سؤال الجارية: ....... أين الله ؟

العرابلي

New member
إنضم
10/04/2007
المشاركات
156
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الأردن
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال الجارية: ....... أين الله ؟
جاء أحد الصحابة يستشير الرسول صلى الله عليه وسلم في جواز عتق جارية له أعجمية عن رقبة عليه، أو كفارة لطمه لها، فلما أحضرها للنبي صلى الله عليه وسلم ليختبر إيمانها؛ "سألها أين الله؟ فقالت في السماء، وسألها من أنا؟ فقالت: أنت رسول الله"، وفي رواية قال لها؛ "من ربك قالت: الله ربي"، وفي رواية؛ "فمد النبي يده إليها وأشار إليها مستفهما مَن في السماء"، وفي رواية عندما سألها أين الله؟ أشارت إلى السماء بإصبعها، وفي بعضها تحديد الإصبع بالسبابة، وعندما سألها من أنا؟ أشارت إليه وإلى السماء، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم اعتقها فإنها مؤمنة.
وفي رواية؛ قال لها: (( أتشهدين أن لا إله إلا الله )) قالت: نعم، قال: (( أتشهدين أني رسول الله )) قالت: نعم، قال: (( أتؤمنين بالبعث بعد الموت )) قالت: نعم.
وقد استوعب تلك الألفاظ بأسانيدها الحافظ البيهقي في السنن الكبرى بحيث يجزم الواقف عليها أن اللفظ المذكور هنا مروي بالمعنى حسب فهم الراوي.اهـ
هذه القصة رواها الجميع إلا البخاري والملاحظ في هذه الروايات؛ أن من روى القصة بنفسه كما جاء عن "معاوية بن الحكم"رضي الله عنه أو "رجل من الأنصار" لم يذكر أنها أشارت إلا السماء، وجعل جوابها عن السؤال أن الله في السماء، ومن روى القصة ممن حضرها كأبي هريرة رضي الله عنه وغيره، ذكر إشارة الجارية برفع رأسها، والإشارة بإصبعها السبابة إلى السماء، وإشارتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى السماء عن سؤال النبي لها من أنا ؟.
وهذه القصة دلت على أن صاحب الجارية لم يعرف حالها من الإيمان بنفسه، لعلة فيها، ولا يعرف كيف يستنطقها لبيان ما في نفسها، فهو يجهل الحال التي هي عليه، فأحضرها للرسول صلى الله عليه وسلم ليتولى بنفسه معرفة حالها من الإيمان. لأنه جاء في رواية؛ "فإن كنت ترى هذه مؤمنة فاعتقها"
واختبار هذه الجارية الخرساء، أو الأعجمية، التي لا تفصح، أو اختبار عدة جوار مثلها بهذا الأسلوب، هو بسبب أعجمية المختبَرة أو المختبَرات، فإن كان الراوي هو مالكها ترجم إشاراتها إلى أقوال، لقدرته على فهمها من طول التعامل معها، وتفسير إشاراتها، وأما من حضر غير مالكها، فهو يصف الإشارة، أو الإشارة وتفسيرها، لقلة معايشة مثل هذا الموقف.
لذلك جاء تفسير إشارتها إلى السماء؛ بأن الله في السماء.
والحقيقة أن الإشارة إلى الأعلى إلى جهة السماء ليس إشارة إلى السماء أو السموات وحدها، بل هو أيضًا إشارة أيضًا إلى ما فوق السموات من الآفاق، وإلى آخر حدود الكون المرئي، وغير المرئي، وما بعد ذلك مما لا يعلمه إلا الله، فالإشارة إلى أعلى إشارة إلى المطلق الذي لا حدود له ينتهي عندها، خلاف الإشارة إلى الأرض فتتحدد بمحدودية الأرض... وهذا هو الأنسب والذي يقبل ممن لا يستطيع أن يبين ما في نفسه بالكلمة..
وإلا فإن في الأصول يجب النطق بالشهادتين؛ أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
وكان في إشارتها تبرئة لها من عبادة الأصنام التي كانت تعبد في جزيرة العرب، فإلـهها ليس من هذه التي نصبت في الأرض.
ففي السماء لا يعبد إلا الله عز وجل، أما في الأرض فيعبد الله عز وجل، ويعبد غير الله.
وهذه الإشارة هي قدر لا يكفي في ثبوت إسلام المرء دون النطق بالشهادتين لمن كان قادرًا على النطق والكلام، لكنها نابت عن إقرارها، ودلت على ما في قلبها من الإخلاص ومعرفة الله.
والقول هو الإبانة عما في النفس بالكلام وبالإشارة؛ فإن فهم مراد الإشارة كان كالقول بالكلمة.
وقيل بأن "أين" التي هي للاستفهام عن المكان؛ استعملت في استعلام الفرق بين الرتبتين في المنـزلة والدرجة فنقول أين فلان من فلان؟ وسؤال الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية يحتمل أن يكون من هذا الباب.. وليس عن المكان .... فكانت إجابتها تفيد؛ أن الله في سمو وارتفاع وعلو منـزلته وقدره، فعبرت عن الجلال والعظمة والشرف لا المكان التي أشارت إليه. أو أن ربها هو خالق هذه السماء التي أشارت إليها.
فقد يكون في سؤالها وإجابتها إثبات وجود الله لا إثبات الجهة.
ونحن نتوجه في صلاتنا لله نحو الكعبة، وفي دعائنا نرفع أيدينا نحو السماء؛ فالكعبة هي قبلة صلاتنا، والسماء هي قبلة دعائنا؛ فلا الكعبة ولا السماء انحصر الله فيهما.
وقد قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (ج5 /ص22) : [في شرح حديث الجارية ما نصه : كان المراد امتحانها هل هي مؤمنة موحدة تقر بأن الخالق المدبر الفعال هو الله وحده، وهو الذي إذا دعاه الداعي استقبل السماء كما إذا صلى المصلي استقبل الكعبة وليس ذلك لأنه منحصر في السماء كما أنه ليس منحصرا في جهة الكعبة بل ذلك لأن السماء قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين. أو هي من عبدة الأوثان العابدين للأوثان التي بين أيديهم فلما قالت: في السماء علم أنها موحدة وليست عابدة للأوثان].
وقد جاء في فتح الباري (ج13/ص402) .
[قوله صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله قالت في السماء فحكم بإيمانها مخافة أن تقع في التعطيل لقصور فهمها عما ينبغي له من تنـزيهه مما يقتضى التشبيه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا].
فجواب الجارية إن كان بالإشارة أو بترجمة الإشارة إلى قول لا يعقد عليه تحديد وجود الله في السماء، وكان اختبارًا خاصًا لمن لا يستطيع النطق أو الإفصاح عما في قلبه من الاعتقاد.
وفي باب الحديث عن سؤال الجارية يستحضر قوله تعالى: (ءأمنتم من السماء أن يخسف بكم الأرض) لتقوية أن الحديث يؤخذ على ظاهره.
فقد فسر أن المقصود "من في السماء" عند بعض المفسرين؛ بالله عز وجل ... وفي هذا التفسير نظر؛
- أن "في" تفيد الظرفية، والله تعالى غير مظروف، فقد كان ولم يكن مع شيء، ثم أوجد السموات والأرض بمشيئته سبحانه وتعالى ... وفي ذلك تجسيد لله، وأن الله عز وجل هو دونها ... تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
- أن "مَن" تدل على المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث، وبالقرينة يحدد المقصود، وهذا لا يصلح مع الله تعالى.
أن " مَن" تستعمل للدلالة على العاقل، أو تختص بالعاقل؛ وهي تأتي اسمًا موصولا؛ كما في قوله تعالى : (ولله يسجد مَن في السموات ومَن في الأرض)؛ أي الذي في السموات والذي في الأرض، وفي السموات والأرض العاقل وغير العاقل، وتأتي شرطًا؛ كما في قوله تعالى: (ومَن يعمل من الصالحات وهو مؤمن)، فمنهم من يعلم الصالحات عن إيمان وبغير إيمان، ومنهم لا يعمل الصالحات، وتأتي اسم استفهام؛ كما في قوله تعالى: (قالوا مَن فعل هذا بآلهتنا) .. وسؤالهم كان عن فرد هو واحد منهم .. فـ"مَن" بفتح الميم تستعمل مع التبعيض كما أن "مِن" بكسر الميم حرف جر للتبعيض .... والله تعالى لا يصح أن يكون بعضًا من السماء أو بعض من في السماء.
- أن "مَن" دلت أيضًا على غير المذكور، لاحتمال أن يكون واحدًا منهم، فساوت بينهم، أو هناك مثله في مكان آخر، فحدد هو بهذا المكان، وهذا لا يصح مع الله تعالى.
أن "مَن" تدل على نكرة، والله تعالى لا يصح أن يكون نكرة في أي حال من الأحوال.
فـ"من في السماء" ليس لها تفسير إلا بالملائكة الذين يكلفهم الله تعالى بالعذاب متى شاء، وفي قصة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من الطائف أنه نزل مع جبريل ملك الجبال يعرض عليه إطباق الأخشبين (جبلي مكة) على أهل مكة، وفي قصة هلاك قوم لوط؛ جاءت ملائكة ففعلت بهم ما فعلت؛ فجعلت عالي القرية سافلها... فالمقصود في هذه الآية الملائكة .. ولا يصح أن يكون الله عز وجل هو المقصود فيها.
فلا استدلال بهذه الآية على الأخذ بظاهر جواب جارية أعجمية يدل حالها على أنها خرساء؛ لعدم معرفة صاحبها حالها مع الإيمان.. وأنها قادرة على فهم القول كان كلامًا أو إشارة، لأنها أدت إجابة بعد السؤال. ولو كانت في حال تنطق فيه بكلام مبين لما قبل منها غير النطق بالشهادتين.. ودلت القصة على أنها غير مكلفة شرعًا لعلة فيها تدل عليها القصة فقبل منها إيمان من أن تكلف.
والله تعالى أعلم.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
 
سامحك الله ..
فهذا الحديث لا زال السلف وأهل السنة يستدلون به على علو الله تعالى وفوقيته .. ويأخذون بظاهره ... لا يتأولونه تأويلات أهل الباطل ..
وليس المراد بظاهره ما ذكرته من كونه (مظروفاً ! ) . انظر : « الفتوى الحموية الكبرى» ص528-531 .
ولله در ابن القيم حين قال :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ومن العَجَائِبِ قولُهُم لمن اقتدى= بالوحيِ من أثرٍ ومن قُرآنِ
حَشَوِيَّةٌ يعنون حَشواً في الوجُو=د وفضلةً في أُمَّةِ الإنسانِ
ويظنُ جاهلُهُم بأنَّهُمُ حَشَوا= ربَّ العِبَادِ بداخلِ الأكوَانِ
إذ قَولُهُم فوقَ العِبَادِ وَفِي السَّمَا=ء الرَّبُّ ذُو المَلكُوتِ والسُّلطَانِِ
ظنَّ الحميرُ بأنَّ في للظَّرفِ والرَّ= حمنُ محوىٌّ بظرفِ مكانِِ
والله لم يسمع بذا من فرقةٍ= قالتهُ في زمنٍ من الأزمانِِ
لا تَبهتُوا أهل الحديث به فما= ذا قولُهُم تباً لذي البُهتانِ
بل قولُهُم أن السَّمواتِ العُلَى= في كفِّ خالق هذه الأكوانِ
حقا كخردلة ترى في كفِّ مم=سكها تعالَى الله ذو السُّلطانِ
أترونَهُ المحصور بعد أمِ السَّمَا= يا قومنا ارتدعوا عن العُداونِ !
كم ذا مشبهةٌ وكم حشويةٌ= فالبهت لا يخفى على الرحمنِ ![/poem]

أما ما ذكره الإمام البيهقي رحمه الله تعالى أن الإمام مسلما " أخرجه مقطعا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف ، عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ، وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه " ، فصحيح مسلم بين أيدينا والقصة موجودة فيه ، فلا نتركها ، مع ورود الاحتمال على ما ذكره بأن ذلك بحسب النسخة التي وقف عليها ، كما أشار إليه بعض الأفاضل .

أما حديث أبي هريرة ففي إسناده المسعودي اختلط بآخره ، ويزيد بن هارون الراوي عنه أخذ عنه بعد الاختلاط كما أشار إلى ذلك محقق كتاب العلو (1/261) .
ويستغرب من تركك رواية الصحيح لهذه الرواية وبناء استنتاجاتك عليها ! .

أما القول بأن السماء قبلة الدعاء فهو قول مفتقر إلى دليل .

أما التأويل المتكلف المبتدع الذي ذكرته في قوله تعالى " أأمنتم من في السماء " ، فينقضه هذا السؤال : هل المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " [ أخرجه الترمذي وصححه وأبو دواد وصححه العراقي والذهبي ] أن الملائكة ترحم الناس ؟! .
وهل المراد بقوله صلى الله عليه وسلم : "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا " [أخرجه مسلم ] أن الملائكة تبيت ساخطة عليها ؟! .
وهل كان إبراهيم عليه السلام مخطئاً حين قال لله : " اللهم إنك واحد في السماء ، وأنا في الأرض واحد أعبدك " ؟ [ أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية وحسنه الذهبي والمناوي وابن حجر ] .

أما التأويل الذي نقلته بأن معنى قوله : " في السماء " : استعلام الفرق بين الرتبتين في المنـزلة والدرجة فهو التأويل الذي ذكره الأستاذ أبو بكر بن فورك رحمه الله في مشكل الحديث ، وهذا الكتاب متأثر بتأويلات الجهمية كبشر المريسي كما أفاده شيخ الإسلام .

فليتك كلفت نفسك مراجعة كتب أهل الحديث قبل ان تكتب ما كتبته .

قال الإمام ابن القيم في ذكر الأدلة على علو الله :
[poem=font="Simplified Arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
هذا ورابع عشرها اقرار سا=ئلة بلفظ الأين للرحمن
ولقد رواه أبو رزين بعدما= سأل الرسول بلفظه بوزان
ورواه تبليغا له ومقررا= لما أقر به بلا نكران
هذا وما كان الجواب جواب من= لكن جواب اللفظ بالميزان
كلا وليس لمن دخول قط في= هذا السياق لمن له أذنان
دع ذا فقد قال الرسول بنفسه= اين الاله لعالم بلسان
والله ما قصد المخاطب غير معن=اها الذي وضعت له الحقاني
والله ما فهم المخاطب غيره=واللفظ موضوع لقصد بيان
يا قوم لفظ الأين ممتنع على الرحمـ=ـن عندكم وذو بطلان
ويكاد قائلكم يكفرنا به= بل قد وهذا غاية العدوان
لفظ صريح جاء عن خير الورى= قولا واقرارا هما نوعان
والله ما كان الرسول بعاجز= عن لفظ من مع أنها حرفان
والأين أحرفها ثلاث وهي ذو= لبس ومن غاية التبيان
والله ما الملكان أفصح منه اذ= في القبر من رب السما يسلان
ويقول أين الله يعني من فلا=والله ما اللفظان متحدان
كلا ولا معناهما أيضا لذي =لغة ولا شرع ولا انسان[/poem]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً : أن علو الله تعالى ثابت في القرآن الكريم قبل ثبوته في السنة النبوية فالله تعالى هو؛ (المتعال، العلي، الأعلى) بأدلة قطعية الثبوت والدلالة:
قال تعالى : (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) الرعد.
وقال تعالى : (فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) غافر.
وقال تعالى : (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) الشورى.
وقال تعالى : (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) الشورى.
وقال تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الأعلى.
وتأتي صفة العلو في القرآن لتدل على علو المكان أو على المكانة؛
ففي علو المكانة والغلبة؛
قال تعالى : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) طه.
وقال تعالى : (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) النمل.
وفي علو المكان والمكانة؛
قال تعالى : (لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) الصافات.
وفي علو المكان؛
قال تعالى : (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) النجم.
فصفة العلو لله ثابتة في القرآن الكريم، وإثباتها في السنة هو إثبات لها بدليل آخر، فلو لم يوجد دليل على هذا الإثبات في السنة، لما نفي عدم وجوده ثبات هذه الصفة في القرآن الكريم.
فلا يحول موضوع سؤال الجارية عن الله إلى موضوع إثبات علو الله بهذه القصة.

ثانيًا : سؤال الجارية سؤال خاص، لوضع خاص، لمن لا يستطيع أن يصرح بإيمانه، والنطق بالشهادتين كما ينبغي أن تقال.
وسواء ما ذكره الإمام البيهقي رحمه الله تعالى أن الإمام مسلما " أخرجه مقطعا من حديث الأوزاعي وحجاج الصواف ، عن يحيى بن أبي كثير دون قصة الجارية ، وأظنه إنما تركها من الحديث لاختلاف الرواة في لفظه " ، أو لم يخرجه مقطعًا، فإن الجارية الأعجمية محتاجة لأسلوب يعرف بها إيمانها لم يقدر عليه صاحبها، فجعل ذلك للنبي عليه الصلاة والسلام، فعرف هذا الأسلوب من كشف الروايات الأخرى له.

ثالثًا : أننا نرفع أيدينا، ونفتح أكفنا باتجاه السماء، ونتوجه بقلوبنا نحو السماء، لأن السماء هي جهة نزول الرحمة، وهذا ما جعل بعض العلماء يقول أن السماء قبلة الدعاء.
والإقبال قد يكون بالوجه مع بقاء الجسد في مكانه، أو الوجود في نفس المكان؛
قال تعالى : (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) القلم.
وقد يكون الإقبال بالجسد كله إلى شيء أو جهة لا يريد غيرها.
قال تعالى : (يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ (31) القصص.
وقال تعالى : (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) الصافات.
والإقبال في الصلاة جهة الكعبة لا يقبل إذا كان للوجه فقط، وتوجه باقي الجسد إلى أحد الجانبين.
فالإقبال إلى القبلة يكون بكامل الجسد من أمام.
ففتح اليدين ورفعهما جهة السماء يكون مع إقبال النفس نحوها، وكأن الداعي يرى الله عز وجل؛ إن كان على حال المحسنين، فالجهة التي تناسب عظمة الله وتكون بلا حدود تقف عندها هي الجهة العليا؛ أي جهة السماء. وليس ذلك لأن الله عز وجل في السماء.
وقد يكون في القول بأن السماء قبلة الداعين فيه تجاوز، وأن القبلة تحدد بأمر شرعي قابل للنسخ، كما حصل في تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وان الدعاء من العبادة، والتوجه فيه إلى القبلة كما في الصلاة أحضر للقلب.

رابعًا: جاء في بعض الأحاديث كأن الله تعالى هو المقصود وحده في السماء؛
: " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " [ أخرجه الترمذي وصححه وأبو دواد وصححه العراقي والذهبي ]
: " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى عَنْهَا " [أخرجه مسلم ]
: " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحًا ومساءً" [أخرجه البخاري]
وحديث آخر تكلم في صحته العلماء ولو حسنه بعضهم؛
: " اللهم إنك واحد في السماء ، وأنا في الأرض واحد أعبدك " ؟ [ أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية وحسنه الذهبي والمناوي وابن حجر.]
هذه الأحاديث فهم من لفظ "مَن" و "الذي" أن المقصود هو الله عز وجل الذي لم يأت اسمه عز وجل صريحًا فيها.
كثر في القرآن الكريم مجيء آيات تذكر فعلا لله عز وجل كأنه فعله بنفسه؟، ثم تأت آيات أخرى تبين تكليفه للملائكة بذلك، وقد قيل أن المتكلم لا يذكر نفسه بوصف الجمع من باب التعظيم والتفخيم إلا إذا كان له أتباع ينفذون ما يأمرهم به كما يريد .. فمن ذلك؛
قال تعالى : (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ..(42) الزمر.
وقال تعالى : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11) السجدة.
وقال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) الشورى.
ثم قال تعالى : (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) الشعراء.
وقال تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ..(27) فاطر.
وقال تعالى بضمير الجمع : (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) ق.
وفي قصة الرجل الذي يتصدق بثلث ما تخرجه حديقته؛ فقد سمع رجل صوتًا في السماء يقول اسق حديقة فلان.
فالملائكة هي التي تتولى تنفيذ أمر الله تعالى بإنزال الرحمة؛ والرحمة هي العطاء الذي يعطي المرحوم به استمرارًا في العيش برضا وسعادة.
وقال تعالى في وصف أفعال الملائكة : (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) البقرة
وقال تعالى : (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) النحل.
فمن رضي الله عنه أو سخط عليه؛ بلغ جبريل بذلك؛ فينادي جبريل الملائكة مبلغًا برضا الله عن ذلك أو سخطه عليه، وكلما كثر عدد الراضين زادت مرتبة الرضا، وكلما زاد عدد الساخطين عظم السخط عليه.
وجبريل عليه السلام أمين عند الله تعالى في تبليغ كلامه للنبي عليه الصلاة والسلام:
قال تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) التكوير.
والنبي صلى الله عليه وسلم أمين في تبليغ ما بلغه جبريل عليه السلام التي كان يأتيه من السماء وليس الذي يبلغه هو ممن في الأرض.... وأنه كان يراجعه فيما بلغه من آيات الله، وقد راجعه في القرآن مرتين في ىخر رمضان قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
فما ورد في هذه الأحاديث هو إما جبريل عليه السلام أو الملائكة. فهذا الذي يصلح من تنكير المقصود وعدم التصريح بذكر اسمه أو صفته الدالة عليه وحده.
فلا ننكر أحاديث صحيحة على قلتها.
ولا نجعلها مناقضة أو مخالفة لما في القرآن الكريم الذي لم يأت فيه بحصر أو تجسيد لله عز وجل.
وباب التوفيق بينهما قائم.

رابعًا : سؤال الجارية بـ "أين" التي هي للمكان فإن السؤال بها عن المكانة أيضًا جائزًا، وقد فسرت في سؤال الجارية بذلك .. وذكرته من باب العلم بوروده.
لكن وكما قلت فإن حالة الجارية حالة خاصة، واستجواب خاص؛ يشرع في مثل هذه الحالة، ولا يعمم على غيرها...
فقد رخص عليه الصلاة والسلام لمن يعذب أن يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بسوء عندما يعجز عن تحمل العذاب، وقال لذلك الصحابي المستضعف: فإن عاودوك فعد، مع بقامة حرمة الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك كان في حالة خاصة، وقلب هذا الصحابي مطمئن بالإيمان.

خامسًا : أن القول هو البلاغ عما في النفس من كلام صاحبه أو نقلا عن غيره، ويكون بالكلمة وبالإشارة، ومما يستشهد به قول الشاعر: قالت له العينان والحاجب. فعد التبليغ بإشارة العينان والحاجب قولا.
وفي قصة مريم عليها السلام؛ أنها صامت عن الكلام، وكان قولها إشارة؛
قال تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) ...( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) مريم؛ فهي قد بلغت بالإشارة أنها صائمة فكانت إشارتها قولا، وأشارت إليه ليكلموه، فكانت إشارتها قولا لهم.
وكل ما ورد في قصص في القرآن الكريم من "قال" أي بلغ بلسانه، وأخبرنا سبحانه وتعالى وبلغنا عن هذا البلاغ بكلامه، فكان في كلام الله تعالى قولهم وليس كلامهم ... فاعرف ذلك.
حتى أن بلاغ جبريل بالقرآن للنبي صلى الله عليهما سلام قولا لجبريل مع أن الكلام هو كلام الله عز وجل؛ قال تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) الحاقة. وقال تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) التكوير.
فما نقل لنا من قول في حديث الجارية هو بيان لما كان من إشارات بينتها أحاديث أخرى.

