهى اليه مؤلفو "تاريخ القرآن" من أن المصحف ظل خاضعا للزيادة والنقصان قرونا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
وكلام بلاشير هذا هدمته المعرفة الاستشراقية الحديثة الآن بفرنسا نفسها، فكتاب فرانسوا ديروش مثلا (وهو تلميذ تلميذ بلاشير)-الذي نبهت اليه -عنوانه بالانجليزية:
2013" Qurans umayyads:a first Overview "
أي "مصاحف أموية:لمحة أولى"، يثبت أن المصحف برسمه الذي بين أيدي الناس اليوم هو عينه الذي كان أيام حكم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه...وما نشره ديروش هو مجرد لمحة أولى عن رقوق المصاحف العتيقة التي يشتغل عليها الآن،ولن أستغرب ان أصدر ديروش بعد مدة من الآن دراسة أخرى عن رق مصحف كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم... والسؤال المؤلم هو:
باستثناء ما يشتغل به فضيلة د.غانم قدوري الحمد،كم من واحد من أهل القرآن يهتم بهذه الوثائق؟
بل اذا استثنينا مناقشات رواد ملتقى أهل التفسير...هل هناك صدى لهذه الدراسات الاستشراقية الحديثة في ملتقى آخربالعربية؟؟ الجواب تجده عند غوغل...

الوجه الثالث- قيمة الانشغال بأركون،في المشرق للأسف لم يعرفوا أركون الا بعد أن عربت عدد من كتبه...أما حقيقة هذا المخلوق فيجسدها عنوان دراسة كتبها عنه ذ.محمد بريش عام 1986م (محمد أركون المقاول الثقافي) وليس كما ورد أعلاه في كلامكم: " ولاشك أن مكانة أركون فقيرة إلا أن المذاهب والفلسفات بل حتى التطبيقات التي أقامها أركون على القرآن "

أركون لو كان يفقه الفلسفة شيئا لقبل في قسمها بالسربون عام 1964م،لقد كان مجرد منتحل "سارق" لكتابات تيار فكري لاهوتي فرنسي أشهر أعلامه د.بول ريكور
Paul Ricoeur تـ2005م...

وأستغرب ممن تشغلهم كتابات هذا المنتحل...ماذا سيفعلون عندما تعرب كتابات تلاميذ أسباطه الناشئين من أمثال:د.مهدي عزيز ود.أسماء الهلالي الذين يتدربون اللحظة في باريس ولندن...

 
جزاكم الله خيرا يادكتور عبد الرزاق، ويبدو أننا يجب أن نستفز الجميع هنا-ابتسامة
فرانسوا ديروش تلميذ ريجيش بلاشير نقد نظرة استاذه بلاشير عن الزيادة والنقصان في القرآن(وأنا أعلم يادكتور أن هذه المسألة حاول الجابري إثارتها ولو بالتلميح وليس بالتصريح التام خصوصاًفي كتابه(مدخل إلى القرآن) وأظن مقدمة ثلاثيته التفسيرية العلمانية للقرآن، فمارأيك ، لماذا كان مايزال الجابري يراوح هذه الاطروحات حتى إنه طرحها في آخر حياته؟)
ونرجع لتلميذ بلاشير ، ونقده لوسوسة الزيادة والنقصان، لكن ماذا عن الزعم بأن القرآن كتب في القرن الرابع أو قبله قليلاً، وقد قرأت لكم أنها من مزاعم بلاشير أيضا، وهي المزاعم التي تبناها أركون وهاج وماج بها وألف حولها مجموعة من الأوهام عن طزاجة القرآن، وحاول بتعسف شديد أن يقحم مسألة نزول القرآن وكتابة المصحف في ماانتجته البحوث الإجتماعية عن الشفوي والكتابي عند الشعوب البدائية.، وربط مسألة المصحف بعمل سياسي متأخر ومغرض!
نريدكم أن تتفضلوا علينا بمزيد من التوضيح عن اطروحة تلميذ بلاشير، وماذا كان موقفه الذاتي من أستاذه وموقفه العلمي أيضاً؟
وهل نفهم من كلامكم عن البحوث الجديدة أنها تقترب من الحقيقة الإسلامية أم أنها من ناحية تقترب، ومن ناحية أخرى تبتعد؟
وكمثال على توضيح سؤالي، أذكر بحوث كارين آرمسترونج عن الأساطير المرضية الغربية عن الرسول -كما وصفتها هي في كتابها الإسلام في مرآة الغرب- واعتبرتها من خيال حاقد لم يعرف العلمية في البحث لكنها راحت من الناحية الأخرى تتبنى المذهب الاقتصادي-لمونتجمري وات وغيره- في تفسير الوحي كما اعتمدت على مذاهب غربية حديثة أيضاً في النظرة المادية إلى النبي والنبوة مع أنها من ناحية أخرى كانت تبدو مفتونة بالنبي وعمله في التاريخ!
ثم ألا ترى أن كثير من هذه البحوث تدور في الفلك القديم بلغة حديثة؟

 
الحقيقة الإسلامية؟ ماذا تقصد بها أخي الكريم الأستاذ منينة؟ هل هناك معنى للحقيقة في بحث 'أكاديمي' ينطلق من خلفية علمانية - بفتح العين- في عصر ما بعد الحداثة؟ و في ظل النظرة الانتهازية التي تتحكم في مجالات الحياة من الاقتصاد إلى صناعة المعرفة الفنية و التقنية؟!

