سؤال عن ابتداء في سورة هود ..

أبو عاتكة

New member
إنضم
20/05/2004
المشاركات
260
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى في سورة هود : (( وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) ))

سمعت أحد القراء وقف على قوله تعالى وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ثم ابتدأ (( أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) ))
فهل يصح هذا الابتداء وهل ثمت قاعدة تضبط هذا الأمر بورك فيكم ...
 
مثل هذا الابتداء متكلف وغير جائز ويؤدي إلى أن يصبح الضمير المنفصل (أنت) قبله كأنه لغو من الكلام وقد يقول فاعله محتجا لصحة فعله إنه أراد أن يجعل لعبارة (أحكم الحاكمين) إعرابين الأول مرتبط ب (أنت) والثاني مرتبط ب (قال) ولا داعي لهذا التكلف الذي سيؤدي في الوجه الثاني إلى الإشكال المشار إليه، وقد سمعت قبل بعض القراء يفعل مثله في مواضع أخرى مثل (هو الله الذي لا إله إلا هو ) ويقف ثم يبدأ فيقرأ (هو الملك...) وآخر قرأ في لقمان (يا بني لا تشرك بالله) ووقف ثم بدأ (بالله إن الشرك لظلم عظيم) وكلها تكلفات غير مناسبة، والله أعلم.
 
بارك الله فيكم

بارك الله فيكم

إضافة إلى ماقاله أخي الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد شكري إجابة على هذا السؤال بشأن الابتداء الوارد في سؤال الأخ الفاضل عن تعسف وتعنت البعض فى الابتداء بقوله تعالى:( أحكم الحاكمين قال يانوح إنه ليس من أهلك) .
أحب أن أضيف إلىما قاله أخي الأستاذ الدكتور أحمد بأن هذا تعسف وتكلف لاداعي له.
وأوضح بأن قاعدة الابتداء : أن أترك جملة مستقلة يصلح الوقف عليها وأن لا أضع اللفظ في غير موضعه.
فقوله : أحكم الحاكمين خبر للمبتدأ ( وأنت) ، وعند ابتدائك هكذا تركت المبتدأ بلا خبر .
وإذا قلت بأنك تستعمل الجملة مرتين فهذا من الخطأ الفاحش لأنك بهذاكأنك تستدرك على الله سبحانه وتعالى .
والله عز وجل لو أراد أن يكرر الجملة مرتين لكررها لو كان هذا هو المراد في المعنى .
ألم يكرر الله جل وعلا في كثير من المواضع مثل قوله تعالى : (اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان) ؟ فقد كرّر (خلق) وما كان ذالك إلا لأن المعنى يتطلب ذلك ،
ولأن كلمة ( خلق) لا تصلح لإفادة المعنى المراد مع ماقبلها ومع ما بعدها فى آن واحد. والأمثلة كثيرة .
مع ان الحق عز وجل أورد بعض الكلمات والجمل تفيد معنى مع ما قبلها دون أن يحدث خلل فيما بعدها وتفيد المعنى مع ما بعدها دون أن يحدث خلل فيما قبلها وذلك في مثل قوله تعالى: (ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين) فإن ( فيه) إذا وصلتها بما قبلها تفيد معنى دون أن تخل في الجملة التى قبلها وكذلك إذا وصلتها بما بعدها أفادت معنى دون أن يحدث خلل فيما قبلها.
فلا يليق بنا أن نستعمل الكلمة في غير موضعها ظانين أننا بذلك نوضح مالم يوضحه الله تعالى وحاش لله أن يكون فى كلامه حرفا واحدا دون معنى أو عبثا فقط.
ما أردت إلا الإضافة والتأكيد لما قاله أخى الفاضل الأستاذ الدكتور أحمد شكري .
جزي الله الجميع خير الجزاء.
 
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وزادكم الله من فضله ...
 
الحمد لله.

قد سمعت شابًّا صلى بنا منذ عامين أو أكثر، ووقف هذا الوقف وابتدأ ذلك الابتداء، ووالله الذي لا إله إلا هو لقد غاظني صنيعه جدا، وحدث أن هذا الشاب خطب أخت صديق لي، فأخبرني ذلك الصديق بهذه الخِطبة، فلم أملك - بعد الثناء على الشاب بما هو أهله - إلا أن قلت: لكنه صلى بنا مرة ففعل كذا وكذا(ابتسامة).
ودار نقاش حاد حول صنيع ذلك الشاب.
واحتججت - ولله الحمد - بمثل ما احتج به الدكتور محمود شمس في قوله:
والله - عز وجل - لو أراد أن يكرر الجملة مرتين لكررها لو كان هذا هو المراد في المعنى .
واستشهدت بقول الله تعالى:
[size=6[color=#8B0000]]((لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال)).

