سؤال إلى أهل القراءات

أبو مالك العوضي

فريق إشراف الملتقى المفتوح
إنضم
12/08/2006
المشاركات
737
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
سؤالي إلى أهل القراءات :

هل قرأ أحد من القراء -ولو في الشواذ- قوله تعالى: { من تحتها الانهار } بنقل همزة (الأنهار) مع إثبات ألف (تحتها)؟

ولا يلزم أن يكون ذلك خاصا بهذا الموضع؛ بل أي موضع مشابه سيفي بالغرض؛ مثل:
(بها الاَولون) - (سيرتها الاُولى) - (وحملها الاِنسان) - (منها الاَذل)

وجزيتم خيرا مقدما.
 
قال صاحب النجوم الطوالع في شرح الدرر اللوامع -عند شرحه لبيت ابن بري التازي الرباطي
والهمز عند نقلهم حركته *** يحذف تخفيفا فحقق علته​
:"وبعض من لا علم عنده يثبت حرف المد في مثل ذلك حال النقل وهو خطأ في القراءة وإن كان جائزا في اللغة." ص:75
وهذا يحتاج إلى تنقيب في كتب اللغة، وقد وقفت على نقل من كلام سيبويه يقول فيه بالحذف، إن شئت نقلته لك.
 
قال سيبويه رحمه الله:"واعلم أن كل همزة متحركة، كان قبلها حرف ساكن، فأردت أن تخفف، حذفتها وألقيت حركتها على الساكن الذي قبلها." (الكتاب للإمام سيبويه 3/545 )
 
تطرق إلى هذه المسألة المحقق ابن الجزري في النشر، فقال في التنبيه الثالث من التنبيهات التي ذيل بها باب النقل:
"الثالث: أنه إذا كان قبل لام التعريف المنقول إليها حرف من حروف المد أو ساكن غيرهن لم يجز إثبات حرف المد، ولا ورد سكون الساكن مع تحريك اللام؛ لأن التحريك في ذلك عارض، فلم يعتد به، وقدر السكون؛ إذ هو الأصل، ولذلك حذف حرف المد وحرك الساكن حالة الوصل، وذلك نحو: {والقى الالواح} و{سيرتها الاولى}، {وإذا الارض}، {وأولي الامر}، و{في الانعام}، و{يحي الارض}، و{قالوا الآن}، {وأنكحوا الايامى}، و{أن تؤدوا الامانات} ونحو: {فمن يستمع الآن}، و{بل الانسان}، و{الم نهلك الأولين}، و{عن الآخرة}، و{من الارض}، و{من الاولى}، {وأشرقت الارض}، و{فلينظر الانسان}.
وكذلك لو كان صلة أو ميم جمع، نحو: {وبداره الارض}، و{لا تدركه الابصار}، {وهذه الانهار}، و{هذه الأنعام}، {ويلههم الامل}، {وأنتم الأعلون}.
وهذا مما لا خلاف فيه بين أئمة القراء، نص على ذلك غير واحد؛ كالحافظ أبي عمرو الداني، وأبي محمد سبط الخياط، وأبي الحسن السخاوي، وغيرهم.
وإن كان جائزاً في اللغة وعند أئمة العربية الوجهان: الاعتداد بحركة النقل، وعدم الاعتداد بها، وأجروا على كل وجه ما يقتضي من الأحكام، ولم يخصوا بذلك وصلاً ولا ابتداء، ولا دخول همزة ولا عدم دخولها، بل قالوا: إن اعتددنا بالعارض فلا حاجة إلى حذف حرف من {في الأرض} ولا إلى تحريك النون (من لان) وأنشد في ذلك ثعلب عن سلمة عن الفراء:
لقد كنت تخفي حب سمراء خيفة ... فبح لان منها بالذي أنت بائح
وعلى ذلك قرأنا لابن محيصن: (يسألونك عن لَّهله)، و(عن لَّنفال)، و(من لَّاثمين) وشبهه: بالإسكان في النون وإدغامها، وهو وجه قراءة نافع ومن معه: {عاداً لولى} في النجم كما تقدم.
ولما رأى أبو شامة إطلاق النحاة ووقف على تقييد القراء استشكل ذلك فتوسط وقال ما نصه: جميع ما نقل فيه ورش الحركة إلى لام المعرفة في جميع القرآن غير {عاداً لولى} هو على قسمين:
أحدهما: ظهرت فيه أمارة عدم الاعتداد بالعارض، كقوله تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة}، {وما الحياة الدنيا في الآخرة}، {ويدع الإنسان}، {قالوا الآن}، {أزفت الآزفة} ونحو ذلك. ألا ترى أنه بعد نقل الحركة في هذه المواضع لم تُردَّ حروف المد التي حذفت لأجل سكون اللام ولم تسكن تاء التأنيث التي كسرت لسكون (لازفة)، فعلمنا أنه ما اعتد بالحركة في مثل هذه المواضع، فينبغي إذا ابتدأ القارئ له فيها أن يأتي بهمزة الوصل؛ لأن اللام وإن تحركت فكأنها بعد ساكنة.
القسم الثاني: ما لم يظهر فيه أمارة، نحو: {وقال الإنسان مالها} فإذا ابتدأ القارئ لورش هنا اتجه الوجهان المذكوران انتهى.
وهو حسن لو ساعده النقل. وقد تعقبه الجعبري فقال: وهذا فيه عدول عن النقل إلى النظر، وفيه حظر.
قلت: صحة الرواية بالوجهين حالة الابتداء من غير تفصيل بنص من يحتج بنقله فلا وجه للتوقف فيه.
فإن قيل: لم اعتد بالعارض في الابتداء دون الوصل وفرق بينهما رواية مع الجواز فيهما لغة؟
فالجواب: أن حذف حرف المد للساكن والحركة لأجله في الوصل سابق للنقل، والنقل طارئ عليه، فأبقي على حاله؛ لطرآن النقل عليه، ولم يعتد فيه بالحركة. وأما حالة الابتداء فإن النقل سابق للابتداء، والابتداء طارئ عليه، فحسن الاعتداد فيه، ألا تراه لما قصد الابتداء بالكلمة التي نقلت حركة الهمزة فيها إلى اللام لم تكن اللام إلا محركة، ونظير ذلك حذفهم حرف المد من نحو: {وقالا الحمد لله}، {ولا تسبوا الذين}، و{أفي الله شك} وإثباتهم له في: {ولا تولوا}، و{كنتم تمنون} لطرآن الإدغام عليه كما قدمنا، وذلك واضح، والله أعلم".
 
