سؤال : القرآن أصل اللغة و قواعدها - فكيف يكون معجزا لغويا ؟

إنضم
29/12/2011
المشاركات
22
مستوى التفاعل
1
النقاط
3
الإقامة
مصر
بسم1
بعض المستشرقين يطرح هذه الشبهة فما رأي الأخوة هنا ؟
بمعنى ما وجه الاعجاز إذا كانت القواعد اللغوية و النحوية قد وضعت بناء على مرجعية القرآن ؟
أرجو أن يكون السؤال واضحا
و جزاكم الله خيرا
 
قواعد اللغة والنحو نشأت في بيئة القرآن، بالقرآن على أساس القرآن كعلم لا ككينونة أي أن وجوها من أوجه قواعد اللغة العربية دُوّنت وضُبطت واشتغل العلماء فيها بأسلوب علمي. وهذا لا يعني أن العرب قبل نشوء هذا العلم كانوا يتكلمون ويتحدثون بدون قواعد.
الفرق هنا بين عرب متقدمين يعرفون اللغة ويمارسونها بالسليقة والفطرة وعرب متأخرين يسلكون السبيل العلمي في ذلك. نفس الشيء ينطبق هنا على إعجاز القرآن إذ أن المتقدمين فريقين: فريق من كبار أهل الفصاحة والبيان تعرفوا على الإعجاز بالذوق والتجربة، وفريق عرف وجه هذا الإعجاز بالمشاهدة والإذاعة أي مشاهدة كبار بلغائهم وفصحائهم عاجزين عن مواجهة التحدي ثم إذاعة وإنتشار هذا الحدث بين الناس، أما المتأخرين فلم يكن أمامهم من سبيل إلا تتبع المنهج العلمي للتعرف على الإعجاز مما أدى إلى نشوء علوم أخرى تتعلق بالبيان كما نشأ علم الأدب المقارن.

وبركات القرآن لا تتوقف عند هذا الجانب الأدبي من العلوم بل كان القرآن أساس البيئة التي دفعت إلى نشوء وتطوير معارف أخرى أدبية ومادية.
 
مما تعلمتُه في حوار غير المسلمين:
مهما ظننتَ السؤال يسيراً
اقرأ السؤال مرة،
ثم اشرب كوباً من الشاي،
ثم أشغِل نفسك أو فكر بقضية أخرى،
ثم اقرأ السؤال مرة أخرى وأنت مرتاح
بعد فترة لا تقل عن ساعتين؛
لعل في السؤال خدعة!
نعم.. لا تُسلّم للخصم بصحة سؤاله
فقد يحتوي السؤال (بقصد أو بغير قصد) على أغلوطة ما،
فإن قمت بالرد (بدون تصحيح الأغلوطة الورادة في السؤال) ستبني إجابتك على باطل،
وكل ما بني على باطل فهو باطل!
ما وجه الاعجاز إذا كانت القواعد اللغوية و النحوية قد وضعت بناء على مرجعية القرآن ؟
يرى بعض المخالفين (بناء على قاعدة أن المنتصِر هو الذي يكتب التاريخ) أن علماء المسلمين قاموا بتكييف قواعد النحو والصرف العربية لـ(تبرر) بعض القضايا اللغوية في القرآن، بينما الحق أنهم كتبوا القواعد من خلال استقراء ما ورد في القرآن وما ورد من أقوال لشعراء وأدباء العرب بل حتى عوام الأعراب في زمن مخصوص.
لذا لا نسلم لهم بأن القواعد كتبت فقط من خلال تتبع القرآن الكريم؛ فإن كثيراً من القواعد تم تقعيدها بلا أي شاهد من القرآن الكريم.
بل لعلهم سيصلون - إن سلّمنا لهم بصحة زعمهم - إلى الظن بأن العرب كان كل كلامهم قبل نزول القرآن سماعياً بلا قواعد ضابطة ناظمة له (حتى لو على البداهة) ومن ثم الاستنتاج بأن القرآن الكريم لا مزية له؛ لأنه نزل على أمة بدائية من الرعاع، لا يعرفون كوعاً من بوع، تارة يرفعون الفاعل وتارة ينصبونه وتارة يجرونه.. الخ
ومن هذه المقدمة سيبنون نتيجة: أن لا مزية للحكم بمهارة نجار عادي، إن كان كل المنافسين له من العميان مقطوعي الأيدي.

أما ما وجوه دلائل الإعجاز البياني للقرآن الكريم - كما يقترح شيخي د. جمال أبو حسان - فلا أكثر منها، وما على الباحث عنها سوى تتبع ما كتبه الجرجاني إلى عصر (يويتيوب) د. فاضل السامرائي مروراً بالرافعي وفضل حسن عباس رحمهم الله، ومن ثم ينتقي للطرف الذي يقوم بحواره ما يناسبه من تلك الدلائل.
 
السلام عليكم
هذا هو ما يقولونه بلغتهم الانجليزية:
http://im40.gulfup.com/b9Aw1.bmp
(لدي رابط للكتاب لمن يريد)
و كما تفضل الأستاذ عبدالرحمن
نعم.. لا تُسلّم للخصم بصحة سؤاله
فقد يحتوي السؤال (بقصد أو بغير قصد) على أغلوطة ما،
فإن قمت بالرد (بدون تصحيح الأغلوطة الورادة في السؤال) ستبني إجابتك على باطل،
وكل ما بني على باطل فهو باطل!
ذكر أحد الأخوة أيضا:
ظني أن السؤال ليس صحيحاً!!

هل حين نزل القرآن غير من قواعد اللغة التي يتكلم بها العرب؟
أم نزل بنفس القواعد التي كان يتكلم بها العرب قبل نزوله - وهي قواعد اللغة العربية-؟
والإجابة أن القرآن نزل بنفس القواعد التي كان يتكلم بها العرب قبل نزوله, ولو كان هناك لحن في القرآن - أي كلام على غير قواعد اللغة المعروفة عند العرب- لما سكت عليه العرب ولعابوا عليه كثيراً واعتبروها سقطات وحينها سيستهزءون على صياغة هذا الكلام وحينها لم يكن معجزاً لأنه كلام فيه أخطاء, والعربي القح لا يخطيء في اللغة والخطأ واللحن يعتبر معيبة ومعرة.
لذلك فالقرآن ليس أصل اللغة بالنسبة للعرب قبل نزول القرآن ولكنه حفظ قواعد اللغة لمن جاء بعد ذلك فأصبح أصلاً من الأصول بعد ذلك.
وهناك قاعدة تقول أن اللغة بنت السماع
أي ما نطق به العرب الأقحاح فهو اللغة الصحيحة وما لم ينطقوا به فليس لغة صحيحة لذلك فكل ما جاء عن شعراء العرب في الجاهلية يقعد قواعد في اللغة فهو أصل من الأصول في اللغة, ولذلك فقواعد اللغة وأصلها هم العرب أنفسهم الذين تكلموا بهذه اللغة بينهم وقعدوا قواعدها عمليا نطقاً وسماعاً بغير كتابة لها والكتابة أتت كما هو معروف بعد ذلك .
فإعجاز القرآن للعرب أنه جاء بكلامهم وقواعدهم وأصولهم ولكن بأجمل وأبدع الأساليب العربية وأفصح الكلمات وأجمل المعاني وأروع التنسيق والترتيب, فعجزوا عن محاكاة هذه الفصاحة والبراعة على الرغم أنهم هم أصحاب اللغة.
فصياغة السؤال ظني أنه تريد أن تأصّل أصلاً هو ليس بأصل, وكأن القرآن هو الذي أصّل اللغة للعرب وكأنهم تعلموا اللغة من القرآن!!!!
والله أعلم فلست متخصصاًَ في علوم القرآن ولا في اللغة, وأظن أن أهل اللغة هم الأجدر بالإجابة على هذا السؤال.
و أضاف آخر:
القرآن تحدى الناس أجمعين أن يأتوا بـ(مثله) والمثلية هنا مطلقة لا في شيء دون شيء ولا في جانب دون جانب..

والمقصود أن يأتوا بمثله في التراكيب والأساليب مع صحة المعاني ودقتها في وفائها بالمطلوب وإشباع النفس بما تريد الآيات بيانه بحيث لا تطلب مزيد بيان..

فالقرآن العظيم كله حق فهو غاية في دقة التراكيب وسلامة الأساليب بحيث تعبر عما تريد بدقة مطلقة مع المصداقية المطلقة..

هذا في الوقت الذي تؤثر فيه في النفس فتتفاعل معها فرحاً وحزناً وحباً وبغضاً..

ولم يكن هذا -مع تقصيرنا في بيانه- إلا في القرآن العظيم..
------
و من يقرأ انجليزية سيعرف مدى تزييف المستشرقون للحقائق و سعيهم لتشويه الدين من خلال قراءته لما هو مكتوب في الفقرة أعلاه !
 
ومن هذه المقدمة سيبنون نتيجة: أن لا مزية للحكم بمهارة نجار عادي، إن كان كل المنافسين له من العميان مقطوعي الأيدي

لو صح التشبيه فالصانع غير عادي ، والمبدع وعمله غير اعتيادي ولا معهود ولايوجد في البشر مثله، كما انه لم يصنع كرسي أو مركبة فضاء ...لاتستطيعه مقطعي الأيدي والأطراف، وإنما تكلم بكلام صياغته معجزة من كل وجه
فالقرآن نزل بلغة العرب المتقنة الألفاظ ، الدقيقة المعاني، وانتقى منها أدق وأحسن ألفاظها في سبك أعظم المعاني، وأدق العلوم ، وألطف الإشارات، وحقائق الإعتقادات، وصور الآيات والدلالات والوقائع (حاضر ماض مستقبل)، كما ان الرب تحدى ليس بالألفاظ ومواضيعها في موضوعها فقط ، وإنما أيضا، وضع فيها علوم مستقبلية علمية وكونية وقضائية ربانية(تاريخية ومجتمعية وإنسانية، تخص(أو تعم) أفراد وجماعات ومجتمعات، وأزمنة وأمكنة) تعجز البشرية عن الإنباء بها وتحقيقها كما عُرضت وسيقت ووعد بها.
 
Yet, if the Quran sets the standard for what is correct, it cannot, by definition, be faulty in any particular.
هذا الكلام صحيح وغير صحيح في آن. المهم هو السياق. لأن ما يقال هنا في اللغة يقال في كل شيء تناوله القرآن من قضايا الإيمان والتقوى والعبادة وغير ذلك. أما حكاية الألفاظ الغير العربية في القرآن فهي حكاية لا قيمة لها ولو كان فيه شيء غير عربي أو فيه شيء عربي غير مبين لاستخدمه المكذبين من قريش في دعم حجتهم أن القرآن من أساطير الأولين أو الذي علّم محمد صلى الله عليه وسلم بشر وغير ذلك من الإدعاءات التي كانوا يطلقونها ولمّا وقفوا على حقيقة ما يدّعون قالوا لاتسمعوا له والغوا فيه وبعد كل الإدعاءات الباطلة والحملات الإعلامية وسياسة المقاطعة والحروب النفسية وجدوا أنفسهم أمام حل الإضطهاد والتهجير ثم الحرب.

وهي مقولة صحيحة حيث تجد البعض لا يعلمون ما النحو ولا ما العربية يقولون القرآن فيه "أخطاء لغوية". وقد رأيت بنفسي واحد أستاذ هندوسي لا يعرف من العربية حرف يقول للدكتور ذاكر عبدالكريم نيك - الداعية الهندي المتخصص في مقارنة الأديان - أن القرآن فيه أخطاء نحوية، فأجابه: كيف يكون فيه أخطاء نحوية وعلم النحو نشأ في ظل القرآن؟ جوابه جميل ولكن هو لم يفصّل. عندنا نوعين من النحو والنوعين مستويات. النحو بالسليقة و النحو بالوضع العلمي. النحو بالوضع العلمي نشأ من تربة القرآن وكل وجه في هذا النحو العلمي غير وجه القرآن فالقرآن مهيمن عليه. هذا ينطبق على النحو بالسليقة أيضا لأن البناء القرآني، مثل الألفاظ القرآنية في ذلك، نزل بأحسن ما كان معهودا عند العرب.

أما أسباب تعظيم القرآن فالكاتب يفصل ما لا يُفصل كما يخلط بين إعجاز القرآن والإيمان به. ليس كل من آمن بالقرآن في فجر الإسلام آمن به بسبب تذوقّه لجمال النظم القرآنية بل منهم من آمن لأنه عرف هذا الوجه دون تذوق أو شاهد من يعرف أو خالط وعرف من تذوق ومنهم من آمن بالسمع تناقل آراء الفصحاء في جمالية القرآن بين الناس، وتناقل أخبار عجز كبارهم عن المواجهة وإنصرافهم عن هذا الميدان، ومنهم من آمن بسبب الترتيل، بسبب التعاليم، ووقع القرآن على النفس، والمناسبات، بسبب ما كان يذاع حول ترقّب بعثة نبوية، وأشياء أخرى ندرسها ونتعلمها من السير. إذن قوله إن تعظيم القرآن ليس بسبب جماله، يقصد الإعجاز، ولكن بسبب كونه مقدّس، فلسفة تخبّطيه بلا معنى.
 
سلام عليكم
من درس تاريخ تدوين علوم اللغة العربية لايطرح مثل هذا السؤال،لأننا نعلم أن أول فن من فنون اللغة العربية ألف فيه هو النحو،ولم يكن سببه بيان إعجاز القرآن ،بل كان لأجل صيانة الكلام العربي من اللحن ،أمّا علم البلاغة فكان متأخرا عنه ،وكان الدافع إليه هو بيان إعجاز القرآن.
وشيء آخر غاب عن هذا السائل،هو أن مستند اللغويين في تدوينهم لقواعد اللغة العربية ،إنما كان من خلال كلام العرب شعرهم ونثرهم .
هذا باختصار فإذا أردتم التفصيل ،فسيكون في فرصة أخرى ـ إن شاء الله ـ
 
عودة
أعلى