سؤال للأفاضل

إنضم
25/07/2011
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم
ما هو الأفضل الإقراء بالإفراد أم الجمع؟
أو الجمع بين الحسنيين؟
أفيدونا
 
وعليكم السلام ورحمة الله
أرجو منك أخي الكريم ومن باقي الإخوة الأعضاء أن يجعلوا العنوان مفصحا عن الموضوع،
فلو أنك قلت في العنوان: "ما الأفضل: القراءة بالإفراد أو بالجمع؟
لكان أحسن؛ لما في ذلك من فوائد على الملتقى على المتصفحين.
بارك الله فيكم.
 
قال الإمام ابن الجزري في النشر:
"باب بيان إفراد القراآت وجمعها
لم يتعرض أحد من أئمة القراءة في تواليفهم لهذا الباب، وقد أشار إليه أبو القاسم الصفراوي في إعلانه ولم يأت بطائل، وهو باب عظيم الفائدة، كثير النفع، جليل الخطر، بل هو ثمرة ما تقدم في أبواب هذا الكتاب من الأصول، ونتيجة تلك المقدمات والفصول.
والسبب الموجب لعدم تعرض المتقدمين إليه هو عظم هممهم، وكثرة حرصهم، ومبالغتهم في الإكثار من هذا العلم واستيعاب رواياته، وقد كانوا في الحرص والطلب بحيث أنهم يقرأون بالرواية الواحدة على الشيخ الواحد عدة ختمات لا ينتقلون إلى غيرها، ولقد قرأ الأستاذ أبو الحسن علي بن عبد الغني الحصري القيرواني القراءات السبع على شيخه أبي بكر القصري تسعين ختمة، كلما ختم ختمة قرأ غيرها، حتى أكمل ذلك في مدة عشر سنين حسبما أشار إليه بقوله في قصيدته:
وأذكر أشياخي الذين قرأتها***عليهم فأبدا بالإمام أبي بكر
قرأت عليه السبع تسعين ختمة***بدأت ابن عشر ثم أكملت في عشر
وكان أبو حفص الكتاني من أصحاب ابن مجاهد، وممن لازمه كثيراً، وعرف به، وقرأ عليه سنين لا يتجاوز قراءة عاصم. قال: وسألته أن ينقلني عن قراءة عاصم إلى غيرها فأبى علي...
وكانوا يقرأون على الشيخ الواحدة العدة من الروايات والكثير من القراءات، كل ختمة برواية، لا يجمعون رواية إلى غيرها.
وهذا الذي كان عليه الصدر الأول ومن بعدهم إلى أثناء المائة الخامسة عصر الداني وابن شيطا والأهوازي والهذلي ومن بعدهم، فمن ذلك الوقت ظهر جمع القراءات في الختمة الواحدة واستمر إلى زماننا.
وكان بعض الأئمة يكره ذلك من حيث إنه لم تكن عادة السلف عليه، ولكن الذي استقر عليه العمل هو الأخذ به والتقرير عليه وتلقيه بالقبول.
وإنما دعاهم إلى ذلك فتور الهمم، وقصد سرعة الترقي والانفراد، ولم يكن أحد من الشيوخ يسمح به إلا لمن أفرد القراءات، وأتقن معرفة الطرق والروايات، وقرأ لكل قارئ ختمة على حدة.
ولم يسمح أحد بقراءة قارئ من الأئمة السبعة أو العشرة في ختمة واحدة فيما أحسب إلا في هذه الأعصار المتأخرة، حتى إن الكمال الضرير صهر الشاطبي لما أراد القراءة على الشاطبي لم يقرأ عليه قراءة واحدة من السبعة إلا في ثلاث ختمات، فكان إذا أراد قراءة ابن كثير مثلاً يقرأ أولاً برواية البزي ختمة، ثم ختمة برواية قنبل، ثم يجمع البزي وقنبل في ختمة، هكذا حتى أكمل القراءات السبع في تسع عشرة ختمة، ولم يبق عليه إلا رواية أبي الحارث، وجمعه مع الدوري في ختمة. قال: فأردت أن أقرأ برواية أبي الحارث بالجمع، فلما انتهيت إلى (سورة الأحقاف) توفي رحمه الله.
وهذا هو الذي استقر عليه العمل إلى زمن شيوخنا الذين أدركناهم، فلم أعلم أحداً قرأ على التقي الصائغ بالجمع إلا بعد أن يفرد السبعة في إحدى وعشرين ختمة والعشرة كذلك...".
 
عودة
أعلى