سؤال حول إشكال في فهم آية ( يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا)الآية

ناصر صلاح

New member
إنضم
26/07/2013
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
إيران
السلام عليكم و رحمة الله
وقع لي إشكال في فهم معنى الآية:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾
لو أننا سعينا - أي :مضينا - إلى المسجد بعد سماع النداء فعادتاً لا نصل إلى المسجد إلا بعد فواتنا دقائقاً من الخطبة إن لم يكن كلها..فكيف اشتُرط في الآية السعي إلى ذكر الله بحصول النداء؟
فهل لحرف " إذا" في هذه الآية معنى خاص؟
أم أنني ما فهمت المراد من قول الله تعالى ( إذا نودي للصلاة ) ؟
أم أن في الآية فائدة فقهية و هي عدم وجوب سماع الخطبة و هذا إذا قلنا بأن المراد من كلمة " الذكر" في قول الله تعالى ( فاسعوا إلى ذكر الله) أي: الصلاة - دون الخطبة - كا قال تعالى: ( و أقم الصلاة لذكري ) ..ففي هذه الحالة نقول أن الناس إن مضوا إلى المسجد بعد سماع النداء من منازلهم سيصلون إلى الصلاة..؟

فأفيدوني مأجورين بارك الله فيكم
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،
تأمل في التعبير بـ (فاسعوا) في الآية الكريمة ، فإنه يدل على وجوب الاستماع
 
بسم1
صلاة الجمعة هي :
1- الصلاة وقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)
2- والخطبة ، قوله تعالى ( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) وفيها اسباب نزول (مسنده صحيحه ) .

التبكير لصلاة يوم الجمعة
عن أَبي هريرة رضى الله عنه : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( مَن اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ، ثُمَّ رَاحَ في الساعة الأولى فَكَأنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ في الساعة الثَّالِثَةِ ، فَكَأنَّمَا قَرَّبَ كَبْشاً أقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ ، فَكَأنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ ، فَكَأنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ، فَإذَا خَرَجَ الإمَامُ ، حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ )) متفقٌ عَلَيْهِ​

- تامل قوله صلى الله عليه وسلم ( يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ ) واشتمال الذكر للخطبه .
- واذان صلاة الجمعة ، مرتبط بقوله صلى الله عليه وسلم ( فاذا خرج الامام ) فيكون ( والله أعلم ) قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ ) بداية الشعائر ، واقل التكليف ، بترك كل شي والسعى الذي فيه معنى السرعة والجد في المشي .
- البيوت كانت متقاربة في العهد النبوي ، اما الان لوجود مكبرات الصوت مثلا .. فلابد من التقدير .
- واهمية الساعات التي تسبق اذان صلاة يوم الجمعة .

والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
جزاکما الله خیرا علی المساعدة
و الأخ عمر أحمد:
جزاک الله خیرا علی الفائدة التِی ذکرت فِی معنی الذکر..
أما بالنسبة لاستدلالکم بقرب البیوت فِی المدینة فما أظن أن یکون صحیحاً..
و ما زال السؤال متعلقاً بذهنِی..
 
أما بالنسبة لاستدلالکم بقرب البيوت فِي المدينة فما أظن أن يکون صحيحاً..

اخي / ناصر صلاح - السلام عليكم ورحمة الله ..
الدليل تجده في مسالة الاذان الثاني في عهد عثمان رضي الله عنه .
و حديث السائب بن يزيد –رضي الله عنه ( إن الأذان يوم الجمعة كان أوله حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر في عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر –رضي الله عنهما-، فلما كان في خلافة عثمان –رضي الله عنه-وكثر الناس (وتباعدت المنازل) أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث ، فأذّن به على الزوراء ، فثبت الأمر على ذلك) رواه البخاري وغيره ، ورواية (تباعدت المنازل) لابن حميد وابن المنذر وابن مردويه كما ذكر ذلك العلامة الألباني في رسالته "الأجوبة النافعة".

وقد علق القسطلاني في شرحه للبخاري على هذا الحديث بأن النداء الذي زاده عثمان هو عند دخول الوقت، وسماه: ثالثا باعتبار كونه مزيدًا على الأذان بين يدي الإمام والإقامة للصلاة، وأطلق على الإقامة أذانًا تغليبًا، بجامع الإعلام فيهما، وكان هذا الأذان لما كثر المسلمون فزاده اجتهادًا منه، وموافقة سائر الصحابة له بالسكوت وعدم الإنكار؛ فصار إجماعًا سكوتيًّا.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

ولمزيد الفائدة في الاذان الثاني الرابط هنا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
جزاک الله خیرا و بارک فیک
فعلی هذا هل یصح لنا أن نقول أن تعلیق السعي إلی المسجد بسماع النداء في الآیة هو بدلیل حالتهم الخاصة أي قربهم من المسجد - و هو عندي من حیث بیان الحالة و معاجة الواقع شبیه بقوله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أَو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم}
 
جزاک الله خيرا و بارک فيک
فعلي هذا هل يصح لنا أن نقول أن تعليق السعي إلي المسجد بسماع النداء في الآية هو بدليل حالتهم الخاصة أي قربهم من المسجد - و هو عندي من حيث بيان الحالة و معاجة الواقع شبيه بقوله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أَو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم}

قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9)
الصحيح في كلمة ( سعا ) هنا هو : القصد والتوجه الي الله ، وعدم الانصراف الي بيع وشراء عند سماع النداء ( الاذان ) لمن كان مجتمع داخل المصلى فعلا وليس لمن كان خارجه ، يدل على ذلك السياق واسباب النزول ، فالاية فيها الامر بترك البيع والشراء والانصراف لذكر الله عند سماع النداء وان كان هذا الامر يشمل من كان داخل المصلى او خارجه في بيته ، متجره وقد كان كلامنا السابق في من كان خارج المصلى فعليه الاسراع لادارك الخطبه ومن فاته شي منها ، يحتاط لامره ويقدر ، فلايفوت الاجرمع الاشارة الي ان سماع الخطبة ليس شرطاً لصحة الصلاة، ولذلك تدرك الجمعة بإدراك ركعة منها، لما رواه النسائي وغيره، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أدرك من صلاة الجمعة ركعة، فقد أدرك الصلاة. ومن العلماء من قال بوجوبها ، فالمتاخر بغير عذر عليه الانتباه لهذه الاحكام .
فايات سورة الجمعة ،لاتعلق لها بقرب البيوت او بعدها ، لان التعليل متعلق بما جاء في اسباب النزول وهو الانصراف عن الخطبه عند وجود عارض كاللهو والتجارة ، فلايصح تشبيه ذلك بقوله تعالى ( فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) للفرق فهذه الاية الاخير كانت لسبب اخر الا وهو حرج بعض المؤمنين من طواف الصفا والمروة ( لامر كان في الجاهلية ) . واشير اخيرا الي ان فعل عثمان رضي الله عنه كان من باب الحرص على ادراك الساكن البعيد ، لاذان خروج الامام والخطبه

والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله
 
بسم1​

لـ "إذا"قبل فعل الماضي أحكام أشار إليها النحويين و منها أنه يأتي بمعنى: "قبل"،و الدليل قول الله سبحانه وتعالى:
{ فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم }
و انظر للمزيد حول هذه المسألة تفسير الآية، و كتاب"أثر الدلالة النحوية و اللغوية في استنباط الأحكام من آيات القرآن التشريعية" للدكتور عبد القادر عبد الرحمن السعدي "
 
اخي ناصر ..
إذا : الظرفية تدل على الاستقبال الزماني .. متضمنة لاسلوب الشرط

{ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } (سورة النحل 98)
فاستعذ بالله : جملة جواب الشرط

{ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ } (سورة الجمعة 9)
فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ : جملة جواب الشرط

والله اعلم
 
أخي العزيز عمر أحمد السلام عليكم و رحمة الله
من المعلوم أن محل الإستعاذة قبل القراءة و لكن ظاهر الآية يمكن أن يفهم منه أن الإستعاذة تكون بعد البدء بالإستعاذة أو بعد الإنتهاء منها..
و جزاك الله خيرا
 
اخي ناصر ..
حول مشاركتك الاخيرة (المشاركة 10) انظر كلام الامام ابوبكر الجصاص رحمه الله
التالي :
قال أبو بكر : قوله : { فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ } ، يقتضي ظاهرُه أن تكون الاستعاذة بعد القراءة ، كقوله : { فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً } [ النساء : 103 ] ، ولكنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف الذين ذكرناهم الاستعاذة قبل القراءة ، وقد جرت العادة بإطلاق مثله . والمراد إذا أردت ذلك كقوله تعالى : { وإذا قلتم فاعدلوا } [ الأنعام : 152 ] ، وقوله : { فإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب } [ الأحزاب : 53 ] ، وليس المراد أن تسألها من وراء حجاب بعد سؤال متقدم ، وكقوله تعالى : { إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } [ المجادلة : 12 ] ، وكذلك قوله { فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ } ، معناه : إذا قرأت فقدِّم الاستعاذة قبل القراءة ، وحقيقة معناه : إذا أردت القراءة فاستعذ ، وكقول القائل : إذا قلت فاصْدُقْ ، وإذا أحرمت فاغتسل ، يعني : قبل الإحرام ، والمعنى : في جميع ذلك إذا أردت ذلك ؛ كذلك قوله : { فإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ } ، معناه : إذا أردت قراءته . وقول من قال : " الاستعاذة بعد الفراغ من القراءة " شاذٌّ ، وإنما الاستعاذة قبل القراءة لنفي وساوس الشيطان عند القراءة ، قال الله تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنّى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان } [ الحج : 52 ] ، فإنما أمر الله بتقديم الاستعاذة قبل القراءة لهذه العلة . والاستعاذةُ ليست بفرض ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلّمها الأعرابي حين علّمه الصلاة ، ولو كانت فرضاً لم يُخْلِهِ من تعليمها .أحكام القرآن للجصاص (ت 370هـ).

ملاحظة :
مع مراعاة طبيعة العلاقة الرابطه بين فعل الشرط وجواب الشرط من جهة السبب والتلازم ، فإن كان جواب الشرط ليس مسببا لفعل الشرط بل ملازم له ، فلا مانع من وجود ووقوع الجواب قبل الشرط .. .


والله اعلم
 
عودة
أعلى