هذه الآية وردت في سياق الحديث عن حال المشركين في الآخرة ، قال تعالى :(وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) )
إلا أن معناها يشمل الجميع ، لأدلة أخرى وردت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية ، من أنه لن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل... الحديث.
وفي القرآن ورد قوله تعالى :(فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) الأعراف 6 ، فلم يستثن أحداً ولم يبين المسؤول عنه ، ومثله قوله تعالى :(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ الحجر : 92-93 ) ، وهذا صريح في إثبات سؤال الجميع يوم القيامة .
وقد بين الله سبحانه وتعالى في آيات أخرى ماهو السؤال الذي سوف يسأله المرسلين في قوله :( يَوْمَ يَجْمَعُ الله الرسل فَيَقُولُ مَاذَآ أُجِبْتُمْ } [ المائدة : 109 ] ، والسؤال الذي سيسأله من أرسل إليهم في قوله :( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَآ أَجَبْتُمُ المرسلين) القصص 65 ، وبين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث عن ماذا سيسأل العبد عنه يوم القيامة .
وقد تعرض الشيخ الشنقيطي في كتابه (دفع إيهام الاضطراب) لهذه المسألة بتفصيل مفيد فليراجع ، وفي أضواء البيان عند تفسيره للآية السادسة من سورة الأعراف .
بقيت مسألة : هل يصح الاستشهاد بهذه الآية في حق المسلمين ؟ للجواب يراجع هذا البحث للدكتور مساعد الطيار