أظن أن أية محاولة ترمي إلى تصنيف الاستشراق لا بد أن تمر من السؤال الأساسي: أهداف الاستشراق. من ناحية المبدأ نسلم بالأهداف المعلنة ثم نبحث في المضمون المعرفي لنربطه ببيئة و بنية الممارسة الغربية في المجالات المختلفة قصد الوقوف على حقيقة الدعوى المعلنة ...
 
الاستاذ شايب زواشثني:


اتفق معك على ((أظن أن أية محاولة ترمي إلى تصنيف الاستشراق لا بد أن تمر من السؤال الأساسي: أهداف الاستشراق.)).
معرفة أهداف الاستشراق نقطة البداية لدراسة وفهم طبيعة الاستشراق.
 
ملاحظة شخصية :
أنا استنكر وأرفض (نعم!) العبارة (أهداف الاستشراق) رفضا تاما . الاستشراق بمختلف اتجاهاته علم من العلوم والهدف هو البحث من اجل الحصول الى معرفة جديدة . منذ عقود لم اسلك طريقا ما من اجل الحصول الى (هدف) ما . الهدف هو الحصول الى المعرفة . وعلى الباحث طرح جمييييييع الأسئلة بلا حدود والإجابة عليها بلا حدود أيضا وغير مرسومة من جانب جهة من الجهات مهما كانت . وهذا هو الطريق ألذي سلكه كبار مفكرين الاسلام على مضى القرون : الحصول الى المعرفة من طريق البحث ولا من طريق اهداف مسبقة وغامضة .


[تمت المشاركة باستخدام تطبيق ملتقى أهل التفسير]
 
تلك من الأهداف المعلنة أو هو الهدف المعلن، أستاذ موراني. يبقى السؤال مفتوحا للتمحيص ومدى اتساقه مع معطيات ميدانية ذات أبعاد شتى منها السياسية فلا يعقل مثلا أن نفترض ميزانية و جهود تصرف في بيئة يحكمها هواجس الصراع و الهيمنة و الانتهازية لا لشيء إلا المعرفة حتى ذاك الذي هو باب الترف الفكري .. هنا واقع يشهد أن الوضعية مقيدة باتجاهات مادية و وضع المعرفة ليس استثناءا. نعم الحديث حول الاستشراق لا المستشرق - مستشرق بتعيين - في سياق محاولة تهدف ترسيم منهجية للتصنيف و أخواتها كالتمييز .. لنتذكر ذاك المستشرق الذي اتهم مستشرقا آخر باتهامات في موضوع الشعر الجاهلي و نحن ننطلق من نوعية تلك الاتهامات مثلا قصد إضفاء الشرعية على السؤال.. و هذا معروف في العلوم الطبيعية بله الإنسانيات فما بالك بشعبة مرتبطة بالذات و الخصوصية و الهوية كشعبة الدراسات الغيرية - دراسة الآخر - حيث أن المركزية العرقية و الأورومركزية أخذت من بنى تلك العقلية ما أخذت ... و لتجنب هذا كله تكلمت عن الاستشراق كحركة و كتخصص معرفي، لا المستشرق.

هذا من ناحية. و من الناحية الثانية نجعل الهدف المعلن كمسلمة ثم نسأل: و بعد؟ نفترض إجابة، و هي بدورها: و بعد؟ أننا بحاجة إلى اختراق حتى 'الخيال' لنفهم أن المعرفة غاية لذاتها في مجتمعات صناعية انتهازية مادية وضعية، الفرد فيها: آلة منتجة مستهلكة! قد يكون غير ذلك مثلما كان: لذة أما حسية أو وهمية أو عقلية؛ الأخيرة: العلم، لكن ما ميزوا أن من العلم ما هو مكروه أو منبوذ أو أو .. مرة أخرى الكلام حول الاستشراق لا مستشرق.
 
كتب د. موراني المحترم:
((وهذا هو الطريق ألذي سلكه كبار مفكرين الاسلام على مضى القرون : الحصول الى المعرفة من طريق البحث ولا من طريق اهداف مسبقة وغامضة))
علماء المسلمين على مضى القرون سعوا للحصول الى المعرفة من طريق البحث و ليس من طريق أهداف مسبقة و غامضة و هم في هذا المنهج الذي تبعوه كانوا يهدفون الى تحقيق الغاية التي من اجلها خلق الله الخلق و هي عباته وحده لا شريك له و العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، و بهذا المفهوم الشامل للعبادة يصبح السعي للمعرفة من طريق البحث عبادة هدفها الحصول على رضا الكريم.
 
الاستاذ شايب زواشثني:
( الكلام حول الاستشراق لا مستشرق.)
السؤال : ارجو التوضيح حتى تتضح الصورة اكثر اذا أمكن ذلك ...
لماذا الحصر ب الكلام حول الاستشراق و ليس المستشرق؟
 
لأن التنوع بين المستشرقين، و التفاوت أيضا. المستشرق ممكن متجرد للبحث أما عن الحقيقة و إما عن حقيقة الإسلام أو حقيقة التصورات حول الإسلام عند معتنقيه و دارسيه من المسلمين و غيرهم. السؤال قائم في كل الحالات.
 
اعتقد أن كلام الدكتور عبدالرزاق في الجملة صحيح؛ ذلكم أن الاستشراق كان يسير خلف منهجية وغايات وأهداف معينة وأراه قد حصل عليها، ونتيجة لذلك فقد أصبح أقل قيمة وشأنا في السنوات الأخيرة.



& لكن السؤال الأهم الذي ينبغي أن نعرف جوابه:

- أين انصبت النظرة الاستشراقية اليوم؟


في وجهة نظري أن هذه النظرة اتجهت بشكل بارز ومكثف إلى ( الحداثة ) وهذا الأمر واضح وجلي لمن كانت له عناية في هذين العلمين (الاستشراق والحداثة) وقد كنت أود تقديم أطروحة في دراستي الدكتوراه عن موضوع (العلاقة بين الاستشراق والحداثة) من خلال دراسة المنهج والاهداف والبحث عن قواسم الاشتراك بينهما، ولعل من خلالها يتبين أن القائمين على الاستشراق بعدما توصلوا إلى المراد عندهم، وبعدما انكشفت حقيقة الاستشراق عند المسلمين وأصبح ذا صورة مشوهة عند الكثير، كل ذلك جعلهم ينتقلوا إلى الخطوة التالية والأخطر وهي الحداثية التي جاءت بلباس اسلامي؛ حتى يُشكك بثوابت هذا الدين من خلال تخلخل هذه الشكوك والشبهات في أذهان أبناء المسلمين، فهي أقوى قبولاً بين أحضان العامة من الاستشراق، والناظر إلى كثير من الحداثين يجدهم ترعرعوا واستوطنوا في بلاد الاستشراق، ناهيكم عن الدعم الذي يتلقونه في شتى الاتجاهات، وقد أعرضتُ عن هذه الدراسة لما تحتاج إليه من وقت وجهد وعناء ولأني لم اشجع من قبل بعض الأساتذة في حينها...
 
الكتابات المعارضة للاستشراق تحتل في المكتبات رفوفا طويلة اليوم حتى أصبح هذا الفن فرعا مستقلا من فروع المؤلفات االحديثة والمعاصرة . كثيرا يغلب علىّ الانطباع أن أغلب المؤلفين لا يحسنون لغات المستشرقين الذين يكتبون عنهم . أتركز على الاقتباس التالي بطرح سؤال واضح :

يتبين أن القائمين على الاستشراق بعدما توصلوا إلى المراد عندهم، وبعدما انكشفت حقيقة الاستشراق عند المسلمين وأصبح ذا صورة مشوهة عند الكثير

السؤال ١ : ما هو المراد الذي توصل إليه المستشرق ؟
السؤال ٢ : ما هي حقيقة الاستشراق في نظر المسلم ؟
السؤال ٣ : ما هي الصورة المشوهة تحديدا ؟
 
كما أن كثيراً من المؤلفين يعارضون الاستشراق ويتعاملون معه بنظرة سلبية هناك أيضاً مؤلفون على نقيض السابقين نجدهم يتعاملون مع الاستشراق بأنه ايجابي - وقد وصل في بعضهم الغلو فيهم-، متناسين التاريخ الاستشراقي وآثاره السلبية على الدين، في حين أن هناك أناس منصفون، يتعاملون مع الاستشراق بمسطرة العدل، له سلبيات كما له إيجابيات، وقد أبان د. النملة في كتاباته الكيفية الصحيحة في التعامل مع الاستشراق.

وأما الجواب عن الأخ والدكتور الفاضل:

ج١: المراد عند كثير من المستشرقين اظهار مواضع الضعف والثغرات والتناقض في الدين الإسلامي سواء على المستوى العقدي والتشريعي أو على المستوى التاريخي، فهي محاربة -في أكثرها-، وأمثال هؤلاء كثيرون كنولدكه وجولدتسيهر وبلاشير وغيرهم...

