سؤال: الدراسات القرآنية.. هل تندرج ضمن التفسير الموضوعي؟

إنضم
23/01/2007
المشاركات
1,211
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
كندا
الموقع الالكتروني
www.muslimdiversity.net
كنت أقرأ خبرا في موقع الجزيرة نت عن صدور كتاب بعنوان: "الأنا والآخر من منظور قرآني" من تأليف السيد عمر ومنشورات دار الفكر. فبدا لي أن أتساءل: هل مثل هذه الدراسات القرآنية، التي تدرس موضوعا ما من زاوية قرآنية أو من منظور قرآني، تندرج ضمن ما يسمى التفسير الموضوعي؟

وما هي الشروط التي يتوجب توفرها في محتوى البحث، كي يسمح للكاتب الادعاء بأن تحليله يمثل عرضا من منظور قرآني، وليس توظيفا (أو انتقاء) لبعض الآيات كي تخدم فكرة جاهزة في ذهن المؤلف ويريد الدفاع عنها ؟

بعبارة أخرى: متى يكون الكاتب مفسِّرا موضوعيا، ومتى يكون موظِّفا للآيات القرآنية (أو لنقل: مستشهدا بالقرآن) لخدمة موضوع ما يريد بسطه ؟

سؤالي يمثل رغبة في الفهم فقط، ولا علاقة له بالكتاب الذي لم أقرأه (وأرجوذلك يوما ما لأن عنوانه مثير للانتباه).

الخبر في الرابط التالي:
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/AB53DB7F-3F47-4870-B70E-DEF01CE673FB.htm
 
التفسير الموضوعي له ضوابط معينة وأحسن من كتبها الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد في كتابه المدخل إلى التفسير الموضوعي وقد لخصها الخالدي في كتابه التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق .
 
جزاكم الله خيرا. وقد بحثت عن الكتابين على الإنترنت فلم أجدهما.
وليت أحد الأفاضل يذكر عناوين الضوابط المقترحة.
 
سبق في الملتقى طرح عدد من الموضوعات التي تناقش هذه القضية: التفسير الموضوعي وإشكالية المصطلح والمنهج.

ولا بأس من إعادة طرحها مرة أخرى لأنها قضية متجددة الظهور هذه الأيام بصور مختلفة.
 
وفيما يخص السؤال أعلاه يمكن التركيز على نقطتين:

الأولى: المقصود بالتفسير الموضوعي، فعلى أساس تحديد هذا المصطلح يمكن النظر فيما يدخل تحته من القضايا وما لا يدخل.
ومن المعلوم أنه ليس كل دراسة قرآنية تدخل تحت هذا اللون من التفسير، فالدراسة القرآنية اسم شامل لكل ما يخص القرآن الكريم من الدراسات سواء ما يتعلق بمعانيه (تفسيره) أو علومه (نزوله، جمعه، قراءته ...الخ) وحديثنا هنا خاص بلون معين من الدراسات وهو الموضوعات المطروحة من وجهة نظر قرآنية –كالذي أشرت إليه أخي محمد أعلاه-.
والأصل أن كثيرا من هذه الدراسات يمكن أن يندرج ضمن التفسير الموضوعي، لأنها جميعا تنطلق من خلال البحث القرآني لقضية من القضايا، وهذا أحد أنواع التفسير الموضوعي(1).
فإذا ثبت أن هذه الدراسات تدخل تحت هذا النوع من التفسير تبقى النقطة الثانية وهي:
هل التزم الكاتب بالمنهجية العلمية للتفسير الموضوعي؟
أو ما مدى ارتباط الكاتب بالقرآن الكريم الذي جعله مدار بحثه؟
يظهر أن عددا من الدراسات في هذا الباب قد أخلت بما ينبغي أن يكون عليه البحث القرآني الملتزم، ويظهر ذلك في صور شتى لعل أبرزها هو الانطلاق من قاعدة توسيع مفهوم التفسير الموضوعي، وجعله منصبا على الحديث المقاصدي الفضفاض، والذي يتمكن الكاتب من خلاله من إيراد ما يريد دون الحاجة للرجوع إلى المصادر الأصيلة الأخرى: السنة – أقوال السلف.
وهذا طريق سلكه عديدون رغبة في التملص من كل يقيد بحوثهم لأنه -في نظرهم- "أقصر طريق لتجاوز المعاني المباشرة للألفاظ القرآنية والتفلت منها, وفيه مجال رحب لاقتطاع الآيات من سياقها - سياق النص وسياق الواقع -, فيسهل به التأويل والتحريف" (2).

ـــــــــــــــــــــــــ
(1) من الباحثين من يرى أن إطلاق كلمة (تفسير) لا تصلح لهذا اللون من الدراسة، لأن التفسير هو بيان المعنى، أما هذه الدراسات فهي مبنية على الفوائد والاستنباطات لا على معاني جديدة للنص القرآني، فعلى رأيه يمكن أن يطلق عليها اسم (موضوعات قرآنية) لا تفسيرا موضوعيا.
(2) العبارة الأخيرة اجتزأتها من مشاركة قديمة في الملتقى للأخ نايف الزهراني.
 
عودة
أعلى