سؤال : عن معنى قول الله تعالى : " لا تقولوا راعنا "

إنضم
30/12/2005
المشاركات
393
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الجزائر
قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنَا " سورة البقرة .

قال الإمام البغوي رحمه الله تعالى : " وقيل : هي من الرعونة إذا أرادوا أن يحمقوا إنسانا قالوا له : راعنا بمعنى يا أحمق " .

- هل التي بمعنى : يا أحمق ، هي : " راعنًا " بالتنوين ، أو بتركه ؟

- إذا كان الجواب - كما هو الظاهر - هو : " راعنًا " بالتنوين ، فهل وقف أحدٌ من الإخوة على كلامٍ لأهل اللغة أو التفسير يوافق كلام البغوي رحمه الله تعالى .

فقد بحثتُ فلم أجد إلا أن كلمة " راعنًا " - بالتنوين - بمعنى : حُمقًا ، أي : لا تقولوا حمقًا ، أما أن تكون " راعنا " بمعنى : يا أحمق ، بهذا التركيب ، فلم أجده .

فالرجاء الإفادة حول الموضوع .
 
أخي الكريم :
جاء في كتاب :
تهذيب اللغة ا للأزهري :

(وقال الله-جلّ وعزَّ-: (لاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا) كان الحسن يقرؤها: "لاتقولوا راعِناً" بالتنوين. والذي عليه قراءة القُرّاء: "راعِنَا" غير منون.
وقيل في "راعنا" غير منون ثلاثة أقوال قد فسرناه في معتلّ العين عند ذكرنا المراعاة وما يُشتق منها.
وقيل: إن "راعنا" كلمة كانت تجري مجرى الهُزء فنهى المسلمون أن يلفظا بها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم. وذلك أن اليهود-لعنهم الله-كانوا اغتنموها فكانوا يسبُون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوسهم، ويتسترون من ذلك بظاهر المراعاة منها، فأمروا أن يخاطبوه بالتعزيز والتوقير.
وقيل لهم: (لاتقولوا راعنا) كما يقول بعضكم لبعض وقولوا: انظرنا أي انتظرنا. وأما قراءة الحسن "راعناً" بالتنوين فالمعنى: لاتقولوا: حُمْقا، من الرعونة...) .
 
وجاء فيه ، في المعتل العين :

( وأما قول الله جل وعز: (لاتقولوا راعنا وقولوا انظرنا) فإن الفراء قال هو من الإرعاء والمراعاة.
وقال أبو العباس: راعنا: أي راعنا سمعك أي اسمع منا، حتى نُفَهِّمك وتفهم عنا.
قال: وهي قراءة أهل المدينة. ويصدّقها قراءة أُبي بن كعب: "لاتقولوا راعونا?والعرب تقول: أرْعِنا سمعك، وراعنا سمعك بمعنى واححد. وقد مرّ معنى ما أراد القوم براعنا من باب الرعن والرعونة... ) .
 
قال أبو جعفر الخزرجي {ت582هـ}في "نفس الصباح في غريب القرآن وناسخه ومنسوخه ":
"{راعنا } أي تأملنا ، وكانت اليهود تقول هذه الكلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تظهر أنها تطلب منه المراعاة ، وإنما كانت تريد شتمه
قال بعض أهل اللغة : إنهم أرادوا بها شتمه بالرعونة .
وأخبرني بعض أحبارهم أن هذه اللفظة بلغتهم إنما حقيقتها الكذب وهذا أقرب أن يكون قصدهم ..."
ومعلوم أن أبا جعفر الخزرجي كان أبرز شخصية أندلسية بعد ابن حزم اشتهر بخوض غمار الجدل الديني بين علماء المسلمين بالأندلس و أهل الكتاب
 
جزاكم الله خيرا ..... لعل السؤال لا يزال محتاجا إلى توضيح .

لا يُنكَر تفسير " راعنا " بأنه من الرعونة .... هذا قول موجود في كتب اللغة وكتب التفسير ...

لكن الإشكال أن الإمام البغوي جعل معنى هذه الكلمة " راعنا " أي : يا أحمق ، بهذا التركيب ( أداة النداء ، ومنادى ) .

فهل وافقه أحدٌ من المفسرين أو من أهل اللغة على كلامه هذا ؟ ( أقصد تفسير " راعنا " بـ : يا أحمق - مركبًا - ) .
 
وجاء في كتاب :
شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ج4 ؛
للعلامة نشوان بن سعيد الحميري ؛
في باب الراء والعين وما بعدهما :

قــــال الـشـاعــر:
أبأْنـا بقتـلانـا بسبيـنـا = نساء وجئنا بالهيجان المرعل

المفاعلة:
(ن) قوله عز وجل ( لا تقولوا راعنا).
قيل معناه: انتظرنا _ والمرعاة: الانتظار _ وقيل معناه: أرعنا سمعك؛ أي: استمع منا، ونستمعك _ وقيل: هي كلمة، كانت الأنصار تقولنا في الجاهلية، فنهوا عنها في الإسلام، لأنها مفاعلة بين اثنين، من أرعنا سمعك، ونرعك أسماعنا _ وقيل: راعنا، كلمة كانت اليهود تتساب بها، وهو من: الأرعن، وهو: الأحمق.
ومن قرأ (راعنا) بالتنوين، فتأويلنا ( لا تقولوا حمقا) من القول.
وراعيت الأمر: نظرت إليه؛ أي: إلى أين تصير عاقبته _ وراعيته؛ أي: لاحظته _ والحمير يراعي الحمير؛ أي: يرعى معها.
الافتعال:
(ج) ارتعج؛ أي: تتابع في لمعانه، واضطرابه _ وارتعج ماله؛ أي: كثر _ وارتعج الوادي؛ أي: امتلأ.
(د) ارتعد؛ أي: اضطرب من الرعدة.
(ش) الارتعاش: الاضطراب.
(ص) وارتعصت الحية: تلوت.
 
عودة
أعلى