سؤال طرحه د. ناصر المنيع في محاضرة مناهج المفسرين، حول وجود أحاديث ضعيفة عند ابن كثير

إنضم
19 يونيو 2005
المشاركات
85
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الرياض
أشار الدكتور ناصر المنيع - حفظه الله - إلى عدم وجود أحاديث موضوعة في تفسير ابن كثير

لكنه طرح سؤالاً حول أسباب وجود أحاديث ضعيفة، خاصة إذا نظرنا إلى جلالة قدر الحافظ ابن كثير في الصناعة الحديثية
 
أسباب ذكر الأحاديث الضعيفة عند ابن كثير مع علمه فى الحديث

أسباب ذكر الأحاديث الضعيفة عند ابن كثير مع علمه فى الحديث

بسم1
يرجع ذلك لعدة اسباب منها ما يلي :

1- للتنبية عليها فى بعض الحالات التي كان يحكم فيها ابن كثير على الحديث .

2- وفى الحديث الذي لم يصل اليه سنده كان ( يُورد أسانيد غيره – والقاعدة الحديثية تنص على – و من أسنَد فقد برئت عُهدته ، وسَلِم من الانتقاد ؛ لأنه أظهر الإسناد أو ساقه وأحال عليه ، فعلى الناظر في الكتاب أن ينظر في الإسناد ) .وكان ابن كثير يورد الأسناد دون التعليق على الحديث لعلم أهل زمانه بالأسناد .

3-وقد يُورد الإسناد وينتقده ويُبيّن ضعفه ، ولا ينتبه القارئ إلى ذلك .
وقد تكون صيغة التضعيف غير معروفة للقارئ ، مثل أن يقول : يُروى .. أو : رُوي .. أو هذا حديث منكر ، أو غريب ، ونحو ذلك .
ومثال ذلك هذه القصة ،
ذكر في الأثر يا شيخ عن عمر رضي الله عنه هذا الأثر ,,,
ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أيها الناس ما إكثاركم في صداق النساء وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإنما الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليها فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم قال ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا النساء صداقهم على أربعمائة درهم قال نعم فقالت أما سمعت ما أنزل الله في القرآن قال وأي ذلك فقالت أما سمعت الله يقول { وآتيتم إحداهن قنطارا } الآية قال فقال اللهم غفرا كل الناس أفقه من عمر ثم رجع فركب المنبر فقال إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صداقهن على أربعمائة درهم فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب قال أبو يعلي وأظنه قال فمن طابت نفسه فليفعل
الراوي: مسروق - خلاصة الدرجة: إسناده جيد قوي - المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 2/212
فإن ابن كثير قال عن بعض طُرُقها وأسانيدها : طريق أخرى عن عمر فيها انقطاع .
والانقطاع نوع من الضعف .
فهو إذاً قد أشار إلى تضعيف القصة .
وقوله : إسناده جيد قوي ، لا يعني تصحيح الحديث ، وهذا أمْر معروف عند المحدثين .

4- و ربما ظهر للأمام ابن كثير ضعف الحديث ولكن كان يؤكد المعنى شاهد أو تابع من حديث صحيح او حسن فكان يعتمد ابن كثير على هذا الحديث لما يعضدته من روايات أخرى . ( قال ابن كثير: "..لأن الضعف يتفاوت فمنه من لا يزول بالمتابعات –يعني كرواية الكذابين، والمتروكين- )

5- أو كان يروي الحديث لأنه كان يعمل بقاعدة جواز ( رواية الحديث الضعيف في فضائل الأعمال , والرقائق والزهد والترغيب والترهيب والقصص ونحوها , مما لا يتعلق به حكم شرعي من الأحكام الخمسة , من حل وحرمة , كراهة , إيجاب , واستحباب . )

6- عدم علم ابن كثير بضعف الرواية ( ولو لم يُشِر إلى ضعف القصة لا يلزم من تضعيفها انتقاص قَدْر مثل ابن كثير رحمه الله ؛ لأنه ليس من شرط العالِم الإحاطة بِكل العِلْم .
بل حتى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم لم يُحط أي منهم بالعلْم كلّه . فإن كبار الصحابة خفيت عليهم مسائل ، وعَلِمها غيرهم .
فإذا كان هذا في خيار الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف بِغيرهم ؟! وهي سنة الله في الكون كما بين الهدهد ونبي الله سليمان ، وهو يقول له : ( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ) .
فاستدراك عالم على آخر قد يكون بمعرفة طُرُق للحديث – مثلا – لم يقف عليها العالم الآخر ، ويكون هذا بسبب ما طُبِع من الكُتُب ، وما اجتمع لدى ذلك العالِم من كتب لم تكن قد انتشرت أو طُبِعت في زمن ذلك العالم .
وقد يأتي طالب عِلم فيطّلع عل ما لم يطّلع عليه عالم كبير ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .

هذا والله أعلم
___
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
سلمت أخي الكريم/ حمدى

ومن تلك الأسباب أيضاً:

(1) هناك فرق في إيراد أمثال هذه الأحاديث بين التفسير والأحكام. فقد يتساهل المحدثون المشتغلون بالتفسير في رواية الحديث الضعيف في التفسير، لكنهم لا يستجيزون روايته في الأحكام.

(2) مقولة منسوبة للإمام أحمد بن حنبل: أن الحديث الضعيف أحب إليه من قول الرجال. ولذا قد يتم ادخال الحديث الضعيف في التفسير من هذا الباب.

(3) قد يكون ضعف الحديث يسيراً ينجبر من وجوه أخرى.
 
هناك كتابان ينصح بهما في هذا الموضوع:
1-الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي حكم عليها الحافظ ابن كثير في تفسيره.للشيخ
محمود الملاح.وسبق أن قام الشيخ عبدالرحمن الشهري بتعريف موجز عن الكتاب في
هذا الملتقى بتاريخ23/10/1431أورد فيها مقدمة المؤلف ومما جاء فيها(وقد بين
الحافظ ابن كثير الأحاديث الضعيفة والموضوعة في جميع سور القرآن في كتابه،وأن
سورة الزخرف هي أول سورة في التفسير تخلو من ذلك،ويتبعها سور قليلة هي:الصف
والجمعة والقيامة والطارق والعلق والعصر والهمزة والكافرون والمسد،أما سورة المرسلات
فذكر فيها حديثا واحدا قد سبق ذكره في سورة البقرة الآية(79)انظر حديث رقم(44)
من هذا الكتاب،وسورة الغاشية ذكر فيها حديثا واحدا قد سبق ذكره في سورة المؤمنون
الآية(87)انظر حديث رقم(587).
وبهذا يكون الحافظ ابن كثير قد ذكر في تفسيره الأحاديث الضعيفة والموضوعة الواردة
في جميع سور القرآن ماعدا السور العشر المذكورة آنفا،مما يدل على تتبع الحافظ ابن
كثير وحرصه على بيان حكم هذه الأحاديث في كتابه حتى بلغت قرابة الألف حديث.
2-الإمام ابن كثير وأثره في علم الحديث رواية ودراية مع دراسة منهجية تطبيقية على
تفسير القرآن العظيم.للدكتور عدنان آل شلش.
وقد أشار المؤلف إلى أن موقف ابن كثير من الأحاديث الضعيفة يمكن إيضاحه من
خلال النقاط الآتية:
1-عدم رواية الحديث الضعيف إلا مع بيان ضعفه:
ومن ذلك ما أورده عند قوله تعالى:"ثم رددنا لكم الكرة عليهم"حيث قال:(وقد
روى ابن جرير في هذا المكان حديثا أسنده عن حذيفة مرفوعا مطولا وهو حديث
موضوع لامحالة لايستريب في ذلك من عنده أدنى معرفة بالحديث والعجب كل
العجب كيف راج عليه مع جلالة قدره وإمامته،وقد صرح شيخنا الحافظ العلامة
أبو الحجاج المزي رحمه الله بأنه موضوع مكذوب،وكتب ذلك على حاشية الكتاب.
قلت:هذا المثال غير دقيق-في تقديري-لأنه لم يرو الحديث وإنما أشار إليه غير أنه
ذكر مثالا آخر ولعله يراجع الكتاب.
2-التسامح في الترغيب والترهيب:
حيث قال عند قوله تعالى:"وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن..."روى الإمام
أحمد ثم ساق الإسناد إلى أبي أمامة مرفوعا(مامن مسلم ينظر إلى محاسن امرأة
ثم يغض بصره إلا أخلف الله له عبادة يجد حلاوتها)وروي هذا مرفوعا عن ابن عمر
وحذيفة وعائشة رضي الله عنهم ولكن في أسانيدها ضعف إلا أنها في الترغيب ومثله
يتسامح فيه.
3-ذكر الحديث لمجرد بيان الضعف.
4-عدم ذكر الحديث لضعفه.
5-ذكره للحديث الضعيف في المتابعات والشواهد.
وبإذن الله سأسوق أمثلة للنقاط الثلاث الأخيرة في مشاركتي القادمة.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
من خلال إطلاعي السريع على كتاب
[FONT=&quot]الأحاديث الضعيفة والموضوعة في تفسير ابن كثير[/FONT]
[FONT=&quot]لمحمود بن محمد الملاح[/FONT]
[FONT=&quot]تبين لي عدة أسباب ومن الممكن إجمالها في الآتي :
[/FONT]

[FONT=&quot]1- أنه في الغالب يرد الأحاديث الضعيفة وينتقدها.
[/FONT]

[FONT=&quot]2- يرى الحافظ ابن كثير أن الحديث الضعيف يقوى بكثرة الطرق وليس ذلك على إطلاقه بل بحسب الحديث.[/FONT]
[FONT=&quot]3- أنه عالم بأحوال الرجال الذين أسند عنهم .
[/FONT]

[FONT=&quot]هذا بحسب علمي القاصر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
[/FONT]
 
عودة
أعلى