سؤال لأهل العلم فقط

إنضم
07/05/2004
المشاركات
2,562
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الخبر - المملكة ا
الموقع الالكتروني
www.islamiyyat.com
انتشر في الآونة الأخيرة ظاهرة العلاج بالقرآن وصرنا نسمع على فضائيات متخصصة من يقومون بهذا الأمر على الهواء مباشرة ومنهم من يقصده العامة ويصطفون على أبوابه بالطابور ينتظرون وصفة طبية لأمراض شتى.

والذي يدّعي العلاج بالقرآن يستند إلى قوله تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء) وأصبح يتعامل مع القرآن الكريم كأنه صيدلية أدوية فهناك بحسب اعتقادهم سورة لأمراض الكلى وأخرى لأمراض العيون وثالثة لالتهاب المفاصل وهكذا حتى شوّشوا على العامّة وبالأخص على النساء رقيقات القلوب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

لذا أحببت أن أطرح هذا الموضوع على أهل العلم من أعضاء هذا الملتقى الكريم راجية أن تزودونا بما ورد في صحيح السنة عن رسولنا وقدوتنا إمام المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم فنحصل على إجابة شافية وافية ثم نضعها في المنتديات حتى نفتح أعين المسلمين والمسلمات على حقيقة هذا الأمر.

بارك الله بكم جميعاً وجزاكم عنا وعن المسلمين خير الجزاء.
 
إجابة من غير مسؤول

إجابة من غير مسؤول

الاستشفاء بالقرآن الكريم مسألة توقيفية يجب الرجوع فيها إلى كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بفهم سلف هذه الأمة ..
وما دام الأمر كذلك ، فالصور الثابتة من الاستشفاء بالقرآن الكريم هي :
1 – علاج الأمراض الحسية به ، وذلك بقراءته على المريض والنفث عليه : فعن عائشة رضي الله عنها قالت: « كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يديَّ » أخرجه مسلم .
وكذلك حديث أبي سعيد الخدري في رقية الملدوغ وهو مشهور . البخاري.
2 – علاج الأمراض المعنوية به ، فعن عائشة رضي الله عنها: « أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات » البخاري.
3 – قراءته لطرد الشياطين ، وفيه حديث أبي هريرة وأسيره ، وهو معروف .أخرجه البخاري.
أما بالنسبة لما ذكر في السؤال ، فالظاهر أن القائلين به من الممكن أن يكونوا قاسوه على القراءة على المريض مباشرة ، كما قاس بعض أهل العلم الصلاة مع التلفزيون على صلاة من لم ير الإمام وائتم بصوته ، ونحو ذلك كثير لا أطيل به .
ولكن هذا القياس تعترضه أمور منها :
1 – أن الاستشفاء بالقرآن الكريم من الأمور التوقيفية ، فلا يصح الاجتهاد فيها ، ومن ثم يتعذر قبول القياس فيها.
2 – أن القياس المذكور هو قياس مع الفارق ، والقياس مع الفارق لا يصح كما هو معروف في محله.
هذا ما تيسر لي في هذا الوقت الضيق ، وقد تطفلت عليه مع أنه ليس موجها لي .
وأنصح جميع الأخوة المسلمين ، وخاصة في هذا الملتقى المبارك أن يحذروا من هذه الأمور الجديدة على أمتنا ، وأن يشكوا في كل شيء جديد حتى تتبين صحته شرعا ، فمن شك نجا.
والله تعالى أعلم وأحكم.
 
جزاك الله خيراً أخي الكريم إبراهيم على هذه الإضافة وأنا معك أنتظر ردود أهل العلم في هذا الملتقى المبارك ليتم تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة بين المسلمين
 
لا يخفى علينا ما دخل هذا الموضوع من الانحراف والتدجيل عبر عصور هذه الأمة المبارك ، وأرجو أن لا يكون هذا صادًا لنا عن تحرير المسألة تحريرًا علميًا مؤصلاً .
وما ورد النص بثبوته خارج محل النزاع ، لكن النزاع يقوم على تجارب الناس بالاستشفاء بالقرآن في بعض الأمراض ، وتخصيصهم آيات معينة لشفاء مرض معين .
ويبدو لي أن هذه المسألة ـ من حيث الأصل جائزة ـ لأمور :
1 ـ أنه لم يرد دليل عام في التقيد بالاستشفاء بما ورد فقط .
2 ـ أن حديث النفر الذين رقى واحد منهم لديغ سيد القوم بالفاتحة فنفع الله برقيته كان مجتهدًا ، ولم يكن معه النص آنذاك ، فلما عادو إلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أقرَّه على ما فعل ، فكان ذلك نصًّا .ِِ
وهذا يعني أن أصل الاجتهاد في هذا الموضوع جائز ، ولو كان غير ذلك لنبه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على منعهم من هذا العمل الذي قام به هذا الصحابي باجتهادٍ منه .
3 ـ أن الآية عامة ، وهي قوله تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ) ، وهي من أصول هذه المسألة .
4 ـ أن عمل المسلمين بهذا قد أظهر أثرًا لهم بذلك ، والحكايات في هذا كثيرة ، ومنها ما حكاه القرطبي عن نفسه لما كان فارًّا من الجند ، فقرأ قوله تعالى : ( وجعلنا من بين أيديهم سدًا ومن خلفهم سدًا ) ، فنفعه الله بذلك فلم يروه مع قربهم منه .
وأقول في الختام :
أولاً : إذا وقع الاستشفاء ببعض الآيات من آحاد الناس على بعض الأمراض ونفعهم ، فهذا لا يعني أن كل من قرأ هذه الآية لأجل ذلك الغرض أنها تنفعه ؛ لأن المسألة هنا مرتبطة بوجود شروط الانتفاع ، وانتفاء موانعه .
ثانيًا : التجارب الخاصة لا يصلح تعميمها في هذا المجال ، وإن كان يمكن الاستفادة منها .
ثالثًا : أنه قد ثبت بالتجربة لدى المستشفين بالقرآن الأثر الظاهر لبعض الآيات في تأثيره في بعض الأمراض ؛ كالعين والسحر ، وهذا الاتفاق من غير تواطؤٍ منهم دليل على صحة التجربة التي قام بها هؤلاء ، والله أعلم .
 