ج٢: الحقيقة التي ينبغي أن تكون عند المسلم اتجاه هذا الاستشراق هي المتمثلة في النظرة العادلة -السابق ذكرها- من أن لهذا الاستشراق حسنات كخدمة التراث العربي والإسلامي وغيره -مع أن هذه الخدمة كانت من أجلهم وليس من أجل المسلمين- وأيضاً له سلبيات كإثارة الشكوك وإلقاء الشبهات في نفوس المسلمين، فلابد أن تكون منهجية التعامل وفق هذه النظرتين فهي تعامل مع الاستشراق ولكن بحذر.

ج٣: الصورة المشوهة عند الكثير أن الاستشراق ذو سلبيات فقط، ويحذرون من التعامل معها؛ لأنها لم تأتِ إلا لهدم الدين، فهم ينظرون إليه وفق أهدافه مع إهمال الجهود العظيمة التي قدموها.

ملاحظة: أنا أعني بذلك الاستشراق المعادي للدين الإسلامي إذ هو الأصل والأبرز في ميدان الاستشراق، والله أعلم.
 
إنه من باب الأدب أن أجيب على الأسئلة إذ كنتُ رافعها :
بغير اقتباسات جديدة أقول فقط:
لا أتفق على وصفك لميّزات الاستشراق على الاطلاق .
ودمت بخير
 
أخي الأستاذ سعود العجمي؛ الاستشراق: المؤسسة الراعية للتخصص المدرسي و الساهرة على التاطير للاستشراق الحركي (التبشيري التغريبي..) تريد بإرادة أو بتدبير المؤسسة التي تحتضنها بالترخيص و التنظيم و الرعاية و التمويل وو.. هذا لا ينطبق بالضرورة على مستشرق بعينه كما هو الحال مع التخصصات الآخرى فتجد من يدرس دراسة معينة لكن لا يعني شيئا لسوق الشغل و لا للدولة و أجندتها . طبعا الدولة أو مؤسسة أخرى لا تدفع بشيء من أجل لا شيء خاصة في مجتمع مادي لاءكي فالهدف دائما مادي أو سياسي يرمي إلى هدف مادي وهو بالتالي مغرض قيمته بما يحققه من تلك الأهداف. و أن قلنا أن الاستشراق حقق فهذا معناه أن لا حاجة إليه و هو مخالف للواقع حيث تجد مؤسسات في الغرب عامة و خاصة تدرس الاستشراق و هناك مراكز و حركات للتغريب و التحديث و التصهير (تحت عنوان إدماج الأقليات المسلمة في الغرب بينما المراد هو الانصهار) و التخريب (استغلال أفكار مثالية عند بعض المسلمين للدفع بهم إلى عنف وعليه لتبرير تدخلات توسعية حفاظا على مستحقات النفوذ و الهيمنة، و لتمرير قوانين مخالفة ..) وغير ذلك. أما و أن صورته مشوهة فمسلم به، بل دفع بجماعة منهم إلى مناقشة مصطلح الاستشراق و استبداله بالدراسات الإسلامية و الدراسات الجهوية و ما شابه .. على أية حال لا يمكن الحكم على كل مستشرق بالاستشراق و أبعادة التاريخية و الواقعية عندما نضعه في بيئته و هي كما قلنا انتهازية لدنيويتها - لاءكية - و وضعيتها . من خلالها مستحيل تبحث من أجل البحث فقط: بل المنفعة المادية تمنع مثلا طرح سؤال علمي بمنهج النقد التاريخي و آليات تنقيبية اركولوجية لتمحيص الرواية الرسمية عن المحرقة النازية، و هناك سؤالات مستبعدة من الفضاء الرسمي و بالتعتيم الإعلامي و غير ذلك. طبعا لا معنى لفهم الاستشراق بمعزل عن البيئة.. مع ذلك هناك من المستشرقين من يتمتع بالروح العلمية و يبحث عن حقبقة المدروس و منهم من أسلم و من عبر عن إعجابه بالحضارة و الثقافة و اللغة التي يدرسها؛ و توظيف الاستشراق و السياسية ووو لأعمال هذا المستشرق او ذاك شيء آخر. والله أعلم.

أما الأستاذ موراني فدائما يسأل و يتوقع إجابة علمية و أي جواب لا يراه علميا يتجاوزه دون بيان لإعلميته. لذلك لدي 3 سؤالات أرجو إجابة علمية:
- ما أدبيات الإجابة على السؤال التي انعدمت في إجابات الأستاذ سعود مع مثال؟
- كيف الهدف البحث إلى المعرفة في مجال تداولي غربي؟
- الحكم على أغلب المشتغلين العرب بالاستشراق ضعفاء في لغات المستشرق المدروس : ممكن مثال واحد لمؤلف عربي مع ذكر الأصل و مقابله العربي؟

أرجو إجابة علمية ...
 
السيد شايب زاوشثتي المحترم .
لا أريد تكرير كلامي : هناك ثلاث عبارات رسمتها بالأحمر ، لم أجد عليها إجابة ، بل وجدت فيه أحكاما مسبقة أقرأها يوميا تقريبا .
كما وصفت [الهدف] : وهو البحث للحصول على معرفة . ( أنظر الموقف في الأسفل)
نعم ، أغلب الناس الذين ينتقدون أعمال المستشرقين أو يهاجمونها لا يتقنون اللغات غير العربية . عندما تظهر في السوق ترجمة كتاب جولدزيهر بالقلم عبد الحليم النجار بالعنوان : (مذاهب التفسير الإسلامي )
http://muhammadanism.com/Arabic/book/goldziher/goldziher_koranauslegung.pdf
(أعيد طبع الكتاب)
فلا يستحق النظر في الترجمة بعد قراءة العنوان ، إذ لم يذكر المؤلف (مذاهب) بل *اتجاهات* بإحالات كثيرة جدا تقريبا لا تحصى إلى مصادر اسلامية لتلك الاتجاهات والتيارات ، ولا مذاهب . من هنا ينبغي الشك في صلاحية الترجمة . فلن أقوم بمقارنة تلك الترجمة بالأصل وتحليلها اللغوي لأنني لا أرى في هذا العمل فائدة .
أين الصور المشوهة هنا:
Suchergebnis - SSG Vorderer Orient digital - MENAdoc-Sammlung
رجاء التصفح... أليست الأهداف واضحة بهذه الأعمال في أواخر القرن ١٩ م ؟
عند نشر هذا التراث العظيم بعناية هذا المستشرق لم يفكر المسلمون بوجود هذه الكتب ...أم كنتُ أنا على الخطأ ؟
 
إضافة من هذا اليوم :
Journal of Islamic Manuscripts»Brill Online
محتويات أحدث إصدارات لمجلة المخطوطات الإسلامية ، عام ٢٠١٤
هل تجد فيها شيئا من الصور المشوهة أو أهدافا غامضة لكن مقصودة ؟
أو حتى [ سلبيات كإثارة الشكوك وإلقاء الشبهات في نفوس المسلمين] (كذا) ؟
 
أ. د. موراني، أشكرك بمناسبة ما أفدت به، رغم أنها إجابة لإعلمية. للتوضيح وعدم الاستكثار: المترجم المحترف لا يكتفي بالنقل بل يقرب و التقريب في التراث الإسلامي يحمل دلالة أصيلة. ربما المؤلف اختار الاتجاه في العنوان وهو يريد المذهب بالمعنى اللغوي أو الاعتباري. والعكس: المترجم يفضل المذهب وهو يريد الاتجاه مع العلم أن الأخير مفهوم محدث وقد قرأت في هذا الملتقي تعريفا له وجدت صعوبة في التمييز بينهما:
(، فلا ينازع أحد في أن الاتجاه يمثل فكرة كلية أو إطاراً عاماً ينضبط به سير المفسر)
http://vb.tafsir.net/tafsir1481/

كنت أتمنى لو ذكرت فكرة استشراقية مترجمة تناسب الحكم، وهو حكم فيه من القسوة ما فيه، والمشكلة لا في القسوة حصرا بل في انعدام العلمية، فكيف أقف عند العنوان و ....؟

أما ما ذكرت من أعمال المستشرقين فأنا قلت سابقا أفرق بين الاستشراق والمستشرق، كما أميز بين المستشرقين وأميز بين أعمال المستشرق . ولاعلمية الجواب تكمن في عدم توطين الأهداف - ربط الهدف المعلن ببيئة وثقافة الممارسة الغربية وهي انتهازية (Opportunismus) و نفعاوية ( Pragmatismus) إذ هذا ما سألت عنه. وانت طبعا غير ملزم باقتحام السياسة؟ تمويل و تنظيم الاستشراق ليس بإرادة سياسية، أن صح. !
 
السيد شايب زاوسثتي المحترم ،
مهما كانت تفاسير [فن الترجمة] - لقد قمت بتدريس هذا الفن ودراسته عبر ٣٠ عاما تقريبا - فهناك (اتجاه) من جانب وهناك (مذهب) من جانب آخر . ومن تعمق في قراءة هذا الكتاب لجولدزيهر لا يجد فيه مذهبا أو استعمال هذه العبارة من قريب أو بعيد ، إذ هو يقصد دائما الاتجاهات أو قل : (التيارات) في التفسير . بهذا يجب أن نكتفي .
أما السياسة فلا أغمس لساني فيها .
وفي النهاية : لا يوجد في الاستشراق الأكاديمي الكلاسيكي شيء من التمويل والتنظيم بإرادة سياسية . أنا قائم بهذه الأمور منذ عقود طويلة ، ولم أجد شيئا من (إرادة سياسية) في الأبحاث والدراسات أو عند رغبتي في نشر ما حصلت عليه من النتائج العلمية . (الإرادة السياسية) بمثابة السراب في أذهان البعض.
 
