سؤال في اللغة, بخصوص وزن (فَعْلاَن)

إنضم
05/08/2010
المشاركات
67
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل يأتي وزن (فَعْلاَن) للمبالغة؟
كما يأتي (فعّال) و(فَعِيل) للمبالغة.

الذي أعرفه, أنّ الأوزان المشهورة للمبالغة خمسة(فعّال-مِفْعَال-فَعُول-فَعِيل-فَعِل)
ولكن قال لي أحد الإخوة: إنّ (فَعْلان) أيضا يأتي للمبالغة, مثل (الرحمن).
ونقل لي هذا الكلام : "قال ابن الأَثير : هو -أي:رَبَّانِيّ- منسوب إِلى الرَّبِّ بزيادة الأَلف والنون للمبالغة".(لسان العرب-بواسطة الشاملة)

فهل يأتي وزن (فَعْلاَن) للمبالغة؟
 
فعلان للمبالغة

فعلان للمبالغة


في اللسان ( رح م ) :

" والرحمن الرحيم بُنِيَت الصفة الأولى على فعلان لأن معناه الكثرة وذلك لأن رحمته وسعت كل شيء وهو أرحم الراحمين "
ثم قال :
" لأن فعلان بناء من أبنية المبالغة "
وفي اللسان أيضا ر ك ب :
" وفي الحديث ابغني ناقة حلبانة ركبانة أي تصلح للحلب و الركوب الألف والنون زائدتان للمبالغة "
قال منصور مهران :
وهذا يدل على أن وزن فعلان الذي للمبالغة مؤنثه فعلانة

وقال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين - في معنى قوله صلى الله عليه وسلم - :
( وقوله : " يا نومان "
أي : يا كثير النوم ؛ لأن بناء " فعلان " للمبالغة كسكران . )
انظر : كشف المشكل ج 1 ص 400


وجاء في كتاب " رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب " ، اسم المؤلف: لتاج الدين السبكي ج 1 ص 384 :
( وأما " الرحمن " ف ( فعلان ) ، ووزن " فعلان " للمبالغة التي هي الكثرة المقابلة للقلة ، وصفات الله - تعالى - لا تقبل ذلك ؛ باعتبار عدم قبولها للتعدد ، ثم هو مشتق من الرحمن التي هي حقيقة : الرقة والانعطاف المستحيل على الباري تعالى . ولم يستعمل ( الرحمن ) إلا في الله تعالى ؛ وهذا بناء على [ أن ] أسماء الله - تعالى - صفات لا أعلام ، أما إن جعلناها أعلاما ، فالعلم لا حقيقة له ولا مجاز .
وما يقال : قد قال بنو حنيفة : ( رحمان اليمامة ) ، و ( ما زلت رحمانا ) في مسيلمة ؛
فجوابه عندي : أنهم لم يستعملوا ( الرحمن ) المعرف بالألف واللام ، وإنما استعملوه معرفا بالإضافة في ( رحمان اليمامة ) ، ومنكرا في ( لا زلت رحمانا ) ؛ ودعوانا إنما هي في المعرف بالألف واللام .
انتهى كلامه .

وبعد ؛ فهذه عُجالة جوابِ سؤالٍ وليست على وجه البيان والتفصيل
 
ما شاء الله,
جزاكم الله خيرا.
وفي انتظار زيادة من البيان والتفصيل منكم ومن المشايخ الفضلاء.
وجزاكم الله خيرا.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المقصود من الاقتصار على أوزان المبالغة الخمسة ( فعال - مفعال - فعيل - فعول - فعل ) أنها هي التي تعمل عمل اسم الفاعل، لا أنه لا يوجد غيرها للمبالغة.
ولم يقل أحد من أهل العلم إن الصيغ الدالة على المبالغة مقتصرة على هذه الأوزان الخمسة فقط.
بل الصيغ كثيرة منها:
- إضافة التاء في وصف المذكر نحو ( راوية - فروقة - إمعة ).
- وزن فِعِّيل ؛ نحو: فسيق، سكير.
- وزن فِعِّيلَى في المصادر خاصة؛ نحو حثيثى من الحث، خصيصى من الخصوص.
- وزن فعلان ؛ نحو غضبان للممتلئ غضبا.
- وزن تَفعال في مصادر الثلاثي؛ نحو تسيار، وتذكار.
- النعت بالمصادر للمبالغة؛ كقولهم: فلان عدل.
- زيادة ياء النسب للمبالغة؛ كقولهم: أحمري وأسودي.
- زيادة الميم للمبالغة؛ كقولهم: زرقم وستهم وابنم.
- وزن فُعَلَة؛ نحو همزة ولمزة للكثير الهمز واللمز.
- وزن فُعَل المعدول من فاعل؛ ويقال: إن كل صيغة معدولة عن أصلها فهي للمبالغة.
- وزن (افعوعل) و(افعالّ) في الأفعال؛ نحو احلولى، واخضارّ.
والله تعالى أعلم.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المقصود من الاقتصار على أوزان المبالغة الخمسة ( فعال - مفعال - فعيل - فعول - فعل ) أنها هي التي تعمل عمل اسم الفاعل، لا أنه لا يوجد غيرها للمبالغة.
ولم يقل أحد من أهل العلم إن الصيغ الدالة على المبالغة مقتصرة على هذه الأوزان الخمسة فقط.
بل الصيغ كثيرة منها:
- إضافة التاء في وصف المذكر نحو ( راوية - فروقة - إمعة ).
- وزن فِعِّيل ؛ نحو: فسيق، سكير.
- وزن فِعِّيلَى في المصادر خاصة؛ نحو حثيثى من الحث، خصيصى من الخصوص.
- وزن فعلان ؛ نحو غضبان للممتلئ غضبا.
- وزن تَفعال في مصادر الثلاثي؛ نحو تسيار، وتذكار.
- النعت بالمصادر للمبالغة؛ كقولهم: فلان عدل.
- زيادة ياء النسب للمبالغة؛ كقولهم: أحمري وأسودي.
- زيادة الميم للمبالغة؛ كقولهم: زرقم وستهم وابنم.
- وزن فُعَلَة؛ نحو همزة ولمزة للكثير الهمز واللمز.
- وزن فُعَل المعدول من فاعل؛ ويقال: إن كل صيغة معدولة عن أصلها فهي للمبالغة.
- وزن (افعوعل) و(افعالّ) في الأفعال؛ نحو احلولى، واخضارّ.
والله تعالى أعلم.
الحمد لله
فهمتُ الآن.
جزاكم الله خيرا أستاذي الفاضل.
ولديّ سؤال,
هل ذكر ابن مالك هذه الأوزان (غير الأوزان الخمسة) في الألفية؟
فإن كان لم يذكرها فيها, فهل نظم أحدٌ هذه الأوزان؟
 
وجزاك الله خيرا أستاذي الكريم.
لم ينظم ابن مالك إلا الخمسة المذكورة في قوله:
فعال او مفعال او فعول ......... في كثرة عن فاعل بديل
فيستحق ما له من عمل ........ وفي فعيل قل ذا وفعل
ولم أقف على أحد حصر أوزان المبالغة، ولعل ذلك لأنها غير محصورة ومتشعبة الأبواب.
والله أعلم.
 
وجزاك الله خيرا أستاذي الكريم.
لم ينظم ابن مالك إلا الخمسة المذكورة في قوله:
فعال او مفعال او فعول ......... في كثرة عن فاعل بديل
فيستحق ما له من عمل ........ وفي فعيل قل ذا وفعل
ولم أقف على أحد حصر أوزان المبالغة، ولعل ذلك لأنها غير محصورة ومتشعبة الأبواب.
والله أعلم.
جزاكم الله خيرا
 
وجزاكم الله خيرا.