واحتججت أيضا بقول الله تعالى:
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً)) في النساء.
بأنه لو أخذ القارئ يعيد ويزيد بحسب هواه لم يدر السامع كم مرة آمنوا وكم مرة كفروا في مراد الله تعالى.
وكذلك قوله تعالى:
((لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا)) في المائدة.[/color][/size]
 
مثل هذا الابتداء متكلف وغير جائز ويؤدي إلى أن يصبح الضمير المنفصل (أنت) قبله كأنه لغو من الكلام وقد يقول فاعله محتجا لصحة فعله إنه أراد أن يجعل لعبارة (أحكم الحاكمين) إعرابين الأول مرتبط ب (أنت) والثاني مرتبط ب (قال) ولا داعي لهذا التكلف الذي سيؤدي في الوجه الثاني إلى الإشكال المشار إليه، وقد سمعت قبل بعض القراء يفعل مثله في مواضع أخرى مثل (هو الله الذي لا إله إلا هو ) ويقف ثم يبدأ فيقرأ (هو الملك...) وآخر قرأ في لقمان (يا بني لا تشرك بالله) ووقف ثم بدأ (بالله إن الشرك لظلم عظيم) وكلها تكلفات غير مناسبة، والله أعلم.

بارك الله فيكم جميعا وبالفعل قد وصفهم العلامة ابن الجزري في النشر بالمتعسفين والمتكلفين وهو في الغالب من خواطر النحاة
قال في النشر :
(ثانيها) ليس كل ما يتعسفه بعض المعربين أو يتكلفه بعض القراء أو يتأوله بعض أهل الأهواء مما يقتضي وقفاً وابتداء ينبغي أن يعتمد الوقف عليه بل ينبغي تحري المعنى الآثم والوقف الأوجه وذلك نحو الوقف على (وارحمنا أنت)والابتداء (مولانا فانصرنا) على معنى النداء نحو (ثم جاؤك يحلفون) ثم الابتداء (بالله إن أردنا) ونحو (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك) ثم الابتداء بالله إن الشرك على معنى القسم ونحو (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح) ونحو (فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً) ويبتدأ (عليه أن يطوف بهما، وعلينا نصر المؤمنين) بمعنى واجب أو لازم ونحو الوقف على (وهو الله) والابتداء (في السموات وفي الأرض) وأشد قبحاً من ذلك الوقف على (في السموات) والابتداء (وفي الأرض يعلم سركم) ونحو الوقف على (ما كان لهم الخيرة) مع وصله بقوله (ويختار) على أن "ماء" موصولة، ومن ذلك قول بعضهم في (عيناً فيها تسمى سلسبيلا) أن الوقف على (تسمى) أي عيناً مسماة معروفة. والابتداء (سل سبيلا) هذه جملة أمرية أي اسأل طريقاً موصلة إليها، وهذا مع ما فيه من التحريف يبطله إجماع المصاحف على أنه كلمة واحدة، ومن ذلك الوقف على (لا ريب) والابتداء (فيه هدى للمتقين) وهذا يرده قوله تعالى في سورة السجدة (لا ريب فيه من رب العالمين) ومن ذلك تعسف بعضهم إذ وقف على (وما تشاؤن إلا أن يشاء) ويبتدئ (الله رب العالمين) ويبقي "يشاء" بغير فاعل فإن ذلك وما أشبهه تمحل وتحريف للكلم عن مواضعه يعرف أكثره بالسباق والسياق........))ا.هـ

أخي القارئ المليجي ( كويس الجوازة تمت علي خير )
والسلام عليكم
 
القارئ المليجي بورك فيك وكما قال أخي زين ما خربت على صاحبنا ...
عبد الحكيم عبد الرزاق إضافة قيمة ونافعة أسعدك الله
 
هذه الوقوف وتكلفات الابتداء أصبحت شبيهةً بما يُسَـمَّى في عصرنا بالموضة عند حدثاء الأسنـان خصوصاً الذين يجعلُ بعضهم هذه التكلفات مدخلاً للإتيان بما لم يأت به الأوائلُ , وهيهات .
وقد مرَّ بي من ذلك عجائبُ منها (وما أدراك ما القارعة * القارعةُ يوم يكونُ الناسُ) وغير ذلك , والله المستعان.
 
الإخوة الأفاضل الذين علقوا على تلك الزيجة:

(((العاقبة عندكم جميعا في المسرات)))
الأخ الفاضل/ حادي العيس
أنا رأيي إن الجوازة دي ما كانش لازم تتم والله أعلم وإلا سيكون فيها تعسف شريطة أن يجمع العريس عشرة مواضع من القرآن مشابهة لما صنع ويقسم العريس ألا يعود لمثلها ولو من وجه نحو!
لو حرص أحد أن يجمع عشرة مواضع مشابهة فلن يعجزه ذلك.
فكما مر بالأخ محمود الشنقيطي: ((القارعة يوم يكون الناس))
فيمكن أن يقاس عليها مثل: ((الحطمة نار الله الموقدة))
وقد مر بي أيضا عند أحد مشاهير القراء:
((فجاءته إحداهما تمشي على استحياء *
على استحياء قالت إن أبي يدعوك))
ومر بي:
((قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم *
عليكم ألا تشركوا به شيئا))
والله المستعان.
الأخ/ حادي العيس، أنا متزوج وعندي طفلان وثالث ننتظره، فلم أذكر هذه الأمثلة إلا للمدارسة والتحذير منها:)
 
ومن هذه الألاعيب قولهم (قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة..)
ومنها (بالله إن الشرك لظلمٌ عظيم)

وسُـئلَ فضيلة شيخنا المقرئ إبراهيـم الأخضـر -شيخُ قراء الحرم النبوي - عن مثل هذه الوقوف فسمَّـاها اسماً مناسباً وهو (وقف الشهـرة)
 
قال في النشر : (ثانيها) ليس كل ما يتعسفه بعض المعربين أو يتكلفه بعض القراء أو يتأوله بعض أهل الأهواء مما يقتضي وقفاً وابتداء ينبغي أن يعتمد الوقف عليه بل ينبغي تحري المعنى الآثم والوقف الأوجه وذلك نحو الوقف على (وارحمنا أنت)والابتداء (مولانا فانصرنا) على معنى النداء نحو (ثم جاؤك يحلفون) ثم الابتداء (بالله إن أردنا) ونحو (وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك) ثم الابتداء بالله إن الشرك على معنى القسم ونحو (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح) ونحو (فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً) ويبتدأ (عليه أن يطوف بهما، وعلينا نصر المؤمنين) بمعنى واجب أو لازم ونحو الوقف على (وهو الله) والابتداء (في السموات وفي الأرض) وأشد قبحاً من ذلك الوقف على (في السموات) والابتداء (وفي الأرض يعلم سركم) ونحو الوقف على (ما كان لهم الخيرة) مع وصله بقوله (ويختار) على أن "ماء" موصولة، ومن ذلك قول بعضهم في (عيناً فيها تسمى سلسبيلا) أن الوقف على (تسمى) أي عيناً مسماة معروفة. والابتداء (سل سبيلا) هذه جملة أمرية أي اسأل طريقاً موصلة إليها، وهذا مع ما فيه من التحريف يبطله إجماع المصاحف على أنه كلمة واحدة، ومن ذلك الوقف على (لا ريب) والابتداء (فيه هدى للمتقين) وهذا يرده قوله تعالى في سورة السجدة (لا ريب فيه من رب العالمين) ومن ذلك تعسف بعضهم إذ وقف على (وما تشاؤن إلا أن يشاء) ويبتدئ (الله رب العالمين) ويبقي "يشاء" بغير فاعل فإن ذلك وما أشبهه تمحل وتحريف للكلم عن مواضعه يعرف أكثره بالسباق والسياق........))ا.هـ [/QUOTE قال:
قال منصور مهران :
هذا النقل دخله تصحيف في عبارة :
( بل ينبغي تحري المعنى الآثم والوقف الأوجه )
وصوابه :
( المعنى الأتمّ )

وبالله التوفيق
 
جزاكم الله خيرا على إضافاتكم المتميزة وتعقيباتكم المهمة
 
وحيث انتهى بنا الكلام إلى هذا الموضع، فأحب التنبيه على بعض الوقوف في تلاوات مشايخنا وعلمائنا، الذين نجلهم ونحبهم، وإنما نريد النصح لمن يقتفي أثرهم:
في تلاوة فضيلة الشيخ القارئ الفاضل محمد عبد الحكيم بن الشيخ سعيد العبد الله بقراءة ابن كثير، في سورة الصافات.
قال تعالى: ((أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين * الله ربكم ورب آبائكم الأولين)).
يقرأ ابن كثير برفع الأسماء الثلاثة: الله - ربكم - ورب.
فالأحسن الوقف على رأس الآية: الخالقين.
والابتداء بالمبتدأ: الله.
لكنه وصل هنا مع كونه يقف على رؤوس الآي.
يتبع
والله أعلم
 
فضيلة الشيخ العلامة القدوة (عبد الرشيد بن الشيخ علي صوفي) له تسجيل لتلاوة سورة الأعراف برواية قالون عن نافع.

قال تعالى: ((يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاس التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ)).
يقرأ قالون: (ولباس) بالنصب عطفًا على ما قبلها.
فالأحسن الوقف على: التقوى.
والابتداء: ذلك خير.
ولكن الشيخ عبد الرشيد - أطال الله عمره في الخير والطاعات - وَصَلَ.
ولا أقول إلا أن الأحسن عندي الوقف على: التقوى.
وأما صنيعه فحسن.
 
