سؤال عن عبارة لم أفهمها في كتاب منهج الاستنباط للشيخ الوهبي.

أم الأشبال

New member
إنضم
30/06/2004
المشاركات
503
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد :

العبارة:
"مثال ذلك : قال تعالى :
( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) [ المسد :4]
استنبط الشافعي منها وغيرها صحة أنكحة الكفار .
ووجه الاستنباط أن الله تعالى أضاف النساء إليهم ، وحقيقة الإضافة تقتضي زوجية صحيحة ، والأصل قي الإطلاق الحقيقة ، وهذا الاستنباط مبني على أن جميع ما ذكره الله تعالى في كتابه من الألفاظ فهي على الحقيقة ." أهــ

السؤال:
هل بالفعل هذا الاستنباط مبني على أن جميع ما ذكره الله تعالى في كتابه من الألفاظ فهي على الحقيقة ؟

 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الأشبال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد :

العبارة:
"مثال ذلك : قال تعالى :
( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) [ المسد :4]
استنبط الشافعي منها وغيرها صحة أنكحة الكفار .
ووجه الاستنباط أن الله تعالى أضاف النساء إليهم ، وحقيقة الإضافة تقتضي زوجية صحيحة ، والأصل قي الإطلاق الحقيقة ، وهذا الاستنباط مبني على أن جميع ما ذكره الله تعالى في كتابه من الألفاظ فهي على الحقيقة ." أهــ

السؤال:
هل بالفعل هذا الاستنباط مبني على أن جميع ما ذكره الله تعالى في كتابه من الألفاظ فهي على الحقيقة ؟


إذا كان يقصد الحقيقة التي هي مقابل المجاز ، بمعنى أنه ليس في القرآن مجاز ، فهذه المسألة معروف أنها محل خلاف بين أهل العلم.

 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الأشبال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد :

العبارة:
"مثال ذلك : قال تعالى :
( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) [ المسد :4]
استنبط الشافعي منها وغيرها صحة أنكحة الكفار .
ووجه الاستنباط أن الله تعالى أضاف النساء إليهم ، وحقيقة الإضافة تقتضي زوجية صحيحة ، والأصل قي الإطلاق الحقيقة ، وهذا الاستنباط مبني على أن جميع ما ذكره الله تعالى في كتابه من الألفاظ فهي على الحقيقة ." أهــ

السؤال:
هل بالفعل هذا الاستنباط مبني على أن جميع ما ذكره الله تعالى في كتابه من الألفاظ فهي على الحقيقة ؟


إذا كان يقصد الحقيقة التي هي مقابل المجاز ، بمعنى أنه ليس في القرآن مجاز ، فهذه المسألة معروف أنها محل خلاف بين أهل العلم.


جزاك الله خيرا أخي الفاضل
نبهني كلامك لأمر وهو أنه قد يقصد بما أعبر عنه " بأن ما ذكر في القرآن من أخبار فهو عل الحقيقة "

قال الآمدي:
" قولهم: الاصل في الاطلاق الحقيقة، قلنا: إلا أن يدل الدليل على مخالفته. " أهــ
هذا والله أعلم.
 
الاستنباط

الاستنباط

[FONT=&quot]أظن أن الشيخ د مساعد الطيار لديه ما يقوله حول سؤال الاخت أم الاشبال .
[/FONT]
وأظن يا أخت أم الاشبال أنك تعجلت الامر حينما أقررت أن كل ما ذكر في القرآن من أخبار فهو على الحقيقة ".
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]يقول الشيخ مساعد الطيار حفظه الله في كتابه مفهوم التفسير :[/FONT]
 
[FONT=&quot]يقول الشيخ مساعد الطيار حفظه الله :[/FONT]
[FONT=&quot]يمكنُ تقسيمُ ال[/FONT][FONT=&quot]استنباط[/FONT][FONT=&quot] من الآياتِ إلى أقسامٍ:[/FONT]
[FONT=&quot]أوَّلاً- ال[/FONT][FONT=&quot]استنباط[/FONT][FONT=&quot] من النص الظَّاهرِ الذي لا يحتاج إلى تفسير:[/FONT]
[FONT=&quot]وهو على قسمين:[/FONT]
[FONT=&quot]أنْ يكونَ ال[/FONT][FONT=&quot]استنباط[/FONT][FONT=&quot]ُ صحيحًا، ومثاله: ما ذكر السيوطي (ت: 911) في قوله تعالى: ( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ )، قال: ((واستدل به الشافعي على صحة [/FONT][FONT=&quot]أنكحة الكفار[/FONT][FONT=&quot])) (1).[/FONT]
[FONT=&quot]أنْ لا يكون ال[/FONT][FONT=&quot]استنباط[/FONT][FONT=&quot]ُ صحيحًا، ومثاله: [/FONT][FONT=&quot]استنباط[/FONT][FONT=&quot]ُ بعض الصُّوفيَّة جوازَ الرَّقصِ من قوله تعالى: ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ) [ص: 42]، وهذا ال[/FONT][FONT=&quot]استنباط[/FONT][FONT=&quot]ُ غيرُ صحيحٍ، والمعنى المدلول عليه خطأ بذاته، وهو الرَّقصُ، إذ الرَّقصُ لا يجوز أصلاً.[/FONT]
[FONT=&quot]ثانيًا- الاستنباطُ من نص غير ظاهر يحتاج إلى تفسير:[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا النوع يكون الاستنباط منه بعد بيان المعنى، أي: التفسير، وهو على أقسام:[/FONT]
[FONT=&quot]أن يكونَ التفسيرُ صحيحًا، والاستنباطُ صحيحًا، وهذا كثيرٌ جِدًّا.[/FONT]
[FONT=&quot]ومثاله: ما استنبطه ابن عطيَّةَ الأندلسيُّ (ت: 542) من قوله تعالى: ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) [ص: 29]، قال: ((وظاهرُ هذه الآيةِ يقتضي أنَّ التَّدبُّرَ من أسبابِ إنزالِ القرآنِ، فالتَّرتيلُ إذًا أفضلُ لهذا، إذ التَّدبُّرُ لا يكونُ إلاَّ مع التَّرتيلَِ)) (1).[/FONT]
[FONT=&quot]أن يكونَ التفسير صحيحًا، والاستنباط غير صحيح.[/FONT]
[FONT=&quot]ومثاله: ما استنبطَه ابنُ عطيَّةَ الأندلسيُّ (ت: 542) من قولِه تعالى: ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) [الشورى: 49، 50]:، فبعد تفسيرِه للآيةِ تفسيرًا صحيحًا، قال: ((وهذه الآيةُ تَقْضِي بفسادِ وجودِ الخُنْثَى المُشْكِلِ)) (2).[/FONT]
[FONT=&quot]والآية لا تدلُّ على ما قالَه، ولم تنفِ وجوده، وإنَّمَا تُرِكَ ذكرُ الخُنثى المُشكلِ لندرَته وقلَّتِهِ أمامَ هذه الأقسامِ المذكورةِ، واللهُ أعلمُ.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال ابن العربي (ت: 543) - وهو معاصرٌ لابن عطيَّةَ -:[/FONT]
[FONT=&quot](([/FONT][FONT=&quot]...[/FONT][FONT=&quot]أنكرَه قومٌ منْ رءوسِ العوامِ، فقالوا: إنَّه لا خُنْثَى، فإنَّ اللهَ تعالى قسَّمَ الخلقَ إلى ذكرٍ وأنثى.[/FONT]
[FONT=&quot]قلنا: هذا جَهْلٌ باللُّغةِ، وغباوةٌ عنْ مَقْطَعِ الفَصَاحَةِ، وقُصُورٌ عن مَعْرِفَةِ سَعَةِ القُدْرَةِ.[/FONT]
[FONT=&quot]أمَّا قدرةُ اللهِ سبحانَهُ، فإنَّه واسعٌ عليمٌ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 
[FONT=&quot]أظن أن الشيخ د مساعد الطيار لديه ما يقوله حول سؤال الاخت أم الاشبال . [/FONT]


وأظن يا أخت أم الاشبال أنك تعجلت الامر حينما أقررت أن كل ما ذكر في القرآن من أخبار فهو على الحقيقة ".



[FONT=&quot]يقول الشيخ مساعد الطيار حفظه الله في كتابه مفهوم التفسير :[/FONT]

حفظ الله تعالى جميع أهل العلم في هذا الملتقى المبارك .
وجيد أنك نقلت ما قاله الشيخ الطيار .
وبالنسبة للمثال المذكور .
الذي أفهمه من قوله تعالى :
من قولِه تعالى: ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ )
أنه لا يمتنع وجود الخنثى المشكل ، ولذلك قال القرطبي:
الله تعالى قال: " لله ملك السموات والارض يخلق ما يشاء ".
فهذا عموم مدح فلا يجوز تخصيصه، لان القدرة تقتضيه.
 
