سؤال عن كتاب :(إحياء علوم الدين) للغزالي رحمه الله.

إنضم
19/08/2004
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ورد في احد المنتديات ما يلي" أبو حامد الغزالي ( 450 – 505 ) وهو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي , حجة الإسلام ولد في الطابران , قصبة طوس بخرسان وتوفي بها . رحل إلى نيسابور ثم إلى بغداد , فالحجاز , فبلاد الشام , فمصر ثم عاد إلى بلدته .
لم يسلك الغزالي مسلك الباقلاني ’ بل خالف الأشعري في بعض الآراء وخاصة فيما يتعلق بالمقدمات العقلية في الاستدلال , وذم علم الكلام وبين أن أدلته لا تفيد اليقين كما في كتبه ( المنقذ من الضلال , التفرقة بين الإيمان والزندقة ) وحرم الخوض فيه فقال ( لو تركنا المداهنة لصرحنا بأن الخوض في هذا العلم حرام ) اتجه نحو التصوف , واعتقد أنه الطريق الوحيد للمعرفة .
وعاد آخر حياته إلى السنة من خلال دراسة صحيح البخاري .

متى كان الغزالى حجة الاسلام وقد كتب فى احياء علوم الدين مالم يكتبه يهودى او نصرانى ليدمر الاسلام مثلما فعل ذلك الرجل
ومتى عاد الغزالى الى النهج الصحيح واذا كان الامر كذلك لماذا لم يامر بحرق كتاب الضلال
اماتة علوم الدين التى قال فى احد كلماته لان ترى ابا يزيد مرة واحدة خير لك من ان ترى الله سبعين مرة وغيرها وغيرها من الطوام الكبرى

الم يضع الغزالى باب كاملا بعدم تزويج المريد ونسى ان الحديث الشريف يقول النكاح من سنتى ومن رغب عن سنتى فليس منى

وقال ايضا
ان الغزالى عندما مات ترك قصرا وبيتا كبيرا به حديقة وبستان بعدما تكلم عن الزهد بكلام
ما طبقه هو اولا بنفسه ولايستطيع رجل على وجه الارض ان يطبقه

يااخى لا يستطيع احد على وجه الارض ان يحجم رحمة الله
ولكن التوبة لها شروط واول شروط التوبة الاقلاع عن المعصية فمتى رجع هذا الرجل
وامر بتحريق هذا الكتاب ومتى تبراء مما كتبه

ان كتب الضلال بما فيها الانجيل المحرف لو جمعت منذ عهد ادم ووضعت فى كفة ووضع احياء
علوم الدين فى كفة لفاقها هذا الكتاب الذى ضيع امم باكملها

وايضا
هذه بعض المنقولات للعلماء فى كتاب الاحياء :

-. قال عنه "محمد بن علي بن محمد بن حَمْدِين القرطبي (ت 508ه‍ـ): إنَّ بعضَ من يعظ ممن كان ينتحل رسمَ الفقهِ ثم تبرأ منه شغفاً بالشِّرعةِ الغزّالية والنحلةِ الصوفيَّةِ أنشأ كرَّاسةً تشتمل على معنى التعصب لكتاب "أبي حامد" إمام بدعتهم. فأين هو مِن شُنَع مناكيرِه، ومضاليلِ أساطيِره المباينةِ للدين؟ وزعم أنَّ هذا مِن علم المعاملة المفضي إلى علم المكاشفةِ الواقعِ بهم على سرِّ الربوبيَّةِ الذي لا يسفر عن قناعه، ولا يفوز باطلاعه إلا مَن تمطَّى إليه ثبج ضلالته التي رفع لها أعلامها، وشرع أحكامها أ.ه‍ـ

-قال عنه "محمد بن الوليد الفهري الأندلسي الطرطوشي" (ت 520هـ‍): فأمّا ما ذكرتَ مِن "أبي حامد"؛ فقد رأيتُه، وكلَّمتُه، فرأيتُه جليلاً مِن أهل العلم، واجتمع فيه العقل والفهم، ومارسَ العلومَ طولَ عُمُرِه، وكان على ذلك معظم زمانه، ثم بدا عن طريق العلماء، ودخل في غِمار العمَّال، ثم تصوَّف، وهجر العلومَ وأهلَها، ودخل في علوم الخواطر، وأرباب القلوب، ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة، ورموز "الحلاَّج"، وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كاد أن ينسلخ مِن الدين! فلمَّا عمل " الإحياء": عمَد يتكلم في علوم الأحوال، ومرامز الصوفية، وكان غيرَ أنيسٍ بها، ولا خبيٍر بمعرفتها، فسقط على أمِّ رأسه، وشحن كتابه بالموضوعات.أ.ه‍ـ ‍

- وقال "أبو الفضل القاضي عياض بن موسى" (ت 544هـ‍): والشيخ أبو حامد ذو الأنباء الشنيعة، والتصانيف الفظيعة، غلا في طريقةِ التصوُّفِ، وتجرَّد لنصر مذهبهم، وصار داعيةً في ذلك، وألَّف فيه تواليفه المشهورة -(أي: الإحياء)- أُخذ عليه فيها مواضعُ، وساءتْ به ظنونُ أمَّةٍ، والله أعلم بسرِّه، ونَفَذَ أمرُ السلطان عندنا وفتوى الفقهاء بإحراقها والبعد عنها فامتُثِل لذلك.

ومما نسب إلى الغزالي قوله : [ ليس في الإمكان أفضل مما كان]
أي ليس في إمكان الله خلق العالم بأفضل مما هو عليه الآن !!

قال ابن حزم : ( ومن قال إنه ليس عند الله أصلح مما عمل بنا....فهو كافر) اهـ
ولقد أعترف البيجوري بصحة نسبة هذه العبارة إلى الغزالى !

واخيرا
الا تدرى ان اخو الغزالى كان رجل يعمل عمل قوم لوط وضبط وهو يسرق اموالا من خزانة الدولة فى زمانه
كيف تدافع عن الغزالى الذى ضيع الاسلام والمسلمين
والله لو كان الامر بيدى لقبل ان ابداء بالشيعة واليهود لابداء باحراق جميع كتب الاحياء للغزالى الموجودة على وجه الارض
"أ.هـ

ارجو الافادة وجزاكم الله خيرا
 
أخي الكريم

دعك من هذه النقول المستلة من الكتب ، واقرأ سيرته من كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي ، ففيها كنوز ثمينة تمثل منهجاً علمياً في تراجم الرجال . وعهدي بها قديم ، ولكني أذكر أن ترجمة الذهبي للغزالي ولابن حزم تعتبر من التراجم الحافلة القيمة .
فاقصد البحر ، وخل القنوات !!

ولعلك تتحفنا ببعض الدرر التي سطرها الحافظ الذهبي رحمه الله .
 