التعديل الأخير:
قال سيبويه رحمه الله:"واعلم أن كل همزة متحركة، كان قبلها حرف ساكن، فأردت أن تخفف، حذفتها وألقيت حركتها على الساكن الذي قبلها." (الكتاب للإمام سيبويه 3/545 )
هذه مسألة مختلفة عن مسألتنا يا شيخنا الفاضل، وإن كان لها تعلق بها.
فمسألة النقل معروفة في كتب النحو والقراءات، وإنما الكلام عن وجود ساكن آخر قبل هذا الساكن المنقول إليه الحركة.
وكلام ابن الجزري الذي تفضل بنقله الأستاذ محمد عمران هو المطلوب، وجزاكم الله خيرا.
 
قال سيبويه رحمه الله:"واعلم أن كل همزة متحركة، كان قبلها حرف ساكن، فأردت أن تخفف، حذفتها وألقيت حركتها على الساكن الذي قبلها." (الكتاب للإمام سيبويه 3/545 )
إن قوله :"كل همزة متحركة."
نص في الجواب لأنه لم ستثن، وهذا كلام الأوائل.
 
ما سمعنا بهذا ألبتة

ما سمعنا بهذا ألبتة

سؤالي إلى أهل القراءات :

هل قرأ أحد من القراء -ولو في الشواذ- قوله تعالى: { من تحتها الانهار } بنقل همزة (الأنهار) مع إثبات ألف (تحتها)؟

ولا يلزم أن يكون ذلك خاصا بهذا الموضع؛ بل أي موضع مشابه سيفي بالغرض؛ مثل:
(بها الاَولون) - (سيرتها الاُولى) - (وحملها الاِنسان) - (منها الاَذل)

وجزيتم خيرا مقدما.

