أخي الكريم أبا حاتم وفقه الله
أشكرك على هذا السؤال الذي يدل على ما وراءه من العقل والعلم ، وقديماً قيل : اختيار المرء قطعة من عقله.
الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع وفقه الله وبارك في علمه رجل محقق ، صاحب عمق علمي قل أن تجده عند غيره ، وله في علم الحديث اليد الطولى ، وله مشاركة بديعة في بقية العلوم ، وهو لا يرى التصنيف إلا إذا كان فيه تجديد وإضافة ، وإلا فإنه يرى أن الترك أولى إذا لم يكن فيه شيء من ذلك.
وقد اطلعت على عدد من كتبه ، وأخص منها بالذكر المصنفات التالية :
1- تيسير علم أصول الفقه. وهو من أنفع ما قرأت في أصول الفقه على كثرة المصنفات فيه.
2- العقيدة السلفية في كلام رب البرية وكشف أباطيل المبتدعة الردية ، طباعة دار الإمام مالك والصميعي.
3- المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف - طباعة مؤسسة الريان.
4- كشف اللثام عن طرق حديث غربة الإسلام.
5- تحقيقه لكتاب المقنع في علوم الحديث لابن الملقن.
6- الأجوبة المرضية عن الأسئلة النجدية.
7- تحقيق كتاب اختصاص القرآن بعوده إلى الرحيم الرحمن لضياء الدين المقدسي.
8- تحقيق كتاب الأسامي والكنى لأحمد بن حنبل.
9- تحقيق كتاب الرد على من يقول (ألم) حرف لعبدالرحمن بن مندة الأصفهاني.
10- المقدمات الأساسية في علوم القرآن - من منشورات مركز البحوث الإسلامية - بليدز - بريطانيا. وسيأتي الحديث عنه.
وله كتب مخطوطة بعضها يطبع الآن ، وبعضها لم يطبع إلى الآن ، وهي حسب علمي :
1- أحكام العورات في ضوء الكتاب والسنة.
2- إقامة البرهان على تحريم المحل المكروه.
3- التبيين لطرق حديث الأربعين.
4-تحرير البيان في سجود القرآن .
5- تحرير علوم الحديث. طبع مؤخراً. 1425هـ
6- تنقيح النقول من نوادر الأصول للحكيم الترمذي.
7- حكم الطهارة لغير الصلوات.
8- طرق حديث (أنزل القرآن على سبعة أحرف).
9- علل الحديث.
10- الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام.
11- إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره على عقد النكاح.
12- إعفاء اللحية (دراسة حديثية فقهية).
13- الإعلام بحكم القراءة خلف الإمام.
14- التبيين لطرق حديث الأربعين.
15- تنقيح النقول من نوادر الأصول للحكيم الترمذي .
وغيرها.
ومؤلفات الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع مؤلفات محررة في أسلوبها ، ولغتها ، وعلمها ، بل وفي طباعتها.
فهو من الذين يحرصون على دقيق العلم - كما تفضلت - ولا يلقي الكلام على عواهنه ، دون خطام أو زمام. وله في كتبه اجتهادات قد يوافق عليها وقد يخالفه البعض شأن كل من سلك طريق التحقيق في العلم.
وأما كتابه
المقدمات الأساسية في علوم القرآن
فهو من منشورات المركز الإسلامي في ليدز ، وهو المركز الذي يرأسه الشيخ الجديع ، بعد رحيله إلى ليدز بعد حرب الخليج الثانية نظراً لأنه - حسب علمي كما أخبرني من أثق به - كان في الكويت ، ورحل بعد الحرب إلى بريطانيا وأنشأ هذا المركز ولا يزال إلى الآن.