لقد زادت حيرتي .... حيث أني كنت منذ مدة طويله أرغب في شراء كتاب إحياء علوم الدين ولكن قرأت أن به بعض الأمور التي لا توافق الشرع وأنه تم إحراقه في بعض الدول فصرفت النظرعن الكتاب ..... ومع مرور الوقت شعرت أني إن قرأته سأستفيد بما فيه من خير وأترك الباقي وخاصة بعدما سمعت من تأثر كثير من المشايخ به وأنه أفادهم أو غير مجرى حياتهم فعزمت على شرائه مجددا ولكن بعد شهر رمضان وذلك حتى أعكف على قراءته بلا توقف والآن وبعد أن قرأت هذا الكلام الخطير زادت الحيرة وزادت وزادت؟؟؟
ولكن بصفتي مسلمة وليس لها خبرة بهذه الأمور فإني أعتقد أن مسائل التكفير هذه مسائل خطيرة وليس بسهولة أن يلج فيها المسلم
ثم إن أبو حامد قد مضى إلى رب كريم لا يظلم أحدا فهلا نتوقف عن هذه الأمور ؟؟؟
وكذلك ليس من مصلحة المسلمين الآن أن نشغلها ونشغل أنفسنا بتقييم إنسان صار له مئات السنين من سكان المقابر ...ونحن لا نزال نختلف هل كفر أم لا ؟؟ ولا نزال متوقفين بذات الزمن لا ننظر للأمام ولا نحاول ان نوجهه طاقاتنا الفكريه بما يخدم أمتنا أو حتى نحاول أن نطور من واقعنا أو نصنف مؤلفات تكون معينا لأحفادنا بما يناسب زماننا ...
وأنا فعلا مازلت في حيرة من أمري ... وسأصلي الإستخارة ولكن إن كان عندكم ما ينفعني وينقذني من هذه الحيرة فسأكون لكم شاكرة
ملاحظة بيت الشعر الذي في التوقيع به خلل وهو قول خبيب بن عدي والصواب
ولست أبالي حين أقتل مسلما ..... على أي جنب كان في الله مصرع
 
الأخت الكريمة هداية : هناك تهذيب جيد لكتاب إحياء علوم الدين للمحقق الجليل عبدالسلام هارون رحمه الله بعنوان (تهذيب إحياء علوم الدين) في مجلدين.
وأشكر الشيخ أبا مجاهد على تعقيبه وتوجيهه.
 
قدم الشيخ / أحمد الحربي رسالة علمية ( دكتوراه ) في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ، وعنوانها هو( أصول الدين عند أبي حامد الغزالي ) ، وهي موجودة في مكتبة جامعة الإمام ، قسم الرسائل العلمية ، وقد اطلعت عليها ،
وخلاصتها :
أن الغزالي لم يثبت على قول واحد ، وسبب ذلك كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أن عنده من الذكاء والطلب مايتشوف به إلى طريقة خاصة الخلق ، ولم يقدر له سلوك طريق خاصة هذه الأمة من السلف الصالح ، وهذا كما هو أخبر به عن نفسه .
ومن ثم أصبح الغزالي يكتب لثلاث فئات مختلفة ، كل مايناسبه ، وذلك لأنه كان يعتقد أن الإنسان الكامل له ثلاث مذاهب :
1- مذهب بحسب التقليد .
2- مذهب بحسب الشائع أو المذهب الذي ينسب إليه .
3- مذهب بحسب اعتقاده هو بينه وبين نفسه وبين خاصته .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 6/54 : (( والغزالي في كلامه مادة فلسفية كبيرة بسبب كلام ابن سينا في " الشفا " وغيره ؛ " ورسائل إخوان الصفا " وكلام أبي حيان التوحيدي . وأما المادة المعتزلية في كلامه فقليلة أو معدومة كما أن المادة الفلسفية في كلام ابن عقيل قليلة أو معدومة وكلامه في " الإحياء " غالبه جيد لكن فيه مواد فاسدة : مادة فلسفية ومادة كلامية ومادة من ترهات الصوفية ؛ ومادة من الأحاديث الموضوعة. )) انتهى .
وقال أيضاً في 4/63 : (( وتجد أبا حامد الغزالي - مع أن له من العلم بالفقه والتصوف والكلام والأصول وغير ذلك مع الزهد والعبادة وحسن القصد وتبحره في العلوم الإسلامية أكثر من أولئك - يذكر في كتاب " الأربعين " ونحوه كتابه : " المضنون به على غير أهله " ؛ فإذا طلبت ذلك الكتاب واعتقدت فيه أسرار الحقائق وغاية المطالب وجدته قول الصابئة المتفلسفة بعينه قد غيرت عباراتهم وترتيباتهم ومن لم يعلم حقائق مقالات العباد ومقالات أهل الملل يعتقد أن ذاك هو السر الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وأنه هو الذي يطلع عليه المكاشفون الذين أدركوا الحقائق بنور إلهي . فإن أبا حامد كثيرا ما يحيل في كتبه على ذلك النور الإلهي وعلى ما يعتقد أنه يوجد للصوفية والعباد برياضتهم وديانتهم من إدراك الحقائق وكشفها لهم حتى يزنوا بذلك ما ورد به الشرع . وسبب ذلك أنه كان قد علم بذكائه وصدق طلبه ما في طريق المتكلمين والمتفلسفة من الاضطراب . وآتاه الله إيمانا مجملا - كما أخبر به عن نفسه - وصار يتشوف إلى تفصيل الجملة فيجد في كلام المشايخ والصوفية ما هو أقرب إلى الحق ؛ وأولى بالتحقيق من كلام الفلاسفة والمتكلمين والأمر كما وجده لكن لم يبلغه من الميراث النبوي الذي عند خاصة الأمة من العلوم والأحوال : وما وصل إليه السابقون الأولون من العلم والعبادة حتى نالوا من المكاشفات العلمية والمعاملات العبادية ما لم ينله أولئك . فصار يعتقد أن تفصيل تلك الجملة يحصل بمجرد تلك الطريق حيث لم يكن عنده طريق غيرها لانسداد الطريقة الخاصة السنية النبوية عنه بما كان عنده من قلة العلم بها ومن الشبهات التي تقلدها عن المتفلسفة والمتكلمين حتى حالوا بها بينه وبين تلك الطريقة . ولهذا كان كثير الذم لهذه الحوائل ولطريقة العلم . وإنما ذاك لعلمه الذي سلكه والذي حجب به عن حقيقة المتابعة للرسالة . وليس هو بعلم وإنما هو عقائد فلسفية وكلامية كما قال السلف : " العلم بالكلام هو الجهل " ؛ وكما قال أبو يوسف : " من طلب العلم بالكلام تزندق " . ولهذا صار طائفة ممن يرى فضيلته وديانته يدفعون وجود هذه الكتب عنه حتى كان الفقيه أبو محمد بن عبد السلام - فيما علقه عنه - ينكر أن يكون " بداية الهداية " من تصنيفه ؛ ويقول : إنما هو تقول عليه مع أن هذه الكتب مقبولها أضعاف مردودها والمردود منها أمور مجملة وليس فيها عقائد ولا أصول الدين . وأما " المضنون به على غير أهله " فقد كان طائفة أخرى من العلماء يكذبون ثبوته عنه وأما أهل الخبرة به وبحاله فيعلمون أن هذا كله كلامه لعلمهم بمواد كلامه ومشابهة بعضه بعضا ولكن كان هو وأمثاله - كما قدمت - مضطربين لا يثبتون على قول ثابت . لأن عندهم من الذكاء والطلب ما يتشوفون به إلى طريقة خاصة الخلق ولم يقدر لهم سلوك طريق خاصة هذه الأمة الذين ورثوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم العلم والإيمان وهم أهل حقائق الإيمان والقرآن - كما قدمناه - وأهل الفهم لكتاب الله والعلم والفهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباع هذا العلم بالأحوال والأعمال المناسبة لذلك كما جاءت به الرسالة .
ولهذا كان الشيخ " أبو عمرو بن الصلاح " يقول - فيما رأيته بخطه - : أبو حامد كثر القول فيه ومنه . فأما هذه الكتب - يعني المخالفة للحق - فلا يلتفت إليها . وأما الرجل فيسكت عنه ويفوض أمره إلى الله . ومقصوده : أنه لا يذكر بسوء لأن عفو الله عن الناسي والمخطئ وتوبة المذنب تأتي على كل ذنب وذلك من أقرب الأشياء إلى هذا وأمثاله ولأن مغفرة الله بالحسنات منه ومن غيره وتكفيره الذنوب بالمصائب تأتي على محقق الذنوب فلا يقدم الإنسان على انتفاء ذلك في حق معين إلا ببصيرة لا سيما مع كثرة الإحسان والعلم الصحيح والعمل الصالح والقصد الحسن . وهو يميل إلى الفلسفة لكنه أظهرها في قالب التصوف والعبارات الإسلامية . ولهذا فقد رد عليه علماء المسلمين حتى أخص أصحابه أبو بكر بن العربي فإنه قال : " شيخنا أبو حامد دخل في بطن الفلاسفة ثم أراد أن يخرج منهم فما قدر " . وقد حكي عنه من القول بمذاهب الباطنية ما يوجد تصديق ذلك في كتبه . ورد عليه أبو عبد الله المازري في كتاب أفرده ورد عليه أبو بكر الطرطوشي ورد عليه أبو الحسن المرغيناني رفيقه رد عليه كلامه في مشكاة الأنوار ونحوه ورد عليه الشيخ أبو البيان والشيخ أبو عمرو بن الصلاح وحذر من كلامه في ذلك هو وأبو زكريا النواوي وغيرهما ورد عليه ابن عقيل وابن الجوزي وأبو محمد المقدسي وغيرهم . )) انتهى .
[/size]
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني في الله

اعتذر اليكم عن اثارة هذا الموضوع
ولكن ماحدث هو ان الموضوع اثير في احد المنتديات وكنت ابحث عن ردود كافية

ولكن نصحني بعض الاخوة بعدم الرد .... فجزاهم الله خيرا

شيخنا ابو مجاهد :ساحاول باذن الله نقل الترجمة

اختنا :هداية تم التصيحي وجزاكم الله خيرا

المشرفون :شكرا على تعديل الاسم
 
أحبابنا الكرام الكتاب طبع أخيراً بطبعة جميلة شيقة جذابة في مجلدين فقط فيها إحياء علوم الدين للإمام مجدد القرن الخامس الإمام الغزالي رحمه الله ومعها كتاب تخريج الحافظ العراقي لأحاديث الكتاب وأيضاً كتاب الإملاء على الإحياء للغزالي ط دار السلام
ولا يقدح في الكتاب بعد ذلك إلا من قد قسى قلبه فأصبح كالحجارة .
وكم من ذو نعمة محسود رحم الله الإمام الغزالي وسائر علماء المسلمين المخلصين.
من درر الإمام الغزالي
قال الغزالي: لما رأيت أصناف الخلق قد ضعف إيمانهم إلى هذا الحد بهذه الأسباب
( سبب من الفلاسفةـ ومن أدعياء التصوف ـ ومن ادعياء التعليم ـ وسبب من معاملة الموسمين بالعلم.)
ورأيت نفسي لازمة مجتهدة ملبة بكشف هذه الشبه ، حتى كان فضح هؤلاء أيسر عندي من شربة الماء لكثرة خوضي في علومهم وطرقهم أنقدح في نفسي أن ذلك متعين في الوقت محتوم. فماذا تغنيك العزلة وقد عم الداء
ومرض الأطباء وأشرف الخلق على الهلاك ؟
...................................................................
قالت نفسه: متى تشتغل أنت بكشف الغمة ومصادمة الظلمة والزمان زمان الفترة والدور دور الباطل ؟ ولو اشتغلت بدعوة الخلق إلى الحق لعاداك أهل الزمان جميعهم وأنى تقاومهم فكيف تعايشهم ولا يتم ذلك إلا
بزمان مساعد ــــــــــــــ وسلطان متدين قاهر ؟
فترخصت بيني وبين الله تعالى بالأستمرار على العزلة تعلالاً بالعجز عن إظهار الحق بالحجة .

فقدر الله تعالى فأمر السلطان أمر إلزام بالنهوض إلى نيسابور لتدارك هذه الفتنة .
فخطر لي أن سبب الرخصة قد ضعف فلا ينبغي أن يكون ملازمتك العزلة طلباً للكسل والراحة وطلب عز النفس وصونها عن أذى الخلق .(( ألم ،أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون )).........
..........................

إلى أن قال : فشاورت في ذلك جماعة من أطباءالقلوب فاتفقوا على الإشارة بترك العزلة
والخروج من الزاوية وانضاف إلى ذلك منامات من الصالحبن كثيرة متواترة تشهد بأن هذه الحركة مبدأ خير.قدرها الله على رأس هذه المائة وقد وعد الله بإحياء دينه على رأس كل مائة . فاستحكم الرجاء وغلب حسن الظن بهذه الشهادات ويسر الله الحركة إلى نيسابور في ذي القعدة سنة 499هـ وبلغت مدة العزلة
إحدى عشرة سنة. ....
ثم قال: وأنا أعلم أني وإن رجعت إلى نشر العلم فما رجعت ، فإن الرجوع عود إلى ما كان ، وكنت في ذلك الزمان أنشر العلم الذي يكسب الجاه ، وأدعوا إليه بقولي وعملي وكان ذلك قصدي ونيتي ،[color=FF0000]
وأما الأن فأدعو إلى العلم الذي به يترك الجاه ويعرف به سقوط رتبته.
هذا الآن قصدي ونيتي ويعلم الله ذلك مني وأنا أبغي أن أصلح نفسي وغيري . ولا أدري أأصل إلى مرادي أم أخترم دون غرضي؟ولكني أومن إيمان يقين ومشاهدة أنه لاحول ولا قوة إلا بالله وأني لم أتحرك لكنه حركني ، وأني لم أعمل ولكنه استعملني ، فأسأله أن يصلحني أولاً ثم يصلح بي.
ويهديني ثم يهدي بي. وأن يريني الحق حقاً ويرزقني اتباعه ، ويريني الباطل باطلاً ويرزقني اجتنابه.
.......... رسالة سبب نشر العلم بعد الإعراض عنه................................

