سؤال عن وصف القران ب ( الكريم )

إنضم
21 فبراير 2015
المشاركات
31
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
العراق
السلام عليكم
الاخوة الكرام
متى ارتبط وصف القران بالكريم كعنوان ملاصق للقرآن ومنتشر بين الناس؟
ولماذا لم يرتبط بالقرآن وصفا آخر من أوصافه ...
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وصف الله تعالى كتابه بعدة صفات، كالحكيم والعزيز والمبارك والمجيد والعظيم وغيرها، وأما ارتباط القرآن بوصف الكريم دون غيره، فهذا أولا يحتاج إلى استقراء للتأكد من درجة هذا الارتباط، ولعلي أقوم به قريبا إن شاء الله تعالى.
وعلى فرض التسليم لما قلت، فإن الكريم يتضمن معنى البركة والنماء والخير الكثير...ولا ريب أن القرآن له من ذلك القدر العظيم، بل كله بركات: في قراءته فالحرف منه بعشر حسنات، في معانيه وما حواه من العقائد ورغب فيه من الأخلاق والآداب، وما تضمنه من الأخبار والقصص والعلوم...فمن أخذ به وتمسك به كان مباركا ورفع الله قدره وأعلى شأنه في الدارين.
كما قال تعالى{ كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ }-ص-.
وقال جل في علاه وتعالى في سماه:{ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ }، يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تأويلها:" أي: شرفكم وفخركم وارتفاعكم، إن تذكرتم به ما فيه من الأخبار الصادقة فاعتقدتموها، وامتثلتم ما فيه من الأوامر، واجتنبتم ما فيه من النواهي، ارتفع قدركم، وعظم أمركم." اهـــــــــــ.
يقول الإمام الفخر الرازي رحمه الله تعالى في بيان وصف القرآن بالكريم:" لأنه لا يستفاد من كتاب من الحكم والعلوم ما يستفاد منه...فهو كتاب كريم من رب كريم نزل به ملك كريم على نبي كريم لأجل أمة كريمة ، فإذا تمسكوا به نالوا ثواباً كريماً."اهـــــ.
ويقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى في معنى الكريم-كوصف للقرآن-:"أي: كثير الخير، غزير العلم، فكل خير وعلم، فإنما يستفاد من كتاب الله ويستنبط منه."اهـــــــــــ.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يوجد العديد من الأسماء للقرآن الكريم منها الفرقان والقرآن المجيد والقرآن العظيم وغيرها الكثير وقد عددها بعض المتتبعين لموضوع تسميات القرآن الكريم إلى ما يقارب الـ 55 اسما والبعض وصل به العد إلى 90 إسم ، لكن تسمية القرآن الكريم هي أكثر الأسماء استعمالاً وانتشاراً بين الناس .
من الصعب الإجابة على السؤال لماذا انتشر إسم أكثر من الأسماء الأخرى بسبب صعوبة تتبع استعمال الناس له عبر مختلف العصور ، لكن السبب الأكثر ترجيحاً قد يكون تفضيل الخطاطين لهذه التسمية على غيرها من الأسماء ، حيث توجد العديد من نسخ المصاحف بأسماء مختلفة منها القرآن المجيد والفرقان العظيم لكن تفضيل القرآن الكريم جعل عدد المصاحف التي تحمل هذه التسمية أكبر من غيرها والذي ساهم بدوره في ترسيخ الاسم في أذهان الناس .
والله أعلم
 
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
*ليس كل حكيم يكرم الناس بحكمته و ليس كل عليم يكرم الناس بعلمه أما الله سبحانه تعالى يكرم الناس بحكمته و يكرم الناس بعلمه لأنه هو رب كريم.
فلهذا اسم الكريم يدل على أمرين:
١. نزول الخيرات للعباد
٢.اسم شامل لكمال صفات الخيرات كالعلم و الحكمة و البيان ....

​​​​​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(
* الوقفات التدبرية
١- ﴿إِنَّهُۥ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ﴾
أي كرَّمه الله وعزه ورفع قدره على جميع الكتب، وكرَّمه عن أن يكون سحراً أو كهانة أو كذباً، وقيل: إنه كريم لما فيه من كرم الأخلاق ومعالي الأمور، وقيل: لأنه يُكرمُ حافظه ويُعظم قارئه، وحكى الواحدي عن أهل المعاني: أن وصف القرآن بالكريم لأن من شأنه أن يعطي الخير الكثير بالدلائل التي تؤدي إلى الحق في الدين، قال الأزهري: الكريم اسم جامع لما يحمد، والقرآن الكريم يحمد لما فيه من الهدى والبيان والعلم والحكمة [الشوكاني:5/ 160]
٢- ﴿إِنَّهُۥ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِى كِتَٰبٍ مَّكْنُونٍ (٧٨) لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلْمُطَهَّرُونَ﴾
ودلت الآية بإشارتها وإيمائها على أنه لا يدرك معانيه ولا يفهمه إلا القلوب الطاهرة ، وحرام على القلب المتلوث بنجاسة البدع والمخالفات أن ينال معانيَه، وأن يفهمه كما ينبغي [ابن القيم:3/ 120] )
https://tafsir.app/tadabbur-wa-amal/56/91
والله تعالى أعلم .
 
عودة
أعلى