ولي مع هذا الكتاب تجربة شخصية ، حيث قرأته ولله الحمد - إلى الآن مرتين قراءة كاملة فاحصة سوى الرجوع إليه في بعض المسائل ، وقفت عند عباراته ، ووازنت كلامه بكلام المؤلفين ، وانتفعت به أيما انتفاع ، ولا زلت أرغب في إعادة قراءته ، وأنصح من يستشيرني من الطلاب بقراءة هذا الكتاب ، فقد اعتنى به عناية كبيرة ، فانتقى مباحثه العلمية ، وحرر عباراته ، وأجاد تقسيمه ، وأجاد طباعته حتى أصبح بغية طلاب العلم. وهو يقع في 604 صفحات.
وحتى لا يظن ظان أنه لم يأت بجديد ، وإنما كرر ما قاله السابقون ، قال في المقدمة :(لقد كانت الرغبة لدي في تحرير مقدمات مهمة تتصل بالكتاب العزيز قديمة ، وذلك على سبيل المشاركة في تقريب العلوم الأساسية لفهم الكتاب والسنة ، دون بخس لما سبق به أهل العلم في هذا الباب ، ولكن بمنهج محرر يجمع بين صحيح النقل ، وصريح العقل دون تكلف ، مجانب الاستدلال بالضعيف من الأخبار ، غير جار على المعتاد من التقليد لا في المضمون ولا في الأسلوب ، إذ لو كنا مجرد نقلة لكان الإبقاء على مؤلفات الأقدمين أولى من تكلف التصنيف).
وقد حصر حديثه في مقدمات أساسية في علوم القرآن ، لأن علوم القرآن بمعناها العام لا حصر لها بأنواع معينة. ولذلك فإن الكلام فيها إنما هو من حيث النظر إلى معرفة مقدمات أساسية ينبغي الإلمام بها لكل راغب في دراسة القرآن العزيز ، توضح مزاياه ، وتحقق إسناده ، وتهدي إلى معرفته وفهمه.
ومن خلال الدراسة تحصل له أن البحث في ذلك يتناول معرفة المقدمات الست التالية :
المقدمة الأولى: نزول القرآن.
المقدمة الثانية : حفظ القرآن.
المقدمة الثالثة : نقل القرآن.
المقدمة الرابعة : النسخ في القرآن.
المقدمة الخامسة :تفسير القرآن.
المقدمة السادسة : أحكام قراءة القرآن .
وقد أدرج مباحث أخرى مثل الكلام على خصائص القرآن ، وأسلوبه اللغوي ، وأسلوب القصة فيه ، وقوانين الجدل والمناظرة ، وطريقة وأنواع الأحكام فيه ، وشبه ذلك.
فالكتاب من أفضل ما قرأت في علوم القرآن على الإطلاق ، مع أنني لا أدع كتاباً في علوم القرآن إلا وأشتريه وأقرأه ، أو أطلع عليه اطلاعاً يكشف لي عن مميزاته سواء كان لمتقدم أو لمعاصر. وهذا الكتاب ينتفع به المتخصص وغير المتخصص على حد سواء ، بل إنني أنصح بعض الطلاب بإدمان النظر في هذا الكتاب ، والاستغناء به عن غيره لمن لا يسعفه الوقت. ومحاسنه كثيرة ، وربما يُخالَف في قليل مما ذكره واعتمده ورجحه ، ولكنني أحترم رأيه وما ذهب إليه ، ولا يدعني ذلك أقلل من شأنه وفقه الله .
والمشكلة التي نعاني منها في تقييمنا للكتب أحياناً ، أننا نحكم على كتب محررة رائعة ، بأحكام عامة باردة ، قد يقولها كل أحد ، فلو سأل أحدنا عن رأيه في كتاب لابن جرير ، قال : جيد !! ينتفع به !! وربما يقول البعض : لابأس به. ويقول مثل هذا في (كتيبات) تصدر لبعض المؤلفين المغمورين ، فلم يعد لكلمة جيد معنى.
من أجل ذلك أحببت أن أذكر بقيمة هذا الكتاب ، لعل طالب علم يقرأه فيدعو لي بدعوة صالحة بظهر الغيب أنا في أمس الحاجة إليها.
وأرجو أن ييسر الله حديثاً قادماً حول مباحث منتقاة من هذا الكتاب في ملتقى أهل التفسير.