سادسًا : هل تفيد "في" الظرفية في كل أحوالها؟
إن استعمال القرآن الكريم لـ "في" جاء مع الحركة، واستعماله لـ "على" جاء مع الثبات.
قال تعالى : (وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) الشورى.
فمع الجري والحركة استعمل "في" البحر، ومع سكون الريح وثبات السفينة في مكانها على وجه البحر؛ استعمال "على".
وقال تعالى : (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) الملك
وقال تعالى : (وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) المائدة.
وقال تعالى : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) الأنعام.
وقال تعالى : (قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ .. (26) المائدة.
فالمشي، والسعي، والسير، والتيه؛ وغير ذلك، فيها حركة مطلقة غير محددة، فاستعمل معها "في"... ولا يعنى ذلك الدخول في جوفها إلا عند قصير النظر في اللغة...
ولا تفسر "في الأرض" في الآيات السابقة بمعنى "على الأرض" فيجعل ذلك دليلا على أن معنى "في السماء" هو "على السماء" خلاف استعمالها العام في القرآن الكريم
فـ "في" مكونة من حرفين" هما الفاء والياء، والفاء مستعملة في لغة العرب للحركة، والياء للتحول؛ فمن اجتماع الحرفين حرى استعمال "في" في الانتقال والتحول، وعلى ذلك كان استعمالها في كل ما استعملت فيه.
ومع ثبات الميت وعدم حركته بعد هلاكه استعمل "على" بدلا من "في"؛ لأن هلاكه سيجعله ثابتًا في آخر مكان كان فيه؛
قال تعالى : (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ ... (45) فاطر.
قال تعالى : (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ ... (61) النحل.
ويبن تعالى أن عبادة يمشون بطريق ثابت في الأرض بلا تكبر ولا يستخفهم الجاهلون؛ فجعل "على" مكان "في" ؛
فقال تعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) الفرقان.
أما قول فرعون في صلب السحرة بعد إيمانهم (في جذوع النخل) فإنه أراد أن تسيح لحومهم وشحومهم على النخل، زيادة في إرهابه للناس، لأن الصلب هو تعليق المقتول وعرض في الهواء ليتعفن جسده، ويسيل شحمه ولحمه، ولا يبقى إلى ما صلب منه؛ أي عظامه؛ فلذلك سميت هذه الطريقة بالصلب، وطريقة تعليقه على الخشب أو الشجر أو الجدار بالصليب.
قال تعالى: (قَالَ آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) طه.
فقول فرعون بهذه الزيادة كان في هذا الموضع فقط، وبين ذلك بقوله " وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى".
فاستعمال "في" جاء مع الحركة؛ وقد تكون الحركة في شيء للوصول إلى المطلوب فيه، أو النظر فيه ليراه.
لذلك لا يصح الجزم أن يكون المقصود "بمن" في قوله تعالى "ءأمنتم من في السماء" هو الله عز وجل فلا البحث عن وجوده يكون فيها، ولا نظر إليه فيها، إلا أن يكون في الحركة فيها، أو النظر فيها، ما يكشف ويدل على أنه لا معبود فيها غيره سبحانه وتعالى.
كما قال تعالى : (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3) الأنعام. فالله تعالى هو المعبود؛ ومن كان معبودًا وجب عليه أن يعرف حال العابدين في سرهم وجهرهم أينما كانوا في السموات وفي الأرض، فحيثما وجد أحد في السموات والأرض كان الله تعالى يعلم سره وجهره.
ومثل ذلك قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) الزخرف.
فلم يقل "وهو الذي في السماء" أو "وهو الذي في الأرض" فكانت مطلقة؛ فتصرف إلى ذات الله؛ بل أتبعهما بـ "إله" ، "فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ"، على أنه المعبود فيهما.
وما السموات والأرض إلى خلق يسير من خلق الله تعالى وسعهما كرسيه، والأرض قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه.
وهذا الأمر يحتاج إلى أدلة قطعية الثبوت وقطعية الدلالة حتى لا يكون فيه قول.
وكل عالم يريد أن ينزه الله تعالى بقدر ما تيسر له ... ولهذا كان الخلاف بينهم في دراسة هذه المسألة وغيرها... فيقع بعضهم في محظورات يؤخذ عليه بها.
والله تعالى أعلم.
 
عودة
أعلى