جزاكما الله خيراً شيخي الفاضل دكتور مساعد وأخي الفاضل محمد على ما تفضلتما به وأسأل الله تعالى أن ينفعنا به.

المشكلة في واقعنا الحالي أن البعض أصبح يضع الخاص في منزلة العام إن كان في مسألة التداوي بالقرآن أو مسألة أسماء الحسنى وما انتشر من أن كل إسم له طاقة شفائية معينة وينقلون تجاربهم الفردية الخاصة إلى مرتبة الحكم العام.

مما لا شك فيه أن لكل واحد منا تجربته الخاصة مع آيات القرآن الكريم أو أسماء الله الحسنى أو حتى أدعية معينة لكنها لا تعني أن نطلق هذا الحكم بشكل عام على الجميع تماماً مثل الأدوية فما يناسب البعض لا يناسب البعض الآخر وإن كان لديهم نفس المرض.

أنا أحببت فقط التنبيه ولفت النظر أن لا نؤخَذ بكل ما يقال وأن نميز بشكل واضح بين الحكم العام وما ورد فيه نصوص شرعية وبين الحكم الخاص أو التجارب الشخصية لأنه لا يؤخذ منها حكم عام وإلا لبلّغنا عنه صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك لنا شيئاً من أمور ديننا ودينانا إلا وأرشدنا إليه ودلنا عليه.

مشكلتنا في هذا العصر عدم التدقيق بما نقرأ ونسمع فكم انتشر بين العامّة أحاديث ضعيفة ومكذوبة وأموراً أخرى قد تبد في ظاهرها غير ضارة ولكن انتشارها بشكل واسع وتعلق الناس بها قد يشكل خطراً على العقيدة السليمة ومن هذه الأمور قصة الجن والسحر بحيث أصبحنا نعلّق كل شيء يحصل معنا سوءا خيراً أو شراً على الجن والسحر وأنا لا أقول ننكر هذا الأمر لكن الأمر زاد عن حده وأصبح معيباً بحق أمة القرآن أن تنصرف للاشتغال بهذه الأمور عن أصل الدين والمنهج.

بارك الله بكم جميعاً ونفعنا بعلمكم.
 
موضوع مهم شاع وذاع وأضيف إلى ثمرات الحديث اليانعة التي سبقتني قائلا:

كي نرشِّد أمر الرقية بالقرآن في أهل زمانٍ غلب عليهم فيه العبث ووضع القرآن في غير موضعه أشير إلى الآتي:

فيما يخص الراقي أو القاريء :

1ـ يجب أن نتيقن صلاحه أو على الأقل يغلِّب الظنُّ صلاحَه.
2ـ ألا يجعل عمله هذا مهنة لكسب الرزق .
3ـ ألا يختلي أبدا مهما كان بامرأة لا تحل له.
4ـ أن يكون من المجودين للقرآن الكريم العارفين به العالمين بأحكامه .

أما ما يتعلق بطالب الشفاء من الله فيجب توافر الآتي فيه:

1ـ أن يكون على يقين بأن الشفاء من الله لا من العبد مهما كان صلاحه.
2ـ ألا أن يقبل على الرقية إقبال المجرب فحسب . كمن يقول " نجرب من الجائز أن تنجع ..." بل عليه التيقن بأن أثر القرآن نافذ وفيه الشفاء وإن تخلف عنه.
3ـ الأخذ بالأسباب وولوج أبواب الطب التقليدية ، فلربما يعاني من علة يظن أنها من الوساوس أو المس فيجد من الوصفات الطبية المتخصصة ما يزيل وجعه ويسكن ألمه.
والنصوص متوافرة بطلب التداوي .
4ـ من الأفضل أن يقرأ المريض بنفسه على نفسه واضعا يده على ألمه متذللا لربه فهذا أرجى وأنجع.
5ـ قد يكون المريض الإنسي من العفاريت والجان فلم يذعن يوما ما للقرآن ولم يستنخ للسنةٍ ، وحياته هرج ومرج وابتعاد عن الله في حين يرجو النجاة ولم يسلك مسالكها ...
نقول له : إن السفينة لا تمشي على اليبس.

والموفق من وفقه الله تعالى والعبرة بالخواتيم.
.
 
[align=center]للفائدة: سئل الشيخ سليمان الماجد عن الرقية الشرعية وتخصيص بعض الأيات بمرض معين؟

فأجاب أن الرقية الشرعية فيها خلاف هل هي توقيفية أو اجتهادية , ورجح أنها اجتهادية 0

ولكن يؤخذ بالحسبان ما قاله الشيخ مساعد حفظه الله (: إذا وقع الاستشفاء ببعض الآيات من آحاد الناس على بعض الأمراض ونفعهم ، فهذا لا يعني أن كل من قرأ هذه الآية لأجل ذلك الغرض أنها تنفعه ؛ لأن المسألة هنا مرتبطة بوجود شروط الانتفاع ، وانتفاء موانعه )[/align]
 
عودة
أعلى