سؤال لأهل الذكر

إنضم
28/07/2010
المشاركات
73
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
سؤال لأهل الذكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقعتْ في نفسي لطيفة عند قراءة قول الله تبارك وتعالى (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون) التوبة 65

وأردتُ أن أُراجع فيها الإخوان ، ورحم الله امرءًا صوّب أخاه.

والخاطرة هي : في الآية دليل على أن القرآن كلام الله غير مخلوق.

- كيف؟

= محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق (وسأذكر الأدلة لمن غابت عنه "إن شاء الله")

فلو كان القرآن مخلوقًا ؛ فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم أفضل منه ، ولجاءت الآية : قل أبالله ورسوله وآياته كنتم تستهزئون.

ولكن كلام الله غير مخلوق ، بل هو صفة من صفاته جل وعلا ، من الصفات الفعلية الذاتية.
فجاءت الآية بذكر الله تعالى ثم صفته ثم نبيه صلى الله عليه وسلم.



روى مسلم (4223) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ) .
وقد فهم العلماء من هذا النص وغيره من النصوص الواردة في فضائل نبينا صلى الله عليه وسلم أنه أفضل الخلق .
قال النووي رحمه الله في "شرح صحيح مسلم" :
وهذا الحديث دليل لتفضيله صلى الله عليه وسلم على الخلق كلهم ، لأن مذهب أهل السنة أن الآدميين أفضل من الملائكة ، وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الآدميين وغيرهم" انتهى .
وقد تتابع العلماء على وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أفضل الخلق ، ونكتفي بالإشارة إلى بعض مواضع كلامهم خشية الإطالة :
الإمام الشافعي في "الأم" (4/167) .
الإمام عبد الرازق الصنعاني في مصنفه (2/419) .
شيخ الإسلام ابن تيمة في "مجموع الفتاوى" (1/313) و (5/127، 468) .
ابن القيم في تهذيب السنن حديث رقم (1787) من عون المعبود .
ابن حجر في "فتح الباري" شرح حديث رقم (6229) .
المرداوي في " الإنصاف" (11/422) .
الألوسي في"روح المعاني" (4/284) .
الطاهر بن عاشور في تفسيره (2/420) .
السعدي في تفسيره (51، 185، 699) .
محمد الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان" (9/215) .
الشيخ عبد العزيز بن باز في "مجموع الفتاوى" (2/76 ، 383) .
علماء اللجنة الدائمة للإفتاء ، وقد سئلوا : هل نقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم خير البشر أو خير الخلق ؟ وهل هناك دليل على أنه خير الخلق ، كما يقول كثير من الناس؟
فأجابوا :
"جاء في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة بيان عظم قـدر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ورفعة مكانته عند ربه تعالى من خلال الفضائل الجليلـة والخصائص الكريمة التي خصه الله بها ، مما يدل على أنه أفضل الخلق وأكرمهم على الله وأعظمهم جاها عنده سبحانه ، قال الله سبحانه : (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) النساء/113 ، وأجنـاس الفضل التي فضله الله بها يصعب استقصاؤها ؛ فمن ذلك : أن الله عز وجل اتخذه خليلا ، وجعله خاتم رسله ، وأنزل عليه أفضل كتبه ، وجعل رسالته عامة للثقلين إلى يوم القيامة ، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأجرى على يديه من الآيات ما فاق به جميع الأنبياء قبله ، وهو سيد ولد آدم ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفع ، وبيده لواء الحمد يوم القيامة ، وأول من يجوز الصراط، وأول من يقرع باب الجنة ، وأول مـن يدخلها . . . إلى غير ذلك مـن الخصائص والكرامات الواردة في الكتاب والسنة ، مما جعل العلماء يتفقون على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم الخلق جاها عند الله تعالى ، قـال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : "وقد اتفق المسلمون على أنه صلى الله عليه وسلم أعظم الخلق جاها عند الله ، لا جاه لمخلوق أعظم من جاهه ، ولا شفاعة أعظم من شفاعته" .
فمما ذُكر وغيره يتبين أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء ، بل وأفضل الخلق ، وأعظمهم منزلة عند الله تعالى ، ولكن مع هذه الفضائل والخصائص العظيمة فإنه صلى الله عليه وسلم لا يرقى عن درجة البشرية ، فلا يجـوز دعاؤه والاستغاثة به من دون الله عز وجل ، كما قـال تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف/110، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى . "فتاوى اللجنة الدائمة" (26/35) .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .
وقد توقف في ذلك الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، نظراً لأنه لم يرد بذلك نص صريح فقال :
"المشهور عند كثير من العلماء إطلاق أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق ، كما قال الناظم :
وأفضل الخلق على الإطلاق *** نبينا فمل عن الشقاق


