سؤال للأفاضل من أهل الاختصاص

إنضم
25/07/2011
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
هل القول بالفرجة عند قلب النون الساكنة والتنوين ميما هو اجتهاد من الشيخ عامر عثمان أم نقله وقرأ به على مشايخه
أفيدونا بارك الله فيكم
 
ستجد مبتغاك هنا
هذه رسالتي لقراء الشام الكرام

السلام عليكم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهدهالله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوااللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْلَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاًعَظِيما
ثم أما بعد :
إن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم
وبعد :


فهذه رسالتي إلي قراء الشام آمل ان تصل إليهم ، في دفع المطاعن عن الشيخ عامر بن عثمان واتهامه بأنه أول من قال بعدم الإطباق في حكم النون الساكنة والتنوين مع الباء وكذا الميم الساكنة مع الباء

وأضع الرسالة لكل منصف طلب الحق وأبا ما سواه ، راجيا المولي أن يرزقنا حسن الفهم وسعة الإطلاع .
فقد كثرت الأقاويل في هذه المسألة وذهبوا فيه كل مذهب ، ومن ثم أخذ البعض يلفق للشيوخ القائلين بالفرجة أباطيل وينسبون إليهم القول بالإطباق ، كما حدث مع الشيخ الزيات والشيخ الضباع وغيرهم ، ثم ظهرت بعض التسجيلات للشيخ الزيات وغيره ، وهم يقولون وأصواتهم مرتفعة القول بالفرجة أصح وبه نأخذ ، وكذا الشيخ الضباع قال الشيخ مدكور : إننا قرأنا علي الضباع بالفرجة " وقسعلي ذلك والافتراء بأن الشيخ عامر أساس القضية ، ونسوا أو تناسوا أن من هم أعلي منالشيخ عامر قالوا بهذا القول ، ثم أصلوا افتراءاتهم . بل الأمر أن الشيخ عامر كانأكثرهم تمسكا ، ولا يرخص في غير الصواب .

ومنهم من أنصف في الأمر وأبقيالأمر علي وجود دليل علي الفرجة ، أو يكون هناك نص يصف المسألة وصفا دقيقا ، وأظنفي هؤلاء متى وجدوا النص اتبعوه ، مادام النص واضحا لا يحتاج إلي تأويل .

ولقد أخبرهم قراؤنا أن الإطباق ليس علي معناه الحقيقي في المسألة واللفظةمن باب الأغلب ، كما ذكروا لفظة الإطباق عند الحديث عن أحرف الإطباق ، لأن الإطباقفي الصفات : ليس معناه إطباقا تاما ، بل توجد هناك ثمة فرق بين اللسان والحنك لخروجالصوت من هذا الفرق ، وهذا أمر مجمع عليه ، مع أنهم يقولون ويعبرون في تعبيراتهمبلفظة " إلصاق " . ولذا قلنا في الإخفاء : إذا أطبقنا الشفتين أين الإخفاء ؟؟

ولقد نظرت في قول الحسن بن قاسم المعروف بابن أم قاسم المرادى في شرحهلقصيدة السخاوى ( المفيد فى شرح عمدة المجيد فى النظم و التجويد ) صـ عند حديثه عنحكم الإقلاب : (( و ذكر الجعبري فى شرح الشاطبية أن أكثر المصنفين أطلق فى قوله : إن النون الساكنة و التنوين يقلبان ميما عند الباء , و لابد من قيدين قلبهما ميماثم إخفائهما بغنة )) ا.هـ قول الجعبرى
قلت (المرادى) :
أما الغنة فقد نصمكي على أن النون الساكنة إذا أبدلت ميما فالغنة لابد من إظهارها ، قال : لأنكأبدلت من حرف فيه غنة حرفا آخر فيه غنة و هو الميم الساكنة , و أما الإخفاء ففيهنظر . و قد تقدم ما ذكره صاحب الإقناع .
و الذي يظهر أن النون الساكنة إذا أبدلتقبل الباء أعطيت حكم الميم الأصلية إذا وقعت قبل الباء . ا.هـ 75