وقفات سريعة مع الرسالة:
1ـ سعة فقه الإمام الغزالي مما جعل تصحيح أحوال الأمة أيسر عنده من شربة الماء.
2ـ الفقه قبل التعبد والعزلة.
3ـ عسر الدواء لمن عرف الداء معرفة جلية فعكف يداوي نفسه (11) سنة .
4ـ بعد هذه المدة الطويلة يتردد في ترك العزلة وهذا دليل على لذة المراقبة بل المعاينة التي وجدها في العزلة.
5ـ من عظيم فضل االتعبد والعزلة إحتقار النفس ومعرفة دائها ودواءها .
6ـ حسن الأدب مع اصحابه فاستشارهم في أمر لا يخفاه فقهه أدب معهم وحفظاً لطيب المعشر.
7ـ وقفات الإمام مع نفسه وطول عذله لها وإلجامها عن رغباتها.
8ـ الفرق بين حال الإمام قبل العزلة وبعدها من حيث أحوال الباطن.
أين نحن من حالاً قريباً من حال الإمام فكم من نفس تتشوف لحب الظهور وكم من حب لفضول المخالطة
وكم من تصدر للمجالس ولما نريش بعد . أخيراً أسأل الله أن يبلغنا أعلى مقامات الإحسان فضلاً منه وتكرماً وأن يرزقنا الإقتداءبسير المحسنين وأن يثبتنا على صراطه المستقيم .وصلى الله وسلم
على أعظم خلقه سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه .[/color]
 
يقول ابن تيمية في درء التعارض " أن الغزالي قد ألقى بنفسه في بطون الفلاسفة فلما أراد أن يخرج منهم لم يقدر " لكن هل هذا القول يعني كفران الغزالي .. على أن الغزالي يقول عن نفسه " إنما أنا مزجا البضاعة " وهذا القول لا يعني بطريقة أو بخرى أنه كافر أو حتى أنه مخطي .. أما بالنسسبة لما نقل عن الغزالي من أنه قد ذم علم الكلام في منقذه من الضلال فهذا قول خداج وفهم خداج إذ يقول الغزالي في علم الكلام " فصادفته علما وافيا بمقصوده غير واف بمقصودي وإنما مقصوده حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها عن تشويش أهل البدع .. ثم يقول بعد ذلك بعدما ذكر أهل الفتن .. فأنشأ الله تعالى طائفة من المتكلمين وحرك دواعيهم لنصرة السنة بكلام مرتب يكشف عن تلبيسات أهل البدع المحدثة .... ثم يقول بعد ذلك فيهم أي أهل علم الكلام " فقد قام طائفة منهم بما ندبهم الله تعالى إليه فأحسنوا الذب عن السنة والنضال عن العقيدة ... ولعمر الله لا أجد في هذا الكلام ما يسيء لعلم الكلام .. أما قوله " فوجدته وافيا لمقصده غير واف لمقصدي " نعم ذلك لأن الغزالي كما ذكر ابن تيمية أن عنده من الذكاء ما يتشوف به إلى طريقة خاصة .. ولا ضير في هذا الأمر مع رجل كالغزالي من حيث الهمة والعلم والغاية .. ولكل من يروم معرفة فكر الغزالي فليقرأ منقذه من الضلال .. وحسسبي من الإطالة هذه الأخيرة ..
 
أما بالنسبة للإحياء .. ففيه الغث والسمين ونفعه أكثر من ضره .. وكان ابن القيم وشيخه ابن تيمية إذا ما ذكرا كتاب الإحياء يسميانه " أجل كتب الغزالي "أما بالنسبة لما نسب للغزالي من أنه قاتل " ليس بالإمكان أفضل مما كان " فهذا قول الهزيلية وهم من المعتزلة والهزيلية أتباع أبي الهزيل ومن مذهبهم أن خالقية الله منتهية إلى حد أي أنه لا يقدر أن يخلق شيئا آخر .. ولا أعرف والله كيف يمكن أن يتصور مسلم أن الغزالي بغزارة علمه وسعة فكره يقول هذا القول والله تعالى لا يئوده شيء وهو على كل شيء قدير ..أما بالنسبة للرواية التي ذكرها الغزالي من أن رؤية أحد الصالحين خير من رؤية الله مائة مرة .. فهذا الكلام وكل كلام على شاكلته من أهل التصوف والعارفين له ضاهر ليس كباطن ففي رواية مشابهة ..أنه زار قبر أبا يزيد البسطامي ملك فسأل هل بقي أحد من أصحاب أبي يزيد فأشاروا لشيخ وقالوا هذا آخر أصحاب الشيخ فلما جلسس الملك إليه سأله ما تذكر من أقوال أبي يزيد فقال الشيخ أن أبا يزيد قال من رآني لا يدخل النار .. فانتفض الملك مغاضبا وقال كيف وأبو لهب رأى محمد .. فقال له الشيخ ياهذا .. أبو لهب كان يرىى يتيم أبو طالب ولم يكن يررى رسول الله محمد .. وأحسبها قد تبينت فكرة - من رآني لا يدخل النار - .. على أن الله تعالى يقول { ومنهم من ينضر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون } وهل كل رؤية رؤية .. بالتأكيد لا إذ الرؤية التي قصدها أبو يزيد تلك الرؤية التي تحرك في القلب باعث الإيمان وهذا الباعث يفضي للهداية وهذه الهداية تنجي من النار .. وهذه هي فلسفة - من رآني لا يدخل النار - .. على أن الذي بين أهل التصوف وخصومهم لا يتعدى ثلاث كلمات - من ذاق عرف - .. والحمد لله رب العالمين ..
 
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
للأطلاع على كلام الذهبي في الموضوع انظر المجلد 19/339
رأي الشيخ الألباني في الموضوع في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1/18
 
جزى الله الإخوة الذين دفعوا الشبهة ، و دافعوا عن إمام جليل من كبار أئمة المسلمين ، و يكفيه مدحا و تعديلا إطباق أئمة علوم الشرع على تلقيبه " حجة الإسلام الغزالي " ، و ما كان خوضه في الكلام في الفلسفة إلا لدحض دعاوى المبطلين و رد شبههم - بنفس بضاعتهم - دفاعا عن الدين ، و إن كان بعض من جاء بعده - ممن لم يعش في عصره ، و لم يشهد الشبه التي انبرى الإمام الغزالي لكشفها و نفيها - قد أخذوا عليه أنه ساهم في نشر الفلسفة و غيرها من علوم الكلام بقيامه بالاستدلال بها في دحض شبهات اصحابها ضد الإسلام ، وهذا مجرد رأي ، ولم يبدعه أحد من الأئمة المنصفين ، فضلا عن أن يرميه بالضلال أو أن يكفر ه، بل أقروا بفضله و علمه ، فتأمله .

وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه سيكون في هذه الأمة في آخرها من يلعن أوائلها ، و قد وقع ما أخبر عنه صلى الله عليه و سلم ، وما رمي الإمام الغزالي بما تقدم ذكره إلا مثل على ذلك .

رحم الله الإمام أبي حامد الغزالي رحمة واسعة ، و جزاه عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء ، و حسبك في تعديله و الثناء عليه تلقيبه ب " حجة الإسلام " من أئمة الإسلام .
ألم تدع هذه التسمية من في قلوبهم بغضاء إلى التفكر في دلالتها ؟
إن كل أو جل من اتهموا الغزالي - ممن ذكر آنفا - كان دافعه الهوى و التعصب لرأي ما ، أو لم يقرأ كتاب " إحياء علوم الدين " ، و إنما سمع من منتقديه من غير اطلاع ، و هذا لا يصح مع علو مكانة المنتقد ، و مع علو كبر الاتهام . وقد كان الأجدر بالمدعين عليه بالباطل أن يتفكروا في اختياره لعنوان كتابه : إحياء علوم الدين
* و مما يحزن المرء ذيوع اتهام كثير من أئمة الإسلام بالباطل ، من غير تثبت أو تحقق ، انتصارا لمذهب من المذاهب ، و كذا رمي الأحاديث النبوية الشريفة - التي صححها أئمة علوم الحديث - بالضعف ؟

إنه لم يكد يسلم لنا حديث شريف من الطعن فيه ، بدعوى قول قيل في أحد رواته ، بغير تحقيق أو تمحيص ، و ذلك بدعوى " تخريج " الأحاديث ، فإن ذكرت لهم ما قاله الأباني مثلا في مثل بعض هؤلاء من " المخرجين " المعاصرين : من قلة البضاعة و الهوى و حب الشهرة ، أعرضوا ، و لووا رؤسهم .بل تطاولوا و جهلوا في القول ، بمثل ما طفح منهم في حق إمام جليل مثل " حجة الإسلام الغزالي " / فكيف تتوقع من تطاولهم على من دونه بدرجات ؟
 
التعديل الأخير:
و حسبك في بيان بهتان الضالين ، الذين يرمون الإمام أبي حامد الغزالي بالضلال - بل و الكفر - باحتجاج أئمة كبار مثل ابن حجر و النووي بآرائه الفقهية في كتابيهما : " فتح الباري " و " المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج " ، بل ذكر الذهبي في كتابه " تذكرة الحفاظ " أن الغزالي يعد مجدد الإسلام في المائة الخامسة - هو و جماعة - و كذا قال السيوطي ، فتأمله

فهل هؤلاء جهال ، أم غيرهم هم الجهال ؟
و في مقالة تالية سأبين ذلك إن شاء الله تعالى
 
ارجو من الاخوان مراجعة ترجمة الغزالي في الطبقات الكبرى للسبكي فقد دحض العديد من الافتراءات حوله. وكذلك ترجمته في كتاب هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس للكيلاني . والامام الغزالي بين مادحيه وناقديه للشيخ يوسف القرضاوي.وتعليق د.عبدالحليم محمود على المنقذ من الضلال.

أما اتهام الغزالي بأنه دخل في بطون الفلاسفة ولم يستطع ان يخرج فهي مقولة تلميذه ابن العربي وللعلم فإن شيخ الاسلام ابن تيمية عندما رد على الفلاسفة في كتابه منهاج السنة النبوية كان ينقل كلام الغزالي في تهافت الفلاسفة حرفا بحرف حتى الامثلة التي ضربها الغزالي كان ينقلها بنفسها !

ولمراجعة ذلك ينظر كتاب الله والدين والعالم د.جلال شرف فقد ناقش بينهما .

كما أن قول الغزالي بضاعتي مزجاة كان يتكلم عن الفلسفة لانه لم يدرسها على شيخ بل قرأ كتبهم

أما من انتقد الغزالي من القدماء فبعضهم لم يقرأ كتب الغزالي اصلا كالامام المازري بل نقل اليه كلام وبنا عليه نقده
اما ما وقع في المغرب من تحريق للاحياء لانه بدأ كتابه بالهجوم علي الفقهاء الذين اتخذوا الفقه غاية بدل الاخرة وذمهم اشد الذم (انظر كتاب العلم من الاحياء9
والاحياء له مختصرات كثيرة لابن الجوزي وابن قدامة وجمال الدين القاسمي وصالح الشامي وعبدالسلام هارون وغيرهم يستطيع الشخص قراءتها اذا كان لديه تحفظات على الاصل .
كما أن الغزالي في اصول الدين ترك الاخذ بالتأويل في الصفات في اخر كتاب الفه في علم الكلام وهو الجام العوام عن علم الكلام وقد الفه قبل وفاته بخمسة عشر يوما.
مع العلم بأن كتب الغزالي من اركان علم اصول الفقة عند اهل السنة حتى ان ابن قدامة في روضة الناظر كان ينقل عنه دون ان يذكر اسمه

يراجع موقع الامام الغزالي للنظر في كتبه ومعرفة ما كتب عنه .
 
و هاكم تلك المقالة التي آثرت أن أنشرها مستقلة في هذا القسم من الملتقى - لخصوص موضوعها - و وضعتها هنا أيضا ليتكامل السياق و يترابط بعضه ببعض ، و فيها بيان لبطلان ما ادعي على الإمام الغزالي من منكر القول ، بما صرح هو بنقيضه في كتابه " إجياء علوم الدين " ، و كفى بكلامه شاهدا له :





--------------------------------------------------------------------------------

اختلف الناس في حكمهم على الإمام أبي حامد الغزالي ، و ذلك الاختلاف عائد إلى ما رمي به ذلك الإمام الجليل من مفتريات باطلة ، كان دافعها الحقد و الحسد ، أو الجهل و عدم التثبت ، أو الخلاف المذهبي و التعصب المذموم ، و يكفينا في تعديل الغزالي و توثيقه ما قاله الإمام الذهبي في ترجمته له في كتابه " سير أعلام النبلاء " ، قال :

" الشيخ الإمام البحر ، حجة الإسلام ، أعجوبة الزمان ، زين الدين ، أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الشافعي الغزالي ، صاحب التصانيف و الذكاء المفرط ، تفقه ببلده أولا ، ثم تحول إلى نيسابور في مرافقة جماعة من الطلبة ، فلازم إمام الحرمين ، فبرع في الفقه في مدة قريبة ، و مهر في الكلام و الجدل حتى صار عين المناظرين ، و أعاد للطلبة ، و شرع في التصنيف " . ( ج 19 / ص 322 و 323 ).

*******************

ومما دعاني للكتابة في شأنه - رضي الله عنه - ما قرأته في هذا الملتقى من سؤال عنه ، و ما رماه به بعض المبطلين من ضلال و كفر ، و العياذ بالله ، و قد رددت و دفعت عنه تلك الأباطيل و الأضاليل ، امتثالا لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار " رواه أبو داود ، و أخرجه الترمذي و حسنه .

و إذا كان هذا في حق عامة المسلمين ، فهو في حق خاصتهم و أئمتهم أولى ، و إذا كان ذلك في أعراضهم فهو في دينهم و معتقدهم أولى و أعلى .

- و قد آثرت أن تكون هذه المقالة منفردة عن ردي و كلامي المتقدم ، لأذكر مثلا واحدا لبطلان ما رمي به الغزالي - رحمه الله - ثم نقله النقلة من غير تحقق و لا تثبت ، فظلموه و أساءوا إليه ، و توارث الناس ذلك الحط من قدره - بل و النيل من دينه و عقيدته - و ها كم ما نقله أبو المظفر يوسف في كتاب له ، و حكاه عنه الذهبي ، قال :

(( ولأبي المظفر يوسف سبط ابن الجوزي في كتاب رياض الأفهام في مناقب أهل البيت " قال :
ذكر أبو حامد في كتابه " سر العالمين وكشف ما في الدارين " فقال في حديث { من كنت مولاه فعلي مولاه } : أن عمر قال لعلي بخ بخ أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة ، قال أبو حامد : وهذا تسليم ورضى ، ثم بعد هذا غلب عليه الهوى حبا للرياسة وعقد البنود وأمر الخلافة ونهبها فحملهم على الخلاف فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ،
وسرد كثيرا من هذا الكلام الفسل الذي تزعمه الإمامية ،
وما أدري ما عذره في هذا ؟
والظاهر أنه رجع عنه وتبع الحق فإن الرجل من بحور العلم والله أعلم .

هذا إن لم يكن هذا وضع هذا و ما ذاك ببعيد ، ففي هذا التأليف بلايا لا تطيب )) . (سيرأعلام النبلاء ، 19 / 328 )


********************

و هذا الرأي صحيح ، و لا يعقل صدوره عن إمام وصف بمجدد الإسلام في المائة الخامسة ، و ها كم دليل بطلان نسبته إليه ، و كذب عزوه له ، فقد صرح بنقيض ذلك في كتابه " إحياء علوم الدين " - و الكتاب بين يدي الآن ، و أنا أنقل منه ، و ليس من أسطوانة (c.d ) ، قال :

" و أن يعتقد فضل الصحابة - ي الله عنهم - و ترتيبهم ، و أن أفضل الناس بعد النبي صلى الله عليه و سلم : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، رضي الله عنهم ، و أن يحسن الظن بجميع الصحابة ، و يثني عليهم كما أثنى الله عز و جل و رسوله صلى الله عليه و سلم و عليهم أجمعين .
فكل ذلك مما وردت به الأخبار ، و شهدت به الآثار ، فمن اعتقد جميع ذلك ، موقنا به ، كان من أهل الحق و عصابة السنة ، و فارق رهط الضلال و حزب البدعة ، فنسأل الله كمال اليقين ، و حسن الثبات في الدين لنا و لكافة المسلمين برحمته ، إنه أرحم الراحمين ، و صلى الله على سيدنا محمد و على كل عبد مصطفى " . انتهى كلام الإمام الغزالي هنا . ( إحياء علوم الدين ، الجزء الأول ، صفحة 161 ، طبعة دار الشعب ، القاهرة ) .

* فهل يستقيم كلامه الوضيء هذا مع ما نسب إليه من باطل مما نقله أبو المظفر آنفا ؟ اللهم لا، ثم لا ، ثم لا .

و قد أورد الإمام الغزالي كلامه المذكور في ( كتاب قواعد العقائد ) - في إحياء علوم الدين - قال : و فيه أربعة فصول ، و جعل الفصل الأول ( و الذي نقلنا منه ما تقدم ) : " في ترجمة عقيدة أهل السنة في كلمتي الشهادة ، التي هي أحد مباني الإسلام " .(1 / 154 ) .

فهل يعقل عاقل لديه ذرة عقل أن من جعل عمر رضي الله عنه مقدما في الفضل و المرتبة علي علي كرم الله وجهه - و رضي الله عنهما و عن الصحابة أجمعين - أن يكون قد قال فيه أنه نهب الخلافة من سيدنا علي ؟
فهذا و الله كلام مدسوس عليه ، و منحول و متقول عليه ، و دليل ذلك ما أوردناه من كلامه ، بل من معتقده الذي هو معتقد كل مسلم صحيح الإيمان .

بل انظر ما قاله في ( الركن الرابع في السمعيات و تصديقه صلى الله عليه و سلم فيما أخبر عنه ) - قال : و مداره على عشرة أصول - قال في الأصل السابع :

" أن الإمام الحق - بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم - أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، رضي الله عنهم " . ( الإحياء ، 1 / 201 ).

و قال في الأصل الثامن :
" أن فضل الصحابة رضي اتلله عنهم على حسب ترتيبهم في الخلافة " ( 1/202 )

**********************

فهذا مثل لما افتروه من قول باطل تقولوه على الإمام الغزالي ، و زيفه واضح ، كما بيناه مما صرح هو بخلافه ، و الحال كذلك في بقية ما أنكر عليه من أقوال ظاهرة البطلان مما سنبين حقيقتها بعد إن شاء الله تعالي 0

و لاندعي لأحد عصمة من اتلخطأ ، و الأمر كما قال الإمام الذهبي :

" الغزالي إمام كبير ، و ما من شرط العالم أنه لا يخطئ " . (سيرعلام النبلاء ، 19 / 339 )
 
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

و "الإحياء" فيه فوائدُ كثيرةٌ، لكنْ فيه مواد مذمومةٌ، فإنَّه فيه مواد فاسدة مِن كلام الفلاسفة، تتعلق بالتوحيد، والنُّبوة والمعاد، فإذا ذكر معارفَ الصوفية كان بمنـزلة مَن أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثيابَ المسلمين وقد أنكر أئمة الدين على "أبي حامد" هذا في كتبه، وقالوا: مرضه "الشفاء"، يعني "شفاء ابن سينا" في الفلسفة، وفيه مع ذلك مِن كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنَّة...
 
هناك تهذيب جيد لكتاب إحياء علوم الدين للمحقق الجليل عبدالسلام هارون رحمه الله بعنوان (تهذيب إحياء علوم الدين) في مجلدين.

استسمح الشيخ عبد الرحمن في هذه المشاركة :

إن عبد السلام هارون عالم جليل ومحقق مبدع رحمه الله ، وكان له الأثر الواضح في كتب أهل العلم . ولقد رأيت صنيعه في إحياء علوم الدين ويا ليته لم يحذف شيئا من أصل الكتاب فقد نص على أنه حذف الأحاديث الضعيفة في الإحياء - ولا يخفى على طلبة العلم وجود الأحاديث الضعيفة بله الموضوعة في الإحياء -، وإبقاء الكتاب بنصه كما صنفه المؤلف أفضل مع شيء من الترتيب والتعليق إن احتاج الأمر إلى ذلك .

ويبقى صنيع عبد السلام هارون نافع لمن ليس لديه القدرة في تمييز الحديث الصحيح من غيره ، ولمن ليس لديه الرغبة في قرآءة أصل الكتاب . والله أعلم .
 
ما جاء في هذا الرابط في شأن الإمام الغزالي لا يصح ، لعداوة قائله له ، و الجرح الذي مرجعه الخلاف و التعصب المذهبي - كما هو هنا - غير معتبر عند الأئمة المعتبرين المنصفين ، و انظر إلى ذلك الكلام المنقول لتعلم عدم صحته ، قال صاحبه :
[ ومع تقدم الغزالي في العلوم إلا أنه كان مُزْجَى البضاعة في الحديث وعلومه ، لا يميز بين صحيح الحديث وسقيمه قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله – : " فإن فرض أن أحداً نقل مذهب السلف كما يذكره (الخارج عن مذهب السلف ) ؛ فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف كأبي المعالي وأبي حامد الغزالي وابن الخطيب وأمثالهم ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يُعَدَّونَ به من عوام أهل الصناعة فضلا عن خواصها ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف البخاري ومسلماً وأحاديثهما إلا بالسماع كما يذكر ذلك العامة ، ولا يميزون بين الحديث الصحيح المتواتر عند أهل العلم بالحديث ، وبين الحديث المفترى المكذوب ، وكتبهم أصدق شاهد بذلك ، ففيها عجائب . وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترف بذلك ، إما عند الموت ، وإما قبل الموت ، والحكايات في هذا كثيرة معروفة ... هذا أبو حامد الغزالي مع فرط ذكائه وتألهه ومعرفته بالكلام والفلسفة وسلوكه طريق الزهد والرياضة والتصوف ينتهي في هذه المسائل إلى الوقف والحيرة ويحيل في آخر أمره على طريقة أهل الكشف ... " مجموع الفتاوى ج4 ص71] .

انتهى الاقتباس
- و هو قول عجيب ،
فما علينا إلا الرجوع إلى كتاب " تلخيص الحبير " للحافظ ابن حجر - و هو من هو في علوم الحديث - لنرى كم ذكر و استشهد بأقوال الإمام الغزالي في الأحاديث ؟
و كذا الحال في تفسير القرآن الكريم ، حيث احتج ابن كثير بقول الغزالي ، و أكثر ابن حجر من النقل عن الغزالي في كتابه " فتح الباري " ، و كذا فعل الكثير من الأئمة ،
* فهل كان كل هؤلاء خاطئين أم كانوا كلهم غافلون ؟؟

_ إن العدل و الإنصاف يدعونا لأن لا نغمط الناس حقهم ،

*** و أقول للإخوة : أليس من الواجب على المسلم أن يستريح لبراءة أخيه المسلم مما نسب إليه بغير حق ، أم يجعل كل همّه تلمس كل ما فيه شبهة لحقت بحقه ؟

- فما بالك إذا كان ذلك المرء المسلم إماما كبيرا من أئمتهم ، و شهد له بذلك كبراؤهم ؟
- و ما بالك إذا ثبت بطلان الافتراءات التي ألصقت بذلك الإمام الذي عدَه السيوطي و كذا الذهبي من
" مجددّي المائة الخامسة " ؟

*قال عزَ من قائل :
{ يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين للَه شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } . [ المائدة : 8 ]
هذا أمر الله ،

فأيّكم على يقين مما سيقوله يوم الحساب عندما يختصمه الغزالي للًَه عزَ و جلَ ؟
 
ومن العدل والانصاف عدم القاء الكلام جزاف دون ذكر الشواهد ؟؟

فأين الامثلة من كتاب ابن حجر" تلخيص الحبير "

مع ان الصواب في اسمه هو "التلخيص الحبير"

أو حتى كتاب فتح الباري؟
فأين الامثلة من هذين الكتابين لابن حجر الذي أكثر فيهما من النقل في الجانب الحديثي عن الغزالي

لندع المجال العاطفي قليلاً..

أخشى أن ينطبق وصفك لما جاء في الرابط على تعليقك الاخير!


ثم ان مما جاء في الرابط موثق من كتب الغزالي ،فلايكون التهرب منه بايراد كلام من اثنى على الغزالي !
فليتنبه
 
الغزالي مجدد المائة الخامسة . قاله الأئمة : الذهبي و السيوطي ، و أقره المباركفوري

الغزالي مجدد المائة الخامسة . قاله الأئمة : الذهبي و السيوطي ، و أقره المباركفوري

من خطل القول رمي إمام كبير من أئمة المسلمين بالبدعة بله الكفر - و العياذ بالله - و يظهر فحش ذلك القول الباطل إذا قيل في حق من عدَ من مجددي هذه الأمة ،

و لا خلاف في هذا إلا عند جاهل شديد الجهل و الحمق أو عند حاقد شديد الحقد و الغلِ ،
و هؤلاء لا يلتفت إلى أباطيلهم و أضاليلهم .
هل في ذلك شك ؟

*******************************************

- و في شأن الإمام الغزالي - رحمه الله - شهد له اثنان من الأئمة - و هو عدد كاف في التعديل - بالإمامة بل بكونه ممن " جدد لهذه الأمة دينها " ، على ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الشريف ،

* و قد عدَه الإمام الذهبي و كذا السيوطي ممن جددَ للأمة دينها في المائة الخامسة ، و حكى
المباركفوري في كتابه " عون المعبود بشرح سنن أبي داود " قول السيوطي هذا و أقره
،

ففي شرح الحديث -(سنن أبي داود ج 4 ص 109
حدثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا بن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " . ) - قال :

[ تنبيه آخر
اعلم أنهم قد بينوا أسماء المجددين الماضين ،
وقد صنف السيوطي في ذلك أرجوزة سماها " تحفة المهتدين بأخبار المجددين " ، فنحن نذكرها ها هنا ، وهذه هي :

الحمد لله العظيم المنة المانح الفضل لأهل السنة
ثم الصلاة والسلام نلتمس على نبي دينه لا يندرس
لقد أتى في خبر مشتهر رواه كل حافظ معتبر
بأنه في رأس كل مائة يبعث ربنا لهذى الأمة
منا عليها عالما يجدد دين الهدى لأنه مجتهد
فكان عند المائة الأولى عمر خليفة العدل بإجماع وقر
والشافعي كان عند الثانية لما له من العلوم السامية
وبن سريج ثالث الأئمة والأشعري عدة من أمه
والباقلاني رابع أو سهل أو الاسفراني خلف قد حكوا
والخامس الحبر هو الغزالي وعده ما فيه من جدال
والسادس الفخر الإمام الرازي والرافعي مثله يوازي
والثامن الحبر هو البلقيني أو حافظ الأنام زين الدين
والشرط في ذلك أن تمضي المائة وهو على حياته بين الفئة
يشار بالعلم إلى مقامه وينصر السنة في كلامه
وأن يكون جامعا لكل فن وأن يعم علمه أهل الزمن
وأن يكون في حديث قد روى من أهل بيت المصطفى وقد قوى
وكونه فردا هو المشهور قد نطق الحديث والجمهور
وهذه تاسعة المئين قد أتت ولا يخلف ما الهادي وعد
وقد رجوت أنني المجدد فيها ففضل الله ليس يجحد
وآخر المئين فيما يأتي عيسى نبي الله ذو الآيات
يجدد الدين لهذي الأمة وفي الصلاة بعضنا قد أمه
مقررا لشرعنا ويحكم بحكمنا إذ في السماء يعلم
وبعده لم يبق من مجدد ويرفع القرآن مثل ما بدى
وتكثر الأشرار والإضاعة من رفعه إلى قيام الساعة
وأحمد الله على ما علما وما جلا من الخفا وأنعما
مصليا على نبي الرحمة والآل مع أصحابه المكرمة
انتهت الأرجوزة ] .
 
تنبيهاً على ما كُتِبَ أعلاهُ حولَ كتابِ " إحياء علوم الدين " للإمام الحجة أبي حامد الغزَّالي _ رحمه الله _ أنشرُ هذا المكتوب و أصلُه ردٌ على أحد الإخوة انتقدَ فيه كتابَ الإمام الغزَّالي _ رضي الله عنه _ " إحياءُعلوم الدين " من الجهةِ العلمية ، فكان هذا المكتوب .

_____________________________

أسعدني طرحك الكلامَ عن كتاب أبي حامدٍ الغزَّالي _ رحمه الله _ ( إحياء علوم الدين ) ، و لي وقفاتٌ مع الكلامِ عنه عموماً ، فلعل قلبك يسعُ لها :
الأولى : أن الإمامَ أبا حامد _ رحمه الله _ مشهودٌ له بالعلم الرصين ، و معلومٌ فضلُه عند العام و الخاص ، فهو مقدَّمٌ عند الشافعية في فقههم ، و هو رأسٌ عند السلوكيين في التزكية ، و هذا المقام لا يُجهل لمثله ، و لا يعني أن عدم شمولِه لفنٍّ نُسيانُ تقدُّمه في فنون أُخر .
الثانية : في النظر في كتاب ( الإحياء ) نرى أنه صنفه لغايةٍ مقصودة سعى إليها و بلغ فيها المرتبة التي لم ينلْها أحدٌ بعده فيها ، و هي تصفية النفس و تهذيبها و تزكيتها .
ذلك أن الغزَّالي ألفَ كتباً في ذلك كـ : الإحياء ، و المنهاج ، و رسائلَ صغارٍ و كبار ، و عوَّل الناسُ عليها معتمدين لها .
الوقفة الثالثة : أن الوعظَ يُراعى فيه أموراً في مُراعاتها تتحصَّل للشخص الفائدة المَرْجوَّة من تأليف كتب المواعظ ، و هي :
1_ أن تكون القراءةُ فيها قراءةً وعظية ، لا قراءةً علمية ، لأن المقصود التهذيب و التربية و التزكية ، لا التعليم و التفقيه .
2_ أن إيرادَ الكلامِ فيها متعلِّقٌ بالباطن لا الظاهر ، و لذا فإن أبا حامد _ رحمه الله _ يُرى منه تبيانٌ لهذه الحقيقة ، فهو يُعرِّجُ على الأحكام الظاهرة و يأتي بمقابلها من الأحكام الباطنة ، و ليس هو بِدعاً في ذلك فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ : أصل الدين في الحقيقة : هي الأمور الباطنة من العلوم و الأعمال ، و أن الأعمال الظاهرة لا تنفع بدونها . [ التحفة العراقية 308 ] .
و حتى تعرفَ هذه الحقيقة اقرأ أي كتابٍ لأبي حامد من هذه الجهة فإنك سترى تغيراُ كثيراً تجاه كتابه .
و أبو حامد اعتنى بهذا الجانب _ كما أسلفتُ _ و حرِصَ عليه في كتابه هذا ، و من هذه الأصل كان قولُهم : من لم يقرأ الإحياء فليس من الأحياء ، و بيانها : أن كتابَ اللإحياء فيه وعظٌ للنفس و تهذيبٌ لها ، فإذا قرأه الإنسانُ من جهة الوعظية _ لا العلمية _ أحيتْ فيه ميتاً في الجوف ، و أدتْ له شيئاً من التغير السلوكي الرصين .
و لا يخفى عليك _ بارك الله فيك _ أن المواعظَ ؛ و منها : الترغيب و الترهيب ، يُتساهيل فيها بسرْد الأخبار و الأحاديث .
و من خلال التجربة فإن قراءاتي لكتب أبي حامد بالنظرة الوعظية أفادت أكثر من القراءة لها بالنظرة العلمية .
و لا شك أنه _ رحمه الله _ له زلاتٌ لا يُوافق عليها ، و كذلك له حسنات لابد من الأخذ بها .
و أنصحُ الإخوة بقراءة كتبه التالية و الحرصِ عليها :
1_ الإحياء .
2_ منهاج العابدين إلى جنة رب العالمين ( و هو نفيسٌ للغاية ) .
3_ مكاشفة القلوب المقرب إلى علام الغيوب .
و أنبه إلى القراءة فيها من جهة الوعظ لا العلم .
وفقك الله ، و بارك فيك ، و نفعني و إياك بخيره و فضله .
 
عودة
أعلى