سؤال عن معنى قوله تعالى :( إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها )

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
فعل كذب يتعدى بنفسه فيقال: كذبت القول وكذبت قائله وكذبت الآيات .
فلماذا عدي هنا بالباء ؟
 
وقد ألمح ابن عاشور هنا إلى أمر ذي بال، فقال: "إن باء التعدية جاءت من باء المصاحبة على ما بينه المحققون من النحاة ، ولأجل هذا الملحظ اعتبر ابن عاشور أن (الباء) في قوله سبحانه: {أفأمنتم أن يخسف بكم} (الإسراء:68) لتعدية {يخسف} بمعنى المصاحبة.

افادت (الباء ) معنى المصاحبة للفعل المتعدي كذب ، انهم كذبوا بايات الله ، فايات الله البينة لم تكن بعيده منهم ( القرب ) فقد كانت معهم دائما ، ومع ذلك فتكذيبهم وغفلتهم كانت مستمره

اخي / محمد ..غنمت وسلمت (انشاء الله تعالى ) في سفرك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والله اعلم
 
أخي عمر
تأملت نقلك كلام ابن عاشور رحمه الله ووجدته موثوقا بالآية في حمل الباء على معنى المصاحبة ، لكن في الآية التي سقتها فإن حملها على المصاحبة بعيد في نظري والله أعلم.
أفلا يحتمل أن يكون هناك كلام مقدر بمعنى : والذين كذبوا من أرسلنا بآياتنا واستكبروا عنها..
وترى السياق يؤيد هذا المعنى في كل الآيات التي وردت في القرآن التي عدي فيها فعل كذب بالباء للآيات ؟
 
بسم1

ذكر ابن هشام النحوي أن حرف (الباء) في اللغة يفيد أربعة عشر معنى، وذكر لمعظمها شاهداً أو شاهدين من القرآن ( انتهى ) اقول : الاختلاف في معانيها لاباس به ويقع كثيرا بين العلماء ، ولكن علينا ان نحدد ذلك المعنى اولا ، والسياق القراني يشهد للمعنى المحدد ، وياتي ذلك في ظني قبل القول بتقدير شي ، ولو سلمنا افتراضا بصحة اختيارك ، اخي محمد ..
ما هو المعنى الذي ذهبت اليه ( اقصد معنى الباء في الاية ) .

والله اعلم
 
التضمين ،، اقول : لما لا! وملاحظه جيده منك اخي محمد ...
و السؤال ماهو المعنى المتضمن في المتعدي ( كذب ) ، شرط ان يكون هذا المعنى يتعدى ( بالباء ) ، او كيف القول في مثل هذه الحالة ، وكيف الرد على كلام ابن عاشور السابق ان المتعدى ، قد يتعدى بحرف المعنى ، ولاحاجة لنا هنا بالقول ( بالتضمين ) ، وفي كلي الحالتين (الباء للتعدية) ونواجه هنا بالسؤال الاتي .. ماذا عدت الباء ؟ .

والله اعلم
وجزاك الله خيرا
 
أنقل لك عن السمين الحلبي عند تفسيره لقوله تعالى ( عينا يشرب بها عباد الله )
قوله: { يَشْرَبُ بِهَا } في الباءِ أوجهٌ، أحدُها: أنَّها مزيدةٌ، أي: يَشْرَبُها، ويَدُلُّ له قراءةُ ابنُ أبي عبلةَ " يَشْرَبُها " مُعَدَّى إلى الضمير بنفسِه. الثاني: أنها بمعنى " مِنْ ". الثالث: أنها حاليةٌ، أي: مَمْزوجةٌ بها. الرابع: أنها متعلقَةٌ بـ " يَشْرَبُ ". والضميرُ يعودُعلى الكأس، أي: يَشْرَبون العَيْنَ بتلك الكأسِ، والباءُ للإِلصاق، كما تقدَّم في قولِ الزمخشري. الخامس: أنه على تَضْمين " يَشْرَبُون " معنى: يَلْتَذُّون بها شاربين. السادس: على تَضْمينِه معنى " يَرْوَى " ، أي يَرْوَى بها عبادُ اللَّهِ. وكهذه الآية في بعضِ الأوجهِ قولُ الهُذَلي:
شَرِبْنَ بماءِ البحرِ ثم تَرَفَّعَتْ متى لُجَجٍ خُضْرٍ لهنَّ نَئيجُ
انتهى .
وعلى هذا يكون التكذيب في الآية التي نحن بصددها قد تضمن الكفر ، فيكون المعنى : كذبوا رسلنا كافرين بآياتنا .
والله أعلم .
 
