سؤال المنهج في العلوم الاسلامية

محمد بنعمر

New member
إنضم
07/06/2011
المشاركات
440
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
انطلاقا من هذه المقولة "أن سلامة الأفكار والمضامين متوقفة على مدى سلامة المناهج"، واعتبارا لأهمية المنهج في العلوم التراثية من حيث الحضور والاشتغال، ونطرأ لآن المنهج هو الطريق المسدد للمعرفة ،والموصل إليها ،و السبيل الكاشف لها . فان الإشكال المنهجي كان حاضرا بقوة في العلوم الإسلامية، باختلاف تخصصاتها،وتعدد مجالاتها،وتنوع مداخلها....
بحيث كان لعلماء الإسلام، عناية بالغة، و اهتماما فائقا،واشتغالا واسعا بالمنهج خاصة مناهج العلوم التي تشتغل على إنتاج المعرفة في الثقافة العربية الإسلامية .فكان لكل تخصص علمي اهتمامه الخاص بالمنهج حسب المجال الذي يشتغل فيه، أو الذي ينتمي إليه ....
وهو ما جعل علماء الإسلام يتقيدون بالمنهج في بحوثهم ،و يلتزمون به في دراساتهم، ويرجعون إليه في كتاباتهم و يعتمدونه في مؤلفاتهم ومصنفاتهم. ..
وهذا مؤشر قوي ، وجلي على مدى ضعف الموقف القائل بان خطاب المنهج كان خطابا غائبا ، وباهتا في التراث العربي الإسلامي....
وان المسالة المنهجية في التراث العربي الإسلامي، لم تنل حقها من البحث والدرس ، والعناية ،والمتابعة الاكاديمية....
مع العلم أن العلوم التراثية تنقسم وتتفرع بدورها إلى علوم مقصودة لذاتها ،وعلوم مقصودة لغيرها، وهي المرادة بالعلوم الالية أو المسددة كما نعتها ووصفهاابن رشد الحقيدت595ه .
وهي العلوم التي تنزع ، وتتجه نحو بيان المنهج في كل علم ،علما أن المنهج هو الطريق المسدد إلى المعرفة، والعاصم لها من الزلل، و الهادي للمشتغل بها عن الخطأ،و هو المحصن للباحث من أن يظل عن الطريق .
كل هذا يدفعنا إلى القول بأن الإشكال المنهجي ،كان حاضرا بقوة بين علماء الإسلام، وراسخا في أذهانهم،وثابتا في عقولهم،وحاضرا في أبحاثهم.....
[h=1]فنجد لكل طائفة علمية نزوع نحو تحرير الأصول، وتحقيق الضوابط ،و بيان القواعد المنهجية الخاصة بالعلم التي تشتغل عليه.فعلم أصول التفسير علم يشتغل على القواعد المعينة للمفسر على فهم الخطاب القرءاني،وعلم أصول الفقه علم معين للفقيه في فهم النص، واستنباط الحكم الشرعي منه....[1] ..وعلم النحو هو علم بأصول وقواعد بمقتضاها يعرف بها صحة الكلام من فساده،[/h]هذا السند العلمي يعني إن الإبانة والإفهام ،والبيان ،كان مسعى كثير من العلوم في التراث العربي الإسلامي....
فكل علم اختار الوجهة التي يشتغل بها ،و فيها ،وعليها في مسعاه نحو استكشاف المعنى واستخلاص الدلالة في النص .....
إن هذا الحضور القوي للمنهج بشكل قوي في علوم التراث تدفعنا إلى التحفظ مما جاء في هذه الورقة التي كانت مقدمة ورقة المؤتمر الدولي الثاني "بناء علم أصول التفسير: الواقع والآفاق الذي نظمه مركز مبدع بفاس المعرب يوم 10-11-12-ابريل :2015..
ومما جاء في هذه الورقة "....إن من المعلوم أن الأمة قد بدأ وجودها العلمي والحضاري بنزول القرآن الكريم، ثم نشأت العلوم انطلاقا من هذا النص العظيم، تخدمه، وتفسره، وتستنبط منه، ونشأت مع ذلك علوم أخرى نتيجة تفاعلها مع غيرها من الأمم بسبب الفتوحات ،وغيرها. فتكوّن من كل ذلك تراث الأمة الذي يملأ خزائن الدنيا.
وقد اعتنت الأمة بتلك العلوم تنظيرا وتطبيقا، فوضعت لها القواعد والضوابط والمناهج والمصطلحات والنماذج والتطبيقات.
غير أنه من اللافت للانتباه عند المشتغلين بالدراسات القرآنية أن الأمة لم تُنضج "العلم الضابط لبيان القرآن الكريم"، كما صنعت مع علوم أخرى مثل مصطلح الحديث وأصول الفقه ،والنحو والبلاغة وغيرها..."...
وهذا ما يتعارض كليا من كون علوم التراث علوما بيانيا ،اختارت وجهة البيان و التفسير والاستمداد منطلقها هذه القاعدة التي تنص بصريح العبارة أن الأصل في الخطاب القرءاني البيان والوضوح....
فالقرءان الكريم كما صرح بذلك الإمام الطبري ت310ه في تفسيره"أبين البيان،وأوضح الكلام،ومحال أن بوجد فيه شيء غير مفهوم المعنى....". [2].
إضافة إلى ما اشرنا إليه سابقا وهو أن الحضارة العربية الإسلامية توصف عند الكثير بأنها حضارة التفسير ،والتأويل،والقراءة باعتبار أن التأويل هو الوجه الأخر للنص....
محمد بنعمر
المعرب


[1] -نطريه الاعتبار في العلوم الإسلامية لعبد الكريم عكوي:11

[2] -تفسير الإمام الطبري:10/ص20
 
-المنهج وتداخلية العلوم في الثرات العربي الاسلامي
[h=1]إن مفهوم التداخلية من حيث هي نسق معرفي ومنهجي مشيد للعلوم الإسلامية ، كانا حاضرة في التراث العربي الإسلامي بشكل قوي،فهي من ابرز المناهج التي يجب الاستعانة بها، واستثمارها في قراءة التراث العربي الإسلامي، آو في فهم الآليات المنتجة لهذا التراث ، سواء في جانب المضامين او في جانب المحتويات، أو في جانب الآليات المركبة والمنتجة لهذه المضامين.[/h][h=1]علما أن الذي ساهم في حضور هذه التداخلية في العلوم الإسلامية بشكل قوي ،هو محورية الخطاب القرءاني وحضوره القوي بين العلوم الإسلامية.هذه العلوم التي اختارت مجتمعة الاشتغال على الجانب البياني في القرءان الكريم..[/h]
 
تمخض عن مركزية النص القرآني، ومحوريته في الثقافة العربية الإسلامية ، أن قامت شبكة متكاملة ، ومتداخلة من العلوم، من فقه وأصول ،وحديث وسنة ،وتفسير وقراءات، وغيرها من العلوم الشرعية، بالإضافة إلى العلوم المسماة بعلوم الآلة، أو العلوم المساعدة وهي علوم اللغة العربية من نحو، وصرف ، وتصريف ومعجم ،وفقه لغة ،وبلاغة، و هذه العلوم كان لها حيّز واسع ،وحضور قوي ،وتواجد معلوم، ومتميز، ومستمر في مباحث العلوم الشرعية...
 
-من قواعدعلماء الاصول:
-الاصل في الخطاب البيان.
لا تكليف بالمجمل.
 
-ان الذي جعلني اشتغل على المنهج في العلوم الاسلامية ما سمعته من اتساذي الدكتور طه عبد الرحمان عندما صرح ان الااشتغال بالمضامين غلب على العناية بالاليات والمناهج بين الباحثين والدارسين المعاصرين..
 
عودة
أعلى