وقد تعجبتمن قوله : (و أما الإخفاء ففيه نظر ) فهذا اعتراض على الإخفاء الذي ذهب إليهالجعبري. وهومذهب ابن مجاهد والداني وابن الجزري وغيرهم
قال ابن الجزرى : (واخفين... الميم إن تسكن بغنة لدى باء على المختار من أهل الأداء)
وقال الداني فيالتيسير : وأما الميم فأخفاها عند الباء اذا تحرك ما قبلها نحو قوله : بأعلمبالشاكرين و يحكم به ، وشبهه والقراء يعبرون عن هذا بالادغام وليس كذلك لامتناعالقلب فيه وانما تذهب الحركة فتخفى الميم....)ا.هـ21
و قال الداني في جامعالبيان عند إخفاء الميم عند الباء : و ذلك إخفاء للحرف لا إخفاء للحركة ) اهـ )))
هذا ما عليه العمل .
وقال أيضا العلامة ابن الجزري في كتابه النشر
" وذهب جماعة إلى إظهار الميم عند الباء من غير غنة وهو اختيار مكي القيسي وغيره وهوالذي عليه أهل الأداء بالعراق وسائر بلاد المشارقة ـ ثم قال : والوجهان صحيحانمأخوذ بهما إلا أن الإخفاء أولى للإجماع على إخفائها عند القلب" ج1 ص222

قالالقسطلاني في (لطائف الإشارات جـ )) : فبإخفاء الميم مع إظهار الغنة أخذ الدانيوغيره من أهل التحقيق وفاقا لابن مجاهد وسائر أهل الأدا بمصر والشام والأندلس .
وبإظهارها أخذ مكي القيسي وغيره ، وفاقا لأهل الأداء من العراقيين وصحح فيالنشر الوجهين ، إلا أنه قال بأولية الإخفاء للإجماع علي إخفائها عند القلب وعليإخفائها في مذهب أبي عمرو حالة الإخفاء في نحو: ( أعلم بالشاكرين ) ا.هــ 247

ونلحظ من نص القسطلاني أنه ذكر الإظهار للعراقيين وغيرهم ولعله يقصد بـ (غيرهم ) المغاربة ، وهنا إشكال :
هل قصد الإظهار في القلب ؟؟ لأن ابن الجزريقال في النشر :" قلت : وقد زل بسبب ذلك قوم وأطلقوا قياس ما لا يروى على ما روي وماله وجه ضعيف على الوجه القوي كأخذ بعض الأغبياء بإظهار الميم المقلوبة من النونوالتنوين .." 1/18

ثم قال ابن الجزري في النشر : وأما الحكم الثالث وهو (القلب) : فعند حرف واحد وهي الباء فإن النون الساكنة والتنوين يقلبان عندها ميماًخالصة من غير إدغام وذلك نحو (أنبئهم، ومن بعد، وصم بكم) ولابد من إظهار الغنة معذلك فيصير في الحقيقة إخفاء الميم المقلوبة عند الباء فلا فرق حينئذ في اللفظ بين (أن بورك، وبين: يعتصم بالله) إلا أنه لم يختلف في إخفاء الميم ولا في إظهار الغنةفي ذلك.
وما وقع في كتب بعض متأخري المغاربة من حكاية الخلاف في ذلك فوهم ولعلهانعكس عليهم من الميم الساكنة عند الباء.
والعجب أن شارح أرجوزة ابن بري فيقراءة نافع حكى ذلك عن الداني ، وإنما حكى الداني ذلك في الميم الساكنة لا المقلوبةواختار مع ذلك الإخفاء. وفد بسطنابيان ذلك في كتاب التمهيد والله أعلم.))ا.هـ2/84

وقول ابن الجزري : وما وقع في كتب بعض متأخري المغاربة من حكاية الخلاف فيذلك فوهم ولعله انعكس عليهم من الميم الساكنة عند الباء.
والعجب أن شارح أرجوزةابن بري في قراءة نافع حكى ذلك عن الداني ، وإنما حكى الداني ذلك في الميم الساكنةلا المقلوبة واختار مع ذلك الإخفاء.)) .
قلتُ : والمرادي من متأخري المغاربةلعله أراد الإظهار في القلب بقوله : والذي يظهر أن النون الساكنة إذا أبدلت قبلالباء أعطيت حكم الميم الأصلية إذا وقعت قبل الباء . ا.هـ

