سؤال عن تحقيق الآثار في مراهنة الصديق رضي الله عنه للمشركين في غلبتِ الروم

مؤمل

New member
إنضم
24/07/2003
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
هل من تحقيق بارك الله فيكم في هذه الآثار المروية في مراهنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه والمسلمين للمشركين عند نزول قوله تعالى "غلبتِ الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين) سورة الروم ؟

ما الذي صحّ منها ؟ وما الذي هو دون ذلك ؟

والله يجزيكم خيرا .
 
ذكر الدكتور حكمت بشير ياسين في كتابه (الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور) عند هذا الموضع حديثاً واحداً وهو حديث ابن عباس .
قال الترمذي : ‏حدثنا ‏ ‏الحسين بن حريث ‏ ، ‏حدثنا ‏ ‏معاوية بن عمرو ‏، ‏عن ‏ ‏أبي إسحاق الفزاري ‏ ، ‏عن ‏ ‏سفيان الثوري ‏ ، ‏عن ‏ ‏حبيب بن أبي عَمْرة ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن جبير ‏ ‏، عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏في قول الله تعالى ‏:(‏الم غلبت ‏‏ الروم ‏ ‏في أدنى الأرض ‏) ، ‏قال : غَلَبَتْ وغُلِبَت ، كان المشركون يحبون أن يظهر أهل ‏ ‏فارس ‏ ‏على ‏‏ الروم ‏؛ ‏لأنهم وإياهم أهل الأوثان ، وكان المسلمون يحبون أن يظهر ‏‏ الروم ‏ ‏على ‏ ‏فارس ؛ ‏ ‏لأنهم ‏ ‏أهل الكتاب ‏ ‏فذكروه ‏ ‏لأبي بكر ‏، ‏فذكره ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال :(‏ ‏أما إنهم سيَغلبون) ، فذكره ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏لهم ، فقالوا: اجعل بيننا وبينك أجلاً ، فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا ، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا ، فجعل أجلاً خمس سنين ، فلم يظهروا ، فذكروا ذلك للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ، ‏ ‏فقال :(ألا جعلته إلى دونٍ) قالَ : أراه العشر. ‏ ‏قال ‏ ‏أبو سعيد:‏ ‏والبِضْعُ ما دون العشرِ ، ‏ ‏قال ثم ظهرت ‏‏ الروم ‏ ‏بعدُ. قال فذلك قوله تعالى ‏:(‏الم غلبت ‏‏ الروم ‏ ‏إلى قوله ‏ ‏ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء ).‏
‏قال ‏ ‏سفيانُ:‏ ‏سمعت أنهم ظهروا عليهم يوم ‏ ‏بدر .‏

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب ، وإنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن حبيب ابن أبي عمرة. السنن 5/343-345 ك التفسير. ب سورة الروم ح 3193 ، وصححها الألباني في صحيح سنن الترمذي ح 2551
وأخرجه أحمد في المسند 1/276 ، والنسائي (التفسير 2/149 ح 409) ، والطبري في تفسيره 21/16 ، والطبراني في الكبير 12/29 ح 12377 ، والحاكم في المستدرك 2/410 ، كلهم من طريق أبي إسحاق الفزاري به ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر في حاشية المسند ح 2495

هذا ما ذكره الدكتور حكمت بشير ياسين ، ولعل الإخوة الفضلاء من أهل الحديث يزيدون الأمر بياناً وفقهم الله .
 
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن الشهري ، وربنا يبارك في علمك وسعيك ..
 
الروايات في هذه القصة متعددة وتحتاج إلى جمع طرقها والحكم عليها، مع ملاحظة أن تحرير تلك الروايات مع تحرير القول في المراد بقوله تعالى : ( بنصر الله) سيحدد لنا تاريخ نزول السورة أو نزول مطلعها على الأقل؛ فليت مشايخنا في الحديث في هذا الملتقى كالدكتور ماهر الفحل و الدكتور عمر المقبل يفيدوننا في الموضوع، وليتهم يفيدوننا -أيضاً- برأيهم في ما ذكره ابن عاشور بخصوص هذه الروايات ومحاولته لتحديد تاريخ نزول السورة .
 
قال الشيخ الألباني: في السلسلة الضعيفة - (ج 6 / ص 428)
" - ( ألا احتطت يا أبا بكر ؛ فإن البضع ما بين ثلاث إلى تسع ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7 /363 :
/ ضعيف بتمامه/أخرجه الترمذي (4/ 160-تحفة) ، والطحاوي في "المشكل" (4/ 125و126) ، والطبري في "تفسيره" (21/ 12) ، والحربي في "الغريب" (5/ 76/ 2) ، وابن عساكر في "التاريخ" (1/ 355) ، وأبو نعيم في "تاريخ الأصبهان" (2/ 324) من طريق عبدالله بن عبدالرحمن الجمحي : حدثني ابن شهاب الزهري عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن ابن عباس :
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لأبي بكر في مناحبة (الم . غلبت الروم) : ... فذكره .
قال الجمحي : المناحبة : المراهنة .
وقال الترمذي :
حديث غريب حسن من هذا الوجه" .
قلت : الجمحي هذا لم تثبت عدالته وإن وثقه ابن حبان ؛ فقد قال ابن معين : "لا أعرفه" . وقال ابن عدي :
"مجهول" . وقال الدارقطني :
"ليس بالقوي" . وقال غيره : محله الصدق .
لكنه قد توبع على أصل الحديث ، يرويه أبو إسحاق الفزاري عن سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : (الم . غلبت الروم) قال :
غلبت ، وغلبت . قال : كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم ؛ لأنهم أهل أوثان ، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس ؛ لأنهم أهل كتاب ، فذكره لأبي بكر ، فذكره أبو بكر لرسول الله صلي الله عليه وسلم : "أما إنهم سيغلبون" . قال : فذكره أبو بكر لهم ، فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلاً ؛ فإن ظهرنا كان لنا كذا وكذا ، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا ؛ فجعل أجلاً خمس سنين ، فلم يظهروا ، فذكر ذلك أبو بكر للنبي صلي الله عليه وسلم ، فقال ألا جعلتها إلى دون - قال : أراه قال : العشر - قال : قال سعيد بن جبير : البضع ما دون العشر ، ثم ظهرت الروم بعد ، قال : فذلك قوله : (الم . غلبت الروم) إلى قوله : (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)" .
أخرجه الترمذي ، وأحمد (1/ 276و304) ، والطبري (21/ 12) ، وابن عساكر (1/ 357) ، وكذا الحاكم (2/ 410) ، وقال :
"صحيح على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي . وهو كما قالا ، وقال الترمذي :
"حديث حسن صحيح غريب ، إنما نعرفه من حديث سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة" .
وله شاهد من حديث دينار بن مكرم الأسلمي قال :
"لما نزلت (الم . غلبت الروم . في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون . في بضع سنين) ، فكانت فارس يوم هذه الآية قاهرين للروم ، وكان المسلمون يحبون ظهور الروم عليهم ؛ لأنهم وإياهم أهل كتاب ، وذلك قول الله تعالى : (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم) فكانت قريش تحب ظهور فارس ؛ لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان ببعث ، فلما أنزل الله تعالى هذه الآية خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه يصيح في نواحي مكة (الم . غلبت الروم . في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون . في بضع سنين) . قال ناس من قريش لأبي بكر : فذلك بيننا وبينكم ، زعم صاحبكم أن الروم ستغلب فارس في بضع سنين ، أفلا نراهنك على ذلك ؟ قال : وذلك قبل تحريم الرهان ، فارتهن أبو بكر والمشركون ، وتواضعوا الرهان ، وقالوا لأبي بكر : لم تجعل البضع ثلاث سنين إلى تسع سنين ؟ فسم بيننا وبينك وسطاً ننتهي إليه ، قال : فسموا بينهم ست سنين . قال : فمضت الست سنين قبل أن يظهروا ، فأخذ المشركون رهن أبي بكر ، فلما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس فعاب المسلمون على أبي بكر تسميته ست سنين ؛ لأن الله تعاى قال : (في بضع سنين) [ 4/الروم ] .قال : وأسلم عند ذلك ناس كثير" .
أخرجه الترمذي ، وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (ص329) من طريق ابن أبي الزناد عن أبي الزناد عن عروة بن الزبير عنه ، وقال :
"حديث صحيح حسن غريب" .
قلت : إسناده حسن .
وله شواهد أيضاً مرسلة عن قتادة وجابر بن زيد عند الطبري ، وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عند ابن عساكر .
وبالجملة : فحديث الترجمة صحيح دون قوله : "ألا احتطت يا أبا بكر" ؛ لفقدان الشاهد . والله أعلم ."
 
أشكرك جداً يا أبا سعد ، لكن أريد جمعاً أكثر من هذا للروايات لأني أريد أن أصل إلى تحديد تاريخ نزول مطلع السورة بدقة ؛ فحسب الرواية التي نقلتَ تحسين الشيخ الألباني لها حُددت المدة بين النزول والنصر بسبع سنين لكنها لم تحدد متى كان النصر؟ وهناك روايات أخرى تجعل المدة تسع سنوات ثم اختلف في النصر فقيل وافق بدراً وقيل وافق بيعة الرضوان فجمع هذه الروايات مع تمحيص أسانيدها والنظر في متونها هو ما أطلبه ولابن عاشور كلام يحتاج إلى تمحيص من أهل الحديث.
 
أشكرك جداً يا أبا سعد ، لكن أريد جمعاً أكثر من هذا للروايات لأني أريد أن أصل إلى تحديد تاريخ نزول مطلع السورة بدقة ؛ فحسب الرواية التي نقلتَ تحسين الشيخ الألباني لها حُددت المدة بين النزول والنصر بسبع سنين لكنها لم تحدد متى كان النصر؟ وهناك روايات أخرى تجعل المدة تسع سنوات ثم اختلف في النصر فقيل وافق بدراً وقيل وافق بيعة الرضوان فجمع هذه الروايات مع تمحيص أسانيدها والنظر في متونها هو ما أطلبه ولابن عاشور كلام يحتاج إلى تمحيص من أهل الحديث.
تذكيراً بالطلب من أهل التخصص.
 
عودة
أعلى