مطلقا لم يقرأ به أحد ولا يجوز ألبتة لغةً ، وليس المثال الذي أورده ثعلب من هذا الباب ولا أمثلة قراءة ابن محيصن منه لأن {الآن} كلمة خاصة لكثرة استعمالها. وكل ما كثر استعماله حصل فيه تغيير مثلما حصل لـ {لتخذت}. وأمثلة ابن محيصن في حذف نون عن ومن لالتقاء الساكنين هو لغة معروفة وهذه الكلمات أيضا مما يكثر استعماله ، ومن شعر أبي الطيب:
ولديه مِ العقيانِ والأدب المفادِ ومِ الحياة ومِ الممات دلائل​
ويمكن أن تكون قرينة لنا أنهم إذا حذفوا الساكن لالتقاء الساكنين فيما كثر استعماله ومنه {عادا الأولى} لنافع فكيف نطمع أن يثبتوا حرف علة؟
لا يجوز ذلك لغة ولم يقرأ به ألبتة.
لا في السبعة ولا في ما شذ عنها من العشرة والأربعة عشرة ولا فيما شذ عن هذه أيضاً ، هذا الكامل في القراءات( العشر والأربعين الزائدة عليها) ليس فيه من قرأ حرفا واحدا بذلك. وأنحى الناس من لم يُلحن أحدا كما قال الأخفش الأكبر وكل يتكلم بحسب اطلاعه، والله من وراء القصد
ودمتم بودّ​
 
إن قوله :"كل همزة متحركة."
نص في الجواب لأنه لم ستثن، وهذا كلام الأوائل.
شيخنا الفاضل
كلامنا ليس عن الهمزة، ولا عن الساكن قبلها.
كلامنا عن الحرف الذي قبل هذا الساكن.
 
مطلقا لم يقرأ به أحد ولا يجوز ألبتة لغةً
وفقك الله وسدد خطاك
أما أنه لم يقرأ به أحد فلا مانع، وأما أنه لا يجوز لغة فغير صحيح، فقد نص العلماء كابن الجزري وغيره على أن ذلك جائز في اللغة.
 
وفقك الله وسدد خطاك
أما أنه لم يقرأ به أحد فلا مانع، وأما أنه لا يجوز لغة فغير صحيح، فقد نص العلماء كابن الجزري وغيره على أن ذلك جائز في اللغة.
الفيصل هو المثال، لكيلا نسيء فهم ابن الجزري وغيره نورد مثاله إن مثّل فإن لم يمثل أمكن فهم قوله على أكثر من وجه. إن عنيتم النص المورد أعلاه فالأمثلة نحت منحى آخر. لم اعثر على مثال يجيز ذلك لغة، وقد بينت رأيي في مثال ثعلب. فإن وجدتم مثالاً قلنا معكم إن ذلك جائز لغة، وما أظنكم واجديه. ودمتم بودّ
 
وإن كان جائزاً في اللغة وعند أئمة العربية الوجهان: الاعتداد بحركة النقل، وعدم الاعتداد بها، وأجروا على كل وجه ما يقتضي من الأحكام، ولم يخصوا بذلك وصلاً ولا ابتداء، ولا دخول همزة ولا عدم دخولها، بل قالوا: إن اعتددنا بالعارض فلا حاجة إلى حذف حرف من {في الأرض}
أظن هذا المثال واضحا يا دكتور عبد الرحمن؛ فالياء من (في الأرض) كالألف من: {بها الأولون} الواردة في سؤال الفاضل أبي مالك.
وقبل المحقق ابن الجزري كان العلامة الجعبري قد عرض لهذه المسألة فقال:
"وللعرب فيها مذهبان:
أحدهما (وهو الأكثر): عدم الاعتداد بها؛ فيجرون على الحرف المنقولة إليه حكم الساكن.
والثاني: الاعتداد بها؛ فيعاملونها معاملة المتحرك.
ومن ثم قيل على الأول: (مِنَ لَحْمَر) بتحريك النون، و(فِي لَحمر) بحذف الياء، (أَلَحمر) بالهمز.
وعلى الثاني سكنوا النون، وأثبتو الياء، وحذفوا الهمزة".
كنز المعاني في شرح حرز الأماني: 2/669.​
 
عودة
أعلى