وإمام آخر منأئمة المغاربة المتأخرين هو الإمام عبد الواحد بن محمد بن علي بن أبي السداد ، أبومحمد المالقي (ت 705هـ) قال في كتابه : شرح التيسير للداني ، المسمى : الدر النثيروالعذب النمير ، وهو يتحدث عن قلب النون الساكنة والتنوين ميماً قبل الباء : " لاخلاف في لزوم القلب في جميع هذه الأمثلة وما أشبهها ، وحقيقة القلب هنا : أن تلفظبميم ساكنة بدلاً من النون الساكنة ، ويُتَحَفَّظُ من سريان التحريك السريع ،ومعيار ذلك : أن تنظر كيف تلفظ بالميم في قولك : الخَمْر والشَّمْس، فتجد الشفتينتنطبقان حال النطق بالميم ، ولا تنفتحان إلا بالحرف الذي بعدها ، وكذا ينبغي أنيكون العمل في الباء ، فإن شرعت في فتح الشفتين قبل تمام لفظ الميم ، سرى التحريكإلى الميم ، وهو من اللحن الخفي الذي ينبغي التَّحَرُّزُ منه ، ثم تلفظ بالباءمتصلة بالميم ، ومعها تنفتح الشفتان بالحركة ، وَلْيُحْرَزْ عليها ما تستحقه منالشدة والقلقلة " 449

فلا تجد المالقي ذكر الغنة مع القلب في هذه العبارةإنما يوضح كيف تقلب النون ميما ، بينما قال عند ذكره للإخفاء في النون الساكنةوالتنوين : (..وقد فسر الحافظ رحمه الله الإخفاء بأنه حال بين الإظهار والإدغام وهوعار عن التشديد .
وحقيقة ما أراد الحافظ : ألا تلصق طرف لسانك بما يقابله منمقدم الفم وتبقي الغنة في الأنف ...)) 452

فعند القلب لم يذكر الغنة وذكرهاعند الإخفاء فدل ذلك علي المغايرة عنده في الحكم ، بل قال" ثم تلفظ بالباء متصلةبالميم" ولم يذكر أن هذا الاتصال يفصل بينهما بغنة ، وهو ما قاله ابن الجزري : وماوقع في كتب بعض متأخري المغاربة من حكاية الخلاف في ذلك فوهم) .
ومع فرض أنهأراد القلب علي حقيقته ـ أي مع الغنة ـ فقد ظهر أن هذا من مذهب المغاربة خلطوا بينالمذهبين مذهب الإظهار ومذهب الإخفاء . وهو ما عبر به المرادي " أما الغنة فقد نصمكي على أن النون الساكنة إذا أبدلت ميما فالغنة لابد من إظهارها"

ومنالمعلوم أن مذهبهم في الميم الساكنة عند الباء الإظهار ، لأن المرادي قال: (و أماالإخفاء ففيه نظر ) ثم قال : والذي يظهر أن النون الساكنة إذا أبدلت قبل الباءأعطيت حكم الميم الأصلية إذا وقعت قبل الباء . ا.هـ ولذا أعطوا حكم القلب حكم إخفاءالميم الصريحة وهذا يظهر في قوله " أن النون الساكنة إذا أبدلت قبل الباء أعطيت حكمالميم الأصلية إذا وقعت قبل الباء" وهذا يؤكد ما قاله ابن الجزري في متأخريالمغاربة .

ثم جاء مَن خلط بين المذهبين فقرأ بميم صريحة ثم صاحبها بالغنةومن هنا ظهرت القراءة بالإطباق .