ومن باب الضبط لتسهيل الحفظ يمكن تقسيم أوزان المبالغة إلى:
- المبالغة في الفاعل: وقد جعلها بعضهم أحد عشر وزنا: الخمسة المعروفة، ثم فِعِّيل و مِفْعيل و فَعَّالة و فُعَّال وفُعُّول وفَيعول ، وفي بعضها نظر، ويمكن أن يزاد فيها: فاعول ، وفُعَلة (بفتح العين) ، وفُعَال (بتخفيف العين).
- المبالغة في المفعول: مثل رجل رُحْلة (بسكون الحاء) للذي يُرحل إليه كثيرا، وناقة أمون أي مأمونة.
- المبالغة في المصدر: مثل تَفعال وفِعِّيلى وفِعَّال.
- المبالغة في الفعل: مثل افعالّ وافعوعل.

والله أعلم.
 
وجزاكم الله خيرا.

ومن باب الضبط لتسهيل الحفظ يمكن تقسيم أوزان المبالغة إلى:
- المبالغة في الفاعل: وقد جعلها بعضهم أحد عشر وزنا: الخمسة المعروفة، ثم فِعِّيل و مِفْعيل و فَعَّالة و فُعَّال وفُعُّول وفَيعول ، وفي بعضها نظر، ويمكن أن يزاد فيها: فاعول ، وفُعَلة (بفتح العين) ، وفُعَال (بتخفيف العين).
- المبالغة في المفعول: مثل رجل رُحْلة (بسكون الحاء) للذي يُرحل إليه كثيرا، وناقة أمون أي مأمونة.
- المبالغة في المصدر: مثل تَفعال وفِعِّيلى وفِعَّال.
- المبالغة في الفعل: مثل افعالّ وافعوعل.

والله أعلم.
جزاكم الله خيرا أستاذي الفاضل.
 
فهل نظم أحدٌ هذه الأوزان؟
ذكر بعضها صاحب (مراح الأرواح) ونظمها الشيخ عبد الباسط البورني في نظم المراح المسمى (أرجوزة التصريف) فقال:
وللمبالغة جا (صَبَّار) ............ (فِسِّيق) (المِجْذَم) و(الكُبَار)
(طُوَّال) (العَلاَّمة النسابة) ............. (رَاوِيَة) (فَرُوقة) إذ هابه
(ضُحَكة) و(ضُحْكة) (مِسْقام) ............ (مِجْذامة) (مِعْطِيرُهم) يرام
 
ذكر بعضها صاحب (مراح الأرواح) ونظمها الشيخ عبد الباسط البورني في نظم المراح المسمى (أرجوزة التصريف) فقال:
وللمبالغة جا (صَبَّار) ............ (فِسِّيق) (المِجْذَم) و(الكُبَار)
(طُوَّال) (العَلاَّمة النسابة) ............. (رَاوِيَة) (فَرُوقة) إذ هابه
(ضُحَكة) و(ضُحْكة) (مِسْقام) ............ (مِجْذامة) (مِعْطِيرُهم) يرام
جزاكم الله خيرا أستاذي الفاضل
 
أخي الأستاذ عبدالودود
إضافة إلى ما ذكره الأفاضل، خذها مني عالية، عن أستاذي العلامة أ. د. إبراهيم السامرائي رحمه الله
قال الإمام الشافعي - رحمه الله - "ولا أظن يحيط بالعربية إلا نبيّ" هذه اللغة العظيمة البحر المتلاطم، والعباب الزاخر لن يحصر قواعدها ملء الأرض من مثل نحاتنا ولغويينا القدامى. فهم - مع إجلالنا لهم - قد وقعوا في خطأ شنيع، وهو لي أعناق النصوص لتطويعها لقواعدهم، ولذا رفض جمهرتهم الاحتجاج بالقراءات - فضلا عن الحديث - حتى لقد قال المازني في نافع " ولم يكن يدري ما العربية" وذلك قراءة (معائش)وهو يقصد قواعد اللغة والنحو، لا العربية اللغة. وكل قواعدهم إنما هي استقراء لا استقصاء، ومثال لا حصر،
وهاك مثالا واحدا
لم يذكروا (فِعال) بين أوزان الآلة، مع أنه أشهرها وأكثرها وعليه : كتاب - خمار - حجاب - لجام - عنان - عقال - صمام - سداد..
فلا تظنن أنهم قد جمعوا فأوعوا، لا والله
وكم ترك الأول للآخر
 
أخي الأستاذ عبدالودود
إضافة إلى ما ذكره الأفاضل، خذها مني عالية، عن أستاذي العلامة أ. د. إبراهيم السامرائي رحمه الله
أين العلو أخي الكريم ؟
وما ذكرتَمُوه من بدهيات علم اللغة فلم يَدّعِ أحدٌ الإحاطةَ بِها لا قَديِماً ولا حديثاً وفقك الله .
 
شيخنا حفظكم الله
كل ما ورد هو رأي السامرائي وليس فقط تفسير قول الشافعي الذي اقتصرتم عليه
وهو رأي جديد فريد، وكل من قاله من دكاترة فإنما استفاده منه
فقد ذكره في رسالته للدكتوراة 1953، وبسطه في كتبه بعد ذلك
وهو شيخ لغويي العراق، كما إبراهيم أنيس شيخ لغويي مصر
ويكفي أن تتابعوا برنامج الدكتور فاضل السامرائي؛ لتعلموا أنهم يتعاملون مع قواعد اللغة كأنها من وحي السماء أو الأنبياء
وليست محض اجتهاد بشري
وكأنما أبوعمرو والخليل وسيبويه والفراء والكسائي وابن جني أنبياء معصومون، لا يرام جنابهم
 
لم تبين لنا نص كلامك من كلام السامرائي ، فلو وضعت كلام السامرائي بين قوسين حتى يتميز كلامه.
وهذا الذي قلتَه لا جديد فيه وفيه أخطاء أبينها للقارئ حتى يعلم سبب سؤالي ، ولا يظن أنني أعارض لمجرد المعارضة .

إيراد كلام الشافعي في سياق الاستدلال على فوات معظم قواعد اللغة ومفرداتها على أهل اللغة غير صحيح، فكلمة الشافعي لا تدل عليه. والشافعي قال في مقدمة كتاب الرسالة :
(لسانُ العرب أوسعُ الألسنة مذهباً، وأكثرُها ألفاظاً؛ ولا نعلمُ أن يحيط بجميع عِلْمِه إنسان غير نبيّ؛ ولكنه لا يذهبُ منه شيء على عامَّتها، حتى لا يكونَ موجوداً فيها مَنْ يعرِفه، والعلمُ به عند العرب كالعِلم بالسّنة عند أهلِ الفقه، لا يعلمُ رجلٌ جميعَ السنن فلم يذهب منها عليه شيء، وإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السّنن. وإذا فرّق عِلْم كلِّ واحد منهم ذهب عليه الشيءُ منها، ثم ما ذهب منها عليه موجودٌ عند غيره، وهم في العلم طبقاتٌ منهم الجامعُ لأكْثَره وإن ذهب عليه بعضُه، ومنهم الجامعُ لأقلَّ مما جمع غيرُه، وليس قليلُ ما ذهب من السُّنن على مَنْ جمع أكثرَها دليلاً على أن يطلبَ عِلمه عند غير أهل طبقته من أهلِ العلم؛ بل يَطلبُ عند نُظرائه ما ذهب عليه، حتى يُؤتى على جميع سنن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي، فتفرَّد جملة العلماء بجملتها وهم درجات فيما وعوا منها، وهذا لسانُ العرب عند خاصّتِها وعامتها لا يذهبُ منه شيءٌ عليها ولا يُطْلبُ عند غيرها، ولا يعلمُه إلاّ من قبله منها، ولا يَشْرَكها فيه إلاّ من اتَّبعها، وقبِله منها، فهو من أهل لسانها، وعِلْمُ أكثر اللسان في أكثر العرب أعمُّ من عِلْم أكثر السّنن في العلماء).. الرسالة ص 42-44
وقال ابنُ فارس في كتاب الصاحبي :( باب القول في لغة العرب وهل يجوز أن يحاط بها : قال بعض الفقهاء : (كلام العرب لا يحيط به إلا نبي) وهذا كلام حَرِيٌّ أن يكونَ صحيحاً، وما بَلَغَنا أن أحداً ممنْ مَضَى ادَّعى حفظَ اللغة كلِّها؛ فأما الكتابُ المنسوب إلى الخليل، وما في خاتمته من قوله:( هذا آخرُ كلام العرب) فقد كان الخليلُ أورعَ وأتقى للّه جل ثناؤه من أن يقول ذلك).
