سؤال عن الضمير في قوله (يرونهم مثليهم)

أبو فهد

New member
إنضم
06/09/2008
المشاركات
14
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
سؤال عن الضمير في قوله(يرونهم مثليهم) هل يصح أن يكون الضمير راجع الى المسلمين والمشركين في نفس الوقت كما في قوله(وإذا رأوا تجارة أو لهوا افضوا إليها)؟
وهذا كلام ابن كثير عن الاية وقد حكى قولين ثم رجح أن يكون كل فريق رأى الاخر مثليه في حال جمعا بين الاقوال واية الانفال وهذه الاية لكن لم أرى أحدا قال بأن الضمير قد يرجع الى الفرقين في نفس الوقت.

قال تعال: (قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)
قال ابن كثير:قوله : { يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ }
القول الاول:قال بعض العلماء: يرى المشركون يوم بدر المسلمين مثليهم في العدد رأي أعينهم وهذا لا إشكال عليه إلا من جهة واحدة ، وهي أن المشركين بعثوا عمر بن سعد يومئذ قبل القتال يحزر لهم المسلمين ، فأخبرهم بأنهم ثلاثمائة ،
والقول الثاني : " أن المعنى في قوله : { يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ } أي : ترى الفئة المسلمة الفئة الكافرة مثليهم ، أي : ضعفيهم في العدد ، ومع هذا نصرهم الله عليهم. ولكنه خلاف المشهور عند أهل التواريخ وخلاف المعروف عند الجمهور من أن المشركين كانوا ما بين التسعمائة إلى الألف كما رواه محمد بن إسحاق

. لكن وجه ابن جرير هذا ، وجعله صحيحًا كما تقول : عندي ألف وأنا محتاج إلى مثليها ، وتكون محتاجًا إلى ثلاثة آلاف ، كذا قال. وعلى هذا فلا إشكال.

لكن بقي سؤال آخر وهو وارد على القولين ، وهو أن يقال : ما الجمع بين هذه الآية وبين قوله تعالى في قصة بدر : { وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا } ؟ [ الأنفال : 44 ] والجواب : أن هذا كان في حال ، والآخر كان في حال (5) أخرى ، كما قال السُّدِّي ، عن ابن مسعود في قوله : { قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا [فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ ] (7) } الآية ، قال : هذا يوم بدر. قال عبد الله بن مسعود : وقد نظرنا إلى المشركين فرأيناهم يُضْعَفون علينا ، ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدًا ، وذلك قوله (8) تعالى : { وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ }.
وقال أبو إسحاق ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : لقد قللوا في أعيننا حتى قلت لرجل إلى جانبي تراهم سبعين ؟ قال : أراهم مائة. قال : فأسرنا رجلا منهم فقلنا : كم كنتم ؟ قال : ألفا. فعندما عاين كل الفريقين الآخر رأى المسلمون المشركين مثليهم ، أي : أكثر منهم بالضعف ، ليتوكلوا ويتوجهوا ويطلبوا الإعانة من ربهم ، عز وجل. ورأى المشركون المؤمنين كذلك ليحصل لهم الرعب والخوف والجزع والهلع ، ثم لما حصل التصاف والتقى الفريقان قلل الله هؤلاء في أعين هؤلاء ، وهؤلاء في أعين هؤلاء ، ليقدم كل منهما على الآخر.)انتهى

فما رأي المشايخ وأهل التخصص في هذا؟
 
كلا القولين له وجه من النظر .
وهما منقولان عن السلف .
وقضية المثلين لا تحتاج إلى تأويل الطبري رحمه الله تعالى الذي نقل عنه ابن كثير لأن المشركين كانوا قرابة ألف ثم رجع منهم حوالي ثلاثمائة وما بقي في بعض الأقوال إلا ستمائة وستة وعشرون رجلا وهوبمثابة مثلي المؤمنين .
وأقوى الأقوال أن الضمير عائد إلى المؤمنين ، وذلك لدليلين :
1 - قراءة ترونهم بتاء الخطاب .
2 - السياق .
والله تعالى أعلم .
 
بارك الله فيك أخي الحسيني

بارك الله فيك أخي الحسيني

بارك الله فيك أخي الحسيني أنا أعلم أن هذا القول قد يكون هو أقرب الاقوال وهو القول الذي رجحه ابن جرير لنفس السبب
لكن أن أقول لماذ لا نقول إن الضمير يرجع الى المسلمين والمؤمنين لوجود الاحتمال ؟ كما في قوله( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا اليها ) فإليها راجع الى التجارة واللهو لوجود الاحتمال
 
عود الضمير إليهما معا تمنع منه أدلة منها :
1 - قراءة ترونهم ، وقد تقرر في الأصول أن القراءتين بمثابة الآيتين. ؛ فيتعين الجمع بينهما ما أمكن قبل الرجوع إلى الترجيح كما هو معلوم.
2 - وجود آية أخرى يفهم منها التعارض مع هذه الآية وهي قوله تعالى : ".. في أعينكم قليلا ويقللكم في .. " ولكن الجمع بينهما - على اعتبار عود الضمير إليهما - يكون بحمل كل منهما على حالة كما ذكر ابن كثير في نقلك عنه .
3 - أن الأصل في الضمير أنه يعود على أقرب مذكور إلا بدليل وأقرب المذكورين هم المؤمنون في قوله تعالى : "قد كان لكم آية .. )
والله تعالى أعلم.
 
(وإذا رأوا تجارة أو لهوا افضوا إليها)؟
أخي الحبيب أبو فهد ورد سهوا الخطأ الملون بالحمرة في الآية الكريمة ، فوجب التنبيه إليه :
(وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (الجمعة:11)
 
عودة
أعلى