والذي يقوِّي هذا الوجه ما ذكره الجعبرىرحمه الله فى منظومتة ( حدود الإتقان فى تجويد القرآن ) و قد حققه الأخ جمال السيدرفاعى فى كتابه ( مجموعة من المتون و المهمات فى التجويد و القراءات و الرسم و عدالأيات )الناشر مكتبة الإيمان القاهرة ت 3452302 ووضع فى الكتاب 24 متنا من متونالقراءات المختلفة و ذكر المحقق داخل الكتاب أن متن حدود الإتقان حققة محمد محفوظ وطبع بدار الغرب الإسلامى ببيروت .
(( وقد جاءني بالدليل الشافى الكافى على وجوبالفرجة الشيخ محمود عبد الرحمن الحسينى حفظه الله وقال : إنه وجد فى مخطوطة للجعبرىرحمه الله يقول فيه ( لاطباق اتقيا) فلم أصدق لأول وهلة أن ينفى الأطباق بهذاالتصريح , ذلك مع ثقتى فى أخينا الشيخ محمود حفظه الله فهو من الشيوخ أصحاب الهمهالعالية و الخبرة فى مسألة البحث فى المخطوطات و قد حقق من قبل (المنظومه فى طريقالإمام ورش من أصول و فرش ) للعلامة سليمان الجمزورى و كذلك له أبحاث مفيدة باركالله فيه .ثم أخبرني بأن المتن مطبوع))
ونقلي نظرة علي ترجمة الإمام الجعبريقال الذهبي في (معرفة القراء الكبار ) : ابراهيم بن عمر ابن إبراهيم الشيخ الإمامالعالم المقرئ الأستاذ برهان الدين أبو إسحاق الجعبري شيخ بلد الخليل عليه السلاممن بضع وعشرين سنة له شرح كبير للشاطبية كامل في معناه وشرح الرائية وقصيدة لاميةفي القراءات العشر قرأتها عليه وأخرى في الرسم وأخرى في العدد تخرج به جماعة وهوالآن باق قد قارب الثمانين))1/378
قال عنه ابن الجزري في (غاية النهاية ): إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل بن أبي العباس العلامة الأستاذ أبو محمد الربعيالجعبري السلفي بفتحتين نسبة إلى طريقة السلف محقق حاذق ثقة كبيرة، شرح الشاطبيةوالرائية وألف التصانيف في أنواع العلوم، ولد سنة أربعين وستمائة أو قبلها تقريباًبربض قلعة جعبر......)ا.هـ1/20


يقول الجعبرى ـ رحمه الله ـ وهو يصفكيفية الإخفاء وصفا أقوي وأوضح من قول المرعشى ـ :
46. الســـاكنين اجمـع بوقفالهجـا *** وقياس غير بعد حــرف زمـان
47.حرك والاصل الكسر الأول وقد أخذ *** قـل و يؤى الله ذو الإحســان
48. لادغــام خـف ممـاثلا و مناسبا *** و امنع لشـدالنون والنقصــان
49. لقوى أجز للكـوفى و البصري و ما *** هو مختلف إذا لم يلتقالكفــان
50 . سكن لإخفا اقلب و لإطــــــــــــباق اتقيا *** واتـــمم لشدالمحض ضمن الثــــانى
51. وهـو الكبـير اشمم سوى شفهـية *** فمجـاور أيضا بهالوجهـــان
52. أوجبت بمثــل سـاكن لها مـدة *** طرف وجـاد بمالـــيه قـولان

وقد أتيتُ بالسابق و اللاحق ( رغم أننا لا نريد إلا البيت رقم (50) ألا وهو
(سكن لإخفا اقلب و لإطباق اتقيا ) حتى يتضح الكلام من أوله .
أما البيتان (46،47) يتحدث فيهما عن الساكنين و كيفية التخلص من الساكنين و ليس من موضوعنا. والبيتان رقم (48،49) يتحدث عن المثلين و مافيهما إلى قوله و للكوفى.