فكلام الشافعي لا يدل على تضييع العلماء للغة وحفظها ، وإِنَّما يدل على أنه لا يستقل بحفظها واحدٌ منهم ، غير أنها لا تفوت على مجموعهم . وهذا يتعارض مع قولك أو قوله :(هذه اللغة العظيمة البحر المتلاطم، والعباب الزاخر لن يحصر قواعدها ملء الأرض من مثل نحاتنا ولغويينا القدامى).
وهذا كلام مرسلٌ لا دليل عليه، وفيه استخفاف بعلماء اللغة وأهل النحو، والتمثيل ببعض الأخطاء التي لا يسلم منها أهل علم من العلوم لا يكفي في تأييد هذه المقولة الإنشائية .
وقولك أو قوله :(فهم - مع إجلالنا لهم - قد وقعوا في خطأ شنيع، وهو لي أعناق النصوص لتطويعها لقواعدهم، ولذا رفض جمهرتهم الاحتجاج بالقراءات - فضلا عن الحديث - حتى لقد قال المازني في نافع " ولم يكن يدري ما العربية" وذلك قراءة (معائش) وهو يقصد قواعد اللغة والنحو، لا العربية اللغة. وكل قواعدهم إنما هي استقراء لا استقصاء، ومثال لا حصر).
هل كل العلماء لووا أعناق النصوص لتطويعها لقواعدهم ؟ الجواب : لا بالتأكيد ، وإنما وقع في ذلك بعضهم لأسباب مختلفة .
والقول بأن جمهرتهم رفض الاحتجاج بالقراءات غير صحيح أبداً، وهو كلام مرسل لا دليل عليه، وإنما وقع ذلك من بعضهم وهم قلة قليلة رفضت الاحتجاج ببعض القراءات، وقد ردَّ عليهم النحويون، واستقر الأمر على صحة الاحتجاج بالقراءات القرآنية، وكُتِبَت في ذلك مؤلفات معاصرة مُفردة، وأن القراءات إذا صحت فهي حجَّة. ولذلك فقول المازني إن صح عنه لا حجة فيه فهو قول له وليس قول (جمهرتهم) كما تقول .

وقولك أو قوله :(وكل قواعدهم إِنَّما هي استقراء لا استقصاء، ومثال لا حصر) غير صحيح أيضاً ، فهناك الكثير من القواعد النحوية واللغوية فيها استقصاء وحصر ودقة، ومنها ما هو من باب الاستقراء التام ومنها ما هو من باب الاستقراء الناقص الذي يحتج به ويصح البناء عليه. وليس بناء بعض قواعد النحو أو اللغة على الاستقراء بقادحٍ فيها، وقد وَفَتْ هذه القواعدُ بضبط اللغة كلَّ هذه القرون.
وما كان لمثلك - وأنت الدارس للغة- أن ترسل مثل هذا الكلام إرسالاً، وكان الأولى بك أن تكتب كتابة علمية محررة يستفيد منها القارئ بدل إلقاء الكلام على عواهنه هكذا ، وتدافع عن قواعد اللغة التي نزل بها القرآن بدل أن تطعن في استقامة قواعدها.
وأعود فأقول : أين هو الجديد في كلام السامرائي ؟
هل هو القول بأن اللغة أوسع من أن يحيط بها أحد بمفرده ؟ هذه قديمة .
أم هو اتهام جمهرة أهل النحو بأنهم يلوون أعناق النصوص لتوافق قواعدهم وأنهم لا يحتجون بالقراءات والحديث ؟ هذه كذلك تهمة أصلها قديم وهو أن بعضهم كان يفعل ذلك وقد يكون الجديد فيها تعميم هذه التهمة . أم هو الزعم بأنهم لا يحتجون بالقراءات والحديث ؟ فهذه قديمة أيضاً .
أم قوله :(وكل قواعدهم إِنَّما هي استقراء لا استقصاء، ومثال لا حصر) ؟ فهذا تعميم غير صحيح .
 