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
نبهني كلامك لأمر وهو أنه قد يقصد بما أعبر عنه " بأن ما ذكر في القرآن من أخبار فهو عل الحقيقة "

قال الآمدي:
" قولهم: الاصل في الاطلاق الحقيقة، قلنا: إلا أن يدل الدليل على مخالفته. " أهــ
هذا والله أعلم.
وهذا مثال والله أعلم .
قال تعالى :
( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ) [ الأنفال:65]
قال ابن عباس:... فكتب أن لا يفر المائة من المائتين .
قال الشافعي :
وهذا كما قال ابن عباس إن شاء الله ، وقد بين هذا في الآية ، وليست تحتاج إلى تفسير .
 
أمثلة

أمثلة

من الامثلة الأخرى التي يجوز فيها الاستنباط :
1- وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
يستنبط من الآية أن الزواج مدعاة الى سعة الرزق
2- وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا
تدل هذه الآية على أن هبة المرأة صداقها لزوجها بكرا كانت أو ثيبا جائزة ؛ وبذلك قال جمهور الفقهاء كما قال القرطبي وغيره .
وفي قوله تعالى : { فَكُلُوهُ } ليس المقصود هنا صورة الأكل ، وإنما المراد به الاستباحة بأي طريق كان ؛ إلا أن الأكل لما كان أوفى أنواع التمتع بالمال عبر عن التصرفات بالأكل.
وقوله (هَنِيئًا مَّرِيئًا)دل على جواز اتخاذ مال الصداق للشفاء فقد وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : "إذا اشتكى أحدكم شيئا فليسأل امرأته درهما من صداقها ثم ليشتر به عسلا فليشربه بماء السماء ؛ فيجمع الله عز وجل له الهنيء والمريء والماء المبارك". والله أعلم.
أما الامثلة على الاستنباط غير الجائز فاسوق اليكم هذه الامثلة :
1- قوله تعالى ( فلينظر الانسان الى طعامه) فهذا لا يستنبط منه وجوب النظر الى الطعام قبل أن يؤكل . بل الآية توجب التفكر في تعظيم نعم الله تعالى على الانسان
2-في قوله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا.
لا يستنبط من هذه الآية جواز قول أف في حال كون الآباء شباباً . ولكن الآية تتجه الى ما يغلب عليه أمر الآباء حال وصولهم أرذل العمر.
 
جزاكم الله خيرا جميعا هناك عبارة ثانية أشكلت علي :

وليعذرني الشيخ الوهبي إن كنت أثقلت عليه فالكتاب كالأبن لا يحب الكاتب أن يزعجه أحد حوله ، ولكني أدرس وأتمنى أن يدرس الكتاب :

العبارة :

قال الشاطبي :
" فالقرآن على اختصاره جامع ، ولا يكون جامعا إلا والمجموع فيه أمور كلية ؛ لأن الشريعة تمت بتمام نزوله ، لقوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) وأنت تعلم ان الصلاة والزكاة والجهاد وأشباه ذلك لم يتبين جميع أحكامها في القرآن إنما بينتها السنة "
وإذا كان ذلك فيما دل عليه القرآن بدلالة ظاهرة فإن الاستنباط من القرآن كذلك يتنوع إلى استنباطات كلية عامة ، واستنباطات جزئية تختص بمسائل معينة." أهــ

لم أفهم من عبارة الشاطبي أنه قصد " ما دل عليه القرآن بدلالة الظاهر " ؟

فهل من موجه ؟
 
ظاهر النص

ظاهر النص

أختي أم الاشبال :
رغم أننا نتعلم منك ونستفيد من علمك الغزير إلا أنني أحاول ما أوتيت أن أشارك معكم على نيّة طلب العلم والمشاركة المأجورة أن شاء الله تعالى .
أظن يا أختي أن المقصود هنا هي الاحكام العامة التي ليس فيها نصوص تفصيلية مثل أحكام الصلاة والزكاة والحج وغيرها من أحكام . فالقرآن ذكرها على عموميتها وترك للسنّة أمر دقائقها وأحكامها الخاصة.وهذا معنى قوله : ان الصلاة والزكاة والجهاد وأشباه ذلك لم يتبين جميع أحكامها في القرآن إنما بينتها السنة "(وهذا) فيما دل عليه القرآن بدلالة ظاهرة.
يعني ذلك أننا اذا قرأنا قوله تعالى ( وأقيموا الصلاة) فإننا نسنبط منها حكماً عاماً وهو فرضيّة الصلاة ووجوبها.
أما اذا قرأنا قوله تعالى ( ولكل واحد منهما السدس ) فإننا نستنبط حكماً مخصوصاً محدوداً يخص جزئية معينة بظروف معينة وهكذا . والله تعالى أعلم

