سؤال حول الاستفهام في القرآن الكريم ؟!

أريام

New member
إنضم
07/03/2006
المشاركات
12
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الرياض
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم ..


أرجو ممن لهم باع في علم التفسير الإجابة عن سؤالي وهو ..


س : هل هناك قاعدة ثابتة في معرفة أنواع الإستفهام في القرآن ؟!


مع جزيل الشكر ..



أريام ..[/align]
 
معرفة نوع الاستفهام تعرف من خلال السياق ، وليس هناك قاعدة ثابتة للتفريق بين أنواع الاستفهام بحسب علمي واطلاعي . وهناك موضوع نوقش فيه موضوع الاستفهام من هذه الزاوية تقريباً في هذه المشاركة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2334
وليت الأستاذ محمد عتوك يجيب على هذا السؤال فله نظرات دقيقة في مثل هذه الموضوعات البلاغية .
 
إعلم أن الاستفهام أسلوب حواري تداولي من عناصره:
-سائل يجهل المعلومة.
-مسؤول يتوسم فيه امتلاك المعلومة.
-تعبير لغوي موجه بأداة استفهام أو تنغيم صوتي يقوم مقام الأداة.
إذا توفرت الأركان الثلاثة بشروطها ومواصفاتها المذكورة فذلك الاستفهام الحقيقي.
إذا غاب ركن أو غاب القيد الوصفي للركن فذلك مؤشر على كون المراد غير الاستفهام......فيبحث عن المراد في قرائن السياق كالتعجب أو السخرية أو التمني أو التوبيخ أو الإرشاد........الخ هذه المعاني أو الأغراض المختلفة يسميها الآخرون: الاستلزام الحواري للاستفهام أو خروج الاستفهام عن مقتضاه بتعبير الأولين.
والآن:
فلينظر الإنسان في استفهام القرآن.....ليرى بمقتضى البند الأول أن كل استفهام يقوله الله عزوجل فلا بد أن يحمل على غير الاستفهام الحقيقي لأن وصف "جهل المعلومة "يستحيل على عالم الغيب والشهادة...أما الاستفهام الصادر عن غير الله فينظر في شأنه فقد يحتمل ظاهر الاستفهام أو غيره....وليس هنا ضابط عام لتعين المراد فهو مناط بفهم المتلقي للكلام :
فلو قلت لشخص:
-كم عدد شعر هذا الفرس؟
لعرف المسؤول أن ظاهر الاستفهام غير مراد بسبب البند الثاني.ويبقى تعيين المراد متوقفا على السياق أهو الاستهزاء أم التعجيز.
لو قال شخص لمن هو ماثل أمامه:
-هل جئت؟
كان المراد من صيغة الاستفهام غير معنى الاستفهام قطعا بسبب البند الأول..وقد يكون المراد التعجب مثلا.
لو قال شخص لنفسه:
-ماذا أنا فاعل الآن؟
لعرفنا أن الاستفهام غير مراد بسبب غياب الركن الثاني...وقد يكون الاستلزام هو الحيرة أو التردد أو غير ذلك.
ويقاس على هذا .....
والله أعلم.
 
الأخ الفاضل فهد الناصر طلب متمنيًا أن يجيب الأستاذ محمد عتوك على هذا السؤال، فأجاب الأخ أبو عبد المعز- جزاه الله خيرًا- على ذلك جوابًا لم يدع بعده سؤالاً لسائل... ولكن مع ذلك فإن لي تساؤلاً، أرجو من الأخ أبو عبد المعز أن يجيب عليه لعل الأخ السائل ينتفع بجوابه:
قوله الله عز وجل:( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )(البقرة/106)... اختلف المفسرون في معنى الاستفهام فيه:
فقال جار الله الزمخشري: الاستفهام للتقرير، وأيده أبو حيان.
وقال ابن عطية: ظاهره الاستفهام المحض.
وقال الفخر الرازي: المراد بهذا الاستفهام التنبيه.
وقال الزركشي: الأوْلى أن يحمل على الإنكار.
فأي معنى من هذه المعاني هو الصحيح ؟
 
سؤالك-أخي-فأي معنى من هذه المعاني هو الصحيح ؟
يستدعي التنبيه على أمور:
البلاغة مدارها على الربط بين المقال والمقام.فتنطلق من طرف لتنتهي عند الآخر.
فاستحضار المتلقي للمقام وتصوره له يحمله على تأويل المقال بحيث تحصل المطابقة.ولما كان من المستحيل أن تجد في ذهنين مختلفين صورة موحدة عن المقام كان لا بد من اختلاف التأويل....ولك أن تعتبر بالمشاهدة البصرية:فلو أن شخصين ينظران من موضع واحد إلى مشهد واحد فهل تقول إنهما يريان شيئا واحدا.كلا.لأن عوامل نفسية معقدة تؤثر في المرئي فينتبه أحدهما إلى ما لا ينتبه له الثاني.بل إن حقل الرؤية-فزياويا –لا محالة مختلف لأن الراصدين لا يمكن أن يحتلا مرصدا واحدا في الزمان والمكان....هذا والرؤية البصرية مادية في جانبها الكبير فكيف بالرؤية الذهنية التي هي كلها معنوية...
للتوضيح نتدبر قوله تعالى:
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (28) سورة البقرة.
قد تستحضر المقام التالي:
ناس يرون آيات الله جلية في أنفسهم وهم مع ذلك يكفرون بربهم....ألا يستدعي صنيع هؤلاء التعنيف واللوم.....بلى،فليكن الاستفهام في هذا المقام إذن توبيخيا.
قد تستحضر المقام السابق .....ولكن هذه المرة ينصرف تصورك إلى المفارقة الواضحة بين الآيات التي لا تخفى والإنسان الذي لا يرى...أليست المفارقة عجيبة.بلى،فليكن الاستفهام إذن تعجبيا.
قد تستحضر المقام السابق......ولكن هذه المرة تمتعض من هذا السلوك المشين وتنفر منه فطرتك المفطورة على الاعتراف بالجميل.....فليكن الاستفهام إذن إنكاريا.
وقد تستحضر المقام السابق.......وتطفو على سطح ذهنك كل تلك المعاني متزاحمة ومتنافسة فيصعب عليك أن تلغي بعضها فما الحل؟
سهل جدا ،قل إن الاستفهام في الآية الكريمة توبيخي تعجبي إنكاري.......
تقول كل ذلك ......وكل ذلك صحيح.
نعود إلى الآية :
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة/106)...
-قول ابن عطية مستبعد جدا بل هو باطل.....لأن الاستفهام المحض يفترض جهل السائل..بدليل أن المعنى اللغوي للاستفهام هو طلب فهم(است=طلب) والمعنى الاصطلاحي لا يختلف كثيرا عن الأول...إ لا أن يكون لابن عطية فهما خاصا للاستفهام...
-قول الزركشي : الأوْلى أن يحمل على الإنكار.
قوله أقيس وأسعد بكلام أهل النحو والبلاغة الذين ضبطوا الانكار بما يلي:
الاستفهام الإنكاري نفي
وفرعوا عليه:
-ولذا يجيء بعده الاستثناء.
-ولذا لا معادل له.
-ولذا فقوله تعالى( يقولون هل لنا من الأمر من شيء ) هل للاستفهام الإنكاري بقرينة زيادة ( من ) قبل النكرة وهي من خصائص النفي.
فيكون معنى الآية عند الزركشي:
الله تعالى ينكر على من يجهل إطلاق القدرة الإلهية فهذا ليس مما يغتفر فيه الجهل.
تنبيه:
المعنى المختار عند الزركشي يستلزم أن يكون المخاطب عامافي قوله "تعلم" ولا يجوز أن يكون عائدا على الرسول صلى الله عليه وسلم.....لأنه أعلم خلق الله بالله......فتنبه.
قول الزمخشري أن الاستفهام للتقرير معناه أن قدرة الله مما يعلمه المخاطب بلا شك.....فكأن الآية خبرية مفادها:أنت تعلم أن الله على كل شيء قدير....ووظف الاستفهام لغرض أن يخرج هذا الاعتراف من فم المسؤول وذلك اقطع للجدل على قاعدة "الاعتراف سيد الأدلة".
ويظهر لي والله أعلم أن الزمخشري لاحظ الاستفهام والنفي مجتمعين...
فالاقرار على العبارة المثبتة لا المنفية.....
لو كان الاقرار بالنفي يكون المعنى أن المخاطب فعلا يعلم أنه لا يعلم أن الله على كل شيء قدير... أي الاقرار بالجهل.....
ليس عندي متسع من الوقت للرجوع إلى الكشاف لمعرفة مقصود جار الله ......فلعل السائل الكريم يفعل.
 
هناك كتاب ذو أربعة أجزاء واسمه :
التفسير البللاغي الإستفهام
في القرآن الحكيم

للدكتور: عبد العظيم إبراهيم المطعني

وهو أول تفسير موضوعي لـــ ( 1260 ) استفهاما في القرآن كله .
وهو من نشر
مكتبة وهبة في القاهرة مصر
 
جواباً على سؤال الأخ الفاضل سليمان داود أقول، والله المستعان:
أولاً- إذا دخلت همزة الاستفهام على نفي، كما في قوله تعالى:( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة : 106 ) - ( أََلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) (البقرة/ 107) - ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ) (الحج/ 70) - ( أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ) (هود/ 78 ) - أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ) (العنكبوت : 68 )، احتمل الاستفهام معنيين:

أولها: طلب الفهم.
والثاني: التنبيه والتذكير.

ويترجح الثاني في الآيات السابقة بكون المستفهم هو الله عز وجل.. ولهذا لم يكن قول ابن عطية مستبعداً حين ذهب إلى أن هذا الاستفهام ظاهره الاستفهام المحض. وكان الرازي على صواب حين ذهب إلى أن الاستفهام للتنبيه.

ثانياً- لا يجوز أن يكون الاستفهام في ذلك ونحوه للتقرير إلا بدخول الباء على( أن واسمها وخبرها )، وعلى الخبر المنفي بليس، كما في قوله تعالى:( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ) (العلق/ 14)- ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ ) (الزمر/ 37 ).

وأما ما ذهب إليه الزمخشري من أن الاستفهام في آية البقرة للتقرير فيحمل على إرادة الباء، فيكون تقدير الكلام عنده:( أَلَمْ تَعْلَمْ بأَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ).. والله تعالى أعلم !
 
شكراً لكم جميعاً على هذه الأجوبة والتعقيبات ، ولي عودة إن شاء الله لهذا الموضوع .
 
عودة
أعلى