وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وصف الله تعالى كتابه بعدة صفات، كالحكيم والعزيز والمبارك والمجيد والعظيم وغيرها، وأما ارتباط القرآن بوصف الكريم دون غيره، فهذا أولا يحتاج إلى استقراء للتأكد من درجة هذا الارتباط، ولعلي أقوم به قريبا إن شاء الله تعالى.
وعلى فرض التسليم لما قلت، فإن الكريم يتضمن معنى البركة والنماء والخير الكثير...ولا ريب أن القرآن له من ذلك القدر العظيم، بل كله بركات: في قراءته فالحرف منه بعشر حسنات، في معانيه وما حواه من العقائد ورغب فيه من الأخلاق والآداب، وما تضمنه من الأخبار والقصص والعلوم...فمن أخذ به وتمسك به كان مباركا ورفع الله قدره وأعلى شأنه في الدارين.
كما قال تعالى{ كِتَابٌ أَنزلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ }-ص-.
وقال جل في علاه وتعالى في سماه:{ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ }، يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى في تأويلها:" أي: شرفكم وفخركم وارتفاعكم، إن تذكرتم به ما فيه من الأخبار الصادقة فاعتقدتموها، وامتثلتم ما فيه من الأوامر، واجتنبتم ما فيه من النواهي، ارتفع قدركم، وعظم أمركم." اهـــــــــــ.
يقول الإمام الفخر الرازي رحمه الله تعالى في بيان وصف القرآن بالكريم:" لأنه لا يستفاد من كتاب من الحكم والعلوم ما يستفاد منه...فهو كتاب كريم من رب كريم نزل به ملك كريم على نبي كريم لأجل أمة كريمة ، فإذا تمسكوا به نالوا ثواباً كريماً."اهـــــ.
ويقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى في معنى الكريم-كوصف للقرآن-:"أي: كثير الخير، غزير العلم، فكل خير وعلم، فإنما يستفاد من كتاب الله ويستنبط منه."اهـــــــــــ.