أبو مالك سامح عبد الحميد حمودة
 
لست من أهل الذكر، ولا انوي الإجابة عن السؤال. غير أن عنوان الموضوع استفزني.
فلو اراد أحدهم أن يجيب لأوقعته في حرج، خشية أن يظن به الناس أنه يرى نفسه من أهل الذكر.
ولو كان لأحد ممن لا يعتبرون أنفسهم من أهل الذكر جواب مفيد على سؤالك، فأنت توقعه أيضا في حرج، يجعله يتمنع عن إجابتك.

فانظر ماذا تريد؟ إجابة مفيدة عن سؤالك؟ أم حدثيا مع أحد أهل الذكر، وكان يمكنك التواصل مع أحدهم بالبريد الخاص لو أردت، عوض نشر السؤال للعموم؟

مع خالص التحية، ورمضان مبارك وكل عام وأنتم بخير
 
لا أظن المسألة تحتاج إلى أهل الذكر باعتبار أنهم الراسخون في العلم ؛ وأما إذا كان طلبة العلم يدخلون في أهل الذكر ؛ فأقول :
1 - بنيت استنتاجك على أن الواو يفيد الترتيب والصحيح عند أهل العلم من النحاة البصريين وغيرهم أن الواو لا يفيد ترتيبا ولا عدمه.
2 - الأدلة على أن القرآن الكريم كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق أكثر وأشهر من أن تحتاج إلى استنباطات فيها تكلف ظاهر .
3 - الخلاف الذي وقع بين بعض علماء السلف ليس في حقيقة كونه مخلوقا أو عدمها على التحقيق ؛ بل في إطلاق هذه العبارة "غير مخلوق" "مخلوق" .
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
 
أخي أبو مالك سامح عبد الحميد حمودة
لقد سؤالاً وأجبته ولم يعد هناك ضرورة لا لأهل ذكر ولا غيره . ولكن با أن كم كبير من العلماء قالوا أن النبي محمد خير الخلق . فهل هذا يعني أن النبي عليه الصلاة والسلام خير من العرش وهو مخلوق وخير أيضاً من الكرسي وهو مخلوق؟؟
وهل هو أيضاً أفضل من الجنّة ؟ يا حبذا لو تجبني على تلك الأسئلة.
أما بالنسبة لتفسيرك للآية التي تفضلت وذكرت تلك اللطيفة حولها فأنا شخصياً استحسنتها واستحسنت ما ذكرته وهذا فتح فتحه الله عليك فلا أعدمك مثله . وبارك الله بك .
 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

زادك الله تواضعًا وفقهًا في اللغة أخي إبراهيم الحسيني .

وسريعًا حتى لا آخذ من رمضانكم شيئًا أنقل لكم ما في مغني اللبيب لابن هشام الجزء الأول 463 ، 464 نشر مكتبة سيد الشهداء : (قال ابن مالك : وكونها للمعيّة راجحٌ ، وللترتيب كثير ، ولعكسه قليل أهـ. ... وقولُ السيرافي "إن النحْويين واللُغويين أجمعوا على أنها لا تفيد الترتيب" مردودٌ ، بل قال بإفادتها إياه : قطرب والربعي والفراء وثعلب وأبو عمر الزاهد وهشام والشافعي )



أما أخي المُكثر من الموضوعات الطيبة النافعة "تيسير الغول" : فقد طرحتُ ما عنّ لي ، ولم أتأكد يقينًا أنه الصواب ، لذلك عرضتُ الأمر على أهل الذكر.


(مَنْ آتاه الله علمَ مسألةٍ فهو من أهل الذكر فيها ، ولا يُشترط أن يكون مجتهدًا مطلقًا كالشافعي ومالك)


وجزاك الله خيرًا -أخي تيسير- على استحسانك ما أوردتُه ، فقد أسعدني كثيرًا ، طيّب الله خاطرك وجبرك.

وأكرر شكري للُغويّ الفذ الأستاذ الحسيني.

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

زادك الله تواضعًا وفقهًا في اللغة أخي إبراهيم الحسيني .

وسريعًا حتى لا آخذ من رمضانكم شيئًا أنقل لكم ما في مغني اللبيب لابن هشام الجزء الأول 463 ، 464 نشر مكتبة سيد الشهداء : (قال ابن مالك : وكونها للمعيّة راجحٌ ، وللترتيب كثير ، ولعكسه قليل أهـ. ... وقولُ السيرافي "إن النحْويين واللُغويين أجمعوا على أنها لا تفيد الترتيب" مردودٌ ، بل قال بإفادتها إياه : قطرب والربعي والفراء وثعلب وأبو عمر الزاهد وهشام والشافعي )





أخي الكريم : المتواضع المدقق اللغوي .
لا أظن مسألة الواو وعدم إفادتها للترتيب عند البصريين - ومذهبهم أرجح وأكثر أدلة - أمر يحتاج إلى نقاش طويل ؛ وخاصة عند أهل العلم باللغة من أمثالكم ..
وأعتقد أن مثلكم يفهم أن النقل من كتاب واحد ليس مهمة المحققين من أهل العلم وخاصة في المسائل الخلافية ..
وأما الكلام الذي نقلت ؛ فلا يفيد أن الواو للترتيب ؛ وإنما مقصود ابن مالك رحمه الله تعالى أنها تفيده غالبا ؛ وهو خلاف الاستدلال بها على الترتيب كما لا يخفى على أمثالكم ..
وقد نص على ذلك في ألفيته المشهورة المتداولة حيث قال :
فَاعْطِفْ بِوَاوٍ لاَحِقاً أَوْ سَابِقاً ### فى الْحُكْمِ أَوْ مُصَاحِباً مُوَافِقاً.
قال شارحه ابن عقيل رحمه الله تعالى : "لما ذكر حروف العطف التسعة شرع في ذكر معانيها.
فالواو لمطلق الجمع عند البصريين فإذا قلت جاء زيد وعمرو دل ذلك على اجتماعهما في نسبة المجيء إليهما واحتمل كون عمرو جاء بعد زيد أو جاء قبله أو جاء مصاحبا له وإنما يتبين ذلك بالقرينة نحو جاء زيد وعمرو بعده وجاء زيد وعمرو قبله وجاء زيد وعمرو معه فيعطف بها اللاحق والسابق والمصاحب ومذهب الكوفيين أنها للترتيب ورد بقوله تعالى: {إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا} .
شرح ابن عقيل [3 /226]"
وأصرح من ذلك وأوضح ما في تعجيل الندى بشرح قطر الندى [ص 260] حيث قال : الواو : وهي لمطلق الجمع والاشتراك في الحكم بين المعطوف والمعطوف عليه. ولا تفيد الترتيب ولا المعية إلا بقرينة . فقد يكون المعطوف متأخرًا عن المعطوف عليه، نحو : تولي الخلافة أبو بكر وعمر رضي الله عنهما . قال تعالى : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ } (2) . وقد يكون المعطوف سابقًا للمعطوف عليه، نحو : تولى الخلافة عمر وأبو بكر. قال تعالى : { كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ } (3) . وقد يكون المعطوف مصاحباً للمعطوف عليه فلا تفيد ترتيباً، نحو : جاء خالد وعليٌّ معه. قال تعالى : { فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ } "
ثانيا : بقي بعد الواو وجهان آخران لم تبين لي وجه ردهما حتى أستفيد منك .
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
 
عودة
أعلى