فعلا عندك كل الحق
كان ينبغي أن أوثق هذه الآراء،
فنظرة إلى ميسرة
 
يضاف إلى ما سبق وزن (فُعَلاء)؛ قال ابن درستويه في تصحيح الفصيح:
(( .... واسمه الثؤباء على وزن: العرواء والعدواء والرحضاء، وهي بناء فيه معنى المبالغة )).
 
أبا مالك حفظك الله وجزاك الله عنا خيرا ...
هل يمكن أن يزاد على هذه الصيغ [ الألف والنون] في نحو قولهم : [رباني] لعظيم الانتساب للرب سبحانه ... و[لحياني] لعظيم اللحية ؟
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
آمين وإياك يا أخي الكريم.
نعم يمكن أن يزاد ذلك يا أخي الكريم، ولكنه قليل مسموع، لكنه منصوص لأهل العلم كما في المشاركة الأولى.
 
سبحان الله ... لم أنتبه مطلقا لما جاء في المشاركة الاولى ... ذلك أن هذه الصفحة فتحت مباشرة على مشاركتكَ حفظكَ الله ...
جزاك الله خيرا ... وسامحني لو أثقلت عليكَ بالنظر في إشكال إعرابي كنت قد طرحته على ملتقى أهل اللغة ... وهذا رابطه ربط الله على قلبك http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?p=21802#post21802
 
وفقك الله وسدد خطاك
كيف تكون نافية والسياق يأباه؟ وكذلك فالفعل بعدها مجزوم والنافية لا تجزم.
 
سبب ما وقع لي من إشكال هو ما قاله الشيخ أحمد الحازمي حفظه الله تعالى
في الدرس السادس من شرحه المطول على [ثلاثة الأصول] لشيخ الإسلام ابن عبد الوهاب رحمه الله
قال حفظه الله :
[لما أثبت أن المساجد لله مختصة لله بالمعبود الحق فحينئذٍ رتب عليه النفي ،
فقال : ﴿ فَلَا تَدْعُوا ﴾ ، أو النهي قولان ، سواء كان بمعنى الـ ( لا ) هنا نافية ، أو ناهية ،
والنفي أبلغ من النهي عند البيانيين ، لماذا ؟ لأن النهي يكون في المستقبل .
لا تدعوا : في المستقبل ، والماضي ؟ ليس داخلاً في الكلام ،
لكن إذا قيل :﴿ فَلَا تَدْعُوا ﴾ يعني لا تقع العبادة لا في زمن الماضي ، ولا في زمن المستقبل .
فدل على العموم ، فالنفي يشمل الماضي ، والمستقبل ، وأما النهي فيشمل المستقبل فقط ، بأن يختص بالمستقبل ،
ولا يدخل فيه الماضي ، ﴿ فَلَا تَدْعُوا ﴾ نقول : لا هذه ناهية على الصحيح .]اهـ

فقوله: [قولان] ، وقوله : [على الصحيح] ظاهره أن فيها خلافا

فوقع في صدري حينئذ أنه ربما يكون كالخلاف في نوع [لا] في قوله تعالى :
[واتقوا فتنة لا تصيبن]
فقد نقل ابن هشام رحمه الله في [مغني اللبيب] قولا بأنها ناهية وآخر بأنها نافية

فلذا سألتُ حفظكم الله وبارك فيكم .
 
وفقك الله وسدد خطاك.
يحتمل أن يكون (نفيا) على أنه خطاب للواحد لا للجماعة، وأما كتابة الألف بعدها فهي تأتي أحيانا في رسم المصحف مع المفرد، كما في قوله تعالى: {والله يدعوا إلى الجنة}.
ولكني لم أقف على هذا القول في كتب التفسير، فليحرر.
 
عودة
أعلى