هذا من تأثير الحرف المعدى باللفظ على المعنى.
ولذلك كان علم معاني الحروف من أهم ما ينبغي أن يعرفه طالب علم التفسير ، وهذه الأمثلة التي ذكرتها جيدة في توضيح هذا الأمر
فالغنى بالشيء، هو قبوله والاستغناء به عما عداه.
والاستغناء عن الشيء هو عدم الحاجة إليه
وقد جمعهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((وأغنني بفضلك عمن سواك)
وقال الشاعر:
غَنِيتُ بلا مالٍ عن الناسِ كلِّهِم = وإنَّ الغِنَى العالِي عن الشيءِ لا بِهِ
وقوله: (عن الشيء لا به) يريد به الغنى عن المخلوقين، وهو محمود
وأما الغنى عن الله تعالى فلا أحد يستغني عنه طرفة عين.
والغنى بالله هو أعظم غنى يناله مخلوق، وشأنه عظيم.
وللفائدة: فإن لابن القيم كلام جميل في فضل الغنى بالله أنصح بقراءته وهو في طريق الهجرتين (42-45).
وأما الغنى في الشيء فهذا لا يكون إلا في الظرف الزماني أو المكاني
تقول غنيت في بلد من البلاد ، أو غنيت في زمان من الأزمنة
فهذا بيان معنى الغنى بالشيء، والغنى عنه، والغنى فيه
وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح