سؤال لأهل التفسير في هذا الملتقى المبارك

إنضم
03/03/2007
المشاركات
344
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
الرياض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

بداية أحمد الله تعالى أن هداني لهذا الملتقى الثري بالعلماء وطلبة العلم - جعلنا الله ممن يسلك سبيلهم - و أشكر فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله على إتاحة الفرصة لي بالتسجيل فجزاه الله عني خيرا

طرأ في بالي سؤال عندما كنت حتضرا في دورة تدريبية لفضيلة الدكتور عويض العطوي (كيف نتدبر القرآن) في مسجد الراجحي وعند الكلام عن حكاية القرآن عن قصة إخراج آدم عليه السلام من الجنة و ذلك عند قوله تعالى في سورة الحجر:

{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ{28} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ{29} فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{30} إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ{31} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ{32} قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ{33} قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{34} وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ{35} قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{36} قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ{37} إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ{38} قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{40} قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ{41} إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ}

السؤال هو : هل هذا الحوار الذي دار بين الله تبارك وتعالى وإبليس كان بعد رفض إبليس للسجود مباشرة؟ أم أن جزء منه حدث بعد غواية إبليس لنبي الله آدم في الجنة؟ وكيف علم إبليس أن الله سيخرج آدم من الجنة وأنه سيكون له نسل إلى يوم القيامة وكيف علم إبليس أن هناك بعث لبني آدم؟

هل هناك دليل على أن طلب ابليس الإنظار إلى يوم القيامة كان بعد غوايته لآدم عليه السلام؟

بانتظار رد المشايخ الأفاضل على هذا الإشكال وجزاكم الله خيرا
 
الأخ الفاضل عبد الرحمن شاهين
أهنئك أولا على المشاركة الأولى في الملتقى وفاتحة خير بإذن الله تعالى
وبالنسبة لسؤالك فإن تفسير القرآن بالقرآن يقتضي منا الرجوع إلى المواضع الأخرى التي ذكرت فيها الحادثة، وهي تبين أن الحوار حصل بعد استكبار إبليس عن السجود لآدم.
أما عن كيفية علم إبليس أن آدم سيخرج من الجنة وأنه سيكون له نسل وذرية وسيكون منهم رسل ومرسل إليهم فجوابه في قوله تعالى في سورة البقرة: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) فمقر آدم الطبيعي هو الأرض وسيكون له ذرية كما أفادت الآية يخلف بعضهم بعضا، ويفهم من الآية الكريمة أن الله تعالى أعلم الملائكة - وإبليس أحدهم في ذلك الوقت - بأحوال آدم وبنيه من الإفساد في الأرض وسفك الدماء وما يقتضيه ذلك من إرسال الرسل، ولذا علم إبليس هذه المعلومة.
هذا جواب سريع ولعل الإخوة الفضلاء يكرموك وإياي بما هو أوسع وأعمق وأدق وأرق.
 
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور على هذا الجواب المختصر المفيد فقد حل لدي الاشكال - فتح الله عليكم - وزادكم من فضله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم على هذه الاسئلة التي تفتح امور عديدة وانا اقرأ هذا السؤال
وعند اجابة الدكتور احمد شكري حفظه الله نستخلص ان الارض كانت مهيئة لتدور الاحداث وان الجنة التي كان فيها ادم عليه السلام كانت في الارض ايضا وهذا ما اختلف فيه العلماء ولكن على التمعن بالنصوص الفائته يتبين بأن الجنة التي كان فيها ادم غير جنة الاخرة . مع حبي ان يبين بعض الاخوة رأيهم في هذا الموضوع . والله اعلم
 
[align=justify]بعد أن كتبت الرسالة السابقة هممت بالعود لتوضيح بعض ما فيها وعندما قرأت رسالة الأخ الفاضل مقداد ازداد الدافع عندي لكتابة التوضيح التالي: يمكن أن تفهم قصة آدم من خلال الآيات أن الله تعالى أعلم الملائكة بأنه سيجعل في الأرض خليفة والظاهر أن الملائكة سألوا: عن صفات هذا الخليفة وأحواله، فأعلموا بأنه سيفسد في الأرض ويسفك الدماء وهذا يستدعي إرسال الرسل لتقويم مسيرة البشرية، وبعد خلق آدم أمر الملائكة بالسجود له ودخل إبليس ضمن الأمر مع أنه ليس من الملائكة لأنه كان ملحقا بهم، والملحق بالشيء له حكمه، وبعد رفض آدم السجود زعم أنه أفضل من آدم وكيف يسجد الفاضل للمفضول، فلما أعلمه الله أنه سيخرج من الجنة طلب إمهاله فأخره الله تعالى إلى يوم الوقت المعلوم وهو وقت النفخة الأولى في الصور، واستدعى ذلك من إبليس بداية السعي لإغواء آدم وإخراجه من الجنة وهذا ما حصل وتوجه الأمر الإلهي لآدم وزوجه وإبليس بالهبوط من الجنة إلى الأرض.
وبالنسبة للجنة الوارد ذكرها في القصة فأي جنة هي، وهل هي في السماء أو في مكان الله به عليم أو في الأرض ويكون الهبوط منها معنويا فالله تعالى أعلم وهذا مبحث اشتغل به الناس من قديم ولم يصلوا فيه إلى قطعي، والأولى عدم الخوض فيه وأخذ العبرة والعظة من الحادثة.
والعبارة التي وردت في الرسالة السابقة (فمقر آدم الطبيعي هو الأرض) أقصد به أن آدم سيهبط إلى الأرض من الجنة -بغض النظر عن الخلاف في تحديدها - لأنه خلق ليعيش في الأرض، فإقامته في الجنة كانت مؤقتة، وكان عصيان الأمر هو السبب، فتم الخروج من الجنة والهبوط منها إلى الأرض. والله أعلم.[/align]
 
عودة
أعلى