سؤال حول معنى آية الانعام في التضرع

شريف جعفر

New member
إنضم
13/11/2010
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم

المشايخ الأعزاء

جاءت في سورة الأنعام آية حول التضرع :

: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.

الاية هنا تشير الى الأمم و ليس الأفراد.. و السؤال هو:

هل ينطبق هذه الآية على الأفراد؟ يعني المشاكل الفردية و الاقتصادية و الأسرية هي أخذ من الله حتى يتضرع؟

أفيدونا مشكورين
 
نعم أخي الكريم فإن كان الكلام عن جمع فمن باب ألى بالفرد أن يتعظ ويعتبر
"
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ (8)​
فالخطاب للجمع والفرد أولى بالاستجابة
وكما يقولون الكلام لك واسمعي يا جارة فالخطاب تحذير للأمة بما وقع لغيرها وتحذير للفرد بما وقع لغيره بل هذا تفسير من النبي صلى الله عليه وسلم روى أحمد والطبراني والبيهقي في «شعب الإيمان» من حديث عقبة بن عامر مرفوعاً
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:
إِذَا رَأَيْتَ اللهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ ، فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ ، ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : " فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ".
أخرجه أحمد 4/145(17444) قال : حدَّثنا يَحيى بن غَيْلاَن ، قال : حدَّثنا رِشْدِين ، يعني ابن سَعْد ، أبو الحَجَّاج المَهْرِي ، عن حَرْمَلة بن عِمْران التُّجِيبِي ، عن عُقْبَة بن مُسْلم ، فذكره.​
قال الهيثمي رواه أحمد والطبراني وزاد : " { فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين } " وفي مشكاة المصابيح
إسناده جيد

تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث حسن وهذا إسناد ضعيف لضعف رشدين بن سعد وباقي رجال الإسناد ثقات​
 
السلام عليكم

الاية هنا تشير الى الأمم و ليس الأفراد.. و السؤال هو:

هل ينطبق هذه الآية على الأفراد؟ يعني المشاكل الفردية و الاقتصادية و الأسرية هي أخذ من الله حتى يتضرع؟

أفيدونا مشكورين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
زيادة على ما تفضل به الأستاذ الدكتور عبد الحميد
أقول:
الأمر بالنسبة للمؤمنين قد يختلف من شخص إلى آخر:
فقد يكون هناك مؤمن غافل يقصر في بعض الواجبات وقد يقع في بعض المحرمات فيصيبه الله ببعض البأس وبعض الضر حتى ينبهه ويرده إلى الصواب ويجعله يتضرع ويتفقد نفسه ويقلع عن ذنبه وتقصيره.
وقد يبتلي مؤمنا آخر غير مقصر في شيء من الواجبات ولا مرتكب لشيء من المحرمات ليرفع درجاته ويظهر صبره وفضله ويكفر عنه خطاياه كما هو حال الأنبياء ، روى الأمام أحمد رحمه الله ‏عن ‏ ‏مصعب بن سعد ‏ ‏قال قال ‏ ‏سعد ‏رضي الله عنه:
‏يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال :‏ ‏الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل حتى ‏ ‏يبتلى العبد على قدر دينه ذاك فإن كان صلب الدين ابتلي على قدر ذاك ‏ ‏وقال مرة أشد بلاء ‏ ‏وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر ذاك ‏ ‏وقال مرة على حسب دينه ‏ ‏قال فما ‏ ‏تبرح ‏ ‏البلايا عن العبد حتى يمشي في الأرض ‏ ‏يعني وما إن عليه من خطيئة.
ثم يجب أن ننتبه إلى شيء مهم وهو أن بعض المشاكل التي نعاني منها هو بسبب مخالفتنا لهدي القرآن والسنة في تعاملنا مع الأمور فشخص تجد عنده مشاكل أسرية لأنه لم يبن تعامله الأسرى بناء على الهدي الصحيح وكذلك مشاكله مع محيطه بناء على سلوك لم يتنبه إلى أنه مخالف لهدي القرآن والسنة ، وكذلك المشاكل الاقتصادية فتجده لا يحسن طرق الكسب ولا طرق الإنفاق فتجده يسرف وتجده أحيانا يقدم بعض التحسينات على الضرورات ، ومع كل هذا تجده صالحا في دينه وعبادته بشكل عام ولكنه ينقصه العلم الشرعي والأدب الشرعي في التعامل باختصار :الجهل بإدارة الحياة سبب لكثير من المشاكل.
وفق الله الجميع لكل خير.
 
عودة
أعلى