و أماقوله ( والبصرى وما : هو مختلف إذا لم يلتقى الكفان) يقصد بهما المتقاربين والمتجانسين في مذهب البصري
ثم ذكر البيت رقم (50) و هو بيت القصيد
قوله : ( سكن ) أى يتحدث فيه عن حرفين متحركين وهو المسمي بالإدغام الكبير لأنه هو الذي يسكنثم يخفي أو يدغم حسب ما بعده من الأحرف .
وقوله : ( لاخفا ) وحكم الإخفاء بعدتسكين الحرف لا يكون إلا فى حكم الميم مع الباء كما هو معلوم ولا يبقي مع الإخفاءقلب قال الداني : ... والقراء يعبرون عن هذا بالإدغام وليس كذلك لامتناع القلب فيهوإنما تذهب الحركة فتخفى الميم....)ا.هـ
قال ابن الجزرى فى الطيبه : (و الميمعند الباء عن محرك ...... تخفى... )
وقال الشاطبى فى الحرز ( وتسكن عنه الميم منقبل بائها ..... على إثر تحرك فتخفى... )
وهو ما ذكره الإمام الجعبرى فى البيتالثانى ( رقم 51) بقوله : و هو الكبير ....
وقوله (لاطباق اتقيا ) هذا خاصبإخفاء الميم عند الباء
وأما قوله ( اقلب ) أى إقلب الحرف الأول من جنس الثانىبعد تسكينه وهذا لا يكون إلا في الإدغام الكامل وهو ما وصفه بقوله (وأتمم لشد المحضضمن الثانى )
ذكر الجعبري قاعدة الإخفاء والقلب معا ، ثم جاء بوصف كل منهمافيما بعد ، ونظير هذا الأسلوب قد جاء في الحرز : وَيُسْمِعُ بَعْدَ الْكَسْرِوَالضَّمِّ هَمْزُهُ لَدى فَتْحِهِ يَاءًا وَوَاوًا مُحَوَّلاَ))
قال أبوشامةمعلقا : وهذا البيت فصيح النظم حيث لف الكلام فجمع بين الكسر والضم ثم رد إليهماقوله ياء وواوا فردت الفطنة الياء إلى الكسر والواو إلى الضم فهو من باب قوله تعالى (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) ، وقول امرئ القيس، (كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والخشف البالي) ا.هـ1/238


وكذا هنا يُرَدُّ اتقاء الإطباق إلي الإخفاء ، ويرد القلب للإدغام لأنهلايصح الإدغام في المتقارب والمتجانس إلا بعد القلب في الحرف الأول . قال الداني فيكتاب الإدغام : ...وحقيقة إدغام الحرف المتقارب أن ينقلب إلي لفظ الثاني ثم يدغم ..)ا.هـ 29


و قد يعتقد البعض أن الإخفاء المقصود به الاختلاس ؟
أقول: الأمر واضح بأنه إخفاء حرف و ليس حركة لقوله ( سكن لاخفا ) فالإسكان لايكون معه حركة ولا أبعاضها .

وقد يقول القائل بأنه يقصد أن يتقي القارئ شدةالضغط لا الفرجة .
أقول : لو أراد ذلك لقال : (ولاطباق اخّففا ) مثلا أو عبر بأيتعبير عن التخفيف وليس الاتقاء
قال ابن الناظم رحمه الله فى شرح الطيبة عند قولالناظم فى طيبته ( و الميم عند الباء عن محرك ..... تخفى) الإخفاء حاله بين الإظهارو الإدغام
و لم نسمع أحدًا من القدامى اعترض على قول الجعبرى مثلما اعترضواعليه فى مسألة ترقيق الألف بعد الحرف المفخم .
فكلام صريح باتقاء الإطباق ولاأصرح من ذلك .... ماذا يقول إخواننا في مثل هذه النصوص الواضحة البيّنة .
والسؤال الذي يطرح نفسه : كيف نتقي الإطباق مع الملامسة بين الشفتين ؟؟
وإليإخواني أيضا قولا واضحا غير قول الجعبري ، قال صاحب الطرازات المعلمة" وهو الإمامالأزهري وهو تلميذ ابن الجزري المباشر ، وهو يوجه الإقلاب (... وذلك لعسر الإتيانبالغنة مع انطباق الشفتين حال الإظهار ولم يدغما في الباء لقلة المناسبة بينهما ))107 فذكر عسر الإتيان بالغنة مع انطباق الشفتين ، فكيف تكون حال الشفتين عنالإتيان بالغنة إن لم تكونا مطبقين ؟؟ ألم ينفي الإطباق يا إخواني ؟؟ ألم يقل : لاغنة مع انطباق الشفتين ؟؟

