سؤال حول حكمة ترتيب سور القرآن

إنضم
30/01/2009
المشاركات
39
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم
شيوخنا الأفاضل في ملتقى أهل التفسير المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد، بارك الله فيكم، زادكم بسطة في العلم والجسم، وتقبل الله أعمالكم في الصالحات..
سادتي الأفاضل! لدي سؤال علمي أرجو أن تتكرموا بمساعدتي فيه بالجواب، وهو:
كَثُرَ في السنوات الأخيرة الحديث عن تفسير القرآن حسب ترتيب النـزول لسوره، ومعلوم بأن أول من بدأ هذا الاتجاه هو الشيخ محمد عزت دروزة - رحمه الله - في كتابه "التفسير الحديث"، ثم الشيح عبد الرحمن حبنكة الميداني - رحمه الله - في كتابه "معراج التفكر".. وأعرف شخصيا علماء آخرين لم يكتبوا تفسيراً لكنهم من دعاة ترتيب النزول بقوة!
السؤال: إذا كان هذا الترتيب هو الأحكم فلماذا إذا لم يُرَتَّبِ القرآن على وفقه؟ ثم لماذا لم يهتم به القدماء؟ فلا نعرف أحداً منهم فسر القرآن بغير ترتيبه التعبدي الثابت في المصحف الإمام!
ثم وهذا هو السؤال الأهم عندي: إذا كان الترتيب التعبدي المجمع عليه في المصحف الإمام هو الحق؛ لكونه ترتيبا توقيفيا، أو – على الأقل - لإجماع الصحابة عليه - رضوان الله عليهم - فهل هناك سر تربوي أو دعوي خاص بهذا الترتيب؟ أم أنه لا حكمة فيه البتة! وهل هناك من كتب في هذا الموضوع، من غير أصحاب لغة الأرقام والإعجاز العددي! فأنا أريد حِكَماً تربوية، وقواعد دعوية، تُستنبط من الترتيب التعبدي، إن أمكن! خاصة وأن دعاة الترتيب النـزولي يقولون: إن الأسرار والحكم التربوية والدعوية إنما تستنبط من ترتيب النـزول فقط!.. أفيدوني بارك الله فيكم!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
شيوخنا الأفاضل في ملتقى أهل التفسير المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد، بارك الله فيكم، زادكم بسطة في العلم والجسم، وتقبل الله أعمالكم في الصالحات..
!

آمين إلا في التي باللون الأحمر فعندنا منها الكثير نسأل الله العافية.

ولا أتصور في من بلغ واكتمل نموه أن يبسط له في جسده ، إلا أن يحمل أثقالاً مع أثقاله "يسمن". كفانا الله وإياكم شر السمن .

هذه من باب الدعابة أخي الكريم أرجو أن يتسع لها صدرك.
 
عليك أخي بكتاب:
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور.
المؤلف:
إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي

وكتاب:
التحرير والتنوير.
المؤلف:
محمد الطاهر بن عاشور.
فلعلك تجد فيهما بعض بغيتك.

وكتاب:
أسرار ترتيب القرآن
للسيوطي
 
الأخوة الكرام:
أولاً: لا مجال لترتيب القرآن وفق نزوله، ومن هنا وجدنا من ينتقد دروزة وينكر عليه.
ثانياً: في الوقت الذي نتمكن فيه من الجزم بنزول تدريجي في آيات تتحد في الموضوع يمكن عندها الاستفادة من حكمة التدرج كما هو الأمر في تحريم الخمر والربا.
رابعاً: محاولة تفسير القرآن الكريم وفق النزول تجعلنا نذهل عن السياق الذي يساعدنا في الفهم، بل أساس في التفسير.
خامساً: الكتب التي تهتم بالتناسب بين الآيات واالسور تفيدنا في هذا الباب، وكذلك الكتب التي تهتم بالسياق. ويمكن الاستفادة من تفسير الأساس لسعيد حوى. ولا ننسى الظلال لسيد قطب.
 
أيضا : كتب علوم القران تناولت حكم كثيرة لترتيب السور على ما هو الآن في مصاحفنا كالإتقان للسيوطي ومناهل العرفان للزرقاني والبرهان للزركشي ..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
شيوخنا الأفاضل في ملتقى أهل التفسير المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم وهذا هو السؤال الأهم عندي: إذا كان الترتيب التعبدي المجمع عليه في المصحف الإمام هو الحق؛ لكونه ترتيبا توقيفيا، أو – على الأقل - لإجماع الصحابة عليه - رضوان الله عليهم - فهل هناك سر تربوي أو دعوي خاص بهذا الترتيب؟ أم أنه لا حكمة فيه البتة! !