كتب د. موراني المحترم:
((وفي النهاية : لا يوجد في الاستشراق الأكاديمي الكلاسيكي شيء من التمويل والتنظيم بإرادة سياسية . أنا قائم بهذه الأمور منذ عقود طويلة ، ولم أجد شيئا من (إرادة سياسية) في الأبحاث والدراسات أو عند رغبتي في نشر ما حصلت عليه من النتائج العلمية ))
احترم و اقدر تجربتك، لكن هل يمكن تعميم تجربتك على كل المستشرقين؟
السؤال بعبارة اخرى: هل يمكن تعميم تجربة مستشرق واحد على كل المستشرقين؟
من حيث المبدأ: هناك خصائص مشتركة تجمع العاملين في حقل ما، و من ناحية اخرى يتميز كل شخص بتجربته الخاصة.
 
مجرد رأي خاص:
(التمويل) الذي يوجه لأغراض سياسية لا يدخل الى المشاريع الأكاديمية من الباب،بل من النافذة أو من الكوة...،وقد عرضت لذلك قبل بضعة شهور من خلال كتاب صدر بالانجليزية في لندن تحت عنوان (من يدفع أجر الزامر)...
وما دمنا في مجال الاستشراق الكلاسيكي...
وبحكم خبرتي بالاستشراق الفرنسي تحديدا...أتساءل:
المعهد الفرنسي بدمشق IFD الذي ظل قلعة للاستشراق الكلاسيكي منذ تأسيسه 1922م وهو تابع في التمويل لوزارة الخارجية الفرنسية،ومن أشهر مديريه د.هنري لاووست ـ1986م...
لماذا عمدت الوزارة الممولة عام 2002م الى اغلاقه أمام الاستشراق الكلاسيكي وذلك بتغيير وظيفته واسمه الذي أصبح (المعهد الفرنسي للشرق الأدنى IFMO) مع العلم بأنه يضم احدى أغنى المكتبات التراثية بالشرق الأوسط؟؟؟
لقد كانت ميزانية المعهد تنفق على نوع معين من الآبحاث مثل تلك التي كتبها شارل بيلا وروبير برونشفيج وكلود كاهن...أي أن الجهة الممولة وهي الدولة كانت لها اختيارات لا مجال لذكرها هنا...
الآن ما الذي تغير؟؟
الجواب أن الدولة ذاتها رأت بأن مصالحها القومية تقتضي دعم ما أصطلح عليه (بـ الاستشراق الصحافي) الذي يخدم السياسة الفرنسية الحالية تجاه دول منطقة الشرق الأوسط ومجتمعاتها...
فالباحث الذي يستفيد من التمويل السياسي لا يبصر بناظريه سوى (المؤسسة) البحثية فقط التي لها رقم في حساب بنكي،كما أنها تصدر تقريرا سنويا عن مجالات الانفاق الذي لا يتعدى التخصص...،لكن السؤال مثلا عن الخلفية التي تحكمت في تحويل (المعهد الفرنسي بدمشق) مثلا عن الغرض الذي أنشىء لأجله فهذا لا يلتفت اليه...
انني ما زلت أتمنى أن يترجم الى العربية كتاب (من يدفع أجر الزامر) ليكتشف قراء العربية كيف كانت تحول المليارات من مؤسسة استخبارات أمريكية كبرى الى حساب (رابطة الثقافات) في أوربا ومنها يعاد التوزيع على مراكز ومؤسسات ثقافية وأدبية وبحثية محلية ودولية كثيرة منها ما هو في أوربا وأيضا في بيروت وغيرها.
ولما تنتقل الأموال بين عدة حسابات متشابكة تصبح مثل كتلة الدم الأحمر عندما تسيل في المياه من جرح في جسد ممارس السباحة الذي لا يعرف ذلك سوى بعد فوات الأوان... هذه الأموال لا تدخل مباشرة من الأبواب بل تلتف يمينا وشمالا...عبر خريطة العالم حتى يسقط عقرب بوصلتها .
 