ومن هنا يتضح لنا أن النص واضح لا مرية فيه وهذامع تعريفات القدامي للإخفاء بأنه حالة بين الإظهار والإدغام وهذا ما فسره المرعشيبقوله : فقال " والظاهر أن معنى إخفاء الميم ليس إعدام ذاتها بالكلية بل إضعافهاوستر ذاتها فى الجملة بتقليل الاعتماد على مخرجها وهذا كإخفاء الحركة فى قوله "لاتأمنا" إذ ذلك ليس بإعدام الحركة بالكلية بل تبعيضها." أ.هـ.

فلا يقولبزوال الميم ولكن بتبعيض المخرج , وقوله " بتقليل الاعتماد على مخرجه " وهو مانعنيه بالفرجة , إذ إن إطباق الشفتين والتلاصق من غير كز لا يخرج الميم من كونهبملامسة الشفتين فلا يوجد فيها تبعيض , وهذا ظاهر.وأمام قول المرعشي وقف أصحابالإطباق حائرين : أجاب بعضهم فقالوا هذا يدل علي عدم الكز " ولفساد هذا القول إليكنص ممن يقول بالإطباق وهو د /غانم قدوري قال بعد نص المرعشي السابق :" ولا يبدواالفرق جليا بين إخفاء الميم وإظهارها في كلام المرعشي السابق ، مع تقديرنا لدقةتحليله ولا نكاد نجد تفسيرا لقوله في أول كلامه : إن إخفاء الميم هو إضعافها بتقليلالاعتماد علي مخرجها ، فالناطق لا يحتاج إلي تكلف هذا النوع من الإخفاء حين ينطقالميم ساكنة قبل الباء ، ويكفيه أن يضم شفتيه ويجري النفس من الخيشوم ....." الدراسات الصوتية عند علماء التجويد صـ393
فكما تري وقف حائرا لأن النص واضح فيتبعيض المخرج وهو ما نسميه بالفرجة ، ولم يتعسف مثل البعض في تأويل النص .

ولاضير في أن يعود قراء الشام إلي مذهب الإمام ابن مجاهد والداني وابنالجزري لأن أسانيدهم من قِبل ابن الجزري .

وإنى أدعو إخواننا قراء الشام وغيرهم ممن ساروا على نهجهم بأن يعودوا إلى الوجه الصواب , فقد رجع كثير من القراءعن أوجه كانوا يقرؤن بها ولا ضير في ذلك ،و إليكم بعض ما ذكر بهذا الخصوص :
قالالدانى فى جامع البيان (..... وقد خالف محمد بن الجهم من القراء فى ذلك محمد بنأحمد بن واصل فروى عن سلمة بن عاصم عن الفراء : أن الكسائى رجع بعد ذلك إلى مذهبحمزة .... و العمل و الأخذ برواية ابن الجهم و بذلك قرأت ا.هـ صـ149
وفى صـ 176قال : ( حدثنا عبد الباقى بن الحسن عن زيد بن على أنه سمع ابن مجاهد سنة ثلاثمائةيقرأ ( و لتأت طائفة ) ( و يخل لكم ) بالإدغام ثم رجع إلى الإظهار فى آخر العمرا.هـ
و اختم برجوع ابن الجزرى عن القول بترقيق الألف إذا جاءت بعد حروف التفخيمو كذلك كان سلفنا يبتغون الحق و يرجعون عن أخطائهم إذا تبين لهم الصواب .
هداناالله و إياكم إلي طريق الحق والصواب .
و السلام عليكم و رحمه الله و بركاته


(كتبه أبو عمر عبد الحكيم عبد الرازق فولى)
 
عودة
أعلى