ترتيب سور القرآن وآياته وكلماته توقيفي ، وما كان كل ذلك إلا بالوحي ومن عند الله .والدليل على ذلك – إضافة إلى إجماع الصحابة عليه ، والروايات التي تؤيده – هو النظام العددي المحكم الثابت الموجود في المصحف .
وهو ما أخبرنا سبحانه عنه بقوله :
" وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك . ورتلناه ترتيلا "
رتلناه : أي رتبناه ترتيبا محكما . [ 32 الفرقان ]
( رتل : استوى وانتظم وحسن تأليفه ، ورتل الشيء: نسقه ونظمه .ورتل : جود تلاوته . المعجم الوسيط 1/327 )
فمعنى الترتيل في العربية هو الترتيب ، وأما تجويد التلاوة – وهو المفهوم السائد – فهو من المعاني المستحدثة فيما بعد .
ولما كان هذا الترتيب إلهيا ، فهو مختلف عما يمكن أن يتخيله البشر لو أرادوا محاكاة القرآن في ترتيبه ، وتضمين كتبهم أسرارا عددية ، وبالتالي فهو ترتيب لا يجري وفق مقاييسنا البشرية جملة وتفصيلا . وليس صحيحا ما يزعمه البعض أن العلاقات الرياضية في القرآن هي مما يمكن أن نجدها في أي كتاب ، أو أنها مما يقع تحت قدرات البشر ، فمثل هذا القول يحتاج إلى دليل . ولو وجد مثل هذا الكتاب البشري المزعوم الذي يتحدثون عنه لما بقي مجهولا إلى الآن .
فأما الحكمة من هذا الترتيب – أي ترتيب القرآن على نحو مغاير لترتيب نزوله – فذلك ليكون في الزمن الذي يكتشف فيه ، وجها من وجوه إعجاز القرآن الدالة على مصدر القرآن وصدق الرسالة ، بلغة تتناسب مع تقدم العلوم والمعارف ، وخطابا يصلح لمن ليست العربية لغته .
وإذا كان البعض يصر على رفض هذا التفسير ، فسبب ذلك هو تعدد الروايات والقراءات في القرآن ، مما يجعل انطباق أي نظام عددي مكتشف في أي منها أمرا غير ممكن في باقي الروايات ، وهو ما يحتاج معه إلى تفسير مقبول .
كما أن هذا الرفض ، لا يقوم على دراسة وافية شاملة للنظام العددي في القرآن ، وإنما يستند أصحابه إلى جزئية أو أكثر ، يظنون أنها تمثل النظام العددي في القرآن بكل تفاصيله ، وهذا تصور ساذج للنظام العددي في القرآن ، لا يصلح للحكم عليه .
وعلى أي حال ، فإن الوصول إلى رأي صحيح في مسألة الترتيب القرآن والحكمة منه ، لن يكون إلا بدراسات تنطلق من القرآن نفسه لا من الروايات التي يعارض بعضها بعضا . وحينئذ يكون الحكم في هذه المسألة للقرآن الذي وصلنا محفوظا بتعهد من الله سبحانه ، وليس إلى تضارب الأقوال والاجتهادات .
( فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) [ الرعد 17 ]
 
ترتيب سور القرآن وآياته وكلماته توقيفي ، وما كان كل ذلك إلا بالوحي ومن عند الله .والدليل على ذلك – إضافة إلى إجماع الصحابة عليه ، والروايات التي تؤيده – هو النظام العددي المحكم الثابت الموجود في المصحف .
وهو ما أخبرنا سبحانه عنه بقوله :
" وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك . ورتلناه ترتيلا "
رتلناه : أي رتبناه ترتيبا محكما . [ 32 الفرقان ]
( رتل : استوى وانتظم وحسن تأليفه ، ورتل الشيء: نسقه ونظمه .ورتل : جود تلاوته . المعجم الوسيط 1/327 ) فمعنى الترتيل في العربية هو الترتيب ، وأما تجويد التلاوة – وهو المفهوم السائد – فهو من المعاني المستحدثة فيما بعد .

هذا الكلام غير جيد ومنافي للصواب ، فالترتيل معناه التلاوة المجودة ، وهذا ما أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم في أول سورة المزمل:
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4))

قال بن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره:
"وقوله: { وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا } أي: اقرأه على تمهل، فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره. وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه، قالت عائشة: كان يقرأ السورة فيرتلها، حتى تكون أطول من أطول منها. وفي صحيح البخاري، عن أنس: أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كانت مدًا، ثم قرأ { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم. "

وقال الزمخشري في تفسيره:
"ترتيل القرآن : قراءته على ترسل وتؤدة بتبيين الحروف وإشباع الحركات ، حتى يجيء المتلوّ منه شبيها بالثغر المرتل : وهو المفلج المشبه بنور الأقحوان ، وألا يهذّه هذا ولا يسرده سرداً ، كما قال عمر رضي الله عنه : شر السير الحقحقة . وشر القراءة الهذرمة ، حتى يشبه المتلو في تتابعه الثغر الألص ."

وروى أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا"


فهل بعد هذا يكون إطلاق الترتيل على التلاوة مستحدث؟
 
هذا الكلام غير جيد ومنافي للصواب ، فالترتيل معناه التلاوة المجودة ، وهذا ما أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم في أول سورة المزمل:
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4))

فهل بعد هذا يكون إطلاق الترتيل على التلاوة مستحدث؟

ما معنى الترتيل ؟ :
الترتيل مصدر " رتل " والراء والتاء واللام في لغة العرب جذر لغوي يدل على التنسيق والترتيب ، وعلى حسن الأداء إذا حمل على الكلام .فالأصل في معنى الترتيل هو الترتيب . قالت العرب : ثغر رتل أي مفلج الأسنان منتظمها ، بين كل سن وسن فواصل دقيقة لكنها ملحوظة على نسق ونظام مرتبين .
( فسر بعضهم قوله تعالى [ ورتل القرءان ترتيلا ] أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير . صبحي الصالح : : مباحث في علوم القرآن ص 70 نقلا عن الزركشي : البرهان 1/259 ) .
( وفي المعجم الوسيط ، رتل : استوى وانتظم وحسن تأليفه ، ورتل الشيء : نسقه ونظمه . ورتل : جود تلاوته 1/327 ) .
فهذا هو الأصل في الوضع اللغوي ، معنى الترتيل هو : الترتيب والتنسيق . ومنه استعيرت بقية الصور في الكلام ، ومنها التجويد وتحسين التلاوة في القرآن .

" وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك . ورتلناه ترتيلا " رتلناه : أي رتبناه ترتيبا محكما . [ 32 الفرقان ]

وبعبارة بسيطة : لو أخرجنا " امرأ القيس " الشاعر الجاهلي ، من قبره ، وسألناه ما معنى رتل ؟ فهل سيذكر الترتيب أم تجويد التلاوة ؟ من المؤكد انه سيذكر الترتيب ، ولن يذكر عن تجويد التلاوة شيئا لأن القرآن لم يكن قد نزل بعد .. فالترتيب هو الأصل لا مجال للشك في ذلك .

أما لماذا ساد معنى التجويد ( ونحن لا نرفضه ) على حساب الترتيب الذي كاد أن يغيب نهائيا ، فمسألة أخرى .
 
ما معنى الترتيل ؟ :
وبعبارة بسيطة : لو أخرجنا " امرأ القيس " الشاعر الجاهلي ، من قبره ، وسألناه ما معنى رتل ؟ فهل سيذكر الترتيب أم تجويد التلاوة ؟ من المؤكد انه سيذكر الترتيب ، ولن يذكر عن تجويد التلاوة شيئا لأن القرآن لم يكن قد نزل بعد .. فالترتيب هو الأصل لا مجال للشك في ذلك .

أما لماذا ساد معنى التجويد ( ونحن لا نرفضه ) على حساب الترتيب الذي كاد أن يغيب نهائيا ، فمسألة أخرى .

سبحان الله آتيك بكلام الله وأمره لرسوله:
(يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4))

فماذا كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل كان يقوم يرتب أوراق المصحف ومواضع السور؟ أم كان يقوم يتلو القرآن؟

ثم آتيك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبين أن المراد بالترتيل هو التلاوة.

وآتيك بكلام المفسرين على أن المراد بالترتيل هو التلاوة المجودة.
وآتيك بكلام أهل اللغة وأنت بنفسك كتبته ،وهذه زيادة:

"فأما الترتيل في القرآن فهو الترسُّل فيه. وقال أبو عُبيدة في قوله عزّ وجل: " ورَتِّل القُرآنَ ترتيلاً " ، أي بَيِّنْه وأرسِله إرسالاً، وكذا كانت قراءتُه، صلَّى الله عليه وسلَم، فيما روي." جمهرة اللغة - (ج 1 / ص 187)

"وفي التنزيل العزيز ورَتِّل القرآن ترتيلاً قال أَبو العباس ما أَعلم الترتيل إِلاَّ التحقيق والتبيين والتمكين أَراد في قراءة القرآن وقال مجاهد الترتيل الترسل." لسان العرب - (ج 11 / ص 265)

"رتل
التَرْتيلُ في القراءة: التَرَسُّلُ فيها والتبيينُ بغير بَغْيٍ. وكلامٌ رَتِلٌ بالتحريك: أي مُرَتَّلٌ. وثغرٌ رَتَلٌ أيضاً، إذا كان مستويَ النبات." الصحاح في اللغة - (ج 1 / ص 241)

ثم تقول لو أخرجنا امرأ القيس!!!

وأقول لسنا بحاجة إلى امرأ القيس يفسر لنا ألفاظ القرآن فقد فسر"الترتيل" من أنزل عليه "صلى الله عليه وسلم" قولاً وعملاً.

ونحن لا نجادل في أن المصحف قد رتب ترتيبا دقيقا ومحكما فهو من عند الله العليم الحكيم وأن آية سورة الفرقان " ورتلاناه ترتيلا" تحتمل هذا المعنى وغيره.

أما القول بأن الترتيل بمعنى القرأة المجودة مستحدث ، فهذا ما أرفضه لأنه مصادم للقرآن وللسنة.

ثم إن استخدام العرب للفظ " ترتيل" وإن كان مأخوذ من صور مادية حسية ، فإن غالب استخدامهم لهذه اللفظ إنما ما هو في المعاني اللفظية اللغوية:

"وقال الرَّاغِبُ : التَّرْتِيلُ : إرْسالُ الكلمةِ من الْفَمِ بِسُهُولَةٍ واسْتِقامَةٍ . قلتُ : هذا هو المعنى اللَّغَوِيُّ وعُرْفاً : رِعايَةُ مَخارِجِ الحُرُوفِ وحِفْظُ الوُقوفِ وهو خَفْضُ الصَّوْتِ والتَّحَزُّنُ بالقراءَةِ كما حَقَّقه المُناوِي . وفي العُبابِ : قولُه تعالى : " ورَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً " أي أنْزَلْناهُ مُرَتَّلاً وهو ضِدُّ الْمُعَجَّلِ . وتَرَتَّلَ فيه : إذا تَرَسَّلَ . "
تاج العروس - (ج 1 / ص 7085)

اللهم وفقنا لما يرضيك.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
وأقول لسنا بحاجة إلى امرأ ( امرىء) القيس يفسر لنا ألفاظ القرآن فقد فسر"الترتيل" من أنزل عليه "صلى الله عليه وسلم" قولاً وعملاً.

لا ضرورة لهذا الأسلوب في الطرح - فامرؤ القيس يعبر عن زمنه ويتكلم بلغته - وخلط ما نعنيه بما لا نعنيه .

الفكرة واضحة ولا تحتاج إلى جدل واسع ، هي :

قبل أن يصبح الترتيل مصطلحا ذا دلالة دينية ، وقبل أن يرتبط بتلاوة القرآن ، ما كانت دلالته ؟ ألم يكن يعني الترتيب والتناسق ؟ أيهما أسبق : الدلالة على الترتيب أم الدلالة على التلاوة ؟
وحتى نزيل سوء التفاهم - هذا الذي يصر على صحبتنا - خذ لفظ الصلاة ، لفظ الأذان ، لفظ الزكاة : هل كانت هذه الألفاظ تعني قبل الإسلام ما أصبحت تعنيه بعد ارتباطها بمفاهيم دينية جديدة ؟ الألفاظ موجودة قبل نزول القرآن ، وحينما نزل القرآن ارتبطت بمفاهيم ودلالات جديدة ..

وإلى اليوم :فنحن نقول رتلٌ من الدبابات ، وأرتال من السيارات ومن الجنود ..

ونحن لا نجادل في أن المصحف قد رتب ترتيبا دقيقا ومحكما فهو من عند الله العليم الحكيم وأن آية سورة الفرقان " ورتلاناه ترتيلا" تحتمل هذا المعنى وغيره.

هذا كلام صحيح ، وهو ما يهمني ، ونحن متفقان عليه .
وفقك الله
 
قبل أن يصبح الترتيل مصطلحا ذا دلالة دينية ، وقبل أن يرتبط بتلاوة القرآن ، ما كانت دلالته ؟ ألم يكن يعني الترتيب والتناسق ؟ أيهما أسبق : الدلالة على الترتيب أم الدلالة على التلاوة ؟
وحتى نزيل سوء التفاهم - هذا الذي يصر على صحبتنا - خذ لفظ الصلاة ، لفظ الأذان ، لفظ الزكاة : هل كانت هذه الألفاظ تعني قبل الإسلام ما أصبحت تعنيه بعد ارتباطها بمفاهيم دينية جديدة ؟ الألفاظ موجودة قبل نزول القرآن ، وحينما نزل القرآن ارتبطت بمفاهيم ودلالات جديدة ..

والذي يهمنا هو الدلالة الشرعية ، الذي يهمنا هو الاستعمال الشرعي ، لأنه هو الذي يجب أن يفهم من خلاله النص.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا أحبتي الأفاضل! والله لقد استفدت من أجوبتكم جميعا! فما من مداخلة إلا وفيها جانب من الحق.. بارك الله فيكم.. أما فيما يخص مسألة الترتيل التي وقع فيها النزاع بين الأخوين محب القرآن والشيخ عبد الله جلغوم، فهي كما قالا جميعا، والأصل اللغوي لمادة رتل في المعاجم هي الجمع والترتيب والتنظيم كما ذكر الشيخ جلغوم، لكنها استعملت في السياق القرآني بمعنى الترسيل للقراءة أيضا، وهو من مجازها؛ لأن ترتيل القرآة ترتيب لمخارج الحروف والأصوات. وهو واضح من آية المزمل بما يقارب القطع واليقين! فإثبات شيء - يا أخي عبد الله جلغوم - لا يلزم عنه بالضرورة إلغاء غيره! ورب لفظ في كتاب الله له أكثر من معنى وهو أمر استقرائي قطعي..
أما بالنسبة لقضيتي فلم أجد في المصادر التي تكرم بها علي الإخوة شيئا يتعلق صراحة بترتيب دعوي وفقه مرحلي لترتيب السور على المصحف الإمام، مع أنني موقن بأن فيه حكمة بالغة! أعني على المستوى الدعوي الصرف! لكنني بكل صراحة لم أكتشفها بعد! وأما كتاب نظم الدرر للبقاعي والظلال لسيد قطب والأساس لسعيد حوى فكلها تتحدث عن نسق موضوعي في الترتيب لا عن ترتيب دعوي ينبني بعضه على بعض كما يتحدث أنصار ترتيب النـزول! حتى سيد قطب رحمه الله - وهو من هو في تتبع الأسرار الدعوية خاصة – فإنه عندما يتحدث عن فقه مرحلي في الدعوة والتشريع فإنما يتحدث عنه بناء على ترتيب النزول، رغم أنه فسر القرآن على الترتيب المصحفي! فأفيدونا بارك الله فيكم! وحبذا تكون الإفادة بسطر منقول عن أي مصدر أو مرجع حديث في الموضوع.. تقبل الله منكم أجمعين!
وأما بالنسبة لدعابة الأخ محب القرآن – حفظه الله - فلي معه وقفة في المداخلة التالية:
 
وأما بالنسبة لدعابة الأخ الحبيب "محب القرآن" فعلى الرأس والعين! وإذا لم يتسع صدري لمحبي كتاب الله؛ فلمن يتسع إذن؟ بيد أنني أحب أن أعلق على ملاحظتك أخي تعليقا صغيراً، وهو أن بسطة الجسم لا تعني السمن بأي حال من الأحوال! ولكنها القوة والفتوة! كما ورد بها السياق في القرآن. ومن فضل الله أن يديم سبحانه هذه النعمة على العبد حتى في شيخوخته! ولم لا؟ والحديث يدل عليه كما تعلم: (واجعله الوارث مني!) ثم إنني ما دعوت الله لكم جميعا بذلك إلا محبة في أهل القرآن، ورغبتي في أن يرزقهم الله قوة البدن للقيام بحق العلم بقوة! فتأمل..! ثم لأنني – عافاكم الله وسلمكم – مرض منذ أكثر من سنة وأنا أكتب بحوثي متمددا على جنبي والحمد لله! كما أنا أفعل الآن على فراشي الساعة، والحاسوب الصغير بين يدي. والحمد لله على نعمة المرض فقد كان لي فيه والله خير عظيم! سلمكم الله جميعا ورزقكم دوام العافية!
 
أحبك الله الذي أحببتنا فيه
وأسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء العاجل ، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية.
 
عودة
أعلى