 
أختي أم الاشبال :
رغم أننا نتعلم منك ونستفيد من علمك الغزير إلا أنني أحاول ما أوتيت أن أشارك معكم على نيّة طلب العلم والمشاركة المأجورة أن شاء الله تعالى .
أظن يا أختي أن المقصود هنا هي الاحكام العامة التي ليس فيها نصوص تفصيلية مثل أحكام الصلاة والزكاة والحج وغيرها من أحكام . فالقرآن ذكرها على عموميتها وترك للسنّة أمر دقائقها وأحكامها الخاصة.وهذا معنى قوله : ان الصلاة والزكاة والجهاد وأشباه ذلك لم يتبين جميع أحكامها في القرآن إنما بينتها السنة "(وهذا) فيما دل عليه القرآن بدلالة ظاهرة.
يعني ذلك أننا اذا قرأنا قوله تعالى ( وأقيموا الصلاة) فإننا نسنبط منها حكماً عاماً وهو فرضيّة الصلاة ووجوبها.
أما اذا قرأنا قوله تعالى ( ولكل واحد منهما السدس ) فإننا نستنبط حكماً مخصوصاً محدوداً يخص جزئية معينة بظروف معينة وهكذا . والله تعالى أعلم


أخي الكريم تيسير احترت هل أرد على الثناء أم لا أرد وفي كل اختيار سيظن أني أزكي نفسي ، وباختصار أنا طالبة علم أمشي على أصول أسسني عليها أساتذتي ، ومثل هذه الملتقيات الجادة تعتبر المختبر المثالي لطرح المسائل وإعمال الأصول ، فأنا مثل عالم الآثار الذي يأخذ حفنة من جبل ليعمل على تحليلها، وفوق كل ذي علم عليم .

أما عن ما قاله الشاطبي ، اعتقدت أنه عم الأحكام الظاهرة والمستنبطة ، فما زال الاجتهاد الاستنباط مستمرا ومعينه كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى :
( هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ )
( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )
قال الإمام الشافعي في كتابه الرسالة :
فمنها ما أبانه لخلقه نصا مثل جمل فرائضه في أن عليهم صلاة وزكاة وحجا وصوما وأنه حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ونص الزنا والخمر وأكل الميتة والدم واحم الخنزير وبين لهم كيف فرض الوضوء مع غير ذلك مما بين نصا.
ومنه ما أحكم فرضه بكتابه وبين كيف هو على لسان نبيه مثل عدد الصلاة والزكاة ووقتها وغير ذلك من فرائضه التي انزل من كتابه ومنه ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ليس لله في نص حكم وقد فرض الله في كتابه طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والانتهاء إلى حكمه فمن قبل عن رسول الله فبفرض الله قبل.
و قال الشافعي فليست تنزل في أحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها.
 
انتهيت من الاطلاع على الكتاب والحمد لله تعالى ولم يشكل علي شيء .
ولكن عندي سؤال واستفسار بسبب ما ورد في هذا الكتاب سأفرد له موضوعا مستقلا بإذن الله تعالى.
 
نبهني كلامك لأمر وهو أنه قد يقصد بما أعبر عنه " بأن ما ذكر في القرآن من أخبار فهو عل الحقيقة "

هذا والله أعلم.

هذه العبارة دفعت أخي تيسير إلى فتح موضوع جديد لمناقشة قولي هذا وليته أدرج ما أراده هنا ، على العموم يسرني نقل هذا التوضيح لما يقصد بالحقيقة هنا :

قال الآمدي :
النص الصريح:
وهو أن يذكر دليل من الكتاب أو السنة على التعليل بالوصف بلفظ موضوع له في اللغة من غير احتياج فيه إلى نظر واستدلال.

وقال ابن العربي:
وَالنَّصُّ الصَّرِيحُ أَقْوَى مِنْ الِاسْتِنْبَاطِ .

قال خالد العك :
وألفاظ القرآن الكريم الصريحة مثل : الأوامر والنواهي ، والأخبار والقصص ، والعبر والحكم ، فهي جميعها صريحة على مقاصدها ، لأنها مفهومة المعنى بنفسها ...

هذا والله أعلم
 
عودة
أعلى