الأستاذ هرماس المحترم ،
لو كنت تعرف الظروف على أحوالها الصحيحة لم تكتب هذا الكلام أعلاه .
للعلم بناء على تجربتي في مجال العلم باحثا ودارسا وصاحبا في مشاريع علمية على مستوى الكليات أقول :
هناك وزارات ومؤسسات صناعية تمول مشاريع علمية ، وأنا أتركز على الاستشراق الأكاديمي فحسب. في ميزانية وزارة الخارجية الألمانية على سبيل المثال صندوق لتمويل مشاريع ثقافية . الهيئة الدَّولية للأبحاث (في بون) تمول الأبحاث في جميع مجالات العلم تقريبا : من الإستشراق إلى بحث أعماق البِحار وحياة الفراشات في غابات جنوب أمريكا وهلم جرا.... وهذه الهيئة تابعة للدولة الألمانية إلا أنها حرة في توزيع الأموال في المشاريع المقدّمة إليها حسب ميزانيتها .
الباحثون على نوعين : موظف في كلية ما أو غير موظف لكن بمؤهلات جيدة وهذا الأخير يتمتع بمنح دراسية كمرتب شهري لمدة المشروع . الشرط الوحيد هو نشر نتائج البحث في نهاية المشاريع . ويجد صاحب المشروع مساعدة مالية لطبع الكتاب ونشره في إحدى دور النشر . ولا يأخد مؤلف الكتاب مكافئات مالية لإخراج الكتاب . وفي هذا النشاط العلمي لا مجال للسياسة على الاطلاق . هل وجدتَ شيئا من السياسة في منشوراتي طوال المشروع على مدّ ١٧ عاما ؟ وأين السياسة في تحقيق مروج الذهب للمسعودي على يد Pellat بفهارس الكتاب غير مسبوقة - على سبيل المثال ؟
المعهد الألماني للأبحاث الشرقية في بيروت جزء لا يتجزأ من الأبحاث الاستشراقية ويتمنع بالتمويل على ما صفته ومن الوقف كما ترى على موقعه :
http://www.orient-institut.org/
إن تستهدف وزارة الخارجية إلى مشروع ما لكي تأخذ بنتائجها في سياساتها فالتمويل عليها بوصف أغراضها من البحث لكن بغير تتدخلها في أعمال فرقة البحث أو الباحث الفريد .
 
(...لو كنت تعرف الظروف على أحوالها الصحيحة لم تكتب هذا الكلام أعلاه ...)
الدكتور موراني المحترم...
أنا في حدود ما ذكرت لم آت بدعوى فارغة وأكرر ...في حدود ما ذكرت...ولم أتكلم عما لا أتابع من مؤسسات.
المعهد الفرنسي بدمشق كان قبلة لمئات الباحثين في الدراسات الشرقية منهم من العالم الاسلامي د.يوسف العش ود.حميدالله...و لا أعتقد أن الباحث الأكاديمي يكثر الأسئلة عن التمويل في وقت لا يهمه فيه سوى خدمة مشروعه البحثي حتى ولو كانت المؤسسة المحتضنة ممولة من أشر الخلق ابليس...
كان المعهد طيلة عقود مثل خلية نحل وانظر الأعداد القديمة من مجلته BIFD ... أنا وكثير غيري لا نلتفت الى شيء آخر غير أنشطة البحث فيه...
فجأة بدء في (تجفيف) أنشطة المعهد حتى فقدت مجلته مكانتها،وأصبحت مرافقه المخصصة لايواء الباحثين المتفرغين في دمشق فارغة...
ثم أعلن عن تغيير اسمه ووظيفته...
أنا أسأل الآن عن هذه الصورة:
صورة IFD حين تحول الى IFPO ؟؟؟
وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية من قام بذلك...
لأية أغراض؟؟
لكم واسع النظر...
لكن بالنسبة لي كمتتبع هناك غرض رئيس هو خدمة مصالح الدولة الفرنسية...بالطريقة الأنجع بالنسبة لها في مطلع القرن الواحد والعشرين.
 
نعم...
كثير من الأبحاث الآثارية الفرنسية بالجزيرة العربية تتجه الى منحى رئيس سواء في نجران بالسعودية أو في سبأ باليمن أو في فيلكا بالكويت...
و في الموقع أعلاه انظر الى (دفاتر المعهد الفرنسي بالشرق الأوسط CIFPO) لماذا التركيز على الآثار الهيلينية في جزيرة فيلكا؟؟
لو أن البحث يهم د.موراني ربما كان اهتمامه سيكون بالتراث المالكي في تاريخ هذه الجزيرة...
المعهد الفرنسي يؤسس لشيء آخر هو...
 
لتركيز على الآثار الهيلينية في جزيرة فيلكا...
نعم! الهيلينية.... الموضوع واضح: الخطوة التالية ستكون احتلال الجزيرة بالقوات الفرنسية...
أم ماذا تقصد بالضبط ؟ صراحة : لم أكن أظن بكم أفكارا مثل هذه الأفكار الغريبة ، للأسف.
 