محمد عبدالله آل الأشرف ، وعلى هذا يكون التكذيب في الآية التي نحن بصددها قد تضمن الكفر ، فيكون المعنى : كذبوا رسلنا كافرين بآياتنا ،والله أعلم

في رايي كلام ، ممتاز
فقد حددت اخي محمد .. الكلمة المتضمنه الا وهي (الكفر) ، لكني اقول : لاحاجة هنا لإدخال كلمة ( رسلنا ) في التضمن ،،

***مجئ كلمتي (الكذب والكفر) مقترنه ب..( اياتنا ) في القران بتكرار ثمان مرات كالتالي:
1. والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون - البقره ٣٩
2. والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم - المائده ١٠
3. والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم - المائده ٨٦
4. والذين كفروا وكذبوا باياتنا فاولئك لهم عذاب مهين - الحج ٥٧
5. وقال الملا من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الاخرة - المؤمنون ٣٣
6. واما الذين كفروا وكذبوا باياتنا ولقاء الاخرة - الروم ١٦
7. والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم - الحديد ١٩
8. والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب النار خالدين فيها - التغابن ١٠

***وجاءت كلمة (الكفر) مع (الايات) في القران ايضا مكرره ثمان مرات كالتالي:
1. ان الذين كفروا باياتنا سوف نصليهم نارا - النساء ٥٦
2. كداب ال فرعون والذين من قبلهم كفروا بايات الله - الانفال ٥٢
3. اولئك الذين كفروا بايات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم - الكهف ١٠٥
4. والذين كفروا بايات الله ولقائه - العنكبوت ٢٣
5. والذين كفروا بايات الله اولئك هم الخاسرون - الزمر ٦٣
6. ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد - غافر ٤
7. هذا هدى والذين كفروا بايات ربهم لهم عذاب من رجز اليم - الجاثيه ١١
8. والذين كفروا باياتنا هم اصحاب المشامة - البلد ١٩

وعليه لاشك ابدا ، ان هناك تضمنا ، كما تفضلت اخي محمد ، وان الكلمة
المتضمنه هي ( الكفر) فكان تكذيبا مع كفر وكان حرف الجر ( باء) لتعدية
( المعنى المتضمن ) الي المفعول به ( اياتنا ) .​
[ ك ف ر ]. ( فعل : ثلاثي لازم ، متعد بحرف ). كَفَرَ ، يَكْفُرُ ، مصدر كُفْرٌ ، كُفْرَانٌ

فيكون تقدير معنى التضمن في الايه وقوله تعالى ( كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ) كالاتي - والعلم عند الله ، وكما دلت عليه الايات :
1- كفروا باياتنا
2- كفروا وكذبوا باياتنا
كفروا هي المعنى المتضمن في كلمة كذبوا ، فندرك ونستشعر هذا الترابط والامتزاج القائم بين كفرهم وتكذيبهم ..

والله اعلم
وختاما ..لك الشكر اخي محمد ، على هذا الموضوع، الذي استفدت منه كثيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته​
 
نعم ، الراجح أن المعنى : إن الذين كذبوا وكفروا بآياتنا ..
والله أعلم بمراده .
جزاك الله خيرا .
 
عودة
أعلى