الشيخ مشاري بن راشد - حفظه الله - له تسجيل يُعدُّ الآن قديما، لسورة الأنعام.
قال تعالى:
((وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ)).

قرأ الشيخ مشاري هكذا:
(وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً *
وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ)

وهو وقف ليس بحسن
 
الأخ القارئ المليجي:

ليتك تركت التسمية للأشخـاص حتى لا تكفَّ أيدي إخوتك عن مشاركتك فيما يعتبره بعضهم (وأنا منهم) تشريحاً ,وبالنسبة لوقف الشيخ مشـاري فهو صالحٌ لا بأس به كما نصَّ عليه بعض علماء هذا الفنِّ , وليس هو ببدعٍ في الوقف على (حفيظاً).

وممَّـا ينبغي التنبُّـهُ والتنبيهُ لهُ أنَّ تلاوات القراء في الصلوات الرمضانيةِ على وجه الخصوص لا ينبغي أن تُـتَّـخَذ مقياساً أو مجالاً للقياس والملاحظة والتقييم , لأنَّ الإمام يكونُ مشغولَ الذِّهنِ بالقدر الذي سيقرأه وبمراعاة المأمومين وبكثيرٍ من الأمور التي لا تخفى على الأئمَّـة , وبالأخصِّ تلاواةُ الحرمين الشريفين ومن صلى في الصف الأول يجدُ من اصطكاك القدمين والهيبة ما لا يتم له معه تركيزٌ ولا خشوع , فكيف بالإمام الذي يرى الطائفين والعاكفين والعمَّـار وهو يتنقلُ بين متشابهات القرآن.

أمَّـا قضيةُ التسجيلات والإصدارات التي شاعت فينا اليوم واتخذها العامة مصدراً للتلقي وتعلم التجويد والقراءة فهي التي ينبغي أن تُـبيَّنَ مآخذها بذكر الخطإ وتصويبه دون تسميةٍ لأحد حتى لا يشيع الخطأ وينتشر بين النَّـاس ..
 
الحمد لله.
جزاك الله خيرا أخي الكريم.
لا أعرف بالضبط إن كنتُ مصيبًا أم مخطئًا بالإقدام على هذا الموضوع - هنا وفي موقع الألوكة من قبل.
لكني عرضت هذا الموضوع اتكالا على أن القائمين على إدارة المجلس - هناك وهنا - يقومون بحذف ما يرونه غير مناسب، ولا يسلم أحد من حذف أو تحرير مشاركة له.
وقد مضى على الموضوع هناك زمن ولم أجد مثل هذا الاعتراض.
مع أني أرحب بمن يقومني إذا وُجدت زلَّة في كتابتي؛ فهذا أمر لي فيه سلف بل أسلاف خير مني، وأنا أحفظ:
[align=center]وليصلحه من جاد مقولا[/align]
 
ومن الوقوف التي أود الثناء عليها، في سورة هود التي نحن بصددها:

قال تعالى: ((فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ)).
يقرأ الشيخ المتقن محمود خليل الحصري - رحمه الله - في روايتي قالون وورش كلتيهما:
((فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ *
مَّنضُودٍ مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ))
.
وسألت شيخي عن ذلك منذ زمن، فقال: هنا رأس آية في العد المدني.
وإنما أسوق هذا مثنيًا عليه لأن معي مصحف "دار المعرفة" على رواية ورش بالألوان، واتبعوا فيه العد الكوفي.
 
قال تعالى في سورة الأنعام:
((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ))
يقرأ أهل المدينة - بخلاف عن الأزرق - بإسكان ياء الإضافة في ((محياي)).
ولكن الحرف الذي قبل هذه الياء ساكن.
والنحويون يمنعون الجمع بين الساكنين هنا إذ الساكن الثاني ليس مدغما، فحمل بعضهم على هذه القراءة الصحيحة لهذا السبب.
انظروا كيف احتال بعضهم بالوقف ليسلم من تلحين بعض النحاة لهذه القراءة.
قال القرطبي في تفسيره:
[قال النحَّاس: لم يُجِزْه أحدٌ من النَّحْويين إلاَّ يونس، وإنَّما أجازه لأنَّ قبله ألفًا، والألف المدَّة الَّتي فيها تقوم مقام الحركة، وأجاز يونس: اضربانْ زيدًا، وإنَّما منع النَّحْويُّون هذا لأنَّه جمع بين ساكنين وليس في الثاني إدغام، ومَن قرأ بقراءة أهل المدينة وأراد أن يسْلَمَ من اللَّحن وقَفَ على ((مَحْيَاي)) فيكون غير لاحنٍ عند جميع النَّحويين].
 
عودة
أعلى