لم يجب الدكتور عبد الرزاق على السؤال الثاني من هذا المنشور
وكنت قد كتبت: جزاكم الله خيرا يادكتور عبد الرزاق، ويبدو أننا يجب أن نستفز الجميع هنا-ابتسامة
فرانسوا ديروش تلميذ ريجيش بلاشير نقد نظرة استاذه بلاشير عن الزيادة والنقصان في القرآن(وأنا أعلم يادكتور أن هذه المسألة حاول الجابري إثارتها ولو بالتلميح وليس بالتصريح التام خصوصاًفي كتابه(مدخل إلى القرآن) وأظن مقدمة ثلاثيته التفسيرية العلمانية للقرآن، فمارأيك ، لماذا كان مايزال الجابري يراوح هذه الاطروحات حتى إنه طرحها في آخر حياته؟)
ونرجع لتلميذ بلاشير ، ونقده لوسوسة الزيادة والنقصان، لكن ماذا عن الزعم بأن القرآن كتب في القرن الرابع أو قبله قليلاً، وقد قرأت لكم أنها من مزاعم بلاشير أيضا، وهي المزاعم التي تبناها أركون وهاج وماج بها وألف حولها مجموعة من الأوهام عن طزاجة القرآن، وحاول بتعسف شديد أن يقحم مسألة نزول القرآن وكتابة المصحف في ماانتجته البحوث الإجتماعية عن الشفوي والكتابي عند الشعوب البدائية.، وربط مسألة المصحف بعمل سياسي متأخر ومغرض!
نريدكم أن تتفضلوا علينا بمزيد من التوضيح عن اطروحة تلميذ بلاشير، وماذا كان موقفه الذاتي من أستاذه وموقفه العلمي أيضاً؟
وهل نفهم من كلامكم عن البحوث الجديدة أنها تقترب من الحقيقة الإسلامية أم أنها من ناحية تقترب، ومن ناحية أخرى تبتعد؟
وكمثال على توضيح سؤالي، أذكر بحوث كارين آرمسترونج عن الأساطير المرضية الغربية عن الرسول -كما وصفتها هي في كتابها الإسلام في مرآة الغرب- واعتبرتها من خيال حاقد لم يعرف العلمية في البحث لكنها راحت من الناحية الأخرى تتبنى المذهب الاقتصادي-لمونتجمري وات وغيره- في تفسير الوحي كما اعتمدت على مذاهب غربية حديثة أيضاً في النظرة المادية إلى النبي والنبوة مع أنها من ناحية أخرى كانت تبدو مفتونة بالنبي وعمله في التاريخ!
ثم ألا ترى أن كثير من هذه البحوث تدور في الفلك القديم بلغة حديثة؟
 
نظرة مختصرة في أراجيف المبطلين ومستنبت افكهم...
1- فرانسوا ديروش سليل دوحة استشراقية "لائكية" ظلت وفية للكثير من أراجيف مستشرقي فرنسا،لكنه في ظني لم يكن تلميذا لريجس بلاشير تـ1973م،اذ تقاعد هذا الأخير عام 1965،وكان عمر ديروش 13 سنة.
حين ولج الدراسات العليا تخصص أولا في "المصريات"واستهوته من ذلك "البرديات" التي انتقل منها الى مخطوطات المصاحف...لكن التحول الكبير في مشواره يرجع كما ذكرت هنا قبل شهور الى صلته العلمية بالمستشرق جيرارد تروبو G.Troupeau تـ2010 فهذا الأخير تخصص في تاريخ الكنائس الشرقية ومنها الى مخطوطات أناجيل الفرق المسيحية في المشرق العربي...فأراد دريروش أن يكون ثنائي binôme أستاذه في هذا المجال،والا فانه في مرحلة الباكالوريوس يحسب من تلامذة المستشرق دومينيك سورديل تـ2014 وزوجته جانين.
2- أما الجابري فلا يفقه من كلام بلاشير ولا ديروش شيئا لأنه أصلا لا يقرأ سوى الكتابات الاستشراقية المعربة...والمتتبع لكلام الجابري يصل الى جذوره في التراث الرافضي،ظل الجابري يتردد على مكتبات حي الأحباس بالدار البيضاء حيث عاش،وفيها وجد من مؤلفات الشيعة عن القرآن ما ملأ به رفوف مكتبته...والقارىء لترهاته يمكنه توثيق أراجيفه بارجاعها الى أصولها خاصة مؤلفات الطوسي الرافضي...
3- أما بلاشير فكل كلامه عن تأخر جمع القرآن الى القرن الرابع الهجري مصدره الأول ما كتبه آرثر جفري...ثم بعد ذلك كتابات نولدكه وبراجستراسر...
لكن هناك وجه لارتباط بلاشير بديروش...اذ نفس المصاحف المخطوطة التي كتب عنها في "مدخل الى القرآن" هي التي احتفل بها ديروش خاصة مخطوط:Parisino-petro- politanus
 
عودة
أعلى