سؤال عن فرق لفظي

ريناد وجدي

New member
إنضم
04/01/2014
المشاركات
12
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
مصر
ما الفرق بين التقوى والإخلاص؟ التوضيح من القرآن أو السنة رجاء
 
بمعنى أدق حتى يتضح سؤالي..
هل ممكن للشخص أن يتقي الله في عمل ولا يخلص فيه؟!
هل هما شيئان منفصلان أم متلازمان
 
بسم الله الرحمن الرحيم


تعريف التقوى : هي امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وهي تتحقق بعبادة الله.
يقول الله تعالى في سورة البقرة: " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون"،
والإخلاص هو إخلاص العبادة لله ، أي تخليص العبادة من كل أنواع الشرك.
يقول الله تعالى:" وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون" الأعراف الآية 29 .
والتقوى لا تكون إلا بالإخلاص، أي أن الإخلاص شرط للتقوى فهما متلازمان؛ لأن الله أمرنا بإخلاص العبادة له كما في الآية ، ولأن التقوى هي امتثال أوامر الله حسب التعريف؛ فصار الإخلاص من شروط ومستلزمات التقوى.
والله تعالى أعلم.
 
هل يصح أن نقول : ولا يفترقان إلا بدليل شرعي
كقوله تعالى ({ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ } (سورة آل عمران 28)
فهذه تقوى مقننه ، ظاهرها المولاة ، ويبقى الاخلاص لله عزوجل في القلب فلا يصح ذهابه أو نقول لايفترقان لدلالة الشارع على صحة هذه التقوى
 
"إلا أن تتقوا منهم تقاة"
ورد في تفسير ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنه قوله:"ليست التقية بالعمل إنما التقية باللسان"، أي مع إخلاص النية في القلب لله وبذلك فالإخلاص والعبادة لا يفترقان حتى في هذه الحالة الاستثنائية التي وردت بالنص ( إلا أن تتقوا منهم تقاة ).
و لأن هذا الاستثناء في موالاة الكافرين جاء ضمن توجيه وترخيص و(أمر من الله) لاتقاء شرهم، وهذا معنى ( تقاة )، فما زال ضمن التقوى التي هي امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، ولذلك هما لا يفترقان، كما أن هناك فرقا بين مفهوم التقوى كمطلب شرعي ومفهوم (تقاة) كمعاملة ومداراة للإعداء.
والله أعلم.
 
وبعد
فاشتراط الاخلاص في التقوى من حيث الكمال اما ظاهر الامتثال فهي بحسب الاعمال، بل وغايتها تحقيق الاخلاص، وقد جاءت بمعنى الاخلاص تعبيرا عن الشىء بغايته في قوله تعالى {فالزمهم كلمة التقوى فكانوا احق بها واهلها} على احد التاويلات في الاية.
كما ان من الفرق الاستعمالي بينهما ان التقوى في اصل اللغة الاجتناب فهي وقاية لصاحبها، ومتعلقها الاعمال لتحقيق كمال الشكر والامتثال {فاتقوا الله لعلكم تشكرون}{ ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} اما الاخلاص فهوا الغاية {وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}
اما اية ال عمران فهي في التقية، والتقوى فيها في تقاه بالمعنى اللغوي الوقاية، او على انها جزء من التقوى العامة بامتثال امر الله في الاية، اما ان تفسر بالمفهوم الشرعي العام للتقوى فامر بعيد وجديد.
والله اعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...اما بعد...جزاكم الله تعالى خيرا وبارك بكم...الاخ الفاضل ريناد..بالنسبة للتقوى.. ذكر ابن كثير في تفسير قوله تعالى(
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ( 102 ) ) قول ابن مسعود اللهم أرض عنه قَالَ : أَنْ يُطَاعَ فَلَا يُعْصَى ، وَأَنْ يُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى ، وَأَنْ يُشْكَرَ فَلَا يُكْفَرُ .

وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ ، [ وَقَدْ تَابَعَ مُرَّةَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ] . )

وعن امير المؤمنينﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ طﺎﻟﺐ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﻪ: "ھﻲ اﻟﺨﻮف ﻣﻦ اﻟﺠﻠﯿﻞ واﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺘﻨﺰﻳﻞ واﻻﺳﺘﻌﺪاد ﻟﯿﻮم اﻟﺮﺣﯿﻞ واﻟﺮﺿﺎ
"ﻣﻦ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﯿﻞ)
ولشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى تعريف مشهور للتقوى وهو(التقوى اسم جامع لكل
مايحبه الله تعالى ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة....).
اما الاخلاص فهو من مستلزمات التقوى لاتصح الا به...(
للحديث الذي رواه النسائي عن أبي أمامة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا شيء له) فأعادها ثلاث مرات، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا شيء له) ثم قال: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغى به وجهه.) ولهذا فإن التقوى والاخلاص متلازمان....اما الآية التي ذكرها الاخ الغالي عمر فإنها عن الفتنة في الدين وليست عن تقوى الله تعالى
.....والله تعالى اعلم.



 
جزاكم الله خيرا.
سؤال أخر..
إن كان القلب هو ما يفكر ويفقه ويعزم ويجزم بالإرادات فما الفرق بينه وبين الصدر ؟

كما في قوله تعالى: (ﻗُﻞْ ﺇِﻥْ ﺗُﺨْﻔُﻮﺍ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺻُﺪُﻭﺭِﻛُﻢْ ﺃَﻭْ ﺗُﺒْﺪُﻭﻩُ ﻳَﻌْﻠَﻤْﻪُ ﺍﻟﻠَّﻪ)

فوجدت تفسير الرازي رحمه الله:

ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺒﻮﺍﻋﺚ ﻭﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ، ﻓﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ‏( ﺇﻥ ﺗﺨﻔﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭﻛﻢ ‏) ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ : ﺇﻥ ﺗﺨﻔﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ؟ .
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭ ، ﻓﺠﺎﺯ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺼﺪﺭ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ : ‏( ﻳﻮﺳﻮﺱ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ‏) ‏[ﺍﻟﻨﺎﺱ : 5 ‏] ﻭﻗﺎﻝ : ‏( ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻤﻰ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻌﻤﻰ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ‏) ‏[ﺍﻟﺤﺞ : 46 ‏] .

فلم يجيب ولكن ألقى الضوء أن هناك فرق بين الصدر والقلب .. فإن كان الصدر أعم من القلب فما وجه عموميته من جهة الأفعال؟
 
عودة
أعلى