قتل النمل
قتل النمل
الحديث مع الحيوانات وفهم كلامها ليس لآحاد الناس ، بل هو آية من آيات الله تعالى وهبها الله تعالى لداود وسليمان ومحمد عليهم الصلاة والسلام .والنملة لا تعقل هذه الآيات حتى نخاطبها فيها.
قال تعالى ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ) النمل/ 16 .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
وقوله ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ) ، أي : أخبر سليمان بنعَم الله عليه فيما وهبه له من الملك التام ، والتمكين العظيم ، حتى إنه سَخَّر له الإنس والجن والطير ، وكان يعرف لغة الطير والحيوان أيضاً ، وهذا شيء لم يُعطَه أحد من البشر - فيما علمناه - مما أخبر الله به ورسوله ... .
ثم في قراءة الآيات المذكورة كذب واضح على النمل فأين هو سليمان وجنوده حتى تُحطّم مساكن النمل؟
قتل النمل يجوز إذا كان فيه إيذاء والحديث في ذلك واضح . فعَن أَبِى هُرَيْرَةَ ؛ أن النَّبًِي ( صلى الله عليه وسلم ) قَالَ : (نَزَلَ نَبِى منَ الأنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرة ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَة ، فَا"مَرَ بِجِهَازِهِ فَاخرِجَ مِنْ تَحْتِهَا ، ثُمَ أمَرَ بِهَا فًالمحرِقَتْ ، فَا"وْحَى اللهُ إِلَيْهً : فَهَلاَّ نَمْلَة وَاحِدَة .قال القاضي عياض في شرح مسلم: وفيه دليل على جواز قتل النمل وكل مؤذ ، لكن الله تعالى عاتبه على التشفى لنفسه بقتله هذه الأمة العظيمة المسبحة بسبب واحدة ، ودل أنه لم يأت محظورًا ولاذنبا ؛ أنه لم يعنف على ذلك بأكثر مما تقدم .