[FONT="]يقول الشيخ مساعد الطيار حفظه الله :[/FONT]
[FONT="]يمكنُ تقسيمُ ال[/FONT][FONT="]استنباط[/FONT][FONT="] من الآياتِ إلى أقسامٍ:[/FONT]
[FONT="]أوَّلاً- ال[/FONT][FONT="]استنباط[/FONT][FONT="] من النص الظَّاهرِ الذي لا يحتاج إلى تفسير:[/FONT]
[FONT="]وهو على قسمين:[/FONT]
[FONT="]أنْ يكونَ ال[/FONT][FONT="]استنباط[/FONT][FONT="]ُ صحيحًا، ومثاله: ما ذكر السيوطي (ت: 911) في قوله تعالى: ( وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ )، قال: ((واستدل به الشافعي على صحة [/FONT][FONT="]أنكحة الكفار[/FONT][FONT="])) (1).[/FONT]
[FONT="]أنْ لا يكون ال[/FONT][FONT="]استنباط[/FONT][FONT="]ُ صحيحًا، ومثاله: [/FONT][FONT="]استنباط[/FONT][FONT="]ُ بعض الصُّوفيَّة جوازَ الرَّقصِ من قوله تعالى: ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ) [ص: 42]، وهذا ال[/FONT][FONT="]استنباط[/FONT][FONT="]ُ غيرُ صحيحٍ، والمعنى المدلول عليه خطأ بذاته، وهو الرَّقصُ، إذ الرَّقصُ لا يجوز أصلاً.[/FONT]
[FONT="]ثانيًا- الاستنباطُ من نص غير ظاهر يحتاج إلى تفسير:[/FONT]
[FONT="]وهذا النوع يكون الاستنباط منه بعد بيان المعنى، أي: التفسير، وهو على أقسام:[/FONT]
[FONT="]أن يكونَ التفسيرُ صحيحًا، والاستنباطُ صحيحًا، وهذا كثيرٌ جِدًّا.[/FONT]
[FONT="]ومثاله: ما استنبطه ابن عطيَّةَ الأندلسيُّ (ت: 542) من قوله تعالى: ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) [ص: 29]، قال: ((وظاهرُ هذه الآيةِ يقتضي أنَّ التَّدبُّرَ من أسبابِ إنزالِ القرآنِ، فالتَّرتيلُ إذًا أفضلُ لهذا، إذ التَّدبُّرُ لا يكونُ إلاَّ مع التَّرتيلَِ)) (1).[/FONT]
[FONT="]أن يكونَ التفسير صحيحًا، والاستنباط غير صحيح.[/FONT]
[FONT="]ومثاله: ما استنبطَه ابنُ عطيَّةَ الأندلسيُّ (ت: 542) من قولِه تعالى: ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) [الشورى: 49، 50]:، فبعد تفسيرِه للآيةِ تفسيرًا صحيحًا، قال: ((وهذه الآيةُ تَقْضِي بفسادِ وجودِ الخُنْثَى المُشْكِلِ)) (2).[/FONT]
[FONT="]والآية لا تدلُّ على ما قالَه، ولم تنفِ وجوده، وإنَّمَا تُرِكَ ذكرُ الخُنثى المُشكلِ لندرَته وقلَّتِهِ أمامَ هذه الأقسامِ المذكورةِ، واللهُ أعلمُ.[/FONT]
[FONT="]وقال ابن العربي (ت: 543) - وهو معاصرٌ لابن عطيَّةَ -:[/FONT]
[FONT="](([/FONT][FONT="]...[/FONT][FONT="]أنكرَه قومٌ منْ رءوسِ العوامِ، فقالوا: إنَّه لا خُنْثَى، فإنَّ اللهَ تعالى قسَّمَ الخلقَ إلى ذكرٍ وأنثى.[/FONT]
[FONT="]قلنا: هذا جَهْلٌ باللُّغةِ، وغباوةٌ عنْ مَقْطَعِ الفَصَاحَةِ، وقُصُورٌ عن مَعْرِفَةِ سَعَةِ القُدْرَةِ.[/FONT]
[FONT="]أمَّا قدرةُ اللهِ سبحانَهُ، فإنَّه واسعٌ عليمٌ.[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT]