إجابة الأخ حمدي رزق محمد
إجابة الأخ حمدي رزق محمد
بسم1
[align=justify]يرجع ذلك لعدة اسباب منها ما يلي :
1- للتنبية عليها فى بعض الحالات التي كان يحكم فيها ابن كثير على الحديث .
2- وفى الحديث الذي لم يصل اليه سنده كان ( يُورد أسانيد غيره – والقاعدة الحديثية تنص على – و من أسنَد فقد برئت عُهدته ، وسَلِم من الانتقاد ؛ لأنه أظهر الإسناد أو ساقه وأحال عليه ، فعلى الناظر في الكتاب أن ينظر في الإسناد ) .وكان ابن كثير يورد الأسناد دون التعليق على الحديث لعلم أهل زمانه بالأسناد .
3-وقد يُورد الإسناد وينتقده ويُبيّن ضعفه ، ولا ينتبه القارئ إلى ذلك .
وقد تكون صيغة التضعيف غير معروفة للقارئ ، مثل أن يقول : يُروى .. أو : رُوي .. أو هذا حديث منكر ، أو غريب ، ونحو ذلك .
ومثال ذلك هذه القصة ،
ذكر في الأثر يا شيخ عن عمر رضي الله عنه هذا الأثر ,,,
ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أيها الناس ما إكثاركم في صداق النساء وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإنما الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله أو كرامة لم تسبقوهم إليها فلا أعرفن ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم قال ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا النساء صداقهم على أربعمائة درهم قال نعم فقالت أما سمعت ما أنزل الله في القرآن قال وأي ذلك فقالت أما سمعت الله يقول { وآتيتم إحداهن قنطارا } الآية قال فقال اللهم غفرا كل الناس أفقه من عمر ثم رجع فركب المنبر فقال إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صداقهن على أربعمائة درهم فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب قال أبو يعلي وأظنه قال فمن طابت نفسه فليفعل
الراوي: مسروق - خلاصة الدرجة: إسناده جيد قوي - المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 2/212
فإن ابن كثير قال عن بعض طُرُقها وأسانيدها : طريق أخرى عن عمر فيها انقطاع .
والانقطاع نوع من الضعف .
فهو إذاً قد أشار إلى تضعيف القصة .
وقوله : إسناده جيد قوي ، لا يعني تصحيح الحديث ، وهذا أمْر معروف عند المحدثين .
4- و ربما ظهر للأمام ابن كثير ضعف الحديث ولكن كان يؤكد المعنى شاهد أو تابع من حديث صحيح او حسن فكان يعتمد ابن كثير على هذا الحديث لما يعضدته من روايات أخرى . ( قال ابن كثير: "..لأن الضعف يتفاوت فمنه من لا يزول بالمتابعات –يعني كرواية الكذابين، والمتروكين- )
5- أو كان يروي الحديث لأنه كان يعمل بقاعدة جواز ( رواية الحديث الضعيف في فضائل الأعمال , والرقائق والزهد والترغيب والترهيب والقصص ونحوها , مما لا يتعلق به حكم شرعي من الأحكام الخمسة , من حل وحرمة , كراهة , إيجاب , واستحباب . )
6- عدم علم ابن كثير بضعف الرواية ( ولو لم يُشِر إلى ضعف القصة لا يلزم من تضعيفها انتقاص قَدْر مثل ابن كثير رحمه الله ؛ لأنه ليس من شرط العالِم الإحاطة بِكل العِلْم .
بل حتى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم لم يُحط أي منهم بالعلْم كلّه . فإن كبار الصحابة خفيت عليهم مسائل ، وعَلِمها غيرهم .
فإذا كان هذا في خيار الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف بِغيرهم ؟! وهي سنة الله في الكون كما بين الهدهد ونبي الله سليمان ، وهو يقول له : ( أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ) .
فاستدراك عالم على آخر قد يكون بمعرفة طُرُق للحديث – مثلا – لم يقف عليها العالم الآخر ، ويكون هذا بسبب ما طُبِع من الكُتُب ، وما اجتمع لدى ذلك العالِم من كتب لم تكن قد انتشرت أو طُبِعت في زمن ذلك العالم .
وقد يأتي طالب عِلم فيطّلع عل ما لم يطّلع عليه عالم كبير ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
هذا والله أعلم [/align]
___
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته