سؤالي لكم يا أهل العلم

البلاغية

New member
إنضم
22/05/2006
المشاركات
26
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخواني تردت كثيرا في طرح هذا السؤال هل يحق لي أن أطرح مثل هذا السؤال أم لا؟!
ولكني أرجوا أن ألتمس منكم الجواب الشافي الذي يرشدني إلى الصواب
فأنا أولا وأخيرا طالبة علم بين أيديكم

فكلما قرأت هذه الآية
(يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين وإن يكن منكم مئة يغلبوا الفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون 65 الان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فأن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين وإن يكن منكم الف يغلبوا الفين بأذن الله والله مع الصابرين 66 )سورة الأنفال

يتبادر إلى ذهني سؤال وهو
بأن الله سبحانه وتعالى يعلم بأحوال المسلمين فلِمَ لَمْ يخفف عنهم من قبل ؟

وكذلك يتبادر إلى ذهني بسؤال قريب منه كلما قرأت أو مررت على دعاء الإستخارة
في قول رسول الله : ( اللهم إني استخيرك بعلمك، واستقدر بقدرتك، واسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوبز اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقر لي الخير حيث كان ثم ارضني به)

فنحن نعلم بأن الله يعلم ما كان وما سيكون فلم نقل اللهم إن كنت تعلم
لِمَ لمْ نقل اللهم إنك تعلم ؟

ارجو بأن ما أقصده وصل إليكم

تقبلوا تحياتي وفائق إحترامي
 
أما جواب السؤال الأول فهو أن المصلحة للفرد والمجتمع ولإقامة الدين قد تقتضي تكليفه بما فيه مشقة.
قال الطاهر ابن عاشور مبيّناً ذلك : ( فمعنى قوله : { آلآن خفف الله عنكم } أنّ التخفيف المناسب لِيُسْر هذا الدين روعي في هذا الوقت ، ولم يراع قبله لمانع منَع من مراعاته فرُجّح إصلاح مجموعهم .)

وأما السؤال الثاني فبيّنه العلامة ابن حجر في شرحه للحديث في فتح الباري بقوله :
( وَقَوْله " إِنْ كُنْت " اِسْتَشْكَلَ الْكَرْمَانِيُّ الْإِتْيَان بِصِيغَةِ الشَّكّ هُنَا وَلَا يَجُوز الشَّكّ فِي كَوْن اللَّه عَالِمًا . وَأَجَابَ بِأَنَّ الشَّكّ فِي أَنَّ الْعِلْم مُتَعَلِّق بِالْخَيْرِ أَوْ الشَّرّ لَا فِي أَصْل الْعِلْم .) انتهى

ويمكنك الرجوع إلى هذه الفتـوى
 
نفس الإجابة بلغة أسهل مراعاة للفهم

نفس الإجابة بلغة أسهل مراعاة للفهم

عفواً شيخنا الفاضل
استأذنك في صياغة الرد بأسلوب أبسط مراعاة لحالة أختنا أو ابنتنا السائلة ، وهو نفس ردكم الموقر ، ورد الفتوى .
في دعاء الاستخارة اللهم إن كنت تعلم
العبد المسلم يعلم دون شك أن الله يعلم أن هذا الأمر في ذاته خير أو شر ، فيقف العبد موقف العبد السائل : إن كان هذا خير فيسره لي . وإن كان هذا شر فاصرفه عني .
فكيف يصيغ سؤاله لله لا بد أن يقول : إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي .... فيسره لي .
وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي ... فاصرفه عني .
فالسؤال ليس فيه شك ، بل هو متضمن معنى عبودية العبد لله ، وأنه دعاء بأنك يا عالم الغيب تعلم أنه خير أو شر فإن كان خير فيسره لي ، وإن كان شر فاصرفه عني .
وأكرر أنه كأنه ترجمة لردكم وللفتوى ولكن بلهجة أهل مصر شبه العامية .
وأحب أن أعيد هنا تهنئتكم بالدكتوراة ، مع تمنياتنا أن تكمل رسالتك حتى نهاية القرآن ليطبع الكتاب ، مع محاولة أن تسير على نفس النمط ، فكأن المتبقي من الرسالة أيضاً أشرف عليه الأفاضل الذين أشرفوا على الدكتوراة .
 
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى:
أرى أن الذي ذهب إليه الشيخان الفاضلان ليس هو الذي تقصده الأخت البلاغية بلغها الله منزلة الصديقية فقوله :" الآن خفف الله عنكم " لا اشكال فيه فإن التخفيف سمة هذه الشريعة ، ولازال الله يخفف على عباده في التشريع حتى اكتمل الدين واستوى على سوقه، وإنما الاشكال الذي طرحته البلاغية هو في قوله تعالى :" وعلم أن فيكم ضعفا "
فأقول وبالله التوفيق:هذه جملة فعلية يحتمل أن تكون معطوفة على قوله:" الآن خفف .." وهنا يقع الاشكال المذكور. ويحتمل أن تكون جملة حالية والتقدير: وقد علم من قبل أن فيكم ضعفا.أو بتعبير آخر، فبعد التخفيف علم ضعفهم واقعاً وقبله علم أنه سيقع‏
والقول الثاني هو الأولى والأليق . والله أعلم
وأما الحديث فسيكون لي معه وقفة ثانية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‏‏
أَنَا حَامِدٌ أَنَا ذَاكِرٌ أَنَا شَاكِرٌ **** أَنَا جَائِعٌ أَنَا حَاسِرٌ أَنَا عَاري
‏ هِيَ سِتَّةٌ وَأَنَا الضَّمِينُ لِنِصْفِهَا **** فَكُن الضَّمِينَ لِنِصْفِهَا يَا بَارِي
‏‏ مَدْحِي لِغَيْرِكَ وَهْجُ نَارٍ خُضْتُهَا **** فَأَجِرْ عُبَيْدَكَ مِنْ دُخُولِ النَّار
 
وإنما الاشكال الذي طرحته البلاغية هو في قوله تعالى :" وعلم أن فيكم ضعفا "
لا إشكال لو نظرنا إلى ما قاله الإمام ابن عاشور في تفسير هذه الآية :
(وجملة "وعلم أن فيكم ضعفا " في موضع الحال ، أي:خفف الله عنكم وقد علم من قبل أن فيكم ضعفا، فالكلام كالاعتذار على ما في الحكم السابق من المشقة بأنها مشقة اقتضاها استصلاح حالهم)

ومثل هذا قوله تعالى " ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعمنّ اللهُ الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" {العنكبوت ، 3}
قال الإمام ابن جرير الطبري :
(...والله عالمٌ بذلك منهم قبل الاختبار ، وفي حال الاختبار ، وبعد الاختبار ، ولكنّ معنى ذلك : وليظهرن الله صدق الصادق منهم في قيله : آمنا بالله . من كذب الكاذب منهم ،
بابتلائه إياه بعدوه ، ليَلعلم صدقه من كذبه أولياؤه. )


وكذلك قوله تعالى : " ولنبلونكم حتى نعلمَ المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم " {محمد ، 31}
قال الإمام ابن عاشور :
(الأحسن أن يكون "حتى نعلم" مستعملا في معنى حتى نُظهِرَ للناس الدعاوي الحق من الباطلة، فالعلم كناية عن إظهار الشيء المعلوم بقطع النظر عن كون إظهاره للغير
كما هنا أو للمتكلم)
 
هل من الممكن أن يكون سبب الالتباس عند الأخت في الحديث هو " إن " في قوله ص :" إن كنت تعلم " ؟
وهي ترى مثلا أنه كان من المفترض أن يكون " إذا " ؟!!
نرجو من الأخت مزيد توضيح في نقطة الحيرة فالجملة مفهومة بسهولة كما بينها ابن حجر
 
التعديل الأخير:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم جزيل الشكر على ردودكم وتوضيحكم للإشكال الذي كان يراودني

بالنسبة للآية فقد كان قصدي في العلم وليس التخفيف كما ذكرت الأخت الغالية الحكيمة وقد زال ذلك الإشكال بعد توضيحها وتوضيح الأخ عمار جزاهم الله خير الجزاء

أما الحديث الشريف يا أخي عمرو الشاعر فلم أقصد الإشكال في إستخدام إن أو إذا ولكن كان مقصدي في المعنى الذي يتبادر لذهني في علم الله لما كان ولما سيكون
فأقصد لِمَ لم نقل اللهم إنك تعلم إن كان هذا الأمر خيرا لي فيسره لي ......

ولكن بفضل الله ثم بفضل إخواني وأساتذتي أبو مجاهد العبيدي وتوضيح الأستاذ مصطفى علي
زالت تلك الغمامة جزاهم ربي خير الجزاء

ومن هذا المقام أهنأ الأخ أبو مجاهد العبيدي على الدكتوراه

أكرر شكري لكم جميعا

بارك الله فيكم وزادكم علما ونفع بكم

تحيتي لكم

أختكم
البلاغية ابنة اللغة العربية
 
عودة
أعلى